Skip to main content

Full text of "حديث القران عن القلوب"

See other formats










27/4 ممعم وموم سر مر هجتتجركي مرو و م عر ا 
سي ست يا ا ا بي 0 


1000 لم 2 ل 1 5 0 








ا : 
ل | 


0 


مم رسن 


0-5 2 
حا اناه و يل و تن ل سل ل سل لشحير 
مم 39- 
تم 


- 


1 


المملكة العربية السعودية” 


لح سس وروي ساك تأرو 


يي ِ 


ساس 2م 
ال ل ل ل حو و ل ل الى يمت 


الجامعة الإسلامية بالمديبة النبوية 
ااا 
0 
تلك 
4 


كلية القرأن الكريم 
قسم التفسير 
حمل يثك 
1 
كن 


ا 
1 
زسالة مقدمة لنيل درجة العالمية 
إعداد 


4 
0 


٠2 4ه‎ 


1 


لح كد 


06 


رد 1 
كس سل لل ص ع دنس ص ل ريل . 
اا 


0 
عادل بن سعد الجهني 





جح 


إبصيراف 
فضبلة الشبخ الدكتور / محمد عمر حوية 


5 8 سس ) 
ع 0 
م جح بوصو و . م 


شال ل م ى 
ا د كد كد ل و د ل كت كل 9 
؟ : ناكرباا يا , اا رار رار لمارا ارا ديا رلجصة 7-1 ار را حر ربا ياي - كمديدت نامانائارايا - 0 1 
ديا ااا 2 0 


6 ررطازء نت 
اي يب سنت 


(الماجستير) 














المقدمة 


00 ٠ 
. بسم الله الرحمن الرحيم‎ 
توطئة وشكر‎ 

الحمد لله الذي أنرل على عبده الكتاب ولم مجعل له عوجاء قدها 
لكان 0 شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم 
أجرا مدمفا احضع قال برا فك واس عليه وله ادر حكدا كثيراً طيبا 
ملء السموات وملء الأرض وملء ماشاء ربنا من شىءبعدء وشكراً ده 
نعمه التى ينا إلا هو سبحانه. 

والصلاة والسلام على خير الأنام محمد وعلى آله وصحبه اكوا فتيح 
الله به القلوب وشرح به الصدور فصدق فيه قوله تعالى: : (يلأيها البي إنا ' 
“أ رلك نهدا وسضر ا وتديزا بوواعيا إل :الله اذه وسبراها 0 
اماي | 

فإننى أحمد الله العظيي الذي سلك بي طريق العم اللذى هو.طريق | 
الأنبياء والمرسلين وأقدم هذا العمل المتواضع شكرا له تعالمى ليكون لبنة في 
بنيسان الشاكرين لرب العلمين: ثم أدعو الله عز وجل أن يجزى خيرا كل 
من علمنى حرفاء وأخص بالذكر هذه الجامعة المباركة والقائّين عليها من 
أساتذة ومسؤولين ولا يفوتنى أن أدعو الله لعلمائنا الأفاضل الذين أفدت 
بق كلموم وجيدمع نايعا وساشير | :وجي أن أفوك: رسيا اعفن لنا 
ولإخواننا الذين سبقونا بالإهلن ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا 
إنك رؤّوف ر حب ).0 0 

0 حو الس قي ا اكاك الي عن هنك] العمل يرا أو 
إشارة أو جهد وأخص منهم فضيلة الشيخ عبدالله الغنيمان الذى .كان له 
الفضل بعد الله عز وجل في وضع خطة هذا البحث. ظ ْ 

ثم أتقدم بالشكر العميق والدعاء الأريل لعتشي اطنم “ضيلة 
الشيخ محمد عمر حويه المشرف على هذه الرسالة الذى أولانى من عنايته 


الشىء الكثير وزين بق بملاحظاته القيمة وتوجيهاته السديدة. 


5 )0 الآيتان (معدىي) من ووه الأحزاب. 


(98) - الاواعمة بن سورك افو 


) 


سبب اختيار الموضوع 

لقد خلق الله القلب. ليعقل به صاحبه الحق ومن ثم يستخدمه فيما 
خلق نو ضاء عل هذا "الاتسمال عوط التسادة في الديهاوالاخرة او 
يكون الشقاء فيهما والقلب هو ملك الأعضاء المتصرف. فيها إن صلح 
صلحت وإن فسد 10000 

ولذلك فقد اه به اففماما عظيما" فق الككابي و اليسة ومين أجل 
ذلك ناقت نفسيى وتشوق قلي لبحث هذا الموضوع الذى يكشف عن خبايا 
القلوب ويزنها بميزان الشرع العادل. 

ويمكن تلخيص أسباب الاختيار في النقاط التالية: 

أولاً: أهمية هذا الموضوع وترتب السعادة أو :القتقاوة الأبذية عليه: 

ثانياء أن هذا الموضوع لا أعلم من من كتب فيه كتابة مستقلة وافية جمع 
فيها جميع أطرافه على منهج علمي وسلفي قويم وإن كانت بعض جوانبه 
كن مقطلل 


ثالاً. إشارة بعض إخوانى على بذلك وتأييد أساتذقى الكرام. 





)00 كما في قوله صلى الله عليه وسل: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح 
الجند كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب . 
أخر جه البخارى ف صحيحه 1 كتاب الإيمان 0( باب فضل من استبراً لدينه 


(9؟) رقم الحديث (08) ور في صحيحه 12194/9-* كناب المساقاة (99) 


باب أخذ الحلال وترك الشبهات (0؟) رقم الحديث (/ا١٠9/9ؤه١).‏ 


):( 


خطية البحث 


قمت بتقسيم هذا البحث إلى مقدمة وتقهيد وثلاثة أبواب وخاتة . 
وذلك على النحو التالى: 
المقدمة: وتشتمل على المطالب التالية: 
المطلب الأول: توطئة وشكر. 
المطلب الثانى: سبب اختيار الموضوع. 
المطلب الثالث: خطة البحث. 
المطلب الرابع: منهجي في الرسالة. 
التمهيد: و.يشتمل على المطلبين التاليين: 
المطلب الأول: تعريف القلب والمراد به في الكتاب والسنة. 
المطلب الثانى: علاقة القلب بالعقل. 
الباب الأول: حديث القران عن القلب السليم . . وفيه فصلان: 
الفصل الأول: أوصاف القلب السلم. . وفيه اثنان وثلاثون مبحثا: 


الضف 
يمه 
المبحث 
المنحت 
البح 
المحت 
ادق 
العف 
المسحك 
المببحث 


الأول: الهداية. 

الغانى: العم . 

الثالث: العبودية. 
الرابع: الإيمان. 

الخامس : اليقين. 
السادس: المحبة. 
السابع: الرجاء والخوف. 
الثامن: الوجل. 

التاسع: الخشوع. 
العاشر: الإخبات. 


الحادى عشر: الإنابة. 


ا مبتخث 
المخت 
المبحث 
المببحث 
الأبحت 
لشفي 
المبحث 
الث 
المع 
المسيف 
المبحث 
كت 
المبحث 
المحة 
المبحث 
المبعث 
المبحث 
المبحث 
المببحت 
المبحث 
المبحث 


)( 


الثانى عشر: التقوى. 

الثالث عشر: المراقبة. 

الرابع عشر: اللياء. 

الخامس عشر: الصدق. 
السادس عشر: التو كل . 
السايع “صف الشك: 

الثامن عشر: الاعتصام. 
التاسع عشر: الرأفة والرحمة. 
العشرون : الاستقامة. 

الحادى والعشرون: الإيثار. 
الغانى .والعشروت: الضفاء. 
الثالث والعشرون: الفرح. 
الرابع والعشرون: الغيرة. 
الخامس والعشرون: التو اضع. 
السادس والعشرون: الطهر. 
السابع والعشرون: السلامة. 
الغامن و العشرون: الاطمئنان. 
التاسع والعشرون: اللين. 
الثلائون: الصبر. 

الحادى والثلاثون: الربط. 
الغاني والثلاثون: الإخلاص. 
أسباب سلامة القلب. وفيه قهيدء وأربعة مياحث: 


المبحث الأول: إرادة الله تعالى الكونية وفضله ومنته على أصحاب 


القلوقي العليية. 


0 


المبحث الثانى: سلامة العقيدة. 
المبحث الثالث: تحقيق الخوف من الله جل وعلا. 
المبحث الرابع: شعائر الإسلام وعباداته الظاهرة. 
الباب الثانى: حديث القران عن القلب المريض. وفيه ثلاثة فصول: 
الفصل الأول: نوعية أمراض القلوب. وفيه تمهيد ومبحثان: 
لمعت الأول: مرض لايتاًم به صاحبه في الحال. 
المبحث الثانى: مرض يعألم به صاحبه في الخال. 
الفصل الثانى: أسباب مرض القلب. وفيه هيد ومبحثان: 
اليفك الأول اسئات غامة: 
الميحف- الغان: اسيناف .خاضة: 
الفصل الثالث: منهج القرآن الكريم في معالجة أمراض القلب. وفيه تهيد 
واربعة مباحث: 
المبحث الأول: غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في القلوب. 
المبحث الثانى: الدعوة إلى الشمول والتوازن في حياة المسلم. 
المبحث الثالث: التربية القرانية للقلب المريض عن طريق الترغيب 
والترهيب. 
المبحث الرابع: التربية بالقدوة وضرب المثل. 
الباب الثالث: حديث القرآن عن القلب الميت. وفيه ثلاثة فصول : 
الفعول »لد وني ساف العن ينه وتسحفيية عقر ب 
الملبحث الأول: الزيغ. 
المبحث الثانى: النفاق. 
المبحث الثالث: الريب. 
المبحث الرابع: الإنكار. 
المبحث الخامس : الاشمتزاز. 


المتضت! اناوس ١‏ الرعت: 


070 


المبحث الشابع: التحسر. 
المبحث الثامن: النجاسة. 
المصية التابيغ +« الحتحت: 
المبحث العاشر: الطبع و اُتم والرين والكن والقفل والتغليف. 
المبحث الحادى عشر: القسوة. 
المبحث الثانى عشر: العمى. 
المبحث الثالث عشر: الغفلة. 
المبحفه الزام عر الكين. 
المبحث الخامس عشر: الغل للمؤمنين. 
الفصل الثاني: أسباب موت القلب. وفيه تمهيد وستة مباحث: 
الميضيت: الأول ١:‏ الكفن. 
المبحث الثانى: الزيغ. 
المبحث الثالث: الجهل وعدم الفقه. 
المبحث الرابع: إخلاف وعد الله عز وجل. 
اعدف امن : الكيرة 
المبحث السادس: اتباع الهوى. 
الفصل الغالث: منهج القرآن الكريم في نالك القلته الخقةزيه عييد 
وخمسة مباحث: ّْ 
المبحث الأول: غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في القلوب الميتة. 
المبحث الثانى: العلاج عن طريق الترغيب والترهيب. 
المبحث الثالث: العلاج بضرب المثل. 
المإيحنثا الرابع: التأثير على القلب الميت عن طريق الإعجاز القراني. 
المبحث الخامس: الدعوة إلى إحياء القلوب الميتة بالرجوع إلى الله 
عز وجل والبشارة بإمكانية ذلك. 


ظ الخاقة: دا د كر فيها بإذن الله عز وجل أهم النتائج ج التى 'توصلت إليها. 


(م) 


منهمجى في الرسالة 
هذا وقد سرت في هذه الرسالة على المنهج التالى: 
أولاً: عزو الآيات إلى سورها مع ذكر أرقامها. 
انياً: تخريج الأحاديث الواردة»؛ فإن كانت في الصحيحين أو أحدهما اكتفيت 
بذلك وإلا خرجته من الكتب الستة ومسند الإمام أحمد أو بعضها 
مع ذك هق مده أو كه مو الاقة الملعدين أو اتا خرية عويت 
الجهد والطاقة. 
ثالتاً. تخريج الآثار الواردة. 
رابعاً: ترجمة الأعلام. 
خامساً. قمت بشرح الكلمات التى أرى أنها تحتاج إلى ذلك. 
من فليا : قمت بإحالة كل كلام نقلته إلى مصدره ومرجعه وذلك بزيادة كلمة 
(انظر) للإحالة إذا كان الكلام بالمعنى وبذكر المرجع فقط إن كان 
الكلام حرفياً. 
سابعاً. قمت بعمل فهارس لكل من الآيات والأحاديث والآثار والأعلام 
المترجم لهم والألفاظ الغريبة المشروحة في الهامش والأشعار والمراجع 
والموضوعات. 
هذا وماكان من صواب فبفضل الله وتوفيقه . وماكان من خطاً فمن 
نفسي والشيطان. و الله ورسوله منه بريئان . 


وآخر “دغوانا أن اليه للمءوت العالمن: 


ا 


المطلب الأول 
تعريف القلب والمراد به في الكتاب والسنة 

القلب في اللغة: تحويل الشيء عن وجول "قلبه يكل كلا وقد اسل 
وقلب الشىء وقلبه: حوله ظهراً لبطن.(0) 

قال بعضهم: سمى القلب قلباً لتقلبه7) أى لتقلبه من حال إلى حال 
فمن موت ومرض إلى سلامة وعافية» ومن حزن وهم وغم إلى فرح 
وسرور وانشراح وهكذا. 

والقلب. يطلق لمعنيين:[؟) 

أحدهما: اللحم الصنوبرى الشكل المودع في صدر الإنسان وفي باطنه 
تجويف يجرى فيه دم الإنسان بشكل مخصوصء وهذا مايتعلق به غرض 
الأطباءء ولسنا بصدد ذكر ذلك في هذه الرسالة. 

الثانى: هو لطيفة ربانية روحانية لها تعلق بالقلب الجسماني وهذه 
اللطيفة هى المدركة العالمة العارفة من الإنسان. 

ولا تستطيع العقول البشرية أن تدرك علاقة هذه اللطيفة بالقلب 
الجسماني ولا كيفيتها كما هو الشأن في الروح. 

والمراد بالقلب في الكتاب والسنة: لمعنى الثانى لأنه بالمعنى الأول 
قطعة لحم دلت التجارب الطبية على إمكانية فك من إنحانة إل عو ان 
الاستغناء عنه واستبداله بقطعة اصطناعية مع هاف العارف «الأوصياف 


والعقائد القلبية من غير تغير عند من يفعل بهم ذلكء إلا لتو سنا 


١١؟ وانظر القاموس المحيط عند مادة قلب ص‎ ,186/١ اللسان عند مادة (قلب)‎ )١( 
١7/8 (؟) تهذيب اللغة للأزهرى‎ 


(0) انظر إحياء علوم الدين */4: روضة التعريف بالحب الشريف ص١١-111‏ 


)901( 


غامنا "بالنلين الأسان درت شوك عي إكزا كني الوقن ولس عن علد 
العلاقة نصوص منها: 

قوله تعالى: (فإنها لاتعمى الأبصر ولكن تعمى القلوب التى في 
الصدور).() والتى في الصدر هى تلك المضغة من اللحم. 

وأصرح دلالة من هذه الآية على ماذكرت من العلاقة بين القلب 
المدزك والقذب الإنساني. ماوزد قي عادثة عق ضدن: النى :صن اللسمه 
عليه وس كما في حديث أنس بن مالك7 رضي الله عنه أن رسول الله 
'صلى الله عليه وس أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع 
الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة 
فقال: هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم 
لأمه ثم أعاذه إل«مكاتة وجاء الغتباق سنوت إل أأمه «( بع لثره) 0 
فقالوا: إن محمداً قد قتل فاستبقوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت 


أرئ: أثر ذلك المخيظ في صدرم.(4) 


)0 جزء من الآية 45 من سورة الحج. 

(؟) هو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم أبوحمزة الأنصاري الخررجي النجاري 
المدنى خادم رسول الله صلى الله عليه وس وتلميذه. روى عن النبي صلى الله 
عليه وسلم علماً جمأء صحب النبي صلى الله عليه وسم أتم الصحبة ولازمه 
اكمل الملازمة منذ هاجر إلى أن مات. وغزا معه غير مرة وبايع تحت الشجرة. 
مات سنة ”#ؤه. انظر سير أعلام النبلاء #//رهة؟, شذرات الذهب ٠١1-١٠١/١‏ 

(*) الظثئر: العاطفة على غير ولدها المرضعة له. اللسان عند مادة (ظأر) 6154/4 

(:) أخرجه مسم في صحيحه 160/١‏ كتاب الإيان )١(‏ باب الإسراء برسول الله 


صلى الله عليه وس إلى السموات وفرض الصلوات (4/) رقم الحديث (111). 


جحجحه 


0 


المطلب الثانى 
علاقة القلب بالعقل 


فالعفل ق. اللقة» اليس :و المع وقنا بعنى التسل عقلا الأ يعفل 


طناحهيه خن لووط فى اموا لاك أ يي 


وها الزاق عه فين كد دوقن ا 

فقيل: هو قوة يفرق بها بين حقائق المعلومات. 
وقيل: هو مادة وطبيعة. 

وقيل: هو جوهر بسيط. 

وقيل: هو عرض يخالف سائر العلوم والأعراض. 
وقيل: هو جملة العلوم الضرورية. 

وقيل: هو ماحسن معه التكليف. 


ونقل عن أحمد(؟) رحمه الله أنه 'قال: "العقل غريزة وحكمة 


انظر اللسان عند مادة (عقل) 404-488/1١‏ 

انظر العدة في أصول الفقه لأبي يعلى 4/١‏ إلى +28 كشف الأسرار عن أصول 
البزدوى 2584/7 شرح الكوكب المنير 9/١‏ إلى *8, التمهيد لأبي الخطاب 
9١‏ ومابعدها. 

هو الإمام حقاً وشيخ الإسلام صدقاً أبو عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل بن 
هلال.ين أسِند العيبياق المروزى ثم البغدادى. أحد الأمّة الأعلام طلب العم 
أبن خمس عشرة سنة في العام الذى مات فيه مالك وحماد بن زيد. عدة شيوخه 
الذين روى عنهم في المسند مئتان ومانون ونيف, صاحب المذهب والتصانيف, 
من تصانيفه المستد وكتاب الزهد, امتحن في خلق القرآن فنصر الله به السنة, 


توفى عام ١4١ه.‏ انظر سير أعلام النبلاء ١1//ا/2»‏ شذرات الذهب ؟/18-57 


ع 


1 1 . 
وقان آبو, اانلمن التقيصض 12 لون جسم ولا عرض وإنما هو نور في 
القلب".(0) 


فقاك ا التروانى :1 "رذن انسل لاكساب اونا ان فشسيان سو نهنا 
والذى عليه جمهور الحنابلة أن العقل بعض العلوم الضرورية.(0) 
والذى يظهر لي أن العلوم الضرورية أو بعضها إِنما هى من المعقول 
وليست هى العقلء» وأما تحديد ماهية العقل فهو أمر غير ممكن كما هو 
'الشأن في الروح إلا أننا نعرف بعض أوصافه كالقدرة على التفريق بين 
حقائق المعلومات» وككونه غريزة وكونه ينمى عن طريق العم وكونه 


0-3 


وما غللاقة العلي: بالق كإن.نن. اهل الع من يقول: إن العقل في 





() ذكره أبو يعلى في العدة وعزاه لكتاب العقل لأبي الحسن التميمي عن طريق 
إبراهيم الذرى كن الس رحنه الله هال العذة لا يقن 7ق 

(؟) هو عبدالعزيز بن الحارث بن أسد أبو الحسن التميمى من علماء الحنابلة,» صنف 
في الأصول والفروع والفرائض. وضع عدف ار نيفق ل تكن" عمد 
وروى الخطيب عن عمر بن المسلم أن عبدالعزيز هذا اعترف بحضرته بوضع | 
حديث. نسأل الله العافية, توفى سنة إحدى وسبعين وثلامائة من الهجرة. انظر 
طبقات المنابلة */184, تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة 
31/1 

(©) التمهيد لأبي الخطاب 44/١‏ 

(4) هو أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهارى شيخ اللنابلة بالعراق حمل راية 
الإتكار على أهل البدع والمباينة لهم باليد واللسان. وكان له صيت عند 
السلطانء له مصنفات منها: شرح السنةء توفى عام 84؟*ه. انظر طبقات المتابلة 
؟/ شذرات الذهب 814/9 

(5) العدة لأبي يعلى ١/45-84م‏ 


(+) انظر المسودة ص058, والتمهيد لأبي الخطاب 45/١‏ 


)14( 


القلب وهذا هو .قول المحنابلة. 

وزوة: عن اصمد أده قال كله الاين 0 

وأشهر الروايتين عن أحمد رحمه الله هو في الدماغ.9) 

وهذا القول هو قول قوم من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله.7؟) 

والنذى: تؤيده الأالة فيز العتول الأول قال فاق (إن فى ذلا 
لذكزئ. لمق كان له كلب )90 وارين به التعل قدلعل: أذ العليه غلة لأن 
العري انمي الع امت القع ]ول كان حاورا اله أ كان ديت دف 2 

قال تفال أيهنا: (أفر يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون 
بها أ دان يسمعون: )لت 

وهذه الآية تدل على أن بحل العقل في القلب ونحل السمع في 
الأذن.(0) 

قال أبوالحسن التميمي: والذى تقول به إن العقل في القلب يعلو 
نوره إلى الدماغ فيفيض منه إلى الحواس ماجرى في العقل.(4) 

ولعل قول أبي الحسن رحمه الله يجمع القولين والله تعالى أعلم . 


(9) كما ذكر ذلك أبو يعلى في العدة ١/5.م-.؟‏ ْ 

(0): كما دكين ذلفه الإقاء الراعق فق .شرح خصير "أصول الققة"رسالة "فاضت 
3308 

(©) انظر المسودة ص وده 

6 جزرء من الآية لا" من سورة ق 

(5) انظر العدة لأبي يعلى 4.0/١‏ 

69 جرء من الآية "؛ من سورة المج . / 

(0) وهو قول صاحب الفضيلة العلامة محمد الأمين الشنقيطى. انظر أضواء البيان 
هرودب 


(4) انظر العدة لأبي يعلى ١/9م‏ 


)6( 


الباب الأول 
حديث القرآن عن القلب السليم 


وفى هذا الباب فصلان: 
الفصل الأول: أوصاف القلب السليم. 


الفصل الثانى: سات سلامته. 


اليف 
انيه 
البجت 
الببحث 
"ا مبحث 
المتعف 
المبحث 
المح 
البحث 
المببحث 
الحة 
المبحث 
كوف 
المبحث 
المبتحث 
لمتحت 


0) 


الفصل الأول 


أوصاف القلب السليم 
وفي هذا الفصل اثنان وثلاثون ونا 


الأول المداقد 
الثاني: العم . 

الغالث: العبودية. 
الرابع: الإيمان. 
الخامس :القن 
السادسى + المحية: 
السابع: الرجاء والخوف. 
الثامن: الوجل . 
التاسع: الخشوع. 
العاشر: الإخبات. 
الحادى عشر: الإنابة. 
الثاني عشر: التقوى. 
الثالث عشر: المراقبة. 
الرابع عشر: الحياء. 
الخامس عشر: الصدق. 


السادس عشر: التوكل. 


المبحث السابع عشر: الشكر. 

الملبحث الثامن عشر: الاعتصام. 

المبحث التاسع عشر: الرأفة والرحمة. 
المبحث العشرون: الاستقامة. 
المبحث الحادى والعشرون: الإيثار. 
المبحث الغانى والعشرون: الصفاء. 
المبحث الغالث والعشرون: الفرح. 
المبحث الرابع والعشضرون: الغيرة. 
المبحث الخامس والعشرون: التواضع. 
المتحف التنادس :والفكبوون: "الطحي: 
المبحث السابع والعشرون: السلامة. 
المبحث الثامن والعشرون: الاطمئنان. 
المبحث القاسع والعشرون: اللين. . 
العف الم حون" الضين: 

المبحث الحادي والثلائون: الربط . 
المبحث الثاني والثلاثون: الإخلاص. 


00700) 


المبحث الأول 
الهداية 
الهدى بضم الهاء وفتح الدال: الرشادء والدلالة وقد هداه هدى 
يعن" وهداية وسنة كدرفماء ارهن 
اتيك اي 11ل لومش البو نات ا 15ل ترك 
والله تعالى يقول: (فاهدوهم إلى صراط الجحي )7 ونحوها من الآيات قيل 
لااذللة حل سيل لعي ا 
ا وقد خص ماكان دلالة بهديت وماكان إعتلاء بأهديت نحو أهديت 
الهدية وهديت إلى البيت.(4) 
| والهداية مطلب عظيٍ تتطلع إليه القلوب وتتشوق إليه الأنفس, فما 
أعطى أحد عطاءٌ أغلى من الهداية وماحرم أحد خيراً أعظم من حرمانهاء 
من يهده الله فقد فاز ورشد ومن بحرمه إياها فقد ضل وغوى. 
200 وهداية القلب مطلب إِياني عظيم لايهيه الله عز وجل إلا لعباده 
المؤمنين قال تعالى: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه).(0) 


قال ابن عباس 07) رضي الله عنهما قوله: "ومن يؤمن بالله يهد قلبه" 


(1) انظر لسان العرب مادة (هدي) /١6‏ مه «-4هي, والقاموس المحيط مادة (هدى) 
(ص م 107). 

(؟) جزء من الآية «؟ من سورة الصافات. 

(©) انظر المفردات عند مادة (هدى ) (ص/588ه). 

(4) المرجع السابق نفسه. ش 

زه( جرء من الآية ١‏ من سورة التغاين. 

() هو: عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب بن هاشم الصحابي ابن الصحابي ابن عم 
رسول الله صلى الله عليه وسمم حبرالأمة وترجمان القرآن توفى بالطائف سنه 


8ه. انظر سير أعلام النبلاء /1*”, تهذيب الأسماء واللغات ١/74؟‏ 


)16( 


"يعنى لليقين فيعم ‏ أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه م 0100098 


وقال علقمة بن قيس(') رحمه الله تعالى "هو الرجل يصاب بالمصيبة 


نل عاسو لقي الس روطي 0 


وقال ابن ا رحمه الله عند هذه الآاية: ومن يصدق بالله فيعم 


أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك "يهد قلبه" يقول: يوفق قلبه 
بالتعسليم لكموو رق نوما قفناته افا 


00 
(0 


(2) 
() 


00 


وقال الفضر الؤارس :00" بيك قله" أل عدت المضيية أو .عبن المت أو 


المزيضى أو" الففر "أو القتعيل برهو ذلك فيعلم أنها من الله تعالى فيسم 


رواه ابن جرير رحمه الله في تفسيره 8/؟/7؟1 

فو علقفة بن قسن :دن عب الله بن جمالك بع علقم بن “لمان الى أبى شب 

فقيه الكوفة وعالمها. روى عن أبي بكر وعمر ومن بعدهما ولازم أبن مسعودء 

مات سنة إحدى. وستين وقيل غير ذلكء» وله تسعون سنة ذكره ابن حجر في 

الإصابة. انظر سير أعلام النبلاء 8/4ه, الإصابة #/١؟111-1‏ 

أخرجه ابن جرير في تفسيره 178/98 وعبدالرزاق في التفسير 596/9 

هو: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الإمام العم المجتهد أبوجعفر الطبري من 

أهل آمل طبرستان له الكتاب المشهور في أخبار الأمم وتاريخهم وله كتاب 

(جاميع البيان عن تأويل آى القرآن) وكتاب سماه (تهذيب الآثار) وكان ثقة 

حافظاً صادقاً إماماً في التفسير والفقه والتاريخ وأيام الناس والقراءات واللغة ' 

وغير ذلك؛. توفى سنة عشر وثلاغائة من الهجرة رحمه الله تعالى. انظر سير 

أعلام النبلاء 517//14؟ حتى 2585 تاريخ بغداد ؟/؟؟١‏ إلى ١159‏ 

جامع البيان /؟/7؟١‏ 

0 محمد بن عمر بن المسين الإمام فخر الدين الرازى القرشي البكريء.المفسر 
صاحب التصانيف الكثيرة التى منها تفسيره مفاتيح الغيب والذى يعتبر 

- للعقيدة الأشعرية. وكتاب المحصول وغيرهاء وقد رجع إلى عقيدة السلف 

في آخر حياته كما نقل ذلك عنه توفي عام ستة وستمائة بهراة. طبقات المفسرين 

للسيوطي (ص١٠٠)‏ طبقات المفسرين للداودى ؟/516 


الفط احعيامن المطر. القاموس المحيط عند مادة (قحط) (ص886). 


)16( 


لقضاء الله تعالى: ويسترجع(0) فذلك قوله "يهد قلبه" أى للعسليم لأمر الله 
ونظيره قوله نعالى:(الذين إذاأص لبتهم مصيبة قالوا إنالله وإناإليه رأجعون. 
أولشك عليهم صلوت من ربهم ورحمةوأولئك هم المهتدون ).50090 

قال صلى الله عليه وسل: 'مامن مس تصيبه مصيبة فيقول ها أمره 
الله: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتى وأخلف لي خيرا 
نميا الا غلك إلله لد هوا مقي" ذا 

وير العللانة البطرى 81 وحيه الله أت "لقوله غالل: "ومين يورمن 
#النه ممسشنة قامف نقاءا قاض ا يشان عاماء تاخاض مقا الصانت 
وذلك أن العبد إذا أصابته مصيبة في التنفس. أو المال: أو. الأحباب هل 
سيقوم بالوظيفة التى عليه في هذا المقام أم لايقوم فإن قام بها فله الثواب 
الجزيل والأجر الجميل في الدنيا والآخرة؛ فاإذا آمن أنها من عند الله 


فرضي بذلك وس لأمره هدى الله قلبه فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب 


(9) الاسترجاع عند المصيبة: قول (إنا لله وإنا إليه راجعون) القاموس المحيط مادة 
(رجع) (رص١9).‏ 

(؟) آيه ٠6‏ ولا6١‏ من سورة البقرة. 

() مفاتيح الغيب 51/٠‏ 

(4) أخرجه في صحيحه 1/7+-70 كتاب الجنائز (11) باب مايقال عند 
المصيبة (؟) حديث رقم (/418). 

(ه) هو: العلامة الفقيه الأصولى الشيخ عب الرعمن ب ناصر بن عبدالله آل سعدى 
من بنى قي ومن أبرز تلامذته فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله 
وله مؤلفات عديدة منها تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنات وتوضيح 
الكافية الشافية لابن القيم وغير ذلك توفي رحمه الله سنة ست وسبعين وثلاغائة 
وألف من الهجرة. انظر روضة الناظرين عن مآثر علماء نجد وحوادث السنين 
للشيخ محمد بن عثمان القاضي ؟/, علماء نجد خلال ستة قرون للشيخ 


عبدالله بن عبدالرحمن البسام ك0/0ظذ'ظ1غ 


0 


كما يجرى ممن لم يهد الله قلبه بل يرزقه الله الغقبات عند ورودها والقيام 
بوجب الصبر فيحصل له بذلك ثواب عاجل مع مايدخر له يوم الجزاء من 
الأجر العظم كما قال تعالى: (إِنما يوفى الصلبرون أجرهم بغير حساب)[) 
وإن لم يقم بالوظيفة التى عليه في هذا المقام بل وقف مع بجرد الأسباب 
فإنه سيخذل. وسيكله الله إلى نفسه. وإذا وكله الله إلى نفسه فالنفس ليس 
عندها إلا الهلع والجزع الذي هو عقوبة عاجلة على العبد قبل عقوبة 
الآخرة على مافرط في واجب الصبر. 

وأما المقام العام فإن الله تعالى أخبر أن كل من آمن أي الإيمان 
المأمور به وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر 


خيره وشره!") وصدق إيانه بما يقتضيه الإيمان من لوازمه وواجباته.() 


فإن هذاالسبب الذي قام به العبد أكبر سبب لهداية الله له في أقواله 


وأفعاله وجميع أحواله وفي علمه وعمله وهذا أفضل جزاء يعطيه الله 


(1) جزء من الآية ٠١‏ سورة الزمر. 

() كما جاء ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل المشهور 
وفيه "قال: يارسول الله ! ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه 
ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله. قال: صدقت" رواه البخارى في 
صحيحه 78/١‏ كتاب الإيمان (؟) باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلِ : 
(0) الحديث رقم (40) ومسم في صحيحه 40/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب بيان 
الإيمان والإسلام والإحسان )١(‏ الحديث رقم (ا/١٠).‏ 

() لوازم الإيمان وواجباته هى الأعمال التى شرعها الله تعالى وأوجبها في كتابه 
وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وس كما في قوله تعالى: (فاتقوا الله 
وأصلحوا ذات بينكم؛ وأطيعوا الله ورسوله إن كنم نو فتن )(سورة الأنفال:؟) 
وقوله صلى الله عليه وس في عدد من الأحاديث: 'لايؤمن أحدكم حتى.. " 

انظر كتاب الإيمان من (ص١)‏ إلى (14). 

ومؤلقات الشيخ حمد بن عبدالوهاب القسم الثالث الفتاوى المسألة رقم ١‏ 


(#/ده-باه). 


00 


لأفل الزيان عفاءقال قال را اوت اللاسن فق اطيّاة الديابوي 
الآخرة) واصل :القياف قات القلت.وسيزة ويقيته عند بوروة كل افنة؛ 
فقال: (يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحيلوة الدنيا وفي 
الأخرة) 227 فأهل الإيمان أهدى الناس قلوباً وأثيتهم عند المزعجات 
والمقلقات وذلك لما معهم فخ إعان7) 

ومماسبق يتضح لنا أن هداية القلب المشار إليها بقوله تعالى: (ومن 
مق الل ترون الله وي )"نكن الترها! لعاف بط اا ١11‏ 

والذي يظهر لي أن أولى الأقوال هو قول ابن جرير رحمه الله تعالى 
00 أن الهداية المقصودة في هذه الآية هى توفيق القلب إلى التسليم لمن 
الله والرضا بقضائه 
ف 


وهذاالمعى هو الذى ذهب إ ليه 1 شما رحمه الله 58 المفردات. 


00 ): 00 
والفووة | بادى 37 ديضات ذو 


)00( جزء من الآية 5 من سورة إبراهيم. 

(؟) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 4/8 ١80-1١‏ 

(*) جرء من الآية ١١‏ من سورة التغابن. 

(؛4) وهى المعاني التى سبق ذكرها آنفا عن ابن عباس وعلقمة بن قيس رضى الله 
عنهما وعن ابن جرير والرازى والسعدى رحمهم الله تعالى. 

(4) هو: العلامة الماهر أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل الأصبهاني الملقب 
بالراغب من مصنفاته كتاب الذريعة إلى مكارم الشريعة والمفردات في غريب 
القرآن. توفى في السنة الثانية بعد الخمسمائة من الهجرة. انظر سير أعلام النبلاء 
50/1 معجم المؤلفين 04/4 

)5( المفردات عند مادة (هدى) ص 8ه 

(0) هو: محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر أبوطاهر مجدالدين الشيرازي 
الفيروز آبادى من أمّة اللغة والأدب والحديث والتفسير توفي في الزبيد سنة 
لمم أشهر كتبه القاموس المحيطء المغانم المطابة؛بصائر ذوي التمييز في لطائف 
الكتاب العزيز. انظر البدر الطالع (؟/٠8؟)‏ وكشف الظنون ١509‏ 


(م4) بصائر ذوي العمييز 14/6 


)( 


وأما ماذكره السلف من معان أخرى فإنما هو ذكر لثمرات هذه 
الهداية والله أعلو» واعلم أن الهداية أربعة أضرب 7( وهى كالتالى: 

الضرب الأول: الهداية التى عم بها كل مكلف من العقل والفطنة 
والمعارف الضرورية بل عم بها كل شىء للقيام بما يصلح حاله كما قال 
تعالى : (قال ربنا الذي أعطى كل شىء خلقه ثم هدى )(') وقال تعالى: 
(والذي قدر فهدى).©) 

الضترب"انفاني:عتضاية "الإرشافة واليينان وعق :الى معن اثلنة: للتاين 
: بدعائه إياهم على ألسنة رسله ومن أجلها أنزل الكتبء وهى المقصودة 
بقوله تعالى: (وإنك لتهدى إلى صراط مستقي )[4) وهذا الضرب من الهداية 
لايستلزم حصول التوفيق واتباع الحق وإن كانت شرطأً فيه أو جزء سبب 
وذلك لايستلزم ا ل ا كن 
إما لعدم كمال السيب أو لوجود المانع وليَذا قال مال (وامها قود 
فهدينلهم فاستحبوا العمى على الهدى).(0) 

الضرب الثالث: هداية التوفيق والإلهام وهى أخص من التى .قبلها وهى 
المعنية بقوله تعالى: (من يهد الله فهو المهتد)(") وبقوله تعالى: (إنك 


الاتهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء)[*) وهذا النوع من الهداية. 


"1١4-1/86 انظر شفاء العليل من ص58 إلى86, بصائر ذوى التمييز‎ )١( 
ه٠ (9؟) سورة طه آيه‎ 

(0) سورة الأعلى آيه "م 

(4) جرء من الآية 08 من سورة الشورى. 

(ه) المراد بالمقتضى: الهداية التى يقتضيها إرسال الرسل وإنزال الكتب. 
)3( جزء من الآية لإا من سورة فصلت. 

00 جرء من الآية لاا من سورة الكهف. 


6 جرء من الآية 5 من سورة القصص . 


(م) 


خاص بالله عز ؤجل وحله. 

الضيرب الارايع» -المداية إلى" امش أ والضان يوم القيامة, قال تعالى: 
(احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم 
إلى صلط الجحي).(0) 

وقال تعالى: (وقالوا الحمد لله الذي هدثنا لهذا).0) فالأولى هداية 
إلى النار والثانية هداية إلى الجنة. 

وهذه الهدايات الأربع بعضها رتب على بعض فإن من لم تحصل له 
'الأولى لم تحصل له التانية» ومن لم تحصل له الثانية لم تحصل له الثالثة 
والرافة 

ومما يحسيبن ذكره أن ماسياتي من أوصاف حميدة للقلب المؤمن 
كالاطمئنان والسكينة والوجل والإخبات وغير ذلك إما هو من ثُرات 
هداية اولي وإنما أفردتها بالذكر للأمور التالية: 

الى أن عدم الأوعاق قد شرت المي ف هاب الله عن وحل» 

ثانيا: حتى أستوعب بقدر الإمكان عند كل وصف ماقيل فيه. 

ااه لقانت لودو تنه مف يسهيا كوك السك الج تيد 


لدرجة هدايبته. 


والله.وكل التوفيق. 


(9) الآيتان ؟* و*” من سورة الصافات. 


09 مسو من الآاية #+سورة الأعرافا. 


6 


المبحث الثاني 
العلم 

العلم تنيدن اليل 0" اوهو' إدراك. الضى ٠‏ قم وذلك “فيريان: 

أحدهما: إدراك ذات الشىء. 

والثاني: الحكم على الشىء بوجود شىء هو موجود له أو نفي شىء 

فالأول هو المتعدي إلى مفعول واحد نحو قوله تعالى: (لاتعلمونهم 
"الله يعلمهم)(" والثانى هو لمتعدي إلى مفعولين نحو قوله تعالى: (فإن 
علمتمو هن مؤمنات ).(4(09) 

والعم إن لم يصحب السالك من أول قدم يضعها في الطريق إلى آخر 
قدم ينتهي إليها فسلوكه على غير طريق» وهو مقطوع عليه طريق الوصول» 
مسدودة عليه سبل الهدى والفلاح مغلقة عنه أبوابها, وم ينه عنه إلاقطاع 
الطريق ونواب إبليس وشرطه. 

العم هاد والحال الصحيح مهتد بهء وهو تركة الأنبياء وتراثهم 


وأهله عصبتهم وورائهم.!*) وهوحياةالقلوب؛ ونورالبصائر. وشفاءالصدورء 


(9) اللسان عند مادة (عم) أأ/رلااء 

(9) + ضوع مو الاية عو سور الأنفال: 

(#) جرء من الآية ٠١‏ سورة الممتحنة. 

(:) المفردات مادة (عم) ص 1م : 

زه( تان نين الك عي وير ل خسري أن الدرداء رضي الله عنه "...إن 
العلماء هم ورلة الأنبياء لم يرثوا دينارا ولا رهن وإِما ورثوا العم فمن اخذة 
الخد يبظ واف رواه حمسن في المسند واللفظ له ه/195 وأيق داود في السنن 
4 مه كتاب العم )9 باب الحث على طلب العم )١(‏ الحديث (541) 


والترمذى في السنن 44-488 كتاب العم (؟4) باب ماجاء في فضل الفقه -- 


(ه0) 


ورياض العقول ولذة الأرواح» وأنس المستوحشين» ودليل المتحيرين» وهو 
الميزان الذى توزن به الأقوال والأعمال والأحوال. وهو الحاكم المفرق بين 
الشك واليقين» والغي والزقاف واليدئ والعلذل: به يحرف اللةه ويد 
ويذكرء ويوحدء ويحمد, ويمجد. به اهتدى إلى الله السالكون». ومن طريقه 
وسدل. ليها الو الوق » :زهو تأنه “مكل عليه العامدووة ته تعرفة الشرائع 
والأحكام ويتميز الحلال من الحرام وبه توصل الأرحام؛ وبه تعرف مراضى 
الحبيب وبمعرفتها ومتابعتها بيوصل إليه من قريب. وهو إمام والعمل 
'مأموم. وهو قائد والعمل تابع: وهو الصاحب في الغربة» والمحدث في الخلوة 
والأنيس في الوحشة., والكاشف عن الشبهة والغنى الذي لافقر على من ظفر 
بكنزه» والكنف الذي لاضيعة على من أوى إلى حرزه. 

طلبه قربة وبذله صدقة والحاجة إليه أعظم منها إلى الشراب 
والطعام. 

وقد استشهد الله عز وجل بأهل العلل على أجل مشهود به وهو 
التوحيد وقرن شهادتهم بشهادته وشهادة ملائكته(" وفي ضمن ذلك تعديلهم 


فإنه سبحانه وتعالى لايستشهد جروا 


(-) على العبادة (19) الحديث (+758) وابن ماجه في السنن 81١/١‏ باب فضل العلماء 
والحث على طلب العم (0) الحديث (058). 
وصححه الشيخ ناصرالدين الألباني في صحيح الجامع ؟/08١٠‏ الحديث (57810- 
/11). 

() كمافي قوله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملئكة وأولوا العم قائًا 
بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) (14- آل عمران). 


(؟) انظر مدارج السالكين ؟/454- 40١‏ بتصرف . 


(م) 


وقد جاءت السنة بتقسيم العم إلى نافع وغير نافع والاستعاذة من العلم 
الذي لاينفع وسؤال الع الننافع. كما “جاء فق حديه ويد :بن أرقن ل0 أن 
الني صلى الله عليه وس كان يقول: اللهم إنى أعوذ بك من عل لاينفع 
ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتنشبع ومن دعوة لايستجاب لها".!) 

وليس العلم بكثرة الرواية ولا بكثرة المقال ولكنه نور يقذف في 
القلب يفهم به العبد الحق ويميز به بينه وبين الباطل. 

والعم النافع (5) من العلوم كلها: ضبط نصوص الكتاب والسنة وفهم 
: معانيها والتقيد في ذلك بالمأثور عن الصحابة والتابعين وتابعيهم في معاني 
القران والحديث وفيما ورد عنهم من الكلام في مسائل الحلال والحرام 
والككه و الترعاتئ و المعارت :وغير #لكلة والاعكيداة هل قية مكيفه ‏ من 
شيك أرلا أ اللكواو هل النوقوق عل :مناته وكقينينه انا دوق ذلك 
كفاية لمن عقل. وشغغل لمن بالعم عنى واشتغلء. ومن وقف على هذا 
وأخلص القصد فيه لوجه الله عز وجل واستعان عليه أعانه وهداه ووفقه 
ودنع توعد ضيه وحينئذ يثمر له هذا العم تراته (4) 

وأعظم رات الع الإيمان, قال تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتّب 


منه ءايت بحكملت هن أم الكتلب وأخر متشابهلت فأماالذين في قلوبهم . 


()1 “هنيد بن أرقتم بن زيد ابن فنكين: بن التعضات :بن محالت الأغسر الخررجي 
الأنصارى من مشاهير الصحابة شهد غزوة موتة وغيرهاء وله عدة أحاديث. مات 
بالكوفة سنة ثان وستين. انظر سير أعلام النبلاء «/ه5ثء تهذيب التهذيب 
ع«رعوم 

(9) أخرجه في صحيحه 7088/4 كتاب الذكر (48) باب التعوذ من شر ماعمل 
(18) الحديث (#با/ ورا ). 

(؟) لعل المراد النفع المحض الذى لا شر فيه بخلاف بقية العلوم فإن نفعها مشوب. 


(؛)انظريمان فضل علم السلف على عل الخلف من (صضص؟؟) إلى (ص7). 


)80( 


زيغ فيتبعون ماتشلبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعم تافيلة الا 
الله والر'سخون في العم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا 
ون الا انا : ٠‏ 
وقد كان عروة بن الزبير7) يقول في هذه الآية: إن الراسخين في 
العلم لايعلمون تأويله ولكنهم يقولون آمنا به كل من عند ربنا.(؟) 
وعرائأى مليكة) قال قرأت عائثة!©) هؤلاء الآيات (هو الذى أنزل 


عليك الكتلب) إلى قوله (ءامنا به) قالت: "كان من رسوخهم في العم أن 





سورة آل عمراث أيه 0 
هو: عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصى بن 
كلاب بن حوارى الرسول صلى الله عليه وسلٍ وابن عمته صفية, عالم المدينة) 
وأحد الفقهاء السبعة حدث عن أبيه وعن أمه أسماء بنت ألي بكر الصديق 
رضى الله عنها وعن خالته عائشة رضى الله عنها وعن غيرهم» توفى وهو صائم 
سنة أربع وسعين من اليافرة "انظ سير 'أعلام البلا 4700/4 هدرات: الذعب 
10 
(م) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عند قوله تعالى: (والراسخون في العلم) الجزء 
الاق القسم الأول من سورة آل عمران بتحقيق الدكتور حكمت بشيرياسين 
ص 6لا 
وقد حكم الشيخ المحقق على إسناده بالحسن. 1 
(4) هو: عبدالله بن عبيدالله بن أَني مليكةء زهير بن عبدالله بن جدعان الإمام الحجة 
الحافظ أبوبكر وأبومحمد القرشى التيمى كان عالما مفتيا صاحب حديث وإتقان 
حدث عن عدد من الصحابة, توق سنة سبع عشرة ومائة من الهجزة. انظر سير 
أعلام النبلاء 88/6 شذرات الذهب 168/١‏ | 
(0) هى:آم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق عبدالله بن أبي قحافة القرشية 
التيمية زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وأفقه نساء الأمة على الإطلاق تزوجها 
الي صلى الله عليه وسل بمكة قبل مهاجرة بعد وفاة الصديقة خديجة بنت خويلد 
ودخل. يها وعى آبنة 'تسع ستين بالمديئة حدث عنها خلق كتين توفيت إشنة سبع 
وخمسين وقيل مان وخمسين من الهجرة رضى الله عنها وأرضاها. انظر سير 


أعلام النبلاء #رولاى3 أعلام النساء /ة 


متخ 
55 
سي اسيم 


بر ايمسر . 
د 


(8؟) 


امنوا محكمه ومتشابهه ولا وان" 0100 


وقال تعالى أيضا: رو ليعم الذين أوتوا العلم أنه للق سق وناك 


فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين ءامنوا إلى صرط 


0) 


4 


5 


احرنية ابن أبي حاتم في تفسيره الجزء الثاني القسم الأول من سورة آل عمران 
بتحقيق الدكتور حكمت بشير ياسين (ص5) وقد حكم المحقق على إسناده 
بالصحة. | 

وهذان الأثران يتوجهان على قراءة القطع كما هو رأى الجمهور أن الواو 
الأوى. في قوله معان (والزاسخون ) اسشتافية و(الواسخون ) مييذا وخيزه جملة 
يقولون. وعليه فالمتشابه لايعلم تأويله إلا الله وحده والوقف على لفظ الجلالة 
تام وممن قال بذلك عمر وابن عباس وعائشة وابن مسعود وابي بن كعب 
رضى الله عنهم أجمعين وعروةاين الربع وعمر بن طبدالعرير وهاه .يوس حن 
أشهب عن مالك بن أنس وهو مذهب الكسائ والأخفش والفراء وأبي عبيد 
رحمهم الله تعالى. 

والقول الثاني: أن الواو عاطفة والراسخون في العم معطوف على لفظ الجلالة 
وعليه فلمتشابه يعلم تأويله الراسخون في الع أيضا- ومن قال يذلك ابن عبان 
رضى الله عنهما وبجاهد والربيع ومحمد بن جعفر بن الزبير والقاسم بن حمد 
رحمهم الله تعالى وغيرهم. : 
وقال بعض أهل العم: والتحقيق في هذا المقام أن الذين قالوا هى عاطفة جعلوا 
معنى التأويل التفسير وفهم المعنى كما قال النبي صلى الله عليه وسل في دعائه 
لابن عباس اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل زوااة امعد في المسند 555/١‏ 
وصححه أحمد شاكر «/848؟ حديث رقم (/58910)., والمراد بالتأويل التفسير 
وفهم معاني القرآن والراسخوان في العم يفهمون ماخوطبوا به وإن لم حرا 
علما بحقائق الأشياء على كنه ماهى عليه والذين قالوا هى استكئنافية جعلوا معنى 
التأويل حقيقة مايؤول إليه الأمر وذلك لايعلمه إلا الله. انظر جامع 0 
1844-1898-1857 الجامع لأحكام القرآن 18-١19/-1١5/4‏ تفسير القرآن العظيم 
الى امواء البيان ١//ره8؟‏ إلى /؟ 


سورة المج أيه ع6 


( 04 


قال ابن جرير رحمه الله: يقول تعالى ذكره: وكى يعم أهل العم 
بالله أن الذي أنرل الله من آياته التى أحكمها لرسوله ونسخ ما ألقى 
الشيطان فيه أنه الحق من عند ربك بامحمد فيؤمنوا به» يقول: فيصدقوا به 
فتخبت له قلوبهم» يقول: فتخضع للقران قلوبهم. وتذعن بالتصديق به 
والإقرار بما فيه (وإن الله لهاد الذين ءامنوا إلى صرط مستقي) وإن الله 
لمرشد الذين آمنوا بالله ورسوله إلى الحق القاصد والحق الواضح بنسخ 
فاألق 'الفيطان فق أمصة:وشوله نفل يضرهم كيد الشيطان .(0) 

ومن قرات العم اغا حفية" الله شال "قاند عدن يتل (إنا تمن 
اللدفق عياف لعلو ا 

قال بعض السلف: ليس العم بكثرة الرواية ولكن العم الخشية. 

وقال بعضهم: من خثى الله فهو عالم ومن عصاه فهو جاهل. 
وكلا يلد فد الف مر برا 0 

دشيت؟ ذلك أن العم النافع يدل على أمرين: 

الأول معن اسرنة اللاهن وهل وسزلة ونا لمق الأسصاء 
اطي والصفات العلى والأفعال الباهرة» وذلك يستلزم إجلاله وإعظامه 
وخشيته ومهابته وحبته ورجاءه والتوكل عليه والرضا بقضائه والصبر على ., 
بلائه . 

والثاني: المعرفة بما يحبه ويرضاه ومايكرهه. ويسخطه من الاعتقادات 


وآل عمال الظاهرة والناظف :اواك ونه معاي قاد نلكو لما 
(9) جامع البيان 19/١91١1-؟19‏ 


(؟) جزغ من الآية 78 من سورة فاطر. 


() انظر بيان فضل عم السلف على علم الخلف (ص75). 
() وقد قسم صاحب تفسير المنار العقاب الإلهي إلى قسمين: 2 


"(0 


فيوجب ذلك لمن علمه تقوى ألله عز وجل والمسارعة إلى مافيه حبته 
وؤساد و الجاعة :عم يكرعه و وحن 

فإذا أثغر العلم لصاحبه هذا فهو عل نافع ومتى كان العم نافعاً ووقر 
في القلب فقد خشع القلب لله وانكسر له وذل هيبة وإجلالا وخشية وخبة 
وتعظيماً () 


0 


بحس 
ل 


الأول: دنيوي وجعل سببه مخالفة سنة الله تعالى في نظام خلقه غالباً. 
الثاني: أخروى وجعل سبيه مخالفة دين الله وشرعه. 
انظر تفسير المنار ١6/1؟١-5؟17‏ 


)0 انظر بيان فضل عل السلف على عم الخلف ص45 


(1م) 


المبحث الثالث 
العبودية 

وأصل العبودية الخضوع والعذلل (2» والعبادة أبلغ منها لأنها غاية 
العذئل ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال وهو الله تعالى ولهذا قال عز 
وجل: (ألا تعبدوا إلا إياه).() 

والعبادة ضربان عبادة بالتسخير وعبادة بالاختيار وهى المأمور بها في 
الآية السابقة وقوله تعالى: (اعبدوا ربكم )7 وقوله كذلك (واعبدوا 
“الله ).(4) 

والعبد يقال على أربعة أضرب: 

الأول: عبد بحكم الشرع (ه) وهو الإنسان الذي يصح نعف و نعف و 
قوله 0 وقوالة هال :عبد ماوكا لاشو لل فى ذا 

الثاني: عبد بالإيجاد وإياه قصد بقوله تعالى: (إن كل من في السموات 
والأرض إلاءاتي الرحمن عبداً).(0) 


الثالث : عبد بالعبادة والناس في هذا ضربان: 


١‏ 5 ع 





؟071١/« اللسان عند مادة (عبد)‎ . )١( 

(9) جرء من الآية (»4) سورة يوسف. 

(6) جرء من الآية (91) سورة البقرة. 

(4) جزء من الآية (5”) سورة النساء. 

(ه) العبودية في الاصطلاح عجز حكمى يقوم بالإنسان سببه الكفر. انظر حاشية 
العلامة البقري على شرح الماردينى للرحبية. 

() جزء من الآية (178) سورة البقرة. 

(90) جرء من الآية (6/) سورة النحل. 


اكؤوة رهم ارم 


ع ) 


فون ايلاح القة اكرري إل نيمك الأنها للق ا كنا حول نيه 
من ءايلتنا إنه هو السميع البصير)7) وبقوله تعالى: (تبارك الذي تل 
الفرقان عل. عيده)!') وقوله عال: (واذكر غيدنا أيوب إذ تادى. ربه )0 
وغير ذلك من .الآيات. 


والثاني: عبد للدنيا وأعراضهاء وهو المعتكف على تحصيلها وجمعها 


مهما كلفه ذلك من دينه وعقيدتهءى وإياه قصد النى صلى الله عليه وس 
قولف اللا عبدالدينار وعبدالدرهم وعبدالخميصة*) إن أعطي رضى 
'وإن لم يعط سخط تعس وانتكس() وإذا شيك فلا انتقش".(4()9) 


وغل بهذا السو يضم آنا فال ليس كل إنسان اميد للهه فزق العيذ 


على هذا بمعنى العابد, لكن العبد أبلغ من العايد. 


)0 
0( 
ف 
)0( 


4“ 


0) 
00 
(0) 


سورة الإسراء أيه )). 

جرء من الآية )١(‏ سورة الفرقان. 

جزء من الآية (41) سورة ص . 

تعس : يقال تعس يتعس إذا عثر وانكب لوجهه., وهو دعاء عليه بالهلاك. انظر 
النهاية في غريب الحديث والأثر 190/١‏ 

الخميصة: هى ثوب خز أو صوف معلٍ. وقيل لاتسمى خميصة إلا أن تكون 
سوداء معلمه. وكانت من لياس الناس قديماء وجمعها الخمائص. النهاية في 
غريب الحديث والأثر ؟/1م : 
انتتكس: أى انقلب على وأضةع وهو دعاء عليه بالكيية, لأن من انتكس ف أمره 
فقد خاب وخسر. النهاية في غريب الحديث والأثر ١١6/8‏ 

وإذا شيك فلا انتقش: أى إذا دخلت فيه شوكة لا أخرجها من موضعها. النهاية 
في غريب الحديث والأثر ه/؟٠‏ : 

رواه البخارى في صحيحه من حديث أن هريرة عن البي صلى الله عليه وسلم 
في كتاب الجهاد (55) باب الحراسة في الغزو في سبيل الله )7١(‏ رقم 
الحديث (/58810) وأخرجه أيضاً في ١1/+50؟‏ كتاب الرقاق )8١(‏ باب ماتبقى من 
فتنة المال وقول الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فسة) )٠١(‏ حديث رقم 


(هم0). 


) 


وجمع العبد الذي هو مسترق عبيدء. وقيل عِيدّاء وجمع العبد الذي 
هو العابد عباد ولهذا قال مال وما أن بط للعبيد )(0) فنبه أنه لايظلم من 
يختص بعبادته ومن انتسب إلى غيره من الذين تسموا بعبد الشمس وعبد 
اللات ونحو ذلك ,(2) ش 

وللقلب في هذا الوصف العظيٍ المبارك حتى يبلغ قامه منازل: 
فاول منازله: اليقظة: ‏ 

وهى انزعاج القلب لروعة7) الاتتباه من رقدة الغافلين. ولله ماأنتفع 
هذه الروعة» وماأعظم قدرها وخطرها. وماأشد إعانتها على السلوك. فمن 
أحس بها فقد أحس والله بالفلاح وإلا فهو في سكرات الغفلة. فإذا انتبه 


فحيل على جنات عدن فإنها منازلك الأولى وفيها المخيم 
ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطانا ونسل »ا 


وقد ذم الله تعالى الغافلين في كتابه الكريم فقال تعالى: (أولئك 
كالأنعلم بل هم أضل أولئك هم الغلفلون)*) وقال تعالى: (أولئك 
الذين طبع الله غلى قلوبهم وسمعهم وأبصلرهم وأولئك هم الغلفلون).(0) 
وانوعدهم بالنار في قوله تعالى: (والذين هم عن ءايتنا غفلون . 


أولئك مأوهم الغاى عا كان | كنرف )0 


(1) جرء من الآية 9؟ سورة ق. 

(؟) انظر المفردات ص 19؟ غند مادة (عبد): 

50" 'الروعة: القوعة- انظر القاقوس المحيط عند مادة (روع) اص غنم 
(4) انظر مدارج السالكين ١١/١‏ 

(ه) جزء من الآية ١9/4‏ سورة الأعراف. 

(5) آية م6 من سورة النحل. 


60 الآيتان /لاوَل'١م‏ من سورة يونس. 


)4( 


وكلما تأخر الزمان قل أهل اليقظة وكثر أهل الغفلة. قال تعالى: 
(واف نير ) ف الداس نعو دابلها لفاوق )111 

وأهل اليقظة هم الغرباء المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلٍ: يد 
الإسلام ره وسعوة كما هذا قي طون الل ا 

وقد قال صلى الله عليه وسل في الحث على هذه القرية: لاي :9 
ل الله عقديين أن لغ به "كي الذنياا كاتف اغريت أو عابن 
سبيتلغ:وكاتن ابن عمر :يقول» إذا اأمسيت فلا متعظر الصباح وإذا أصبحت 
“ولس اسار لم ون امسنان» لشاف روفن مقاجات اونا 
يسا افال في قل يسم اسرد 
واعدد النفس طوال الدهر من أهل القبور 


وارفض الذنيا: ولاركن :إلى دان “"الفرؤرلة 


)00 جرع من. الآية 47 من سورة بيوسن: 

)0( رواه مسم في صحيحه من حديث أي هريرة رضى الله عنه 10/١‏ كتاب الإيمان 
)١(‏ باب بيان أن. الإسلام بذ قبت يبوسنمو د حترنا لحو اله نارق من( المستحديق 
(16) حديث رقم (1465/789). ش 

(36 “مد السوطان الل عبدائله بن حمر حجن الاب وق جا أب عبد ارده 
القرشي العدوى المكى ثم المدني أسم وعد بطق عار قبع أيه وعد 
وكانت أول غزواته الخندق وهو ممن بايع نحت الشجرة.» روى علما نافعا كثيرا 

عن النبي صلى الله عليه وس وعن كبار الصحابة» وروى عنه خلق كثيرء توق 

عر «ييكة ثلاث وسبعين بمكة رضى الله عنه وأرضاه. انظر سير أعلام النيلاء 
4 الإصابة 0ن 

(4) أخرجه البخارئ فى صحيحه 7/١9‏ كتاب الرقاق )81١(‏ باب قول النبي 
صلى الله عليه وسل: كن في الدنيا كأنك غريب... (*) حديث رقم (5عة). 


(ه) هذه الأبيات ذكرها الأجرى في كتابه صفةالغرباء من المؤمنين (ص5-86؟) - 


(هم) 


كال ابن٠‏ القي (01 رفت اند فقانى كانه عدارت النارهن ” 
وطنائعب: الناول 9 شولا حيعن فق البقطة ححهى "القومة للك الذكورة بي 
قوله تعالى: (قل إِنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مف وفرادئ ).() 

قال ابن كثير *) رحمه الله عند هذه الآآية: يقول تعالى: قل يامحمد 
لهؤلاء الكافرين الزاعمين أنك مجنون: (إنما أعظكم زو خدة ) افج ناد قير كم 
بواحدة وهي : 0 تقوموا انا خالصاً لله من غير هوى ولاعصبية» فيال 
بعضكم بعضاً هل بمحمد من جنون؟ فينصح بعضكم بعضا (ثم تتفكروا) أى 
بنظر الرجل بنفسه في أمر محمد صلى الله عليه وسلم ويسأل غيره من الناس 
عن شأنه إذا أشكل عليه ويتفكر في ذلك ولهذا قال تعالى: (أن تقومو! لله 


كا ع ا : ّ/ 
مثنى وفردى ثم تتفكرو! ما بصاحبكم من جنة). 


حمسي ست 


(-) وعزاها إلى أبي بكر عبدالله بن حميد المؤدب. 

() هو الإمام الفذ محمد بن أبي بكر بن سعد الزرعي الدمشقى أبو عبدالله شمس 
الدين ابن قيم الجوزية من أركان الإصلاح وكبار العلماء ولد وتوفي في دمشق 
تتلمذ بشيخ الإسلام ابن تيمية حتى كان لإيخر جغالبعن شىء من أقواله وهذدب 
كيه وتعد صلمة ركان حت الطلتى عا و الى عضانيتك؟: كين #منياة أعلدع 
الموقعين, الطرق اللكمية, زاد المعاد» الصواعق المرسلة وغيرهاء توفي سنة ١ملاه.‏ 
انظر الدرر الكامنة #/4.0. شذرات الذهب ١58/5‏ 202 ش 

(؟) مدارج السالكين ١4١-١4٠/١‏ 

(؟) صاحب المنازل هو الشيخ أبو إسماعيل عبدالله بن محمد بن علي الأنصارى 
الهروي الحنبلي, المتوفى سنة ١48ه.‏ انظر سير أعلام النبلاء 6٠/18‏ 

( جرء من الآية 5 من سورة ا 

(ه) هو: العلامة الكبير إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي أبوالفداء 
عمادالدين حافظ مؤرخ فقيه مفسرء ولد في قرية من أعمال بصرى » ورحل في 
طلب العم وتوفي بدمشق تناقل الناس تصانيفه في حياته من كتبه: البداية 
والنهاية, وتفسير القرآن العظير وغيرهاء توفى سنة ؛لالاه. لحر شذرات الذهب 


>/*"», البدر الطالع س6 


لا 


عذ] معق::ماذكرّء جافيد (0) وعمد بن كعب 29 والشدئ 29 وتادة (4) 


وغيرهم وهذا هو المراد من الآية.(5(00) 


0) 


0 


6 


(0) 


هو: مجاهد بن جين يق الحجاج المكي المخزومي مو لاهمء وهو تابعى إمام متفق 
على جلالته وإناتك ؛ مشهور وهو إمام في الفقه والتفسير والحديث من كبار 
تلاميذ ابن عباس رضى الله عنهماء ومناقبه كثيرة. توفى سنة ١١٠ه‏ وله 9م سنة. 
انظر سير أعلام النبلاء 444/4: تهذيب الأسماء واللغات للنووي ؟/8م 
ا 0 أبو حمزة وقيل أبو عبدالله القرظي المدني من 
حلفاء الأوسء كان أبوه كعب من سبي بني قريظة, سكن الكوفة ثم المدينة من 
كبار التابعين وأئّتهم وكان من أمّة التفسير. انظر سير أعلام النبلاء 58/6. 
شذرات الذهب ١5/١‏ 

هو: إسماعيل بن عيذاار من بن أبي كريمة الأمام المفسر نو محمد الحجازى 
الكوفى السدى الكبير أحد موالى قريشء قال الذهبي: وقد قال اسماعيل بن أي 
خالد: كان السدى أعلر بالقرآن من الشعبى رحمهما الله. توفى سنة لاااه 
انظر سير اعلام النبلاء 554/6. طبقات المفسرين للداودى ١٠١/١‏ 
هو: قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز حافظ العصرء قدوة المفسرين والمحدثين 
أبو الخطاب السدوسي البصرى الضرير الأكمه روى عن أئّة الإسلام كالأوزاعى 
والسختياني وشعبة وغيرهم وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع فهو مدلس. 
معروف بذلك وكان يرى القدر تسأل الله العفو وكان عدلا.حافظا ضادقا. 
ع سير أعلام النبلاء ه/97؟7؟. شذرات الذهب ١68/١‏ 

تفسير القران العم 000/5 : 
وقد د ذكر ابن كثير رحمه الله الحديث الذي رواه ابن أبي حاتم أن رسول الله 
صلى الله عليه وسلم كان يقول: "أعطيت ثلاثا لم يعطهن من قبلي ولافخر أحلت 
لى الغنائم ولم تحل لمن قبلى كانوا قبلى ييجمعون غنائمهم فيحرقوتهاء وبعثت إلى 
كل أحمر وأسود كان كل نبي يبعت إلى قومه وجعلت. كن الارض معاد 
وطهورا أتيمم بالصعيد وأصلى حيث أدركتنى الصلاة قال الله تعالى: (أن 
تقومو!| لله مثتى وكوافق ) وأعث بالرهها سيرة شمر بلع بدي . 
ثم قال ابن كثير بعد ذكره لهذا الحديث: وهو حديث ضعيف الإسناد و تفسير 
الآاية بالقيام في الصلاة في جماعة وفرادى ضعيف. ولعله م في الحديث من 
يعض الرواأة فإن أصله ثابت في الصحاح وغيرها والله أعم . تفسير القرآن 


العليم 01-0 5 


( بم ) 


وثاني منازل العبودية: العزم 


وهو العقد الجازم على المسير ومفارقة كل قاطع ومعوق ومرافقة كل 


معين وموصل وبكسب كمال أنتباهه و بقظته يكون عزمه» ويحسب قوة عزمه 
يكون اع ذا 


فالعزم مصاحب لليقظة» يقوى بقوتها. ويضعف بضعفها والخور 


مصاحب للغفلة يقوى بقوتها ويضعف بضعفهاء ولذلك شُمى أولوا العزم 
من الرسل بذلك.9) وماذاك إلا لعظم يقظة قلوبهم التى أوجبت لهم الصبر 
' على ماكانوا يلقونه من مشاق في طريق الدعوة قال تعالى: (فاصبر كما صبر 
أولوا العزم ف الول 3 


0) 
9 


م( 
)0( 


قال ضاحب- الظلال40) عند. عذه الآية: ألا إنه لطريق نشاق :طريق هذه 


وانظر أصل الحديث في صحيح البخارى ١١5/١‏ كتاب التيمم (0) باب )١(‏ 
حديث رقم (وعم) ) ومسم في صحيحه 070/١‏ كتاب المساجد ُ ه) حديث رقم 
(ع#/رحمهة) وليس فيه ذكر للآية. 

مدارج السالكين ٠١/١‏ 

أولوا العزم من الوكل بهم محمد صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى 
وعيسى عليهم جميعا أفضل الصلاة وأتم اله 

وقد ذكروا مجتمعين في قوله تعالى: (وإذ أخذنا من النبكّن ميشقهم ومنك ومن 
نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم) (الأحزاب: 7). ش 
وقوله تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصي هد توحا الاين أوعنينا اليلقبوما 
وصينا به ابرأهيم وموسى وعيسى أن أقيمو!] الدين ولا رن ادا 
(الشورى: 18). ش 
انظر معارج القبول بشرح سل الوصول إلى علم الأصول في التوحيد للشيخ 
حافظ المكمي 495/7 

جزء من آية 89 سورة الأحقاف. 

هو: سيد بن قطب بن إبراهم مفكر إسلامي مصرى من مواليد قرية موشا في 
أسيوط خخر اد ار امسوم ل حي انر ار رحن قرا للمرية 


وعكف على تأليف الكتب ونشرها وهى كثيرة مطبوعة متداولة منها ود 


(مم) 


الدعوة. وطريق مرير حتى لتحتاج نفس كنفس محمد صلى الله عليه وسمم 
في تجردها واتقطاعها للدعوة, وفي ثباتها وصلابتهاء وفي صفائها وشفافيتها. 
تحعاج إلى العوجيه الربانى بالصبر وعدم الاستعجال على خصوم الدعوة 
الف 07 
ثالثة منازل العبودية: الفكرة 

وهي تحديق7) القلب نحو المطلوب» الذى قد استعد له مجملاء ول 
يهتد إلى تفصيله وطريق الوصول إليه.0©) 

فإذا صحت فكرته أوجبت له البصيرة وهى المنزلة الرابعة وهى نور في 
اللي مده التوعد .زو التوضد واعلعة والشانة ها اعمد الله فى هله 
لأوليائه وفى هذه لأعدائه. فأبصر الناس وقد خرجوا من قبورهم مهطعين 
لدعوة الحق. وقد نزلت ملائكة السموات فأحاطت بهمء وقد جاء الله وقد 
نصب كرسيه لقصل القضاءء وقد أشرقت الأرض ينوره ووضع الكعاب 
و جيء بالنبيين والشهداء. وقد نصب الميزان وتطايرت الصحف. واجتمعت 
الخصومء وتعلق كل غريم بغريمه, ولاح الحوض وأكوابه عن كثبء وكثر 
العطاشء وقل الوراد. ونصب الجسر للعبورء ولّ9) الناس إليه؛ وقسمت 
الأنوار دون ظلمته للعبور عليه؛ والنار يخطم بعضهابعضاً تحته. و المتساقطون 
فيها أضعاف أضعاف الناجين. 
(-) النقد الأدبيء العدالة الاجتماعية؛ التصوير الفني في القرآنء في ظلال القرانء 

كتب وشخصيات وغيرهاء صدر الأمر بقتله وقتل سنة لالم 17ه. 

انظر الأعلام للزركلى ١407/«‏ 
() في ظلال القرآن 95/ل/ا؟م 


()1' 'المسزق: شدة النطن الغافوني سيط ناكة (عدف )17 
() مدارج السالكين ١١/١‏ 


أ( لزه و ولوراء شده وألصقه. القاموس المحيط مادة (لرز) (ص #ل/اة). 


( وم ) 


فتنفتح في: قلبه عين يرى بها ذلك. ويقوم بقلبه شاهد من شواهد 
الآخرة يريه الآخرة» ودوامها والدنيا وسرعة انقضائها. 

فالبصيرة نور يقذفه الله في القلب يرى به حقيقة ماأخبرت به 
الرسل, كأنه يشاهده رأى عين» فيتحقق مع ذلك انتفاعه بما دعت إليه 
الرسل» وتضرره بمخالفتهم, وهذا معنى قول بعض العارفين: (البصيرة تحقق 
الانتفاع بشىءء والتضرر به) وقال بعضهم: (البصيرة ماخلصك من الخيرة» 
اما “يإقان وها بعيان) ,7 

قال تعالى: (قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي 
فعليها وما نا عليكم فيظ ).(*) 

قال ابن كثير رحمه الله: البصائر هي البينات والحجج التى اشتمل 
عليوا ]لكر بسونا كاب تمسرو عدل النع طلحه وبر :سن الصسر 
فلنفسه) مثل قوله: (من اهتدى فإنما يهتدى لنفسه ومن ضل فإما يضل 
عليها )7 ولهذا قال: (ومن عمي فعليها) فلما ذكر البصائر قال: (ومن 
عمي فعليها) أى إنما يعود وبال ذلك عليه.!4) 

قال" الزاقغن وعم اللنكونشال لقره 'القلبه امرك بصيرة وبعسر» 
نحو قوله تعالى: (فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)0*) وجمع البصر 
أبصار» وجمع البصيرة بصائر.(0) 


وقد أخبر الله عز وجل في الآية السابقة أن غطاء الغفلة والذهول 





(1) . مدارج السالكين ١/؟١-4؟1‏ 
0( أيه 1 سورة الأنعام. 

(+) جرء من الآية ١6‏ سورة الإسراء. 
(4) تفسير القرآن العظيي 05/8" 


)6( جرء من الآية ؟؟ سورة ق. 


(9) المفردات عند مادة (بصر) ص 44 


0 


يكشف عن العبد في ذلك اليوم كما يكشف غطاء النوم عن القلب 
فيستيقظ. وعن العين فتنفتح, فتسبة كشف هذا الغطاء عن العبد عند المعاينة 
كنسبة كشف غطاء النوم عنه عند الانتباه.() 
والبصيرة على ثلاث درجات من استكملها فقد استكمل البصيرة: 

بصيرة في الما والصفات. وبصيرة في الأمر والنهيء وبصيرة في 
الوعد والوعيد. 
الدرجة الأولى: البصيرة في الأسماء والصفات: 

وهى ألا يتأثر إيمانك بشبهة تعارض ماوصف الله به نفسه» ووصفه 
به رسوله صلى الله عليه وسلِء بل تكون الشبه المعارضة لذلك عندك بمتؤلة 
الشبه:.والشكوك في وجود الله. فكلاهما سواء عند أهل البصائرء وتفاوت 
الناس في هذه البصائر بحسب تفاوتهم في معرفة النصوص النبوية وفهمها 
والعلم بفساد الشبه المخالفة لمقائقهاء وتجد أضعف الناس بصيرة أهل الكلام 
اليباطل المذموم الذي ذمه السلف وذلك لجهل أهل الكلام بالنصوص 
ومعانيهاء وتمكن الشبه الباطلة من قلوبهم. وإذا تأملت حال العامة الذين 
ليسوا موّمنين عند أكثرهم رأيتهم أتم بصيرة منهم وأقوى إيمانا وأعظم 
تفلي للوحي وانقياداً للحق. 
الدرجة الثانية: البصيرة في الأمر والنهى: 

وهى تجريده عن المعارض بتأويل أو تقليد أو هوى فلا تقوم بقلبه 
شبية تعارضق, آم الله ونهيهء ولا شهوة تنع من تنفيذه وامتثاله والأخذ به 
ولا ميد يزه عق يذل :اكيس فى لسن «الأحكام مين مقكاة الوه 


(1) الفوائد ص؟ 


)4( ٠ 5 


الدرجة الثالثة: البصيرة في الوعد والوعيد: 

وهي أن تشهد قيام الله عز وجل على كل نفس بما كسبت من الخير 
و أطي شام بو نجل ىوان «السيكن ودار اندر ]بوذت داك ترد و من 
إلهيته وربوبيته, وعدله وحكمته فإن الشك في ذلك شك في إلهيته 
وربوبيتهء بل شك في وجوهه. فإنه يستحيل عليه خلاف ذلك,» ولا يليق أن 
ينسب إليه تعطيل ا وإرسالها هملاء وتركها سدى., تعالى الله عن 
هذا" اللعيان االهشو اكير . واد المعدل كدت معاون الس عد ابه 
.ولهذا كان الصحيح أن المعاد معلوم بالعقل. وإنما اهتدي إلى تفاصيله 
بالوحيء ولهذا مجعل الله سبحانه إنكار المعاد كفراً به لأنه إنكار لقدرته 
و إلهيته وكلاهما مستلزم للكفر به: قال تعالى: (وإن 'تعجب فعجب قولهم 
أِذا كنا تزبا أوِنا لفى خلق جديد أولمك الذين كفروا بربهم وأولفك 
الاغللل في أعناقهم وأولمك أصحلب النار هم فيها خللدون)() وفي الآية 
قولان: ١‏ 

أحدهما: إن تعجب من قولهم أئذا كنا تراباً أئنا لفى خلق جديدء 
فعجب قولهم ! كيف يذكرون هذا وقد خلقوا من تراب ولم يكونوا شيئا. 

والثانى: إِنْ تعجب من شركهم مع الله غيره وعدم انقيادهم لتوحيده. 
وعبادته وحده لاشريك له. فإنكارهم للبعث وقولهم أئذا كنا ترابا أثنا لفى ٠‏ 
خلق جديد أعكي ٠وعلى‏ كلاالتقديرين فإنكار المعاد عجب من الإنسانث» 
وهو منحض إنكار الرب والكفر به والجحد لإلهيته وقدريه وحكمته وعدله 
سلطا نوا 


1 هذا اتلكان مني 'المارك فى كزاله مال (أفحسيم أما خلقتلكم عبثاً وأنكم إلينا 
لاتر جعون )2 (المؤمنون: 6). 
0 الآية زه( من سورة الرعد. 


() انظر مدارج السالكين ١/5-174؟1١‏ 


0 


والبصيرة تنبت في أرض القلب الفراسة الصادقة. وهي نور يقذفه 
الله في القلب يفرق به بين اللحق والباطل 5 العنافق د القاوق انا قال 
الله حغالق: (إن :ذلك لأيلك اوسني )00 "أمره التزستى 1" يمن 
حديث أبى سعيد الخدرى ؛) رضى الله عنه عن النني صلى الله عليه وسل 
أنه قال: "اتقوا فراسة المؤمنء فإنه ينظر بنور الله عز وجل ثم قراً (إن في 
ذلك لأنيلت للمتوسمين)".(ه) 
اوس يوان انها ارقم هن التكانارقوم نوظ آيات 
'للمتأملين في ذلك تحصل لهم بها الموعظة والاعتبار والخوف من معصية الله 
أن ينزل بهم مثل ذلك العذاب الذى 5 بقوم لوط لما عصوه.ء وكذبوا 


(9) مدارج السالكين ١/9؟١‏ 

(؟) آية هلامن سورة الحجر. 

69 وه عمد بن عبس ون سبو وه ابلق الوجد م أ سنن نم ره عاساء 
الحديثك وحفاظه,. من أهل ترمث تتلمذ للبخارى وشاركه في بعض شيوخه وقام 
برحلة إلى بلاد خراسان والعراق والحجاز وعمى في آخر عمره وضرب به المثل 
في الحفظء مات بترمذ سنة 4لالاهى من كتبه: الجامع الكبيرء الشمائل النبوية 
القاريخ, العلل في الحديث. انظر تذكرة الحفاظ ؟/588. تهذيب التهذيب ' 

ذربامم 

( هو: سعد بن مالك ين 'سئات: الخدرئ" الأنصارئ الخزرجى أفق سعد متتحانى ليل 
كان ملازما للبي ع الله عليه وسم وروى عنه أحاديث كثيرة غزا اثنق عشرة 
غروة وله 252 حديث ء توفى في المدينة سنة 4لاه. انظر سير أعلام النبلاء 
#رموى الإصابة 9/9 

(6) رواه الترمذى في الجامع الصحيح ه/48؟ في كتاب تفسير القرآن (48) باب 
)1١(‏ حديث رقم (8150) وقال الترمذى: هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا 
الوجه وقد روى عن بعض أهل العم. 


وقد ضعفه الشيخ الألبانى في السلسلة الضعيفة 99/6؟ حديث رقم (1851). 


04 


(ولقد تركنا منهاعاية بينة لقوم عقا 3( وفوف ل سور الذاوناث: 
(و#نكنا نيا ءاية للذين ‏ خافوق: العذاب كد وقوه هماه [إن“ق ذلك 
لأوك لللمفوئمين )"وقوله فق ضورة الشعزاء يعن :ذكر :قصة قوء. لوظ:: ( إن في 
ذلك لأية وما كان أكثرهم مؤمنين).(5) 

كما صرح بمثل ذلك في إهلاك قوم نوح وقوم هود وقوم صالح 
وقوم شعيب في سورة الشعراء!) وقوله (للمتوسمين) أصل التوسم تفعل 
من الوسمء وهو العلامة التى يستدل بها على مطلوب غيرهاء يقال توسمت 
عبدالله بن رواحة!*) رضى الله عنه في الني صلى الله عليه وسل: 

اق وحمت فيلك الى إغرنه والله يعم أل تابد القظر 

هذا أصل التوسمء وللعلماء فيه أقوال متقاربة» يرجع معناها كلها 
إلى شي ء واحدء فقال بعضهم: للمتوسمين أى للمعتبر.ين . وقال بعضهم : أى 
المتفرسين» وقال بعضهم: أى الناظرين, وقال بعضهم: أى للمتأملين» ولا 
يخفى أن الاعتبار والنظر و التفرس والتأمل معناها واحد. وكذلك قول من 
الأقوال راجع إلى شيء واحد وهو أن ماوقع لقوم لوط فيه موعظة وعبرة . 
)00 أيه 6 من ويه لمكيو 
(؟) آيه لا” من سورة الذاريات. 
ع( أيه ١/4‏ من سورة الشعراء. 1 
(4) الآيات في سورة الشعراء من آية رقم4؟١‏ إلى1594, ومن الآية رقم7١‏ إلى 1 

15١ رقم‎ 


الأمراء والشمراءء هد العقبة مع السبعين من الأنصار وكان أحد النقناة” 0 
عشر وشهد دنا وأحدا والختدق والحديبية و استخلفه النىي صلى الله عليه وس 


على المدينةء توفى سنة 8ه. انظر صفة الصفوة ١/141ء‏ تهذيب التهذيب ه/؟1١؟‏ 


) 44 ( 


من نظ في “ذلك وتامل. حق. التامل 0 

وقد ذكر ابن القي بحم اللندة اناقتزائة"القياذفق الساركة اليه 
وأمره متصلة بالله متعلقة بنور الوحى مع نور الإيمانء فهى قيز بين مايخبه 
اللخدة وين مناميففة فتن ' الأعيان والأقوال: والأعت الغو بن ايف 
والطيب والمحق والمبطل والصادق والكاذب, وهي تحوم دائًا حول كشف 
طريق الرسول صلى الله عليه وس وتعرفها وتخليصها من بين سائر الطرق, 
وبين كشف عيوب النفس وافات الأعمال العائقة. عن سلوك طريق 
لويم واه ١1‏ فيرف انورع التعمرة العو كقع و انتكهيا للعتيك ال ماه 
وماد 
فإذا انتبه وأبصر أخذ في القصد والقصد هو المنزلة الخامسة من منازل 
العبودية. والمراد به: صدق الإرادة وجمع النية على سفر الهجرة إلى الله 
والعلم والتيقن أنه لابد له من هذا السفرء وأخذ الأهبة لهء وتعبئة الزاد 
ليوم المعاد. والتجرد عن عوائق السفر وقطع العلائق التى تنعه بعد 
الخروج. ٠‏ 
والقصد ثلاث درجات: 
الدرجة الأولى: قصد يبعث على المسير بلا توقف ولا تردد ولا علة غير 
العبودية فلارياء ولا سمعة ولا طلب يه أ شاه ان منزلة عند الخلق. 
الدرجة الثانية: قصد لايلقى ا يعوق عن المقصود إلا قطعه, ولا حائلاً دونه , 
إلا منعه ولا صعوبة إلا سهلها. 
الدرجة الثالئة: قصد يبعث على ام ليتهذب به ويصلح. و 
إجابة الأمر الديني كلما دعاهء فإن لكل مسألة من مسائل العلم ففاقنا ينادى 


للإيمان بها 57 وعنا” فيقصد إجابة داعيها. 


(1) انظر أضواء البيان /1495-141: 


(ه:) 


فإذا ادك تيده سان عونا جازما "وهو القداة الناوسة سن تاذل 
العبودية والعزم الجازم مستلزم للشروع في السفرء مقرون بالتوكل على الله 
قال تعالى:(قإذا سوهت :فو كن بعلن .الله )00( 

قال ابن جرير رحمه الله عند هذه الآية؛ فإذا صح عزمك بتثبيتنا 
إياك وتسديدنا لك فيما نابك وحزبك من أمر دينك ودنياكء. فامض لما 
أمرناك به على ماأمرناك. به وافق ذلك آراء أصحابك وما أشاروا به عليك 
أو خالفهاء وتوكل فيما تأق من أموركء. وتدعء وتحاول» أو تزاولء على 
"ربك فثق به في كل ذلك وارض بقضائه في جميعه, دون آراء سائر خلقه 
ومعونتهم فإن الله يحب المت وكلين» وهم الراضون بقضائه؛, المستسلمون 
لحكمه فيهم: وافق ذلك منهم هوى أو خالفه! ثم ساق رحمه الله بإسناده 
إلى ابن إسحاق [4) في. هذه الآية:فإذا عزمت أى على أفر جاءك مى: أو أمر 
من دينك في جهاد عدوك لايصلحك ولا يصلحهم إلا ذلكء. قامض على 
ماأمرت به على خلاف من خالفك وموافقة من وافقك (فتوكل على الله) 
أى ارض به من العباد (إن الله يحب المتوكلين ). 

تو ساق أيضا بأستاده :إلى تسادة فوللا هين مده الكيةه امس 'اللنه فيه 


صلى الله عليه وسّء إذا عزم على أمر أن يمضي فيه ويستقيم على أمر الله؛ . 


)0( جزء من أيه من سورة آل عمرانث. 

(؟) انظر مدارج السالكين ١/1١١-؟"١‏ 

(9) جامع البيان ١٠6/4‏ 

ع( هو: : محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء المدني من أقدم مؤرخي العرب من 
أهل المدينة. له: السيرة النبوية, كتاب الخلفاء وغيرهاء توفى سنة ١168ه‏ وكان من 
حفاظ الحديث وسكن بغداد. انظر سير أعلام النبلاء 9/*م, تذكرة الحفاظ 


06ل 


)( 


ويتوكل على الله.(0) 

والعزم في اللغة الجد. عزم على الأمر يعزم ع يها ومَعْزِما 
وعْرّماً وعزيما وعزهة وعَرْمَة واعتزمه واعتزم عليه أراد فعله. 

قال الليث 9):العزم ماعقد عليه قلبك من أمر أنك فاعله, ولا 3 
في غزم بغير حزم فإن القوه إذ لم يكن معها حذر أورطت صاحبها.'"' 

0 هو الأمر المروى المنقح. وليس ركوب الرأي دون روية عزماً 
الاعل زأى تناك الغرب كنا قال لاون كا 

إذااعم القن بن ينيد عَرمهد ' .بوكر عن ذكل امواتب سانا 


ولم يستشر في رأيه غير نفيه ولم يرض إلا قائم السيف صاحبا 
قال ابن القهم رحمه الله: و حقيقته استجماع قوى الإرادة على الفعل 
وهو نوعان: 


عزم على الدخول في الطريق. 


وعزم على المضي في هذا الطريق؛ وهو أخص من الأول.(0) 


(1) أخرجهما ابن جرير في تفسيره 168/4 

(؟) هو: الليث بن سعد بن عبدالر حمن الفهمى بالولاء أبو الحارث إمام أهل مصر 
في عصره حديثا وفقهاءأصله من خراسان ومولده في قلقشنده ووفاته في القاهرة 
وكان من الكرماء الأجواد وله تصانيف توفي سنة هلا١ه.‏ انظر السير م/5 21 
شذرات الذهب ١/6م؟‏ 

(©) اللسان عند مادة لعزم كك 

(4) هو: سعد بن ناشب من بنى العنبر وكان أبوه ناشب من شياطين العرب وله يوم 
الوقيط وكان سعد ا من مردة العرب وهو شاعر إسلامى في الدولة 
المروانية 
انظر الشعر والشعراء لابن قتيبة ص +"4: وخزانة الأدب 445/7 
وقد ذكر هذه الأبيات ابن قتيبة وعزاها للمازني. انظر الشعر والشعراء ص8"؛» 
وكذلك خرزانة الأدب "/544 
وذكرها القرطبي أيضا في الجامع لأحكام القرآن 6/؟6؟ 


6 انظر مدارج السالكين ١١/3‏ 


)407( 


ذلك أن العبة قد. .تضم إل رركن السائريق. إلى:ائلة عن وجل 
ويوطن نفسه على الصبرء ثم لايلبث أن ينفسخ عزمه. ولا يستمر معه 
لضعف علمه وبصيرته. وصبره؛ كمن دخل في طريق مخوف مفض إلى غاية 
الأمن وهو يعلم أنه إن صبر عليه انقضى الخوف وأعقبه الم ف محتاج 
إلى قوة صير وقوة بقين بما يصير إليه» ومتى ضعف صبره ويقينه رجع من 
الطريق وم يتحمل مشقتهاء ولاسيما إن عدم الرفيق واستوحش من الوحدة 
وجعل يقول» أين ذهبوا فلى بهم أسوة؛ وهذه حال أكثر الخلق. وهى التى 
أهلكتهم . 

والبصير الصادق لابستوحش من قلة الرفيقء ولا من فقده إذا 
استشعرقلبه مرافقة الرعيل الأول الذين أنعم الله عليهم من النبيين 
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاًء فتفرد العبد فى طريق 
طلبه دليل في أغلب الأحيان على صدق الطلب.() 

وفي هذه المؤلة ناج العبد إلى تبيز ماله مما علية؛ ليستصحب مالهء 
وقفق. ماعلا وذللك .فى السحابية وه المرلة الشابية من متاول العبودية 00 
ومتحاسبة النفس نوعان: نوع قبل العمل». ونوع بعده. 

فأما النوع الأول: فهو أن يقف عند أول همه وإرادته ولا يبادر بالعمل 
حتى يتبين له رجحانه على تركهء قال اطبين 120 رمه الله بوهم لد 
وقف عند همه فإن كان لله مضى. وإن ا مره ار 
(9) إغاثة اللهفان 8/١‏ 
(؟) انظر مدارج السالكين ١١/١‏ 7 
(0) هو: الحسن بن يسار البصرى أبو سعيد تابعى كان إمام أهل البصرة وحير الآمة 

في زمنه وهو أحد العلماء الفقهاء والفصحاء الشجعان النساكء, ولد بالمدينة 

وشب في كنف علي بن أبي طالبء رضى الله عنهء وتوفى بالبصرة سنة ١٠اه‏ 


انظر السير 685/4 البداية والنهاية 8/م/ا؟-94/؟ 


(م:) 


وقد شرح هذا بعضهم فقال: إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال 
وهم به العبد وقف أولا ونظر: عل للك العمل مقدور له أو غير مقدور 
ولا مستطاعء فإن لم يكن مقدوراً لم يقدم عليهء وإن كان 0 وقف 
وقفة أخرى ونظر هل فعله خير له من تركهء أو تركه خخين من فعله فإن 
كان الثانى تركه فلم يقدم عليهء وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة ونظر: 
هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه. أو إرادة الجاه والثناء 
والمال من المخلوق. فإن كان الغانى لم يقدم عليه. وإن أفضى به إلى 
مطلوبه لعلا تعتاد النفس الشرك ويخف عليها العمل 37 للد #فهدن ناك 
علئيها ذلك قل :عانها "العمل الله سال ع يقير انقدل هن عليهاء و إن 
كان الوك واق د وقفة اخوق و نظكر ل اع معان "عليه د اران 
بدافذوط ويتميوو ه111 عا العطل عفان إل اذك آم لوق قات يكن له 
أعوان أمسك عنه, كما أمسك النبي صلى الله عليه وسل عن الجهاد بمكة 
حتى صار له شوكة وأنصارء وإن وجده معانا عليه فليقدم عليه فإنه 
0 | 

ولا يفوت النجاح إلا من فوت خصلة من هذه الخصالء وإلا فمع 
اجتماعها لا يفوته النجاح. 

والنوع الثانى: محاسبة النفس بعد العمل وهو ثلاثة أنواع: 

أحدها: حاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى, فلم توقعها: 
عل الوجة (الذق ميعن + 

اقاقن: أذ عاسب نه عل كتل عمل كان تتركه. بغرا لتنه .من افعلة. 

اقانكه أن كاست تقس عن كل أمر معنا أو سناد نا" قمله؟ وهل 
أراد به الله والدار الآخرة فيكون رابحا أو أراد به الدنيا وعاجلها فيخسر 
ذلك الربح ويفوته الظفر به. 

وجماع ذلك كله: أن يحاسب نفسه أولأعلى الفرائض» فإن تذكر فيها 


):491( 


نقصاً تداركه ‏ إها. بقضاء أو إصلاحء ثم يحاسبها على المناهى. فإن عرف أنه 
ارتكب منها شيعاًء تداركه بالتوبة والاستغفار والحسئات الماحية» ثم يحاسب 
تفسه على الغفلة, فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال 
على الله عز وجلء ثم يحاسبها بما تكلٍ به فمه أو مشت إليه رجلاه أو 
بطشت بذاة أن سمعفة أذناف ماذا"أزادت: بيدا ؤلن «فتلحه؟ وعلن اى:وسه 
'فعلته؟ ويعل أنه لابد أن يُنْسَرَّ لكل حركة وكلمة منه ديوانان: ديوان لمن 
فعلته؟ وكيف فعلته؟ الأول سوال عن الإخلاص والثانى سؤال عن 
“العانية 00 

قال الله عز وجل (فوربك لتسعلتهم اورم ني انوا عع 0 

أخرج ابن جرير رحمه الله عن ابن عباس رضى الله عنهما قوله: 
(فوربك لنسعلنهم أجمعين. عما كانوا يعملون) ثم قال: (فيومئذ لايسكل 
ون له تن بول مجان )!2 قال: لايسألهم: هل عملت عن[ وكد] #الأنه أعلم 
بذلك منهم. ولكن يقول لهم: لم عملتم كذا وكذا؟ 47( 


(1). انظر إغاثة اللهفان /-/1/١‏ 

(؟) الآيتان ؟9و "4 من سورة الحجر. 

(0) آيه #4 من سورة الرحمن. 

(2): احرص ابن جرين فق جافم: البياة: 74+ 

(4) وقد جمع الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى بين الآيات التى تدل 
على أن الله يسأل جميع الناس يوم القيامة والآيات التى تدل على خلاف ذلك 
بقوله: والجواب عن هذا من ثلاثة أوجه: ١‏ 
الأول: : وهو أوجهها لدلالة القرآنٍ عليه وهو أن السؤال قسمات: 
حواك توبيخ و تقريع وأداته غالبا 3 وسؤال استخبار واستعلام وأداته غالبا 
عل فالمثبت هو سؤال التوبيخ والتقريع والمنفي هو سؤال: الاستخبار 
والاستعلام ووجه دلالة القرآن على عيذ أن سؤاله لهم المنصوص في كله 


توبيخ وتقريع كقوله: -- 


م 


ومما دل على المحاسبة قوله تعالى: (يلأيها الذين ءامنوا اتقوا الله 
. ولعنظر نفس ماقدمت لغد)() فأمر سبحانه العبد أن ينظر ماقدم لغد.. وذلك 
يتضمن غاسبة نفسه على ذلك, والنظر هل يصلح ماقدمه أن يلقى الله به 
أو لايصلح؟ والمقصود من هذا النظر مايوجبه ويقتضيه من كمال الاستعداد 
ليوم المعادء وتقديم ماينجيه من عذاب الله ويبيض وجهه عتد الله.() 

قال السعدى رحمه الله: هذه الآية الكريمة أصل في محاسبة العبد 
اه ينبغى له أن يتفقدهاء فإن رأى زللاً تداركه بالإقلاع عنه, 
والتوبة النصوح, والأعواطى عن ”مناه اللوفتانه را قرا منجعة تعر ا 
في أمر من أوامر الله بذل جهده واستعان بربه في تعميمه وتكميله 


وإتقاقسة:) 


(-) (وقفوهم إنهم مسئولون. مالكم لاتناصرون) (الصافات: 5-54؟). 
(افسحر هذا أم أنتم لاتبصرون) (الطور: )١٠6‏ وكقوله: (أم يأتكم نذير) 
(الملك: م) إلى غير ذلك من الآيات. 
سد ان الله للرهل ‏ ماذا أجبتم لعوبيخ الذين كذبوهم كسوال الموؤدة: (بأى 
ذنب قتلت) (التكوير: 9) لتوبيخ قاتلها. 
الوجه الثانى: أن في القيامة مواقف متعددة. ففى بعضها يُسألون, وفي بعضها لا 
لوت : | 
الوجه الثالث: هو ماذكره الحليمى من أن إثبات السؤال محمول على السؤٌال 
عن التوحيد وتصديق الرسل وعدم السؤال محمول على مايستلزم الإقرار 
بالنبوات من شرائع الدين وفروعه ويدل لهذا قوله تعالى: (فيقول: ماذا أجبتم 
المرسلين ) (القصص: 50) والعلم عند الله تعالى. | 
دفيع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب لصاحب الفضيلة العلامة الجليل الذي 
عمد الآهين الجكنى الشنقيطى رحمه الله ص 189-1١١‏ 

)0 جزء من الآية 1 الحشر. 

(؟) انظر مدارج السالكين ٠7١/١‏ 


(9) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ٠١5/8‏ 


10 


وللمحاسبة ثلاثة أركان: 

أولقاة أن شاي" ننه بن نافن الله تنو زهان عو رن 10 عيفد 
يظهر له التفاوت ويعم أنه ليس إلا عفوه ورحمته أو الهلاك والعطب. 

الركن الثانى من أركان المحاسبة أن يميز العبد مالله عز وجل عليه من 
وجوب العبودية, والتزام لاد واجتناب المعصية. و بين ماله فالذى له 
هن الماح الدرعى, 

فعليه حق وله حق» فإن أدى ماعليه أوق ماله ولابد من التمييز بين 
الاي عات روا عمق مط ونه تقر ا لق النائه. عن كم اذا عليه 
من الحق من قسم ماله. فيتحير بين فعله وتركهء دأ قعلية رأى أنه فضل 
قام به لاحق أداه وبإزاء هؤلاء من يرى كثيراً مما له فِعله وكركه من قسم 
ماعليه فعله أو تركهء ويتعبد بترك ماله فعله كترك كثير من المباحات» 
ويظن ذلك حقا عليه كمن يتعبد بترك النكاح أو ترك أكل اللحم 
والفاكهة مثلاً أو الطيبات من المطاعم والملابس» ويرى لجهله أن ذلك مما 
عليهء فيوجب على نفسه تركهء أو يرى تركه من أفضل القرب وأجل 
الطاعات وقد أنكر النبي صلى الله عليه وسم فسن فحنا ليان لكا 


() المراد أن قرة اتاي لن اللفورو ديعا من ن عمله وطاعته. 

0( كما في حديث أنس بن مالك رضى الله عنه قال: "جاء ثلاثة رهط إلى بيوت 
أزوا ج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة الني صلى الله عليه وس 
فلما أخبروا كأنهم تقالوهاء فقالوا: وأين نحن من النبي صلى .الله عليه وسلم؟ قد 
غفر الله له ماتقدم من قكنه :وهنا تالخ قال أحدهم: ما انا انا أل اللياه 
أبداء وقال آخر: أتا أصوم الدهر ولا أفطرء وقال آخر: أنا أعتؤزل النساء فلا 
أتزروج أبداء فجاء رسول الله صلى الله عليه وس فقال: أن م الذين قلم كذا 


وكذا؟ أما والله إلى لأخشاكم لله وأتقاكم له لكنى أصوم وأقطرء وأصلى 


وأزرقنة واعدى- السناء فمنن رقب عن سق فليمن مق » 0 5-5 
3 


(ه) 


أو تعيد بفعل غاله عركهة وريطتن أن «ذلك قا عليه كفق: يتعسن بالأهويرز 
البدعية9) التى هو مأمور بتركها والحذر منها.!") 


الر عو الثالة مث أركان المحاسبة: أن .غرف العيد. أن لاعن اه 
ةا بعر م ر صم 


من نفسه فهى عليهء وكل معصية عير بها أخاه فهى إليهء فرضاه بطاعته 
دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقوق العبودية وعدم عمله بما يستحقه 
الرب جل جلاله ويليق أن يعامل بهء فيتولد من ذلك من العجب والكبر 
والآفات ماهو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا وشرب الخمر والفرار من 


"الست ووه ا 


(-) . رواه البخارى في صحيحه */564 كتاب النكاح (17) باب الترغيب في النكاح 


00 


4 


(0 


(1) حديث رقم (5#.ه) ومسم في صحيحه ٠١٠١/8‏ كتاب النكاح )١5(‏ باب 
.استحياب النكاح لمن كانت نفسه إليه ووجد موّنة )١(‏ الحديث رقم (1401/8). 


البدعة هى: كل مالم يكن في عصر النبي صلى الله عليه وسلم مما فعله أو أقر 
عليه أو عم من شريعته الإذن فيه وعدم النكير عليه. انظر الباعث على إنكار 
البدع والحوادث (ص807). 

كما في حديث عائشة رضى الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله 
عليه وسل: "من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد" أخرجه البخارى في 
صحيحه ٠01/6‏ كتاب الصلح (08) باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح 
مردود (ه) الحديث رقم (599؟) ومسل في صحيحه م/*6١1١‏ كتاب الأقضية ' 
(0) باب تقض الأحكام الباطلة ورد محدئات الأمور (8) حديث رقم 
(لاا/رم اماد ). 

انظر مدارج السالكين ١/١7١-هلا١‏ 

ومما ينبغى أن يعم أن عدم رضاه بطاعته لايعارض سروره بما يفعل من 
الحسنات, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الإيمان ليس مجرد التصديق بل 
لابد من أعمال قلبية تستلزم أعمالا ظاهرة فحب الله ورسوله من الإيمان وحب 
ما أمر الله به وبغض مانهى عنه وهذا من أخص الأمور بالإيمان ولهذا ذكر 
البي صلى الله عليه وس في عدة أحاديث أن "من سرته حسنته وساءته سيئته 


فهو مؤمن" رواه الحاكم في مستدركه ١4/١‏ كتاب الإيمان وقال صحيح 5< 


مده مع غ فم قو مو لاطأم ف ة ه قم ولع ع ماه عه وله فو قوع واه نام وو فاو وه ف عاو وفع اطع ومو وف وزو اماع فء 58-6866688 


)( على شرط الشيخين وصححه الشيخ الألبانى في تحقيقه لأحاديث كتاب الإيمان لابن 
نيمية (ص 8*). 

كلحم الإضاة عمد انيه : فهذا بحب المسنة ويفرح بها ويبغض السيئة 
ويسووه فعلها وإن فعلها بشهوة غالبته وهذا الحب والبغض من خصائص 
الإيمان. انظر كتاب الإيمان (ص80؟). 
فالمراد إذاً التواضع عند فعل الطاعة وعدم العجب بالعمل بل يرى كل طاعة 
لعب قل 0 سان اله عي ران نيما عمل قرن سسطيح ادل 
حقوق الله عز وجل عليه حق الأداء وأنه لن يدخل أحد الجنة بعمله وإمما 
فضل الله ورحمته. 
ومن أجل ذلك أمرٍ الله عرز وجل بالاستغفار .عند الاتديداع من عددٍ من الطاعات 
كما في الصلاة مثلا كما في الصحيسح عن ثوبان قال: "كان البي صلى الله 
عليه 0 إذا اشر من صلاته استغضرٍ ثلاثا وقال: اللهم أنت السلام ومنك 
السلام. تباركت ياذا الال والإكرام أخر جه مسلم ف صحيحه 51١5/١‏ كتاب 
المساجد ومواضع الصلاة (0) باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته 
(5؟) حديث رقم (091/188). 
وكما في الحج. قال تعالى: (فإذا - من عرفات فاذكروا الله عند المشعر 
اخوام اذ كرو العامة كوت نع من قبله لمن الضالين ثم أفيضوا من حيث 
أفاض الناس واستغقرو| لله إن الله غفور زحي ) (البقرة: 52 52ة1): 
ومن تله سان افيه الات أن بعد 2/1 الؤسالة والقيام بما عليه من أعبائها 
واقتراب أجله فقال تعالى: (إذا جاء تصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في 
دين الله أفواجا فسبح بحمد ريك واستغفره إنه كان توابا) (التنصر: .)#-١‏ * 
فهذا شأن من عرف ماينبغى لله ويليق بجلاله من حقوق العبودية وشرائطها 
لاتعيل' أصخاب الدغاوى ‏ وضطحاتهم: 
وأما بالنسبة لقوله: وكل معصية عير بها أخاه فهي إليه فقد دل على ذلك 
الكنات الس ١‏ 
فمن الكتاب ماجاء عن يوسف عليه الصلاة والسلام أنه قال: (لاتثريب عليكم 
اليوم) (يوسف: ؟4) وذلك بعد قولهم له (تالله لقدءاثرك الله علينا وإن كنا 
لخلطعين ) (يوسف: .)١‏ 1 
ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: " إذا زنت أمة أحدكم فتبين زناها 


فليجلدها الحد ولا يثرب عليهاء ثم إن زنت فليجلدها الحد ولا يثرب دع 


دق 
هو 


(4ه ) 


فإذا صح هذا المقام ونزل العبد هذه المنزلة أشرف منها على مقام 
التوبة لأنه بالمحاسية قد قيز عنده ماله مما عليه؛ فليجمع همته وعزمه على 
النزول فيه والتشمير إليه إلى الممات. ظ 

ومنزلة التوبة هى المنزلة الثامنة من منازل العبودية وهي اول 'الخاتل 
وأوسطها وآخرها فلا يفارقها العبد أبداًء ولا يزال فيها إلى الممات وإن 
ارتحل إلى منزل اخر ارتحل بهاء واستصحبها معه. ونزل بهاء فالتوبة هى 
بداية العبد ونهايته وحاجته إليها في النهاية ضرورية كما أن حاجته إليها 
“في البداية كذلك.() 

والعوبة الرجوع من الذنب. تاب إلى الله يتوب توبا وتوبة ومعاباء 
أناب ورجع عن المعصية إلى الطاعة.(9) 

. وهى في الشرع: الإقلاع عن الذنب لوجه الله عز وجلء والندم على 
مافرط فند والكرية غيل ره المقا د20 

ومن استكمل هذا التعريف: يكون قد استكمل شرائط التوبه» وتاب 
التوبة النصوح التي أمر الله عز وجل عباده بهاء قال تعالى: 


(-) ثم إن زنت الثالثة فتبين زناها فليبعها ولو بحبل من شعير' أخرجه البخارى في . 

صحيحه ؟/178 كتاب البيوع (4") باب بيع المدبر )1٠١(‏ حديث رقم (88*4) 
في صحيحه (*/8؟8؟1) كتاب الحدود (8؟) باب في اليهود وأهل الذمة 
في الى () حديث رقم (-0/:0/9) 

ومعنى (لايثرب) أى لايوبخها ولا يقرعها بالزنا بعد الضرب ولا 30 بذلك. 
انظر النهاية في غريب الحديث عند مادة (ثرب) 208/١‏ والفائق للزيخشرى عند 
مادة (ثرب) ١١6/١‏ 

(1) انظر مدارج السالكين ١17/١‏ 

(؟) اللسان عند مادة (توب) ١/مسم‏ 


66 انظر المفردات ف غريب القرآن عند مادة (توب) ص تلا 


( هه ) 


(يلأيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً).() 

قال عمر بن الخطاب() رضى الله عنه: التوبة النصوح أن يتوب 
الرجل .من العمل السيء فم لايعود إليه أبداً.0) وكنذا قال غيره من 
الفليها بالا بعية: 

ونصوح هي صفة للتوبة وأصلها: نصح الشيء خلصء. والناصح 
الخالص من العسل وغيره. وكل شيء خلص فقد نصح ©) وأصل ذلك هو 
الخلوصء يقال فلان ينصح لفلان: إذا كان يريد له الخير إرادة خالصة 
"لاغش فيهاء وفلان يغشه إذا كان باطنه يريد السوء وهو يظهر إرادة الخيرء 
كالدرهم المغشوشء ومنه قوله تعالى: (ليس على الضعفاء ولا على المرضئ 
ولا على الذين لامجدون ماينفقون حرج بداتمضو للم وونوله )131 أي 
اخلمبو!ا لله ورسوله قصدهم وحبهم. ومنه قوله صلى الله عليه وس في 
الحديث الصحيح "الدين النصيحة..ثلاثا قلنا يارسول الله لمن؟ قال: لله 
ولكتابه ولرسوله ولأمّة المسلمين وعامتهه".(0) 


)0( جرء من الآية لم من سورة التحريم. 

(؟) هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوى أبو حفص ثاني الخلفاء الراشدين ' 
وأول من لقب بأمير المؤمنين الصحابى الجليل الشجاع الحازم صاحب الفتوحات 
يضرب بعدله المثل كان من أبطال قريش وأشرافها وله السفارة فيهم» أسم قبل 
الهجرة وشهد الوقائع وبويع بالخلافة يوم وفاة أبى بكرء قتله أبو لِؤْلوٌة 
المجوسى توفى سنة «؟ه. انظر الكامل */44 وتاريخ الطبرى ١//0ا8١‏ 

(0) أخرجه الطبرى في جامع البيان م74//ا5١‏ 

(4) اللسان عند مادة (نصح) >١6/9‏ 

زه( جرء من الآية 9١‏ سورة التوبة. 

(5) أخرجه مسم في صحيحة 74/١‏ كتابه الإيمان )١(‏ باب بيان أن الدين النصيحة 


63 حديثح» رقم (مق/دهة). 


(ه) 


فإن أضل الديق هو حصين 'الفية هو لاهن القصدة: ولينذا فال 
صلى الله عليه وسلم: “ثلاث لايغل عليهن قلب امرىء مسلمء إخلاص العمل 
لله ومناصحة أعّة المسلمين. ولزوم جماعتهم فإن الدعوة تحيط من 
ورائهم"( أى أن هذه الخصال الثلاث لاحقد معها قلب مس أى لايصيبه 
حقدء فبها تستصلح القلوب, فالتوبه النصوح هي الخالصة من كل غش» 
وإذا كانت كذلك فإن العبد إِنما يعود إلى الذنوب لبقايا في نفسه. فمن 
.أخرج من قليه الشبهة والشهوة لم يعد إلى الذنب وهذه هى التوبة 
-النصوحء وهى واجبة لأمر الله تعالى بذلك. ولو تاب العبد ثم عاد إلى 
الذنب قبل الله توبته الأولى إذا شاء ثم إذا عاد استحق العقوبة» فإن تاب 
تاب الله عليه أيضاء ولايمجوز للمسل إذا تاب ثم عاد أن يصرء بل يتوب 
ولو عاد في اليوم مائة مرة. 

وكذ. فال تال (وعويوا' إل "الله جميما آيهنا الؤننون العلكم 
تفليكؤن )97 :وهدة الآية: في سورة متانية: خاطب اللة. يها 'أعل. الإغان: :وحار 
خلقه أن يتوبوا إليه؛ بعد إيمانهم وصبرهمء. وهجرتهم وجهادهمء ثم علق 
الفلاح بالتوبة تعليق المسبب بسببه وأ بأداة لعل المشعرة بالترجيء إيذانا 
بأنكم إذا تبم كنت على رجاء الفلاح, فلا يرجو الفلاح إلا التائبونء جعلنا . 
الله منهم. 

قال تعالى: (ومن لم يتب فأولئك هم الظللمون)7') فقسم العباد إلى 


(9) أخرجه الترمذى في السنن ه/ع«-55 كتاب العلم (؟4) باب ماجاء في الحث على 
تبليغ السماع (/) حديث رقم (5108) وأحمد في المسند ه/*8١‏ وصححه 
الشيخ الألباني في تخريج مشكاة المصابيح للتبريزى ١/8/ا‏ حديث رقم (588). 

م( جزرء من الآية "١‏ سورة النور. 


609 جزء من الآية 11 سورة الحجرات. 


0ه ) 


تائب وظللم. وما ثم قسم ثالث البتة؛ وأوقع اسم الظالم على من لم يتب. 
ولا أطر نع ليله بريه :وعقه ويعيية فهو افات اعمال 

وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وس أنه :الك باأيهنا الناض متويق] 
إلى الله فإنى أتوب في اليوم مائة مرة() وكان صلى الله عليه وسلٍ بعد إذ 
أنزلت عليه (إذا جاء نصر الله والفتح)( إلى آخرها يكثر أن يقول فى 
ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اسان وصح 
.عنه صلى الله عليه وس أنه قال: "لن ينجي أحداً منكم عملّهء قالوا: ولا 
# افك ازول الل الول اناالا أ كقمند ل الس ققد مرت 2 
فصلوات الله وسلامه على أعلم الخلق بالله وحقوقه. وعظمته ومايستحقه 
جلاله من العبودية» وأعرفهم بالعبودية وحقوقها وأقومهم بها.(0) 

ولن يبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يعظم جنايته. ولا يستهين بهاء 
فإنه إن استإن بها لم يندم عليهاء وعلى قدر تعظيمه لها يكون ندمه على 
ارتكابهاء وتعظيم العا ب يا لتعظيم الله عز وجل وتعظيم أمره 
والتصديق بجزائه. 

وكذلك ينبغي على العبد أن يظل في خوف دائم من أنه لم يعط 


() أخرجه مسلم في صحيحه 7007-7.070/4 كتاب الذكر (48) باب استحباب' 
الاستغفار (؟١)‏ حديث رقم (9070/40). 

(؟) سورة النصر آية رقم .)١(‏ 

(©) أخرجه البخارى في صحيحه 754/١‏ كتاب الأذان )٠١(‏ باب التسبيح والدعاء في 
السجود )١١9(‏ حديث رقم (10م) ومسم في صحيحه ١/.ه"‏ كتاب الصلاة (4) 
باب مايقال في الركوع والسجود (؟4) حديث رقم (484/9197). 

(4) أخرجه البخارى في صحيحه ١84/4‏ كتاب الرقاق )8١(‏ باب القصد والمداومة 

(18) حديث رقم (54358) ومس في صحيحه 7١59/4‏ كتاب صفات المنافقين 

(+6) باب لن يدخل أحد الجنة بعمله )١07(‏ حديث رقم (5815/1/1). 


(5) انظر مدارج السالكين 2079-1978/1/ 


(مه) 


العؤية حنقهاء وبالثالق قد لاتقبل .منةء واسعضحاب الاوف من الله ع وجل 
هو حال الصالحين» فإنهم يظلون في خوف دائم إلى لحظات الموت الأخيرة 
الى تبشرهم الملائكة فيها بالجنة التى كانوا يوعدون (آلا تخافوا ولا تحرنوا 
وأبشروا بالجنة التى كنت و كلهم سن الحند أن عظال ل جار 
لله عز وجل عند خالفة الناس لأوامره؛ وأن لامخاول الاعتذار عنهم 
بالقدر, لأن الله عز وجل أرحم وأغى وأعدل من أن يعاقب صاحب عذر 
فل أكد: اخل له العدر “من الله ومن جل دلق ارس الوسل: :و انوك 
#الكني:" إؤائة الأعذا و علقي نفلا يكوه لوم علمة هه | وبلا رين 
ومفنة ريق "لقلا بون اللكايق عن ننه حسة يق اللرسان :ركان الله عريزا 
حكيما)( والغابت أنه لاعذر لأحد البتة في معصية الله وخخالفة أمره؛ مع 
علمم ذلك وتكنه هن الفعك و التزك ولق كان له-عبد ناما استحق. العقوية 
واللوم لاني الدنيا ولا في العققىء ومن ادعى أن ذنبه كان قدراً مقدورا 
عليه؛ لم يستطع دفعهء فهو ظالم جاهل, ولولا جهله وظلمه لعل أن بلاءه من 
نفسه ومصابه منهاء وأنها أولى بكل ذم وظلرء وأنها مأوى كل سوء (إن 
الإنسكن لزبة الكبوة) 9 هال اتن عباس :رسن الله عنييا عند قلت (إن 


الإسلن لربه لكنود) قال: لكفورء. وكذا قال مجاهد رحمه الله 


)00 جزء من الآية "٠‏ سورة فصلت. 

0( كمااي كر لمعن اللا عليه واس "ولا أحد أحب إليه العذر من الله تعالى “من 
أجل ذلك بعث المنذرين والمبشرين . 
أخرجه البخارى في صحيحه 8807/4 كتاب التوحيد (/91) باب قول النبى صلى 
الله عليه وس الأسخس: أخين فين الله..." (0+) حديث رقم (07/45) ومسل 3 
صحيحه ١1١5/7”‏ كتاب اللعان )16 حديث رقم (/اا/ةة14) 

() آيه ١١6‏ من سورة النساء. 


(4) 1ه فى سورة العاديات:: 


( وه ) 


وقال الحسن البصرى رحمه الله:هو الكفور الذى يعد المصائب وينسى نعم 
0 

لسار فقي الناعق عن يسنانل لمي عبن 
الول النس نزو لسن و #طزيق اناد القى ديد فيناةة:: وهو التدكن :الذي 
فد ندند زع اماد إن عاق للعته يفي عن ذلك ”السلن ب لطيو 
وقد وقف في طريق الماء ومنع وصوله إليه؛ فهو الغيم المانع لإشراق شمس 
الهدى على أرضه. فما عليه أضر منه. ولاله أعداء أبلغ في نكايته وعداوته 

فا محلا ويه افون وي ازنافا رادي قن حل 
الإعر اض وهو ينادى طردوني وأبعدونيء يأخذ الشفيق بحجزته (؟) عن الثارء 
وهو جاذبه ثوبه ويغلبه ويقتحمها(' ويستفيث ماحيلتى: وقد قدمونى إلى 
الكقزة واكذنوق قنهاء: الله كم هناج جه اعاميي: اتلد ادن رياف نرياك 


وكم أمسك بثوبهءوكم أراه مصارع المقتحمين وهو يأبى إلاالاقتحامء ياويله 


() أخرج هذه الآثار ابن جرير في جامع البيان ١//078-11/0؟‏ 

(؟) الحجزة موضع شد الإزار وتطلق أيضاً على الإزار وتجمع على حجز. النهاية في 
غريب الحديث "44/١‏ عند مادة (حجز). 

() كمافي حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله 
عليه وسل: "نا معن كمدلن .جل انسؤقه ناراء قلنا أضناءت. ماحولها تمل 
الفراش وهذه الدواب التى تقع في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه 
فيقتحمن فيهاء قال ولك كان اووتلكمه الى 
هم عن النار فتغلبونى تقحمون فيها". 
أخرجه البخارى في صحيحه 188/4 كتاب الرقاق )8١(‏ باب الانتهاء عن 
المعاصي (5؟) حديث رقم (*548) ومس في صحيحه ١9788/4‏ كتاب الفضائل 


(4) باب شفقته صلى الله عليه وس على أمته (5) حديث رقم (84/18؟5). 


)8 


ليرا االتعنا و كز ريع تمعن الفا مع تقس عرق المعاضى الأ قدو 
الطاعات ("). عاجز الرأى. مضياع لفرصته, قاعد عن مصالحة. معاتب لأقدار 
بهء يحتج على ربه بما لايقبله من ولده وامرأته إذا احتجوا به عليه في 
التهاون في بعض أمرهء فلو أمر أحدهم بأمر ففرط فيهء أو نهاه عن شيء 
فارتكبه وقال: القدر ساقني إلى ذلكء لما قيل منه هذه الحجة, ولبادر إلى 
قوعم كان لأخرى: ولك عزر ا انلق ماك ور اه عدوا لشف فمن اول 
بالظم والجهل ممن هذه حالهء هذا مع تواتر إحسان الله إليك على مدى 
الأنتفاسء أزاح عللك ومكنك من التزود إلى جنته وبعث إليك الدليل» 
وأعطاك موؤونه السفر وماتتزود به. وما تحارب به قدا الطتويق : عتيكة: 
فأعطاك أعطاك وأعانك أعانك (وإن تعدوا نعمت الله سدور إن 
الإنسلن لظلوم كفار).(7) 

فالغيرة لله والغضب له وتعطيل عذر الخليقة في خالفة أمره ونهيه من 


علامات تعظيٍ الحرمة ومن حقائق التوبة» والكيس العاقل من دفع القدر 


(5) الجبرية: الجبر هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الرب تعالى والجيرية 
أصناف فالجبرية الخالصة هى التى لاتثبت للعبد فعلاً ولا تدرة عل القع املد 
والمقوسطة هى التى تثبت للعيد قدرة غير مؤثرة أصلا فأما من أثبت للقذرة” 
[طادقة أكرا هاف الفتلن وسمى اليف كديا فليكن خرئ: انظر الملل ليو 
للشهرستانى 88/١‏ ْ 

0( القدرية: هم طائفة حدثت في زمان المتأخرين من العضانة ينغموة: أن" كل عبد 
خالق لفعله ولا يرون الكفر والمعاصى بتقدير الله وقد تبرأ منهسم المتأخرون من 
الصحابة كعبدالله بن عهر وجابر بن: عبدالله. وأي هريرة وابن عباس وأنس ين 
مالك. وغيرهمء وأوصوا أخلافهم بأن لايسلموا عليهم ولا يصلوا على جنائزهم 
ولا يعودوا مرضاهم. انظر الفرق بين الفرق ص6١‏ و8١‏ وه27» والتعريفات 
للجر جانى ص ١74‏ 


(١‏ جرء من الآية 4“ سورة اتراهم: 


0 


بالقدر. والله عز وجل افير أن تدفع السيئة -وهى من قدره- بالحسنة 
-وهى من قذره- وكذلك الجوع من قدره وأمر بدفعه بالأكل الذى هو 


من قدره ولو استسم العبد لقدر الجوع مع قدرته على دفعه بقدر الأكل 
حتى مات. مات عاصيا. 

وقد أفصح ابي صلى الله عليه وسلٍ عن هذا المعنى كل الإفصاح: إذ 
قالوا: يارسول اللهء أرأيت أدويه نتداوى بهاء ورق نسترق بهاء وتقفى نتقى 
ونا هل زو من قدو االلمة قفا قال "عن سن قو :الله" 07 وق" اديت 
٠الآخر:‏ "لايرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر وإن الرجل 
ليحرم الرزق بالذنب يصيبه"7') ودفع القدر بالقدر نوعان: 

أحدهما: دفع القدر الذى قد انعقدت أسبابه ولما يقعء بأسباب أخرى 
من القدر تقابله فيمنع وقوعه, كدفع العدو بقعاله. ودقفع الحر والبرد 
وغتحوي 

والثاني: دفع القدر الذى قد وقع واستقر بقدر آخر يرفعه ويزيله. 
كدفع قدر المرض بقدر التداوىء ودفع قدر الذنب بقدر التوبة» ودفع قدر 
الإساءة بقدر الإحسان. 


(1) أخرجه الإمام أحمد في المسند .48١/‏ والترمذى في السنن 98/4*-.40 كتاب ' 
الطب (4؟) باب ماجاء في الرق والأدوية (١؟)‏ حديث رقم (50560) وقال: هذا 
حديث حسن صحيح». وابن ماجه ؟//ا١١‏ كتاب الطب (0") باب ماأتزل الله 
داء إلا أنزل له شفاء )١(‏ حديث رقم (/4810"). 
وقد ضعفه الشيخ الألبانى في ضعيف سنن الترمذى ص١787-5‏ حديث رقم 

زوهم-وهكم). 

19 اخرعة أحمد في المسند ه/لالا؟ى .”8٠١‏ 387 وابن ماجه في سننه 85/١‏ المقدمة 
باب في القدر )٠١(‏ حديث رقم (940) والحاكم في المستدرك 448/١‏ كتاب الدعاء 
وقال: صحيح الإسناد ولم يخْرجاه. وأقره الذهي. 


وقد حسنه الشيخ الألباى ف صحيح أبن ماجه ”7/١‏ حديث رقم (عبارعة). 


)1( 


فهذا شأن العارفين وشأن الأقدارء لا الاستسلام لهاء وترك الحركة 
والحيلة فإنه عجز والله يلوم على العجز.(0) 
واعلم أن للتوبة المقبولة علامات: 

نينا أن يكون بعد التوبة خيراً مما كان عليه قبلها. 

وكيا أن لذ يوان لكوت تناه ته لانن كر الله طون خو: 
فخوفه مستمر إلى أن يسمع قول الرسل لقبض روحه (ألا تخافوا ولا تحزنوا 
وأبشروا بالجنة الى كنت توعدون)( فهناك يزول الخوف. 

ومنها: انخلاع قلبة وه نما وكوفاء هد عفدن تعطم اللقاية 
وصغرهاء وهذا تأويل ابن عييئة() لقوله تعالى: (لايزال. بنيلتهم الذى بنوا 
ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم) قال: تقطعها بالتوبة.(4) 

ومنها: كسرة خاصة تحصل للقلب لايشبهها شىءء فهى لالمحصل جوع 


ولا حب مجرد وإنما هى أمر وراء هذا كله. تكسر القلب بين يدى الرب 


() انظر مدارج السالكين 185/١‏ إلى ٠١١‏ 

(؟) جرء من الآية ٠‏ سورة فصلت. 

ف هو سفيان بن عبينة بن أبي عمران ميمون مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك 
ابن مزاحم الإمام الكبير حافظ العصر شيخ الإسلام أو محمد الهلالي الكوني ثم. 
المكي طلب الحديث وهو غلام ولقي الكبار وحمل عنهم علماً جما وأتقن 
وجود وجمع وصنف وعمر دهرا وازدحم الخلق عليه وانتهى إليه علو الإسناد 
ورٌجل إليه من البلاد توفي سنة 98اه. 
انظر سير أعلام النبلاء +/444: شذرات الذهب 04/١‏ 

)( انظر الدر المنثور #/8.0, والتفسير الذى ذكره ابن جرير رحمه الله وم يذ كر 
غيره لهذه الآية أن معنى (إلا أن تقطع قلوبهم) يغقالموت. وهذا هو قول ابن 
عباس وقتادة ومجاهد وغيرهم من السلف وهو الأقوى والله أعم . 
انظر جامع البيان ,"*/9١‏ 4", وتفسير القرآن لعبدالرزاق بن همام الصنعانى 


الجزرء الأولء القسم الشانى ص 788 عند تفسير هذه الآية من سورة التوبة. 


)( 


كسرة تامة؛ قد. أحاطت به من جميع جهاته. وألقته بين يدى ربه ريا 
لذ كاهها لمن فجي عجن الله نيو يل الكتبزف و السو 
والتذلل والإخبات. والانطراح بين يديه؛ والاستسلام له. 

فهذا وأمناله من آثار التوبة المقبولة» فمن لم يجد ذلك في قلبه فليتهم 
سد ووه ]ل اتمحطيناء نهنا عب" انون لمشي افونا 
أسولها .باللسان: و العورى 0 

واعلم أن ترنيب: هذه المتازل ال تقدمت ليلن: باغفسار أن السائر إل 
:الله يقطع المنزلة ويفارقها إلى المنزلة الأخرى, كمنازل السير الحسي هذا 
محالء ألا ترى أن اليقظة معه في كل وقت لاتفارقه وكذلك البصيرة 
والإرادة والعزمء وكذلك التوبة فإنها كما أنها أول المنازل فهى آخرها 
هاه بز شى اق كلوقت مستصنهية .ل إغا هذا الوسييه يم اقوط 


المتوقف على شرطه المصاحب له.(؟) 


(1) انظر مدارج السالكين 180/-185/١‏ 


(؟) انظر مدارج السالكين ١١/١‏ 


)54( 


المبحث الرابع 
الإيمان 

وهو من أعظم أوصاف القلب السليم 

والإيمان في اللغة: هو التصديق.() 

وفي الشرع: قول وعمل يزيد وينقص قول القلب واللسان وعمل 
القلب: واللسان والقوارس.( 

وأدلة قول القلب وهو اليقين والتصديق منها قوله تعالى: (إِنما 
٠‏ المؤمنبون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا)7) وقوله تعالى: 
(وكذلك نرى باهم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).!2) 

وأدلة قول اللسان منها قوله تعالى: (قولواءأمنا بالله وما أنزل إلينا 
وما أنزل إلى إبرهيم وإسمعيل وإسحلق ويعقوب والأسباط وما أوق 
موس وعيسئ وما أوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له 
لون ها 

وأدلة عمل القلب وهو النية والإخلاص والمحبة والانقياد والإقبال 
على. الله عز وجل والتوكل عليه ولوازم ذلك وتوابعه فمنها قوله تعالى: 


١ ٠. 
(ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي وولوة :دسيعسضه اذا‎ 


(1) انظر اللسان عند مادة (أمن) 50/١8‏ وقاموس القرآن ص (4) والنهاية في 
غريب الحديث والأثر ١/9؟-.7‏ ش 

(؟) انظر العقيدة الواسطية ص١5١‏ وشرح العقيدة الطحاوية ص *لا-لالم؟ 

69 جزء من الآية سورة الحجرات. 

(:) آية هلا سورة الأنعام. 

(ه) آيه 15 سورة البقرة. 


() جرء من الآية !0 من سورة الأنعام . 


000 
| ١ 

وقوله تعالى: (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءايلته 
زادتهم إيمنا)() وقوله صلى الله عليه وسل: "إنما الأعمال بالنيات وإنما 
لكل امرىء ا "0 

وأما عمل اللسان وهو الذي لايؤدى إلا به كتلاوة القران وسائر 
الأذكار وغير ذلك. 

وعمل الجوارح وهو مالا يؤدى إلا بها مثل القيام والركوع 
والسجود والحج والجهاد وغير ذلك وأدلة ذلك كثيره منها: قوله تعالى: 
درق "التق وق كي" لعز قازرا الفزتار يو الفعدو ]ا فسا روز مد هر 
وعلانية يرجون تجلرة لن تبور).(*) 

وقوله صلى الله عليه وسلٍ: "الإيمان بضم وسبعون شعبة أفضلها قول 
لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من 
الإيهان".(4) ظ 

وأما كون الإيمان يزيد وينقص فهذا هو قول سلف هذه الأمة عليهم 


وف الله جفال 07 


(1) جرء من الآية ؟ سورة الأنفال. | 

(؟) أخرجه البخارى 18/١‏ كتاب بدء الوحى. باب كيف كان بدء الوحى برقم )١(‏ 
و مسلم في الصحيح ١0160/*‏ كتاب الإمارة (*") باب قوله (إنما الأعمال بالنية) 
برقم 166 

(+) آيه 9؟ من سورة فاطر. 

(4): أخرجه البتضارى فق -صقينينه /: مساب الإفان (©)اباب أمتور. الإيفان (*) 
الحديث رقم (5) بلفظ "الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعية من الإيمان” 
ومس في صحيحه 58/١‏ كتاب الإيمان (1) باب بيان عدد شعب الإيمان (؟١)‏ 
حديث رقم (8ه/5"). 


() نقله أبو القاسم اللالكا في "كتاب السنة' عن الشافعى وأحمد بن حنبل -- 


)55( 


واسم الإيمان تارة يذكر مفرداً غير مقرون باسم الإسلام ولا باسم 
العمل الصالح ولا غيرهما كقوله تعالى: (إِنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله 
وجلت قلوبهم )7 وكقوله صلى الله عليه وسلٍ: "الإيمان بضع وسبعون شعبة 
أفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة 
من الإيمان"7") وتارة يذكر مقرونا إما بالإسلام كقوله في حديث جبريل: 
"مناالإسلام :وما الإعان: ؟"9) وكتسوله تعبالى» (إن:امتلميح والسليلت' 
والمؤمنين والمؤمنلت).9) وقوله عز وجل: (قالت الأعراب آمنا قل لم 
٠‏ تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمن في قلوبكم)(*) وقوله تعالى: 
(فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من 
المسلمين ).(3) 


وكذلك ذكر الإيمان مع العمل الصالح في مواضع من القرآن 


(-) وإسحق بن راهو ية وأبي عبيد وغيرهم من الأمّة. 
ورُوي بسند صححه ابن حجر عن البخارى قال: لقيت أكثر من ألف رجل من 
العلماء باللأمصار فما رأيت أحدا منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمل ويزيد 
وينقص. انظر شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 4/ من ص 888 
إلى ص١٠5,‏ فتح البارى شرح صحيح البخارى لابن حجر ١/لاء‏ 

(9) جرء من الآية * من سورة الأتفال. ْ 

(؟) تقدم آنفاً. ٠‏ 

(+#) وهو حديث جبريل الطويل وقد تقدم تخرخهص (.2) .. 

(4) جزء من الآية ه" سورة اللأحزاب. 

(8) جزء هن الآيه 16 سورة المجزات. 


(9) الآيتان ه“ و5" من سورة الذاريات. 


) 070 


كن ا إن الذينءامنوا وعمله | المتيياك ١‏ 
ولك فكو مقرو بالدين ادعو العلل كقفو له تعالى: (وقال: الذين 
5 العلم والإيملن)7) وقوله: (يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين 
] العلم درجات ):() وحيت ذكر الذين ءامنوا فقد دخل: فيهم: الذين 
أونوا العلم فإنهم خيارهم قال تعالى: (والر'سخون في العم يقولونءامنا به 
كل هن عد ريلها) ا 
وعلى هذا فإن الإيمان إذا ذكر .مع الإسلام جعل الإسلام هو الأعمال 
- الظاهرة: الشهادنان والصلاة والزكاة والصوم والحج وغيرها وجعل الإيمان 
مافي القلب من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ومن 
تأمل حديث جبريل وغيره من النصوص عرف ذلك يقيناً. 
وأما إذا ذكر اسم الإيمان مجرداً دخل فيه الإسلام والأعمال الصالحة 
ومن تأمل حديث "الإيمان بضع وسبعون شعبة" وغير ذلك من النصوص 
الى تكون فيها أعمال البر من الإيمان عرف ذلك (6) 
200 والإيان محله القلب قال تعالى: (لاتجد قوماً يؤمنون بالله واليوم 
الأخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كنوا عاباءهم أو أبناءهم أو 
إخونهم أو عشير تهم أولئك كتب في قلوبهم الإيلن وأيدهم براح مله 
ويدخلهم جنلت تجرى من تمتها الأنهار خللدين فيها رضي الله عنهم . 


ورضوا عنه أولكك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون).(5) 





(9' جوع من الآية يا شورة البيئة: 

0( جرء من الآية 5ه سورة الروم. 
(40 عمق الآية 11 شكرة المجادلة: 
(4) جرء من الآية لا سورة آل عمران. 
(ه) انظر الإيمان 9- ١١‏ 


()” الآيظ 9 من شورة المجاذلة: 


).6( 


قال ابن جرير رحمه الله: يقول جل ثناؤه هؤّلاء الذين لايوادون 
من حاد الله ورسوله ولو كنانو ا آباءعهم ا أبناءهم أ إخوانهم و 
عشيرتهم كتب الله في قلوبهم الإيمان وإنما عنى بذلك قضى لقلوبهم الإيمان 
ففي بعنى اللام.() ثم ذكر رحمه الله أنه خص القلب لأنه مكان الإيمان(") 
فالمعنى أنه لامجتمع الإيمان مع وذاد أعداف الله ولك لأن شن عب ادا 
امتنع أن يحب مع ذلك عدوه. 
وقد أكد الله عز وجل المنع من هذه المودة من وجهين: 
...أولهما: ماذكر أن هذه المودة مع الإيمان لاتجتمعان. 
انيهما: قوله (ولو كانوا عاباءهم أو أبناءهم أو إخؤنهم أو عشيرتهم) 
والمراد أن الميل إلى هؤلاء أعظم أنواع الميل ومع هذا فيجب أن يكون 
ذا" | سساو "مسووه اسمن لد 
. والإيمان من أعظم أوصاف القلب فمن فقده فهو لما سواه أفقد ومن 
وجد في قلبه فماله إلى خير ولذلك وصفه الله عز وجل بالخيرية كما في 
قوله تعالى: (يلأيها ابي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعم الله في 
قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحمٍ)!) 
عن ابن عباس قوله: (يلأيها البي قل لمن في أيديكم من الأسرى...) الآية 


وكان العا ها الس يوم بدر فافتدى نفسه عند ا من ذهب 


)0( جامع البيان 507-55/198 

(؟) انظر جامع البيان 807/078 

(*) انظر مفاتيح الغيب 9؟//ا/ا؟ 

( أيه من سورة الأنفال. 

() هو العبياس بن عبدالمطلب بن هاشم أبوالفضل من أكابر قريش في الجاهلية 
والإسلام أسلم قبل الهجرة وكتم إسلامه وأقام بمكة يكتب إلى رسول الله 


صلى الله عليه وسل أخبار المشركين ثم هاجر إلى المدينة -- 


)-9( 


فقال العباس حين نزلت هذه الآية: لقد أعطانى الله خصلتين ماأحب أن لىي 
بهما الدنيا أني أسرت يوم بدر ففديت نفسى بأربعين أوقية فآتانى أربعين 
عند بأ نا تجو المفزة الى وعفنا اليد 

فقة لابق عوور رتحمه الله عق سف يا ا لدي 0 

وليس المراد بالخير هو مجرد الميل بل المراد مايترتب على تلك المحبة 
من الإسلام بقرينة قوله تعالى: (ويغفر لكم).(7) 

مده الامسون ألتى نستفيدها من هذه الآية الكريمة أن الإسلام إِنما 
٠‏ يستبقى الأسرى لديه ليلمس في قلوبهم مكامن الخير والسرجاء والصلاح 
وليوقظ في فطر تهم الجيرة الاستقبال و التلقى والتأثر والاستجابة للهدى لا 
ليستذ لهم أتتقاما ولا ليسخرهم أستغلا لا كما كانت نتجه فتوحات الأجداين 
0 

وكذلك في الآية بشارة للمؤمنين باستمرار النصر وحسن العاقبة في 
كل قتال يقع بينهم وبين المشركين ماداموا قوامين بأسباب النصر المعنوية 
والمادية والعلمية والعملية.( )9‏ 

ومما ينبغى أن يعم أن حب الإيمان واستقراره بالقلب إنما هو فضل 


من الله عز وجل ومنة. وقد من الله عرز وجل على عباده بذلك كما في 


)2( وشهد حنين والفتح وعمى في آخر عميره وكانت وفاته في المدينة سنة الاه. 
انظر السير ؟/8لاء والاستيعاب ”'/١٠م/‏ 

() أخرجه ابن جرير في جامع البيان 49/٠١‏ 

(؟) جامع البيان 44/7٠١‏ 

(©) التحرير والتنوير 80/٠١‏ 

(4) انظر في ظلال القرآن /1٠١‏ ه6١‏ 


(0) . تفسير المنار 50 


)0م 


قوله تعالى: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم 
الكفر والفسوق والعصيان أولشكك هم الراشدون. فضلا من الله ونعمة 
والله علي حكمٍ)(" وهذه الآية جاءت في معرض الحث على التغبت في 
الأخبار7") وفيها يبين الله عز وجل لعياده أنه تعالى جعل الإيمان أحب 
الأغيناة: اليهنم أو بويا لديم فلا بقع ,مديم. إل شاب و انه و يغتضيه: من 


الأمور الصالحة وترك التسرع في الأخبار وعدم التثبت فيها. 


00) 
200 


00 من الآية /ا والاية م بتمامها من سورة الحجرات. 


فقد جاء في الآية التى قبلها قوله تعالى: (يلأيها الذينءآمنوا إن جاءكم فاسق 


بنباً فتبينوا أن تصيبوا قوماً يجهللة فتصبحوا على مافعلتم تلمك ):(اطنيرات 0 


وسبب نزول هذه الآية والآيتين بعدها ماساقه الواحدى بسنده إلى الحارث بن 
ضرار أنه قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلِم فدعاني إلى الإسلام 
فدخلت في الإسلام وأقررت فدعانى إلى الزكاة فأقررت بها فقلت: يارسول الله 
أرجع إلى قومى فأدعوهم إلى الإسلام وأداء الزكاة فمن استجاب لى جمعت 
زكاته فترسل لإبان كذا وكذا لآتيك بما جمعت من الزكاة, فلما جمع الحارث بن 
ضرار ممن استجاب له وبلغ الإبان الذى أراد أن يبعث إليه رسول الله 
صلى الله عليه وس احتبس عليه الرسول فلم بأثه: فظن .الخارت" أنه قد حدث 
فيه سخطة من الله ورسوله فدعا سروات قومه فقال لهم إن رسول الله 
صلى الله عليه وس قد كان وقت لى وقتاً ليرسل إلى ليقبض ماكان عندى من 
الزكاةء وليس من رسول الله صلى الله عليه وسل الخلف, ولا أرى حبس - 
رسوله إلا من سخطة, فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه وسل؛وبعث 
رسول الله صلى الله عليه وس الوليد بن عقبة بن الحارث يقبض ماكان عنده 
مما جمع من الزكاة» فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق فرق فرجع 
فقال: يارسول الله. إن الحارث منعنى الزكاة وأراد قتلى » فضرب رسول الله 
صلى الله عليه وس البعث إلى الحارث, وأقبل الحارث بأصحابه فاستقبل البعث 
وقد فصل من المدينة, فلقيهم الحارث فقالوا: هذا الحارث؛. فلما غشيهم قال لهم: 
إلى من بعثم ؟ قالوا: إليك, قال: ولم ؟ قالوا: إن رسول الله صلى الله 
عليه وس كان بعث إليك الوليد بن عقبه. فرجع إليه فزعم أنك منعته الزكاة 


وارح نط 0 ل ولد : يك تنا اطق كنار ايه ولا اك -- 


) 0700 


وفيتا أيضا مذكو مها تحقيم الاعان وعرس عدف ييه (التذان 
جعلهما الله في قلوبهم بفضله وتوفيقه حتى جروا على مايقتضيه من الأقوال 
والأفعال (1) 

وما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أنه هو الذى حبب 
إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان جاء 
موضحاً في ايات كثيرة مصرح فيها بأنه تعالى يهدى من يشاء ويضل من 
يشاء كقوله تعالى: (من يهد الله فهو المهتد ومن يضلبل فلن تجد له ولياً 
مرشداً)7) وقوله تعالى: (ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم 
أولياء من دونه).(") وقوله تعالى: (من يهد الله فهو المهندى ومن يضلل 
أو تعله :في اللتيروين )11 ارق له عمال وبر وى وماد كداء انمه حورا 
وتقواب])(0) والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة نرجوا الله الرحم الكريم أن 
يهدينا وألا يضلنا .(0) 


0ك 


(-) فلما أن دخل الحارث على رسول الله صلى الله عليه وسلِء قال: منعت الزكاة 
وأردت: قتلن: رول 6 قالء لاو الدع يدك بطق مارايت رسولك وله أتالى ول 
قيلت" الأسق احسين عل وشؤولك هفية أن تكون سخطة من الله ورسولهء 
قال: فنؤلت في الحجرات: (يكأيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنباً فتبينوا أن . 
تصييوا قوما يمئلة فتصبحوا على ماتعلم تلدمين) إلى قوله تعال. : (فضلاً من الله 
ونعمة والله 00 
افيا تقول الو اسدى ص 91 وم 

)0( انظر فتح القدير ٠/8‏ 

© نصوو اهن اليه سور" اكيت 

() جرء من الآية لاه سورة الإسراء. 

(4) آيه 8لا١‏ من سورة الأعراف. 

(ه) الآيتان لا وم من سورة الشمس. 


(5) أضواء البيان 10/م59 - 


) 70 


المبحث الخامس 
اليقين 

اليقين العم وإزاحة الشك وتحقيق الأمر وقد أيقن يوقن إيقاناً فهو 
موقن ويقن واليقين نقيض الشك والعلم في ال 0 

قال الراغب: اليقين من صفة العم فوق المعرفة والدراية وأخواتها 
يقال عل قن ول كان رن لوكو اك التو ل اناف لك ١‏ 

وهو من الإيمان بمزّلة الروح من الجسد فبه تفاضل العارفون وفيه 
تنافس المتنافسون وإليه شمر العاملون وعمل القوم إِنما كان عليه 
وإشاراتهم. كلها إليه وإذا تزوج الصبر باليقين ولد بينهما حصول الإمامة 
2 الدين قال تعالى وبقوله يهتدي المهتدون (وجعلنا منهم أيمة يهدون 
بأمرنا لما صيروا وكانو! بايثنا يوقنون)0) وماذاك إلا لأن الصبر واليقين 
هما أصلا التوكل. 

وخص سبحانه أهل اليقين بالانتفاع بالآيات والبراهين فقال وهو 
امدق القاكلين. (وق الأرعن عايلك: للسوفين )10 وخصض أهل: . اليقين 
بالهدى والفلاح من بين العاملين فقال: (والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما 
أنزل من قبلك وبالأخرة هم يوقنون أولتك على هدى من ريهم وأولئك 
هم المفلحون) (0) ش 


قال صاحب الظلال: واليقين بالآخرة هو مفرق الطريق بين من بعيش 


(5) اللسان (يقن) ١١/ل/اهغ‏ 
(؟) المفردات (يقن) ص 5ه 
() آيه 4؟ من سورة السجدة. 
(4) آيه »* من سورة الذاريات. 


زه( الآيتان ؛ وه من سواه البقرة. 


ع7 


بين جدران الحس المغلقة ومن يعيش في الوجود المديد الرحيبء بين من 
يشعر أن حياته على الأرض هى كل ماله في هذا الوجود وبين من يشعر 
أن حياته على الأرض ابتلاء يمهد للجزاء وأن اللياة اللقيقية إِنما هى هنالك 
ورناة عدا نل )القن الا 

وقد أخبر الله عز وجل عن أهل النار بأنهم لم يكونوا من أهل 
اليقين فقال تعالى: (وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلت 
فالدرق: ها البياعة إن عبطي إللاطا ومااقى العم )0 

وقد ثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول لبعض العبيد يوم القيامة: 
'أى فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك؟ وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك 
ترأس وتربع؟7") فيقول: بلى. فيقول: أفظننت أنك ملاق؟ فيقول: لاء فيقول 
الله تعالى: فإنى أنساك كما نسيعي .(4) 

فاليقين روح أعمال القلوب التى هى روح أعمال الجوارح فإنه 
لايترك هوى نفسه إلى طاعة الله عز وجل إلا من استقر اليقين في قلبه؛فإن 
النفس لها هوى غالب قاهر لا يصرفه مجرد الظن وإنما يصرفه العلم بأن 
العذاب واقع لا محالة؛وأما من كان يظن أن العذاب يقع ولا يوقن بذلك 
فلا يترك هواه؛ولهذا قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن 


الووى )الجا 





() في ظلال القرآان 4١/١‏ 

(؟) . آيه #١‏ من سورة اجاثية. 

(6) تربع: أى تأخذ ربع الغنيمة, يريد ألم أجعلك رئيساً مطاعاً لأن الملك كان يأخذ 
الربع من الغنيمة في الجاهلية دون أصحابه ويسمى ذلك الربع المرباع. 
انظر النهاية في غريب الحديث والأثر عند مادة (ربع) 185/9 

(2)- 'أخييةه مس في صحيحه 997094/4-.8؟؟ كتاب الزهد والرقائق (*0) حديث 
رقم (0558-15). 

(4) آيه 40 من سورة النازعات 


(5) انظر الفتاوى 187/1١١‏ 


)7( 


ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلاً نوراً وإشراقاً وانتفى عنه كل 
ريب والبنك وسخط وهم وغم فامتلاً حبة لله ونون منه ورضا به وشكرا 
له وتوكلا عليه وإنابة إليه. وهو على ثلاث درجات. 
الدرجة الأولى: علم اليقين: 

وهو ماعلمه بالسماع واخبر والقاين والنظن مكل من أخين أن هناك 
عسلا فصدق المخبر أو رأى آثار العسل واستدل على وجوده. 

وهذه الدرجة تشمل الإيمان بأشرف علوم الخلائق عل الأمر والنهي 
وعم الأسماء والصفات والتوحيد وعم المعاد واليوم الآخر. 
الدرجة الثانية: عين اليقين: 

وهى ماشاهده وعاينه بالبصر مثل من رأى العسل وشاهده وعاينه 
وهذا أعلى كما قال الني صلى الله عليه وسلم: لحمو :انق كلاف 1 

فعلمنا الآن بالجنة والنار علم يقين فإذا أزلفت اللنة في 00 
للمتقين. وشاهدها الخلائق وبرزت الجحيم للغاوين وعاينها الخلائق 

عين اليقين. ْ 
الدرجة النالثة: حق اليقين: 

وهو ماباشره ووجده وذاقه وعرفه بالاعتيار مقل من ذاق العسل 
ووجد طعمه وحلاوته ومعلوم أن هذا أعلى مما قبله ولهذا يشير أهل 
المعرفة إلى ماعندهم من الذوق والوجد كما قال صلى الله عليه - في 
الحديث الصحيح "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله 
ورسوله أحب إليه مما سواهماء ومن أحب عبدا لايحبه إلا لله ومن يكره 


أن يعود فى الكفر بعد إذ انقةه للق عفية: كما كترم إن حكن 


(9) رواه أحمد ١/60١؟‏ وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند 1845/9 


حديث رقم (2.01845 


)07( 


ا 

وقال صلى الله عليه وسلٍ: ' ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا 
وبالإسلام «دينا وعتسمد ويبولة" 0 

والناس فيما يجده أهل الإيمان ويذوقونه من حلاوة الإيمان وطعمه 
على ثلاث درجات: ظ 

ل ل ل 
به العارفون عن أنفسهم 7 جد من قاف أحوالهم مايدل على ذلك. 

الثائية افق شاهد ذلك وغايله..معل أن.يعا بن .من أحو ال أل المسرفة 
بالله عز وجل والصدق واليقين مايعرف به مايجدونه من طعم للإيمان وإن 
كان هذا في الحقيقة لم يشاهد ما ذاقوه ووجوده ولكن شاهد مادل عليه لكن 
هو أبلغ من المخبر والمستدل بآثارهم. 

الثالثة: أن يحصل له في نفسه ماكان سمعه كما قال ب بعض الشيوخ لقد 
كنت في حال أقول فيها إن كان أهل الجنة في الجنة في مثل هذا الخال 
انيه لفن ان 1010 

ولالكافن» إذا عاهر ماخرو به بنع افر لتشم مدهل عن اعد 


- 0-39 


النْة وذاقوا ماكانوا يوعدون ودخل أهل النارِالتَارَ وذاقوا ماكانوا يوعدون . 


(1) أخرجه البخارى في صحيحه 76/١‏ كتاب الإيمان (؟) باب من كره أن يعود في 
الكفر كما يكره أن يلقى في النار من الإيمان )١4(‏ حديث رقم (91) ومسلم في 
صحيحه 57/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة 
الإيمان (16) حديث رقم (48/507). 

(؟) أخرجه مس في صحيحه ١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب الدليل على أن من رضى 
بالله ربا وبالإسلام 35 وبمحمد صلى الله عليه وسمم رسو و ا 10 
حديث رقم (84/61). 


(+) انظر الفتاوى -5468/1١‏ 545- /ا4ه 


) 70 


فذلك حينئذ حق اليقين. 

نعم قد حصل للناس حق. اليقين في هذه الدنيا بالنسبة لحقائق الإيمان 
المتعلقة بالقلوب وأعمالها فإن القلب إذا باشرها وذاقها صارت في حقه حق 
يقن وماق أمون الاعرة و اللماد ووقنية' الله فهرة عبان وتطاع كلاعه يلا 
واسطة فحظ المؤمن منه في هذه الدار الإيمان وعم القن و و اهاضق اليقين 


فإنه يتأخر إلى وقت اللقاء (0) 





)00 انظر مدارج السالكين ؟//ا9”-4٠0غ‏ 


) 7 


المبتحث السادس 
المحبة 

الحب نقيض البغض. والحب الوداد والمحبة» وكذا الب بالكسرء 
وأحية فيو عن وير خترية طخل عن اناس هد الأكرو وقد ول عب 
على العا 1 

قال ابن القي رحمه الله: لا تحد. المحبة بحد أوضح منهاء فالحدود لا 
تريذها إلا خفاء وجفاء. فحدها وجودهاء فلا توصف المحبة يبوصف أظهر : 
. من المحبة, وإنما يتكلم الناس في أسبابها وموجباتها. وعلاماتها وشواهدهاء 
وقُراتها وأحكامهاء فحدودهم ورسومهم دارت على هذه الستة؛ فتنوعت لهم 
العبارات وكثرت الإشارات بحسب إدراك الشخص ومقامه وحاله؛ وملكه 
للعبارة (5) 

والمحبة هي المنزلة التى فيها تنافس المتنافسون, وإليها شخص 
العاملون» و إلى عَلْمَا ان السابقون» وعليها تفانى المحبون, وبرّوح نسيمها 
رسايو نا دون افونت [لقاتوي »اتلد 1ل لاجد واقن ف" العوون بمواقن 
الحياة التى من حرمها فهو من جملة الأموات, والنور الذى من فقده فهو 
في حار الظلمات» والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقامء 
واللذة التى من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلامء وهى روح الإيمان' 
والأعمال التى متى خلت منها فهى كالجسد الذى لا روح قبع مل أتقال 
السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيهاء وتوصلهم إلى منازل لم 
يكؤنوا بدونها أبدا واضلييناء برقم “دن مقاعد الصدق جمقامات .م يكوتو] 
)١(‏ اللسان: عند مادة حبب 7/9/١‏ 


)0760 


لولاها داخليهاء وهي مطايا القوم(" التى مسراهم على ظهورها دائًا إلى 
الحبيب» وطريقهم الأقوم الذى يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريبء تالله 
لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة» إذ لهم من معية محيوبهم أوفر 
نصيب؛ وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة؛ أن 
المرء مع من أحب.() فيالها من نعمة على المحبين سابغة, تالله لقد سبق 
القوم السعاد. وهم على ظهور الفرش نائُون» وقد تقدموا الركب بمراحل» 
وهم في سيرهم واقفون. 

من لي بمثل سيرك المدلل 2 قشي رويداً وتجي في الأول 

أجابوا منادي الشوق إذ نادى بهم: حى على الفلاح» وبذلوا نفوسهم 
في طلب الوصول إلى محبوبهم وكان بذلهم بالرضا والسماح.. وواصلوا إليه 
المسير بالإدلاج والغدو والرواحء تالله لقد حمدوا عند الوصول سراهمء 
وشكروا مولاهم على ما أعطاهم, ونا مين القوء, السرق عفد لياص 0 
واعلم أن المحبة قسمان: 

محبة خاصة . وححبة مشتركة. 
فالقسم الأول المحبة المشتركة: وهي ثلاثة أنواع : 

أحدها: حبة طبيعية مشتركة كمحبة الجائع للطعام والظمان للماء ونحو 


ذلك وهذه لانستلزم التفظية 


)١(‏ المطية هى الدابة قطو أى تجد في سيرها. انظر القاموس المحيط عند 
مادة (مطا) (ص١٠1097).‏ 

(؟) كمافى حديث ابن مسعود أنه قال: "جاء رجل إلى رسول الله صلى الله 
عليه وس فقال: يارسول الله كيف تقول في رجل أحب قوما ولم يلحق بهم؟ 
فقال: المرء مع من احب . 
اخرجه البخارى في صحيحه 4/؟١‏ كتاب الأدب (78) باب علامة الحب في 
الله (95) حديث رقم (5159) ومس في صحيحه 7084/4 كتاب البر (45) باب 
المرء مع من أحب (50) الحديث رقم (متد/ية؟). . 


(+) انظر مدارج السالكين #/3. ٠‏ 


وا ) 


افوخ الناتو بحري وين نو عقاف فح الواله لؤلده.. الظمل .وخوهاء 
هذه ايشا لاتستلزم التعظم . 

النوع الثالث: محبة أنس وإلف . وهى ححبة المشتركين في صناعة أو علم 
أو مرافقة أو تخارة أو سفرء بعضهم بعضاء كمحبة الإخوة بعضهم بعضاء 
فهذه الأنواع الثلاث هى المحبة التى تصلح للخلق بعضهم من بعضء 
ووجودها فيهم لايكون شركاً في محبة الله ولهذا"كان رسول الله صلى الله 
عليه وس يحب الحلوى والعسل(" وكان أحب الشراب إليه الخلو البارذ7) 
. وكان يعجبه من اللحم الذراع7) وكان يحب نساءه. وكانت عائقفة 


سن الت غعبا جنيو اله وعث اناه و أفي. إلكه الفنديى 7 


2 ئَ 





(9) أخرجه اليخارى في صحيحه “*/441 كتاب الأطعمة )7١0(‏ باب الخلوى والعسل 
(؟*) حديث رقم (041) ومسل في صحيحه ١٠١1/9‏ كتاب الطلاق )١8(‏ باب 
وجوب الكفارةعلى من حرم امرأته ولم ينو الطلاق(*) حديث رقم (1407/4/91). 

(؟) أخرجه أحمد في المسند 88/5 والترمذى في السنن 097/4 كتاب الأشربة (/9؟) 
باب ماجاء أى الشراب كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسم )0 
حديث رقم (1848) وقال: هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا عن 
معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة والصحيح ماروى عن الزهرى عن النبي 
صلى الله عليه وسلم مرسلا. 
وقد صحح المرفوع فضيلة الشيخ ناصرالدين الألبانى في صحيح الترمذى 74/9 
حدايث رقم (199/4-18644). : 
واج اهنا الحاكم في المستدرك ١9/4‏ كتاب الأشربة وقال: صحيح على 
شرط الشيخين. وأقره الذهى. 

(©) كما في حديث أبي هريرة رضى الله عنه وفيه "كنا مع الني صلى الله عليه وسم 
في دعوة . فرفعت إليه الذراع وكانت تعجبه ... : 
أخرجه البخارى في صحيحه 0/1/5 كتاب الأنبياء(0>) باب قول الله عز وجل 
(ولقد أرسلنا نوحاً إلى قومه) () حديث رقم (5840) ومسل في صحيحه 
0 كتاب الإيمان )١(‏ باب أدنى أهل الجنة منزله (84) حديث رقم 
الاسم / 194 ). 


ل( كما ورد فى الصحيحين عن أي ماك "أث ريسو ل الله صلى الله عليه وسلم -- 


(.ه) 


القسم الثانى: المحبة الخاصة, وهى التى لاتصلح إلا لله وحده. ومتى أحب 
العبد بها غيره كان شركاً لايغفره الله فهي حبة العبودية» المستلزمة للذل 
والخضوع و التعظم وكمال الطاعة.ء وإيثاره على غيره. فهذه المحبة لامجوز 
تعلقيا بغي الله اعلا وعى الى صوّئ' المسركون بين الله عجال. وبين 
آلهتهم فيواة يها فال حال وش الداننور يدق ونه انتج كوف للم أنذاد ا" 
غيوهم: كفت "الله تر الكتين اطع | أعيلة نحا رله)'" بوالين و اصع 
القولين ") خبونهم كما يحبون الله. وسَوٌّوًا بين الله وبين أندادهم في 
القينة كو قسن ترله عق 1ك مونو اناه و القامف انس ]1 خف هنبا للها 
فالذين آمنوا وأخلصوا حبهم لله م يشركوا فيه معه غيره, فأما المشركون 
فلر .يخلصو| لله. دل على ذلك قوله تعالى في آية أخرى (تالله إن كنا لفي 
ضدلل مبين إذ نسويكم برب العللمين)7) فهذه التسوية لم تكن منهم في 


الأفعال والصفات حيث اعتقدوا أنهامساويةلله في أفعاله وصفاته. وإماكانت 


(2)". بعك عمرؤ بن العاض على بيس ذات- السلاشل قال فأتيعنةه: فقليت» أى: النانن 
اك إليك ؟ قال: عائشة. قلت: من الرجال ؟ قال: أبوهاء قلت: ثم من؟ قال: 
عم فعد روعالا فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم". 
أخرجه البخارى في صحيحه ١14/#‏ كتاب المفازى (14) باب غزوة ذات. 
0 (1) حديث رقم (4888). 

ف صحيحه ١863/4‏ كتاب فضائل الصحاية (44) باب من فضائل أبي بكر 

د رضى الله عنه )١(‏ حديث رقم (5884/8). 

)0 جزء من الآية ١56‏ من سورة البقرة. 

(؟) والقول الثانى أن الذين اتخذوا هذه الأنداد من دون الله يبون أندادهم كحب 
المؤمنين اللهء ثم أخبرهم أن الموّمنين أشد حبا لله من متخذى هذه الأنداد 
لأندادهم. جاميع البيان ؟/55 والقول الأول تشهد له آيات أخرى كما هو 
موضح في المتن. 


() الآيتان لاه و98 من سورة الشعراء. 


0م 


تسوية منهم بين الله وبينها في المحبة والعبودية, مع إقرارهم بالفرق بين 
الله تويينها؛ و تصحيع ؤلاتد عق تصحيج شهادة أن لا إله إلا الله فحقيق لمن 
نصح سه القن تعافكها وفاقياد ان شفط اليذه لاله علما عمد 
وحالا فتكون أهم الأشياء عنده وأجل علومه وأعماله, فإن الشأن كله 
فيه والمدار عليهاء والسوال يوم القينافة غنينا كال تغال:(فوربك 
لنسكلنهم أجمعين. عما كانوا يعملون)7) وهذه التسوية كذلك هى العدل 
المذكور في قوله تعالى: (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)( على أصح 
القولين ,(0)8©) 
- وقد جعل الله لأهل محبته علامات: 

أولها: اتباع الرسول صلى الله عليه وس والجهاد في سبيل الله 
زر وجل. وذلك ٠‏ أن الجهاد حقيقته الاجتهاد ف حصول ماغيه الله من 
الإيهان والعمل الصالح ومن دفع مايبغضه الله من الكفر والفسوق 
والعصيان»؛ وقد قال الله تعالى: (قل إن كان عاباؤٌكم وأبناؤكم وإخونكم 
وأزولجكم وعشيرتكم وأمؤل اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومسلكن 
ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتريصوا حتى يأق 
الله بأمره والله لايهدى القوم الفشقين ).0*) وقال تعالى: (قل إن كنم 


تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحي)./0) 





(1) الآيتان *9 و9 من سورة الحجر. 

(9؟) جرء من الآية ١‏ من سورة الأنعام. 

(») والقول الثانى أن الباء بمعنى (عن) والمعبى: ثم الذين كفروا عن ربهم يعدلون 
عن عبادته إلى عبادة غيره. وهذا ليس بقوى. إذ لاتقول العرب عدلت بكذا أى 
عدلت عنه وإنما جاء هذا في فعل السؤال نحو: سألت بكذا أى عنه كأنهم 
ضمنوه اعتنيت به واهتممت. انظر مدارج السالكُينَ 51/7 

(4) انظر طريق الهجرتين وياب السعادتين 4894:440/:485» وتيسير العزيزالحميد 
ص 45307 458 438 

(ه) آيه 4؟ من سورة التوبة. 


)6( أيه ١‏ من سورة آل عمران. 


(عم) 


عه اله فسن 0ه المحلة فال أبن سليهان” الذاولق 1:17 ادع 
القلوب محبة الله أتزل الله لها محنة (قل إن كنم تحبون الله فاتبعونى 
يحببكم الله).0) 

وقوله تعالى: (يحببكم الله) إشارة إلى دليل المحبة وثمُرتها وفائدتهاء 
ودليلها وعلامتها اتباع الرسول صلى الله عليه وسلمء وفائدتها وثمرتها محبة 
المرسيل لكم.فما لم تحصل المتابعة فليست بتكم له حاصلة وعبته لكم 

الفلانة النائية والفالنة"الوازدفان قله #عالى» ا(فتيوفه مياق الله قوم 
بحبهم ويبونه أذلة على المؤمئين أعزة على الككفرين )7 فهم أذلة على 
ا مؤمنين. 

ومتهاء أركاء رصماء مشسوة: فرق عليه ولا عفين أذلة هذا 
المعنى.عداه بأداة علىء قال بعض السلف بالمؤمنين كالولد لوالدهء والعبد 
لسيده وعلى الكافرين كالأسد على فريسته (أشداء على الكفار رحماء 
بينهم ).(4) 

العلامة الرابعة: أنهم لاتأخذهم في الله لومة لائم. وهذه علامة صحة 
المحبةء فكل حب يأخذه اللوم عن حبوبه؛ فليس بمحب على الحقيقة كماقيل: 


لاكان من لسواك فيه بقية 2 يجد السبيل بها إليه اللوم 


(9) هو: عبدالرحمن بن أحمد بن عطيه العنسى أبو سليمان الداراني زاهد مشهور 
رحل إلى بغداد وأقام بها له أخبار كثيرة في الزهد, توفي سنة 6١اه.‏ 
انظر وفيات الأعيان 31/8 وحلية الأولياء ١64/9‏ 

20 ذكره ابن القيٍ في مدارج السالكين 51/7 

(«) جرء من الآية 4ه من سورة المائدة. 


ع( جزء من الأية عكر من -سورة الفتح . 


(مم) 


قال تعالى: (يلأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى 
الله بقوم يحبهم وبحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكلفرين؛ يجلهدون في 
سبيل الله ولا يخافون لومة لائم)(900) 

وقال تعالى: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم 
أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه؛ إن عذام ريك إن و00 
فكو عال فى هذه االآية امات الب العلاقة» سق الخدوة هلعا أنه 
لابتنافس إلا في قرب من بحب قربهء وحب قربه تبع لمحبة ذاته» فمحية ذاته 
لولس عوك إلقرات فلت "ومين الليينة ا“ والنلنة لكا فامق ذللف كله شع 
'فإنه عندهم لاتقرب ذانه من شىء ولا يقرب من ذاته شىءء فلا يحب لذاته 
ولايخبء فأنكروا حياة القلوب ونعمٍ الأرواح وبهجة النفوس وقرة العيون 
وأعلى نعي الدنيا والآخرة» ولذلك ضربت قلوبهم بالقسوة وضربت دونهم 
ودون الله حجب عن معرفته ومحبتهء فلا يعرفونه ولا يحبونه ولا يذكرونه 
إلا عند تعطيل أسمائه وصفاته. فذكرهم أعظم آثامهم وأوزارهم.ء بل 
يعاقبون من يذكره بأسمائه وصفاته ونعوت جلاله ويرمونهم بالأدواء التى 
هم أحق بها وأهلهاء وحسب ذى البصيرة وحي القلب مايرى على كلامهم 
من القسوة والمقت والتنفير عن حبة الله عز وجل ومعرفته وتوحيده. 


الله سا0 


)00 جرزء من الآية 4ه سورة المائدة. 

(؟) انظر العبودية ص8؟,» ومدارج السالكين */91-؟؟ 

(م) آيه لاه من سورة الإسراء. 

(4) الجهمية:هم أصحاب الهم بن صفوان وهو من الجبرية الخالصة ظهرت بدعته 
بترمذ وقتله بن أحوز المازنى بمرو في آخر ملك بنى أمية وافق المعتزلة في 
نفي الصفات الأزلية وزاد عليهم بأشياء. انظر الملل والتجلن 0/1 

6( المعطلة هم جميع من تعرض لصفات الله عز وجل بتأويل أى نفى أو تحريف. 


(5) انظر مدارج السالكين /7-77 بتصرف . 


(6م ) 


وقال تعالى: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالدرة والعشي. يريدون 
وجهه).(0) 

وقال أحبابه وأولياوٌه (إِما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولا 
شكورا)(”) ظ 

وقال تعالى: (ومالأحد عنده من نعمة تجزى إلا ايتغاء وجه ربه 
الأعلى. ولسوف يرضى).(5) 

فجعل غاية أعمال الأبرار والمقربين والمحبين إرادة وجهه. 

وَكَاك: تعالى :"لون كن ترون الله :ورمو له والداو الأحرة:فإن: الله 
أعلى ادك يكن أعرا"عظها |الاوعمشل" إزافنه ف إزاذة لقو 
وهذه الإرادة لوجه موجبة للذة النظر إليه في الآخرة. 

كما في الحديث المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسم أنه كان يدعو 
"اللهم. بعلمك الغيب وقدرتك على الخلقء أحينى ماعلمت الحياة خيرا لىء 
وتؤفي: إذا علمست ‏ التوقاة عير الى اللينم واسالك متك فق الشييت 
والشهادة. وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب, وأسألك القصد في الفقر 
والغنى. وأسالك نعيماً. لاينفذ. وأسألك قرة عين لاتنقطعء وأسألك الرضا 
بعد القضاءء وأسألك برد العيش بعد الموت, وأسألك لذة النظر إلى وجهكء 
والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضله. اللهم زينا بزينة . 
الإيمان. واجعلنا هداة مهديين"*) وقد اشتمل هذا الحديث الشريف على 
(1) جزء من الآية 8ه من سورة الأنعام. 
(؟) الآية 4 من سورة الإنسان. 
(©) الآية ١9‏ و»" و" من سورة الليل. 
(4) الآية 59 من سورة الأحزاب. 


(5) أخرجه النسالى في السنن «/4ه-5ه كتاب السهو )١١(‏ باب رقم (؟4) حديث 
رقم )١1068(‏ وقد صححه الشيخ الألبانى في صحيح النشائٌ ١/1-980م؟‏ حديث 


رقم (/90؟1). 


(هم ) 


نبوت لذة النظر إلى وجه الله وعلى ثبوت الشوق إلى لقائه. وعند 
الجهمية لاوجه له -سبحانه- ولا ينظر إليه فضلا: أن خحصل به لذة؛ كما 
سمع بعضهم: داعيا يدع بهذا الوا قل متهت أن وها 
أفتلتذ بالنظر إليه؟ ".(0) 

ومتى كنت حبة الله تعالى من القلب أدى ذلك إلى أن يؤثر المحب 


محبوبه على كل حظوظ نفسه بل حتى ولو أدى ذلك إلى أن يضحي بنفسه 
في سبيل محبوبه كحال سحرة فرعون لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل 


'نفوسهم وقالوا لفرعون (فاقض ماأنت قاض)!' ومتى تمكنت المحبة من 
القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب» وهذا هو معنى قوله تعالى في 
'الحديث القدسي 7 "وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبهء فإذا 
أحببته كنت سمعه الذى يسمع بهء وبصره الذى يبصر بهء ويده النى يبطش 
بهاء ورجله التى يشي بها".(4) 

والمعنبى أن محية الله تعالى إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم 


تنبعث الجوارج إلا إلى مراضي الرب» وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة 

)١(‏ انظر مدارج السالكين /؟؟-6؟ 

0( جزء من الآية ”لا من سورة طه. 

(*) للعلماء رحمهم الله تعالى قولان في الأحاديث القدسية الأول أنها من كلام الله . 
تعالى وليس للنبي صلى الله عليه وسلٍ إلا حكايتها عن ربه عز وجل وذلك 
لكونها أضيفت إلى الله فقيل قدسية واللهية ولكونها اشتملت على ضمائر التكم 
الخاصة به كقوله ياعبادى ولأنها تروى عن الله تعالى متجاوزا فيها النبي 
صلى الله عليه وسلٍ والثاني أنها من قوله صلى الله عليه وس ولفظه كالاً حاديث 
النبوية وحكمة إضافتها إليه تعالى على هذا القول دون بقية الأحاديث زيادة 
الاهتمام بمضمونها وتوجيه النفوس إلى مااشتملت عليه من لمعاني والآداب, 
والله أعلم . انظر الحديث والمحدثون ص ١8-1١5‏ ْ 

(:) أخرجه البخارى في صحيحه 198/4 كتاب الرقاق )81١(‏ باب التواضع(88) 


حديث رقم (18:5). 


55 


مولاها عن مرادها وهواها.() 

والقئر أنهو الفقة مملو إن ماقت عن عسنه اله نيحات» من عيناده 
المؤمنين وذكر مابحبه من أعمالهم وأقوالهم وأخلاقهم كقوله تعالى: (والله 
يحب. الصلبرين )7 (والله يحب المحسنين )57 (إن الله يحب التوابين ويحب 
المتطهرين)9) (إن الله يحب الذين يقلتلون في سبيله صفا كأنهم بنيلن 
مرصوص )0*) (فإن الله يحب المتقين).(0) 

وقوله في ضد ذلك: (والله لايخب الفساد)9 (والله لايخب كل 
.مختال فخور)(" (والله لاب الظللمين)(*؟ (إن الله لاخب كل مختال 
فخور).(") 

وكم في السنة: أحب الأعمال إلى الله كذا وكذا... وإن الله ليحب 
كذا وكذاء كقولة صن الله عليه وسلم: "احب“ الأعشال إلى :الله تبان 
أدومها وإن قل".(3) 


وقوله صلى الله عليه وسل: "أحن البلاة إلى الله عالق مبناجده)] 


500 قد كل اموس وعتيق اونا لان رت انا 

(؟) جرء من الآية 1١45‏ من سورة آل عمران. 

(©) جرء من الآية ١4‏ من سورة آل عمران. 

(:) جرء من الآية ؟5*6 من سورة البقرة. 

زه( الآية من سورة الصف. 

(5) جزء من الآية 5/ا من سورة آل عمران. 

(/ا) جرء من الآية 7٠6‏ من سورة البقرة. 

(م8) جرء من الآية *؟ من سورة الحديد. 

6 جرء من الآية لاه من سورة آل عمران. 

(0). جرع من الآية:2ة من سورة لمان : 

(1) أخرجه البخارى في صحيحه 0/١‏ كتاب الإيمان (؟) باب أحب الدين إلى الله 
أدومه (88) حديث رقم (49). 
ومسل في صحيحه 541-040/١‏ كتاب صلاة المسافرين (5) باب فضيلة العمل 


الدائم (0) حديث اه (مع جرم ). 


( .ىم ) 


رافش نبز د إن اللهدالن: او افيا .7 

وقوله صلى الله عليه وسلم: ا الكلام إلى الله 0 سبحان الله 
واطمة للد ؤلة اله 1لا اللةبوائل: اكيز الابعبرك باون يدات :290 وأضقاف 
أَضَبَافَ ذلك, وفرحه العظيم بعوبة عبده الذى هو أشد فرح يعلمه العبادء 
وهو من ححبته للتوبة وللتائب. - 

فلنق يطلت هسنالة المحية لبطلنت 0 مقامات الإيمان ليان 
ولتعطلت منازل السير إلى الله فنإنها روح كل مقام ومنزلة كل عمل» 
. ونسبعها إلى الأعمال كتنسبة الإخلاص إليها بل هى حقيقة الإخلاص» بل 
هى نفس الإسلامء فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله؛ فمن لامحبة له 
0 إسلام له البتة» بل هى حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله فإن الإله هو 
اناق نواتيه الساة هنا وثلا ويضو فا ورجاة وطاق ايعس امالئة وهو 
الذى تألهه القلوب أي تحبه وتذل له وأصل: التأله التعيد. والتعيد آخر 
مراتب الحبء يقال عَكَّده الحب وتتّمه. إذا ملكه وذلّله لمحبوبه, فالمحبة 
حقيقة الألوهية. وهل قكن الإنابة بدون المحبة؟ وكذلك الرضا والحمد 
والشكر والخوف والرجاء؟ وهل الصبر في الحقيقة إلا صبر المحبين؟ فإنه إِنما 
يتوكل على المحبوب في حصول حابه ومراضيه. وكذلك الزهد في الحقيقة 
هو زهد المحبين» فإنهم يزهدون في حبة ماسوى محبوبهم لمحبته. وكذلك ‏ 
الحياء في الحقيقة, إنما هو حياء المحبين» فإنه يتولد من بين الحب العظيمء 
وأما مالا يكون عن محبة فذلك خوف محضء. وكذلك الشوق إلى الله تعالى 


)5 “"أكرجه في صحيحه 414/١‏ كتاب المساجد(ه) باب فضل الجلوس في مصلاه 
بعد الصبح وفضل المساجد (0) حديث رقم (3071/988). 
(؟) أخرجه مس في صحيحه 1١80/‏ كتاب 05 (مع) باب كراهة التسمية (؟) 


حديث رقم .)7١1810//19(‏ 


(6م) 


ولقاقه: كانه النت: الكتنة ومترها قمر هذه الجسالةابوتطليا مق القلوت مطل 

لذلك كله وحجابه أكثف الحجب وقلبه أقسى القلوب وأبعدها عن الله 

وهو منكر لخلة إبراهيم عليه السلام فإن الخلة كمال المحبةء فلا بالخلة أقر 

المنكرونءولا بالعبودية ولا بتوحيد الألوهية, ولا بحقائق الإسلام والإيمان 

والأتساةة ونيد حكن ضالك بن تقببزاللها اليري (0 قرم نعل لاع سكيم 

الجور بن درهم (") وقال في يوم عيد الله الأكبر عقب خطبته: أيها الناس. 

عيكو عقي الله ضحاياكم فإنى مضح بالجعد بن درهمء فإنه زعم أن الله لم 

.يتخذ إبراهيم خليلء ولم يكلم موسى كلها ونان اللتس عمجا كوا لعد 

علو كبيراء ثم نزل فذبحه فشكر المسلمون سعيه ورحمه الله وتقبل منه. 
وللمحبة عشر مراتب: 

أولها: العلاقة: وسميت علاقة لتعلق القلب بالمحبوب. 

الثانية: الإرادة: وهي ميل القلب إلى محبوبه وطلبه له. 

الثالثة: الصبابة: وهي انصباب القلب إليه, بحيث لايملكه صاحبه كاتصباب 
الماء في الحدور. 


الرابعة:. الغرام: : وهو الحب الملازم للقلب. الذى لايفارقه بل يلازمه كملازمة 


(0 اهن خالك بن عبداللهة بن يزيد التترى-من بحخيلة: أبو: الفيغ أشن" العراقيين واد 
خطباء العرب من أهل دمشق ولى مكة والكوفة والبصرة وأقام بالكوفة فأطال 
المدة بها وتو سنة 5؟١ه.‏ انظر وفيات الأعيان ؟/55*, والبداية والنهاية 
ه١٠‏ : 

(؟) هو الجعد بن درهم مبتدع له أخبار في الزندقة وقال بخلق القرآن والقدر من 
الموالى سكن الجزيرة الفراتية هلك سنة 18اه. انظر الكامل ه/150. وميزان 
الاعتدال ١ا/هقو؟‏ 


(©) انظر مدارج السالكين +/6؟770-7 بنتصرف. 


(هم ) 


الغريم لغريمه. 

الخافسة؛ الوؤادة وهو صنق المحة وخالصها ولبها: 

السادسة: الشغف: وفيه ثلاثة أقوال: أنه الحب المستولى على القلب بحيث 
يحجبه عن غيره. والثانى: أنه الحب الواصل إلى داخل القلب. 

والثالث: انه الحب الواصل إلى غشاء القلب. 

السابعة: العشق: وهو الحب المفرط؛ الذى يخاف على صاحبه منه. 

لثامنة: التتم : وهو التعبد والتذلل» يقال: تيمه الحب أى ذلله وعبده وتيم 
الله عبد الله. : 

التاسعة: التعبد: وهو فوق التتيء فإن العبد هو الذى قد ملك المحبوب رقه 
فلم ببق له شيء من نفسه البئة؛ بل كله عبد لمحبوبه كاه اوكا 
وَهَنذًا هو حتقيقة العبؤديةء وفن أكمل “ذلك فقد أكسل مرشعهاء ولما 
أكمل سيد ولد ادم هذه الماقيةةتوضفه الله بها :ف أشترك:مقاماتة 
مقام الإسراءء كقوله (سبحلن الذى أسرى بعبده)(© ومقام الدعوة 
كقوله (وأنه لما قام عبد الله يدعوه)9) و مقام التحدى كقوله (وإن 
كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا)7؟) وبذلك استحق التقديم على 
الخلائق في الدنيا والآخرة. وحقيقة العبودية الحب التام مع الذل 
التام والخضوع للمحبوب. 

العاشرة: مرتبة الخلة: وهى التى انفرد بها الخليلان» إبر اهيم و محمد صلى الله 
عايمهنا وسلمء كما صح عنه صلى الله عليه وَسم أئلة قال: 





)00 جزء من الآية ١‏ من سورة الإسراء. 
(؟) جزء من الآية ١9‏ من سورة الجن. 


(م«) جرء من الآية #؟ من سورة البقرة. 


0.0 


البو كنت سعدا ليلذ الاخاك؟ ناركن ليل لكف القن ومسا 

وقد اتخذ الله صاحبكم خليلاً".() 

والخلة هي المحبة التى تخللت روح المحب وقلبهء حتى لم يبق فيه 
موضع لغير المحبوب.(") 

وفي الخشام بحسن بنا أن نذكر المواطن التى يُعرّف بها تعلق القلب 
بمحبوبهء وهذه المواطن أربعة: 

المسوطن الأول: عند أخذ مضجعه وتفرغ حواسه وجوارحه عن 
الشواغل؛ واجتماع قلبه على مايحب فإنه لاينام إلا على ذكر من يحبه وشغل 
قلبه به. 

الموطن الثاني: عند انتباهه من النوم, فأول شىء يسبق إلى قلبه ذكر 
محيوبه فإنه إذا استيقظ وردت إليه روحه رد معها إليه ذكر محبوبه الذي 
كان قد غاب منه في النوم. 

الموطن الثالث: عند دخوله في الصلاة. فإنها محك الأحوال وميزان 
الإيمان. بها يوزن إيمان الرجل ويتحقق حاله ومقامه, ومقدار قربه من الله 
ونصيبه منه, فإنها حل المناجاة والقربة» ولاواسطة فيها بين العبد وبين ربه. 
فلا احى ا أقر" لين" المنعب؟ وله ألذ نقلي بوذا سم ليقي مها ذا كان كبا 
انه لاشىع اكو عنك للحت ولا اط كك لد افون حعلو وه تخبجوية هنا جاته: لدي" 
ومثوله بين يديه.ء وقد أقبل محبوبه عليه؛ فيجد قلبه قد انفسح وانشرح 


واستراح. كما قال النبي صلى الله عليه وسم لبلال 29 وَضّن الله عنة 


() أخرجه مل في صحيحه 1860/6 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل 
أبي بكر رضي الله عنه )١(‏ حديث رقم (7888/8). 
(؟) انظر مدارج السالكين م/90- .لم 


(+) هو بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق وأمه حمامة وهو مؤذن 2 


)91( 


'باباذل اقم السلذه أرعينا بها"7" ولم يقل أرحنا منها كما يقول المبطلون 
الغافلون: 

الموطن الرايع: عند الشدائد والأهوالء فإن القلب في هذا الموطن 
لايذكر إلا أحب الأشياء إليهء ولا يهرب إلا إلى بوبه الأعظم عندهء 
ولهذا كانوا يفتخرون بذكرهم من يحبون عند الحرب واللقاء وهو كثير في 
أشعارهم. ولهذا قال تعالى: (يلأيها الذين عامنوا إذا لقيتم ففة فاثبتوا 
واذكروا الله كثرا لعلكم تفلحون).9) 

السو م1 واللة أعلم أنه عند مصاعب الشدائد والأحوال» يشتد 
خوف القلب من فوات أحب الأشياء إليهء وهى حياته التى لم يكن يؤثرها 
إلا لقربه من حبوبه. فهو إنما يحب حياته لتنعمه بمحبوبه., فإذا سفاف فوات 
بادر إلى قلبه ذكر حبوبه الذى يفوت بفوات حياته. 

ولهذافمن كان مشغولابالله وبذكره وحبته في حال حياتهء وجد ذلك 
أحوج ماهو إليه عندخروج روحه إلى اللهء ومن كان مشغولابغيره في حال 
حياته وصحته فيعسر عليه اشتغاله بالله وحضوره معه عند الموت» مالم 
تدركه عنايةمن ربهء فلأجل هذاكان جديربالعاقل أن يلزم قلبه ولسانه ذكر 


الله حيثما كان لأجل تلك اللحظة التى إن فاتت شقى شقاوةالأبد.9©) 
)-) رسول الله صلى الله عليه وس من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله.» شهد 
بدرا وشهد له التي صلى الله عليه وسلم على التعيين بالجنة وحديثه في الكتبء 
توفى سنة ©0؟ههء وقيل غير ذلك. انظر السير ١/7ا4”.‏ الإصاية ١59/١‏ يرقم 
(-70). 
(1) رواه أبو داود ني السنن 93/4؟ كتاب الأدب, باب في صلاة العتمة حديث رقم 
(49484) وأحمد في المسند ه/4ع-م 
وقد صححه الشيخ الألبانى في صحيح سنن أبي داود 941١/8‏ حديث رقم (4171). 
(90) الآية ه؛ من سورة الأنفال. 


)0( انظر طريق الهجرتين وباب السعادتين (ص6٠ه-لاءه).‏ 


(؟5) 


المبحث السابع 
الرجاء والخوف 

اعلم أن الرجاء والخوف جناحان يطير بهما المقربون إلى كل مقام 
محمود ومطيتان بهما تقطع من طرق الآخرة كل عقبة كؤود(") فلا يقود إلى 
كي الرسن وروا نانع كونة جيند الأرججاء عيبل الأعتان عدو 
بمكاره القلوب؛ ومشاق الجوارح والأعضاءء, إلا أزمة7 الرجاء ولا يصد عن 
نار الجحيم والعذاب الأليي قمع موت حفوها بلطنائك: العيتوات :وعسنائت 
. اللذات إلا سياط التخويف وسطوات7) التعنيف .(4) 

والقلب في سيره إلى الله عز وجل بمزلة الطائر: المحبة رأسه والمخوف 
.والرجاء جناحاه. فمتى سل الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران» ومتى 
قطع الرأس مات الطائرء ومتى فقّد الجناحين فهو عرضه لكل صائد وكاسرء 
ولكن السلف استحبوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح 
الرجاءء وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح 
00006 


(1) عقية كؤود: صعبة. انظر القاموس المحيط عند مادة (كأد) ص١4‏ 

(؟) الزمام: مازم أى ماشد به من حبل وغيره. انظر اللسان عند مادة (زمم) 
71/1 

(؟) سطوات: جمع سطوة وهى القهر والصول. انظر القاموس المحيط عند مادة 
(سطا) ص ١57١‏ 

(4) إحياء علوم الدين ١49/4‏ 


6 مدارج السالكين ١/لااه‏ 


5 


قال المرداوى:() 
ورجح على الخوف الرجا عند بأسه 
ولاق فنية القت ربك سيم 7 
وليس معنى هذا خلو القلب حال الشدة من الخوف, بل لابد من 
اجتماع الخوف والرجاء. وإن كانت الغلبة للرجاء. يدل على ذلك مارواه 
الترمذى عن أنس رضى الله عنه: أن الني صلى الله عليه وسل دخل على 
كانبا وهو يلوك ال "عش قر لقال الله بارشول" الله وى ارسق 
.الله وإنى أخاف ذوبي؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلٍ: الامعيعان 
ف تلك عيدق امكل عد لوطي الاأعطاءء الله مابرصو اسه عياف "+71 


ومما يدل على تغليب الرجاء حال المصائب قوله تناك وتعالى: 





(9) هو العلامة شمس الدين محمد بن عبدالقوى بن بدران بن سعدالله المقدسي 
المرداوى الصالكى الحنببي أبو عبدالله ولد سنة ٠7"ه‏ بمرق. 
وسمع الحديث وتفقه وبرع في العربية واللغة واشتغلٍ ودرس وأفتى وصنف» 
كان حسن الديانة دمث الأخلاق كثير الإفادة طتيها للتكلف وله روايات 
وحكايات ونوادر»فقيه حنبلى.ء توفى بدمشق سنة 8ه له منظومة الآداب. 
انظر شذرات الذهب 408/6 والأعلام 11 ' 
(؟) منظومة الآداب مع شرحها غذاء الألباب للسفاريى المتبلى رحمه الله 450/١‏ 
(#) أخرجه الترمذى في الجامع الصحيح م«/ؤام كتاب الجنائر (8) باب (11) حديث 
رقم (*48) وقال: هذا حديث حسن غريب وقد روى بعضهم هذا الحديث عن 
ابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. 
وأخرجه ابن ماجه في السنن ورشدى عنكاتك اوفك )يانه 'ذكبر المؤيث 
والاستعداد له (0) حديث رقم (49531). 
وقد حسن الشيخ الألبانى هذا الحديث كما في صحيح سنن الترمذى 589/١‏ 


حديث رقم (780). 


(4ة) 


(ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذنتهم بالبأساء والضراء لعلهم 
يتضرعون. فلولاإذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم 
القيطلن جتاكاتو | يعملون )00 

فقوله نعالى: (ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذنهم بالبأساء) يعنى 
الفقر والضيق في العيش (والضراء) هى الأمراض والأسقام والآلام (لعلهم 
يتضرعون) أى يدعون الله ويتضرعون إليه ويخشعون. قال الله تعالى: 
(فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا) أى فهلا إذ ابتليناهم. بذلك تضرعو! إلينا 
.وقسكنوا إلينا (ولكن قست قلوبهم) أى مارقت ولا خشعت (وزين لهم 
الشيطلن ماكانوا يعملون) أى من الشرك والمعاصى .(9) 

ومثل هذه الآية قوله تعالى: (ولقد أخذنلهم بالعذاب فما استكانوا 
. لربهم. وما يتضرعون)7) وقوله تعالى: (وما أرسلنا في قرية من نبي إلا 
أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون. ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة 
حتى عفوا وقالوا قد مس عاباءنا الضراء والسراء فأخذنهم بغتة وهم 
لابشعرون).(4) 

وهذه الآية الأخيرة كما أنها دلت على مادلت عليه الآيتان السابقتان 
من غلبة الرجاء في حال الشدة, لأن التضرع دعاء وابتهال فيه رجاء. 

كز لوزت ايضا قل تلج يهال احرف عط نتساج المع .وشين ” 
الأحوال. فإن الله عز وجل قد ذكر لنا في هذه الآية أنه بعد أن ابتلاهم 


بالشدة ليتضرعوا فما فعلوا شيئاً من الذى أراد منهمء قلب الحال إلى 


69 الآيتان ؟4 و49 من سورة الأنعام. 
(9).. نين القرآان العظيم 61/8" 
(#)" :الآية ولا من ستورة الؤمدوت: 
(83) الآيتان 54 وهة من سورة الأعراف. 


(ه1) 


الرخاء ليختبرهم حتى كثرت أموالهم وأولادهم فلما لم ينجح فيهم هذا ولا 
واو ل اونا جيك ”دسا تدهم الننتع وعل اق وي د01 

وهذا مشعر بأن المؤّمن عليه أن يظل في حال الخنوف وذلك عند 
انفتاح النعم فإلبا لايامن أن كوف ذللق: 'انشدراسا من الله تعالى. نسأل الله 
التبلذمة و العافية:" 

والرجاء من الأمل نقيض اليأس() وهو ظن يقتضى حصول مافيه 
ةا انه غرف انؤاقيه يآنة توقع محبوب عن أمارة مظنونة أى 
0000 

ولايكون الرجاء إلا مع بذل الجهد واستفراغ الطاقة في الإتيان 
بأسباب الظفر والفوز ولا يكون أبداً مع تعطيل الأسباب الموصله إليه؛ قال 
تعالى: (إن الذي عاميو انه يعارز ا وشديةوا شيل الله أوقك 
يرجون رحمت الله والله غفور رحم)©) فطوى سبحائه وتعالى بساط 
الرجاء إلا عن هؤلاء.(0) | 

فالعيد المجتهد في الطاعات المجتنب للمعاصى حقيق بأن ينتظر من 
فضل الله قام النعمة وماقامها إلا بدخول الجنة والنظر إلى وجه الله ذى 
الجلال والإكرام. 


وكذلك العاصى إذا تاب وتدارك جميع مافرط منه من تقصير فحقيق 2 





445/7 انظر تفسير القرآن العظيم‎ )١( 
609/14 (؟) اللسان عند مادة (رجا)‎ 
١9» المفردات عند مادة (رجا) ص‎ )©( 
١15>١ص المفردات عند مادة(خوف)‎ ):( 
(ه) الآية م0١”# من سورة البقرة.‎ 


(99) الروح ص»م"م-١م"‏ -. 


)95( 


بأن يرجو قبول. العوبة وأما قبل العوبة إذا كان كارهاً للمعصية تسوه 
السيئة وتسره الحسنة وهو يذم نفسه ويلومها ويشتهى التوبة ويشتاق إليها 
فحقيق بأن يرجو من الله التوفيق للتوبة لأن كراهيته للمعصية وحرصه 
عل العوية بعري ري السينية الدى افد يفف إلى الشوية و إها السام جتن 
تأكد الأشباب: 


ترجو النجاة ول تسلك مسالكها إن السفينة لاتجرى على اليبس () 
والآياضه والأعاديت :و الركار مب صر فينها: 
قوله نعالى : (فمن كان يرجو لقاء وم العم عند مكنا يفوك 


و ل 


وقوله تعالى: (من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لأت).9؟) 
وكذلك تلك الآيات التى فيها ذكر لسعة رحمة الله تعالى وهى آيات 


كثيرة متها: 


ر ححمه 


قوله تعالى: (قل ياعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من 
الله إن الله" يغثر: الذئوب لجميعا ثم عو الفقوو الرحي ).(©) 
وقوله تعالى: (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم).*) وغير 


ذلك من الآيات. 


عبدى 


)0 
0( 
م 
4 
)0( 


00 


.وأما الأحاديث فمنها قوله تعالى في الحديث القدسى: 'أنا عند ظن ' 


بي" 


انظر إحياء علوم الدين 4/١ه6١-1ه١‏ 
جزء من الآية ٠‏ من سورة الكهف. 
جزء من الآية ه من سورة العنكبوت. 
الآية *ه من سورة الزمر. 

جرء من الآية 5 من سورة الرعد. 


أخرجه البخارى في صحيحه 586/4 كتاب التوحيد (0ة) - 


( او ) 


ومنها قوله صلى الله عليه وسل: 'إن الله خلق الرحمة يوم خلقها 
مائة رحمة فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة؛ وأرسل في خلقه كلهم رحمة 
واحدة فلو يعم الكافر بكل الذى عند الله من الرحمة لم ييأس من اللنة 
ولو يعم المسلم بكل الأمسم لدعي الف ال لا فق و0 

وقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل 
سل ال ل ال دن 

وأي1 ا نكواقية تفن ف «انيفتة القراع واف قات مع لطر كا 


وقد عرفه الراغب بأنه توقع مكروه عن أاية مطحوفة أو معليمة له 


لسر 


وقال الغزالى :(3) الكوف عبارة عن تم القلب واحتراقه بسبب توقع 





ا 00 


(-) باب قوله تعالى: (ويذركم الله نفسه) (16) حديث رقم (07/400. 
ومسلم في صحيحه ٠١11/4‏ كتاب الذكر (48) باب الحث على ذكر الله تعالى )١(‏ 
حديث رقم (كره؟؟؟). 

(0<أخزيية البحارى .فى صحيحه ١868/4‏ كتاب الرقاق )81١(‏ باب الرجاء مع الخوف 
(19) حديث رقم (9و). 
ومسل في صحيحه 6/4 كتاب العوبة (49) باب في سعة رحمة الله تعالى 
وأنها سبقت غضبه (4) حديث رقم (باجترجه/ا؟) و(م١)‏ و(05) و(0). 

0( الفكاك: الخلاص. انظر القاموس المحيط عند مادة (فكك) ص ١777‏ 

(0) أخرجه مسلم في صحيحه 7١14/4‏ كتاب التوبة (44) باب قبول توبة القاتل وإن 
كثر قتله (.م) حديث رقم (90/317/49). 

(4) اللسان عند مادة (خوف) 059/98 

() المفردات عند مادة (خوف) ص ١541١‏ 

() هو الشيخ الإمام البحر زين الدين أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الطوسي 
الشافعى الغزالى صاحب التصانيف والذكاء المفرط تفقه في بلده ثم تحول إلى 
يابور فلازم إمام الحرمين وبرع في الفقه والكلام والجدل وأخذ في تأليف 
الأصول والفقه له كتاب الإحياء, توفى عام ه.وه. انظر السير 2959/١8‏ طبقات 


الشافعية للسبكى ٠١1/4‏ إلى ١87‏ 


(مه) 


مكروه في الاستقبال.(0) 

وقد ذكر ابن القم رحمه الله تعالى أن الخوف والوجل والخشية 
والرهبة ألفاظ متقاربة غير مترادفة» فالخوف توقع أمر موّلم في المستقبل قد 
يصحبه شعور بالألم والفزع وقد يفارقه لضعفه أو لاعتقاد بعد أجله. 
والوجل والفزع أخص منه فالوجل هو الشعور بالخوف يم بالقلب والخشية 
اصن كذلك من الخوف فإنها للعلماء بالله قال تعالى: (إنما يخشى الله من 
عباده العلملوا)(0 فهى خوف مقرون بمعرفة, فالخوف حركة والخشية 
- المجماع وانقباض وسكون . 
وأما الرهبة فهى الإمعان في الهرب من المكروه وهى ضد الرغبة التى 
.هى سفر القلب في طلب المرغوب فيهء وأما الهيية فهى خوف مقارن 
للتعظم والإجلالء. وأكثر ماتكون مع المحبة والمعرفة. والإجلال تعظم 
مقرون بالحب, فالخوف لعامة المؤمنين والخشية للعلماء العارفين والهيبة 
للمحبين والإجلال للمقربين وعلى قدر العم والمعرفة يكون الخوف. 
وان ا والخوف من حيث هو على ثلاثة أقسام: 

أحدها: خوف ممدوح مأمور به وهو الخوف من الله تبارك وتعالى 
وهو ماتقدمت الأدلة عليه. 

الثاني: خوف مذموم منهى عنه وهو نوعان: 

الأول: مايسمى بخوف السر وهو أن يخاف من غير الله من وثن أو 


طاغوت أن بصيبه بما يكره كما قال تعالى عن قوم هود عليه السلام أنهم 


(1). إحياء علوم الدين ١/4‏ 
(؟) جرء من الآية م؟ من سورة فاطر. 


(*) انظر مدارج السالكين 8-617/1اه 


(95ه ) 


قالوا له: (إن نقول إلا اعتراك بعض ءالهتنا بسوء قال إلى أشهد الله 
واشهدوا أنى برىء مما تشركون من دونه ند عب ثم لا 
تنظرون )7 وقال تعالى: (ويخوفونك بالذنن من د11" 

وهذا هو الواقع من عباد القبور ولنحوها من الأوثان يخافونها 
'ويخوفون بها أهل التوحيد إذا أنكرو! عبادتها وأمروا بإخلاص العبادة لله 
وهذا النوع ينافى التوحيد بالكلية. ا 

وقد كان إبر اهيم عليه الصلاة والسلام عندما خوفوه من الهتهم 
. الباطلة (وكيف أخاف ماأشركتم ولاتخافون أنكم أشركم بالله ملم ينل به 
عليكم سلطئنا فأى الفريقين أحق بالأمن إن كتتم عتمون )10 إل عطق 
المؤّمن الواثق المدرك لحقائق هذا الوجود أنه إن كان أحد حريا بالخوف 
فليس هو إبراهيم وليس هو المؤمن الذى ترعاه عين اللهء وكيف يخاف 
آلهة عاجزة كائئنة ماكانت هذه الآلهة والتى تبتدى أحيانا في صورة جبارين 
في الأرض بطاشين وهم أمام قدرة الله مهزومون مغلوبونء وكيف يخاف 
إبراهيم هذه الآلهة الزائفة العاجزة ولايخافون هم أنهم أشركوا بالله مالم 
ينزل به عليهم سلطاناًء فأى الفريقين أحق بالأمن. الذى يؤمن به تعالى 
وحده ويكفر بالشركاء, أم الذى يشرك به تعالى بلا سلطان ولا قوة؟ أى 
الفريقين أحق بالأمن لو كان لهم شىء من العم والفهم وحينئذ يتتزّل . 
الجواب ويقضى الله عز وجل بحكمه في هذه القضية (الذين ءامنوا ولم 


يلبسوا إيمنهم بظلم أو لك لهم الأمن لين 
(9) الآيتان 4ه و5ه من سورة هود. 

(؟) جرء من الآية 5" من سورة الزمر. 

(م) الآية ١م‏ من سورة الأنعام. 

)0( الآية الم من سورة الأنعام. 


(ه) انظر في ظلال القرآن ١145/9‏ 





00 


الثاني : أن .ترك الإنسان ماعمنيه عليه بكونا فو يعدن الناس فهذا حرم 
وهو نوع من ٠‏ الشرك بالله المنافى لكمال التوحيد وهذا هو سبب نزول 
قوله تعالى: (إِنما ذلكم الشيطلن يخوف أولياءه فلاتخافوهم وخافون إن كنم 
مؤمنين ).07 

ققد أخرج الواحدى7) عن عمرو بن دينار7) أن رسول الله 
ين اللفيه عليه ودر ممص لكاي ند" أحدء مدن" العتسر 1 المشركون 
فاستجاب له سبعون رجلا فطلبهم»فلقي أبو سفيان 9©) عيراً من خزاعة 
“فقال لهم: إن لقيغ محمداً يطلب فأخبروه أنى في جمع كثير فلقيهم النبي 
صلى الله عليه وسلم فسألهم عن أبي سفيان فقالوا لقيناه في جمع كثير 
ونراك في قلة ولا نأمن عليك فأبى رسول الله صلى الله عليه وس إلا أن 


يطلبه فسبقه أبوسفيان فدخل مكة فأنزل الله تعالى فيهم: (الذين استجابوا 





(1)؟ -الآية فيز مو سورة: أن عمران. 

20( هو الإمام العالم الأستاذ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدى 
النيسابورى الشافعى صاحب التفسير إمام علماء التأويل لزم الثعلبي وأكثر عنه 
وأخذ العربية وصنف التفاسير الثلاثة 5 والوسيط »و الوكي» وله كات 
اباب النزول؛. مات بنيسابور سنة 58؛ه. أنظر السير #89/18, والكامل لابن 
الأثير 0ك 

69 هو عمرو بن دينار الإمام الحافظ أبوحمد الجمحي مولاهم المكى الأثرم أحد' 
الأعلام. ولد في إمرة معاوية سنة 40 أو 41 وسمع من ابن عباس وجابر وابن 
عمر 5 وغيرهم من الصحابة والتابعين. وكان من الحفاظ المقدمين, أفتى بمكة 
ثلاثين سنة وكان فقيها. انظر طبقات ابن سعد 409/0 وسير أعلام التبلاء 
ان 

0( ع الى ولاك مطزيو خوصمي ل الاو طن فلم رحد ماف تي ا 
كلاب دأس قريش وقائدهم يوم أحد والخندق تداركه الله بالإسلام يوم الفتح 
فأسم : شبه مكره ثم بعد أيام صلح إسلامه شهد قتال الطائف واليرموك وأبلى 
بلاعَ حسناء توفى بالمدينة سنة "١‏ وقيل غير ذلك وله تسعون سنة. انظر سير 


أعلام النبلاء ؟/6١٠,‏ شذرات الذهب ١/لام‏ 


0) 


لله والرسول... حتى بلغ ... فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )5007 

القسم الثالث: الخوف الطبيعى وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير 
ذلك فهذا لايذم عله كما" قال فال "ل :قمه موسي عليه الام (فترج 
منها خائفاً يترقب ).(4005) والخوف المحمود الصادق ماحال بين صاحبه وبين 
حارم الله عز وجل فإذا عاو بات عن ني لا نبي افق ا 

وهناك منزلة أخص من الخوف وهي ذات ارتباط وثيق بها وهى 
منزلة الإشفاق وهى رقة الخوف. فالإشفاق خوف برحمة من الخائف لمن 
يخاف عليه فنسبته إلى الخوف نسبة الرأفة إلى الرحمة فإنها ألطف الرحمة 
وأرقها فيشفق على عمله أن يكون من الأعمال التى قال الله عز وجل فيها: 
(وقدينا: إل معدا امن غدل مضاتكه يا نفو را )1"اتوهي: االأعمال الى 


كانت لغير الله أو على غير أمره وسنة رسوله صلى الله عليه وسلٍ ويخاف 





)0 الآيات إلى ١/0‏ من سورة آل عمران. 

(؟) أخرجه الواحدى في أسباب النزول ص وموم كذ مرسلا . 
ويشهد له ما اتفق عليه الشيخان من حديث عائشة رضى الله عنها في قوله 
تعالى: : (الذين استجابو | لله والرسؤل من بعد ماأصابهم القرح للذيق- اهدو ا ” 
8 تق ١‏ د عظم ) .(آل عمران: : 1079) قالت لعروة: ياابن أختى كان أبواك 

منهم: الزبير عكر لا ضبان رسول الله صلى الله عليه وس ما أصاب يدم 

ا تك مده عنه المشركون خاف أن يرجعواء قال: عن يذهب في أثرهم ؟ 
الخدت وتوم للعو رجلا » قال: كان فيهم أبوبكر لقم + 
أخر جه البخارى ف صحيحه 1٠١/#‏ كتاب المغازى (14) باب "الذين استجابوا 
لله والرسول" (ه؟) حديث رقم (لالا٠4).‏ 
ومسلم في صحيحه 1881/4 كتاب فضائل الصحابة (44) باب من فضائل طلحة 
والزبير رضى الله عنهما (5) حديث رقم (418/601؟) و(00). 

(#) جرء من الآية ١‏ من سورة القصص. 

(؛:) انظر هذه الأقسام الثلاثة في فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص ؟0“-5؟0"؟ 

(ه) انظر مدارج السالكين ٠ 614/١‏ 


0( الآية +" من سورة الفرقان. 


2) 


لقنا انا شين كله ال السب زا ركه ونا سان ف يت 
فدهي مانا وكوف بعال ماح كتدال' الى ال «الفنه ال يهاه نوه 
:ادك اندكون عدا مق خب وأعاب حرو دين فنينا: الأليكر لك قا 
من كل الغمزت وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار 
فاحترقت كذلك يبين الله لكم الأيلت لعلكم تتفكرون)00) ويشفق على 
وقته أن يضيع في غير مايرضى الله ويشفق على قلبه أن يزاحمه عارض 
من شبهة أو شهوة. 

واعلم أن من أعظم مايعين على الرجاء والخوف التفكر فى آيات الله 
عز وجل وكثرة ذكره تبارك وتعالى» قال تعالى: (لأيلت لقوم يتفكرون )17 
وقال كذلك: 00 الأول" اشع التذين كروك الله عنما ومسوردا 


(9) الآية: 35+ هن "سؤرة ' البعرة. 
0( جزء من الآية ‏ من سورة الرعد. 
(+) جرء من الآيتان 18٠‏ و١191‏ من سورة آل عمزان. 


(4) أنظر الرعية لحقوق الله ص 4+--ه+ 


) 0+ 


المببحث الثامن 
الوجل 

الوجل استشعار الخوف يقال وجل يوجل فهو وجل( وجمعه 
وجالة ولاق وطلةولا يان وجلا وقوم بوجلوة و وجال 1" 

وهناك من عآف الوجل بالخوف والفزع() ولكن هذه الألفاظ 
متقاربة غير مترادفة كما يقول ابن القي رهفه إلله ١9‏ واللوق نوم امل 
مؤم في المستقبل قد يصحبه شعور بالألم والفزع وقد يفارقه لضعفه أو 
. لاعتقاد بعد أجله»فالوجل والفزع أخص منه»فالوجل هو الشعور بالخوف يم 
بالقلب »وقد يكون هذا الخوف من العاقبة المجهولة») وقد يكون من الإجلال 
والهيبة؛والظن بأن الوجل لايكون إلا من خوف العذاب لايصدر إلا ممن 
م يذق طعم الخشية, والوجل من هيبة الله وعظمته وكبريائه وعزه 
وسلطانه وغير ذلك من معانى أسمائه وصفاته»وممن لم تقتر ا قيوله تعالى: 
(إغا يخشى الله من عباده العلملو|)*)»وممن م يعل أن من عباد الله من 
يخشع قلبه ويفيض امن نكر ا أبمطاف الله وخر عو اكع اين 


قيونا حو "لذ ا 





() المفردات ص 218 عند مادة (وجل). 

(؟) اللسان عند مارة (وجل) ١9/77/1-#؟‏ 

() انظر البيضاوى 204/١‏ وفتح القدير 786/9 والتحرير والتنوير ١675/9‏ 

(4) انظر مدارج السالكين 017/١‏ 

زه( جزء من الآية 8؟ من سورة فاطر. 

(+) وهو قوله تعالى: (هو الله الذى لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن 
الرحي هو الله الذى لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز 
الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارىء المصور له 
الأمفناء اسع سس له مافي السموات والأرض وهو العزيز الحكيم) 
(الحشر:؟؟-4١).‏ 


(0) انظر تفسير المنار 64.5/9-.9ه 


)0:( 


وقد ورد -ذكر الوجل في القران الكريم في عدة مواضع. منها قوله 
تعالى: (إِغا المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم 
ءايه زادتهم إيمنا وعلى ربهم يتوكلون).() 

وفي هذه الآية يثنى ربنا تبارك وتعالى على عباده المؤمنين بأنهم إذا 
ذكر الله عز وجل وجلت قلوبهم واتقادوا لأمره وخضعوا لذكره خوفاً منه 
وفرقاً من عقابه: وإذا قرأت عليهم آيات كتابه صدقوا بها وأيقنوا أنها من 
عند الله فازدادوا بتصديقهم ذلك با كان قد بلغهم منه قبل ذلك تصديقاً 
: وذلك هو زيادة ماتلى عليهم من آيات الله إياهم إياناً“وبالله يوقنون في 
أن قضاءه فيهم ماض فلا يرجون غيره ولا يرهبون سواه.9) 

وقد روى ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله: (إِنما 
الوسوين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) قال: "المنافقون لا يدخل 
قلوبهم شىء من ذكر الله عند أداء فرائضه ولا يؤمنون بشىء من آيات 
الله ولا يتوكلون على الله ولا يصلون إذا غابوا ولايؤدون زكاة أموالهم 
فأخبر الله سبحانه أنهم ليسوا بؤمنين ثم وصف المؤمنين ققال: (إِبما 
المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) فأدوا فرائضه وإذا تليت 
عليهمءايلته زادتهم إينا" يقول تصديقاً (وعى ربهم يتوكلون) يقول: 


لايرجون غيره.(؟) 


وروى كذلك عن مجاهد (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) قال: 


() الآية ؟ من سورة الأتفال. 
(؟) انظر جامع البيان ٠78/8‏ 


)0( رواه أبن جرير في تفسيره -1١٠/8/8‏ ةلا 


) 16 ( 


وتيت [00) . 


وروى كذلك عن السدى في قوله: (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله 
وجلت قلوبهم) قال: هو الرجل يريد أن بظلم أو قال: يهم بمحصية أحسبه 
قال: فيتوع [5) عه 40) 

وروى كذلك عن أبي الدرداء*) في قوله: (إنما المؤمنون الذين إذا 
ذكر الله وجلت قلوبهم) قال: الوجل في القلب كإحراق السعفة(", أما تجد 
له قشعريرة؟(") قال: بلى قال: إذا وجدت ذلك في القلب فادع الله فإن 
الدعاء يذهب بذلك.( فالوجل إذا ارتعاشه وجدانية تنتاب القلب المؤمن 


2 


5 _ 1 . 0 0 5 
ذكر الله في أمر أو نهي فينبعث إلى الج 


حين يداص 


وروى ابن جرير كذلك عن قتادة ف قوله: (إغا الموؤّمنون الذين إذا 


(9) فرقت: أى فزعت. انظر القاموس المحيط عند مادة (فرق) 1181 

(؟) رواه ابن جرير في تفسيره ١178/8‏ 

69 ينز ع عنه: : أى يترك ماهم به من الذنب ونزع عن الأمور تزوعاً انتهى عتها. 
انظر القاموس المحيط عند مادة (نزع) ص 488 

(4) رواه ابن جرير في تفسيره ٠79/8‏ 

(6) هو أبو الدرداء الإمام القدوة قاضى دمشق صاحب رسول الله عويمر بن زيد بن 
قيس الأنصارى الخررجى حكمٍ هذه الأمة وسيد القراء بدمشق وروى عن النبي 
عدة أحاديث وجمع القرآن وتصدر للإقراء في خلافة عثمان من العلماء 
والفقهاء. توفى سنة 9*#ه. انظر السير 6/79" وطبقات أبن سعد 595-1798179 

(+) السعفة: واحدة السعف» محركة» جريد النخل. انظر القاموس المحيط عند مادة 
(سعف ) يه 

(0) اقشعر جلده: أخذته قشعريرة: أي رعدة. القاموس المحيط عند مادة (قشعر) 
ص 654 

(4) رواه ابن جرير في تفسيره ١78/8‏ 


(9) انظر في ظلال القرآن 8/هلا؟١‏ 


)5( 


ذكر الله وجلت قلوبهم ) قال: 'فرقاً من الله ووجلاً من الله وخوفاً من 
الله تيارك تعالى". (1) 

وغذةضفة الؤمن هما ' لذ" ]ذا كر الله وس فليم أي خافن هله 
ففعل أوامره وترك زواجره كقوله تعالى: (والذين إذا فعلوا فلحشة أو 
ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله 
ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون )7 وكقوله تعالى: (وأما مسن خاف 
مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى ).(5) 

أولهذا:قال.ميفتان العوري!2) سفعت السدى. يقول ق قول تعالى: (إنا 
المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) قال: هو الرجل يريد أن يظم 
أو“قال يهم بمعصية فيقال له: اتق الله فيجل قلبه.(0) 

وال فال ق 1ن اشر عافعا الوققن المشعن' (الدين: إذا تدك 
الله وجلت قلوبهم والصلبرين على ماأصابهم والمقيمى الصللوة ومما 
رزقنهم ينفقون).(0) 


)0 رواه ابن جرير في تفسيره ١9/94/89‏ 

٠ )(‏ االآآية معاد مووة اله عسات 
:(*) الآيتان 40 و١4‏ من سورة النازعات. 

(4) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثورى شيخ الإسلام أبو عبدالله الكوفى المجتهد 
مصنف كتاب الجامع. ولد سنة 0ه وطلب العلم وهو حدث باعتناء والده 
المحدث الصادق. مات سنة 1١ه‏ كان ينوه بذكره في صغره من اجل فرط ذكائه 
وحفظه وحدث وهو شاب وكان يلقب بأمير المؤمنين في الحديث. انظر السير 
17/ة؟؟ والجرح والتعديل ؛/؟7؟ 

(6) أخرجه ابن جرير في تفسيره ١78/8‏ 


(5) الآية ه“ من سورة الحج. 


) 000 


وهذم الآية #فسر معى الإخبات الوارد قبلها7) فهى تشتمل على 
نعوت صدرت بوجل القلب عند ذكر الله عز وجل. 

وقد روى ابن جرير عند هذه الآية عن ابن اق قوله (الذين 
إذا ذكر الله وجلت قلوبهم) قال: لاتفينوا قلوبهه !90 ٠‏ 

ومما سيق تبين لنا أن الوجل يتضمن الخوف ويدل عليه ويدعو 
صاحبه إلى فعل المأمور وترك المحظور. 

وممايدل على ذلك أيضاقوله تعالى: (والذين يؤتون ماءاتوا وقلوبهم 
وجلة أنهم إلى ربهم لمعو 1 

وقد قالت عائشة رضى الله عنها عند هذه الآية: سألت رسول الله 
صلى الله عليه وسمم عن هذه الآية: (والذين يؤاتون لانن وقلوبهم 
وجلة) أهم الذين يشربون الثمر ويسرقون؟ و.قال: "ل ياانسة: الضصحدايق 
ولكنهم الذزين يصومون ويصلون 0 وهم يخافون أن ل منهم » 
أو لعك الذين يسارعون في الخير ات 

ومما يدل على ذلك أيضاً 1 تعالى: (ولما سكت عن موسى الغضب 


أخذ الألواح وق افاع انمدع وحن اناا عم ررس يعون عن 





(0)- انظ "تفن القران العظير 41/0 أ 
(؟) هو عبد الرحمن بن زيد بن أسم, العمرى المدني فيه لين وكان صاحب قران 
و تفسير مع تفسير] في مجلد وكتاباً ف الناسخ والمنسوخ توفي سنة 7ماه. 

انظر سير أعلام النبلاء م//49:*, شذرات الذهب ١//ا9؟‏ 

(+) رواه ابن جرير في تفسيره 171/307 

'(4) الآيه 50 من سورة المؤمنون. 

زه( أخر جه الحم قِ المسند 6.169/5٠؟‏ والترمذى في السنن ه/07؟”م كتاب تفسير 
القرآن (48) باب ومن سورة المؤمنون (4؟) حديث رقم (53078). 
وَائن يكائعة فى الحن و.4 كناب الزهد. (00*) باب الوق على العمل :(:؟) 
حديث رقم (494). 
وصححه الشيخ الألباني كما في صحيح سنن الترمذى 9/7/ا-.٠م‏ حديث رقم 
سوب وموم ) 


)5( الآية ١٠64‏ من سورة الأعراف. 


)08( 


اذ لديل :و لوصمة للدي برهيوت: اللار 

وعلى هذا يبحمل ماروى عن السدي قال: هو الرجل يريد أن بظم أو 
قال يهم بمعصية أحسبه قال فيتزع عنه.() | 

وهؤلاء هم الذين قال الله عز وجل فيهم: (ولمن خاف مقام ربه 
جنتان ).(5) 

قال جاهد عند هذه الآية: هو الرجل يهم بالذنب فيذكر مقام ربه 
فينع .(5) 
وكذا قال إبراهي 9):إذا أراد أن يذنب أمسك خخافة الله.(0) 
وهؤلاء هم أهل الفلاح المذكورون في قوله تعالى: (أولئك على هدى 
من ربهم وأولئك هم المفلحون).(0) 

وهم المؤمنون وهم المتقون المذكورون في قوله تعالى: (آلم ذلك 
الكتب لاريب فيه هدى للمشين ).07 

وهؤلاء هم المتبعون للكتاب كما في قوله تعالى: (فمن اتبع هداى فلا 


يضل ولا يشقى).(4) 





(5)< أخرحه آابق حجريو فق فسوة قروب 

(15 01 اك من شورة الرحية : 

(9) رواه الطبرى في تفسيره /9*/ه4١‏ 

( هو الإمام الحافظ فقيه العراق أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس التخعى 
اليمانى الكوق أحد الأعلام مفق أهتل .مكة وضيرق ‏ اطديةا توق توه وعبنة 
وكان يصوم يوما ويفطر يوماء مات سنة 55ه. انظر السير 570/4, والحلية 
10/1 

(ه) رواه الطبرى في تفسيره ١45/9097‏ 

(5. الآية ها تن سوه البفرة: 

60 الآيتان ١‏ و7 من سورة البقرة. 


4 جزء من الآية +17 من. سورة طه. 


)15( 


وإذا لم يضل فهو متبع مهتد. وإذا لم يشق فهو مرحوم. 

وهؤلاء هم أهل الصراط المستقيم الذين أنعم الله عليهم من النبيين 
و الصديقين والشهداء والصالمين غير المغضوب عليهم ولا الضالين؛ فإن أهل 
الخد سوا مهوبا عليهم واهل اليد لبسو مالي بين أن: امل 
رهبة الله يكونون متقين لله مستحقين لجنته بلا عذاب. 

وهؤلاء هم الذين أتوا بالإيمان الواجب. 

وممايدل على هذا المعنى أيضا قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده 
العلملوٌ | ).(1) 

والمعنى لا عالم فقد أخبر الله أن كل من خشيى الله فهو 
عالم كما قال في الآية الأخرى: (أُمن هو ل ا قات اد 
الأخرة ويرجون رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين 
لايعلمون).7") ظ 
٠‏ وللفة أبذا معنيةة ارجات ؤلولة ولك لكاقت. زوه هنا أن الوجاء 
يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان أمنا فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل 
العم الذين مدحهم الله تبارك وتعالى. ‏ 

والمقصود أن الخوف يستلزم فعل الواجب كما دل عليه قوله تعالى: , 
(فأوحى إليهم ربهم لتهلكن الظلمين ولنسكنتكم الأرض من بعدهم ذلك 
لمن خاف مقامنى وخاف 00 


وقوله تعالى: (ولمن خاف هقام ربه جنعان)9) فوعد بنصر الدنيا 


)0 جرء من الآية 58 من سورة فاطر. 
0( جرء من الآية 4 من سورة الزمر. 
(©) جرء من الآية ١‏ والآية ١4‏ بتمامها من سورة إبراهيم. 


(2) الآية 45 من سورة الرحمن. 


0) 


وبشواب الآخرة: لأهل الخحوف وذلك إنما يكون لأنهم أدوا الواجب فدل 
على أن الخوف يستلزم فعل الواجب ولهذا يقال للفاجر: لايخاف الله. 

وكل خائف من الله فهو عالم مطيع وكل عاص لله فهو جاهل وذلك 
لنقص خوفه من الله إذ لو تم خوفه من الله لم يعص. فإن الخوف من 
الله يستلزم العم به)و العم به يستلزم خشيته»وخشيته تستلزم طاعته) 
فالخائف من الله ممتثل لأوامره مجتنب لنواهيه (01) 

وما ذكر أعل. التفسير عند الآيات الى :وود فيهبآ ذكر وجل القلب 
الجمع بين حالتى الوجل والاطمئنان اللتين أثبتهما الله عز وجل للقلب 
المؤمن عند ذكر الله عز وجل كما في قوله تعالى: (إِنما المؤمنون الذين إذا 
5ك الله ويطلة لوبي )0 

وقوله تعالى: (الذين عامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله 
تطمئن القلوب).(5) 

ووجه الجمع هو أن الطمأنينة بذكر الله تعالى تكون بانشراح الصدر 
بمعرفة التوحيد وصدق ماجاء به الرسول صلى الله عليه وس فطمأنينتهم 
بذلك قوية لأنها لم تتطرق إليها الشكوك ولا الشبه والوجل عند ذكر الله 
تعالى يكون بسبب خوف الزيغ عن الهدى وعدم تقبل الأعمال كما 0 
تعالى عن الراسخين في العلم: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)9؛) 
تعالى: (الله نزل أحسن اس ع بي 


(9) انظر كتاب الإيمان من ٠١‏ إلى 7١‏ 

(9)" :جوع من الآية :من سورة الأنفال:. 
١ )8(‏ الآية يم؟ من سوؤة الرعد: 
)0( 


جزء من الآية م من سورة آل عمران. 


) 105 


عقون ريه تكلب سكم بوكلويهم إلى دكن الكل" 

ولهذا كان صلى الله عليه وس يقول في دعائه: 'يامقلب القلوب 
قبت اقلين. .عن 0000 0000 

قال القرطي (4) رحمه الله في ذلك: "وقد جمع الله بين ال معنيين في 
قوله تعالى: (الله نزل أحسن الحديث كتلباً متشلبهاً مغاني تقشعر منه جلود 
الذي كوت زوه أ كلقن جلدوهم و للوييم إل دكت الله أى تسكن 
نفوسهم من حيث اليقين إلى الله وإن كانوا يخافون الله فهذه حا 
' العارفين بالله الخائفين من سطوته وعقوبته لا كما يفعله جهال العوام 
والمبتدعة الطغاء*) من الزعيق والزئير ومن النهاق الذى يشبه نهاق الحمير 
فيقال لمن تعاطى ذلك وزعم أن ذلك وجد وخشوع: لم ملق أن تشاوي 


حال الرسول صلى الله عليه وس ولةعفال امييتاتة فى المعرفة باللسنه 





)9١(‏ جزء من الآية "5 من سورة الزمر 

(؟) أخرجه أحمد في المسند */789/.119 والترمذى في السنن 448/4 كتاب القدر 
(") باب ماجاء أن القلوب بين إصبعي الرحمن (7) الحديث رقم (9140) 
وقال: هذا حديث حسن. 
وصححه الشيخ الألبانى كما في صحيح سنن الترمذى 0/5؟؟ حديث رقم | 
(وع با -.ع؟0). | 
وأخرجه في صحيحه بلفظ: "اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على 
طاعتك" ٠١46/4‏ كتاب القدر (43) باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء 
() حديث رقم (5504/10). 

() انظر أضواء البيان ه/586-594 

(4) هو محمد بن أحمد بن أبى بكر الأتصارى الخزرجي الأندلسي أبو عبدالله 
القرطى من كبار المفسرين» صالح متعبد من أهل قرطبة. رحل إلى الشرق وتوى 
فيه. من كتبه الجامع لأحكام القرآن, توفي سنة الااه. انظر نفح الطيب »458/١‏ 
الأعلام آ[آ[0* 

(6) الطغام: أوغاد الناس وأحمقهم وأرذلهم. . انظر القاموس المحيط عند مادة (طغم) 


1١55037” ص‎ 


(؟1) 


والخوف منه والتعظيم لجلاله ومع ذلك فكانت حالهم عند المواعظ الفهم 
عن الله الكاء خنوفا مضه الل لذلك«وعفت اله سو ال هن اللعرفة 
عند سماع ذكره وتلاوة كتابه فقال: (وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول 
ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا ءامنا فاكتبنا 
مع الشلهدين)(© فهذا وصف حالهم وحكاية مقالهم ومن لم يكن كذلك 
فليس على هديهم ولا على طريقتهم فمن كان مستناً فليستن ومن تعاطى 
أحوال المجانين والجنون فهو من أخسهم حالاً والجنون فنون. 

روى مس لاعن أض_بق فالك» أن الجات جانوا الس جيك الله 
عليه وس حتى أحفوه في المسألة(؟) فخرج ذات يوم فصعد المنير فقال: 
سلونى لاتسألونى عن شىء إلا بينته لكم مادمت في مقامى هذاء فلما سمع 
ذلك القوم أرموا9) ورهيوا أن يكون بين يدى أمر قد حضر. قال أنس: 
فجعلت ألتفت هيناً وشمالاً فإذا كل إنسان لاف رأسه في ثوبه يبكى وذكر 
اكفيع 0 


(20 901 عن 'منورة الماقدة: 

(؟) هو الإمام الكبير الحافظ المجود أبو الحسين مس بن الحجاج القشيرى النيسابورى 
صاحب الصحيح., ولد سنة 4١٠ه‏ سمع بمكة والكوفة والعراق والحرمين ومصرء 
كان ثقة من الحفاظ. وتوفى سنة ١5؟ه‏ بئيسابور عن بضع وخمسين. انظر السير 
5 الجرح والتعديل م+/؟18 

١ 1)6(‏ أحفيوء :ف االمسألة: أى الوا علية نهنا انظ القاموس حيط معد فاذة (حفا) 
ص ١"1"‏ 

(4) أرموا: سكتوا. انظر النهاية فى غريب الحديث والأثر عند مادة (رمم) 570/8 

(ه) أخرجه مس في صحيحه 1884/4 كتاب الفضائل (40) باب توقيره صلى الله 
عليه وس وترك إكثار سؤاله عما لاضرورة إليه أو لايتعلق به تكليف ومالا يقع 
ونحو ذلك (/ا") حديث رقم (/180). 
والبخارى في صحيحه 05/4 كتاب الفتن (88) باب التعوذ من الفتن )١16(‏ 


حديث رقم زقمءما). ش 


) 1 ( 


وروى الترمذى وصححه عن العرباض بن سارية 27 قال: "وعظنا 


رسول الله صلى الله عليه وسمم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت 
متها القدوب:. الحديث "27:وم يقل :وشقننا0) ولا وقصنا ولا وفنا 9) :ولا 


عن 





4 


(0 


1 
8 
() 


هو العرباض بن سارية أبو بجير السلمي الصحابي كان من أهل الصفة وهو من 
البكائين نزل الشام وسكن حمصء وتوق سنة هلاه. أنظر تهذيب اللغات 
والأسماء 3**/١‏ الإصابة 455/7٠‏ ش 

أحخر جه أحن ف المسند )99907/-١9/4(‏ والدارمى في السنن :65-44/١‏ المقدمة , 
باب اتباع السنة. وأبو داود في السنن ه/ ١6-١‏ كتاب السنة (4*) باب لزوم 
السنة (5) حديث رقم (4307) والترمذى في السنن (ه/44) كتاب العم )ع( 
باب ماجاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع (15) حديث رقم (51975) وقال: 
"هذا حديث حسن صحيح" وابن ماجه في السنن 15/١‏ المقدمه باب اتباع سنة 
الخلفاء الراشدين المهديين (5) حديث رقم (59). ش 
وصححه الشيخ الألبانى كما في صحيح سنن الترمذى #497-941/9 حديث رقم 
(لاموع مركم ؟). 

الزعق: الصياح. انظر اللسان عند مادة (زعق) ١147/٠١‏ 

زفن يوفن: رقص. انظر القاموس المحيط عند مادة- (زفن) ص ١686#‏ 

الجامع لأحكام القرآن 75/10" 


)114( 


المبحث التاسع 
الخشضوع 
الختشوع أطلة من خشع يخنشع خشوعا واختشع و تخشضع: رمى ببصره 


ع الا رخن وغضه و خفض 000 

والخشوع في الصوت والبصر كالخضوع في البدن.9) 

والخشوع والخضوع متقاربان وقيل الخضوع في البدن والخشوع في 
الصوت والبصرء والخشوع السكون والتذلل والضراعة والسكوت وقيل 
: أكثر ما يستعمل فيما يوجد في الجوارح والضراعة أكثر ماتستعمل فيما 
بود اق القلب ‏ (4009) 

فالتفوغ. في «أضيل. اللقةا إذا نهو الاخفامن. .والذل بوالسكون: قال تعال: 
(وخشعت الأصوات: للرحملن فلا تسمع إلا همساً)) أى سكنت وذلت 
وخضعت!ومنه وصف الأرض بالخشوع وهو يبسها وانخفاضها وعدم 
ارتفاعها بالري والنبات قال تعالى: (ومن ءايته أنك ترى الأرض خلشعه 
فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت).(7) ظ 

والخشوع في الشرع هو تذلل القلوب لعلام الغيوب وبحله القلب 
وُرته تظهر على الجوارح.(0) 
(9) لسان العرب مادة (خشع) //7 
(؟) انظر النهاية في غريب الحديث والأثر عند مادة (خشع) 4/7 
(*) بصائر ذوى التمييز ؟/541 وانظر المفردات ص ١48‏ عند مادة (خشع). 
(4) وهذافي الغالب وإلا فالخشوع يطلق أيضا على مايوجد في القلب كما في قوله 

تعالى: (ألم يأن للذينءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق) 


(الحديد: .)١١‏ 
زه( جرء من الآية م١٠‏ من سورة طه. 
(5) جرء من الآية 4 من سورة فصلت. 
000 مدارج السالكين 65070-870/١‏ 


)116( 


فالأعضاء تابعة للقلب تصلح بصلاحه وتفسد بفساده والخشوع عبادة 
قلبية إذا لم يقم القلب بها فالأعضاء أولى بأن لاتقوم بها بل حتى وإن 
قامت بها من غير قيام القلب بذلك فإنه لايعتد بها قال تعالى: (فويل 
للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون..)() وليس المراد بالسهو عنها 
تركها وإلا لم يكونوا مصلين وإنما هو السهو عن واجبها إما عن الوقت 
وإما عن الحضور والخشوع والصواب أنه يعم النوعين (")»وقد قال تعالى: 
(قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خلشعون)7 ووصف به الذين 
أوتوا العم فقال تعالى: (وقرءانا فرقئله لتقرأه على الناس على مكث ونزلتله 
تنؤيلا قل عامنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلل من قبله إذا يتلق 
عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحلن ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا 
وكقوو ف “لقان "كزان وابزندهر خغوعا )لكا 
| وفي الحديث: "إن العبد ليصلي الصلاة ولم يكتب له إلا نصفها أو 
ثلثها أو ربعها حتى بلغ عشرها".(*) 
وقد جاء كذلك في الحديث "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلم 


أن الله لايستجيب دعاء من قلب غافل ده" 00 





(91) الآيتان 4 وه من سورة الماعون. 

(؟) انظر مدارج السالكين 671/١‏ 

() الآيتان ١‏ و؟ من سورة المؤمنون 

() الآيات ٠6١‏ ولا ولم١٠‏ و69١٠‏ من سورة الإسراء. 

(ه) أخرجه أبو داود 71١/١‏ كتاب الصلاة, باب ماجاء في نقصان الصلاة برقم ٠95‏ 
وحسنه الألبانى في صحيح أبي داود 161/١‏ برقم ١4‏ 

(1) أخرجه الترمذى في الجامع الصحيح ه/لاده كتاب الدعوات (44) باب (53) 
حديث رقم افيه وقال: هذا حديث غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه 
سمعت غباساالعنبري يقول::اكتبوا عن عبدالله بن معاويةالجمحى فإنه ثقةع 


وحسنه الألباني في صخيح الترمذى (/174) حديث رقم لدبم ). 


)15( 


ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلّم يستعيذ بالله عز وجل من 


القلب الذى لايخشع 7" وليس معنى ذلك أن الخشوع يكون من القلب فقط 
بل لابد من ظهور أثر ذلك على الجوارح ولذلك كان النى صلى الله 


و عصبي 


عليداك وبر يقول في ركوعه "خضع نك سمعى. وبضرئ ونخى وعظمي 
"1 إقارة إلى اق ستشوعة ان كرض رقن عمال امم صو ارصن ادن 


أعظوينا القلب الذى هو ملك الجوارح, والأعضاء كلها تابعة له ولخشوعه. 


وفنند. أوؤه ابن أي خاتم !' رجه اللي تعالى عتدءقولنه تحال 


الباضير بالصبر والصللوة وإنها لكبيرة إلا على الملشعين)9) أربعة آثار: 


أولها: عن أبن عباس رضى الله عنهما يقول: المصدقين با أنزل. الله () 


0) 


ظ 0( 
ف 


(4) 
6 
(3) 


والثانى: عن مجاهد قال: المؤّمنين حقا[3) وهذا أعم . 


كما في قوله صلى الله عليه وسل: اللهم إنى أعوذ بك من عل لاينفع ومن قلب 
لايتخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعاء لايستجاب له' اخرجه مس في صحيحه 
54 كتاب الذكر (48) باب التعوذ من شر ماعمل (18) حديث رقم 
(عبا/ ورا ). 

زواه ملم في صحيحه 088/١‏ كتاب صلاة المسافرين وقصرها (3) باب الدعاء في 
صلاة الليل وقيامه (5؟) حديث رقم (0/1/1/9701). ش 
هو العلامة الحافظ أبو حمد عبدالرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي 
الغطفاني كان بحرا لاتكدره الدلاء وكان زاهداً تقيا له كتاب نفيس في الجرح 
والتعديل وكتاب الرد على الجهمية وتفسير كبير فى عدة مجلدات. من أحسن 
التفاسير. توفي رحمه الله سنة لاا*ه. انظر سير أعلام النبلاء 5/39 
وشذرات الذهب ؟/م.م 


الآية 46 من سورة اليقرة. 
ع 


أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 166/١‏ رقم الأثر (*49). 
المرجع السابق نفسه ورقم الأثر (484) وصحح المحقق فضيلة الشيخ الدكتور 
أحمد الزهرانى إسناد هذا الأثر. 


1070و ) 


والثالث: :عن أبي العالية() قال:يعنى الخائفين('؟ وهذا من مقتضيات 
الخشوع أيضاً. 

والاسط قو لقان مر يان ا قال: يعنى به المقواضعين 9 وهذا 
أنه لمان الع وذلك لأن الذل والانكسار والتواضع بين يدى الله 
عز وجل تقتضى التصديق با أنزل الله والاستسلام لأحكامه عز وجل 
الكونية والشرعية ومراقبه الله عز وجل والخوف منه تعالى ومن عذابه. 

وهذه الآية تدل على أن الصبر والصلاة ثقيلان إلا على الخاشعين أى 
الم متواضعين لله المتذللين نه المصدقين بما أنزل» الخائفين من غضبه وعقابه 
.فهي تظهر لنا إذا قْرة الخشوع التى هى الأعمال الصالحة. 

ولما كان الخشوع بهذه المنزلة العظيمة فقد عاتب الله عز وجل الم 
عباده الموّ مني | انيم / يصلوا إلى تلك المرتبة التى بريدها لهم وذلك بقوله 
تعالى : م يأن للذين عامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق 
ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتلب من قبل فطال عليهم الأمد فقست 
قلوبهم وكثير متهم فلسقون)!) ولوح لهم في هذه الآية بما كان من أهل 
الكتاب قبلهم من قسوة في القلوب وفسق في الأعمال وحذرهم من هذا 
المآل الذى انتهى إليه أهل الكتاب بطول الأمد عليهم مع فتح باب الأمل 


أمامهم بتذكيرهم بعون الله عز وجل الذي يبي القلوب كمايحي الأرض 





() هو أبو العالية رفيع بن مهران الإمام المقرىء الحافظ المفسر الرياحى البصرى , 
أحد الأعلام أدرك زمان النبي وهو شاب وأسم في خلافة أبي بكر وسمع من 
عمر وعلي وأبي ذر وحفظ القرآن وتصدر لإفادة العلم ويعد صيتهء مات سنة 
٠وه.‏ أنظر الطبقات /ا/؟١١‏ 

(؟) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 195/١‏ رقم الأثر (هة4) الحلية ؟//107؟ 

(+«) هو مقاتل ب بن حيان بن دوال دور الأمام العالم المحدث الثقة أبو بسطام التبطى 
البلخى الخراز طوف وجال وحدث عن الشعبى وبجاهد هرب من خراسان إلى 
كابل قدعاهم إلى الله فأسلم على يده خلقء توفى حدود الخمسين ومائة. السير 
/ 0 تهذيب التهذيب ١٠/لا/ا؟‏ 

)( أشي أبن أي حاتم في تفسيره 169//1١‏ رقم الأثر (5و). 


(ه) الآية ١5‏ في سورة للق 


)118( 


بعد موتها (اعلموا أن الله يجى الأرض بعد موتها قد بينا لكم الأيلت 
لعلكم تعقلون).(9001) 

إنه عتاب مؤثر من المولى الكريم الرحم واستبطاء للاستجابة الكاملة 
من تلك القلوب التى أفاض عليها من فضله فبعث فيها الرسول يدعوها إلى 
الإيمان بربها ونزل عليها الآيات البينات ليخرجها من الظلمات إلى النور 
وأداغا عق اياقه ف الكون. و اقلق ماتيسن وخدن: 

عتاب فيه الود وفيه الحض وفيه الاستجاشة إلى الشعور. بجلال الله 
.والخشوع لذكره وتلقى مانزل من الحق بما يليق بجلال الحق من الروعة 
والخشية والطاعة والاستسلام مع راخحة الاستبطاء في السؤال (ألم يأن للذين 
وامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق). 

وإلى جانب التحضيض والاستبطاء تحذير من عاقبةالتباطؤٌ والتقاعس 
عن الاستجابةوبيان لمايغشى القلوب من الصداً حين يمتد بها الزمن بدون 
جلاء وماتنتهي لاو وو الو اسل ال ويد 
لانخشع للحق. 

(ولايكونوا كالذين أوتوا الكتلب من قبل فطال عليهم الأمد فقست 
قلوبهم وكثير منهم فلسقون). 

وليس وراء قسوة القلب إلا الفسق والخروج. 

إن هذا القلب البشري سريع التقلب سريع النسيان وهو يشف 
وبشرق فيفيض بالنور ويرف كالشعاع فإذا طال عليه الأمد بلا تذكير ولا 


تذكر تبلد وقساء وانطمست إشراقته وأظلم وأعتم فلابد من تذكير لهذا 


09 الآية “مأة فى سوارة. اللديد: 
(؟) انظر في ظلال القرآن 890/مم/عم 


( ور ) 


القلب حتى يتذكر ويخشغ, ولابد من الطرق عليه حتى يرق ويشف ولابد 
من اليقظة الدائّة كى لا يصييه التبلد و القساوة. 

ولكن لابأس من قلب خمد وجمد وقسا وتبلد: فإنه يمكن أن تدب 
يه اطياةة وآن يقرق فيه السور وأن يخهع لذكر الله»فاللة مي الأرعن 
بعد موتها فتنبض بالحياة وتزخر بالنتيت والزهر ونح الأكل والثمار 
وتقذلك القلوفي سين يفاء الله (اغلشن]: أن الله.عى. الأرض. بعد موتها) 
ففي هذا القرآن ا القلوب كما ميا الأرض وما يدها بالغذاء والري 
. (قد بينا لكم الأيلت لعلكم تعقلون).(0) 

وق فال جمة لله بين سني :11 رض "للد عن عند هده الآية: أفاكان 
بين إسلافنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية (ألم يأن للذين ءامنوا أن لخشع 
قلوبهم نكر الله )نإ ارب 1 

فالله أكبر أربع سنوات فقط يعاتب الله عز وجل بعدهن أخص 
عباده على عدم بلوغهم المرتبة التى يريدها لهم. 

ومن الأمور الى ينيغى أن تعلم أن الخوف إذا سكن القلب أوجب 
خشوع الظاهر فلا يملك صاحبه دفعه فتراه مطرقا انا موزللا وكان السلف 
يجتهدون في ستر ما يظهر من ذلك وهذا هو الخشوع المحمود. 


وأما الخشوع المذموم فهو الذي يتكلف صاحبه التباكي معطا 





() في ظلال القرآن 4/9/9097 

(؟) هو عبدالله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي المكي المهاجرى البدري حليف 
بي زهرةء كان من السابقين الأولين ومن النجباء ال شهد دنا وغيرهاء 
وهاجر الهجرتين». روى علما كثيراء توفي بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. 
لطر السير »451١/١‏ وشذرات الذهب 88/١‏ 

(0) أخرجه مسلم في صحيحه 7014/4 كتاب التفسير (54) باب في قوله تعالى: (أَلم 


يأن. للذينءامنوا أن. تخشع قلوبهم لذكر الله) )١(‏ حديث رقم 4؟9-/7090). 


0). 


الرأس كما يفعله الجهال ليرُوا بعين البر والإجلال وذلك خدع من الشيطان 
واتسويل من انفسن الأنسان 9) 
فالخشوع إِذأخشوع إيمان وخشوع نفاق والفرق بينهما كمابَي ق 

قليل أن خشوع الإيمان هو خشوع القلب لله بالتعظم والإجلال والوقار 
والمهابة والحياء فينكسر القلب لله كسرة ملتكمة من الوجل والخجل والحب 
والحياء وشهود نعم الله وجناياته هو فيخشع القلب لامحالة فيتبعه خشوع 
الجوارح: 00 

| وأما خشوع النفاق فيبدو علىالجوارح تصنع او تكلفاوالقلب 
وات الل * 

نسأل الله تبارك وتعالىأن يرزقناخشوع الإيمان وأن حمينامن خشوع 


النفاق. 


(1) انظر الجامع لأحكام القرآن ١/#19/4-ه/ام‏ 


(9) الروح ص(00”). 


)18( 


المبحث العاشر 
الإخبات 

الخيت مااتسع من بطون الأرض وجمعه أخبات وخبوت. قال ابن 
الأغرابي:() الخبت مااطمان من الأرض واتشع.9) 

وأخيتك: الراجل تمك الخيت أوتنوله شوق اتدل و 

وقد ذكر ابن جرير رحمه الله تعالى اختلاف أهل التأويل في معق 
الإخبات في قوله تعالى: (إن الذينءامنوا وعملوا الصللحت وأخبعوا إلى 
ربهم )9) فنقل عن بعضهم أن معناه (وأتابوا إلى ربهم)0") وتقل عن 
آخرين بأن معنى ذلك: خافوا.7) ونقل عن بعضهم بأن معنى ذلك: 
اما | 0م 


وانوأضعق 


وتقل عن آخرين بأن معى ذلك: خشعوا 


ثم قال أبن جرير رحمه الله: : وهذه الأقوال متقاربة المعاني ون 


اختلفت ألفاظها لأن الإنابة إلى الله من خوف الله4ومن الخشوع والتواضع 
لله بالطاعة؛والطمأنينة إليه من الخشوع له؛غير أن نفس الإخبات عند 


العرب الخشوع والتواضع.(؛ 


(9) هو إمام اللغة أبو عبد الله نك يق أؤناة سخ الأعوان الهاشمي مولاهم التسابة 
دم يكن في الكوفيين اع برواية البصريين منه كان صبناطا زاهدا دوعا له 
مصنفات أدبية وكان صاحب سنة واتباع توفي سنة ١#؟ه.‏ انظر سير أعلام ' 
النبلاء »581//٠١‏ وتاريخ بغداد 585/8 

(؟) لسان العرب عند مادة (خبت) ؟//؟ 

(+) المفردات عند مادة (خبيت) ص ١4١‏ 

(4) جزء من الآية 7# من سورة هود 

(ه) أخرجه ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس رضي الله غنهما وقتادة 50 

(5) أخرجه ابن جرير في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما 74/١7‏ 

(0) أخرجه ابن جرير في تفسيره عن مجاهد ؟١/4؟‏ 

(8) أخرجه ابن خرير في خفسيره عن قنادة 74/17 


(9) أنظر جامع البيان ؟١/6-174؟‏ 


( و ) 


وهذه الأقوال جميعها تدور على معنيين كما يقول ابن القيم رحمه 
الله تعالى: التواضع والسكون إلى الله عز وجل ولذلك عدى بإلى تضمينا 
نغ" الطفاة: والإنانة .و البكوة: إل اللا 

والإخبات أول منازل الطمأنينة» فالسالك إلى ريه مسافر سافر إليه 
على مدى أنفاسه لاينتهى مسيره إليه مادام نفسه يصحبهء شيه حصول 
الإخبات له بالماء العذب الذى يرده المسافر على ظمأ وحاجة في أول مناهله 
فيرويه مورده ويزيل عنه خواطر تردده في إتمام سفره أو رجوعه إلى وطنه 
لمشقة السفرء فإذا ورد ذلك الماء زال عنه التردد وخاطر الرجوع كذلك 
السالك إذا ورد مورد الإخيات تخلص من التردد والرجوع ونزل أول . 
اول الطمائينة اسفرة ود فى النبير 0 

.ولما كان الإخبات ثمرة من مار الإيمان جيء به بعده في قوله تعالى: 
(وليعم الحدين اوغوا العلم أنه للق من زياف فت متو اه “فمشينحت: ليه 
قلوبهم )9 أي تخضع وتسكن لعلمهم بأن المقضي كائن وكل ميسر لما خلق 
اله 0) 


00( انظر مدارج السالكين ؟/" 
(؟) مدارج السالكين ؟/«-4 
م( جزء من الآية 2 من سورة الحج. 


(4) مفاتيح الغيب “6/9 


)17( 


المبحث الحادى عشر 
الإنابة 

النوب رجوع الشىء مرة بعد أخرى يقال ناب نوباً ونوبة وأناب 
إليه إنابة فهو منيب: أقبل وتاب ورجع إلى الطاعة ونابعه نائبة أى حادثة 
من. شأنها أن تنوب دائّاء والإنابة إلى الله تعالى الرجوع إليه بالعوبة 
وإخلاص العف 00 

فإذا استفرت قدم العبد في منزلة التعوبة نزل بعدها منزلة الإنابة. 

وقد أمر الله تعالى بها في كتابه وأثنى على خليله بها فقال نعالى: 
(وأنيبوا إلى ود )1 وقال: (إن برهي لحليم رف يي | اتواشر أن 
آياته إما يعبصر بها ويتذكر أهل الإنابة فقال: (أفلم ينظروا إلى السماء 
فوقهم كيف فليا وردليا إلى أن قالع تصكزة وذكفرئ: لكل عبد 
منيب)97) وقال تعالى كذلك: (هو الذي يريكم ءايلته وينزل لكم من 
السماء رزقاً وما يتذكر إلا من ينيب)*) وقال تعالى: (منيبين' إليه واتقوه 
وافنمن[ الساكوهي: )31 ونان سال م هيت 515 المكقين ود و اكه 
وأناب ).(0) ا 


وأخبر أن ثوابه وجنته لأهل الخشية والإنابة فقال: (وأزلفت الجدة . 


)١(‏ انظر لسان العرب عند مادة (نوب) ١/4ل/ا/ا-هلالاء‏ والمفردات عند مادة (نوب) 
ص /07ه-مم ٠ه‏ ش 

(؟) جرء من الآية 4ه من سورة الزمر. 

م( الآية هلا من سورة هود. 

( الآيات 5 ولا وم من سورة ق. 

زه( الآية ١‏ من سورة غافر. 

(5) جرء من الآية "١‏ من سورة الروم. 

: 


262 جرء من الآية من سورة ص 


) 1١: ( 


للمتقين غير بعيد هذا ماتوعدون لكل أوّاب حفيظ من خشى الرحمن 
بالغيب وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلئلم )(© وأخبر سبحانه أن البشرى منه 
إنما هى لأهل الإنابة (والذين اجتنيوا الطلغوت أن يعيدوها وأنابوا إلى 
الله لهم البشرى )(9(00) 
والإنابة نوعان: 

التوع الأول آثابة لريوانية" الله حضالى-وهدة الإنالة يشترك: فيها “المومن 
والكافر والبر والفاجرء قال تعالى: (وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين 
. إليه)©) وهذا عام في حق كل داع أصابه ضر كما هوالأصل .0 

وهذه الإنابة لاتستلزم الإسلام بل تجامع الشرك والكفر كما قال تعالى 
في حق هؤلاء: (ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون. 
ليكفرو! بما ءاتينهم )07 فهذا حالهم بعد الإنابة. 

والنوع الثاني: إنابة لإللهيته تعالى وهى إنابة عبودية ومحبة وهى 
تتضمن ححبته والخضوع له والإقبال عليه والإعراض عما سواهء فلا يستحق 


اسم المنيب إلا من اجتمعت فيه هذه الأربع وتفسير السلف لهذه اللفقة 


. وم" و # بتمامها وجرء من الآية 4“ من سورة ق‎ #١ الآيات‎ )١( 

0( جزء من الآية لاا من سورة الزمر. 

(*) انظر مدارج السالكين /١‏ "6454-4 

(4) جزء من الآية م“ من سورة الروم. 

(ه) أما مشركوا زماننا من القبورين فهم 1 .ينققوا حت هذا النوع من اللوتخيد فيكم 
لايدعون الله ولا يضرعون إليه إلا في الرخاء أما إذا اشتد بهم الكرب أو ضاق 
بهم مسلك أو تعذر عليهم مطلب فإنهم ينسونت الله سيحائه وتعالى ويذكرون 
أولياءهم فيجعلون منهم آلهة فيتقربون إليهم في ضراعة وخشوع بالدعاء 
والذيح والنذر والخوف والرجاء فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم. 
كيف نفهم التوحيد ص ١5‏ 


إل جزء من الآية ”م وجرء من الآية #” من سورة الروم. 


) ١6 ( 


" اللو ال ل 

فقد روى ابن جرير عن مجاهد في قوله تعالى: (ان إبراهيم حلم أو 
شيب )(0) قال القانت الرجات 21 

وروى كذلك عن قتادة في قوله تعالى: (من خشى الرحمن بالغيب 
عا قلي منيب )(4) قال 00 

ولما كان العائب قد رجع إلى الله بالاعتذار والإقلاع عن معصيته 
كان من تعمة ذلك مايلى: 

أولاً. الرجوع إليه بالاجتهاد والنصح فى طاعته كما قال تعالى: (إلا 
من تاب وءامن وعمل عملاً صللحاً)0) وقال تعالى: (إلا الذين تابوا 
وأصلحوا)(") اذيك بون كوي وعيين عاتم اعرك نا 
يكره؛ وفعل لما يجبء تخل عن معصيته؛ وتحل بطاعته. 

ثانياً. الرجوع إليه بالوفاء بعهده فطلما أنك رجعت إليه بالدخول نحت 
عهده أولاً فعليك بالرجوع بالوفاء بماعاهدته عليه ثانياً والدين كله عهد 
ووفاء فإن الله أخذ عهده على جميع المكلفين بطاعته فأخذ عهده على 
أنبيائه ورسله على لسان ملائكته أو منه إلى الرسول بلا واسطة كما كم 
وس اعد عو عن الاجم بواسطة الرسل وأخذ عهده على الجهال 


بواسطة العلماء فأخذ عهده على هؤلاء بالتعليم وعلى هؤلاء بالتعى ومدح 





)00 انظر مدارج السالكين 4*5/١‏ 

0( الآية هلا من سورة هود. 

ف أخريةا ابو جوري ف تضرم اريم 
(:) الآية “# م من سورة ق. 

)6( اخرنه ابن جرير في تفسيره 1١/9/77‏ 
(9) جرء من الآية 7١‏ من سورة الفرقان. 


69 جزء من الآية ١+٠‏ من- سورة البقرة. 


) 10 


الموفين بالعهد وأخبر بما لهم عنده من الأجر فقال: (ومن أوفى بما عاهد 
عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً)() وقال: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان 
مسكولاً) 7 وقال: (وأوفوا بعهد الله إذا ليت )0 و غير ذلك من 
الآيات. 

وهذا يتناول عهودهم مع الله بالوفاء له بالإخلاص والإيمان والطاعة 
وعهودهم مع الخلق وأخبر النى صلى الله عليه وسلم أن من علامات 
العفاق: "لقيو مف العيين 2 ْ 

فما أناب إلى الله من خان عهده وغدر به كما أنه لم ينب إليه من لم 
يدخل تحت عهده فالإنابة لاتتحقق إلا بالتزام العهد والوفاء به. 

الث الرجوع إليه حالاً كما رجعت إجابة فهو سبحانه وتعالى قد 
دغالة فأجيعه بلبيكا :سيك فول هلبد من الإجاية خالا مدق .يه المقال 
فإن الأحوال تصدق الأقوال أو تكذبها وكل قول فلصدقه وكذبه شاهد من 
حال قائله. فكما رجعت إلى الله إجابة بالمقال فارجع إليه بالحال.(0) 


و اعم أن الإنابة مفتاح لخير كثير فإن القلب إذا نزل منزلة الإنابة تزل 


)0( جزء من الآية ٠١‏ من سورة الفتح. 
(؟) جزء من الآية 4” من سورة الإسراء. 
() جزء من الآية 4١‏ من سورة النحل. 
)( ور ا 0 "أربع من كن فيه كان متافقا خالصاً ومن 
نت#تخصلة منهن كانت فيه خصلة من م يدعها إذا ائتمن خان» وإذا 
حدث كذبء وإذا عاهد غدرء وإذا خاصم فجر" أخرجه البخارى في صحيحه 
/١‏ +>كتاب الإيمان (؟) باب علامة المنافق: (4؟) حديث رقم (84). 
في صحيحه /8/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب بيان خصال المنافق (6؟) حديث 
رقم (5١8-1ه).‏ 


(6) انظر مدارج السالكين ١/هع4-م؛‏ 


) 107 


بعد ذلك منازل كثيرة منها: | 

منزلة التذكر: وهى قرينة الإنابة قال تعالى: (ومايتذكر إلا من 
يفن )لا وقال. تعال: (بمرة وكرى الكل عند سي ).1 

والتذكر تفعل من الذكر وهو ضد النسيان وهو حضور صورة 
المذكور العلمية في القلب واختير له بناء التفعل لحصوله بعد مهسلة وتدرج 
كالتبصر والتفهم والتعل. ٠‏ 

وجعل الله التبصر والتذكر لأهل الإنابة لأن العبد إذا أتاب إلى الله 
أبصر مواقع الآيات والعبر فاستدل بها على ماهى آيات له فزال عنه 
' الإعراض بالإنابة والهن «العضرة و العيلة 211 

ومنها وهى أعظمها منزلة الهداية فالإنابة طريق إلى الهداية قال تعالى: 
(فل 'إك الله يصل نمق يعاء ويهدى: اليه من أناب)/) 

والإنابة مما اتصف به الأنبياء والمرسلون صلوات الله وسلامه عليم 
أجمعين قال تعالى: (وظن داود أما فضّله فاستغفر ربه ؤخر راكعاً وأتاب)(*) 
وقكال عفال عن ملبهان (ونقه فنا ليك وألفيدا على كرمية عدا ثم 
أناب)07) وقال تعالى: (إن ابزهيم للم أ فت )0 وق دهان 
ال ماقي دز السانيى نا موروواة الأقداة الأساء ارسي قيال عفال 1 (أومتك 
الذين هدى الله فبهد لهم اقتده).(4) 

جعلنا الله من المنيبين إليه المخلصين له المقعدين بأنبيائة ورسله. ٠‏ 





(91) جرء من الآية ١‏ من سورة غافر. 

(؟) الآية لم من سورة ق. 

(6) انظر مدارج السالكين ١/440-؟44‏ 

( جرء من الآية لا" من سورة الرعد. 
)( جرء من الآية »” من سورة ص. 

(9) الآية #4 من سورة ص 

00 الآية هلا من سورة هود. 


م( جزء من الآية 8٠‏ من سورة الأنعام . 


(م؟3) 


المببحث الثانى عشر 
التقفوى 
التقوى اسم وفعلها وقى وقاه الله وقيا ووقاية وواقية: صانه. 


وفي حديث معاذ(") "وتوق كرائم أموالهم9) أى تجنبها لاتأخذها في 
الصندكمة. 
والاسم التقوى والتاء مبدلة من الواو والواو بدل من الياء.9؟) 
كمال منتاف: القترواف» التوفانة عفني النى م ميا بر دنه وطسدن 
والتقوى جعل النفس في وقاية!*) مما يخاف هذا تحقيقه.(3) 


وأما في الشرع فالتقوى: هى عبارة عن امتثال المأمورات واجتناب 


(9) لسان العرب عند مادة (وق) 405-401/١6‏ 

(؟) هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدى بن كعب بن عمر بن 
أدى بن سعد الخزجي السيد الإمام المقدم في الحلال والحرام, أبو عبدالرحمن 
الأنصارى الخزرجى المدنى البدرى. شهد المشاهد كلها وروى أحاديث بعثه النبي 
صلى الله عليه وس إلى اليمن وقدم منها في خلافة أبى بكر الصديق 
رضى الله عنه. وكانت وفاته بالطاعون في الشام سنة لا١اه‏ اق التى بعدهاء وله 
4" سنة وقيل غير ذلك. انظر سير أعلام النبلاء 448/١‏ الإصابه */405 برقم ٠‏ 
(وعمم). 

(©*) أخرجه مسلٍ في صحيحه ١/+ه‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب الدعاء إلى الشهادتين 
وشرائع الإسلام (07) حديث رقم (وع-وم). 
وأخرجه البخارى في صحيحه *//ه" كتاب الزكاة (54؟) باب أخذ الصدقة من 
الأغنياء (7) حديث رقم )١1445(‏ بلفظ (فإياك وكرائم أموالهم). 

(4) لان العرب عند مادة (وفي) 400/١6‏ 

(ه) لعل الأولى أن يقول في حفظ أو صيانة حتى لايكون في التعريف دور. 


)0( المفردات ص ٠ه‏ 


(9؟ ) 


المنهيات 00 . 

وقد أخرج بن جرير بسنده إلى ابن عياس في تعريف المتقين قال: 
الذين يخذرون من الله عز وجل: عقوبته في ترك مايعرفون من الهدى 
وبرجون رحمته بالتصديق بما جاء به.(؟) 

وعن الحسن أنه قال في قوله تعالى: (للمتقين): اتقوا ماحرم الله 
عليهم وأدوا ما افترض عليه.!() 

وقد ذكر ابن القي رحمه الله أن التقوى ثلاث مراتب: 

الأولى: حماية القلب والجوارح عن الآثام والمحرمات. 

الثائية سينا يعهاا خن المكروهات: 

الثالنة: أسكمية عن الفضول ومالايعنى. 

م قال رحمه الله: فالأولى تعطى العبد اللياة, والثانية تفيده صحته 
وقوانه. والثالثة تكسبه سرور وفرحه ونا 

ومن حقق هذه المراتب فإنه يرجى له أن يكون قد قام بما أمر الله 
نكن له [ بلا يها "الديق ءامنا اتقو الله جحت ناس )50 


وقد أخرج البخارى7) عن ابن عمر رضى الله عنهما تعليقا قال: 


)00 بصائر ذوى التمييز ه/لإه؟ 

(؟) أخرجه ابن جرير في تفسيره 44/١‏ 

69 الخ عند ابن جرير في تفسيره 4/1 

(4)- انظ القواقد ع ةةد جه 

(4ه) جرء من الآية ٠١”‏ من سورة آل عمران. ش 

() هو الإمام الحجة محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه, ولد في 
فوا فة 5ه وألهم حفظ الحديث وهو في الكتاب سمع ببخارى ومكة 
والمدينة وبلاد كثيرة. وروى عنه خلق كثير منهم الترمذيى وأبو حاتم. كتب عن 
ألف شيخ وأكثر وأثى عليه العلماء. كان ورعا سمحا كريًا صاحب الصحيح 


والتاريخ والتصانيف. انظر سير أعلام النبلاء 991/17 تاريخ بغداد ؟4/9.؟ 


)1.( 


"لايبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ماحاك في الصدر".[) 

وأخرج ان حاتم عن عبدالله بن مسعود في تفسير قوله تعالى: 
(اتقوا الله حق تقاته) قال: أن 'بطاع فلا يُعصى وأن 'يذكر فلا ينسّى وأن 
بشكر فلا يكقر.0) 

ومن أعظم علامات تقوى القلوب تعظم شعائر الله عز وجل قال 
تعالى: (ذْلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)7؟) وقد اختار 
الو عون وسمية الله أ ماي الله ع ناعفله الله اغلاب خلقة قينا 
“تعيدهم به من مناسك حجهم من الأماكن التى أمرهم بأداء ما افترض 
عليهم منها عندها والأعمال التى ألزمهم عملها في حجهم.؛) 

ولعل الراجح أنه يدخل في شعائر الله كل ماجعل عَلَمَالطاعة الله عز 
وجل 1 كان من مناسك المج أو غيرهاءبمعنى أنها الدين كله وقد نسب 
الماورديٌ #) هذا القول إلى الحسن.() ولذلك جعل الله عز وجل تعظمم 
انبي صل الله عليه وس وعدم رفع الصوت في حضرته صلىالله عليه وسم 


)7 اليه البخارى في صحيحه معلقاً 15/١‏ كتاب الإيمان (؟) باب قول النبي 
صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس )20 

(؟) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٠١7/7‏ وقد ذكر أبن كثير هذا الأثر في تفسيره ' 
بنفس الإسناد ثم قال: وهذا إسناد صحيح موقوف ؟/1لا 

(©) الآية (؟*) من سورة الحج. 

(4) جامع البيان ١67/107‏ 

(ه6) هوالعلامة القاضى أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصرى لماوردي 
الشافعي صاحب التصانيف الحسان في مختلف الفنون وهو متهم بالاعتزال 
ويوافقهم ف القدر له كتاب الحاوى والنكت في التفسير والأحكام السلطانية 
وغيرهاء توفى سنةه4١ه‏ وله (65 سنة). انظر سير إعلام النبلاء 354/١14‏ شذرات 
الذهب (مرهم؟-/ام؟). ش 


(5) النكت والعيون “#/و 


وس ) 


فق الأمور الى : يتميق .نيا القانب اله مق ,غير فال ماله إن السذين 
يغضون أصواتهم عند رسول الله أولكك الذين امتحن الله قلوبهم 
للعقوى ).7 ففي هذه الآية يقول الله تعالى ذكره هؤلاء الذين يغضون 
أصواتهم عند رسول الله هم الذين اختبر الله قلوبهم بامتحانه إإياها 
فاضطفاها وأخلصها للتقوى يعنى لإنقائها بأداء طاعته واجتناب معاصيه كما 
يكن اذهو النان فكلفن جردم بطم عبيكة ويك كذ القو لقان 
جاهد في قوله تعالى: (امتحن الله قلوبهم ) قال: أخلص» وقال قتادة: أخلص 
الله قلوبهم فيما أحب.7) 

وبهذا يتبين لنا .أن التقوى من أعظم أوصاف القلب المؤمن إذ بها 
يعظم القلب حرمات الله عر وجل وبها يفعل الطاعات وتنب المحرمات 


وبالله التوفيق. 


(9) جرء من الآية (”") من سورة الحجرات. 


(؟) كما أخرج ذلك ابن جرير في جامع البيان ١7١/55‏ 


0م ) 


المبحث الثالكث عشر 
المراقية 

الرقيب الحفيظ وهو اسم من أسماء الله عز وجل ورقبه يرقبه رقبة 
ورقجان بالكسي نييما ورقوبا وترقبه وارتقبه انتظره ووستدة 17 والمراذ 
بالمراقبة هنا دوام عم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره 
وباطنه فاستدامته لهذا العلم واليقية هنئ: المراقبةوعئ قرة.علمسه بإن. الله 
سبحانه رقيب عليه ناظر إليه سامع لقوله وأنه مطلع على عمله كل وقت 
وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين فالمراقبة هى مقتضى التعبد بأسمائه 
تعالى الرقيب الحفيظ السميع العليم البصير.() قال تعالى: (إن الله: كان 
عليكم رقيباً)(") أى مطلعاً على العباد في حال حركاتهم وسكونهم وسرهم 
وعلنهم وجميع الأحوال مراقباً لهم فيها مما يوجب مراقبته وشدة الحياء 
منه ولزوم تقواه!؛) وقال تعالى: (وكان الله على كل شىء رقيبا)(*) وقال 
تعالى: (وهو معكم أينما كنم )(0) وقال تعالى: (ألم يعم بأن الله يرى)!") 
وقال تعالى: ( بعل حافنة الأعى اوفاكفى الطادو )40 

ولن يحقق هذا الوصف العظيم إلا من بلغ مرتبة الإحسان التى قال في 
تعريفها نبينا صلى الله عليه وسلٍ كما في حديث جبريل المشهور: 


4 اللسان عند مادة (رقب) 476/١‏ 

(؟) انظر مدارج السالكين ؟/5-56+ 

8 ١ن‏ 101 مو ,سوارة النساء: 
4 > انط عيمي الكوهر الرضيع جرم 

() حزع من «الأآية وم مق مبواوة الا حوات. 
(<) جرء من الآية 4 من سورة الحديد. 
(0) الآية ١4‏ من سورة العلق. 


0( يق قوسن سورة قاف 


عم ) 


أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"( ومعنى ذلك أن 
العبد يظل دائمًا مع الله عز وجل فينتج عنه سرور قلبه بالله وفرحه به 
اح لي لو واي لي الي 
وهو حال من أحوال أهل الجنة حتى قال بعضهم: وإنه لتمر بى أوقات 
أقول فيها: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب»ء » فلا ريب 
أن هذا السرور يبعثه على دوام السير إلى الله عز وجل وبذل الجهد في 
طلبه وابتغاء مرضاته ومن لم يجد هذا السرور ولا شيثاً منه فليتهم إيمانه 
وأعفالة فإن للإيمان حلاوة من لم يذقها فليرجع وليقتبس نور| ييجد به 
.حلاوة الإيمان.(9) 

قال ابن القي رحمه الله: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله 
روحه يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا فاتهمه فإن الرب 
تعالى شكورء يعنى أنه تخاهل ينيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة 
يجدها في قلبه وقوة انشراح وقرة عين فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول.(7) 

والمراقبة توجب صيائة الباطن والظاهر فصيانة الظاهر بحفظ الحركات 
الظاهرة وصيانه الباطن بحفظ الخواطر والإرادات والحركات الباطن التى منها 
رفض معارضة أمر الله عز وجل وخبره فيتجرد الباطن من كل شهوة 
تعارهن: أمره ومخ كل إرادة تحبارفق: إرادته ومن كل شبية معارض ميرة 
لي الس ان ير لمك توي دكي 
أق الله ور 


(9) أخرجه البخارى في صحيحه "8/١‏ كتاب الإيمان (*) باب فوا 1 بل النبي 


صلى الله عليه وسلم (/ام) رقم الحديث (5:0). ! 

' ومسل في صحيحه 40/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان 
)00 رقم الحديث (7ا/١٠).‏ 

(؟) انظر مدارج السالكين ؟//> 

(0) انظر مدارج السالكين ؟/8> 


(4) انظر مدارج السالكين ؟/8> 


):( 


المبحث الرابع عشر 
الحياء 


فإذا نزل العبد متزلة المراقبة وأيقن أن الله عز وجل مطلع عليه علي 


سميع بصير بكل حركاته وسكناته يعم خائنة الأعين وماتخفى الصدور نزل 
بعد ذلك منزلة الحياء» وقد ورد في الصحيح من حديث ابن عمر رضى الله 
عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وس مر على رجل من الأنصار وهو 
عا أخاه في اشنا فا "حل :فا نه الناص بدي الوق 1ك 


وعن عمران بن ا رضى الله عنه قال: قال رسول الله 


صلى الله عليه وسل: التواي 3 نو لس 17 وس انم سسحح ا 


رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وس الم قال الأكان سححصم 





00 


(0 


00 


(0 


أخرجه البخارى في صحيحه 4/١‏ كتاب الإيمان (؟) باب الحياء من الإيمان 
(15) رقم الحديث (4؟). 

و مسلم في صحيحه 58/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها 
وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيان (؟1١)‏ حديث رقم (9ه-95). ' 

هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف القدوة الإمام صاحب رسول الله 
صلى التفمة وسم أبو نجيد الخراعي أسلم هو وأبوه في وقت واحد سنة سبع 
وله عدة أحاديث ولى قضاء البصرة وبعثه عمر إلى أهلها ليفقههم وقد غزا مع ٠.‏ 
ابي صلى الله عليه وسم غير مرة وكان ينزل ببلاد قومه ويتردد على المدينة 
وكان ممن اعتزل الفتنة في سنئة (9ده). انظر سير أعلام التبلاء 0508/7 أسد 
الغابية 1/5./؟ : : 

أخرجه البخارى في صحيحه )091/1٠١(‏ كتاب الأدب (ل7) باب الحياء (لا/ا) 
رقم الحديث (ل/االة). 

ومسم في صحيحه )14/١(‏ كتاب الإيمان (لاباب ثزاة عده عقب الأعاتة د 077 
رقم الحديث (مدرباس). 

هو الإمام الفقيه المجتهد الحافظ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسمم 


أبوعرئرة الدوسى اليماق سيد الحفاظ الأثبات اختلف في اسمه على أقوال ‏ -- 


(هم) 


وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها 
إماطة الأذى عن الطريق والخياء شعبة من الإيمان".().وعن أبي. سعيد 


ع 


الخدرى رضى الله عنه أته قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد 
حياء من العدر ادق :خيرها اذا راف ها رهم عنر فنا دجيو" ا 
وقال صلى الله عليه وسلم: "وإن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: 
"إذا لم تستح فاصنع ماشعت"7) وفي هذا قولان: ظ 
أحدهما: أنه أمر تهديد ومعناه الخبر أى من لم يستح صنع ماشاء. 
والاقي» أنه أسن إياتة أ انظ إلى الفعل: الذى كريد أن عله #فإن 
كان مما لايستحيا منه فافعله. والأأول أصح وهو قول الأكثرين.4) 


وفي الترمذى مرفوعا: "ابسو ا من ألله حق الخياء قالوا: إنا نستحى 


ب 


بارسول الله؛ قال: ليس ذلكم ولكن من استحيا من الله حق اللياءفليحفظ 


(-) جمة أرجحها عبدالرحمن بن صخر وكذا في اسم أبيه أقوال كان كثير العبادة 
والذكر حسن الأخلاق ولى إمرة المدينة مسنده أربعة وسبعون وثلاثائة وخمسة 
آلاف حديث, توفى عام (لاهه) وقيل (068ه) بالمدينة. انظر سير أعلام النبلاء 
*/8,» شذرات الذهب >/١‏ / 

(9) أخرجه البخارى. في صحيحه 01/١‏ كتاب الإيمان (؟) باب أمور الإيمان (م) 
حديث رقم (9) ومسل في صحيحه 58/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب بيان عدد شعب ‏ 
الإيمان )1١(‏ حديث رقم (مه-مم). 

(؟) أخرجه البخارى في صحيحه 553/5 كتاب المناقب )5١(‏ باب صفة التبسي 
صلى الله عليه وسلم (9؟) حديث رقم (#038) ومسل في صحيحه 18.04/4 
كتاب الفضائل (58) باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم (11) حديث رقم 
(للعد سم ). ش 

(©) أخرجه البخارى في صحيحه )50/1٠١(‏ كتاب الأدب (78) باب إذا لم تسعتح... 
(8/) حديث رقم (510). ٠‏ 

(4) انظر مدارج السالكين ؟/64؟ وانظر كذلك النهاية في غريب الحديث والأثر 


-الاء 


(5م) 


الرأس وما وعى. وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد 
تعره زف ريئة اناا فين لقدل تاقد قن لقعا نتن الله مق ناولا 

واطياء اليه وقد حي اعد ماف و الس وا 

ان الراعك كو إنقاء! اقراهن: النفس حكن القنافم اونمركها ا 

وقد جعل الحياء من الإيمان وذلك أن المستحى ينقطع بحيائه عن 
المعاصى فصار كالإيمان الذى يقطع بينها وبينه وإنما جعل بعضه لأن الإيمان 
ينقسم إلى اثتمار بما أمر الله به وانتهاء عما نهى الله عنه فإذا حصل 
الانتهاء بالحياء كان بعض الإيمان.(؛) وقد قسم ابن القبم رحمه الله تعالى 
الحياء على عشرة أوجه: 

عاو اتجتانة :فيه تعياءا ادع عليه السلام لما فر هارباً في الجنة قال الله 
تفالى: (رياا دم منى تفر؟ فلما سمع كلام الرحمن قال يارب لا ولكن 
اي 

وحياء التقضير ومنه حياء. الأنبياء صلوات الله وسلامه عليههسم 


أعسيقة فد الله مارك تفال كماةى يت العقاعة "الكبرى 7 


() أخرجه الترمذى في الجامع الصحيح 7997/4 كتاب صفة القيامة (9) باب (4؟) 
حديث رقم (1468) وقال: هذا حديث إنا نعرفه من هذا الوجه من حديث . 
أبان بن اسحاق عن الضباج بن محمد. 
وقد حسنه الشيخ الألبانى في صحيح سنن لد 5 رقم الحديث 
لمم عودممة؟). 

(؟) اللسان. عند مادة (حيا) 7107/١4‏ 

6 المفردات ص ١١٠‏ عند مادة (حي). 

)0 النهاية في غريت"الحديث والأئر ا/ء/اء 

زه( اكه اين أبي حاتم في تفسيره 51 حدايث رقم (بووع) وقد صحح محقق هذا 
الجرء الدكتور محمد بن عبدالله الزهرانى إسناده بمجموع طرقه. 


6 أخر جه البخارى في صحيحه ١50-١88/7‏ كتاب التفسير (58) 


( بمو ) 


وحياء الإجلال وهو حياء المعرفة فعلى حسب معرفة العبد بريه يكون , 
حيازٌه مله . 
دعاهم لوليمة زينب 27 فأطالوا عليه الحديث بعدما أكلوا وشبعوا فجعل 
البي صلى الله عليه وس يستحي منهم أن يقول لهم شيعاً.0 

وحياء الحشمة كحياء ابن عمر رضى الله عنهما عندما سأل النى 
صلى الله عليه وس أصحابه عن شجرة لاتسقط ورقها وأنها مثل المسلم 
«فعرف أنها النخلة ولكنه استحى (؟) 

وحياء الاستحقار واستصغار النفس كحياء العبد من ربه حين يسأله 


ا 2 7 
حو اكه احتقار ا لشانت نفسه واستصغارأ لها. 


كماحصل لعائشة رضى الله عنها في حادثةالإفك9) وأنها كانت 





(-) سورة البقرة (؟) باب قول الله (وعلٍءآدم الأسمناء كلها) )١(‏ حديث رقم 
(5/اء4). 

)0 هى زينب بنت جحش الأسدية أم المؤمنين زوج الي صلى الله عليه وس وابنة 
عمته تزوجها النبي صلى الله عليه وس سنة ثلاث وقيل خمس من الهجرة 
ونرلت بسببها آية الحجاب وكاتت قبله عند زيد وفيها نرلت (فلما قضى زيد . 
منها وطرا زوجناكها) فكانت تفخر على نساء التى بأنه زوجها الله من فوق سبع 
سموات توفيت سنة عشرين رضى الله عنها. انظر الإصابة 09/6" برقم ,)40١(‏ 
أعلام النساء 9/وه ٠‏ 

م( 8 ف صحيحه ؟/؟5١٠‏ كتاب النكاح )05 باب زواج زيئنب بنت 
جحش ونزول الحجاب وإثبات وليمة العرس )١5(‏ حديث رقم (1498/98). 

(6) أخرجه البخارى في صحيحه "8/١‏ كتاب العم (*) باب قول المحدث (حدثنا) 
“أو (اعقيرنا )بق ( انبآنا ) (4؛) حديث رقم (51). 

(4) الإفك: الكذب. اللسان عند مادة (أفك) ١ا/.وم ‏ 
والمراد من حادثة الإفك ماحصل من المنافقين من اتهام لأم المؤمنين الطاهرة 


الملرة عاقشة .بنك الصدق عالونا: كديا وزؤرا فواها الله عن وجل 2 


)١م(‎ 


سال" ربيا تياك وتكال أن يوك برادعها وكانك عقوالة والله حاكنت: أظن 
أن الله منؤل في شأنى وحياً يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكم 
الله ف نهر يعلى .07 

وحياء المحبة وهو حياء المحب من ححبوبه. 

وحياء العبودية وهو حياء ممتزج من حبة وخوف ومشاهدة عدم 
صلا ح عيوديته لمعبوده وأن قدره أعلى وأجل منها فعيوديته له توجب 
استحياءه منه لاحالة. 

وحياء الشرف والعزة وهو حياء النفس العظيمة إذا صدر منها ماهو 
دون كورها من بذل أو عطاء وإحسان فإنه يستحى مع بذله حياء شرف 
نفس وعزة وهذ| له سببان: 

أحدهما: هذا. والثانى: استحياؤٌه من الآخذ حتى كأنه هو الآخذ السائل 
حتى إن بعض أهل الكرم لاتطاوعه نفسه بمواجهة من يعطي حياء منه. 

وحياء المرء من نفسه وهو حياء النفوس الشريفة العزيزة الرفيعة من 
رعناها التفسهابالنقض: وكناعتها بالذون تخد شه سيا من انفسه حي 
كأن له نفسين يستحى بإحداهما من الأخرى وهذا أكمل مايكون من الحياء 


قإن العبد إذا استحيا من نفسه فهو بأن يستحى من غيره لجرو 0 


(-) من فوق سبع سموات بقوله تعالى: (إن الذين. جاءوا بالإفك عصبة منكم لا 
تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرىء منهم مااكتسب من الإثم والذى 
ول كبره منهم له عذاب عظم. ..) الآيات (النور: .)35-1١‏ 
وقد أخرج حديث الإفك مولا البخارى في صحيحه //5؟465-48 
كتاب التفسير (48) سورة النور 0 باب (لولاإذ سمعتموه قل مايكون لنا 
أن بهذا سبحامك هذا بهتان عظم لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم 
1 بالشهداء فأولئك عند الله ههرم الكلذبون)(5) رقم الحديث (ءمهلاء). 
)0 جرء من حديث الإفك الذى تقدم غخريكه. 


(0). انظر مدارج السالكين ؟/78-551؟ 


(وم) 


المبحث الخامس عشر 
الصدق 

الصدق نقيض 'الكذب صدق يصدق صَدقاً وصدقاً وتصادقاً() وهو 
الطريق الذي من لم يسر عليه فهو من المنقطعين الهالكين؛ به تيز أهل 
النفاق من أهل الإيمان وسكان الجنان من أهل النيران وهو سيف الله في 
الأرض الذى ماوضع على شىء إلا قطعه ولا واجه باطلاً إلا أرداه وصرعهء 
من صال به لم ترد صولته؛ ومن نطق به علت على الخصوم كلمته. وهو 
.روح الأعمالء, ومحك الأحوال؛ والحامل على اقتحام الأهوالء والباب 
الذي دخل منه .الواصلون إلى حضرة ذي الجلال. وهو أساس بناء الدين» 
وعمود فسطاط اليقين» ودرجته تالية لدرجة النبوة التى هى أرفع درجات ‏ 
العالمين. ش 

وقد أمر الله سبحائه أهل الإيمان أن يكونوا مع الصادقين» وخص 
المنعم عليهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين فقال تعالى: (يلأيها 
الذي عامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصلدقين)() وقال تعالى: (ومن يطع 
الله ووينة لفاو للك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين 
افيه ارو اامسترعن وحمي ارماك رن الكدو اصي و عنالن اتتس دده 
فينو خب دقان ناذا نوم 7الأمن كلو فتدقو ١١‏ الله الكناق بخيرا اليد ) 0 
وأخبر تعالى عن أهل البر وأثنى عليهم بأحسن أعمالهم. من الإيمان 


والإسلام والصدقة والصبر وأخبر بأنهم أهل الصدق فقال: (ولكن البر من 





(9) اللسان عند مادة (صدق) ١٠ا/9ا,‏ 
(؟) الآية 118 من سورة التوبة. ' 
(#) الآية 59 من سورة النساء. 


ع( جزء من الآية ١‏ من سورة محمد. 


)140( 


“أمن بالله واليوم الآخر والمللعكة والكتلب والنبيش وءاق المال على حيه 
ذوض: الوق والعتمى. :والمنكن رايخ السجل :والتحائلق وف الترقات 
وأقام الصللوة وءاتقى الزكلوة والموفون بعهدهم إذا علهدوا والصكبرين في 
الجتاساء :و الفجراءوصين الناس ‏ أولمنك الديح حتدثوا واولكك عسم 
المتقون)7) وهذا صريح في أن الصدق له تعلق بالأعمال الظاهرة والباطنة 
وأن الصدق هو مقام الإسلام والإيمان. 

وقد قسم الله الناس إلى صادق ومنافق قال تعالى: (ليجزى الله 
,الصدقين بصدقهم ويعذب المنفقين إن شاء أو يعوب عليهم)() فالإهان - 
أساسه الصدق والنفاق أساسه الكذب فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما 
محارب للآخر. 

وأخبر سبحانه أنه في يوم القيامة لاينفع العبد وينجيه من عذابه إلا 
صدقه قال تعالى: (قال الله هذا يوم ينفع الصدقين صدقهم لهم جنت 
تجرى من نيا الأنيسر شعلدية خيينا بدأ رضى الله عنهم ورضوا عنه 
ولك الفوق العظي )(5) وقال تعالة زو الدى حاء بالصتق :وعدق يد اوليف 
هم المنقون)7؟) فالذى جاء بالصدق من شأنه الصدق في قوله وعمله وحاله. 

فالصدق في هذه الثلاثة: 

أولاًء الصدق في الأقوال وهو استواء اللسان على الأقوال كاستواء . 
الففيلة عل شناقيا: 

ثانياً. الصدق في الأعمال وهو استواء الأفعال على الأمر والمتابعة 
كاهعو ا الراس عل اسك 
(9) جزرء من الآية لالاا من سورة البقرة. 
(؟) جرء من الآية 4؟ من سورة الأحزاب. 
(») الآية ١١6‏ من سورة المائدة. ٠‏ 


(4) الآية +8 من سورة الزمر. 


)954( 


ثالنا: الصدق في الأحوال وهو استواء أعمال القلوب والجوارح على 
الإخلاص واستضراغ الوسع وبذل الطاقة فبذلك يكون العبد من الذين 
جاوًا بالصدق وحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامها به 'تكون صديقيته 
ولدذلك كان لأي كش الفسديق ١77‏ وعدن الله غقة وارضاة ذروة يسام 
الصديقية وسمى الصديق على الإطلاق والصديق أبلغ من الصدوق 
والصدوق أبلغ من الصادق فأعلى مراتب الصدق الصديقية وهي كمال 
الاتقياد للرسول صلى الله عليه وس فح كمال الاسلؤمن "لمزم 11 

قال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى: (يلأيها الذين ءامنوا اتقوا 
الله وكونوا مع الصلدقين) أى : اصدقوا والزموا الصدق تكونوا مع أهله 
وتنجوا من امهالك وجعل الله لكم فرجاً من أموركم و 

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق فإن الصدق 
يهدى إلى البر.وإن البر يهدى إلى الجنة ومايزال الرجل يصدق ويتحرى 
الصدق .حتى بيكتب عند الله صديقاً وإياكم والكذب فإن الكذب يهدى إلى 
الفجور وإن الفجور يهدى إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى 


الكذب حتى يكتب عند الله كذابا".(؛) 





00 فى جد اللدريج: اناق بن حامر بن عفرو بن كقنتا بن سه ونث بن حمر بت 
كعب بن لوؤي أبويكر الصديق صحب النبي صلى الله عليه وس قبل البعثة 
وسبق إلى الإيمان به, ورافقه في الهجرة, وفي الغار. وفي المشاهد كلهاء أول 
الخلفاء الراشدين ومناقبه كثيرة دا مات سنة ١ه‏ رضى الله عنه. انظر صفة 
الصفوة ١/ه*”‏ الإصابة ؟/#"” برقم (/4809). 

0( ار مدارج السالكين 9-7/7-./0؟ 

(©) تفشير القرآن العظم 0/7/1 

0( ار البخارى في صحيحه ٠١4/4‏ كتاب الأدب مب باب ا الله تعالى: 
(يأْ يها الذينءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) الحديث رقم (5084) 
ومسل في صحيحه 701/4 كتاب البر 0 باب قبح الكذب... (9؟) حديث 


.)75097/1١6( رقم‎ 


(؟14) 


قال ابن عباس رضى الله عنهما عند قوله تعالى: (والذى جاء 
بالصدق وصدق به) قال: والذى جاء بالصدق: من جاء بلاإله إلا الله 
وصدق به يعنى رسول الله صلى الله عليه وس .[0ا فاك عامنة: بوالندق 
جاء بالصدق وصدق به: الذين يجيئون يوم القيامة بالقران فيقولون هذا 
الذى أعطيتمونا فاتبعنا بما فيه 9') قال ابن كثير: وهذا القول عن مجاهد 
يشمل كل المؤمنين فإن المؤمن يقول الحق ويعمل به والرسول صلى الله 
عليه وس أولى الناس بالدخول في هذه الآية على هذا التفسير فإنه جاء 
. بالصدق وصدق المرسلين وآمن با أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل امن 
بالله وملائكته وكتبه ورسله.(؟) 

وقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسم أن ماله أن معن 
فدسله وغرسه عن العدق فال مال (وقل: نراته: امكل مدهل مدق 
واأعريون رع يدان اسان جرع انلك لطا يا 

وأخبر عن خليله إبراهي صلى الله عليه وس أنه سأله أن يهب له 
لسان صدق في الآخرين فقال تعالى: (واجعل لي لسان صدق في 
الآخوين ).01 

وبشر عباده بأن لهم عنده قدم مدق .وفعت دق قانتعال( و صر 
الذين ءامنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم).(0) وقال: (إن المتقين في . 


علض بوتوي ف كلد امدق علد للك مور 0 


(1) أخرجه ابن جرير في تفسيره 4؟/8 
(؟) أخرجه ابن جرير في تفسيره 4/74 
() تفسير القرآن العظير 40/107 

(4) الآية ٠م‏ من سورة الإسراء. 

(ه) الآية 4م من سورة الشعراء. 

() جزرء من الآية ؟ يونس 


)000 الآيتان 4ه وهه من سورة القمر. 


) 1 ( 


فهذه خمسة أشياء: مدخل الصدقء, ومخرج الصدقء ولسان الصدقء 
وقدم الصدقء ومقعد الصدق. وحقيقة الصدق في هذه الأشياء هو الكق 
الغابت المتصل بالله الموصل إلى الله وهو ماكان به وله من الأقوال 
والأعمال وجزاء ذلك في الدنيا والآخرة»فمدخل الصدق ومخرج الصدق أن 
يكون دخوله وخروجه حقاً ثابتاً بالله وفي مرضاته بالظفر بالبغية وحصول 
المطلوب ضد خرج الكذب ومدخله الذي لاغاية له يوصل إليها ولا له 
ساق ثابتة يقوم عليها كمخرج أعدائه يوم بدر ومخرج الصدق كمخرجه 
"صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه في تلك الغزوة وكذلك مدخله صلى الله 
عليه وسلٍ المدينة كان مدخل صدق بالله ولله وابتغاء مرضاة الله فاتصل 
به العأييد والظفر والنصر وإدراك ماطلبه في الدنيا والآخرة بخلاف مدخل 
الكذب الذى رام أعداؤه أن يدخلوا به المدينة يوم الأحزاب فإنه لم يكن 
بالله ولا لله بل كان حادة لله ورسوله فلم يتصل به إلا الخذلان والبوار, 
فكل مدخل ومخرج كان بالله ولله فصاحبه ضامن على الله وهو مدخل 
صدق ومخرج صدق) وماذكر ابن جرير عن ابن عباس وغيره من السلف7) 
أن معنى مدخل الصدق هو مدخل رسول الله صلى الله عليه وسل المدينة 
حين هاجر إليهم ومخرج الصدق عخرجه من مكة وغير ذلك من الأقوال إِنما 
توركل بجيال لفل وهنا لد واتعرك دمن أل مداعله وشارصيه : 
صلى الله عليه وس وإلا فمداخله كلها مداخل صدق وخارجه مخارج 


صدق إذ هى لله وبالله يامو ولابنتغاء مرضاته (5) وأقا لسان الصدق فقد 





() كما أخرج ذلك ابن جرير في تفسيره عن ابن عبان رضى الله عنهما والحسن 
وقتادة وابن زيد ١44-١58/1١6‏ ش 


(؟) انظر مدارج السالكين ؟/١0ا؟-١ل/ا؟‏ 


)144( 


قال بعض السلف في قوله تعالى: (واجعل لى لسان صدق في الأخرين)7 
قال اللماف العدى اله 0 والثداء الصالح والذكر الصالح في 
الأنخرين: من" الناس »مق الأمن 190 وَدلَك كما في قوله تعالى عن إبراهيم 
وذريته من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام (وجعلنا لهم لسان 
دق حلي )27 فلمنا: كاتف آداة إن أن" المبتدقاللسان: أطلدق الله انه 
ألسئة العباد بالغداء على الصادق جزاء وفاقاً وعبر به عنه) وأما قدم 
الفتدق عن ريه يتميهد كرات الأعناله 'القائلة !"ا وحيدرة عدوم عا سيل 
في اللوح المحفوظ من السعادة07) وفسره بعضهم بمحمد صلى الله عليه 
ارات وفن انتفان ابو رين وني الله فرك من قال .معتاة أن لس أعمالا 
صالحة عند الله يستوجبون بها منه الثواب وذلك أنه محكى عن العرب: 
هؤلاء أهل القدم في الإسلامءأى هؤلاء الذين قدموا فيه خيراً فكان لهم فيه 
تقديم ويقال له عنده قدم صدق وقدم سوء وذلك ما قدم إليه من خير أو 
شن "وفنه أقو ل اسان بن عايت 40 ركس الله عته: 

0 لا لقو الأول اليك بعلت ولتق طاعة اللدجانبت 


قال رحمه الله: فتأويل الكلام إذا وبشر الذين آمنوا أن لهم تقدمة 


(95) الآية (4م) من سورة الشعراء. 

(؟) كما أخرج ذلك ابن جرير بسنده إلى ابن زيد في تفسيره 5/19م 

(6) جزء من الآية *© من سورة مريم. 

(:) انظر مدارج السالكين ؟/؟07؟ 

(4) كما أخرج ذلك ابن جرير في تفسيره ١١/7-1م‏ عن ابن عباس رضنى الله 
عنهماء والضحاك والربيع اق 

(:) كما أخر ج ذلك ابن جرير في تفسيره 85/1١‏ عن أبن عباس رسي الله عنهما . 


بخ 
(4) هو حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمر بن زيد مناة بن عدى بن 


بن مالك بن الجان سيد الفعزاء المؤمتن المؤية بروج العدس: ‏ - 


6 كما أخرج ذلك ابن جرير أيضاً في تفسيره عن قتادة أى الحسن وزيد ابن أسلم 
عمروق 


) ١؛ه(‎ 


خيرمن الأعمال .الصالحةعند ربهم.() وقد قال ابن القيم رحمه الله: وحقيقة 
القدم ماقدموه ومايقدمون عليه يوم القيامة وهم قدموا الأعمال والإيمان 
محمد صلى الله عليه وسلم ويقدمون على الجنة التى هى جزاء ذلك فمن 
فيتره اده 1 راد مايقدمون عليه ومن فسره بالأعمال والني صلى الله 
علية به وسم فلأنهم قدموهاوقدموا الإيمان به بين أيديهم فالثلا ثة قدم 1 

وآما تققد الصدق فيو الف عض الرب كيارك وتعال: ووضف :ذلك 
كله بالصدق مستلزم ثبوته واستقراره وأنه حق ودوامه وتفعه وكمال 
ئدته فإنه متصل بالحق سبحانه كائن به وله فهو صدق غير كذب وحق 
. غير باطل ودائم غير زائل ونافع غير ضار وما للباطل ومتعلقاته إليه سبيل 
ولا مدخل 7؟) ومما ينبغى أن يذكر في هذا المقام أن الصادق مطلوبه رضا 
ربه واننفيذ أوامره و نتبع حابه فهو متقلب فيها يسير معها أينما توجهت 
ركائبها ويستقل معها أينما استقلت مضاربها فبينا هو في صلاة إذ رأيته في 
ذكر ثم في غرو ثم في حج ثم في إحسان إلى الخلق بالتعلم وغيره من 
الوا القن لاصو رسروت اوري اعز سح اران عام يلي انه 
فهازة الدين. و الدكنا ثم في عيادة مريض أو تشييع جنازة أو نصر مظلوم 
إن أمكن إلى غير ذلك من أنواع القرب والمنافع فكل أعماله وحركاته 


وسكناته لله وفي الله (©) 





(-) أبو الوليد الأنصارى الخررجي النجاري المدني شاعر رسول الله صلى الله . 
عليه وسلم وصاحبه. عاش ستين سنة ف الجاهلية وستين سنة في الإسلام كاك 
يضع له الني صلى الله عليه وسلم منبرأ في المسجد يقوم عليه يناقفح عن 
رسول الله صلى الله عليه وس توق سنة 4هه. انظر سير أعلام التبلاء 
؟/ 1ه الإصابة ؟//ا؟ 
وانظر البيت في ديوان حسان بن ثابت رضى الله عنه ص ١66‏ 

(9) جامع البيان ١١/5م-0م. ١‏ 

(؟) مدارج السالكين ؟/؟/0؟ 

() مدارج السالكين ؟/؟/؟ 


)ع( انظر مدارج السالكين ؟/6م؟ 


(45؟) 


المبحث السادس عشر 
التوكل 
التوكل إظهار العجز والاعتماد على الغير, والاسم التكلان. يقال 
توكل بالأمر إذا ضمن القيام به.ووكلت أمري إلى فلان أى ألأته إليه 
واعفسلوت: فيه هليه روك لذن قنذن 151 «السكياة» تو تعنه: يكنا نه" أو 
)0 


والتوكل في الشرع اعتماد القلب على الله. واستناده وسكونه إليه؛ 
تسن الطو او السيت وتتويفى لأف الذم و الرضنا يا دن حال كع عذال 
الأسباب المشروعة. 

وهو فريضة يجب إخلاصه لله تعالى: لأنه من أفضل العبادات: وأعلى 
مقامات التوحيد بل لايقوم به على وجه الكمال إلا خواص المؤمنين» كما 
اع حدك انع الفا الاين مدعلو انلع باذ ضبان ولا تعداي 9 
فالتو كل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة» فإن الدين استعاته وعيادة. 
فالتو كل هو الاستعانة, والإنابة هى العناذة).ولدذلك امن الله به :فق خيناية 


من كتابهء بل جعله شرطاً في الإيمان والإسلام» ومفهوم ذلك انتفاء الإيمان 





551١/8 والنهاية فى غريب الحديث والأثر‎ «>1١ اللسان عند مادة (وكل)‎ )١( 

(؟) كما في حديث ابن عباس رضى الله عنهما المرفوع وفيه "فرأيت سوادا كثيرا 
سد الأفق فقيل: هؤلاء أمتك ومع هؤلاء سبعون ألفا قد امهم يدخلون الجنة 
بغير حساب. هم الذين لايتطيرون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ريهم 
يت و كلون". 
أخرجه البخارى في صحيحه 5/4؛ كتاب الطب (71) باب من لم يرق (45) 
حديث رقم (5هلاه) ومسلم في صحيحه 144/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب الدليل على 
دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب (94) رقم الحديث 


(ولاس ام ). 


) 1497 ( 


والإسلام فبك اناق ينا في قوله تعالى (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم 
مؤمنين).(0) 

كانه نيدن كله وص الله اعننه عنوة الآية فسان اللتةوتدة يقتو كل 
المئؤمن. وهذه هى خاصية الإيمان وعلامته وهذا هو منطق الإيمان 
و مقنتضاه.[؟) 

وكما في قوله تعالى: (وقال موسى - إن كنم عامنم بالله فعليه 
توكلوا إن كثتم ملي أى إن كنم آمنتم بالله حق الإيمان فعليه 
:توكلوا وبوعده فثقوا إن كنم في إيمانكم 0 مذعنين بالفعل وإنما 
يكون الإيمان يقينا إذا صدقه العمل وهو الإسلاء.(4) 

فالتوكل على الله دلالة الإيمان ومقتضاه وعنصر القوة الذى يضاف 
إلى رصيد القلة الضعيفة, أمام الجبروت الطاغى». فإذا هي أقوف وانيت: 
فقد ذكر لهم موسى الإيمان والإسلام وجعل التوكل عل" الك سيا نهدا 
وذاك» ومقتضياً للاعتقاد في الله ومقتضياً لإسلام النفس له خالصة والعمل 

بد (ه) 

وكما في قوله تعالى (ولله غيب السموت والأرض وإليه يرجع 
الأمر كله فاعبده وتوكل عليه. وماربك بغلفل عما تعملون)7") فقرن في 
هذه 01 التوكن بالسافق عفر | ماقوة اللدد عر وهل :بينينا كنا"فننن 


(6)9 جرء من الآية م؟ من سورة المائدة. 

(0؟) في ظلال القرآن 5/٠/الم‏ 

(©) الآية 4م من سورة يونس. 

(4) تفسير القرآن الحكي الشهير بتفسير المنار 60٠/1١‏ 
(ه) انظر في ظلال القرآن 1816/1١‏ 


(5) الآية «؟١‏ من سورة هود. 


(م4د) 


قوله تعالى: (قل.هو الرحملن ءامنا به وعليه توكلنا)7) وقوله تعالى: (رب 
المشرق والمغرب لا إلله إلا هو فاتخذه وكيلاً)() وأمر الله المؤمنين أن 
يقولوا في كل صلواتهم مرات عديدة (إياك نعبد وإياك نستعين) (” 

وماذاك إلا لما قدمنا من أن التوكل نصف الدين والنصف الآخر 
العبادة وكما في قوله تعالى: (وتو كل على الحي الذى لايموت وسبح بحمده 
وكق يه بنتوب عبات حور 

قال ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية: أى في أمورك كلها كن 
متوكلا على “الله الى الذى الأقوتأبداء«الذئ هو الأول والآشر والظاهر 
والباطن وهو بكل 9 عليمء الدائم الباق السرمدى الأبدى», الحى القيوم 
رب كل شىء ومليكه) اجعله ذخرك وملجأك, وهو الذى يتوكل عليه 
ويفزع إليه. فإنه كافيك وناصرك وموٌيدك ومظفرك, كما قال تعالى: (يلأيها 
الرسول بلغ ماأنزل إليك من ربك وإن 1 تفعل فما بلغت رسالته والله 
يخصفاك: “من الناس ) (5 0 

وغير ذلك من الآآياتء وفي الحديث "لو أنكم تع و كلون عن الله هق 


توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطانا).(0) 


)00( جرء من الآية 8 من سورة الملك. 

(0) الآية 8 من سورة المزمل. 

(*) الآية ه من سورة الفاتحة. 

)1 ١“(ظر‏ متسرة باقر ان العظيم 575/4 

(6) الآية 8ه من سورة الفرقان. 

)0 جرء من الآية لا" من سورة المائدة. 

(0) تنفسير القرآت العظيم 18/7 

)م الس أحمد في المسند 6780/١‏ وصححه الشيخ اس انل الوق لي 
0١‏ رقم الحديث )١5(‏ وأخرجه الترمذى في الجامع الصحيح 0078/4 كتاب 
الزهد (07") باب في التوكل على الله (8*) حديث رقم (44*؟) وقال: حسن 
صحيحء وصحخحه الشيخ الألبانى في صحيح الترمذى ؟/4/؟ رقم الحديث 


(لل قو دوععم). 


(45؟) 


وفي صحيح البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما: (حسينا الله 
ونعم الوكيل) قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النارء وقالها محمد 
صلى الله عليه وس حين قالواله:(إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم 
فزادهم إيملنا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).(9001) 

وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: 
'اللهم لك أسلمتء وبك آمنتء وعليك توكلت. وإليك أنبتء وبك 
خاصمت,. اللهم إنى أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضليء. أنت الي 
الذى لايموت والجن والإنس يموتون".0) 

فما سبق كله يدل على أن العوكل على الله شرط في الإيمان ينتفى 
الإيمان عند انتفائه؛ فمن لاتوكل له لا إيمان له.(4) 

قال ابن القيم رحمه الله: وأفضل التوكل التوكل في الواجب أعني 
واجب الحق وواجب الخلق وواجب النفس. وأوسعه وأنفعه التوكل في 
العأثير في الخارج في مسألة دينية أو في دفع مفسدة دينية. وهو توكل 
الأنبياء في إقامة دين اللهء ودفع فساد المفسدين في الأرض وهذا توكل 
ورثتهم ثم الناس بعد في التوكل على حسب هممهم ومقاصدهمء فمن 
متوكل على الله في حصول الملك؛ ومن متوكل في حصول رغيفه. ومن . 


(91) جزء من الآية “#/ا١‏ من سورة آل عمران. 

(؟) أخرجه البخارى في صحيحه 7١0١/*+‏ كتاب التفسير (16) سورة آل عمران (*) 
باب (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم...) الآية (19) رقم 
الحديث (50ه4). 2 

(+«) أخرجه البخارئ في صحيحه ١185/4‏ كتاب الدعوات )8١(‏ باب الدعاء إذا انتبه 
من الليل )٠١(‏ رقم الحديث (/5*909) و مس في صحيحه 7085/4 كتاب الذكر... 
(44) باب التعوذ من شر ماعمل... (18) رقم الحديث (/0/10/51؟). 


(4:). انظر مدارج السالكين 2199/٠‏ وتيسير العزيز الحميد 4910-4945-4986 


)16( 


مدق تو كله عل انل حلط ل شويع اله فاق كان عجرب اله سرفنا 
كانس له العاقة العتوةه ان كان "سيضوطا موون كان ماشسن له 
فو كلح يا عليه يرو إذ كدان :بانع امات “لها ماج الكو كل .دون 
مصلنحة ماتوكل فيه إن لم يستعن به على طاعاته.(6 

وف ابن لقي رمه الله مالف كانه مدارت الحالكن: نان 
درجات للتوكل :(") 

الدرجة الأولى: معرفة بالرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته 
وانتهاء الأمور إلى علمه وصدورها عن مشيكئته وقدرتهء وهذه المعرفة أول 
درجة يضع بها العبد قدمه في مقام التوكل. 

الدرجة الثانية: إثبات في الأسباب والمسبيات فمن ظن أن التوكل يغني 
عن الأسباب المأمور بها فهو ضالء وهذا كمن ظن أنه يتوكل على ماقدر 
عليه من السعادة والشقاوة بدون أن يفعل ما أمر الله.(؟) فالالتفات إلى 


الأسباب قدح في التوحيد)ومحو الأسباب أن تكون أسبابا نقص في العقل) 


() مدارج السالكين ؟/15١‏ 

(؟) انظر هذه الدرجات في مدارج السالكين ١١07/*‏ إلى *؟١‏ 

() وهذه المسألة سثل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاب عنها با 
لا تحساج بعده إلى إيضاح كما في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسم قال: 
"مامنكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة, قالوا: 
يارسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: لاء اعملوا فكل ميسر لا 
خلق لهء أما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل السعادة وأما من كان من 
أهل الشقاوة فسييسر لعمل الشقاوة ثم قراً: (فأما من أعطى واتقفى وصدق 
بالحسنى ) الآية". أخرجه البخارى في مصيه ادق ناب المناكز (ع0) 
باب: موغظة المحدك عند القير وقعود أصحاية خولة: '(25) رقم الحديت (59): 
ومسل في صحيحه 7088/4 كتاب القدر (43) باب كيفية الخلق الآدمى... )١(‏ 


رقم الحديث (5//ا4؟). 


)ه١(‎ 


والإعراض عن الأسباب المأمور بها قدح في الشرع فعلى العبد أن يكون 
انق تستهد | عن الله لذ عق هاسنا تو الله بوسر لتقمو اينات 
مايصلحه في الدنيا والآخرة؛ فإن كانت الأسباب مقدورة له وهو مأمور بها 
دازطلياكيم :اننوك كلل الس مان رركي :إن افذن رسي لخاد العدوا ميل 
السلا ح»ويلبس لباس الحرب؛ولايكتفى في دفع العدو على مجرد توكله بدون 
أن يفعل ما أمر به من الجهاد والاستعداد له. ومَنْ ترّكُ الأسباب المأمور بها 
فهو عاجز مفرط مذموم. ا 

قال صلى: الله عليه وسل: المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من 
المؤمن الضعيف وفىي كل خير. احرص على ماينفعك واستعن بالله ولا تعجز 
وإن أصابك شىء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذاء ولكن قل قدر 
الله وماشاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان".(0) 

الدرجة الثالثة: رسو القلب في مقام توحيد التوكل». فعلى قدر تجريد 
التوحيد تكون صحة التوكلء فإن العبد متى التفت إلى غير الله أخذ ذلك 
الالتفات شعبة من شعب قلبه فنقص من توكله على الله بقدر ذهاب تلك 

الدرجة الرابعة: اعتماد القلب على الله. واستناده إليه. وسكونه إليه, 
ا ا ا اام 
يخلع السكون إليها من قلبه. ويلبس السكون إلى مسببها وعلامة هذا أنه 
لايبالى لإقبالها وإدبارهاء ولا يضطرب قلبه ويخفق عند إدبار مايحب منها 


وإقبال مايكره. لأن اعتماده على الله وسكونه إليه واستناده إليه قد حصنه 





(0) أخرجه مس في صحيحه 7059/4 كتاب القدر (45) باب في الأمر بالقوة وترك 


العجز (8) رقم الحديث (556/94؟). 


(؟16) 


من خوفها ورجائها. 

الدرجة الخامسة: حسن الظن بالله عز وجلء فعلى قدر حسن ظنك 
بربك ورجائك له يكون توكلك عليه. 

الدرجة السادسة: استسلام القلب له وانجذاب دواعية كلها إل و قطع 
منازعاته كسلي "افيد الذليل نفسه لسيده وانقياده له وترك منازعات نفسه 
وإرادتها مع سيذده. 

الدرجة السابعة: التفويض., وهو روح التوكل ولبه وحقيقته. وهو 
«القاء أمووه كلا" إلى" الله وإنزانها وجري و سيار ا لاكرها بواضطرارا »بل 
كتفويض الابن العاجز الضعيف المغلوب على أمره كل أموره إلى أبيه العالم 
بشفقته عليه ورحمته. وممّام كفايته وحسن ولابته, وتدبيره لهء فهو يرى: أن 
تدبير أبيه له خير من تدبيره لنفسه وقيامه بمصاحه وتوليه لها خير من قيامه 
هو بمصالح نفسه وتوليه لهاء فلا يجد له أصلح ولا أرفق من تفويضه أموره 
كلها إلى أبيه. وراحته من حمل كلفهاء وثقل حملها مع عجزه عنها وجهله 
بوجوه المصالح فيها وعلمه بكمال عم من فوض إليه وقدرته وشفقته. 

الدرجة الثامنة: درجة الرضاء وهى ثرة التوكل بل هي أجل ثمُراته 
وأعظم فوائده فإنه إذا توكل حق التوكل رضي با يفعله وكيله, وهذا كما 
عاك الاتععازة 0 اللبس. إن امتصرك سلتك) وامتعدرك بمدوقف». 
وأسألك من فضلك العظي”" فهذا توكل وتفويض, ثم قال: "فإنك تعلم ولا 
أعلل» وتقدر ولا أقدرء وأنت علام العبوت” فهذا تبرق إلى الله من العم 


واللول ؤالقوة وتومل إليه"نيخانه بصفاقه: الع هى أحب ماتؤسل إليه..يه 


(9) أخرجه البخارى في صحيحه 531/١‏ كتاب التهجد (14) باب ماجاء في التطوع 


مدى... (98) رقم الحديث (1171). 


)16+( 


الموسلوة قم سال ويه أن .فى اذلف الأنر إن اقيم ملحة 
عاج إن انفلا وآن يضرف هعنه إن كان :فيه “مره عاجلاً أو جلا 
فهذه هى حاجته التى سألها فلم .ببق عليه إلا الرضا بما يقضيه لهء فقال: 
افده لي الخير حيث كان ثم أرضنى به" وقد اشتمل هذا الدعاء العظي 
على هذه المعارف الإلهية والحقائق الإيمانية, التى من جملتها القوكلء 
والتفويض قبل وقوع المقدور. والرضا بعده وهو قّرة العوكلء» والتفويض 
علامة صححته. فإن لم .برض بماقضى له. فتفويضه معلول فاسدء ته قال 
صلى الله عليه وسلٍ: 'ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا 
وفعية يجو" 21 روب افون هذا الشرزيك.! الوهى ببروونة للك رز الو قله 
والرضى برسوله والاتقياد له والرضى بدينه والتسليم له ومن اجتمعت له 
هذه الأربع فهق الفنديق ‏ ح] وهي سهلة بالدعوى واللسان ولكنها من 
أضعي الأسوز عقد: اللفيقية والامتحان ولاسيما ]ذا جاع طاالف موي 
النفس ومرادها؛والرضى بالوهيته يتضمن الرضى بمحبته وحده وخوفه 
ورجائه والإنابة إليه والتبتل إليه والنجذاب قوى الإرادة والحب كلها إليه 
فهو يتضمن عبادته والإخلاص له؛والرضى بربوبيته يتضمن الرضى بتدبيره 
لعبده ويتضمن إفراده بالتو كل عليه والاستعانة به والثقة به والاعتماد عليه 
وأن يكون راضياً بكل مايفعل به؛فالأول يتضمن رضاه بما يؤمر به»والثانى ' 
عقكن وهاه جايكدن خليه) آنا رطا عه ربولا اتسين" عبان لاد 
له والتسلم المطلق إليه بحيث يكون أولى به من نفسه فلا يتلقن الهدى إلا 


(0 أخرجه مسلم ف صحيحه 44/١‏ كتاب الإيان )١(‏ باب الدليل على أن من رضى 
بالله ريا وبالإسلام ديا ويمحمد صلى الله عليه وس رسولا فهو مؤمن (12) رقم 


الحديث (1ه/ع"). 


) ٠66 ( 


من مواقع كلماته ولا يحاكم إلا إليه ولا يحكم عليه غيره ولا يرضى بحكم 
غيره البعة لا في شىء من أسماء الرب وصفاته وأفعاله ولا في شىء من 
حقائق الإيمان ولا في شىء من أحكام ظاهره وباطنه ولا يرضى في ذلك 
بحكم غيره ولا يرضى إلا بحكمه)وأما الرضى بدينه فإذا قال أو حكم أو 
أمر أو نهى رضى كل الرضى ولم يبق في قلبه حرج من حكمه وسم له 
تسليماً ولو كان غخالفاً لمراد نفسه أو هواه أو قول مقلده وشيخه وطائقته 
وهاهنا يوحشك الناس كلهم إلا الغرباء في العالم فإياك أن تستوحش من 
-الاغتراب و التفرد فإنه والله عين العرة.(1) ش 

وأما بالنسبة لحكمه فالرضى بالقضاء الدينى الشرعى واجبافهو 
أساس. الإنتلاء وتاعدة الإعان ا 0 
حرج ولا منازعة ولا معارضة ولا اعتراض. 

قال الله تعالى: (فلا وربك لايؤمنون حتى حكموك فيما شجر بينهم 
الاهدوا ف امهم حرا مما قضيت: ويتلموا تسليما)!" فأقسم: أنهم 
لايؤمنون حتى يحكموا رسوله وحتى يرتفع الحرج من نفوسهم من حكمه 
وحتى يسلموا لحكمه تسليماً وهذا حقيقته الرضى بحكمه فالتحكيٍ في مقام 
الإسلام وانتفاء الحرج في مقام الإيمان والتسلمٍ في مقام الإحسان فمتى خالط , 

: 

القلبّ بشاشة الإيمان واكتحلت بصيرته بحقيقة اليقين. وحبى بروح الوحى 
وكولات طيشة واعلبت: لق 'الأمازة 'مطفة زافية موادطة وتلق 'اسبكاء 
الرب بصدر واسع منشرح مس فقد رضى كل الرضى بهذا القضاء الدب 


المحبوب لله ولرسوله. والرضى بالقضاء الكونى القدرى الموافق لمحبة العيد 


١07-1/9/؟ انظر مدارج السالكين‎ )١( 


)0( الآية 6 من سورة القماءة 


(6ه1) 


وإرادته ورضاه من الصحة والغنى والعافية واللذة أمر لازم بمقتضى الطبيعة 
لأنه ملائم للعبد محيوب له وليس في الرضى به عبودية بل العبودية في 
مقابلته بالشكر والاعتراف بالمنة ووضع النعمة مواضعها التى يحب الله أن 
توضع فيها وأن لايعصى المنعم بها وأن يرى التقصير في جميع ذلك وأما 
الرضى بالقضاء الكوني القدرى الجارى على خلاف مراد العبد وحبته مما 
لأيلائمه ولا يدخل تحت اختياره فهو مستحب وهو من مقامات أهل الإيمان 
وفي وجوبه قولان: وهذا كالمرض والفقر وأذى الخلق له والحر وا 

"والآلام ونحو ذلك, وأما الرضى بالقدر الجارى عليه باختياره مما يكرهه 
الله ويسخطه وينهى عنه كأنواع الظم والفسوق والعصيان فهو حرام 
يعاقب عليه وهو خخالفة لربه تعالى فإن الله لايرضى بذلك ولا خبه فكيف 


تنتفق المحبة ورضى مايسخطه يا 


(91) انظر مدارج السالكين ؟/19-197. 
وقد ذكر ابن القيم وح الله في. كتابه مدارج السالكين “لا إلى ؟غ؟ كلاما 


جليلاً في منزلة الرضا فليرجع. إليه. 


) 6١( 


المبحث السابع عشر 
الشكر 

يطو متو الأوعياق» العظلي قمو قزق اسان رفي "لذن الترهنا 
مندرج في الشكر وقد أمر الله عز وجل به ونهى عن ضده وأثنى على أهله 
ووصف به خواص خلقه وجعله غاية خلقه وأمره ووعد أهله بأحسن جزاء 
وجدانة مني للمزيد من قم وجارها وعاها لنعمته وأخبر أن أهله هم 
المنتفعون يآياته فاشتق لهم اسماً من أسمائه فإنه سبحانه هو. الشكور فهو 
يوصل الشاكر إلى مشكوره بل يعيد الشاكر مشكوراً قال تعالى: (وكان الله 
شاكراً عليما)() وهو غاية العبد من ربه وأهله هم القليل من عباده قال 
تعالى: (واشكروا لله إن كنت إياه تعبدون)( وقال تعالى: (واشكروا 
ليولا تكفرون)50) وقال عن خليله إبراهيم عليه السلام: (إن برهم كان آمة 
قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين» شاكراً لأنعمه)) وقال عن نبيه نوح 
عليه السلام: (إنه كان عبداً شكوراً)!*) وقال تعالى: (والله أخرجكم من 
بطون أمهلتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصلر والأقدة لعلكم 
تشكرون)37) وقال تعالى كذلك: (وإذ تأذن ربكم لعن شكرتم لأزيدنكم 
ولق اكفرهر عدن ديد با 


قال منيد .قطي وحففة الله عق هذه الآيده :وق عن اماء هيحد 


0 مق علد لكيه لاكاامن سوه الداع 

(؟) جرء من الآية ١0+‏ من سورة البقرة. 

69 جزء من الاية >6 من سورة البقرة. 

(4) الآية ٠٠١‏ بتمامها وجرء من الآية ١١١‏ من سورة النحل. 
(6) جزرء من الآية ” من سورة الإسراء. 

(ف)- 01 وك من سؤزة الفحلء 


(0) الآية (/) من سورة إتراهيم. 


( ينه ) 


الحقيقة الكبيرة حقيقة زيادة النعمة بالشكر والعذاب الشديد على الكفر نقف 
نحن أمام هذه الحقيقه تطمئن إليها قلوبنالأول وهله لأنها وعد من الله 
صادق فلابد أن يتحقق على أية حال فإذا أردنا أن نرى مصداقها في احياة 
وميك تعن أمتنان] التدوكة التاتناها لد عدوا ى تليين الأشيابت. 

إن شكر النعمة دليل على استقامة المقاييس في النفس البشرية فالخير 
فكت الأب المكريو ندراز :ايحن لق “الا ف المشوية مكل واه د 
والأخرى أن النفس التى تشكر الله على نعمته؛ تراقبه في التصرف بهذه 
“ التعمة بلا :بطق ويل انتعلاء عل "اقلق وبلا “ادام للتحفة في :الأذى 
والقر: الدين + القساه: 

وهذه وتلك مما يزكي النفسء» ويدفعها للعمل الصالح» وللتصرف 
الصالح في النعمة بما ينميها ويبارك فيهاء ويرضى الناس عنها وعن صاحبها 
فيكونون له عونا ويصلح روابط المجتمع فتنموا فيه الثروات في أمان. إلى 
آخر الأسباب الطبيعية الظاهرة لنا في الحياة. وإن كان وعد الله بذاته 
يكفى لاظمئنان المؤمن أدرك الأسباب أم لم يدركهاء فهو حق واقع لأنه 
وعد الله. 

والكقن يتعنة الله قد يكون يعدم شكرهاء أو »بإكنان أن الله نواعبهاة 

ونسبتها إلى العم والخبرة والكد الشخصي والسعي كأن هذه الطاقات ‏ 
ليست نعمة من نعم الله! وقد يكون بسوء استخدامها بالبطر والكبر على 
الناس واستغلالها للشهوات والفساد.. وكله كفر بنعمة الله. 

والعذاب الشديد قد يتضمن بحق النعمة عيناً بذهابهاء 5 سحق 
آثارها على. العبد. فكم من نعمة تكون بذاتها نقمة يشقى بها صاحبها 
وميك خانم انرق كو عدا معد نإل عله "لديا أى فى الآخره 


كما يشاء الله ولكنه واقع لأن الكفر بنعمة الله لاهضى بلا ا جسزاء: 


)168( 


ذلك لأن الشكر لاتعود على الله عائدته. وهذا الكفر لايرجع على الله أثره 
فالله غنى محمود بذاته لابحمد الناس وشكرهم على عطاياه.() 

قال تعالى: (ومن شكر فإِممًا يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غنى 
كريم).7) قال ابن جرير رحمه الله عند هذه الآية: يقول: ومن شكر نعمة 
الله عليه وفضله عليه فإنما يشكر طلب نفع نفسهء لأنه ليس ينفع بذلك غير 
فينب لأنه لجان اتلد إن اس حقو مدلمه وناقاوعاف لمك تعريضا 
منه لهم للنفعء لا لاجتلاب منه بشكرهم إياه نفعاً إلى ع1 دقع اعد 
آعنهاء (ومن كفر فإن ربي غنى كريم) يقول: ومن كفر نعمه وإحسانه إليه 
وفضله عليه لنفسه ظلٍم وحظها بخسء والله غنى عن شكره. لاحاجة به إليه؛ 
لايضره كفر من كفر به من خلقه. كريم ومن كرمه إفضاله على من يكفر 
نعمه ويجعلها وصلة يتوصل بها إلى معاصيه.(2) 

والشكر عرفان الإحسان ونشره والشكور: الكثير الشكر يقال شكرته 
وشكرت له وباللام أفصح 4 

قال الراغب: الشكر هو تصور النعمة وإظهارهاء قيل وهو مقلوب 
عن الكشر أى الكشف ويضاده الكفر وهو نسيان النعمة وسترها. 

ثم قال: والشكر ثلاثة أضرب: 

الأول: شكر القلب وهو تصور النعمة. 


() انظر في ظلال القرآن 88/1١؟-5084‏ 

(؟) جزء من الآية 4٠‏ من سورة النمل. . 

69 . جامع البيان ١16/١194‏ 

(4) انظر لسان العرب عند مادة (شكر) 454-478/4., والقاموس المحيط عند مادة 


(شكر) (ض647): 


(9ه0 ) 


الثالث: شكر سائر الجوارح وهو مكافأة النعمة بقدر استحتاقه (اعملوا 
الاو اننا 
وقد ذكر ابن القي رحمه الله إن حقيقة الشكر في العبودية ظهور أثر 
نعمة الله على لبان عبده ثناءً واعترافاً وعلى قلبه 5 ومحبة وعلى 
جوارحه اتقياداً وطاعة. ثم قال: والشكر مبنى على خمس قواعد: خضوع 
الشاكر للمشكور وحبه له واعترافه بنعمته وثناوؤه عليه بهاء وأن 
ستليا فنا ركه 
فهذه الخمس هى أساس الشكر وبناؤه عليها فمتى عدم منها واحدة 
اختل من قواعد الشكر قاعدة وكل من تكلم في الشكر وحده فكلامه إليها 
بر جح وعليها 000 
| ومما ينيغى ذكره في هذا المقام أن إمام الشاكرين هو نبينا محمد 
صلى الله عليه وسم فقد ثبت في الصحيحين أنه قام حتى تورمت قدماه 
فقيل له: تفعل هذا وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: 
"اند أكون عبد قور ا وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه 
رضوان الله عليهم أجمعين بسوّال الله عز وجل الإعانة على الشكر فقال 


لعناة وض اللشععنهه "بنذ اق الاعف فقال: له مماذ تبان انك موامى. ١‏ 


)0 جرء من الآية ٠‏ من سورة ا 

(؟) المفردات عند مادة (شكر) ص ١56‏ 

(*) انظر مدارج السالكين ؟/44؟ 

(4) أخرجه البخارى في صحيحه «/97؟ كتاب التفسير (10) سورة عي (م4) 
باب (ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك) (؟) رقم الحديث (4875) ومسم ف 
صحيحه 7107/1/4 كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (6).باب إكثار الأعمال 


والاجتهاد في العبادة 656 رقم الحديث (815/109؟). 


0) 


بارسول" اللةمؤ انا حك قال: اوفيك يافعاة لاندعنن نى “زر كل ملدة أن 


تقول: اللهم أعنى عل كلف و سك لف وس عن كفل" 017 


(9) أخرجه أحمد في المسند ه/60-744؟ وأبو داود 9؟/5م كتاب الصلاة باب في 
الاستغفار رقم الحديث (16550). ش 
ومتححة أبن خسر المعلاق رحمة:اللهة:فى تناك الأفكان فى«خريج: أحاديثك 
الأذكار ؟/7م؟ 
وصححه كذلك الشيخ الألبانى في صحيح سئن أبي داود 784/١‏ برقم 


.)١ ه١‎ /1"417( 


)1( 


المبحث الثامن عشر 
0 الاعتصام 
العصمة في كلام العرب المنع غيم مقطيع ينا اكه ووفا 1" 
والعصمة اللفظ يقال: عصمته قانعصم واعتصمت بالله إذا امتدعت 
بلطفه من المعصية وعصمه الطعام منعه من الجوع وهذا طعام يعصم أى 
يمنع من الجوع.(0) 
قال ابن القيم رحمه الله: الاعتصام افتعال من العصمة وهو التمسك 
بما يعصمك ويمنعك من المحذور والمخوف والعصمة الحمية والاعتصام 
الاحتماء ومنه سميت القلاع العواصم لفقا مونم 2 
وهو نوعان: 
اعتصام بالله؛ واعتصام بحخبل الله. 
قال تعالى: (واعتصموا بل الله جميعاً ولا تفرقوا).(4) 
وقال تعالى: (واعتصموا بالله هو موللكم فتنعم المولى ونعم 
النْضع ).(9) ْ 
فأما الاعتصام بحبله فإنه .يعصم من الضلالة والاعتصام به يعصم من 
الهلكة فإن السائر إلى الله كالسائر على طريق نحو مقصده فهو محتاج إلى 
هداية الطريق والسلامة فيها فلا يصّل إلى مقصده إلا بعد حصول الأمرين ‏ 





)00 اللسان عند مادة (عصم) 006 

(؟) المرجع نفسه 406/١١‏ 

(9) مدارج السالكين 450/١‏ 

)( جرء من الآية ٠‏ من سورة آل عمرانث. 


(6) جرء من الآية 8لا من سورة الحج. 


)5+( 


يوجب له القوة والعدة والسلاح والمادة الى يسير بها في طريقه ولهذا 
اختلفت عبارات السلف في الاعتصام بجحبل الله بعد إشارتهم كلهم إلى هذا 
المع .00 

وقد قال ابن جرير رحمه الله عند قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله 
عد "ولا وض )انيع ذل جا زوجو لفق اعبات الله جعيم ره 
يدنك" تعال. كرد وتكواايدين الله النى امرك به-وعهيده الدى عيده 
إليكم في كتابه من الألفة والاجتماع على كلمة الحق والتسليم لأمر الله.(؟) 

وادالال وده اللرملم ويل ” "إن الله يرضى لكم ثلاثاً ويكره لك 
ثلاثاً فيرضى لكم أن يدوه ولا تشركو ايه شيا أت تعتصموا| بحبل الله 
ك55ظ ولا تفرقوا ويكره لكم قن بوقالوقترة السوال وإضاعة امال" 

قال النووى ©) رحمه الله عند شرح هذا الحديث: "وأما الاعتصام 
بحبل الله فهو التمسك بعهده وهو اتباع كتابه العزيز وحدوده والتأدب 
00 


وقد أخرج الطبرى عن قتادة والسدى والضحاك7) أن المراد بجحبل 


(1) انظر مدارج السالكين 431-450/١‏ 

٠ ٠١/4 جامع البيان‎ (0 

69 أخرجه مس في صحيحه 1840/8 كتاب الأتضية (0©) ياب التهبني عن كثرة 

| المسائل من غير حاجة... (0) رقم الحديث (١ث//هالاة).‏ / 

(4) هو الشيخ نحي الدين أبو زكريا يحى بن شرف الحزامي سار في الآفاق ذكره 
وعلا بين الناس قدره صاحب التصانيف المشهورة د النافعة . ولد بنوا قرية 
من الشام عام 1ه وتفقه على جماعة منهم المقدسي والإربلى وكان عاملا 
زاهداً من مصنفاته المجموع والأذكار وغيرهاء مات سنة 5/!ا5ه ودفن ببلده. 
انظر طبقات الشافعية للأسنوى ؟/5/ا4. تذكرة الحافظ ١6٠/4‏ 

6 شرح النووى على صحيح مسلٍم ١1/١١‏ 


(5) هو الضحاك بن مزاحم الهلالى أبو محمد وقيل أبو القاسم صاحب التفسير -- 


0 


المي ا 1 

"وض أبن فسفوة: أن لزاه غيل الله اطناعة 1 

وف أن العاليةه أن ال امي للد اللكللاس لله اود 

وعن أبن تيده أن" المزاة باليل الإسسلده./8) 

وهذا اختلاف تنوع يجمعه كلام النووى المتقدم والله تعالى أعلم . 

وأما الاعتصام به تعالى فهو التوكل عليه والامتناع به والاحتماء به 
وسؤاله أن يحمى العبد ويمنعه ويعصمه ويدفع عنه فإن ثمُرة الاعتصام به 
.هو الدفع عن العبد والله يدافع عن الذين آمنوا فيدفع عن عبده المؤمن 
إذا اعتصم به كل سبب يفضى به إلى العطب وبحميه منه فيدفع عنه 
الشبهات والشهوات وكيد عدوه الظاهر والباطن وشر نفسه ويدفع عنه 
موجب أسباب الشر بعد انعقادها بحسب قوة الاعتصام به وتمكنه فتفقد في 
حقه أسباب العطب فيدفع عنه موجباتها ومسبباتها فيدفع عنه قدره بقدره 
وإرادته بإرادته :ويعيذه به منه.(0) ش 

قال تعالى: (فأقيموا الصلزة واتوا الزركؤة واعتصموا بالله هو 


مولتكم فط الو لوفقم الفيين) 50 





(-) كان من أوعية العلم وليس بالمجود لحديثه وهو صدوق في نفسه وثقه أحمد بن . 
جنبل ويحى بن معين وحديثه في السنن لا في الصحيحين وضعفه بحي بن سعيد 
القطان, وقيل إنه لم يصح له سماع من الصحابة ولا من ابن عباسء توفى 
(؟١له)‏ وقيل (6١٠ه)‏ وفيسست (65ه) قالله أعلم . ٠‏ انتظضر سير أعلام 
النبلاء ١/4‏ ؤة. البداية والنهاية 9/١1؟‏ 

(9) أخرج هذه الآثار الطيرى في تفسيره 1/4م' 

(؟) أخرجه الطبرى في تفسيره 0/4 

(©) أخرجه الطبرى في تفسيره 61/4 

(4) أخرجه الطبرى في تفسيره 67/4 

(ه6) انظر مدارج السالكين 457/١‏ 

/ 


( جزء من آية ا الحج. 


)154( 


قال ابن جرير رحمه الله عند قوله: (واعتصموا بالله) يقول: واتقوا الله 
وتوكلوا عليه في أموركم .(0) 

ؤقال ابن كثير رحمه الله: أى اعتضدو| بالله واستعينوا به وتو كلوا 
عليه وتأيدوا به؛ ولهذا قال عز وجل بعد ذلك هو مولاكم أى حافظكم 
وناصركم ومظف ركم على أعدائكم (فنعم المولى ونعم النصير) يعنى نعم 
الولى ونعم. الناصر من الأعداء.(؟) 


(9) جامم البيان ”.3/1١09‏ 


(1)8 انظر تفسير القرآن العظيمٍ 407/6 


(6؟ى) 


المبحث التاسع عشر 
الرأفة والرحمة 

ومن أوصاف القلب السليم الرأفة والرحمة. 

واالتوانة هن" السيمة وفل "اعد لتحي 0 اقم بيه . واف يريت 
ونقق نأف با ا وفي التنزيل (ولاتأخذكم نسحا درافة دويق الله) ا 

و الترديفة »الشركة .و الغتلدق 229 كدان تين المنتنا قزم الرسيفية برفة 
تقتضي الإحسان للمرحوم.() وقد ذكر ابن القب ننه اناه أن ينه 
الرحمة ينشأ عنها الرقة في القلب ثم قال: إذا أشرق في القلب نور الإيمان 
واليقين بالوعد وامتلاً من حبة الله وإجلاله رق وصارت فيه الرآفة 
والرحمة فتراه رحيماً رفيق القلب بكل ذى قربى ومسلء يرحم النملة في 
جحرهاء والطير في وكرهء فضلاً عن ببنى جنسه فهذا أقرب القلوب إلى الله. 

والله سبحانه إذا أراد أن يرحم عبداً أسكن في قلبه الرأفة والرحمة 
وإذاأراد أن يعذبه نزع من قلبه الرحمةو الرأفةوأبدل له بهماالغلظةو القسوة. 


0900 


وفي الحديث: الاتنزع الرحمة إلا من شقى 7" وفيه: "من لايرحم 


 )١(‏ قال الألوسى رحمه الله: والرأقة في المشهور الرحمة لكن قال بعض الأفاضل:. 

إنها إذا ذكرت معها يراد بالرأفة مافيه درء الشر ورأب الصدع وبالرحمة مافيه 
جلب الخير ولذا ترى في الأغلب تقديم الرأفة على الرحمة وذلك لأن درء 

المفاسد أهم من جلب المصالح. روح المعانى /ا9./9١‏ 

(؟) اللسان عند مادة (رأف) 8/؟1١‏ 

(+) جزء من الآية (؟) من سورة النور. 

(4) اللسان عند مادة (رحم) ؟١/0؟‏ 

(4) بصائر ذوى التمييز /ناه 

(5) انظر الروح ص 0مم 


00 أخرجه أحمد في المسند ؟/449 وأبو داود في السنن ه/؟8؟ كتاب الأدب 


)55( 


يا )6 


وفيه: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".7") 
وفيه: 'أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفقء ورجل 


رحم رقيق القلب لكل ذى قربي ومسلمء وقح سو ا 01 


والرب تعالى هو الرؤوف الرحيم وأقرب الخلق إليه أعظمهم رأفة 


ورحمة كما أن أبعدهم منه من اتصف بضد عاض ©) 


والقول بأن الرحمة ضعف وحور في الطبيعة وتام على المرحوم باطل 


'لأث الضففن واخون هذمومان من -الآدمين والرجتتة مفندوحة: وقد قال 


تعا ى : 


4 


)ع( 
)0( 


(ولا تهنوا ولا تحرنوا وأنتم الأعلون إن كنم 0 
وندب النبي صلى الله عليه وس إليها كما في الأحاديث السابققفة 


(8*) باب في الرحمة (55) رقم الحديث (4945). والترمذى في السنن كتاب 
البر (8؟) باب ماجاء في رحمة المسلمين )1١5(‏ رقم الحديث (1998). وحسنه 
الألبانى في صحيح أبى داود *«/58 برقم (4947/419). 

أخرجه البخارى في ضحت 5172 كدان الأدب (بوا باب رحفنة: الول ل 
رقم الحديث (0990) ومسم في صحيحه 18.:4-1808/4 كتاب الفضائل (*6) 
باب رحمة النبي صلى الله عليه وس )0 رقم الحديث 718/586 1 
أخرجة أحمة 1 الممتد 1557# وأو ذاود فى السق 6+ كناب ١‏ الأدب زوع) 
باب الرحمة (55) برقم (4441). والترمذى في السنن 4/«-884 كتاب البر 
(4؟) باب ماجاء في رحمة المسلمين )1١(‏ برقم 19494 وصححه الألبانى في 
صحيح أبي داود */ 99 برقم 4941-4197 

أخرجه مسل في صحيحه 199/4/-7188 كتاب الجنة... (51) باب الصفات الى 
يعرف بها في الدنيا... (17) رقم الحديث (870/58؟) ضمن رواية مطولة. 
الروح /1؟-./8”؟ ش ش 


الآية 18 من سورة آل عمران. 


(597ؤ ) 


والتى منها قوله صلى الله عليه وس لاتتزع الترصة الامو قد زلا 


ومحال أن يقول: لايتّع الضعف والخور إلا من شقى ولكن لما كانت 


قناع وغى كلدك قو الفالط. أنيا كديلك ماع 00 


() تقدم تخريجه قريبا. 
(؟) انظر الفتاوى ١١97/‏ 


)8( 


المبحث العشرون 
, | الاستقامة 
الاستقامة الاعتدال وقام الشىء واستقام اعتدل واستوى. 
قال كعب بن زهير:() 
وهم صرفوكم حين جزتم عن الهدى 
بأسيافهم حتى استقمتم على لم 
وهى في الشرع . لزوم المنهج القويم. 8 
قال ابن القيم رحمه الله: وهى القيام بين يدى الله على حقيقة 
الصدق والوفاء بالعهد وهي تعلق بالأقوال والأفعال والأحؤوالك ؤالنيات 
والاكهافة” فيها و قوعيا: لله وبائلة وفك أ الله ارقن أمر الله عل وجل 
رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالاستقامة فقال: (فاستقم كما أمرت 


ولام تنك وله لمر" م قا لعل د لطي ام 


(1) هو كعب بن زهير بن أبي سلمى الشاعر المشهور صحابي معروف آذى المسلمين 
بشعره فأهدر الرسول صلى الله عليه وسل .ذمه فأسم كعب وقدم على النبى صلى 
الله عليه وس وأنشده قصيدة بانت سعاد فقبل منه النبي صلى الله عليه وسم 
وكساه بردة له. 
وقد قال المافظ ابن كثير رحمه الله بعد أن ذكر القصيدة وأنه ورد في بعض 
الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه بردته حين أنشده يي 
قال رحمه الله: وهذا من الأمور المشهورة د ولكن لم أو ذلك في شىء من 
هذه الكتب المشهورة -يعنى الكتب التى ذكرته كدلائل النبوة وسيرة ابن إسحاق 
وغيرها- بإسناد أرتضيه فالله أعلم . انظر الإصابة #/9/ا؟. والبداية والنهاية 
0ض 

(؟) اللسان مادة (قوم) 408/١١‏ 

(«) بصائر ذوى التمييز 91/4 

)( مدارج السالكين ٠١6/٠‏ 

42 


الآية 11 من سورة هود. 


) 154( 


كناك ابن شين وطس زلا عجن عه الا و سوال تنا إن كدر للينة 
صلى الله عليه وس فاستقم أنت يا محمد على أمر ربك والدين الذى ابتعثك 
به والدعاء إليه كما أمرك ربك (ومن تاب معك) يقول: ومن رجع معك 
إلى طاعة الله والعمل بما أمره به ربه من بعد كفره (ولا تطغوا) يقول: ولا 
علدو اموه لك ماتهاكم عه [إنة ها ممتوك نصير يون إن .ركنم انها 
اذا با تود بين لساك اكوا لاها رتعوي ا بع دور يي 
لامخقى عليه منها شىء وهو لجميعها مبصر يقول تعالى ذكره فاتقوا الله أيها 
“الناس أن يطلع عليكم ربكم وأنتم غافلون بخلاف أمره فإنه ذى عل با 
تعملون وهو لكم بالمرصاد.(0) 

وكان سفيان يقول في قوله تعالى: (فاستقم كما أمرت) قال: استقم 
على القرآن.!" 

قال سيد قطب رحمه الله: وإنه لما سععق الأكاة هنا أن النهى 
الذى أعقب الأمر بالاستقامة لم فق ماعن التفوى والفسى نا كان نينا 
غزة الفلقياة و المحاو و موونكف أن الأمئن بالانتشاة وها عه مدق يقظة 
وتحرج قد ينتهى إلى الغلو والمبالغة الى تحول هذا الدين من يسر إلى 
عسر والله يريد دينه كما أنزله ويريد الاستقامة على ما أمر دون إفراط 
ولا على #الاقراكك :و العلى ترات هذا" الدين عن :طيسع #الفريط. و سس ' 
وهى التفاتة ذات قيمة كبيرة لإمساك النفوس على الصراط بلا انخراف إلى 
الغلى أى: الاظمال: غك 'السواء.0) 


(1) جامع- البيان ١175/1١‏ 
() المرجع السابق نفسه ١١5/١١‏ 
() في ظلال القرآن 4/١م9؟١‏ 


) 170 


تلا كانت الاسطافة ارا محتاج إلى جهد عظيم وعمل شاق فقد قال 
على ااه رسو ويم اإاقالو لك او لكر برسي الله" عيةة ياوسدو له ' الله كن 
شبت قال::' "شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون وإذا 
يكورك" الأروقاة لق و" دكرنا . وا هدو السمورو هن عدوا 
يوم القيامة والمثلات7(') النوازل بالأمم الماضية فإنه أخذ منه مأخذه صلى 
الله عليه وس حتى شاب قبل أوانه.(؟) 

وقد ذكر الله تعالى في كتابه جزاء المستتمينفقال تعالى: (إن الذين 
قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتزل عليهم المللئكة ألا تخافوا ولا تحزنوا 
وو عله التى كنتم توعدون).!©) 

وقد ذكر ابن كثير رحمه الله في وقت تنؤزل اللاتععل لسع 
بالبشرى .ثلاثة أقوال: 

الأول أن ذلك يكون عند اموت وشبة” إلى عاهة والشدف .وزيد من 


أسل *) وابنه ويشهد لهذا القول حديث البراء./”ا 


() أخرجه الترمذى ه/400 كتاب تفسير القرآن (48) الياب السابع والخمسون 
حديث رقم (5897).وقال الترمذى: هذا حديث حسن غريب لانغرفه من 
حديث ابن عباس "إلا من هذا الوجه. وصححه الألباتى في السلسلة الصحيحة 
برقم (دهة). 

(؟) المثلة: نقمة تنزل بالإنسان فيجعل مثالا يرتدع به غيرهء وجمعه مثلات ومثلات. 
انظر المفردات مادة 0 ص 47 

(*) انظر تحفة الأحوذى ١9/6‏ 

)2( الآية ( )٠‏ من سورة فصلت. 

(4) هو الإمام الحجة القدوة أبو عبدالله العدوي العمري المدني الفقيه. حدث عن 
والده أسلم مولى عمر. كان من العلماء العاملين. توفى في ذى الحجة سنة ست 
وثلاثين ومكئة. انظر سير أعلام النبلاء ه/>2"1 وشذارت الذهب ١94/١‏ 

(5) انظر حديث البراء في مسند الإمام أحمد 799,796:888-90//4, وسنن أبىي 
داود ه/5-114١١1‏ كتاب السنة (54) باب المسألة في القبر (/؟) رقم الحديث 


(4700) وقد صححه الألبانى في صحيح أبى داود «/901 برقم 9109م 


مد) 


الثاني: أن الملائكة تنزل عليهم يوم خروجهم من قبورهم. وقد حكى 
هذا القول ابن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما.() 

القول الثالث: أن ذلك يكون عند موته وفي قبره وحين يبعث .كما نقل 
ذلك ابن كثير عن ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم. 

قال انك كني عق أن1 كز همه لاف ان 7 القول. شيدق الأحيرت 
يجمع الأقوال كلها وهو حسن عد وهو الواقع .() 

وفي صحيح مس عن سفيان بن عبدالله رضى الله (؟) عنه قال: قلت: 
بارتيعوان التقل ل بق الإسلام. خولا اسان عن مدا خوك :؟ قال ل 

آمنث بالله ثم اسهه".9) 000 

1 وفيه عن ثوبان رضى الله عنه عن الي صلى الله عليه وسلٍ قأل: 
"استقيموا ولن تحضوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولايحافظ على 
الوضوء إلا مؤمن"7) فالمظلوب من العبد الاستغامة وهى السداد فإن لم 
يقدر عليها فالمقاربة. فإن نزل عنها فالتفريط والإضاعة كما في صحيح مسم 
من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وس قال: 


"سددوا :وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا: ولا أنت 


(1) انظر جامع البيان ١١/74‏ 

(؟) انظر تفسير القرآن العظير 177-178/107 

0 هو سفيان بن عبدالله بن أبي ربيعة بن الحارث بن مالك الثقفي الطائفي أسم مع 
الوفد. استعمله عمر ع صدقات الطاكك وشهد حنيناً. انظر الإاضابة »به 

(4:) أخرجه مسم في الصحيح 58/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب جامع امات الإسلام 
)1١(‏ رقم الحديث (8/55"). 

(0) أخرجه ابن ماجه في السنن ٠١7:701/١‏ كتاب الطهارة )١(‏ باب المحافظة على 
الوضوء (4) الحديث (9/ا؟). 


وأحمد ف المسند ه/٠م؟,‏ 787 وصححه الألباني ف صحيح الجاميع برقم 986 


) 07 


يارشؤل. الله؟ 'قاك+ ولاأأنا إلاأن يتفمدق الله برحمة منه وفضل "07 فتجمع 
في هذا الحديث مقامات الدين كلها فأمر بالاستقامة وهى السداد والإصابة 
في النيات والأقوال والأعمال وأخبر في حديث ثوبان) أنهم لايطيقونها 
فنقلهم إلى المقاربة وهى أن يقربوا من الاستقامة بحسب طاقتهم كالذى 
يرمى إلى الغرض فإن لم يصبه يقاريه ومع هذا "فأخبرهم أن الاستقامة 
والمقاربة لا تنجى يوم القيامة فلا يركن أحد إلى عمله ولا يعجب ولا يرى 
أن ا قه وشيرج | نا امه بن تحط" الله وعفوة وف د 1 

وحتى تتحقق الاستقامة لابد من أصلين وهما: الاقتصاد في الأعمال 
والاعتصام بالسنة فإن الشيطان يشم قلب العبد ويختبره فإن رأى فيه داعية 
: للبدعة وإعراضاً عن كمال الانقياد للسنة أخرجه عن الاعتصام بها وإن 
رأى فيه حرصاً على السنة وشدة طلب لها ولم يظفر به من باب اقتطاعه 
عونا قزم «الاتسياة برطو هل للقن رعاو عن الاسية ا فزي فإكاد :2 
إن هذا خير وطاعة والزيادة والاجتهاد فيها أكمل فلا تفتر مع أهل الفتور 


ولا تنم مع أهل النوم فلا يزال يحثه ويكرضه حتى يخرجه عن الاقتصاد فيها 


(1) أخرجه البخارى في الصحيح 184/4 كتاب الرقاق (8) باب القصد والمداومة 
(18) حديث رقم (5438). 
ؤ أحخر جه مس في الصحيح 7١74/4‏ كتاب صفات المنافقين (00) باب لن يدخل 
أحد الجنة بعمله )١0/(‏ رقم الحديث (815/9/1؟). 

(؟) هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلمء سبي م أرافن المجاز فاشتراه النبي 
من الله عليه وس وأعتقه. فلزم الني صلى الله عليه وسلمء وحفظ عنه كثيرا 

0 من العلرة . وطال عمرهء واشتهر ذكره. شهد فتح مصرء توفي سنة أربع و خمسين. 
انظر سير أعلام النبلاء */23167 وشذرات الذهب 59/١‏ 


(9). انظر مدارج السالكين ٠١5/9‏ 


(عباو ) 


فيخرج عن حدهاء فكما أن الأول خارج عن هذا الحد فكذلك هذا الآخر 
خارج عن الحد الآخرء وهذا حال الخوارج الذين عقر أهل الاستقامة 
باتني عع سكم وسامي جع صبا حي ودرا يم امع رايم 

فكلا الأمرين خروج عن السنة إلى البدعة لكن أحدهما إلى بدعة 
التفريط والإضاعة, والآخر إلى بدعة المجاوزة والإاسراف. 

وقتال يعض الشلك: قاآامن 'اللنة بشىء إلا وتلسيطان فيه تزغعانت ما" 
إلى تفريط وإما إلى مجاوزة وهى الإفراط ولا يبالى بأيهما ظفر ولذلك قال 
:الني صلى الله عليه وس لعجة الله عدن عقوو ابن العاضن وطن "الله طتييا 0 
تبيهاً عل “ذلك "ياغبةاللها.بنعمرق إك لكل عامل شرم ولكل :شزة :قره 


برع 


3 
1 


فمن كانت فترته إلى سنة أفلح ومن كانت فترته إلى بدعة خاب وخسر 
وقد قال له ذلك حين أمره بالاقتصاد بالعمل فكل الخير في اجتهاد باقتصاد 


وإخلاص مقرون بالاتباع.(2) 


(9) هو عبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد القرشي السهمي 
إمام حير عابد أسم قبل أبيه, وله مناقب وفضائل ومقام راسخ في العلم والعمل. 
توفي سننة ثلاث وستين, وقيل سنة خمس وستين. انظر سير أعلام النبلاء 
#/رولاء شذرات الذهب ١/ع7#؟‏ 

(؟) أخرجةه الإمام أحمد في المسند ؟/88١‏ وصحح اسناده أحمد شاكر 40/١١‏ برقم 
6 


(*) انظر مدارج السالكين //ا١1-م١٠‏ 


) 07:0 


المبحث الحادي والعشرون 
الإيشار 

آثره: أكرمه ورجل أثير تمكين ممكُرّم والجمع أَثْرّاء والأنثى أثيرة 
وآثره عليه فضله وآثرت فلاتاً على نفسى من الإيشار أى فضلته وقدمته.() 

فالإيثار ترجيح شىء على غيره بمكرمة أو منفعة.(") والإيثار ضد الشح 
فإن المؤثر على نفسه تارك لما هو تاج إليه والشحيح حريص على ماليس 
بيده فإذا حصل بيده شىء بخل بإخراجه فالبخل ثرة الشح والشح يأمر 
"بالبخل كما قال الني صلى الله عليه وسلٍ: 'إاياكم والشح فإن الشح أهلك 
من كان قبلكم أمرهم بالبخل فبخلوا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا".(5) 

فالبخيل من أجاب داعى الشح والمؤثر من أجاب داعى الجود.9©) 
والإيثار أعلى مراتب الجود فإن غراتب الود ثلاثة: 

أحدهاء. أن لاينقضه البذل ولا يضعب عليه فهو .منؤلة السخاء. 

الثانية: أن بعطى الأكثر ويبقي له شيئاً أو يبقى مثشل ما أعطى فهو 
التجحوة 

الغالثة: أن يؤثر غيره بالشى مع حاجته إليه وهو مرتبة الإيثارء 
وعكس الإيثار الأثرة وهو استكثاره عن أخيه بماهو بحتاج إليه وهى المرتبة 


التى قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلٍ للأنصار وق الله هته 


٠7/4 انظر اللسان في مادة (أثر)‎ )١( 

(؟) التحرير والتتوير /9/ه 

(©) أخرجه مس في الصخيح 1993/4 كتاب البر (45) باب تحريم الظلم (15) برقم 
مما" ؛ 


١91١/59 انظر مدارج السالكين‎ (0 ١ 


( هبد ) 


"إنكم ستلقون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".(© ' 

والأنصار هم الذين وصفهم الله عز وجل بالإيشار في قوله تعالى: 
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولك 
هم المفلحون)(') فوصفهم بأفن: مانب السيعاء وكان. ولق شيم معروةا .0 

قال ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية: (ويؤثرون على أنفسهم ولو 
كان بهم خصاصة) يعنى حاجة أى يقدمون المحاويج على حاجة أنفسهم 
وكدادة باللا قله وحالن» التونا جيم - إلى انلقة وقد عد عن نول 
آلله صلى الله عليه وس الخكال ان اذه عوط 3007 وين 
المقام أعلى من حال الذين وصفهم الله بقوله: (ويطعمون الطعام على 
حبه)(”) وقوله: (وءاق المال على حبه)7") فإن هؤلاء يتصدقون وهم يحبون 
ماتصدقوا به وقد لايكون لهم حاجة إليه ولاضرورة» وهؤلاء آثروا على 
أنفسهم مع خصاصتهم وحاجتهم إلى ماأنفقواء ومن هذا المقام تصدق 
الصديق رضى الله عنه يجميع ماله فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم: 





(1) أخرجه البخارى في صحيحه 4١/*‏ كتاب مناقب الأنصار (18) باب قول النبي 
صلى الله عليه وس "اصبروا حتى تلقوني على الحوض" (8) برقم #ةلااء 
ومسل في صحيحه */4977 كتاب الإمارة *” باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء , 
)١(‏ برقم م4/ 186 

0( جرء من الآية 4 من سورة الحشر. 

(©) مدارج السالكين ؟/؟9؟ 

(4) جهد المقل: أى قدر مايحتمله حال القليل المال. انظر النهاية في غريب الحديث 
والأثر مادة (جهد) ١/0:؟م‏ 

(0) أخرجه أبو داود ”/9/ا كتاب الصلاة أبواب الوتر برقم 1445. والنسائٌ ه/مه 
كتاب الزكاة (8؟) باب جهد المقل (44) برقم 56885, وأحمد في المسند 
7 » وصححه الألبانى في صحيح أبى داود ١/الا؟-؟الا؟‏ يرقم (15445/1785). 

(9) جرء من الآية .م من سورة الإنسان. 


90و09 جرء من الآية ل/الا١‏ حروة البقرة. 


0750و ) 


"ماأبقيك لأهلك؟" فقال: "أبقيت لهم الله ورسوله".(0) 
ونطيه ارقا عاواه اسار صق أي دروي وشت لمعيه ال ات 
رجل رسول الله صلى الله عليه وس فقال: يارسول الله أصابتى الجهد 
ترس إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئاً فقال رسول اللفعى: الله عله وبر 
ألا رجل يضيف هذا الليلة رحمه الله؟ فقام رجل من الأنصار فقال: أنا 
يارسول الله فذهب إلى أهله فقال لامرأته ضيف رسول الله صلى الله 
عليه وسل لاتدخريه شيئاًء فقالت: والله ماعندى إلا قوت الصبية قال: فإذا 
1 الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئى السراج ونطوي بطوننا الليلة 
ففعلت؛ثم غدا الرجل على رسول الله صلى الله عليه وس فقال: لقد 
عجنب الله غنو وجل أى«فهك من لان وفلذنه فأنرل الله عن وجل : 
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)000) .0) 
وهنا سن أن يعم أنه لاحل إيثار يؤدى إلى ارتكاب إتلاف لايجوز 
000000 تؤثز عالك وعد كلد معطازا “مير نا للعامن فى جباكلا 
وكتذلك» الأبقان يكن ما عرس علق الوائل اديه لأعها مق رعسو يد لوال 
به عند الله وعند الناس. وكذلك لاحل إيثار يقطع عليك طريق الطلب 


والمسير إلى الله مثل أن تؤثر جليسك على ذكرك وتوجهك إلى الله فتكون . 


(1) أخرجه أبو داود في السنن +/#19«-١م‏ كتاب الزكاة (") باب في الرخصة في 
ذلك (40) برقم 1578 والترمذنى في السنن ه/4١516-3‏ كتاب المناقب (0.0) 
باك في منافيه أي بكر (5) برقم 5778 وقال: حديث حسن صحيح؛ وحسنه 
الألباق في صحيح الترمذى 70"-٠5/#'‏ برقم 18+17 88نم 
0( جرء من الآية 9 من سورة اللشر. 
(©) أخرجه البخارى في صحيحه */479 كتاب مناقب الأتصار (58) باب قول الله 
(ويؤثرون على أنفسهم) )٠١(‏ برقم /ؤ/ام 


00 انظر سيق ال ان العظي 9 


بم ) 


قد آثرته على الله وآثرت بنصيبك من الله مالايستحق الإيثار فيكون مثلك 
ككل شاف سائز :عل الطرريق. لقية وجل "قاضو هه ونانفن تعلق ورلهية فى 
فاته الرقاق وما افق المؤقيين عل الله خغالى غيرة وماء اقل الو قري الله 
تغال فز وله ةزاف الأعار ع نيدي كل الي رتفي سم بسنا 
وكذلك الإيثار باشتغال القلب والفكر في مهمات الناس ومصالهم التى 
لانتعين على المرء على الفكر النافع واشتغال القلب بالله ونظائر ذلك لانخفى 
وذلك حال الخلق والغالب عليهم فكل سبب يعود عليك بصلاح قلبك 
'وؤقتك. وحالك مع الله فلا تؤثر .به أحداً فإن آثرث يه فإنا تؤثر الشيطان 
على الله وأنت لاتعلرء ومن هذا تكلم الفقهاء في الإيثار بِالْقَربٍ وقالوا: | 

روه و سرام ان وؤاق بالمن الأ ول غيره ويتأخر هو أو يؤثره_بقربو 


من الإمام يوم الجمعة أو يؤثر غيره بالأذان والإقامة أو يؤثره بعلم يخرمه 


نفسه و يدفعه عليه فيفوز به 000 


(1) انظر مدارج السالكين ؟/807؟-9؟؟ 


عبر ) 


المبحث الثاني والعشرون 
الصفاء 

أصل الصفاء خلوص الشىء من الشوب ومنه الصفاء الحجارة 
النائية الك قعال ارك العنفا ”و الموو "بن باكر الله 3101 ٠‏ 

والمقصود هنا خلوص القلب من كل ماقد يشوب سلامته فيخلص 
توحيده لله عز وجل في المعرفة والإثبات والقصد والطلب من كل شرك 
مفرة وكبيزة» وخلعن علمه الستمدمن: كتات» الله وستة رستولة: حلى. الله 
ديع 6 ا مدي نوت كن شد 

فيالها من صفة عظيمة رفيعة القدر أنعم الله عز وجل على أنبيائه 
الكرام: بهاء قال تعالى: (وإنهم عكزنا “لق لظف «الالعار "توهال سال 
(الله يصطفي من المللئكة رسلاً ومن الناس)9؛) وقال 1 : (إن الله 
اصطفي ءادم ونوج وءال إبزهيم وطال ضو فل للف نا 

وكشا انلك كيال ونس عناوم قن ركو و إكاده يلتعي فنا مين 
الشوب الموجود في غيرهء وقد يكون باختياره وبحكمه وإن لم يتعر ذلك 
الخ الي 
بالسبحكص لمتحي تحصو اتمطني مسري لجيه 


ولايتم هذا الوصف للعبد المسلم إلا اكد الكتاب والسنة 00 


(1) جزء من الآية ١58‏ من سورة البقرة. 
(؟) المفردات عند مادة (صفو) ص م؟ 
(*) الآية لا؛ من سورة ص 

)( جزء من الآية هلا من سورة الحج. 
زه( الآية “ا من سورة آل عمرات. 


(-) انظر المفرداث عن مادة (صفو) ص م؟ 


و ) 


الأهواء والبدع والاقنداء بالسلف وترك ما أحدثه الآخرون والإقامة على 


لان 


0) 
(0 


انظر مدازج السالكين 147/7 
وأما بالنسبة لاختيار الأنبياء ليكونوا أنبياء وإعدادهم لذلك فهذا اختيار خاص 
خاضع لمشيئة الله تعالى ولا يمكن لأحد أن يكتسبه مهما بلغ في إيمانه وتقواه 


قال تعالى: (وربك يخلق ما يشاء ويختار) (القصص: 38). 


) 10 


المببحث الثالت والعشرون 
الفرح تقيض الحزن فرح فرحا ورجل قرح فرح ور( 


ونيل المشتهى فيتولد من إدراكه حالة تسمى الفرح والسرور كما أن الحزن 
والغم مسن فقد المحبوب فإذا فقده تولد من فقده حالة تسمى الحزن 
واف 110 .. 

مطلق ومقيد. 

'فالمطلق: جاء في الذم كقوله تعالى: (لاتفسرح إن اللي لامي 
الفرحين )(2) وقوله تعالى: (إنه لفرح فخور).!*) 

وقد قال ابن عباس عند قوله تعالى: (إن الله لايحب الفرحين) يقول: 
ظ الي لكا 

وقال مجاهد: المتبذخين الأشرين البطرين الذين لايشكرون الله غلى 
ماأعطاهم .(9) 


وقال كذلك: يعنى به البغى .(4) 


)0( . اللسان مادة (فرح) /01 

(؟) مدارج السالكين #//اه١‏ 

(©) انظر مدارج السالكين //ا١-مره١‏ 
(4) جزء من الآية 5 من سورة القصص. 
(ه) جرء من الآية ٠١‏ من سورة هود. 
(5) أخرجه ابن جرير في تفسيره 11١/9٠‏ 

. (/ا) المرجع نفسه. 


(م) جامع البيان +؟/١١‏ 


(1مة) 


والمقيد نوعان أيضا: 
الأول: مقيد بالدنيا ينسى صاحبه فضل الله ومنته وهو مذموم وهوالمذكور في 
قوله تعالى: (حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذنلهم بغتة فإذا هم مبلسون).(0) 

قال صاحب الظلال رحمه الله عند هذه الآية حتى إذا فرحوا با 
أوتوا غمرتهم الخيرات والأرزاق المتدفقة واستغرقوا في المتاع بها والفرح 
لها بلا شكر ولاذكر وخلت قلوبهم من الاختلاج بذكر المنعم ومن خشيته 
وتقواه وانحصرت اهتماماتهم فى لذائذ المناع واستسلموا للشهوات وخلت 
حياتهم من الاهتمامات الكبيرة كما هى عادة المستغرقين في اللهو والمتاع 
وتبع ذلك فساد النظم والأوضاع بعد فساد القلوب والأخلاق وجر هذا 
وذاك إلى نتائج طبيعية من فساد الخياة كلها عندئذ جاء موعد السنة التى ‏ 
لاتتبدل (أخذنلهم بغتة فإذا هم مبلسون) فكان أخذهم على غرّة وهم في 
سهوة وسكرة فإذا هم حائرون منقطعوا النجاة في الرجاء عاجزون عن 
التفكير في أي اتجاه فإذا هم مهلكون بجلتهم حتى آخر واحد منهم فقطع 
دابر القوم الذين ظلمون والحمد لله رب العلمين.(9) 
والثاني مقيد بفضل الله وبرحمته وهو نوعان أيضاً 

فرح بالسبب وفرح بالمسبب 

فالأول: كقوله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فيِذلك فليفرحوا هو 
نا 0 

قال ابن القيم رحمه الله: ولا شىء أحق أن يفرح العبد به من فضل 
الله ورعة اتلد “عشي لوطه وعماء" الصدون ادق دز اتنا باليجسحسدى 


)60 جزرء من الآية 5 من سورة الأنعام. 
(؟) الظلال لاثر٠ةءة‏ 


(6). الآية 58 من سورة يوتس. 


عمد) 


وارعطية )نانفو سجاه انها ذا ماف ددن الرضطة" الزن مني الس د التي 
القروق ٠‏ باقرغك: لتر هيت وشفاء الصدون التضمق تعافكها “من داك اليل 
والظلمة والغي والققم: كدالاك سي مخ كل اسع الحاين فى أعر امن 
الندنا وريعيا أ هذا الى يفن أن يفرح به ومن فرح به فقد فرح 
بِأَجَلّ مفروح بهء لا ماجمع أهل الدنيا فيها فإنه ليس بموضع للفرح لأنه 
عرضة للآفات ووشيك الزوالك ووخم العاقبة وهو طيف خيال زار الصب 
في المنام ثم اتقضى المنام وول اليف بو عي زو المع ا 

وقال صاحب الظلال: والإسلام لاخقر أغراض الحياة الدنيا ليهجرها 
الناس ويزهدوا فيها إِنما هو يزنها بوزنها. ليستمتع الناس بها وهم أحرار 
الإرادة طلقاء اليد مطمحهم أعلى من هذه الأعراض وآفاقهم أسمى من دنيا 
الأرضء الإيمان عندهم هو النعمة وتأدية مقتضيات الإيمان هى الهدف 
والدنيا بعد ذلك مملوكة لهم لاسلطان لها عليه (") 

قال أنفا رصم الله :إن القيمة العا عب أن عقي لفغئل الله 
ورحمته المتمثلين في هداه الذي يشفى الصدور ويخحرر الرقاب ويعلى من 
القيم الإنسانية في الإنسان وفي ظل هذه القيمة العليا يمكن الانتفاع برزق الله 
الذى أعطاه للناس في الأرض وبالتصنيع الذى يوفرالإنتاج المادى 
وبالتيسيرات المادية التى تقلل من شدة الكدح وبسائر هذه القي الى تدق ‏ 
الجاهلية حولها الطبول في الأرض وبدون وجود تلك القيمة العليا وسيادتها 
تصبح الأرزاق والتيسيرات والإنتاج لعنة يشقى بهاالناس لأنهايو مئذ تستخدم 
في إعلاء القيمة الحيوية والآلية على حساب القيم الإفينائية الغلنوية 21 
() انظر مدارج السالكين *//اه١‏ 
(؟) الظلال ١ث/روولاا‏ 
6 الظلال 18٠1/1١‏ 


) 6+ ( 


والثاني: هو الفرح بالمسبب كقوله تعالى: (فرحين بما ءاتلهم الله من 
فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم).(0) 

قال ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية: أى الشهداء الذين قتلوا في 
سبيل الله أحياء عند الله وهم فرحون بما هم فيه من النعمة والغبطة 
ويستبشرون بإخوانهم الذين يقتلون بعدهم في سبيل الله أنهم يقدمون 
ام وأنهم لانخافون مما أمامهم ولا خزنون على ماتركوه وراءهم ."ا 

وقد روى مس في صحيحه عن ل قال: سألنا عبدالله عن 
مده الك لضي" انين مدو انق شيل :الله أفوانا بل 'أحياء عدت ريم 
يرزقون)7) فقال: أما إنا قد سألنا رسول اتلك عله الله عليه وسلم عن ذلك 


!؟: 


5 2 
فمال: آر 


واحهم في جوف طير خض لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من 
الجنة حيث شاءت ثم تأوى إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة 
فقال هل تشتهون شيئاً فقالوا أى شىء نشتهى ونحن نسرح من الجنة حيث 
شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا 
قالوا يارب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى تقعل: في سبيلك مرة 
أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركو|"7 فهذا فرح بما نالوه بسبسب 


استشهادهم في سبيل الله تعالى. 





)0 عو من سورة آل عمرات. 

(؟) تفسير ابن كثير 7/؟4١‏ 

(0) هو الإمام القدوة العم أبو عائشة الوادعي الهمدانى اراق مسروق بن الأجدع 
ابن مالك بن أمية يقال إنه شرق وهو صغير ثم وجد قَسْمَّي مسروقا من كبار 
التابعين روى عن عدد من الصحابة مات سئة ؟5ه وقيل *5ه. انظر السير 
.؛/”5”,. شذرات ‏ الذهب ١/إلا‏ ش 

(2)4 الآية ١18‏ من سورة آل عمران. 

(4) أخرجه مسل في الصحيح م«/؟.وى كتاب الإمارة (*") باب بيان أرواح الشهداء 


(«م) الحديث (90ا//اهم1). 


)184( 


والفرح بالله وبرسوله ويالإيمان وبالسنة وبالعم وبالقرآن من أعلى 
المقامات قال تعالى: (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه 
إيملنا)() وقال تعالى:(والذين ءاتينهم الكتلب يفرحون بما أنزل إليك)7) 
فالفرح بالعم والإيمان والسنة دليل على تعظيمها عند صاحيها ونحبته لها 
وإيثاره لها على غيرها فإن فرح العبد بالشىء عند حصوله له على قدر 
حبته له ورغبته فيه فمن ليس له رغبة في الشىء لايفرحه حصوله له ولا 
يحزنه فواته فالفرح تابع للمحية والرغبة والفرق بينه وبين الاستبشار أن 
القوه بالمعتوو يعن بحصوله والاسيفان كوننه قل ,سقدوله: ]ذا كان عن 
كلاسن لجو ونين اوسن موقي تو امي اللمة ودع قن 
ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم).(©) 

والفرح صفة كمال ولذلك يوصف الرب تعالى بأعلى أنواعه وأكملها 
كفرحه بتوبة التائب 27 والمقصود أن الفرح أعلى أنواع نعي القلب ولذته 
وبهجته فالفرح والسرور نعيمه والهم والحزن عذابه والفرح بالشىء فوق 
الرضا به فإن الرضا طمأنينة وسكون وانفواج والفرح لذة وبهجة وسرور 
فكل فرح راض وليس كل راض فَرِحاً ولهذا كان الفرح ضد الحزن 
واقوضة عبن الفط والحزن يولم صاحبه والسخط لايؤلله إلا إذا كان مع 


العجز عن الانتقاء .(0) 


)١(‏ جرء من الآية 4؟١‏ من سورة التوبة. 

(؟) جرء من الآية > من سورة الرعد. 

(4)0 جرء من الآية ١١‏ من سورة آل عمران. 

(4) كما في قوله صلى الله عليه وسل: الله اهم احا ره ععنون لديف حوس 
البخارى في الصحيح ١54/4‏ كتاب الدعوات (80) باب القوبة (4) برقم 9+9 
ومسل في صحيحه 7٠١5-90١4/4‏ كتاب التوبة (48) باب في الحض على التوبة 
() برقم (040/07) ش 


)0 انظر مدارج السالكين 125-١68/9*‏ 


(6م1) 


لمبحث الرابع والعشرون 
١‏ الغيْرة 
وهى بالفتح مصدر من قولك غار الرجل على أهله وغار الرجل على 
مرأته والمرأة على بعلها تغار عير ا وغاراً وعيايا وول غيران 
و الجمع غيارى وغيارى, وغَيُور والجمع 0 
والغيرة إما أن. تكون من الشىء أو عليه؛ فالغيرة من الشىء هى 
كراهة مزاحمته ومشاركته لك في حبوبك والغيرة عليه هى شدة حرصك 
ش 'على المحبوب أن يفوز به غيرك دونك أو يشاركك في الو فد 7 
والغيرة على أنواع: ظ ظ 
الها لوف التق تلعز دده رشي ان« كته عرق عبد ابن 
فيفل "لنت كيدا فلك قعل له قيهش كا قمع كتين قل يقرهه' انيه :رضن 
به على غيره وكذلك يغار عليه أن يقع فيما حرم عليه. قال تعالى: (قل إنما 
حرم ربي الفواحش ماظهر منها ومابطن).(5) 
وفي الصحيبح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اليس ]ناك 
أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش".(5) 
١‏ النوع الثانى: غيرة العبد لربه وهى نوعان أيضا: 
غيرة من نفسه» وغيرة من غيره. 


فالتى من نفسه أن لاجمل شيئام نأعماله وأقواله وأحواله وأوقاته 





(1) اللسان في مادة (غير) 45-41١/8‏ 

0( جرء من الآية 7#" من سورة الأعراف. 

(9) أخرجه البخارى 798/١‏ كتاب الكسوف )١١(‏ باب الصدقة في الكسوف (؟) 
برقم ٠١44‏ ومسم 4 كتاب القوبة (48) باب غيرة الله (5) برقم 


فخ وف 


(5مد) 


وأنفاسه لغير ربه. 

وأما التى من غيره فهي أن يغضب لمحارم الله عز وجل إذا انتهكها 
المنتهكون ولحقوقه إذا تهاون بها المتهاونون. 

وغيرة العبد من نفسه أهم من غيرته من غيره لأنك إذا غرت من 
نفسك صحت لك غيرتك لله من غيرك وإذا غرت له من غيرك ولم تغر من 
نفسك فالغيرة مدخولة معلولة فتأملها وحقق النظر فيها. 

وأما الغيرة على الله فأعظم الجهل وأبطل الباطل وصاحبها من أعظم 
#ألثاتن: جهاد يريا أزك رصاعيا :إن مناة قد واو يعي وال السلا عه من 
أصل الدين والإسلام وربما كان صاحبها شرا على السالكين إلى الله من 
قطاع الطريق بل هومن قطاع طريق السالكين حقيقةلكنه أخرج قطع الطريق 
الي القرة و وفعاي هذا من الغيرة لله التى توجب تعظيم حقوقه 
وتصفية أعماله وأحواله لله فالعارف يغار لله والجاهل يغار على الله. 

وقد حكى عن واحد من مشهوري الصوفية أنه قال لا أستر ربح حتى لا 
أرى من يذكر الله يعنى غيرة عليه من أهل الغفلة وذكرهم والعجب أن 
هذا يعد من مناقبه ومحاسنه وغاية هذا أن يعذر فيه لكونه مغلوباً على عقله 
وهو من أقبح الشطحات وذكرالله على الغفلةوعلى كل حال خير من نسيانه . 
بالكليةو الألسن متى تركت ذكرالله الذى هو حبوبها اشتغلت بذكر مايبغضه 
ويمقت عليه فأى راحة للعارف في هذا وهل هو إلاأشق عليه وأكره إليه؟. 

وقول آخر لا أحب أن أرى الله ولا أنظر إليه فقيل له كيف قال 
غيرة عليه من نظر مثلى فانظر إلى هذه الغيرة القبيحة الدالة على جهل 


صاحبها مع أنة اق حفارة ذلله وتو اضعه :و اتكساز» .و الحتغداره النفسه. 017 


(1) انظر مدارج السالكين */45 إلى 40 


( لم ) 


المبحث الخامس والعشرون 
التواضيع 

التواضع لغة 5 التذئل تامع الرجل ذل وتواضعت الأرض : 
انخفضت عما 00 

وهو في الشرع انكسار القلب لله وتلقي سلطان الحق بالخضوع له 
والذل والاتقياد وخفض جناح. الذل والرحمة لعباد الله فلايرى له على 
عزن قطياة :وال بر له عند أحد حقاً بل برق :القضا: للناس عليه والحقوق 
اب قاف ش 
ولهذا فسر النبي ضَلى الله عليه وسلم لكر يفده اانه "القاو يط 
الحق وغمط الناس. 7 فبطر الحق: رده وجحده والدفع فى صدره كدفع 
الصائل. و"غمط الناس" احتقارهم وازدراؤهم, ومتى احتقرهم وازدراهم, 
دفع حقوقهم وجحدها واستهان بها.(©) 

والتواضع نوعان: 

أحدهما: محمود وهو ماتقدم + تعر بفه. 

والغانى: مذموم وهو ضعة؛) لا تواضع وهو نايت واي يدك 
النفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها كتواضع السفل في نيل شهواتهم 


ونواضع طالب كل حظ لمن يرجو نيل حظه منه والله. تعالى يحب التواضع 





)0 اللسان عند مادة (وضع) م/رلاة” 2 

(؟) أخرجه مسم في صحيحه 98/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب تحريم الكبر وبيانه (8*) 
رقم الحديث (لاؤث/اة). 

(©) انظر الروح ص١"‏ ومدارج السالكين ؟/م 

(؛4) الضعة: خلاف الرفعة في القدر وهى الذل والهوان والدناءة. 
اللسان عند مادة (وضع) م/لاة” والنهاية لابن الأثير باب الضاد مع العين 


وم 


)188( 


-وسفض' الصعة نو المبانة 0 

وكلامنا سوف يكون بإذن الله عز وجل حول التواضع المحمود على 
اسان اند اعت اوقيناف القلب السلم . 

1ط للتواضع شرطان حتى يحمد فاعله وهما: 

الأول: الإخلاص: لأن الله عز وجل لايقبل من العمل إلا ماكان 
عالقا ليه القرى ١‏ وق عاة مطترسا وذلك :4 وله :من اللحبه 
عليه وسل: وقاتواضع حبني لله جوع اللي 0 

الثانى: القدرة: فإن من ترك الشىء لأنه لايقدر. عليه لايعد متواضعا 
قال صلى الله عليه و سم : 0 ترك اللياس تواضعاً لله وهو بقدر عليه 
دعاه الله يوم القيامة على رووين الللاقق معن عرو ست أى بعلن لزان 
ام هي" ا 

والتواضع على درجتين: ٠‏ 

الدرجة الأولى: التواضع للدين: وهو الانقياد لما جاء به الرسول 


4 


صلى الله عليه و سم والاستسلام له والإذعات وذلك بثلاثة أمور: 





() انظر الروح ص ١ 0 "١4-١8‏ 

(؟) كما في الحديث القدسى: 'أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه . 
فكنعن فى اله سرك ” أخرجه مس في صحيحه 84/4 كتاب الزهد 
والرقائق (08) باب من أشرك في عمله غير الله وفي نسخة باب تحريم الرياء 
(ه) رقم الحديث (6/45م؟؟). 

(©) أخرجه مس في ممسنه زود ففيات الن #الضلتحة والآذاف "(ه )"نات 
استحباب العفو والتواضع (19) رقم الحديث (ود/لهمة؟). 

(4) أخرجه الترمذى في الجامع. الصحيح انهاه كتاب :ضفة القيامة (2+)اباب (وس) 
رقم الحديث (١481؟)‏ وقال الترمذى: هذا حديث حسن. 
وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذى «/«.” برقم (/0319؟-5511). 


(ه) اتنظر تفصيل ذلك في مدارج السالكين ؟/""" إلى م"؟ 


(84م1) 


الأول أنه لاسا رض :كينا سحاد بن ونى ونين السا يعات الأريع 
السارية في العالم المسماة بالمعقول. والقياسء والذوقء والسياسة. 

فالأولى: للمنحرفين أهل الكبر من المتكلمين الذين عارضوا نصوص 
الوحى بعقولاتهم الفاسدة وقالوا: إذا تعارض العقل والنقل: قدمنا العقل 
وعزلنا النقل إما عزل تفويض وإما عزل تأويل. ٠‏ 
3< والله عز وجل بين لنا أن الذى يدفعهم إلى ذلك هو الكبر الذى في 
قلوبهم قال تعالى: (إن الذين يجلدلون في ءايلت الله بغير سلطلن أتهم 
إن ل« طكدويف. ل كن نات لكيه فداسكة واللعة إنذ ندق اللمقيع 
البصير ).[0) ظ 

والثانية: للمتكبرين من المنتسبين إلى الفقه, قالوا إذا تعارض القياس 
والرأى والنصوص: قدمنا القياس على النص ول نلتفت إليه. 

والغالثة: للمتكبرين المنحرفين من المنتسبين إلى التصوف الزهد فإذا 
تعارض عندهم الذوق. والأمر قدموا الذوق والحال ولم يعبأوا بالأمر. 

والرابعة: للمتكبرين المنحرفين من الولاة والأمراء الجائرين» إذا 
تعارضت عندهم الشريعة والسياسة قدموا السياسة ولم بلتفعوا إلى حكم 
الشريعة. 

فيؤلا الأربعة هم أعل. الكبر» والشواضع التغلص مين .ذلك كله 

الثانى: أن لايتهم دليلاً من أدلة الدين بحيث يظنه فاسد الدلالة أو 
ناقص الدلالةأو قاصرهاأو أن غيره كان أولى منه, ومتى عرض له شىء من 
ذلك فليتهم فهمه وليعلم أن الآفة منه والبلية فيه وقد أحسن من قال ؛(0) 
(1) الآية >6 من سورة غافر. 1 
م( هذان البيتان ذكرهما ابن القي في مدارج السالكين ؟/4؟ 


) 16. ( 


ركم سو عاقك قولاً صعيه], :و انسهاسمين الفهن :اكيب 

ولكن تأخذ الأذهان مسه. على قدر القرائح والفهوم 

الثالث: أن لاجد إلى خلاف النص سبيلا البتةلابياطنه ولا بلسانه ولا 
بفعله واعم أك المشتالف للقن القو مسبو عد وشيخه قله ان اليرانة 
ومعقوله وذوقه وبائعه ١3]‏ كان عه الله معدؤىا دولاو اله ماهو 
تددو عاك بعالك لقوله لنصوص الوحى أوالر امقر عدد الله رس له 
وول فكيه والم و مدن عن غباده. فواعجباً إذا اتسع بطلان المخالفين للنصوص 
لفنتى ين غالقها مقليدا أو حاوية أو القن لاف كس غناق عن عدن امن 
خالف أقواله وأقوال شيوخهم لأجل موافقة النصوص؟ وكيف نصبوا له 
الحبائل (©, ونعوه الغوائل7. ورموه بالعظائم, وجعلوه أسوأ حلاً من 
أرباب الجراكم؟ ؟ فرموه بدائهم وانسلوا منه واد" وقذفوه بمصابهم. وجعلوا 
تعظيم المتبوعين ملاذاً لهم ومعاذا. 

واعلم أنه لاعقق ذلك. كله7) إلا من انساوف د توق قاد 
يتوق دي انين تلق بو الساطشة وه يكواك دك" إل توي «اللسدعين ول 
وإدارة النظر في أعلام الحق وأدلته والتجرد لله من الهوى. قال تعالى: 
(يلأيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم 
ويغفر لكم والله ذو الفضل العظم).9©) وقال تعالى: (يلأيها الذين ءامنوا 
اتقوا الله وءامنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تقشون. 


به ويغفر لكم والله غفور زحي ).لءا 


() الحبائل: هى المصايد. واحداتها حبالة بالكسر وهى مايصاد بها من أي شىء 
كان. انظر اللسان 15/1١‏ مادة (حبل). 

(؟) الغوائل: هى الدواهي. انظر اللسان 609//1١‏ مادة (غول). 

(©) المراد تحقيق الأمور الثلاثة التى بها يكون التواضع للد 

(4) + الآية :هة.من.سورة الأنفال- 


(8) 'الأية من موود اديه 


(91ة) 


فال سيد قطب رحمه الله عند آية الأنفال: هذا هو الزاد وهذه هى 
عدة الطريق زاد التقوى التى تي القلوب وتوقظها وتستجيش فيها أجهزة 
الحذر والحيطة والتوقيء وعدة النور الهادي الذى يكشف منحنيات الطريق 
ودروبه على حد البصر فلا تغيشه الشبهات التى تحجب الرؤية الكاملة 
الصحيحة, ثم هو زاد المغفرة للخطاياء الزاد المطمئن الذى يسكب الهدوء 
والقرار وزاد الأمل في فضل الله العظيم يوم تنفذ الأزواد وتقصر الأعمار. 
إنها حقيقة: إن تقوى الله تجعل في القلب فرقانا يكشف له متعرجات 
الطريق ولكن هذه الحقيقه -ككل حقائق العقيدة- لايعرفها إلا من ذاقها 
عاذ إن الوضف "لاقل مداق هذه اتلقينة ان 1 يذكها! 
إن. الأمور تظل متشابكة في الحس والعقل. والطرق تظل متشابكة في 
النظر والفكرء والباطل يظل ملتبساً بالحق عند مفارق الطريق ! وتظل الحجة 
تفحم ولكن لاتقنع, وتسكت ولكن لايستجيب لها القلب والعقلء ويظل 
الكذل غيعاً والمناققة بهد ضائعاً..:ذلك مام حكن عت التقوى :-فإذا كات 
استسار العقل» ووضح الكق وتكشف الطريق واطمأن القلبء واستراح 
الضمير. واستفرت القدم وثبتت على الطريق. 
إن الحق في ذاته لايخفى على الفطرة.. إن هناك اصطلاحاً من الفطرة 
على الحق الذي تطرك: عليه والذئ «خلعت يه اسم ات و الا رضن وال 
الهوى هو الذى يول بين الحق والفطرة»الهوى هو الذى ينشر الغبش 
ويحجب الرؤية ويعمى المسالك ويخفى الذزوات::< و لقوق الاحنافكه اليم 
إغما تدفعه التقوى.. تدفعه مخافة الله ومراقبته في السر والعلن 0 ثم 
هذا الفرقان الذى ينير البصيرة ويرفع اللبس وععت اطرنة: وهو أمر 
لايقدر بثمن.. ولكن فضل الله العظيٍ يضيف إليه تكفير الخطايا ومغفرة 


الذنوب» ثم يضيف إليهما "الفضل العظي ". 


) 15+ ( 


ألا إنه العطاء العميي الذى لايعطيه إلا الرب الكريم ذو الفضل 
العظيم )60 

الارحة القاتية» أنه #رستى عا وطن الاق ايه" لتفسه عيذ ا تج المسابسيق 
أعا “واق :له ترجه عدن لك سما وو أن حقتل من المعدد و معاة بر 
وأى قبيح أقبح من تكبر العبد على عبد مثله لايرضى بأخوته وسيده راض 
بعبوديته ؟ ٠‏ 

. و.يترتب على ذلك أن المتكبر غير راض بعيودية سيله إذ عبوديته 
توعجي :رضاة :يكوه عبدهء«وقد ذكر الله عو .وصل آخوة المؤسيخ: فى:.مواطن 
عديدة من كتابه وأثنى عليها .فقال تعالى: (إِنما المؤمنون إخوة)7) .وقال 
تعالى: (واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنت أعداء فألف بين قلوبكم 
فأصبحتم تعمعه إخونا )20 قال صاى اللة«علية وسل:"المسلم لفق ”0 

وكذلك 'تشمل هذه الدرجة قبولك الحق ممن تحب وممن تبغعض قال 
ع أ 
تعالى: (يلأيها الذين ءامنوا كونوا قوّمين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم 
شنعان قوم على أن لاتعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله 
خبير بما تعملون).[0) 


وتشمل كذلك قبول معذرة المعتذر فإن هذا من تام التواضع وحتى 


(1) في ظلال القرآن ١489/«‏ 

(؟) جرء من الآية ٠١‏ سورة الحجرات. 

69 جزء من الآية ٠١‏ سورة آل عمران. 

(:) أخرجه البخارى في صحيحه 15١/8‏ كتاب المظالم (45) باب لايظلم المسلم المسلم 
(©) رقم الحديث (5445) ومس في صحيحه 1995/4 كتاب البر (40) باب 
تحريم الظلم (16) رقم الحديث (8ه/5080). 


(4) الآية لم سورة المائدة. 


( عو ) 


إن رانس فق عنشره غللا لان مزه عليه ول لاجد ونه قال مل الللسحه 
عليه وشلة: المؤمن غر كريم 27 والفاجر خد" لعب ".00 

ولقد كان النبي صلى الله عليه وَسمم إمام المتواضعين ومن أمثلة ذلك 
قوله صلى الله عليه وسلم: لاتطرونى كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا 
عبد فقولوا عبد الله ورسوله". 99 

وغعن أنس رضى الله عنه 'قال: 'ولقد رهن رسول الله صلى الله 
عليه وس درعه بشعير. ومشيت إلى النبي صلى الله عليه وسمم بجخبز شعير 
'وإهالة م 6 ولقد سمعته يقول: ما أصبح لآل محمد صلى الله 


عليه وسمُ إلا صاع ولا أمسى. وإنهم اشئعة اينات 077 


70 لكريم أي لجسن بذي نكر فهو ينلخدع لانقياده ولينه والمراد أن الموّمن 
المحمود من طيعة" العزادة وؤقلة ‏ الفطنة” للش وخرك: المت نه و ليس ذلك فته 
جهلا ولكنه كرم وحن كل انظتن الحساية ل غدرية لديف والأتز ماده 
(غرر) /4ة#م-ووم 

(؟) الخب بالفعح الخداع وهو الذي يسعى بين الئاس بالفساد وقد تكسر خاوٌه وأما 
المصدر فبالكسر لاغير. انظر النهاية في غريب الحديث والأثئز مادة (خبب) ؟/4 

(©) أخرجه أحمد في المسند */#84. وأبو داود في السن ه/44١‏ كتاب الأدب رقم 
(5*) باب في حسن العشرة (1) رقم الحديث (40/80) والترمذى في الجامع , 
الصحيح 54 كتاب البر (8؟) باب ماجاء في البخيل )4١(‏ رقم الحديث 
(1434) وقال الترمذى: هذا حديث غريب لانعرفه إلا من هذا الوجه. وحسنه 

العوخ الألباق ف صحيح 0 داود #/ة.ة برقم (. مسي با ) 

(4) أخرجه البخارى في صحيحه 440/8 كتاب أحاديث الأنبياء (10) باب ٠‏ قول الله 
تعالى: (واذكر في الكتاب مريم) (48) رقم الحديث (640©). 

() الإهالة السنخة: كل شىء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة وقيل هو ما أذيب 
من الألية والشحم وقيل الدسم الجامد والسنخة المتغيرة الريح. انظر النهاية في 
غريب الحديث والأثر مادة (أهل ) 84/١‏ 

(9) أخرجه البخارى في صحيحه 7٠١/9‏ كتاب الرهن (48) باب في الرهن في 


الحضر...(١)‏ رقم الحديث (م.ه؟). 


(94د ) 


وقد قال صلى صلى الله عليه ومسل: "إن اللحه: أوعئ. إلى أن 
تواضعوا حتى لايفخر اد على د ولا ييبغى الحق على ".600 
وقال صلى الله عليه وسل: "اعنم فيان نوما دزة الله هيدا 


بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله".(9) 


00 أخر جه مسلم قِ صحيحه 919//4١99-9١7؟‏ كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها (١ه)‏ 
0٠3‏ باب الصفات التى يعرف بها فى الدنيا (15) رقم الحديث .)١858/54(‏ 


(؟) تقدم ترجه ص (١م١)‏ 


(ه5؛ ) 


المبحث السادس والعشرون 
الطهر 

07 نقيض النجاسة والجمع أطهار وقد ظهر يطهر وطهر طهر 

وطهارة.(١‏ 
' والطهارة ضربان: جسمانية ونفسانية وحمل عليهما جانة الآيات.7) 
فمن الأول: قوله تعالى: (فاعتولوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى 
يطهرن).("! وقوله تعالى: (وإن كنتم جنباً فاطهروا).9©) وغير ذلك من 

"الآيات. 
ومن الآخر: قوله تعالى: (وإذ قالت المللعكة يامريم إن الله اصطفلك 
دوكيزك- رافقاك هل شام اسن ا رفوو نبال زر رغا برميةالنه "ناس 
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)7) وغير ذلك من الآإيات. 
وطهارة القلب لاريب أنها من الضرب الثاني قال تعالى: (يلأيها الذين 
ءامنوا لاتدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير نظرين إنله 
ولكن إذا دعي فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مسعأنسين لحديث ان 
ذلكم كان يوذى النى فيستحبى منكم والله لايستحبي من الحق وإذا 
سالتموهن متلعاً فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن . 


(). اللسان عنده ماده (طهر) 604/4 
(0) بصائر ذوى التمييز /8/ه 

(+) جرء من الآية ؟5؟ من سورة البقرة. 
(4) جرء من الآية 5 من سورة المائدة. 
(6) الاية 4*9 من سورة آل عمران. 


)05 جرء من الاية ”7 من بسورة الأحزاب. 


) 955( 


يناعن الك أ تقذ الومهوك اند زلا أن قينا أزرسة نتن بده أبذا 
إن ذلكم كان عندالله عظيما)() 

رهد الآية هي آية الحجاب قينا أحكام واداب شرعية عظيمة. 

روى البخارى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال لما تزوج 
رسول الله صلى الله عليه وَسمُ زينب بنت جحش دعا القوم فطعموا ثم 
جلسوا يتحدثون وإذا هو يتأهب للقيام فلم يقوموا. فلما رأى ذلك. قام فلما 
قام قام من قام وقعد ثلاثة نفر فجاء البى صلى الله عليه وس ليدخل فإذا 
' القوم جلوس ثم إنهم قامواء فانطلقت فجئت فأخبرت البى صلى الله 
عليه وسم أنهم قد انطلقوا فجاء حتى دخل فذهبت أدخل فالقى الحجاب 
ع فونه الوك للد :يلا بجا انوت إمان ا نظيو لويف ال ا 11 
وفي هذه الآآية يأمر الله عباده بالعادف مع رسول الله صلى الله عليه وس 
في دخول بيوته ووضع لدخولهم: شرطين الإذن منه صلى الله عليه وسلمل 
بالدخول وأن يكون الجلوس بمقدار الحاجة لأن الانتظار الزائد كان يؤذى 
النى صلى الله عليه وس ويشق عليه حبسهم إياه عن شؤون بيته وأفقاله 
فيه فيستحي أن يقول لهم اخرجوا كما هي عادة الناس وخصوصا اهل 
الكرم منهم يستحيون أن يخرجوا الناس من مساكنهم ولكن الله لايستحجي 
من الحق فالأمر الشرعي ولو كان يتوهم أن في تركه أدبا وحياء فإن “الحرم. 


اتباعه وأن يجزم بأن ماخالفه ليس من الأدب في شىء, ثم بين تعالى 


)0 الآية “اه من سورة الأحزاب. 
(؟) أخرجه البخارى في صحيحه +/9-507/؟ كتاب التفسير (16)) تفسير سورة 


الأحزاب (عم) باب لاتدخلوا بيوت النى.. الاية(8) برقم 4/4١‏ 


( ووم 


الأدب في مخاطبة أزواج الننى صلى الله عليه وسل عند الحاجة إلى ذلك أن 
يسألن من وراء خجاب أي يكون بينكم وبينهن ستر يستر عن النظر فصار 
النظر إليهن ممنوعاً بكل جال وكلامهن فيه التفصيل الذي ذكره الله(2. ثم 
ذكر الحكمة في ذلك بقوله: (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) لأنه أبعد عن 
ابوبة كلما بعد الاسات عن الأسباب: الداعنة” إلى الشن فإنه أسر الي 
لقلبة ثم ذكر الله تعالى القاعدة العامة(وماكان لكم أن تؤذوا رسول الله) 
أي أذية قولية أو فعلية يجميع مايتعلق به. (ولا أن تنكحوا أزواجه من 
“بعده أبداً) وهذا من جمله مايؤذيه فإنه صلى الله عليه وسلٍ له مقام 
التعظي والتوففة بو الإكراء بوكزواع أرق ددمتو بتخذه ل بهذا المعام يميا 
فإنهن زوجاته في الدنيا والآخرة وا بأقية بعد 0 ١‏ فلذلك لاحل 
تكاح زوجاته بعده لأحد من أمته (إن ذلكم كان عقنة الله عظيها )وقد 
٠‏ امعليت هذه الأمة هذا الأمر واجتنبت مانهى الله عنه ولله الحمد 
والشكر.(؟) 

وقال تعالى: (يلأيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز 
فاهجر )9©) روى البخارى رحمه الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وس 
وهو يحدث عن فترة الوحى أنه قال: فبينا أنا أمشى إذ سمعت صوتا من 
السماء فرفعت رأسي فإذا هوالملك الذى جاءني بحراء جالس على كرسي بين 


() وذلك في قوله تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن اقول 
معروفاً) (الأحزاب: ؟2). 

(؟) وهذا خاص بالني صلى الله عليه وس وأما غيره فقد يكون من البر به التزوج 
بامراته بعد موته قاط عليها على أبنائه . 

() انظر تيسير الكريم الرحمن 119/5-١؟1‏ 


ع( الآيات ١-م‏ من سورة المدثر. 


)158( 


السماء والأرض. فجئثت منه رعبا. فرجعت فقلت زملونى زملونى فدثرونى 


فأنزل 


الله تعالى: (يلأيها المدثر -إلى- والرجز فاهجر) قبل أن تفرض 


الصلاة وهي الأوئان"(2© وقد ذكر العلماء في قوله تعالى: (وثيابك فطهر) 


ول 


1 وقمناده:- 


20( 
(0 


0) 


كثيرة ولكنها في رأبي ترجع إلى قولين: 

الأول: أن المراد بالثياب القلب. 

الثانى: ان المراد بالثياب الملبوسات في الظاهر. 

وبالقول الأول قال ابن عباس رضى الله عنهما!') وهو قول إبراهِيم 


والضحاك والشعى (5) و روني 180150 فاق تبن تبي 13د بويقليك 


)اخروخية م في صحيحه 89//ا91, كتاب التفسير (6*) سورة المدثر (74) 


حا 1 فقال: أرأيت قول الله: 0 فطهر ) قال: لاتلبسها على معصية 
ولا على غدرة ثم قال: أما سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي: 

إلى بحمد الله لاثوب فاجر لبست ولا من غدرة اتقنع 

أخر جه ابن جرير في تفسيره ١48/99‏ 

هو عامر بن شراحيل الشعبي الحميري أبوعمرو الكوفي علامة الكوفة وكات إماما 
حافظاً أدرك خلقا من الصحابة وروى عنهم وعن جماعة من التابعين أثنى عليه 
الحفاظ كثيراء توفي سنة 8١٠ه.‏ انظر البداية والنهاية 89/9؟. وتهذيب التهذيب 
ه/" 1 


اهو حمد بن مسلم بن عبيدالله بن شهاب بن زهرة الإمام العلم الحافظ أبوبكر 


الوني الزهرى المدني نزيل الشام كان عابدا عالما بالسنة والحديثء» توفي سنة 
أدبع أو ثلاث وعشرين ومائة رحمه الله تعالى. انظر صفة الصفوة .١175/5”5‏ وسير 
أعلام النبلاء 6/ه؟م 

انظر جامع البيان ,.155-1١46/99‏ وتفسير البغوى »4١9/54‏ وندج البارى م//9/ا" 
هو سعيد بن جبير بن هشام الإمام لقاش الرض ءا امقس أبن عمق ويفا بق 
عبد الله الأسدى الوالى مولاهم الكوني أحد الاعلام» روى عن ابن عباس وعن 
غيره من الصحابة وحدث عنه خلق قتله الحجاج عام هذه رحمه الله تعالى 


ورضى الله عنه. انظر السير 51/4*, شذرات الذهب ٠١8/١‏ 


هو ) 


ونيتك فطهر.(© ٠‏ 
قال ابن القيِ رحمه الله تعالى: وجمهور المفسرين من السلف ومن 
بعدهم على أن المراد بالثياب ههنا القلب والمراد بالطهارة إصلاح الأعمال 
والأخلدىق © 
خسار رصم الله قيال لتقو نالك« لقعي نا كنه وعيال 
عليه بطريق التنبيه واللزوم وإن لم تتناول ذلك لفظاً فإن المأمور به إن 
كان طهارة القلب فطهارة الشوب وطيب مكسبه تكميل لذلك فإن خبث. 
'المليس يكسب القلب هيئة خبيثة كما أن خبث المطعم يكسبه ذلك ولذلك 
حرم لبس جلود النمور والسباع بنهى الني صلى الله تعالى عليه و آله وس 
عن ذلك في عدة أحاديث صحاح لا معارض لها.9) لما تكسب القلب من 
اليقنة المقبابية 'تلعذك الحيوانات فإن الملابسة الظاهرة تسرى إلى الباطن 
وتذللكة عو لعن الكرير و النقاهي عل :التذكور !"حار يكفيب لقنب من 
الهيئة الى تكون لمن ذلك لبسه من النساء وأهل الفخر والخيلاء.والمقصود 
أن 'طهارة العوب وكونه من مكسب طيتب هو من قام. ظطهارة. القلب 


وكمالها. فإن كان المأمور به ذلك فينو ؤسيلة' معمنوذة: لغيرها .فالقصود 





(1) ذكره البغوى في تفسيره 4١/4‏ 

(؟) إغاثة اللهفان ١/؟ه‏ 

(*) منها حديث معاوية لما قال له المقدام: أنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله نهى 
عن لبس جلود السباع والركوب عليها قال: نعم .. الحديث أخرجه أبو داود 
5 كتاب اللباس باب في جلود النمور والسباع برقم ١١‏ وصححه الألبانى 
في صحيح أبي داود ؟/ثملالا برقم (40/9"). 

(4) كمافي حديث علي قال: ل 
والمثيرة الحمراء أخرجه أبو داود 48/4 كتاب اللباس باب من كره لبس الخرير 


برقم 400١‏ وصححه الألبانى في صحيح أبى داود ؟/54/ا-50لا برقم (8439). 


افيه أل كن لامو ا 

وإن كان المأمور به طهارة القلب وتزكية النفس فلا يتم إلا بذلك 
فون لاله (المرا دعن مولا 

قال" ابف عمهر ا" ركه الله أرقا افد أكذى الأهو انوعد أن 
كون اللراه بجميع ذلك 00 ٠‏ 

والطهارة والزكاة متلازمان ولذلك جمع الله بينهما في قوله تعالى: 
(خذ من أمؤلهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)(؛) فإن نجاسة الفواحش 
والمعاصى في القلب بمنزلة الأخلاط الرديئة في البدن وبمنزله الدغل في 
الزرع وبمتزله الخبث في الذهت والفضة والتعاس والديد. فكما أن البدن 
إذا استفرغ من الأخلاط الرديئة تخلصت القوة الطبيعية منها فاستراحت 
فعملت عملها بلا معوق ولا مانع فكذلك القلب إذا تخلص من الذنوب 
بالتوبة فقد استفرغ من تخليطه فتخلصت قوة القلب وإرادته للخير فاستراح 
من تلك الجوانب القاسية والمواد الرديئة فإذا تم له ذلك زكا ونما وقوى 


واشتد وجلس على سريرملكه ونفذ. حكمه فى رعيتة فسمعت له :وأطاغت (ه) 


)0( إغاثة اللبفان ١/6-64ه‏ 

(2)9 هق أميز المؤمدين في الويف بذاقط العم هيات الذي أبن القصيل: امد بن 
علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد الشهير بابن حجر نسب ةإلى آل حجر ' 
الكنانى العسقلانى الأصل المصرى المولد والمنشاً والدار والوفاة الشافعى له الكثير 
من التصانيف الناقعة منها فتح البارى بشرح صحيح البخارى وتهذيب التهذيب 
والإصابة في تمييز الصحابة والدرر الكامنة وديوان شعر وغيرهاء توفى سنة 6818 ه 
رحمه الله. انظر شذرات الذهب. /١/١77؟2‏ معجم المؤلفين ٠١/7‏ 

(©) فتح البارى 04/8> 

(4) جرء من الآية ٠١‏ من سورة التوبة.. 

زه كما في حديث الععانابن يقي "ألا وإن في الد مضغة إذا صلحت صلح 
الجسد كله.. الحديث 


وقد تقدم غخرخهدص (9] . 


0 


ولا سبيل إلى زكاته إلا بعد طهارته كما قال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا 
من أبصلرهم وخفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير با 
يصنعون )07) فجعل الزكاة. بعد غض البصر وحفظ الفرج. 

وغض البصر وحفظ الفرج فيه خضوع لاأمرالله به وترك لمانهى عنه 
فيهمًا إذا طيارة للعنت "غأنهما شأن باق الأوافن*والنوتاه: 

ولكننا نلاحظ التركيز على مسألة حفظ الفرج وغض البصر في هذه 
الآية وفي آية الحجاب المتقدمة إذ أن من أهم كم فرض الحجاب قطمٌ 
: الطريق على العين من أن تنظر إلى الأجنبيات مما قد يؤدى إلى مفسدة 
أعظم وهى الوقوع في الزنا فضلاً عن أن نظر العين إلى. ماحرم عليها أن 
تنظر إليه يعتبر زنى بحد ذاته7") وهذا التركيز على مايبدو إنما هو لما في 
غض البصر من فوائد عظيمة. ٠‏ 

منها حلاوة الإيمان ولذته الى هى أطيب وألذ مماصرف بصره عنه 
وقركه لله قعال 'فإث مق مرك فيا لله عوهه لله يرا امنه: لتقن مولعة 
عب (التطين إل لصون" اظيلة" والسوير الك" الفلوامؤقه .يطل "اقلت اده 


فيتعب ويُتهِب رائده كما قيل:(5) 


وكنت متى أرسلت طرفك رائداًٌ ١‏ لقلبك يوماً أتعبتك المناظسر 
ربت الذي لاكله أنت: قنادر عليه ولا عن بغضة أنت :ضاير 





68 الآية ٠‏ من سورة التور. 

(؟) كما في حديث ابن عباس: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك 
لامحالة فزنا العين النظر... الحديث أخرجه البخارى 1١9/4‏ كتاب الاستكذان 
(79) باب زنا الجوارح دون الفرج (؟١)‏ برقم *4؟5 
وأخرجه مسم في صحيحه 7١45/4‏ كتاب القدر (45) باب قدر على ابن 
حظه من الزنا(0) برقم ١٠/لاه”؟‏ 


(#) ذكر هذه الأبيات ابن القي في إغاثة اللهفان 4/١‏ 


) 70+ ( 


فإذا كف الرائد عن الكشف والمطالعة استراح القلب من كلفة الطلب 
والإرادة فمن أطلق للحظاته دامت حسراته. 

ومنها نور القلب وصحة الفراسة وقد قال تعالى عقيب أمره للمؤمنين 
بغض أبصارهم وحفظ فروجهم (الله نور السكؤت والأرض )27 وسر هذا 
أن الجزاء من جنس العمل فمن غض بصره عما حرم الله عز وجل عليه 
عوضه الله تعالى من جنس ماهو خير منه فكما أُمسك نور بصره عن 
المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه فرأى به مالم يره من أطلق بصره وم 
' يغضه عن حارم الله تعالى والله أعام . 

ومنها قوة القلب وثباته وشجاعته فيعطيه الله تعالى بقوته سلطان 
.النصرة كما أعطاه بنوره سلطان الحجة فيجمع له بين السانين كما قال 
تعالى: (ولله العزة ولرسوله وللمومتين)!) فلا عز إلا في طاعة الله. وفى 
اا لسو 01 ارزع الأفلان و ل الام 

فالمقصود أن زكاة القلب موقوفة على طهارته قال تعالى: (ولولا فضل 
الله عليكم ورحمته مازكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكى من يشاء 


والله سنس علي )(*ا ذكر الله تعالى ذلك عقيب تحريم الزنا والقذف ونكاح 





(1) جزء من الآية 8ه" من سورة النور. 

(؟) جرء من الآية م من سورة المنافقون. 

(+) القنوت: الطاعة والسكوت والدعاء والقيام في الصلاة وأقنت دعا على عدوه. 
القاموس المحيط مادة (القنوت) ص ؟١؟‏ 
والمراد هنا الدعاء في صلاة الوتر. 

٠ -)4(‏ افريوة الححد 3 المسند 1949/١‏ وأبو داود في السنن ؟/ ١4-١5‏ كتاب الصلاة 

(؟) باب القنوت في الوتر (40*) رقم (4؟14) وصححه الشيخ الألبانى في 
صحيح أبي داود 7519/١‏ برقم (58؟1). 


)6( جرء من الآية ١؟*‏ من سورة النور. 


(م“”) 


الزانية فدل على أن التزذكى يكون باجتناب ذلك واجتناب ذلك طهارة 
ل 0 

والقلب الطاهر قلب موحد ولذلك فالقلب المشرك لم يرك لأنه لم 
يطين خخلاك قلنب المؤمق. قال تغالى: (وويل اللمفركين. الذين لايوتون 
الدوة ]0 

قال ابن القي رحمه الله: قال أكثر المفسرين. من السلف ومن بعدهم: 
وهى التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان هو الذى به يزكو القلب 
"فإنه يتضمن نفي إلهية ماسوى الحق من القلب وذلك طهارته وإثبات إلهيته 
سبحانه وهو أصل كل زكاة و0 

والقلب الطاهر قلب صادق مقبل على الحق لامحرف كلام الله 
عز وجل من بعد مواضعه ولذلك قال تعالى عمن اتصف بعكس هذه 
"الضفات: (أزلعك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم)9©) قال ذلك بعد قوله 
تعالى: (سمعون للكذب سمعون لقوم ءاخرين لم يأتوك يحرفون الك 
من بعد مواضعه).(5) 

والقلب الطاهر مقبل على ربه لايشبع من كلامه. 

َال ابن القبم رحمه الله فالقلب الطاهر لكمال حياته ونوره وتخلصه , 
من الأدران والخبائث لايشبع من القرآن ولايتغذى الابحقائقه ولا يتداوى 


إلا بأدويته بخلاف القلب الذى لم يطهره الله تعالى فإنه يتغذى من الأغذية 


(1) انظر إغاثة اللهفان ١/5؛‏ إلى 48 

(9) جرء من الآية + وجرء من الآية لا من سورة فصضلت. 
() إغاثة اللهفان 49/١‏ 

| (4) جرء من الآية 4١‏ من سورة المائدة. 


زه( جزء من الآاية ١‏ من سورة المائدة. 


).4( 


الى تناسيه سب مافيه من التجاسة لأنه كالبدن العليل المريض لا 
تلائمُه الأغذية التى تلائم الصحيح.(0) 

وقد دل قوله تعالى: (أولئك الذين ل يرد الله أن يطهر قلوبهم) على 
أن قول الباطل و تحريف الحق سبب في عدم طهارةالقلب فإنه تعالى لم 
يرد(" أن يطهر قلوب القائلين بالباطل المحرفين للحق.!") وقد دلت الآية 
كذلك على أن من م يطهر قلبه لابد أن يناله الخزى في الدنيا والعذاب في 
الآخرة بحسب لنجاسة قلبه وخبثه ولهذا حرم الله سبحانه وتعالى الجنة على 
"من في قلبه نجاسة وخبث ولا يدخلها إلا بعد طيبه وطهره فإنها دار الطيبين: 
(طيتم فناء ظلدوها علزو ين ) الأ أئ ادسانوها بعنتتطبك ‏ والبضاره عدد 
الموت لهؤلاء دون غيرهم, قال تعالى: (الذين تتوفئهم الملنيكة طيبين 
يقولون سللم عليكم ادخلوا الجنة بما كثتم تعملون)0©) فالجنة لايدخلها 
خبيث ولا من فيه شىء من الخبث فمن تطهر في الدنيا ولقى الله :ظاغرا 
من لمجاسته دخلها بغير معوق. ومن لم يتطهر في الدنيا فإن كانت نجاسته 
عينيه كالكافر لم يدخلها بحالء وإن كانت نجاسته كسبية عارضة دخلها بعد 


مايتطهر في النار من تلك النجاسة07) ثم لايخرج منها حتى إن أهل الإيمان 


هد/١١نافهللا انظر إغاثة‎ )١( 

0( لقد أمر الله عز وجل عباده بما تطهر به به قلوبهم من توحيده واتباع أوامره 
واجضاب نواهيه وأراد ذلك هيم شرعاء ولكته /' يقع من فريق مهتم 
ومعنى ذلك أنه / يرده كونا إذ أن الإرادة الكونية لايستلزمها الأمر فقد يأمر 
الله تعالى بما لم يرده كوناً وقدراً كإيمان من أمره ولم يوفقه له فيكون الإيمان هنا 
مرادا له دينا لاكونا. انظر شفاء العليل ١م؟-1/؟‏ 

(#) انظر إغاثة اللهفان ١/ده‏ 

(4) جزء من الآية */ من سورة الزمر. 

(ه) الآية ؟” من سورة النحل. 
() وهذا مقيد بمشيئة الله كما هو مذهب أهل السنة والجماعة في أهل الكبائر -- 


(ه.,) 


خامعا وو لايك سند ااهل ٠‏ ل وين ال او لما انه تون 
من بقايا بقيت عليهم قصرت بهم عن الجنة ولم توجب لهم دخول النار 
حتى إذا هذبوا وتقوا أذن لهم في دخول الجنة.() والله سبحانه حكمته 
جحل الوك غليه موقوناً عق" الطهازة اقل يدك اللصل علي مض ابطيرة 
ود الاك هنا النمفوك إل ١‏ ابلدة حو فون قلطني الطواره قاذ وديا 
إلا طيب طاهر فهما طهارتان: طهارة البدن وطهارة القلبء ولهذا شرع 
للمعوضىء أن يقول عقب وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده 
“لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله اللهم اجعلنى من التوابين 
واجعلنى من المتطهرين”7() فطهارة القلب بالتوبة وطهارة البدن بالماء فلما 
اجتمع له الطهرانث صلح للدخول على الله تعالى والوقوف بين بديه 


(-) ممن مات ولم يشرك بالله عز وجل قال تعال: (إن الله لايغفر أن يشرك به 
ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) (النساء: .)1١5‏ 

709 كما جاء مضرعنا بذلك في قوله صلى الله عليه وسلٍم: "لسن :اللومدو ق من" الثاز 
فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنارء فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم 
في الدنياء حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجةء فوالذى نفس محمد 
بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله في الدنها" أأخر جه البخارى في ٠‏ 
صحيحه ١98/4‏ كتاب الرقاق 1 باب القصاص يوم القيامة (48) رقم 
الحديث (ه*5ة). 

(؟) أخرجه مسلم في صحيحه 7٠0١ -508/١‏ كتاب الطهارة (؟) باب الذكر المستحب 
عقب الوضوء (5) رقم الحديث (09١/84؟)‏ دون قوله "اللهم اجعلنى من 
التوابين واجعلنى من المتطهرين". 
وروى الحديث بهذه الزيارة الترمذى ١/لالا-م7‏ كتاب الطهارة )١(‏ 55 
يقال بعد الوضوء(١4)‏ الحديث (85) ثم قال: وهذا حديث في اسناده اضطراب» 
ولايصح عن النبي صلى الله عليه وسلٍ في هذا الباب كبير شىء. وقد صحح 


حديث الترمذى بزيادته الشيخ الألبانى في صحيح سنن الترمذى 18/١‏ برقم (48). 


0 


ومناجاته.() والمقصود أن التوبة والعمل الصالح هما اللذان بحصل بها 
طيير القتب قال. تعاق: (حد من أموللهم صدفة تطيرهم وتركيهم بها)0" 
وهذا دليل على أن العمل الصالح يطهر النفس ويزكيها من الذنوب السالفة 
فقد قاله تعالى بعد قوله: (وءاخرون اعترفوا بذنوبهم )(") فالتوبة والعمل 
الصالح حصل بهماالتطهير والتزكية!؟) ولعل فيما تقدم الكفاية والله أعم. 





(1) إغاثة اللهفان 65/١‏ 
)0( جرء من الآية ٠6‏ من سورة التوبة. 
69 جرء من الآية من سورة التوبة. 


)0 انظر بجمو ع الفتاوى لابن تيمية "96/1٠١‏ 


) 0070 


المبحث السابع والعشرون 
التلدتة | 

السلام والسلامة البراءة وتسم متنن يرا رقن الددحة لفان ا 
قال تعالى: (ولاتخزنى يوم يبعئون يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله 
بقلب سلي).7") ظ 

00 الآيات قالها الله عز وجل اكيازا عن قول إبراهيم عليه 
الصلاة والسلام طالبا من ربه تبارك وتعالى أن لايخزيه يوم البعث العظيم» 
“ذلك اليوم الذى لاينفع الإنسان فيه ماله ولا بنوه ولا ينفع فيه إلا سلامة 
القلب. ٠‏ 

وا دعو لماه 1 يق عن قتادة في قوله تعالى: (بقلب سليم) قال: 
"اسل من الشرك".(4) 

وروى ابن جرير بسئده إلى محمد( قيل له ماالقلب السليم؟ قال: أن 
بعلم أن اللف صق زوأن: الشناغة قائةوآن الله اببعت :هق فق العبور 00 

وروى عن جاهد (إلا من أتى الله بقلب سلم) قال: 


1 اللسان عند مادة (سلم)‎ )١( 

(؟) الآيات للم-9م من سورة الشعراء. 1 

(©) هو عبدالرزاق بن همام بن نافع الحافظ الكبير عالم اليمن أبوبكر الحميرى 
الصنعانى الثقة الشيعى له كتاب في التفسيرء توفى سنة ١١؟ه.‏ أنظر طبقات ابن 
سعد 858/86 السير 57/9هة 

(4) أخرجه عبدالرزاق في تفسيره 04/0 

(6) هو محمد بن سيرين كما في ابن كثير 7١/٠‏ وهو الإمام شيخ الإسلام أبوبكر 
الأنصارى البصرى مولى أنس بن مالك رضى الله عنه. ولد لسنتين بقيتا من 
خلافة عمر رضى الله عنه سمع بعض الصحابة. كان عاك ورعا حليما عابداء 
توفى سنة ١١٠ه‏ رحمه الله. انظر السير 2505/4 شذرات الذهب ١18/١‏ 


(5) أخرجه ابن جرير في تفسيره 19//ا/ 


)6( 


لاشك فيه 007 

وووع 'كذلك.ضن المحكاة ق "فول الله (الا “هن أن« الله بقلب 
سلم) قال اجن الل لي 0 

وا ممق هونا أن علض التي م اساي له لله وجرن 
من كل شائبة ومن كل مرض ومن كل غرض وصفاوه من الشهوات 
والقبهات: والاغرافات وخلؤه من الععلق بغيز الله( 

وقال نعالى في آية أخرى عن وام عليه الصلاة والسلام: (إذ جاء 
50 علي" وهده الا يها “هرما الآخان السابقة :فى 'الآية” الول 
والتى تبين أن المعنى هو السلامة من الشرك ومن كل شائبة. ومعنى ججيئه 
إلى ربه بقلبه أى أخلص قلبه لربه وجعله خالياً من كل شؤون الحياة الدنيا 
فلا غش لديه ولا حقد ولا شىء مما يشينه من العقائد الزائفة والصفات 
القبيينة !19 فيو ]13 أقل :عق الها تعلب خالن محم 

فهذه الآية فيها صورة الاستسلام الخالص من خليل الله إبراهم عليه 
الصلاة والسلام تعمثل في بجيعه لربه وصورة النقاء والطهارة والبراءة 
والاستقامة تثمثل في سلامة قليه.(5) 

فشيحةا القرمي السليم استذكر عليه الصلاة والسلام ماعليه قومه 


و استبشعه. استذ كار المحس السليم لكان ماتنبو (7) 0 القطرة لساك 4 


(9) أخرجة ابق جرير فى تقهره 16/ام 

(؟) المرجع السابق نفسه 

(©) انظر في ظلال القرآن ه/5704 

(4) الآية 4م من سورة الصافات. 

(ه) انظر تفسير المراغى «59/9, وتفسير الرازى ١45/55‏ 
(5) انظر في ظلال القرآن ه/؟998؟ 


٠ ]97(‏ 'السوة: عى ماارتقع من الأرض. انظر اللسان 705/١6‏ مادة (نبا). 


(و., ) 


تصور ومن سلوك.(1) 
مساأوىء الاخلدق. ولهذا نصيح الخلق ف الله يدا يانه وقومه فقال: (إذ 1 


قال لأبيه وقومه ماتعبدون).90)97) 


(1) انظر في ظلال القرآن ه/؟9وم؟ 
0( الآية 06 من سورة الشعراء. 


(9) انظر تيسير الكريم الرحمن 185/5-.14 


)0 


المبحث الثامن والعشرون 
الاطمئئان 

الطمأنينة والاطمئنان السكون بعد الانزعاج(2, واطمئنان القلب أى 
سكونه واستقراره وهدوءه. 

وهذا الهدوء والسكينة أمر يطلبه الإنسان ويخرص عليه ولكن لن 
يحصل عليه إلا من سار في الطريق الصحيح إذ أن اطمئنان القلب لايكون . 
إلا من رب العباد فهو الذى يملك إعطاء ذلك. 

وأصل السكينة في القلب ويظهر أثرها على الجوارح وهى على أقسام 
أعلاها وأخص مراتبها سكينة الأنبياء ويليها مايكون لأتباع الرسل بحسب 
متابعتهم وهى سكينة تسكن القلوب عن الريب والشك ولهذا أنزلها الله 
على المؤمنين في أصعب المواطن وأحوج ماكانوا إليها (هو الذى أنزل 
السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيملنا مع إيملنهم ولله جنود السملوت 
والأرض وكان الله عليما حكيما)7) وثرة هذه السكينة الطمأنينة للخير 
دين وإيقانا وللأمر تسليماً وإذعانا فلا تدع شبهة تعارض الخير ولاإرادة. 
تعارض الأمر»عقلا تمر معارضات السوء بالقلب إلا وهى بجتازة من مرور 
الوساومي العطافة الع د بها العبد ليقوى إيمانه ويعلو عند الله ميزانه 
تدافيا. وركها ‏ روعي التكؤن: إليها فلا يط الوم أنينا: لقا بدويهة عند » 
الله .ومن السكينة السكينة عند القيام بوظائف العبودية وهى التى تورث 
الخضوع والخشوع وغض الطرف وجمعية القلب على الله تعالى بحيث يؤدى 


عبوديته بقلبه وبدنه»والخشوع نتيجة هذه السكينة وثُرتهاء وخشوع الجوارح 





() المفردات عند مادة (طمن) ص "١0/‏ 


(؟) الآية 4 من سورة الفتح. 


)0( 


نتيجة خشوع القلب.() 
والوراة لسرن اللو نلو قن رد الل الف عويكدل التنكينة يناه 
خليل الله ونبيه إبراهيم يقول: (رب أرنى كيف نحي الموق قال أوم تؤّمن 
قال بلى ولكن ليطمئن قلبى).!") فسؤال إبراهيم ربّه إراءته كيف يحي الموق 
لم يكن لعارض من الشيطان عرض في قلبه كمايرى ذلك ابن جرير رحمه 
الله.(") وإِنما ليسكن إلى المعاينة والمشاهدة فإنه أراد أن يصير له عم اليقين 
غيق: نعي الأن: :لتر لسن ها لماي ا فإبراهيم عليه الصلاة والسلام كان 
ينشد اطمئنان الأنس إلى رؤية يد الله :تعمل واطمئنان التذوق للسر 
المحجب وهو يجلى ويتكشف ولقد كان الله بعلم إيمان عبده وخليله ولكنه 
ؤال:االكضف :واليان:والسريق بهذا "الشوق وإغلاته والعلطف من السيد 
الكريم الودود الرحم مع عبده الحليم المنيب (0) 
وأما حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله 
عليه وس قال: "نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: (رب أرنى كيف 
تي غي الود قال ان توم :فانديل «ولعن ليطن فل ويرسم " البله لوطا 
'لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول مالبث يوسف 


5 ت الداع » (3) نس ٠‏ ماق نويه عاط وابن قشبة/ا 


١66-١854/4 انظر تفصيل ذلك في كتاب أعلام الموقعين‎ )9١( 

(؟) جرء من الآية +5 هن انتورة المقرةء 

)م( كما ف تفسيره 60/6 

(4) وبهذا قال عدد من المفسرين كالبغوى وابن كثير والقرطى وابن عطية 

(ه) انظر في ظلال القرآن 097/١‏ 

)0( اخرعيه البخارى في صحيحه ؟//457 كتاب أحاديث الأنبياء 6 باب قول الله 
عر وجل: (وتبئهم عن ضيف إبراهيم إذ دخلوا عليه) الآية )لم الحديث(06*؟) 


)03020 شو العلامة الكيين أبوحمى عبد الده بن مسسام بن قتيمية الد ينوري الكابٍ صاحب التصائيف 5 


) 0 ( 


والخطا ب بأنه ليس في قوله "نحن أحق بالشك من إبراهيم' اعتراف بالشك على 
نفسه ولا على إبراهيم لكن فيه نفي الشك عنهما يقول : إذا لم أشك أنا في 
قدرة الله تعالى على احياء الموق فإبراهيم أولى بأن لايشك وقال ذلك 
على سبيل التواضع والهضم من النفس".() أو قال ذلك قيل أن يعلم أنه 
أفضل من جميع الأنبياء.(") فمعنى ليطمئن قلى إذا أى بيقين النظر فاليقين 
جنسان أحدهما يقين السمع التق قن النطر» وقتن «الطبر اغل البعينين 
ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ل ل ا 

وقد نوو عن على مع النتلقه أن المراد الؤداد قي كنا احرج ذلك 
الطبرى عن سعيد بن جبير والضحاك وقتادة وغيرهم./”) 

وأخرج الطبرى عن ابن عباس بأن معنى قوله (ليطمئن قلى) قال: 
أعلم أنك تحميبى إذا دعوتك وتعطينى إذا سألتك.(") 

ولعل المراد به عل عين اليقين, وإلا فعلم اليقين مستقر في قلب 
: إبراهيم. وغلا: هد عسل ماوارذ.بأن المراد اطق "قلى تاقلة كما اجرج 


رد الي مئيأ : غريب المرآن » مشكل القرآن وغيرها مات سلف ست وسبعين و مكتين . 
انظر السس عار >5» + سئُذرات الذهب عير | ١لا‏ 

)0( هو الإمام العلامة الحافظ اللغوى أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهي بن 
خطاب البستى اللتطابى صاحب التصانيف» ولد سنة بضع عشرة وثلائمائة. واخذ 
الفقه على المذهب الشافعى وله شرح الأسماء الحسنى. وكتاب الغنية عن الكلام 
وأهله والعزله وأعلام الحديث وغيرهاء توفى سنة 88*ه. انظر السير 7/107 
شذرات الذهب “//ا؟١8-1م؟1‏ | 

0 (؟) انظرتأ ول ملف الحديث ص 98-517 وأعلرم الحديث سور هكوا2 حعها 

(*) انظر فتح البارى عند شرح هذا الحديث 417/5 

(4) تقدم تخريجه ص >7 

(ه) تأويل ختلف الحديث لابن قتيبة /8/8-91 

() أخرج ذلك ابن جرير في. تفسيره #/61-60 


(0) المرجع السابق نفسه. 


عم ) 


ذللق الطرو عاق امعفك ارق دكين و السوق للا الله اع 

وغدذاا"البقين داى: قن اللظرش هن الذي أزاقة اط ازيوة ع تحدنا 
طلبوا من نبيهم عيسى. عليه الضلاة والسلام الله اجون عليه 
مائدة من السماء قال تعالى: (إذ قال الحواريون يعيسى ابن مريم هل 
ينطع :ويك :أن يول غاينا ماكذة مع السماء قال اتفوا الله إن كتتم 
مؤمنين قالوا نريد أن نأكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم أن قد صدقتنا ونكون 
عليها من الشلهدين) 7 فهم أرادوا أن ينتقلوا من عل اليقين إلى علم عين 
اليين "١:‏ وهالك من عوك ودستة لاطو اويره الناللكة كان من :مهن الها 
قلوبهم وشك في دينهم وتصديق رسولهم ولذلك سألوا ما سألوا من ذلك 
اختبارا (4) والله أعل. ٠ ٠‏ 

وعدا التقخ والفكرة هو الدى نعي ابض قو لنة: ماله :(وماسكلة 
الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به)!*) قال ابن جرير رحمه الله: يعنى 
. تعالى ذكره وماجعل الله وعده إياكم ماوعدكم من إمداده اياكم بالملائكة 
الذين ذكر عددهم إلا بشرئى لكم عق ابرى. #بشركم :ايها :ولتطمان :فلو بكم 
به يقول: وكى تطمئن بوعده الذى وعدكم من ذلك رم فتسكن إليه 
ولا تجزع من كثرة عدد عدوكم وقلة عددكه".[0) 


49/8 أخرجه ابن جرير في تفسيره‎ )١( 

(؟) الآيات: ؟١11".1‏ من سورة المائدة. 

(9) انظر-البغوى ؟/لالاء والرازى 10//1, والتحرير والتنوير ٠١6/5‏ 
(4:) انظر جامع البيان ١.0/9‏ 

(64) جرء من الآية +؟1 من سورة آل عمران. 

(5) جامع البيان 84/4 


) 504 ( 


ومقل ذلك قوله تعالى في سورة الأنفال: (إذ تستغيقون ربكم 
فاستجاب لكم أنى ممد. كم بألف من المللككة مردفين وما جعله الله إلا 
بشرى ولتطمئن به قلوبكم وماالنصر إلا من عند الله إن الله عزيز 
).00 
3 وهذه الآية -آية الأنفال- كانت في غزوة بدر أمد الله عرز وجل 
المؤمنين بالملائكة فباشروا معهم القتال. 
كما روى مس عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: 'لما كان 
يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وس إلى المشركين وهم ألف 
وأصحابه ثلائائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل ني الله صلى الله عليه وسمم 
القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه اللهم أنجز لى ماوعدتنى اللهم ات 
ماوعدتنى اللهم إن غلك :هذه العصينة “من أهل' الإشلاء لاتعد :في" الارض 
قواوان تومت بريه هادا ذه تتتعيل القلة" عض قط :رداءة عن مركييه. ناناذ 
أبوبكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يانى الله 
كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ماوعدك فأنزل الله عز وجل (إذ 
تستغيشون ربكم فاستجاب لكم أنى ممد. كم بألف من المليكة متردقين) 
ننه اللذ للقي .0 
' 200 عن ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ 0-6 


في أثّر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت 





() الآييمان لل١٠‏ من سورة الأنفال. 
(؟) أخرجه مم في صحيحه 8/ 1١4-10‏ كتاب الجهاد (98) باب الإمداد 


بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائكم (8) رقم الحديث (يره/17). 


) ”6( 


الفارس يقول: أقدم حيزوم فنظر إلى المشرك أمامه مخر مستلقياً فنظر إليه 
فإذا هو قد خطو() أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع 
فجاء الأنصارى فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: 
"صدقت ذلك ندد من السماء الثالعة".(؟) 

وروى اليخارى عن رفاعة بن رافع الزرق 9©) رضى الله عنه قال: 
اد جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ماتعدون أهل بدر فيكم؟ 
.قالمد هن انها النلسة دي كلم خوه اك نكتلف من عمد ندرا عن 
“الملاعكة " (4) 

وروى أيضا عن ابن عباس رضى الله عنهما أن الي صلى الله 
عليه وسم قال يوم بدر: عكذا جبريل اأخذ و أن فرسه عليه آداة 
الحرب"(0) ا 


وأعانقوله عا (إذ يك للعؤمنين: ألن يكفيكم. أن .هد كم لكك 


(1) الخطم: السمة خطمت البعير إذا كويته خطا من الأنف إلى أحد خديه. وتسمى 
تلك السمة الخطام. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر عند مادة (خطم) ؟/١6‏ 

(؟) أخرجه مس في صحيحه «/84 1١6-١1‏ كتاب الجهاد (**) باب الإمداد ٠‏ 
بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم (8) رقم الحديث (مه/م:باة). 

0( عو :رداعة بزبارافع “بن مالك يبن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصارى 
الخررجى الزرق أبومعاذ وأمه أم مالك بنت أبي بن سلول شهد هو وأبوه العقبة 
وبقية المشاهد وهو من أهل. بدر روى عبن الني صلى الله عليه وسلم أحاديث, 
مات سنة ١4هى‏ وقيل سنة 647ه. انظر الإصابة 00/١‏ برقم (534؟) الاستيعاب 
213/1 : 7 

(4) أخرجه البخارى في صحيحه «/60 كتاب المغازى (44) باب شهود الملائكة .بدرا 
(:1) رقم الحديث (9ووم). 


زه( المر جع السابق نفسه ورقم الحديث (مقوم). | 


(5ىم ) 


بتللغة ءاللف من المليكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من 
فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ءاللف من الملديكة مسومين وما جعله الله 
إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وماالنصر إلا من عند الله العزيز الحكم ' 
يفطم طرفاً من الذين كفرو! أن يكههم افيتلبوااجاتبين)./0ا 


فقد اختلف المفسرون في هذا الوعد هل كان يوم بدر أى يوم أحد 


على قولين: 


الأول: أن قوله تعالى: (إذ تقول) متعلق بقوله (ولقد نص ركم الله 


“يسدر )وروق هذا عدن اتسين البصرى:وعبامر القع 197 واععبارة اين 
و والبخارى (4) وابن كغير (0) رحم الله الجميع. 


والثانى: أن هذا الوعد متعلق بقوله تعالى: (وإذ غدوت من أهلك 


تبوىء المؤمنين مقلعد للقتال)7") وذلك يوم أحدء وروى ذلك عن 


00) 
(0 


م( 
)( 


(0) 


الآيات 4؟١-/9؟1‏ من سورة آل عمران. 
أخرج أثري الشعبي والحسن البصرى ابن جرير في تفسيره 0/1/4 


وقد قال ابن عاد كن كر الشعبي: روأه ابن أ حاتم بسند صحيح إلى الشعبى 


كما في الفعم “0/مة؟ والأثر في تفسير ابن أبي حاتم 60/1 برقم (1.5:0) وقد 
صححح بحقق هذا أطوع الغيلة الور كيت قير ياعين إنيناده: أيضا. 
وأخرج ابن أبي حاتم أثر الحسن أيضا 019/9 برقم (/1"40). 

انظر جامع البيان 4/4/١-.م‏ ش ش 
ويدل على اختيار البخارى لذلك أنه ذكر هذه الآيات تحت باب قصة غزوة بدر. 
انظر صحيح البخارى 8/8 كتاب المغازى (14) باب قصة غزوة بدر (5). 
وقد قال اين حجر بعد أن ذكر صنيع البخارى وهو المعتمد. انظر الفتح 
(باركم؟). ش ٠‏ 
انظ امفسيو العر ان العظي ؟/ة-4؟ وقد ذكر ابن كثير رحمه الله أن التنصيص 
على الألف في سورة الأنفال لاينافى الثلاثة الآلآف فما فوقها لقوله تعالى: 
(مردفين ) بمعنى يردفهم غيرهم ويتبعهم ألوف أخر مثلهم. 


جزء من الآاية ١‏ من سورة آل عمراث. 


0070م ) 


عكرمة() والضحاك() لكنهما قالا لم .خصل الإمداد لأنه كان وعداً مشروطاً 
بالنين بو العقواق فلما لم يتحقق الشرط لم بحصل الإمداد. 

قال ابن جرير: ولا دلالة في الآاية على أنهم أمدوا بالثلاثة الاف ولا 
بالخمسة آلاف ولا على أنهم لم يمدوا بهم وقد موز أن يكون: الله أمدهم 
على نحو مارواه الذين أثبتوا أنه أمدهم وقد يجوز أن يكون لم يمدهم على 
نحو الذى ذكره من أنكر ذلك ولا خبر عندنا صح من الوجه الذي يثبت 
أنهم أمدوا بالثلاثة الإلاف ولا بالخمسة الالاف وغير جائز أن يقال في 
"ذلك قول إلا مخبر تقوم به الحجة. ولا خبر به كذلك. إلى أن قال: وأما في 
يوم أحد فالدلالة على أنهم لم يمدوا أبين منها في أنهم أمدوا وذلك أنهم لو 


١ فم‎ 


امدوا / يهزمو! وينال منهم مانيل توا 
ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية9) رحمه الله أن هذه الآيات في قصة 


أحد لقوله تعالى بعد ذلك: (ليقطع طرفامن الذين كفروا أو يكبتهم فيتقلبو! 


(1) 2 هو العلامة الحافظ المفسر أبو عبدالله القرشي مولاهم المدق" البزدى الأ مكل 
حدث عن ابن عباس وعائشة وأبى هريرة وغيرهم من الصحابة وحدث عنه خلق 
كثير وأثنى عليه كبار العلماء كالإمام أحمد ويحي بن معين العجلى والبخارى 
والتساق وغير هم مات سنة 4١1٠ه‏ بالمدينة. انظر السير 86/؟١»‏ تهذيب التهذيب . 
عرض 

(؟) كما روى ذلك ابن جرير في تفسيره 09/4 

(«) جامع البيان 4/ولا-»حم 

)0( هو الإمام العلامة شيخ الإسلام تقي الكايق أب العبباس أحفد ون هيات الدين 
أبي المحاسن أحمد بن عبدا حلم ابن الشيخ الإمام أبي البركات عبد السلاع من 
عبدالله بن ابي القاسم بن تيمية الحراني ثم الدمشقى من اسرة ذات علم وفضل 
برع في شتى العلوم وله مصنفات كثيرة نافعة منها: منهاج السنة. درء تعارضٍ 
العقل والنقل, الاستقامة وغيرهاء توفى سنة 788 بقلعة دمشق التى كان محبوساً 


فيها. انظر البداية والنهاية 2141/4 شذرات الذهب 5١م‏ 


) 8( 


خائبين )(1) 5 وعد مقيد. 

ثم قال رحمه الله وقوله فيه: اعت ماد الما اشرو د 
ولتطمئن قلوبكم به) يقتضى خصوص البشرى بهم. 

وما قفنة وذو فإن ضوف يها عابة 9 

والندف يظهر أنه على كلا القولين فإن الإمداد بالثلاثة الآلاف 
والخمسة الآلاف / يتم لعدم وجود دليل على أنهم افده ١|‏ بذللك :والاية. لين 
فيها دلالة على ذلك؛ والثابت أنهم أمدة | يوم بدر بألف والله أعل . 

والمقصود أن ذلك الإمداد الذى 0 به المسلمون يوم بدر والذى 
وعدوا به يوم بدر أو يوم أحد إِنما كان المقصود به تبشير المؤمنين بالنصر 
وعناية الله بهم وتطمين قلوبهم وإلا فالنصر من عند الله عز وجل وحده 
فهو قادر على نصرهم ولو لم يرسل معهم أى ملك ومن هنا تتبين لنا أهمية 
اطمئنان القلب فهو عامل عظم من عوامل النصر على الأعداء لايكون إلا 
للمؤمن المتقى الصابر ولذلك فوجوده دليل وعلامة على رسوخ إيمان 
صاحبه ولذلك فإن من اطمأن قلبه بالإيمان لابأس عليه فيما أكره عليه من 
النطق بكلمة الكفر أو غير ذلك مماهو ممنوع شرعاً منه قال تعالى: (من. 
قد ننه من بحد !عليه لاني اكز توعنه تلان بالإعتوي ولكن. هن شوح 
بالكقر عندو اقعلييب: عضب فق الله او لهنم عذاب عظم)27) ان ال أ 
من كفر به بعد الإيمان والتبصر وشرح عقوة لالكقي نو امعان يدانه فيد 


غضب عليهم لعلمهم بالإيمان ثم عدولهم عنه وأن لهم عذابافي الدارالآخرة 





)0 الآية /ا١١ا‏ من سورة آل عمران. 
(؟) انظر مجموع الفتاوى *”/-1//1١6‏ 


(+) الآية ٠١١‏ من سورة النحل. 


5م ) 


ثم استثنى من كفر بلسانه ووافق المشركين بلفظه مكرها لما ناله من ضرب ٠‏ 
وأذى وقلبه يأبى مايقول وهو مطمئن بالإيمان بالله ورسوله.[) 

وق اأبق جريز عبن آبو عكاس قولهه الاامن اكخرؤوتلبيه مطعن 
بالا : " فأخبر الله سبحانه أنه من كفر من بعد إيمانه فعليه غضب من الله 
وله عذاب عظيٍ فأما من أكره فتكلر به لسانه وخالفه قلبه بالإيمان لينجو 
بذلك من عدوه فلا حرج عليه لأن الله سبحانئه إنما يأخذ العباد بما عقدت 
عليه قلوبهه ".97) 
وقد مدح الله عز وجل المؤمنين الذين اطمأنت قلوبهم بذكره فقال 
تعالى: (الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن 
القلوب )(؟) ومعنى تطمئن قلوبهم بذكر الله أى تسكن قلوبهم وتستأنس 
بذكر الله .(4) ٠‏ 

وقد روى ابن جرير هذا المعبى عن قتادة قوله: (وتطمئن قلوبهم 
بعر الله ) ول كفك تقر الله <وامطا سف جلها 

وهناك من قال إن قوله تعالى: (وتطمئن قلوبهم بذكر الله) عنى به 
قلوب حمد صلى الله عليه وس وأصحابه؛ كما روى ذلك الطبرى عن 


مامه ناح او 1 


005-514/4 انظر تفسير القرآن العظيم‎ )١( 
189/14 (؟) أخرجه ابن جرير في تفسيره‎ 

(*) الآية 8” من سورة الرعد. 

(4) انظر جامع البيان 148/1 * 

زه( أخر جه ابن جرير في تفسيره ١48/1١‏ 

(0) انظرجامع الببان 8/ه؟1 0 


الف 


وأقه ها اغوي 17 إلى. ابوج عباس فى “الله عديما أله قال هذا :فى الل 
يقول: إذا حلف المسم الله عق شة سكن تلوب الوضيق البدا"ا 

وقد ورد مثل هذا عن سفيان بن سعيد التورى .!" 

ويحسن بنا أن لتم هذا المبحث بذكر أسباب السكينة كما يرى ذلك 
ابن القبم رحمه الله قال: سببها استيلاء مراقبة العبد لربه جل جلاله حتى 
كأئه. يراة -وكلما اشعدت هذه المراقنة وجيت اله “مسن المياء والسكينة 
والمحبة والخضوع والخشوع والخوف والرجاء مالا بحصل بدونها فالمراقبة 


اساين : الأعيال لقني عاب وسوويدها لذ يكن كا 


)0 هوا لشي الإمام العلامة القدوة الحافظ حي السنة أبوبحمد الحسين بن مسعود بن 
محمد بن الفراء البغوي الشافعي المفسر صاحب التصانيف ك ضرح انمه 1 
"معام العنزيل" و: المصابيح " وغيرهاء توق سبة امع انظن سير أعلاع: الثيلاء 
8 شذرات الذهب 45-4:8/4 

(؟) معالم التنزيل ١7/«‏ 

(*) انظر تفسير سفيان الثورى ص ١5"‏ 

(4) أعلام الموقعين ١5/4‏ 
ولابن القيم كلام نفيس في الطمأنينة ينبغى الرجوع إليه وذلك في كتابه الروح 


من ص 56" إلى ٠١١‏ 


لقف 0( 


المبحث التاسع والعشرون 
اللنين: 0 . 
اللين: ضد الكشونة ويستخدم في المعاني والأجسام() قال تعالى: (الله 
نول أحسن الحديث كتلبا متشلبها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون 
ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكز الله).!") 
| وهذه صفة الأبرار عند سماع كلام الجبار المهيمن العزيز الغفار لما 
يفهمون من الوعد والوعيد والتخويف والتهديد فتفشعر جلودهم من 
٠الخشية‏ والخوف (ثم تلين 508 وقلوبهم إلى ذكر الله) لما يرجون 
ويؤملون من رحمته ولطفه فهم مخالفون لغيرهم من الكفار من وجوه: 
| أحدها: أن سماع هؤلاء هو تلاوة القران. وسماع أولشك نغمات 
الأينات و أفوو اك "القيناشب 
لثاني: أنهم إذا تليت عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا بأدب 
وخشية ورجاء ومحبة وقهم وعم وم يكونوا عند سماعها متشاغلين لاهين 
.عنها بل مصغين إليها فاهمين متبصرين بعانيها فلهذا إِنما يعملون بها 
ويسجدوك عندها عن بصيرة لاعن جهل ومتابعة لغيرهم. ٠‏ 
الثالث: أنهم يلتزمون الأدب عند سماعها كما كان الصحابة رضى الله 
عنهم عند سماعهم كلام الله من تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم' 
تقشعر جلودهم ثم تلين مع قلوبهم إلى ذكر الله لم يكونوا يتصارخون ولا 
يتكلفون ماليس فيهم بل عندهم من الغبات والسكون والأدب والخشية مالا 


يلحقهم أحد في ذلك ولهذا فازوا بالقدح العل 19 :في اونا 





() المفردات ص ل/اه؛ عند مادة (لين) وكذلك لسان العرب ١/66-594م‏ 
(؟) جزء من الآية *؟ من سورة الزمر. 


(0) المعلى بفتح اللام القدح السابع في الميسر وهو أفضلها إذا فاز حاز 


) + ( 

.0 
ونال فاده وحية الله عدن هذه اليه "هذ] فق أوليضاء اللده تععهم 
الله بأن تقشعر جلودهم وتبكى أعينهم وتطمئن قلوبهم إلى ذكر اللهء ولم 
ينعتهم بذهاب عقولهم والغشيان عليهم, إنما هذا في أهل البدع وهذا من 

الشيطان :(5) 

وشيب القشعريزة واللين قلاقة: أقوال +( 

أحدها: أنها تقشعر من وعيده وتلين من وعله. 
الثانى: أنها تقشعر من الخوف وتلين من الرجاء. 
. الثالث: تقشعر الجلود لإعظامه وتلين عند تلاوته. 


وعدف: الكل لين بلك للشئيعه نين “السكوة" والاشعان ا 





(-) سبعة أنصباء من الجرورء وأريد بهذا التعبير إظهار عظم فوزهم في الدنيا 
والآخرة. انظر اللسان عند مادة (علا) 91/١6‏ 

(9) انظر تفسير القرآن العظير 86/17 

(؟) أخرجه عبدالرزاق في تفسيره ١77/7‏ 

() انظر التكت والعيون 437/9 


(4) تفسير البيضاوى ؟/74-, 


0م ) 


المبحث الثلاثون 
الكسدد 
الضين لابين «صبرة عد يصيرة؟ :00 
وأما حقيقته فهو خلق فاضل ووصف من أوصاف القلوب السليمة 
يمنع من فعل مالابحسن ولا يجمل وهو قوة من قوى النفس التى بها صلاح 
شأنها وقوام أمرها.!') وهو من أعظم أوصاف القلوب السليمة لأن الإيمان 
عاءي شان شي ص سن عا 
لأن المؤمن إما أن يكون في سراء فيجب عليه أن يشكر أو في ضراء 
فيجب عليه أن يصبرء وحتقى الشكر فإنه بحتاج إلى الصبر في استمراره 
انقطاعه من العبد لخالقه ومولاه 
ولذلك فالله عز وجل يعطى على الصبر مالا يعطى على غيره قال 
قال (إفايوق الفنليرون العرهع بغر حداق )0 
وهو ثلاثة أنواع :(0) 
أحدها: الصبر عن المحرمات. 
الناكن # الضبير 0 أداء الواجبات. 
الثالث: على المصائب التى لاصنع للعبد فيها كالأمراض والفقر وغيرها. 
والأول والثاني أكمل وأعلى من الثالث لأن الفالث يشترك فيه' 


يعدم 


الناس ويتأق ممن لايتأق منه سابقاه. ولذلك كان صبر يوسف الصديق عن 


(1) انظر: اللسان عند مادة (صبر) 8/4م48: القاموس المحيط عند مادة (صبر) ص١4ه‏ 
(؟) انظر عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ص 598 

(*) انظر إحياء علوم الدين 5*/4 وعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ص *؟ 

(4) جزء من الآية ٠١‏ من سورة الزمر. ش 


(ه) عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين صضءه 


) 4( 


مطاوعة امرأة العريز وصبره على ماناله في ذلك. من المبس والمكروه أعظم 
من صبره على ماناله من إخوته لما ألقوه في الجب وفرقوا بينه وبين أبيه 
وباعوه بيع الود ١.‏ 

وقد جاء ذكر الصبر في القرآن الكريم في مواطن كثيرة». فيها الثناء 
على الصابرين وذكر مالهم من درجات وخيرات. 

فأخبر تعالى أنه معهم بهدايته ونصره العزيز وفتحه المبين فقال تعالى: 
(واصبروا إن الله مع الصليرين)(') فظفر الصابرون بهذه المعية بخير الدنيا 
.والآخرة وفازوا بها بنعمه الباطنة والظاهرة. 

وجعل سبحانه الأمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين فقال تعالى 
وبقوله اهتدى المهتدون (وجعلنا منهم أعة مودق «أمرنا لا جعرة !و كاتا 
بآيلتنا يوقنون).(9) 

وأخبر أن الصبر خير لأهله مؤكداً باليمين فقال تعالى: (ولكٌن صبرتم 
لهو خير للصليرين).©) ظ 

و انان مع الصبر و التقوى لايضر كيد العدو ولو كان ذا تسليط 
فقال تعالى: (وإن تصبروا ونتقوا لايضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون 
محيط ).(0) 

وأخبرعن نبيه يوسف الصديق أن صيره وتقواه أوصلاه إلى بحل 


العو و التمكيق 'فقال: (إنه ل عقن ال لهال قم اح لب 1 





(9) انظر عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين ص ”6 
(0) جرء من الآية +4 من سورة الأنفال. 

() الآية 4؟ من سورة السجدة. 

(:) جزء من الآية ؟١‏ من سورة النحل. 

زه( جزرء من الآية ٠‏ من سورة آل عمران. 


)5 جزء من الآية من سورة يوسف. 


) نض 2 


بو اعو رقي هع امال الس ال كال زو التي عب المتبويي) 00 
وبشرهم بثلاث كل منها خير مماعليه أهل الدنيا يتحاسدون فقال تعالى: 
(وبشر الصلبرين الذين إذا أصلبتهم مصيبة قالوا إنا الله وإنا اليه 
رجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم وزمقية واو ناه هم المهعدون).97) 

و انق غنات بالاهانة الي والسفة هر توافت دقان الدين 
فال تداق رو انسيسن ]1 بالضبو :ولتي وإنها القيوة لاعن الامو ) 0" 

وجعل الفوز بالجنة والنجاة من الثار لايحظى: به إلا الصابرون فقال 
عالق رق ديقم" اليوع جا بصني أنهيد عنم القائزون )بلك 

وأخبر أن الرغبة في ثوابه والإعراض عن الدنيا وزينتها لاينالها إلا 
أولوا الصبر المؤؤمنون فقال تعالى: (وقال الذين أوتوا العلم ويلكنم ثواب 
القن يشان م ]نه موقي اوتاه ول ماي 17 الو لكا 

وأخبر تعالى أن دفع السيكة بالتى من اتجين: عل المسن/2 كانه وى 
حميم فقال: "ولا تسعوى المحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى 
بينك وبينه عدوة كأنه ولى حي )000 وأن هذه الخصلة (ومايلقلهاإلا الذين 
فكزو | ومايلقتها لذن حظل عظي ).!") 


واكن كانه ير كد بالقسم (إن الإفنين لفى خسر إلا الذين 


(9) جرء من الاية ١45‏ من سورة آل عمران. 

(؟) جرء من الآية ٠66‏ والآيتان 161/-١6+‏ من سورة البقرة. 
(+) الآية ه4؛ من سورة البقرة. 

(4) الآية ١١١‏ من سورة المؤمنون. 

(6) الآية ٠م‏ من سورة القصص. 

(5) الآية 4” من سورة فصلت. 


00 الآية ه" من سورة فصلت. 


) 5 


انا لعفو "لعل يات وق امو اطق باقن خا لضيد )ا 

5-0 المغفرة والأجر بالعمل الصالح والضين. فال تعالى::( ]له الذين 
عنيزق] وعملوا-العكلحلت. أولك. الهه' فغرة واتسن كير) .7" 
٠‏ ور رسوله بالصير لحكمه. وأخبر أن صبره إنما هو لربهء وبذلك 
جميع المصائب تهون فقال: (واصير لحكم ربك فإنك باعيننا )257 وقال: 
(واصبر وماصبرك إلا بالله ولا تحرن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون 
إذ انددع الذين افوا والايق هد يون ) اذا 


والآيات في الصبر أكثر من أن تحصى في هذا المقام والله المستعان. 


)0( الآبيّان ” و" من سورة العصر. 
(0) الآية ١١‏ من سورة هود. 

69 جزء من الآية 48 من سورة الطور. 
(4)' الآيتان /ا1١8-1١١‏ من سورة النحل. 


(ه) انظر عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين من 8 إلى ١؟‏ 


( م ) 


المبحث الحادى والثلاثون 
الربط 0 

ربط الشىء شده.ء والرباط الفؤاد كأن الجسم ربط به ورجل رابط 
المأغن :وري الدأمن أى ةين القلتبب» كأنة يري" تفيسه «عتن: الفران. كه 
بجرأته وشجاعته وربط جأشه رباطة: اشتد قلبه ووثق و حزم فلم يفر عنل 
الروع وربط الله على قلبه بالصبر أى ألهمه الصبر وشده وقواه.() 

قال تعالى: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه ويتزل عليكم من السماء 
ماء ليطهر كم به ويذهب عنكم رجر الشيطن وليربط على قلوبكم ويثبت 
به الأقدام).() ظ 

وعدى الربط هنا بعلى للإيذان بأن قوة قلوبهم بلغت في الكمال إلى 
أن صارت مستولية على القلوب حتى صارت كأنها علت عليها وارتفعت 
فوقها أى فتفيد التمكن في القوة.(؟) ٠‏ 

وهذه الآآية في معرض الامتنان من الله عز وجل على عباده المؤمنين 
بما أنعم به عليهم في غزوة بدر مما كان له أكبر الأثر في الربط على قلوبهم 
و قبت أقد امهم . | 

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزل الني صلى الله عليه وس 
يعنى حين سار إلى بدر والمسلمون بينهم وبين الماء رملة دعصة 247 فأصاب © 


المسلمين ضعف شديد وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ فوسوس بينهم 


)١(‏ "اللسان عند مادة (ريط) /ا/رم.م 

(؟) الآية 1١‏ من سورة الأنفال. 

() انظر الفتوحات الإلهية */71 وانظر كذلك تفسير الخازن #«/ ١"‏ 

(4) الدّعص بالكسر قطعة من الرمل مستديرة أو الكثيب منه. انظر القاموس المحيط 


عند مادة (دعص) 'ص م ةل 


(8؟ ) 


تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله وقد ل اللسموكوة عن اناء 
وأنتم تصلون مجنبين فأمطر الله عليهم بعلي ديد فشرب المسلمونث 
وتطهروا وأذهب الله عنهم رجز الشيطان» وثبت الزمل حين أصابه المطر. 
ومشى الناس عليه والدواب فساروا إلى القوم وأمد الله نبيه بألف من 
الملائكة فكان جبريل عليه السلام في خمسمائة من الملائكة مجنبه وميكائيل 
فق اميفائة عي 1 

قال 'الماففظ بين عفن :رمه الله ععالى عند عد الآ يه( وليريط: على 
-قلوبكم) أى تلفي علق خالكوة الأقيداء واف عحاغية البناطق "(وكيتاءية 
الأقدام ) وهو شجاعة الظاهر.(") ظ 

..والضمير في (ه) خوة أذ كنؤة التربظ لأن القلديئ. إذا تكن نبه 
الصبر: و الجراءة تبعت: القدة من لاط الععان 7 

ومن آيات الربط على القلب قوله تعالى: (إنهم فتية ءامنوا بربهم 
ْ وزدنلهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السملوات 
والأرض لن ندعوا من دونه إللها لقد قلنا إذاً شططا).©) 

وهذه الآية في فال أضنحات"الكيقت ينه الله غود وجل فيها أنه.بربط 
على قلوبهم أى شدها بالصبر والتثبيت وقواها بنور الإيان حتى صبروا على 
هجران دار قومهم ومفارقة ماكانوا عليه من خفض العيش وفروا بدينهم ‏ 
3 لبون 1 


(1)- ألخرجه ابن جرير في #فسيره 196/9 

(؟) تفسير القران العظيم مده 

١4/9 الكشاف‎ )+( 

(4) جرء من الآية "1 والآية ١4‏ من سورة الكهف. 


(ه) تفسير الخازن 2-7.08/6.؟ 


و 


ويؤخذ من هذه الآية الكريمة أن المؤمن أحوج شىء إلى أن يربط 

الله على قلبه ولولا ذلك الربط افتسو|.() 
“وقال تعاق1 (وأضيع كزاد أء موف “فارغا: إن امت لبد يلولا 
أن نوطنا علق :قلبها لتكوت من الؤامنين )/0) 

1000 الكريمة تصور لنا حالة أم موسى عندما فقدت إينها 
موسى وتبين كذلك نعمة الله عز وجل عليها بتثبيت قلبها وتوفيقها 
للسكوت بعد أن التقطه فرعون. 
.وقد أخرج الطبرى عن قتادة قال: قال الله: (لولا أن ربطنا على .قلبها) أى 
بالإيمان (لتكون من المؤمنين).[©) 

وأخرج كذلك عن السدى قال: كادت تقول هو أبنى فعصمها الله 
فذلك قول الله تعالى: (إن كادت لتعبدى به لولا أن ربطنا على قلبها). !"ا 

ومما سبق يتبين لنا أن الربط هو الشدة والتقوية للقلب بالإيمان 
والصبر واليقين وأن المؤمن أحوج مايكون إلى ذلك في مواطن الشدائد 
والمحن وأن المعطى لذلك ولمعين عليه هو الله عز وجل وحده. ظ 


والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل. 





)١(‏ تفسير آيات من القرآن الكريم للشيخ: محمد بن عبدالوهاب ص ”4؟ 
(9) الآية ٠١‏ من سورة القصص. ظ 


69 أخر جه ابن جرير في النفسيره 01006 


(4) المرجع نفسه. 


ارا 


المبحث الثاني والثلاثون 
ظ الإخلاص7) . 
وهو إرادة الله عز وجل وحده بالعمل والانقطاع عن كل ماسواه. 
وهو من أعظم أعمال القلوب أمر الله به الأولين والآخرين فقال 
فتال ف وها انرو “إل لدو الله شلفنية :اتيت )111 وفال سال (إنا 
انننها ]لكك انقساو التق اناعين الث علمبا لع الاضو الالعه الندين 
الخالص ).97 وأعظم الإخلاص ماكان في العبادة كما في الآيات السابقة 
. وأمثالها مما في كتاب الله عز وجل من الآيات التى فيها تجريد التتوحيد 
وتحقيقه وقطع ملاحظة مايعيق عن ذلك في العبادة والاستغاثة والدعاء 
والمسألة والتوكل والرجاء والخششية والتقوى والإنابة ونحو ذلك مما هو 
من بخصائص حق الربويبة التى لاتصلح لملك مقرب ولا نبي مرسل.©) 
قتا “ابن كعين اتشمة الله عقيل قله ماله [إنا: أنرلها: إليك ‏ الكنب 
بالحق فاعبد الله مخلصاً له الدين): أى فاعبد ألله وحده لا شريك له وادع 
الخلق إلى ذلك وأعلمهم أنه لاتصلح العبادة إلاله وأنه ليس له شريك ولا 
عقيل :ولا ديد وليذا "قال "آلا لله الديق الخالضى " أى- لاعيل من العمل 
لاج حاص عقن العامق الل وعمة الاشريات نان 


(1) مما لاشك فيه أن الإخلاص شأنه عظي ومنؤزلته عاليه وقد أخرته فى الذكر لكونه 
يدخل في جميع الأصاف القلبية اللسابقة وقد تقدم الكلام عليه ان 
المباحث اللسابقة وتم إفراده بمبحث مستقل زيادة في الاهتمام والله لدم 

(9) . عو مون الآية اد ).فج سونة البعة: ْ 

:79 لكيه"( )بوتجرممن الاي (0) من سوره ازمر 

(4) انظر الاستقامة ؟/6؟ ش 


(( تفسير القران العظيم. 74/1 


(م7) 


ولهذا جاء فى الحديث الصحيح أن الله تبارك: وتعالى قال: أنا أغنى 
الشركاء عن الشرك من عمل عملاأشرك فيه معي غيري تركته وشركه".(0 
>7 <وضننا كان الاحلدت الرياة واطلت هين الله والعيق وى الله عد 
وجل والمخلوق بلمشيئة مثل أن يقول: ماشاء الله وشاء فلان وكذا قوله: 
ماق لد الله دواتف. وكلانك ا قد اق امون وق كرد الله سان 
ونعالى بالنفع والضر كالطيرة والرق المكروهة وإتيان. الكهان وتصديقهم با 
يقولون وكذلك اتباع هوى النفس فيما نهى الله عنه ولهذا أطلق الشرع 
على كثير من الذنوب التى منشؤها اتباع الهوى أنها كفر وشرك وقد قال 
تعالى: 0 من اتخذ إللهه هوه أفانت تكون عليه وكيلاً).0) 
وقال صدى إلله عليه قاسم : عق عبد الدينار» تعس عبدالدرهم تعس 
عبد الخميصة مني غيد الخميلة فسن( انمكن و[ذا شيك كل قدو" 0 
فدل هذا على أن كل من أحب شيئاً وأطاعه وكان من غاية قصده 
ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وذلك الشىء معبودة وإللهه 
وقد سمى الله عز وجل طاعة الشيطان عبادة كما في قوله تعالى: (أم أعهد 
إليكم يلبنى ءادم أن لاتعبدوا الشيطئن إنه لكم عدو مبين)9) قمن .1 يحقق 
عبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له.(6) 


الله الموفق "و اليادي إل سو اء السبيل: 


(1) أخرجه دل في صحيحه 9988/4., كتاب الزهد (08) باب 5 الرياء 6 
رقم الحديث (45/همة؟). 

(؟) الآية ("4) من سورة الفرقان. 

(9) تقدم تخرخهدص ©+) 

4 كاسن صورة قي 


(5) انظر الدين الخالص ١1-١57/1١‏ 


(+م؟ ) 


الفصل الثانى - 
أسباب سلامة القلب 


وفيه_تمهيد وأربعة مباحث: 

المبحث الأول: إرادةٌ الله تعالى الكونية وفضله ومنّْته على أصحاب القلوب 
الستلئمة: 

المبحث الثاني: سلامةٌ العقيدة. 

المبحث الثالث: تحقيق الخوف من الله جل وعلا. 


المبحث الرابع: شعائر الإسلام وعباداته الظاهرة. 


(سس؟) 


إن سلامة القلب وطهارته من أهم وظائف الرسل التى أرسلوا من 
لوليا ولد للف ققد ريدن الني صلى الله عليه وسلم جهداً عظيماً في ذلك لم 
له من أهمية عظمى في بناء المجتمع المسلم .. 

والذى شرع الغاية ١‏ ينس الوسيلة ولذلك فقد شرع الله عز وجل 
وسائل تطهير القلوب وبينها نبينا محمد صلى الله عليه ؤسل ولذلك فليس 
لتطهير القلوب غيدُ ماشرع الهونين يه بعل الله رطلة وم . 

(إن هذا القوان يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون 
المتشهله إن لير أعرا كور )ا 

قال سيد قطب رحهه الله تعالى عند هذه الآية هكذ! على وجه 

الإطلاق فيمن يهديهم وفيما يهديهم فيشمل الهدى أقواماً وأجيالاً بلا 
حدود من زمان أو مكان؛ ويشمل مايهديهم إليه كل منهج وكل طريق» 
وكل خير يهتدى إليه البشر في كل زمان ومكان. ظ 

يهدى للتى هى أقوم في عالم الضمير والشعور() بالعقيدة الواضحة 


البسيطة الى لاتعقيد فيها ولا غموض والتى تطلة الروح من أثقال 


)00 الآية 8 من سورة الاشواء؛ 

(9) لعل “مرا سيد قطب رحمه الله أن القرآن يهدى للتى هي أقوم فيما يعتقده 
الشخص ويدركه ويهدى كذلك إلى 'تصور الأشياء عق رانضعيها عند تعذر 
إدراكها. 


(عم؟ ) 


الوهم وانقوافة وعطلق الطاقات الشرية الضاكة العمل و البعاء وغربط نين 
نو اميس القوق /اطيعة ونواميس الفطرة البشرية في تناسق واتساق. 

ويهدى للتى هى أقوم في التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه وبين 
مشاعره وسلوكه وبين عقيدته وعمله فإذا هى كلها مشدودة إلى العروة 
الوقى. الي لاتنفضمء ومتطلعة إلى أعلى وهى مستقرة على اللأأرض»ء وإذا 
العمل عبادة متى توجه الإنسان به إلى اللعدولة كان هية] العبن: معام 
عياف بلطا 

ويهدى للتى هى أقوم ف علاقات الناس بعضهم بحن رادا 
و ديات ف سكو نانك و متيو ا وو | فتاه : ويقبٍ هذه العلاقات على 
الأسس الوطيدة الثابتة الى لاتتأثر بالرأى والهدى ولا قيل مع المودة 
والشنآن, ولاتصرفها المصالح والأغراض» الأسس التى أقامها العليم الخبير 
لخلقه وهو أعلم بمن خلق وأعرف با يصلح لهم في كل أرض وفي كل جيل 
فيهديهم للتى هى أقوم في نظام الحكم ونظام المال ونظام الاجتماع ونظام 
التعامل الدولى اللائق بعالم الإنسان.[) 

قال تعالى: (ألا يعم من خلق وهو اللطيف 0 

ولذلك فلو استقر ينا الإسلام قله عفائل :و سكاس لوعوننا أله قوم 
طريق لتطهير القلوب وسلوك طريق السلامة بها. 

وقبل أن أشرع في بيان ذلك لابد من تقديم ميحث مهم ذا يدل . 
على أن الهداية والضلال بيد الله عز وجل يهدى من يشاء برحمته ويضل 
من يشاء بحكمته ليكون ذلك المبحث هو المبحث الأول في هذا الفصل ثم 
تن نوكر الأ لخر الخ دوك ابعالانه نيا دتشا الله أذ امكو بالار 


أن الإسلام ععاقك: و اجكاما شو النيك الوخيه لدم" القلت: 


(1) في ظلال القرآن 6١/6١”؟‏ 


م" “الذي ااه بور "للك 


(هم؟) 


المبحث الأول 


إرادة الله عز وجل الكونية وفضله ومنته على أصحاب القلوبٍ السليمة 
إن الإيمان بقدر الله عر وجل الذى قدره قبل أن يخلق السموات 


والأرقق وعدن فسن أركتان الإهان لايم إلا به كما في حديث جبريل 
المشه 0 


وقد شاءت إرادة الله تعالى الكونية7) أن ينقسم الئاس إلى قسمين: 
أهل سعادة » وأهل شقاوة. 


عن علي بن أبي طالني 111 مين الله عنه قال: 'كنا في جنازة في بقيع 


الغرقد فأتانا ابي صلى الله عليه وس اط قن ولع وام ل ا 


0) 


(0 


حديث جبريل وفيه: وتؤمن بالقدر خيره وشرهء أخرجه البخارى في الصحيح 
"١‏ كتاب الإيمان (؟) باب سؤال جبريل الني صلى الله عليه وسلم برقم (50) 
ومسل في الصحيح 40/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان 
(1) الحديث رقم لا/١٠‏ 

قسم أهل العم الإرادة إلى قسمين: 

-١‏ إرادة كونية وهي المشيئة وهى المرادة هنا. 

؟- وإرادة دينية وهى تتعلق بالمحبة والرضا. انظر شفاء. العليل ص48 


(©) هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي أول من © 


أسلم من الصبيان؛» ولد قبل البعثة بعشر سنين فربي في حجر النبي صلى الله 
عليه وس ولم يفارقه وشهد معه المشاهد إلا غزوة تبوك. تزوج من فاطمة بنت 
رسول الله صلى الله عليه وسلٍم فولد له سيدا شباب أهل النة الحسن والمسين 
رضي الله عنهم جميعا تولى الخلافة بعد عثمان رضي الله عنه وقتل شهيدا بيد 
الشقي عبدالرحمن بن ملجم ستة ٠6هم‏ رضي الله عنه. انظر صفة الصفوة 
درم٠”‏ الإصابة ؟/١ءه‏ 

المخصرة: هى مايختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصاء أو عكازة أو مقرعة, أو 


قشب قدا يقل د علتت. اأنظر النياة #ر كع نياذة (عصر): 


( بس ) 


فنكس فجعل ينكت() بمخصرته ثم قال: "مامنكم من أُحدٍء مامن نفس 
منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة 
فقال رجل: يارسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العملء فمن كان منا 
فخ آهل" السيادة «فنيضين إلى عمل أها السفادة بو أما افق كاد مدا مق اهل 
الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل الشقاوة؟ قال: "أما أهل السعادة فييسرون 
لعمل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل الشقاوة ثم قراً: (فأما من 
أعطى واتقى ) الآية (560) 

والذى عليه أهل السنة والجماعة في هذا الباب أن كل شىء بقضاء 
“الله وقدره وأنه تعالى خلق أفعال العباد: قال تعالى: (إنا كل شىء خلقنئه 
عدر )© وكا عالق (ويفلق عل سىء. فقددزه :توي )9 وان الله عمال 
يريد الكفر من الكافر ويشاؤه ولا يرضاه ولا يحبه فيشاؤه كونا ولا يرضاه 
00 

فكنة الأدلة تعلق ذلك أيضدا فلم تاق (ولو بسعبا كيين كن فين 
هدنبا ولكن حق القول منى مدن جهنم من الجنة والناس لضي ) (0 


والمقضيوة:باليداية فى هذة الآ به«هداية الفرقع لما 


(95) ينكت بمحصرعه: أي يضرب: بطرفها الأرضء انظر النهايةة/118 عند .مادة (نكت). 

001-09 فاهن ورة الي 5 : : ا ّْ 

() أخرجه اليخارى في الصحيح 418/١‏ كتاب الجنائر (8؟) باب موعظة المحدث 
عند القبر (5م) برقم 1555 ومسم في الصحيح ٠٠9/4‏ كتاب القدر (45) باب 
كيفية الخلق الآدمى )١(‏ الحديث رقمه 549//5؟ 

(4اد" اليه 4ه من سور القض. 

زه( جرء من الآية ؟ من سورة الفرقان. 

(9) شرح الطحاوية لابن أبي العز الحنفى ص718-117 تحقيق الألبانى ص /اا؟ 

(0) الآية ١١‏ من سورة السجدة. 

(4) الهداية أربع مراتب: هداية التقديرء وهداية الإرشاد. وهداية التوفيق» والهداية 


إلى الجنة والنار. انظر شقاء العليل من ص 56-ة/ 


بس ) 


وقوله تعالى: (ولو شاء ربك لأمن قن بق :الا رهن كلهم جميعاً أفأنت 
تكره النان. حى يكونوا مؤميين )() وقوله تعاى: (وما تشاءون إلا أن 
يشاء اللة رت العلنين )9 وقوه كنال (وهاتفاة وق إله: أن ركباء: الله إن 
الله كان: عليبا حكين )0 وقوله تعالى: (من يشا الل لال ا 
يبجعله على 1 0 وقوله تعالى: (فمن برد الله أن بهدية بشررح 
عي يك وحوري احرف عير موز ع ابرح كان ار 
التسطاء )00 

ومن السنة حديث علي بن أبي طالب رضى الله عنه السابق وحديث 


ابخ تنهوة رصن الله عقة قال دكا “رسو العوااك قوم 


ع 
ا 


وهو المادق المصدوق- قال ١ن‏ أخحد كم جمع فق ايطين امه أزعين يوم 
ا ل الله ملكا قفر 
بأربع: برزقه وأجله وشقى أو سعيد ثم ينفخ فيه الروحء فوالله إن أحدكم 
-أو الرجل- ليعمل بعمل أهل الناز حتى مايكون بينه وبينها غير باع أو 
ذراعء فيسبق عليه الكتاب 0 بعمل أهل الجنة فيدخلهاء وإن الرجل 
ليعمل يعمل أهل: اطنة بق مامكون ببينه ينها غين راع أو ذزاعين: فيسيق 
عليه التات تعمل عم :آهل انان فوخليا" 01 


)١‏ الآية 99 من سورة يونس. 
الآية 8 من سورة التكوير. 
الآ لمن سوزه الإناتة 


جزء من الآية 6 من سورة الأنعام. 
أخرجه البخارى في الصحيح 7١8/4‏ كتاب القدر (88) باب )١(‏ برقم 50844, 
ومسل في الصحيح 8/4 كتاب القدر (45) باب كيفية الخلق الآدمى )١(‏ 


( 
( 
( جزرء من الآية أذنا من سورة الأنعام . 
( 
( 


1141/١ برقم‎ 


(مم؟) 


وعن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قال: خرج علينا رسول الله 
صلى الله عليه وسم وفي يده كتابان فقال: أتدرون ماهذان الكتابان؟ قال 
قلنا: لا إلا أن تخبرنا يارسول الله قال للذى في يده اليمنى: هذا كتاب من 
رب العلمين تبارك وتعالى بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم 
العيان عزج عرس الاب اشح تعفن مهم أبدا تواشاك لحدئ .بي 
يساره: هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل 
على آخرهم لايزاد فيهم ولايتقص منهم أبداً فقال أصحاب رسول الله 
صلى الله عليه وسلم فلأى شىء إذا نعمل إن كان هذا أمر قد فرغ منه قال 
رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له 
بعمل الجنة وإن عمل أى عمل وإن صاحب النار لِيخْتم لتوحيل اهل العان 
وإن عمل أى عمل ثم قال بيده فقبضها ثم قال: فرغ ربكم عز وجل من 
العباد ثم قال باليمنى فنبذها فقال: فريق في الجنة ونبذ باليسرى فقال: فريق 
ف 0007 

وعلى هذا فمن أراد لفك عر وما د ا سلامة القلب فإن قلبه 
سوف يسم بمشيئة الله عز وجل ومن لم يرد الله له ذلك فلن يلك هو 
لنفسه ذلك ولن يملك له غيره ذلك. 

قال تعالى: (واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من | 


الأمر لعنتم ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم 


19 “ود اعشيد 3ق المسند 0159/8 والترمذى في سننه وقال: حسن صحيح 
:/ةع-650؛ كتاب القدر (") باب ماتقاء أن الله كني عا (4) برقم 5141١‏ 


وقال الألبانى: إسناده حسن في السلسلة الصحيحة 018/9 برقم 44م 


(وس؟) 


الكفر والفسوق 0 أولقك هم الرُشدون)() 

قال الشيخ الأمين(') رحمه الله عند هذه الآية: ماذكره جل تقد ف 
هذه الآية الكريمة من أنه هو الذي حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم 
وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان جاء موضحاً في آيات كثيرة مصرح 
فيها بأنه تعالى يهدى من يشاء ويضل من يشاء وذكر عدداً من الآيات التق 
سبق كرا 0 


2 
ٍ 
1 


وقال 'تعالى : (إن الذين يغضوك ضر يي عند سيول الله ولعك 
الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظي). !ا ظ 
قال صاحب الظلال رحمه الله: فالتقوى هبة عظيمة يختار الله لها 


إل 
2 


القفلوب بعد أمتحان واختبار وبعد تخليص وتمحيص فلا يضعها في قلب !! 
وقد تهياً لها وقد ثبت أنه يستحقها والذين يغضون أصواتهم عند رسول 
الله صلى الله عليه وس قد اختبر الله قلوبهم وهيآها لتلقي تلك الهبة هبة 
التقوى وقد كتب لهم معها وبها المغفرة والأجر العظم .»ا 


( .ا الآية لاهن سورة الجر ات 
(؟) هو محمد الأمين بن محمد المختار بن عبدالقادر الجكني الشنقيطي ا 0 
من علماء شنقيط حفظ القرآن وعمره عثير ستوات وأخذ عن مشائّه الشيو 
والصرف والأصول والبلاغة وبعض التفسير والحديث استقر مدرساً في المدينة 
النبوية ثم الرياض وأخيراً بالجامعة الإسلامية بالمدينة, توفي بمكة المكرمة سنة 
18م رحمه ألله تعالى. 
انر “ترفة الشيخ محمد الأمين الشتقيطي بقلم الشيخ عطيه محمد سلم المطبوعة في 
الجزء الأول من أضواء البيان؛و الأعلام 5/ظ1ؤظ 
() انظر أضواء البيان 190/م؟> 
212 اليج مدن اسورة ااا 


(ه) في ظلال القرآن 40/9" 


(40؟) 


وقال تعالى عن المنافقين واليهود الذين تألبوا على الكذب 
والاضطراب في معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم: (ومن يرد الله فتنته 
فلن تلك له من الله شيئاً أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في 
الدنيا خزى ولهم في الآخرة عذاب عظم)990 

والإرادة ف هذه الآية كونية قدرية. 


جا اع ري أن دون ان مسق رظربالقسله ورقيهة. 


)0( جزء من الآية 4١‏ من”سورة المائدة. 


(4؟) 


الفبحت الثاتى 
سلامة العقيدة © 
إن سلامة العقيدة أعظم أسباب طهر القلب ونقائه. وكيف لايكون 
ذلك والله عز وجل هو الذى خلق الإنسان وخلق قلبه وهو أعلر بما ‏ يصلح 
له وبما يطهره وينقيه فشرع له هذا الدين القيم الذى لايرضى الله عز 
وجل غير( وسلامة القلب إما هى صلاح وعمار له فكيف يصلح القلب 
بغير ماخلقه الله له إن ذلك من أعظم المحال. 
فالقلب خلقه الله عز وجل ليعل به الإنان الحق ويستخدمه فيما 
جاع الله بحو الله عو جوع عن للق الي :تداك اانه جر كم سق قاذ 
بعد الحق إلا الضللل )0 إذ كان كل مايقع عليه لمحة ناظر أو يجول في 
لفتة خاطر فالله ربه ومنشئه وفاطره ومبدئه.(؟) 
فإذا امتلأً القلب بتوحيد الله عز وجل المجرد من كل شائبة فإنه 
حينكذ يكون قد وضع في موضعهء الأمر الذى سيؤدى بإذن الله عز وجل 
إلى حصول قرة ذلك وهى سلامة القلب في الدنيا وسعادته وفوزه في 
الآخرة (يوم لاينفع مال. ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سل ).ا 
قال ابن القيم رحمه الله عند قوله تعالى: (وويل للمشركين الذين 


لايؤتون الزكلوة)*): قال أكثر المفسرين من السلف ومن بعاصم( 


() كما قال الله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسللم ديناً فلن يقبل منه وهو في الأخرة 
من الخلسزرين) (آل عمران: 8م). 

)0( جرء من الآية ”م من سورة يونس. 

() انظر رسالة في القلب لابن تيمية ص١؟‏ 

(4) الآيات 88.وم من سورة الشعراء. 

زه( جرء من الآية ؟ وجرء من الآية /ا من سورة فصلت. 


(5) قال ابن عياس: هم الذين لايشهدون أن لا إله إلا الله. وقال عكرمة: 


) + ( 


هى التوحيد: شهادة أن لا إله إلا الله والإيمان الذى به يزكو القلب فإنه 
يعسن انفد اللبية ماسوع ادق “مق 'العلب وذلك: طهارعه اينات الهيته 
سبحائة وهو أصل: كل زكاة ونماءء فإن التزكى -وإن كان أصله النماء 
والزيادة والبركة- فإنه إنما يحصل بإزالة الشر فلهذا صار التزكى ينتظم 
الأمرين جميعاً: فأصل ماتركو به القلوب والأرواح: هو التوحيد() ش 

والتوحيد كذلك هو الطريق إلى تقوى الله عز وجل إذ كيف يتقى 
الله من لا يوحده قال تعالى: (ينؤل المليّكة بالروح من أمره على من 
ايقاء مق عيبا أن أنذزوا أنه لا إله إلا أنا فاتنون):90) 

قال ابن جرير رحمه الله: ومعنى الكلام: ينزل الملائكة بالروح من 
أمره على من يشاء من عياده بأن أنذروا عبادى سطوق على كفرهم بى 
وإشراكهم في اتخاذهم معى الآلية والأزتان فاته :لأ إلنبه إلا آناء' يقول: 
لاتنبغى الألوهيةإلا لى ولا يصلح أن يعيد شىء سواىء. فاتقون: 
يقول:فاحذرونى بأداء فرائضى وإفراد العبادة وإخلاص الربوبية لي » فإن 
ذلك خجاتكم: هن الهلكة .7) 

وقال سيد قطب رحمه الله: إنها الوحدانية في الأللوهية؛ روح 
المعمتد فور وطيناة النسين .دزف الطريع بق الاحاه المحبى والإتجاه المدمرء 
فالنفس التى لانوحد المعبود نفس حائرة هالكة: تتجاذبها السبل وتخايل لها 


الأوهام وقزقها التصورات المتناقضة» وتناوشها الوساوسء فلا تنطلق مجتمعه 


(-) الذين لايقولون لا إله إلا الله. انظر جامع البيان 4؟/؟9 
(9) إغاثة اللهفان .45/١‏ وانظر الفتاوى 91/3٠١‏ 

(؟) الآية ؟ من سورة النحل. 

(9) جامع البيان 7٠/١4‏ 


(؟؟ ) 


لهدف من الأهذاف:(1) 

فوسيد الله >تعال فق الكدئ: ,ندقو رق :اتقو ف سيفيه مدال بو معان 
أوامره واجتناب نواهيهدوتلك هى حقيقة التقؤى. والتقوى من أوصاف 
التملكيف لقنب عن قدينا فب النفين: ارال ٠‏ 

وبالتوحيد كذلك يقوى القلب ويثبت قال تعالى:(وربطنا على قلوبهم 
إذ قانيو] فقالو | زبنان'رتب المكراظ ‏ والأره ”لق نتدعر من كدونة إليا قد قلنا 
إذا شططا).(؟) ٠‏ 

يبن لذ الفيه امحات (القيقة هنا اللسدم وس أنه ريط عن 
قلوبهم بسبب تجريدهم التوحيد له تبارك ونعالى. 

قال الشيخ الأمين رحمه الله عند هذه الآية: أى ثبتنا قلوبهم 
وقم و واشااعل: الصير حش لاعرعو نولا عابو اشع أن ايفو .باحق 
ويصبروا على فراق الأهل والنعيمء والفرار بالدين في غار جبل لا أنيس به 
ولا ماء ولا طعام. 
ش ويفهم من هذه الآية الكريمة أن من كان في طاعة ربه جل وعلا أنه 
تعالى يقوى قلبه ويثبته على تحمل الشدائد والصبر الجميل. 

وقد أشار تعالى إلى وقائع هذا المعنى في مواضع أخرء كقوله في أهل , 
بدر مخاطباً نبيه صلى الله عليه وس وأصحابه: (إذ يغشيكم النعاس أمنة 
منه وينزل.عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطلن 
وليربط على قلوبكم ويثئبت به الأقدام. إذ يوحى ربك إلى المليكة أنى 
معكم فثبتوا الذين ءامنوا)() الآية. وكقوله فبي أم موسى: 
(1) في ظلال القرآن ٠70/14‏ 
(8)' ''الآية 4 هن سؤرة الكهك: 


(*) الآية ١١‏ وجرء من الآية ؟١‏ من سورة الأنفال. 


(4:؟ ) 


زواع 1135م موسي فارع اف كاوية: لقند" يداولا إن .رركا عل خلبها 
لعكون من المؤمنين).(00) 

ولاشك أن أعظم طاعة لله عز وجل هى التوحيد وإخلاص العباده. 

ولذلك فكل ذنب تحت مشيئة الله عز وجل إن شاء غفره وإن شاء 
عذب به إلا الشرك فإنه لايغقره الله أبداً قال تعالى: (إن الله لايغفر أن 
يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء).!") 

لأن الشرك نقض لأعظم ميقاق: أخغذه الله عغز وجل غلن: الإتسان 
وإخلاك. بأكبر حق لله تعالى ولهذا فالشرك بالله عز وجل رجس تنتقل 
نجاسعه إلى كل من يتعاطاه قال تعالى: (إنا المشركون نجس)(4) فالمشركون 
أرواحهم ونفوسهم وقلوبهم نجسه غير طاهره. 

فال ابن كين رسمة. اللها::ذلت هذه االآيةا الكرعه على. نحاسة المشرك 
كا نطانت عل اطثار عر لاضن دولا وروت المواعيع "أذ لمن انعم اا 

فهؤلاء المشركون تنجست قلوبهم ودنست أرواحهم فلم يرد الله أن 
يطهرها وهم يسارعون في الكفر ويلجون ظلماته ويختارون نجاسته قال 


تعالق» (يكأنيا الرسول لأغوكه الدين ملرعون في الكر من 'الذاين قالو! 


(9) الآية ٠6‏ من سورة القصص. 

(؟) أضواء البيان 4/؟55-م 

69 جزء من الآية 1١15‏ من سورة النساء. 

0 جرء من الآية 8؟ من سورة التوبة. 

(ه) أخرجه البخارى في الصحيح ٠١/١‏ كتاب الغسل (0) باب الجسب يخرج ويُشى 
في السوق وغيره (4؟) برقم 5/0 ا 
ومس في الصحيح 01 كتاب.الحيض (") باب الدليل على أن المسلم لاينجس 


(9؟) برقم الام 


)0( تفسير القرآن العظيم 74/4 


( ه45 ) 


«امضاء باتو جوم نون "مودي قاتونهم سن النقوى مناون ليون للدت 
سملعون لقوم ءاخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن 
ْ أو نيتم هذا فخذوه وإن لم تأتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنة فلن تلك له 
من الله شيعا أولعتك الذين ثوة. الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزى 
ولهم ف الآحرة عذاب عظي).(0 

وبهذا بتبين لنا أن الإسلام كله تقاء وطهر وصفاء (فمن يرد الله أن 
.بهديه يشرح صلره للإسلام ومن برد أن يضله ييجعل صذره ا 5 
اكأنا يمدق البنياء ذلك عل الله الرتعين كل ١النقرق‏ لا يؤافطوان )11 


(2)5- الآية 4١‏ من سورة المائدة. 


00( الآية 6؟١‏ من سورة الأنعام. 


(5؟) 


المبحث الثالث 

تحقيق الخوف من الله عز وجل وتطهيره للقلب7) 
اعلم وخسملة الله أن احوف :من الله دوعن ين أجل الأعمال 
القلبية الى يجب إخلاصها لله عز وجل وحده:؛ وقد أثنى الله تعالى به على 
ملائكته الكرام ققال: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته 
مشفقون )9) وقال تعالى: (يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون مايؤمرون)0) 
اعسات لشن هوري انوك لدان شال( ذلكنم الشيطلن 
أيخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مو هنين ).(4) 

ووعد أهل الخوف المخلصين بأعظم الجزاء (ولمن خاف مقام ربه 
جننان )(*) وهو ثلاثة أقسام: 

أحدها: خوف السر: وهو أن يخاف من غير الله من وثن أو طاغوت 
أن يضيبه بما يكره كما قال تعالى عن قوم هود عليه السلام: أنهم قالوا له: 
(إن نقول إلا أغتزاك بعض غالينضا سنوء قال إى. أشنكد: اللة: واشهدوا أن 
برىء مما تشركون من دونه فكيدونى 56 ثم لاتنظرون)(5) وهذا يناقى 
التو حيد. ش 


فاق أن زلف الأنسان:.ماعتن علي صو فا "من يعض القاتن بوهذااخرم . 


(1) مماهو معلوم أن تحقيق جميع العبادات القلبية يسلك بالقلب طريق السلامة 
والعافية وقد تقدم في الفصل الأول مايبين ذلك, ولذلك فسأكتفى بذكر مثال 
واحد فقط. ومما تجدر الإشارة إليه أن ذكر هذا المبحث وما بعده من مباحث 
بعد المبحث السابق من باب ذكر الخاص بعد العام لزيادة الإيضاح والبيان. 

(؟) جرء من الآية م؟ من سورة الأنبياء 

(م) " الآية ٠ه‏ من سورة النحل. ال 

)0 الآية ه/ا1 من سورة آل عمران. 

زه( الآية 5 من سورة الرحمن. 


)3( الآيات غ6 62 من سورة هود. 


(7؟ ) 


وهو نوع من الشرك بالله المنافى لكمال التوحيد وقد قال صلى الله 
عليه وسلم: الاجر أحدكم تفده" “قال ]ة تاوسول اللنه كنف مغر احدنا 
تفنسة ؟ قال يزع أضر | لله عليه فيه مقال ثم لايقول فيه فيقول الله عز 
وجل له يوم القيامة: مامنعك أن تقول في كذا وكذا؟ فيقول: خشية 
الناس. فيقول: فإياى كنت أحق أن تنشى ".(0 ٠‏ 

الثالث: الخوف الطبيعى وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك 
لهذا! :انيدم كلقا بعال قعاق و مره افوس عليه اناك رقع ب فيا تنا 
يترقب ).(00() 

فاخلاص الخوف لله من الأسباب العظيمة لسلامة القلب. 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: اعم أن حركات القلوب إلى الله عز 
وجل ثلاثة: المحبة والخوف والرجاء وأقواها المحبة" وهى مقصودة تراد 
الذاتها» لأنها عزاة في الذنيا والآحرة: لاف الحوف :ساق يرول :فق" اشرق 
قال تعالى: (ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون)9؟) والخوف 
المقصود منه: الزجر والمنع من الكروج عن الطريقء فالمحبة تلقئ العبد في 
السير إلى محبوبه وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه والكوف يمنعه 


أن يخر ج عن طريق المحيوب والرجاء 0 


(91) أخرجه ابن ماجه في السنن ١١78/9‏ كتاب الفتن (5") باب الأمر بالمعروف 
والنهى عن المنكر(١؟)‏ برقم (6008). 
وقال الحافظ البوصيري في الزوائد إسناده صحيح اده ساف اط وقد 
الشيخ الألبانى في ضعيف سنن ابن ماجه ص59 برقم (4008/854). 

(؟) جرء من الآية ١؟‏ من سورة القصص. 

(*) انظر فتح المجيد امع« موس 

(4) الآية ؟5 من سورة يونس. 


66/١ الفتاوى‎ () 


(م4؟) 


والخوف من المولى جل وعلا خقق للقلب أعظم مطلوب وهو الاهتداء 
بما أنزل الله عز وجل إلى طريق الأنبياء والصالحين قال تعالى: (ولما سكت 
عن موسى الغضب أخذ الألواح وفي نسختها هدى ورحمة للذين هم 
لربهم يرهبون)() فأخبر أن الهدى والرحمة للذين يرهبون الله( وقال . 
تعالى: (فذكر إن نفعت الذكرى.!") والخوف من الله عز وجل يكسب 
كذلك القلب التقوى والحذر أمام كل عمل يعمله حتى ولو كان هذا 
العمل صاللاً فإنه يخاف أن لايقبل منه قال تعالى: (والذين يؤتون مااتوا 
وقلوبهم .وجلة أنهم إلى ربهم ا 
قالت عائشة رضى الله عنها: يارسول الله هو الرجل يزني ويسرق 
ويخاف أن يعاقب؟ قال: 'لاياببت الصديق هو الرجل يصلى ويصوم 
ويتصدق ويخاف أن لايقبل منه"*) وطالما أن الخائف من الله عز وجل 
ذاكر له في كل حركاته ومكناه فيز ته رفس نهدا الشكرغرة هيده آلا 
وهى الاطمئنان. وهو أمر عزير جداً من حظى به فهو في سعادة عظيمة 
لايعرف مقدارها وعظمها إلا من يشاركه فيها قال تعالى: (ألا بذكر الله 


تطمئن القلوب)7) أى تسكن وتستأنس.(") 





(0 " الآية ٠64‏ من سورة الأعراف. 

(0) الإيمان ص7١‏ 

(9): ,'الآية ة«من'سورة الأعق. 

(4) الآية 5٠‏ من سورة المؤمنون. : 

(ه) أخرجه أحمد في المسند 04/1 والترمذى في السنن 5907/0 كتاب تفسير القرآن 
٠‏ (م؛) باب ومن سورة المؤمنون )١4(‏ رقم الحديث 1076 وصححه الشيخ 
الألبانى في صحيح سنن الترمذى «/94/ا-٠م‏ برقم /891؟51401-1 

(3) جرء من الآية 8م؟ من سورة الرعد. 


(90) جامع البيان ١40/١8‏ 


(8ع؟ ) 


والخوف من الله حمل صاحبه على التقوى التى تثمر متابعة الأنبياء 
والمرسلين ولزوم طاعتهم كما سبق أن بينا وذلك يثمر هداية القلب قال 
تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلٍ: (وإن تطيعوه تهتدوا).(0) 

وعم كذلك"العله االناع .رونا ريما ثانا نال عن ليه عمس 
عليه الصلاة والسلام: (وحعضاكق قلوت الدين اتعيوف رأفة ةا 

ومعلوم أن أقرب القلوب إلى الله عز وجل أعظمهم رأفة ورحمة, 
والله تعالى إذا أراد أن يرحم عبداً أسكن في قلبه الرأفة والرحمة وإذا 
“أراد أن يعذبه نزع من قلبه الرحمة والرأفة وأبدل له بهما الغلظة والقسوة 
"خا يرحعم :الله.من عباده الإسماء 7 "من لابرحع لازرنى "1107 الاتتوع 
انقو الو ا 
والتقوى كذلك تثمر العم (واتقوا الله ويعلمكم الله)(0) والعلم هو حياة 
القلوب ونور البصائر وشفاء الصدور ولذة الأرواح. 

والعلم يثمر الإيمان بما جاء من عند الله تعالى محكمه ومتشابهة قال 


تعالى: (والأسخون في العلم يقولونءامئا به كل من عند رينا ومايذكر إلا 


)0 جرء من الآية 04 من سورة النور. 

(؟) جرء من الآية لاا من سورة الحديد. 

(0) أخرجه البخارى في الصحيح 845/١‏ كتاب اللنائز (**) باب قول النبي يعذب 
الميت ببعض بكاء أهله عليه (8") برقم (84؟1) ومس في الصحيح 
؟ره--30 كتاب الجنائز )1١(‏ باب البكاء على الميت (5) برقم (988/11). 

)( تقدم تخرخدص (86- 35ا) . 

زه( تقدم نخرخهص (8<60) . 


(5) جرء من الآية (89؟) من سورة البقرة. 


(.5؟) 


أولوا لاتب )ا 

أخرج ابن أبي حاتم عن عائشة رضى الله عنها أنها قرأت هؤلاء 
الآيات: (هو الذى أنزل عليك الكتلب) إلى قولهامنا به) قالت: إكان من 
رسوخهم في العم أن مكو | كيه واشابية ولا ميزه | 07 

وهذا الإيمان يؤدى إلى الإخبات قال تعالى: (وليعم الذين أوتوا العلم 
أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم).(5) 

تان الت درست ال هذه الآية: "وأن الله منحهم من العم 
'مابه يعرفون الحق من الباطل والرشد من الغي فيفرقون بين الأمرين الحق 
المستقر الذى يحكمه الله والباطل العارض الذي ينسخه الله بما على كل 
منهما من الشواهد وليعلموا أن الله حكيم يقيض بعض أنواع الابتلاء ليظهر 
بذلك كمائن النفوس الخيرة والشريرة (فيؤمنوا به) بسبب ذلك ويزداد 
إيمانهم عند دفع المعارض والشبهة (فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد 
الذين ءامنوا) بسبب إيانهم (إلى صرط مستقمم) عم بالحق وعمل 


5 اليا 
والإخبات هو أول منازل الطمأنينة وفيه معنى التواضع والسكون إلى 
الله عر وجل. 


والسكينة تزيد في الإيمانء قال تعالى: (هو الذى أنزل السكينة في 


قلؤية الموهن يدادو غلبا من إعلني) لذا 


)00 جرء من الآية /ا من سورة آل عمران. 
(؟) سبق تخرزجه ص (ب-م؟). 

(+) جرء من الآية 44 من سورة الحج. 
(4) تيسير الكريم الرحمن ١5/8‏ 


زه( جرء من الآية غ من سورة الفتح . 


(؟) 


والسكينة أيضاً تتنزل عند ذكر الله عز وجل الذى هو مُرة من ثار 
الخوف قال صلى الله عليه وسلٍ: "تلك السكينة تنزلت للقرآن".(0) 

كل ذلك وغيره مما يعجز القلم عن الأحاطلة جه من التهان 'العظيية 
التى يثمرها الخوف من الله العزيز الجبار. وكذا جميع العبادات القلبية 
فإنها تثمر الثمار اليانعة التى تعود على القلب بالطهر والنقاء وحسى أن 
فنك الوابعان بواقه نان الراشويه طر ل وافية كر اقم الله ساق 


ولا حول ولاقوة إلا بالله. 


(1) أخرجه البخارى في صحيحه 848/8 كتاب فضائل القرآن (55) باب فضل 
سورة الكهف )١121(‏ برقم 2401١‏ ومسم في الصحيح 849/١‏ كتاب صلاة المسافرين 
)١(‏ باب نزول السكينة لقراءة القرآن (55) برقم ٠4؟/6و07‏ 


(0ه؟) 


المبحث الرابع 
شعائر الإسلام وعباداته الظاهرة وتطهيرها للقلب 
فكما أن سلامة العقيدة وإخلاص العبادات الباطنة تسلك بالقلب 

طريق السلامة فكذلك شعائر الإسلام وعباداته الظاهرة ولنبين ذلك بيعض 
الأمثلة : 0 ظ 
أولا: الوضوء والغسل والتيمم وإزالة النجاسة: 

اعلم أن هذه العبادات العظيمة ذات أثر بالغ في تطهير القلوب كما 
أن لها أثرا في تطهير الظاهر. وقد قال تعالى بعد أن ذكر الوضوء والغسل 
والتيمم: (مايريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطه ركم وليتم 
نعمته عليكم لعلكم تشكرون ).(1) 

فهذه الآية الكريمة تقودنا إلى الوحدة التى بحققها الإسلام في الشعائر 
والشرائع على السواء فليس الوضوء والغسل برد تنظيف للجسد فقط بل 
إنه يجمع بين نظافة الجسم وطهارة الروح 0 عمل واحد وفي عبادة واحدة 
يعوجه بها المؤمن إلى ربه وجانب التطهر الروحى أقوى لأنه عند تعذر 
استخدام الماء يستعاض بالتيمم الذى لاغقق إلا هذا الشطر الأقوى.(') 

قال عناحت اناو 29 وسيب الله غصد هده الآية: (ولكق بريد 


ليطه ركم ) من القذر والأذى ومن الرذائل والمنكرات والعقائد الفاسدة 


(9) جرء من الآية > من سورة المائدة. 

(؟) انظر في ظلال القرآن 80/5م-61م 

(8) أغر عمد ركيد عن ركنا بوحعشد بن عمد بن عل 'القلنوق البعتدافي الأصل 
حدث ومفسر ومؤرخ وأديب وسياسيء اتصل بمحمد عبده المصرى وتتلمذ له 
وأصدر بجلة المنارء وأنشاً مدرسة الدعوة والإرشادء من مصنفاته تفسير المنار ول 


يكمل»؛ والخلافة والإمامة العظمى وغيرهاء توفى سنة 1884١ه.‏ انظر: الأعلام 
5, ومعجم المؤلفين 1١/94‏ 


( جه؟ ) 


فتكونوا أنظف الناس أبداناً وأزكاهم تفوساً 52 وأرقاهم أرواحاً 
(وليتم نعمته عليكم) بالجمع بين طهارة الأرواح وتزكيتها وطهارة الأجساد 
وصحهساء:فإفا: الإنساة” روت واجسد: 4 مكمل اإتسافيعه إله بكمالهنما فعا (0) 
فالوضوء طهرة للروح لأنه ينقيها من الذنوب والآثام ويشهد لهذا مارواه 
أبق ريز وى الله عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا 
توضاً العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجه خرج من وجهه كل خطيئة نظر 
إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه 
"كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل رجليه 
خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج. 


2 1 لل 86 
نقيا من الذنوب .7 


وما رواه عثمان بن عفان رضى اللهحين 0 ' قال: قال رسول الله 
صلى الله غلية. سل : "من 2 فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده 


عق ترح امن .كنت أطفانه "19 هذا امن خاصية: ومن تاتعية الغرق: 'فالوضوم 


00 تمفسير المثار /69؟‎  )9( 

(؟) أخرجه مس في الصحيح 708/١‏ كتاب الطهارة (؟) باب خروج الخطايا مع مام ' 
الوضوء )١١(‏ برقم 844/89 

(©)' هو ععثمان بن عفان بن أبي العاص ابن أمية القرضى اللأموى أمير المؤمنين أبو 
عبدالله, أسل قبل دخول النبي صلى الله عليه وس دار الأرقم. زوجه الرسول 
صلى اللله”عليه وس ابنته رقية فلما ماتت زوجه أم كلقوم. ولذلك سمى بذى 
النورين. صاحب الأيادي البيضاء في الإنفاق في سبيل الله. جهز جيش العسرة» 
وشهد له النبي صلى الله عليه وس بالشهادة, قتل في بيه سنسة هسه 
رضى الله عنه وأرضاه. انظر صفة الصفوة ١/94؟,‏ الإصابة 466/19 

(2:)2 أسترعة مسل في الصحيح 7١7/١‏ كتاب الطهارة (8) بحرو الفلعانا مع ماء 


الوضوء )١١(‏ برقم 40/8#؟ 


(4ه0؟ ) 


والحيلن جكة شمية لسلا وعوماءتى العاداف الى لبا ات كتاى 
تزكية النفس و تطهير القلب. 

ومما ينيغى أن يذكر أن كلا من الطهارتين الحسية والمعنوية ينبغى 
أن تكون عونا للأخرى كما أن التنطع والإسراف في إحدى هاتين 
الطهارتين يشغل عن الأخرى وهذا هو سبب عدم عناية بعض الزهاد 
والعباد بنظافة الظاهر وعدم عناية الموسوسين المتنطعين في نظافة الظاهر 
بنظافة الباطن والإسلام وسط بينهما يأمر بالجمع بين الأمرين. ولأجل ذلك 
"قال رسول الله صلى الله عليه وس (الطهور شطر الإيهان) (0!؟) 

فطهارة الجوارح مرتبطة بطهارة القلوب ولذلك جعل الله عز وجل 

إقماة ع أخل جر رحو ليان توويطه عل قلونيتم وعييه أمداتم 
معطنوفاً عل :طيارة جو ارحهم في قوله #عالىة:(إذ يقسيكم التعائن. أمنة .منه 
وينزل عليكم من السماء ماءً ليطهركم به وبذهب عنكم رجز الشيطلن 
وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام).[؟) 

قال ابن كثير رحمه الله وقوله (ليطهركم به) أى من حدث أصغر 
أو أكبر وهو تطهير الظاهر (ويذهب عنكم رجز الشيطئن) أى من وسوسة 
أو خاطر سيء وهو تطهير الباطن كما قال تعالى في حق أهل الجنة 
لاقلريي اسلاد مكورن تجن و اتسوك بويطلوا :انناو او ١7)‏ زهاا» 
زينة الظاهرء (وسقلهم ربهم شر اباطهوراً)(0) اع مطه ألما كان من بخل أو 
() أخرجه مسم في الصحيح .*08/١‏ كتاب الطهارة (؟): باب فضل الوضوء )١(‏ 

برقم برض 
(9):.-اأنظى #قسين امنا كر عدب 
(+) الآية ١١‏ من سورة الأنفال. 
(2)4 تعوءةمق. الآية" 8 من اسوزة الإننان. 


(ه) جزء من الآية ١؟‏ من سورة الإنسان. 


(5ه) 


حسدٍ أو تباغضء وهو زينة الباطن وطهارته (وليربط على قلوبكم) أى 
بالصبر والإقدام على مجالدة الأعداء وهو شجاعةالباطن (ويثبت به الأقدام) 
وهو شجاعة الظاهر والله أعريلا 

وقال تعالى: (وثيابك فطهر)() وهذه الآية تدل على طهارة القلب 
وطهارة الثوب وأن طهارة كل منهما متوقفة على طهارة الآخر .(؟) 
انياً: الصلاة: 

والمراد بها في الشرع (أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير ختعمة 
بالتسلي).©) 

زهي الركن. الثاق من أركان الإسلام وعموده الذي لايقوم بدونه 
قال صلى الله عليه وسلر: 5 الأمر الإسلام وعموهه الصلاة وذروة 
نامك الما وقال صلى الله عليه وسلٍ: بني الإسلام على خمس 
شهادةأن لاإله إلاالله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيعاء الزكاة 
والمج وصوم ومفان 5 


وهى صلة عظيمة بين العبد وربه يبستمد منها العبيد القوة والراحة 


(1) تفسير القرآن العظيم 4/8 60-ه6ده 

ف لل ان لو امدق 

6 كما اختار ذلك ابن لقي وابن حجر وقد تقدم البحث مستوفى في هذه الآية في 
مبحث الطهر. 

(4) الروض المربع للبهوق 4/1 

(14, "أخويةه الترمذى في السنن ه/١15-1,‏ كتاب الإيمان ,)4١(‏ باب ماجاء في حرمة 
الصلاة (.م) برقم 2551 وقال حسبن صحيح. وصححه الألبانى في صحيح سنن 
الترمذي 5595-8 برقم 511٠١‏ 

6 أخرجه البخارى في الصحيح :45/١‏ كتاب الإيان (؟) باب دعاؤكم إيمائكم 
برقم(؟) ومسل في الصحيح ١/ه؛‏ كتاب الإيمان (1) باب بيان أركان الإسلام(ه) 


110 


(كه؟) 


والظيازةة والثقاء وكيقف لأ كوك ذلك وهو يقير عقدنا يحافظ عليها أن صلته 
بالله قوية وأن: الله مطلع عليه ومراقب له في كل حركاته وسكناته وسيجازيه على 
كل ماعمل قال تعالى: (إن الصلوة تنهى عن عق الفسناء «السشكر ولد كن الله | كين 
والله يعلم ما تصنعون)(١).‏ 
قال أبن مسعود 5 الله عنه: «من لم تأمره الصلاة وتنهه عن الس لم يزدد 
بها إلا بعداً».()فالصلاة فيها ثلاث خلال الإخلاص والخشية وذكر الله 
فالإخلاص يأمره بالمعروف والخشية تنهاه عن المنكر وذكر الله يأمره وينهاه . 
ولذلك حين أمر الله عز وجل نساء النبي صلى الله عليه وسلم ورضى الله 
عنهن بالقرار في البيوت ونهاهن عن التبرج وأمرهن بالصلاة والزكاة وطاعة الله 
و بين عاقبة ذلك فقال سبحانه: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجهلية 
الأولى وأقمن الصللوة وءاتين الزكلوة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب 
عنكم الرجس أهل البيت ويطه ركم تطهيراً)(؟).(4) 
1 جزء من الآية 4 من سورة العدكبوت. 
(5) رواه الإمام أحمد في الزهد ص89١.‏ 
وقال ابن كثير : بعد أن ساق الحديث عن عمران بن حصين وابن عباس وابن مسعود 
والحسن مرفوعاً قال: «والأصح في هذا كله الموقوفات عن ابن مسعود وابن عباس 


والحسن وقتادة والأعمش وغيرهم»). تفسير القرآن العظيم 505 وصححه موقوفاً 
أيضاً الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة ١4/١‏ برقم (؟). 

25 الآية * من سورة الأحزاب. 

(4) الصلاة في القرآن -مفهومها فقهها- للشكور قهد بن عبد الرحمن الرومي 
ص؟- 55 


6 ؟) 


ومما يجب أن يعلم أن الصلاة التي تحقق سلامة القلب وطهارة الروح هي 
العتاوة الذامة لعن افنداى وها وركوعها وسحود ها وقوه فقا مناه بن 
عفان رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من امرىء 
مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة 
لما قبلها من الذنوب مالم يت كبيرة وذلك الدهر كله)(١).‏ 

ثالثاً: الزكاة وصدقة التطوع: 

الزكاة من الزكاء بالمد وهو النماء والزيادة لأنها تثمر المال وتنميه فهي 
سبب يرجى به الوكاة .80 وليس النماء والطهارة مقصوران على المال بل يتعديان 
إلى نفس المعطي» قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فلهذا كانت 


هذه اللفظة في الشريعة تدل على الطهارة: (قد أفلح من زكلها!؛) 


)1١(‏ وشأن الخشوع في الصلاة عظيم جعله الله سبحانه أول صفات عباده المؤمنين في 
قوله تعالى: (قد أفلح المتمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) (المؤمنون: .)5-١‏ 
ووصف الله به الذين أوتوا العلم في قوله تعالى: (ويزيدهم خشوعاً) (الإسراء : .)1١9‏ 

)١(‏ أخرجه مسلم في الصحيح 7٠٠5/١‏ كتاب الطهارة (؟) باب فضل الوضوء والصلاة 
عقبه (4) برقم 528/9. 

(؟) انظر اللسان عند مادة (زكا) 4١/88؟,‏ والمصباح المنير عند مادة (زكا) ص/9. 

(4) الآية 9 من سورة الشمس. 


0 


(قد أفلح من تزكى )() نفس المتصدق تزكوء وماله يزكو يطهر ويزيد في 
المعبى .(5) 

وهي في الشرع اسم لمخرج مخضوص بأوصاف مخصوصة من مال 
مخصوص لطائفة مخصوصة7) هذا وقد أطلق الشرع على الزكاة اسم "صدقة”" 
كما صرحت بذلك الآيات والأحاديث قال تعالى: (خذ من أمؤلهم صدقة 
تطهرهم وتزكيهم بها)؛) وقال تعالى: (إما الصدقت للفقراء والمسلكين 
والعلملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغلرمين وفي سبيل الله 
-وابن السبيل فريضة من الله)!*) وقال صلى الله عليه وسلم: ليس فيما 
حون كيه انو 0ثا فده الى قن شرن مسي اقزاوا 11 مدو لبن 


فيما دون خمس أواق (4) 0 وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً يي 


حديث معاذ: 'فأعلمهم أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من 


"الآية من سورة الأعن” 

(؟) ججموع الفتاوى 86؟/م 

(©) المطلع على أبواب المقنع ص؟١١‏ 

(4) جزء من الآية ٠١‏ من سورة التوية. 

(4ه) جرء. من الآية ”٠‏ من سورة التوبة . 

(5) أوسق: الوسق بالفتح ستون صاعاً وهو ثلاثائة وعشرون رطلاً عند أهل الحجاز ‏ 
وأريعمائة وثمانون رطلا عند أهل العراق على اختلاف في مقدار الصاع والمد. 
انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ه/686١‏ مادة (وسق). 

(90) ذود: الذود من الإيل مابين الثنتين إلى التسع وقيل مابين الثلاث إلى العشر. انظر 
النهاية ؟/19/1 مادة (ذود). 

(4) أواق: مفردها أوقية بضم الهمزة وتشديد الياء وهى:أسم رمن كز هما 
فخمس أواق تساوي مائتي درهم. . انظر النهاية ”١9//8‏ مادة (وقا). 

(ة) أخرجه البخارى في الصحيح 71 كتاب الزكاة (4؟) باب ليس فيما دون 
خمس ذود صدقة(47) برقم 21488 ومسم في الصحيح ؟/+77 أول كتاب الزكاة 


(9) يرق وباو 


(وه؟ ) ل 


عباتي "07 فليست الصدقة عنواناً على التطوع فحسب كما هو شائع في 
عرف عامة الناس اليوم.(9) ٠‏ 0 
ش وصدقة التطوع المراد بها الصدقة المستحبة الغير واجبة وهي التى قال 
عنها عز وجل: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)7) وقال عنها 
صلى الله عليه وسل: انوا النار ولو بشق ققرة فإن لم تجدوا فكلمة 
طيبة "(9) وقال كذلك صلى الله عليه وسلٍ: أفضل الصدقة جهد المقل 
ودرهم سبق مائة الك" 0م ٠‏ 

فالصدقة -دمفزوضة أو غير مفروضة- من أعظم أسباب سلامة القلب 
وطهره ونقائه ولذلك قال تعالى: (خذ من أمؤلهم صدقة تطهرهم وتزكيهم 
ا ظ 1 

قال صاحب المنار عند هذه الآية: أى تطهرهم بها من دنس البخل 
والطمع والدناءة والقسوة على الفقراء البائسين وما يتصل بذلك من 
الرذائل» وتزكى أنفسهم بها أى تنميها وترفعها بالخيرات والبركات الخلقية 
والعملية حتى. تكون بها أهلا للسعادة الدنيوية والأخروية. فالمطهر هنا 


اللرسول صللى الله عليه وسللسو9) والمله تر يه 





)7 أخرجة البخارى في صحيحه 5/4لا. كتاب التوحيد (/ا9) باب ماجاء في دعاء 
النبى أمته إلى التوحيد )١(‏ برقم */امل 

١ :)9(‏ عققه الركاء للفزرفادق 11ت 

١م(‏ جرء من الآية 47 من سورة آل عمران. ٠:‏ 1 

14 ريه .البخارى في الصحيح 40/4: كتاب الأدب (78) باب طينب الكلام 

م برقم *5*5, ومسلم في الصحيح ؟/١/.‏ كتاب الزكاة (؟١)‏ باب الحث 

على الصدقة ولو بشق قّرة (0؟) برقم ٠١١5/55‏ ش | 

)( تقدم خخريجه . ص ه/ا١ا‏ 1 | 

)6 وقد أسندت التزكية للأتفس هنا للتبى صلى الله عليه وسلٍ لأنه هو المربى 
للمؤمنين على ماتزكو به أنفسهم ولأن الأنفس يعلو قدرها يسنته العملية 
والقولية في بيان كتاب الله وما لهم من الأسوة الحسنة فيه ع 


) (0 


الضدة:(0) 

وحتى تحقق الصدقة تطهير القلب لابد لها من أمرين: 

أولهما: الإخلاص لله عز وجل. 

الثانى: أن يكون قصده بها تركية نفسه. 

قال ععال: (وسيسببها الأفى. الذي يوق ماله يتزكى وما لأحد عنده 
فلن ققية غوف له عاد وم ريه لفن ولوق برطي 0101 

فاك الفمتي رتحيةه للق عقيل قن أكون املد ند تراكية 
شم اطيو نا دي القتوتوالأكتاين :قاهدا ينوج اللد اذا 

وقد ورد في الآية أن جر اد“ افق هديع الأسزين- الرضئ: الذي 


سوف يمل قلبه ويغمر روحه ويفيض على جوارحه ويندى حياته» يرضى 





(-) قال تعالى: (هوالذي بعث في الأب يشير منهم يتلو عليهمعا يته ويزكيهم 
ويعلمهم الكتلب والمكمة ) (الجمعة: ؟) فتزكيته صلى الله عليه وسل للأمة من 

مقاصد البعتة. وقد أسندت التزكية في آيات أخرى لله تعالى: (ولكن الله يزكي 
من يشاء) (النور: ١؟)‏ لأنه هو الخالق المقدر الموفق للعبد لفعل ماتزكو به نفسه 
وتصلح وأسندت كذلك للعبد كما في قوله تعالى: (قد أفلح من زكاها وقد خاب 
من دساها) (الشمس: )٠١-9‏ وقوله تعالى: (قد أفلح من تزركى وذكر اسم ربه 
فصلى ) (الأعلى: )10-١4‏ لكونه هو الفاعل سعله انه سينا الطيدااة تنه 
وزكائها كالصدقات وغيرها من أعمال الير وأما قوله تعالى: م كر إن الذين:: 
يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء) (النساء: 49) قوله (فلا تزكوا أنفسكم 
00 أعلم بمن أتقى ) (النجم: ؟") فهو في زكاء النفس بدعوى اللسان. اتظر 
تفسير المنار 560-74/1١١‏ ِ 

(9) تفسير المنار ”5/1١‏ 

(؟) الايات /إ١1-٠١7”‏ من سورة الليل. 

(+) قال ابن كثير: ذكر غير واحد من المفسرين أن هذه الآيات نزلت في أبي يكر 
الصديق 444/8 


(4) تيسير الكريم الرحمن 548/7 


)1( 


بدينه. و برضى بربه» وبرضى بقدره؛. ويرضى با يجد من سراء كضرا 
ومن غنى وفقرء ومن يسر وعسرء ومن رخاء وشدة.(0) 
رابعاً: الصيام . 

٠‏ الصوم في اللغة الإمساك صام أى أمسك عن الطعام والشراب 
والكلام والسير'") وهو في الشرع عبارة عن الإمساك عن أشياء مخصوضة في 
زمن مخصوص من شخص لخصوص ‏ بنية مخصوصة:(5) 

وهو طريق عظم يطهر الله به القلبّ ويهذب به الروح فيكتسب 
"القلية العفات: أحيدة كالشة ىوها 

قال تعالى: (يلأبها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على 
الذين من قبلكم لعلكم تتقون).!4) 

وفي قوله تعالى: (لعلكم تتقون) قولان:(ه) 

أحدهما: لعلكم تتقون ماحرم عليكم في الصيام من أكل الطعام 
وشرب الشراب ووطهء النساء وهذا هو قول الطبرى رحمه الله:(5) ظ 

الثانى: معناه أن الصوم سبب يؤول بصاحبه إلى تقوى اللهء لما فيه 


من قهر النفس وكسر الشهوة وإذهاب الأشر وهو معنى قول الزجاج (0(00) 





(1) انظر في ظلال القرآن .م/م ووس 

0( القاموس المحيط ص 1550 عند مادة صام. 

9 المطلع على أبواب المقنع للبعلى ص ١40‏ 

(4) الآية (*18) من سورة البقرة. 

(ه) النكت والعيون ١90/١‏ 

(3) انظر جامع البيان 9/.م١٠‏ ش 

(0) هو إبراهم , ناسرف نان ألو اسحاق الزجاج النحوى. كان من أهل 
. الفضل والدين. له مؤلفات حسانء توفى سنة ١١9ه.‏ أنظر انباه الرواة على انباه 

النحاة 194/١‏ برقم (945) ومعجم الأدباء ١١/١‏ برقم 0 


0( انظر معانى القرآن وإعرابه للزجاج 557/١‏ 


) 5 ( 


والقد لك الاق هو العضوة هن 

فاق ابن فرعته اللهه "شو ل تفال خاطا "لسن يعسن كذ الأآمة 
وآمراً لهم بالصيام وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة 
لله عز وجل لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط 
الرديعةء والأخلاق الرذيلة وذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من 
كان من قبلهم فلهم فيهم أبوة:ولتجنين مؤلاء فى آداء :هبذ] الفرض أكمل 
11000 

ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وس عن الصوم أنه سبب مغفرة 


الذف 9 ودخول الجنة والعتق من الناد (؟) آنه 6 ا وا 





(9) خفسير القرآن العظير 505/١‏ 

)0( كما في قوله صلى الله عليه وسل: "من صام رمضان إيانا واحتسابا غفر له 
ماتقدم من ذنبه أخرجه البخارى في الصحيح ١/؟9‏ كتاب الإيمان. باب صوم 
رمضان احسسابا من الإيمان برقم م7" ْ 

)٠(‏ كما في قوله صلى الله عليه وسل: "في الجنة ائية أبواب فيها باب يسمى الريان 
لايدخله إلا الصائُون ٠‏ اخرجه البخارى في الصحيح 5/م+” كتاب بدء الخلق 
باب صفة أبواب الجنة برقم /ا6ا1م ش 

(0) كمافي قوله صلى الله عليه وسلم: "والصيام جنة" أخرجه البخارى في الصحيح 
كتاب الصوم. باب هل يقول إلى صائم إذا شت برقم ٠4‏ والجنة 

. الوقاية والمعنى يقى صاحبه مايؤذيه من الشهوات. انظر النهاية في غريب الحديث 
والأثر ١/م»"‏ مادة (حنن). 

(4) كما في قوله صلى الله عليه وسل: "ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" 
أخرجه البخارى في الصحيح ١١١/8‏ كتاب النكاح باب من ١‏ يستطع الباءة 
فليصم برقم والوجاء أن ترض أنثيا الفحل رضا شديدا يذهب شهوة 
الجماع والمراد أن الصوم يقطع النكاح كما يقطعه الوجاء. انظر النهاية ©/161 


ناقة “(وتا): 


(+؟؟) 


قال الكمال() في الفتح ذاكراً لبعض فوائد الصوم: "هذا ثالث أركان 
الأسلاع معد “لآإلهإلا الله عم وول "الله قرع انه لقنن اكد أعظهها 
' كونه موجباً شيكين: 
.اخدهماه كوت التفسن الأمازه -وكسن سويقنا فى الول المتعلشة 
يجميع الجوارح من العين واللسان والأذن والفرج فإن به تضعف حركتها 
في محسوساتهاء ولذا قيل: إذا جاعت النفس شبعت جميع الأعضاءء وإذا 
شبعت جاعت كلهاء وماينقج عن هذا من صفاء القلب من الكدر فإن 
: الموجب لكدوراته فضول اللسان والعين وباقيها وبصفائه تناط المصالح 
والتدوجاف:ومدناة كرف ديجي اللرهية والكفت عن الماك ما ذاق ألم 
الجوع في بعض الأوقات ذكر من هذا حاله في عموم الأوقات فتسارع إليه 
الرقة عليه: والرحمة حقيقتها في حق الإنسان نوع أ باطن فيسارع لرفعه 
57 لمان له ”فعا نم :زنك عافد :الله مال شود سيق "إظر ادا وفنا 
موافقة الفقراء بتحمل مايتحملون أحياناً وفي ذلك رفع حاله عند الله 
تعالى " (؟) 
خامساً: احج والنسك: 
الحج .في اللغة القصد. حج إلينا فلان أى قدم, وحجه حجه حجاً: ' 


000 


)0 هو محمد بن عبدالواحد بن عبدالحميد كمال الدين الشهير بابن الهمام 
السكندري السيؤاسي كان دنا عي عاضا خويا كلانيا اما جديا وإله 
تصانيف منها: شرح الهداية في الفقه والتحرير في الأأصول وغيرهاء مات سنة 
0ه أانظر الفوائد البهية في تراجم المنفية ص ٠8١‏ 

(؟) فتح القدير لابن الهمام ؟/..*-1.»م 


(©) اللسان عند مادة حجج +/+7؟ 


(6؟ ) 


والمراد بالنسك الذبح تقرباً إلى الله عز وجل قالنسك اسم فعله نسك 
بنسك إذا تطوع بقربة7) قال تعالى: (قل إن صلاق ونسكي ومحياي ومماق 

وين المالمين لافرنناك الم ويذلك اموت ؤأنا أو السلين ان 

فالمراة بالسيكالذت. 0 

وفي السك طهارة وتقاء قال تعالى: (والبدن جعلنها لكم من شعلير 
الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها 
فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرنئلها لكم لعلكم تشكرون. لن 
فاك الله وميا :ولا .دناتها ولق يانه" التقوى "مك" كدلاك: شخرنها لك 
تكروا الله كل اهمد كم بسر المعقين )لكا 

قال عيذ قلت وشمه الله عد قوله كعالة (ذلك :ومن يعظه شعي 
الله فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منلفع إلى أجل مسمى ثم محلها إلى 
اليك اليد )لا 7 توك الساف عن 3 حوفات:. الله باتقيائها وك 
اغا لمكا 0 بين ال الذى بئحره الحا وتقوى 565 إذ أن 
الوق حجنن :الاق نك مداياق الع وكتعاتر لا 
سادساً: مكارم الأخلاق: 


اعلم أن جميع مكارم الأخلاق من الأسباب العظيمة المؤدية إلى 





2 *"٠ المصباح المنير عند مادة (نسك) ص‎ )١( 

(؟) الآيتان 18.059 من سورة الأنعام. 

(+) انظر جامع البيان 217/4 وتفسير أبن كثير //ا/ا7 
(:) الآيتان 55 و لال من سورة المج 

(ه) الآيتان 8”* و 8" من سورة الحج. 


(5) في ظلال القرآن 0550006 


) 54 ( 


وعدو: فى الشرع «قصد بيك التنه ارام لأداء انان خصشوصة يصفة 
خميوية فل زفق قصوامن: بعروظ عسوي 0 

وللحج أثر عظيم في السير بالقلب إلى الطهر والنقاء والسلامة 
والصفاء قال تعالى: (الحج أشهر معلوملت فمن فرض فيهن المج فلا رفث' 
ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن 
خير الزاد التقوى واتقون ياأولى الألباب).() 
.فالحاج بزيارته لبيت الله تعالى مقبل على الله تغالى قاصد لهء فيتجرد 
ع عاداته ونعيمه وينسلخ من مفاخره ومميزاته على غيره» بحيث,. يساوى 
الغى الفقير؛ ويمائل الصعلوك الأمير. فيكون الناس من جميع الطبقات في 
زي كري الأمواتء وفى ذلك من تصفية النفس وتهذيبها وإشعارها خقيقة 
العبودية لله والأخوة للناس مالا يقدر قدره وإن كان لايخفى أمره. وفي 
خديكه أن شدو يه أن تسوك الله صلى الله عليه وس قال: "من حج ولم 
يقث وم يفسق رجع كيوم ولدته أمه"7) وذلك أن الإقبال على الله تعالى 
بعلك الهيئة» والتقلب في تلك المناسك على الوجه المشروع يمحو من 
النفوس آثار الذنوب وظلمتها ويدخلها في حياة جديدة لها فيها ماكسيت 
وعليها ما اكتسبت.!8) 


(؟) انظر المغنبى م#/007؟, فقه الإسلام شرح بلوغ المرام لعبد القادر شيبة الحمد 4/4 

(») الآية /ا19 من سورة البقرة. ش ١‏ 

9) أخرجه البخارى في الصحيح 401-40١0/١‏ كتاب الحج (50؟) باب فضل المج 
المبرور (4) برقم ,1607١‏ ومسم في الصحيح ؟/487 كتاب الحج (15) باب فضل 
الحج والعمرة (5/) برقم ١60/4.‏ 


(») تفير المنار «/يم؟” - 


(ه>؟ ) 


والمراد بالنسك الذبح تقربا إلى الله عز وجل فالنسك اسم فعله نسك 
ينسك إذا تطوع بقربة7) قال تعالى: (قل إن صلاق ونسكي وعحياي ومماق 
لوه التتلقية أفييك له:وبدذلك الروك انا وك لديو 

فالمر اد بالنسك الذبح .5) 

وفي النسك طهارة ونقاء قال تعالى: (والبدن جعلنها لكم من شعير 
الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها 
فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر كذلك سخرتلها لكم لعلكم تشكرون. لن 


ديفاق الله عوسي ولا :ذماءها ولكن كاله التفوئ سكم كذلك سخرها لكتم 


لعكبروا الله على ماهدذكم وبشر المحسنين ).(4) 

قال سيد قطب رحمه الله عند قوله تعالى: (ذْلك ومن يعظم شعلير 
الله فإنها من تقوى القلوب لكم فيها منلفع إلى أجل مسمى ثم لها إلى 
اميف الدع )(ه) ثم يعود السياق من تعظم حرمات الله باتقائها والتحرج 
من المساس بها إلى تعظيم شعائر الله وهى ذبائح الحج باستسمانها وغلاء 


ْ أعانيياء وبربط بين الهدى الذى بنحرهة الحاج وتقفوى القلوب» إذ أن 


التقوى هى الغاية من مناسك الحج 0 0 
ذا نا : : مكارم الأخلاق: 


اعلم أن جميع مكارم الأخلاق من الأسباب العظيمة المؤدية إلى 





5١ص المصباح المنير عند مادة (نسك)‎ )١( 

(؟) الآيتان ١515+‏ من سورة ادعام 

(*) انظر جامع البيان 117/8. وتفسير أبن كثير /لا/ا# 
ل( الآيتان "“" و /ال من سورة الحج. 

(ه) الآيتان #9« و ## من سورة الحج. 


(5) في ظلال القرآن 545/197 


(ه؟ ) 


بدلافة العلي توعان وير 

فالعدل مغلاً يقود إلى تقوى الله عز وجل التى هى من أجل أسباب: 
طهر القلب وسلامته قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا 
اعدلوا "عو أقرتك للتقوى. وانقو] -الله- إن الله خيير عا حعطلون )!00 

إنذق العدك يها لين وربطاً للقلب بالله عد وجل وسرعان 
ماتعود هذه المعاني العظيمة على القلب بالنور والفرح والسرور والانشراح 
وذلك. عمق للقلين:.«السلامة أها ميق 

والصدق كذلك يقود إلى التقوى قال تعالى: (يلأيها الذينءامنوا 
اتنتوا اللندوكوق امم الصلدقن )9 وفال عمال زوالنذى جام بالمتدق 
وصدق به أو لك هم المتقون ).(7) 

فالصدق من أعظم ثمار التقوى وهو كذلك يزيد فيها. 

وأعظم الصدق ماكان في النية والإرادة وهو يرجع إلى الإخلاص 
ولذلك يقال لمن تعم العم وعمل به لأجل الناس بعد أن يسأل عنه فيذكر 


بلاءه فيه يقال له: كذبت بل أردت .أن يقال فلان عام (4) فهو هنا كذب في 


)0( جرء من الآية م من سورة المائدة. 
(؟) الآية 1١١9‏ من سورة التوبة. 
(©) آي 8# من سوارة الور 
0 كما قال النبي صلى الله عليه وسل: :. فأول من يدعى به رجل جمع القرآن» 
وجل شدل اق ميل اللةة وجل كثير المال. فيقول الله للقارىء أ أعلمك ما 
أنزلت على رسولي؟ قال بن يارب قال: فمَاذا عملت: فيمنا علست. "قال" كنت 
أقوم به آناء الليل وآناء النهار. فيقول الله: كذبت, وتقول له الملائكة: كذبت.. 
"اطدية: أعرجيه الرفدق 6روؤه كات الزهد (/") باب ماجاء في الرياء 
والسمعة (م:) برقم 8 وقال الترمذى: هذ| حديث حسن غزيب. وصححه 


المي الألباق في صحيح سنن الترمذى ؟/١78-781‏ برقم (1945). 


( ببة؟ ) 


. 0( 


إرادته ونيته. 

ومن مواطن الصدق كذلك الصدق في العزم والوفاء به وهو يجنب 
القلب العقاب الإلهى الذى أعده الله لمن أخلف وعده معه قال تعالى: 
ال ل 0 

فلما ءاتلهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في 
قلوبهم إلى يوم بلقو جا تقلتو "الله عاو عدوة رجا كانوا عدون )0 

ركنن قر تنال فى عه الأاياك: صف علق اين يات النافين 
الكذب وإخلاف الوعد وهذان الوصفان مذمومان بكل حال فكيف إذا كانا 
مع رب العلمين وإسناد إعقابهم النفاق إلى الله تعالى أو إلى البخل قولان 
المتبدر و مآلهما واحد إلا أن الثانى آدب وذلك أن سنته تعالى في الشر 
أن العمل بما يقتضيه النفاق يمكن النفاق ويقويه في القلب كما أن العمل 
بمقتضى الإيمان يقويه ويزيده 55 وهكذا| جميع صفات النفس وأخلاقها 
امامو يوي رست الملل التي منص سيد 01 

ومن مواطن الصدق كذلك القول والعمل فلا يتكل إلا بحق ولا 
عرض سات بالعري او الإاكدان مضق ال لأنها قد أقيمت مقام 
الكذب فيما تقتضيه الحاجة وتمس إليه المصلحة في بعض الأحوال كتأديب , 


الفبمنان لقنن اف تن شرع جراهم وكالتخلص من الظلمة والأعداء © . 





(9) انظر إحياء علوم الدين للغزالي 411-47١4‏ 

(؟) الآيات هلا-لالا من سورة التوبة. 

(9) انظر تفسير المنار 069/1١‏ 

(4:) المعاريض: جمع معراض من التعريض وهو خلاف أضبرن ,كدق الفدلة: . النهاية 
«/؟؟؟ في مادة (عرض). 


(ه) انظر احياء علوم الدين 4٠١-405/6‏ 


(مه؟ ) 


وعليه أن 'يراعى في أقواله أولاً تلك الأقوال التى بينه وبين الله عز 
وجل كقوله: (إياك نعبد وإياك نستعين)7) وقوله: "وجهت وجهى للذي 
فطر السموت والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين قل إن صلاق ونسكى 
ومحياى ومماق لله رب العلمين لا شريك له ..."07) فهل يصدق من يقولها 
كم يعد ذلاقه يعدرك قينا يق أنوالع القادة "لقي الله تعن بغز "انمه أل 
يذبح لغير الله ف يستغيث بغير الله؟؟ 

وأما الصدق في في العمل فهو أن جتهد حتى لاتدل أعماله الظاهرة على 
أمر في باطنه لايتصف هو به لا بأن يترك العمل ولكن بإصلاح الباطن حتق 
يساير الظاهر ويصدقه.0©) ءْ 

تالفيدق ,عل “هذ | تينتكل الي أعماك القلبد كليا”ق: الو ف بو الرساء 
والتعظم والرضا والقوكل والحب وغيرها وقد قال تعالى: (إنما المؤمنون 
الذينءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجلهدوا بأمؤلهم وأنفسهم في 
شيل الله أوالعاكة مقس العتلدقون )2 

وبالجملة فشعائر الدين كلها باطنها وظاهرها هى الطريق إلى تطهير 
القلوب. وصفائها. 

قال تعالى: (يلأيها الناس هَدجاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في , 


الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ). (0) 


١ :0(‏ الآية امن ره الفاتحة. 

() أخرجه مسلٍ في الصحيح 081-584/١‏ كتاب صلاة المسافرين (5) باب الدعاء في 
صلاة الليل وقيامه (55) برقم (01؟/791). 

(*) انظر احياء علوم الدين 417/4 

١ )2(‏ الآية هه من سورة اللجرات:. 


)(( الآية لاه من سورة 0 


( ود ) 


ونان كاللف رونو افق اترء ات ماهو مفاسوريفية للق م د 

ولذلك فالبحث عن وسائل أخرى لتطهير القلوب وصقلها غير 
الكتاب والسنة من أعظم العبث وسوء الأدب مع الخالق البارىء لأن فيه 
اتهاما لمنهج الإسلام الذى ارتضاه الله لعباده بالقصور في هذه الناحية التى 
هى من أعظم النواحى وأهمها لأن صلاح القلب يترتب عليه صلاح 
جميع الجسد (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا 
فسدت فسد الجسد كله وهى القلب).(؟) 

فمن المحال7") أن يصف الله عز وجل كتابه بصفات عظيمة جليلة 
تبين أنه قد أوضح كل شىء وشمل كل شىء ثم يهمل أو يقصر في أعظم 
الأمور وهو إصلاح القلوب التى هى مكان الإيمان. 

قال تعالى: (يلأيها الناس قد جاءكم برهن من ربكم وأنزلنا إليكم 
نور اهبيع )0 

واقتال سحانةة :( نامو | الله وروي ددن اعون "نسدد اتن الليه با 
تعملون خبير).(0) ظ 

دمت السال. آها ىق الغدل مادق :أن .كوه اسراح الين البدي 
أخرج الله به الناس من الظلمات إلى النور وأنزل معه الكتاب بالحق 


(9) جرء من الآية لم من سورة الإسراء. 

(0) سبق تخريجه. ص م 

(©) هذا الأسلوب اقتبسته من مقدمة الحموية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية. انظر 
مجموع الفتاوى 7-5/8 

(4) الآية ١/4‏ من سورة التساء. 


0 زه( الآية لم من سورة التغابن. 


00م( 


دينهم إلى مابعث به من الكتاب والحكمة وهو من يدعو إلى الله وإلى 
سبيله بإذنه على بصيرة وقد قال صلى الله عليه وسل: "توكتك على البيضاء 
ليلها كنهارها لا يزيخ عنها بعدى إلا هالك".(0) 

تدك لضان أن يعم الناس كل شىء مما يقربهم إلى ربهم ويجنبهم 
مزالق الهوى والشبهات ثم يقصر في بيان مايصلح القلب ويجنبه الشرور 
مجو اكات الخدرو دو بك نميه [ث دست هحيص لجرا 


سيد “سد اليد كلة: الادوشى القلن ”0 


() أخرجه ابن ماجه في السنن 11/١‏ في المقدمة باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين 
المهديين (5) برقم (*4) وصححه الألبانى في صحيح ابن ماجه 18/١‏ برقم 4١‏ 


7 ك) تقدم غخريجه ص م . 


( م ) 


الباب الثاني 
حديث القرآن عن القلب المريض 


وفي هذا الباب ثلاثئة فصول: 

الفصل الأول: نوعية أمراض القلب. 

الفصل الثاني: أسباب أمراض القلب. 

الفصل الثالث: منهج القراأن الكسريم في معالجة أمراض 
القلب. 


70م ) 


الفصل الأول 
نوعية أمراض القلب 


وفي هذا الفصل تمهيد ومبحنئان: 
المبحث الأول: مرض لا يتألم به صاحبه في الحال. 
المبحث الثاني: مرض يتألم به صاحبه في الحال. 


( جم ) 


تمهيسسد 

مرض القلب هو نوع فساد يحصل له يفسد به تصوره للحق وإرادته 
له فيبغض .الحق النافع؛ أو يحب الياطل الضارء أو يجتمعان له وهو 
الغالب .(0) 
وهو نوعان: 
نوع لا يتألم به صاحبه في الحال وهو نوعان: 

الأول: مرض شيهات. 

الثاني: مرض شهوات. 

وهذا النوع هو أعظم التوعين: ألا 'ولكن: لقساد القدب لاس بالألم 
ولأن انكر اليل و الووى: ول نيه وين إدراله الام وإلا فألله حاضر فيه 
حاصل له وهو متوار عنه باشتغاله بضدهء وهذا أخطر المرضين وأصعبهما 
وعلاجه إلى الرسل وأشاعيي: فهم أطباء هذا ار 
ونوع مؤلم له في الحال كالهم والغم والحزن والفيظ: وهذا المرض قد يزول بأدوية 
طبيعية كإزالة أسبابه أو بالمداواة بما يضاد تلك الأسباب وما يدفع موجبها 

مع قيامهاء وكما أن القلب قد يتألم بما يتألم به البدن ويشقى با يشقى به 

البدن فكذلك البدن يتم بما يتم ةانقلب وفسه اتن ا 

وسأتكل برك لسعو وق ةا القعاك خا ونين العوضي فر 
كل نوع بمبحث مستقل. 


(1) انظر مجموع الفتاوى 4/١‏ وإغاثة اللهفان ١7/١‏ 
(؟) إغاثة اللهفان ١8/١‏ 


) ”4( 


المبحث الأول 
المرض الذى لايتألم به صاحبه في الحال 


وفيه مطلبان: 
المطلب الأول: مرض الشبهات. 
المطلب الثانى: مرض الشهوات. 


(هبم ) 


المطلب الأول 
مرض الشبهات 
الشبهات جمع شبهة والشبهة الالتباس وأمور مُشْتيِعة و مشَبّهَةً: مشكلة 
يشبه بعضها بعضأًء وشَيّه عليه خَلْط عليه 00 
قال صاحب المفردات: الشبهة هى أن لا يتميز أحد الشيئين مسن 
الأكن لا مهما من الفهابه.عينا كان أو من "ا 


مم 


وهي ننقسم إلى قسمين: 

الأول: شيهات خفيفة. 

الثاني : شبهات متمكنة في قلوب أصحابها. 

فأما القسم الأول قامراد بط علنك الوساوس والرغات 19 الع خاول 
الشيطان -أخزاه الله- إلقاءها في قلوب المؤمنين ليفسد عليهم دينهم. 

فالمؤمن قد يبتلى بوساوس الشيطان ووساوس الكفر التى يضيق بها 
مكدردقدن أن :هريرة رضي اللنه عنه قال حجاء تاس تمن أصجات التي 
صلى الله عليه وس فسألوه: إنا نجد. في أنفسنا مايتعاظم احدنا أن يتكلم به 


قال: "وقد وجدقوه" قالوا: نعمء قال: "ذاك صريح الإيان".©4) 





(1) انظر اللسان عند مادة (شيه) ١00-6:4/1.ه‏ 

(؟) المفردات عند مادة (شبه) ص 764 

(©) الوسوسة: الخطرة الرديئة, والنزغ دخول في أمر لإفساده. المفردات عند مادة 
(وسوس) ص 559 و(نزغ) ص 488 

(4) أخرجه مسم في صحيحه 114/١‏ كتاب الإيمان(١)‏ باب بيان الوسوسة في الإيمان 
ومايقوله من وجدها (50) رقم الحديث (188/08) وفي رواية له (فمن وجد 
من ذلك شيئاً فليقل آمنت بالله) المرجع نفسه رقم الحديث (؟154/91). 
وفي رواية له أيضا: "يأتى الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا وكذا؟ حتى 
يقول له: من خلق ربك؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته" المرجع نفسه ٠١/١‏ 


رقم الحديث (51). ١1‏ 1 ع 


( دم ) 


07 حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له 
ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان كالمجاهد الذى جاءه العدو فدافعه 
حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد. والصريح الخالص كاللبن الصريح وإنما صار 
فيوكا الا كزهو | عللف" الوستاوس ‏ القيطداقة:ودهوميا 'نقلئصس: ليان اقصتاز 
صريعاً .00 

ولابد لعامة الخلق من هذه الوساوس فمن الناس من يجيبها فيصير 
كافراً أو منافقاً ومنهم من قد غمرت قلبه الشهوات والذنوب فلا يحس بها 
نا قله الحيخ فإما أن ابصي «مؤمتا و افا اق بين ماه و لهذا يعرمن 
للناس من الوساوس في الصلاة مالا يعرض لهم إذا لم يصلواء لأن الشيطان 
يكثر تعرضه للعبد إذا أراد الإنابة إلى ربة والتقرب إليه والاتصال بهء 
فلهذا يعرض للمصلين مالا يعرض لغيرهم #ويغزقن للئاضة: أعدل العلم 
والكبين كر مما يعرض للعامة ولهذا يوجد عند طلاب العم والعبادة من 
الوساوس "و القهات ماليس عند غيرهم, لأنه لم يسلك شرع الله ومنهاجهء 


بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه». وهذا مطلوب الشيطان بخلاف 


(-) وفي رواية عند الإمام أحمد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : جاء رجل إلى 
الني صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إنى أحدث نفسي بالشىء لأن أخر : 
من السماء أحب إلى من أن أتكل به قال: : فقال النبي صلى الله عليه وس الله 
أكبر الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذى رد كيده إلى الوسوسة رواه الإمام 
أحمد في المسند 78/١‏ وصححه الشيخ الألبانى إسناده كما في الإيمان ص8١‏ 

'(1) الإيمان 558 وانظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبى /٠/‏ .48-4" 
وقد ذكر النووى رحمه الله ذلك أيضا ثم قال: وقيل معناه إن الشيطان إما 
'يوسوس لمن أيسن من إغوائه فينكد عليه بالوسوسة لعجزه عن إغوائه وأما . 
الكافر فإنه يأتيه من حيث شاء ولا يقتصر في حقه على الوسوسة بل يتلاعب به 
كيف أراد فعلى هذا معنى الحديث سبب الوسوسة محض الإيمان أو الوسوسة 


علامة نحض الإيمان. شرح النووى على صحيح مس 2/5 


( بم ) 


المتوجهين إلى ربهم بالعم والعبادة فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله قال 
تعالى: (إن الشيطأن لكم غدى “فاتدوه عنو] ١١)‏ ولهد1 أمر قفاري القزان 
أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فإن قراءة القرآن على الوجه المأمور به 
تورث القلب الإيمان العظيم وتزيده يقيناً وطمأنينة وشفاء قال تعالى: (ونفزل 
فق القرءاق مأهو عفاء وريحية للمؤتتية ولاديزية الفللفق. خسار )/1ا 
رقا بال عدا ديات الناس وطس بونوعية اتسين "وهال تعال: 
(هدى للمتقين)9) وقال تعالى: (فأما الذين ءامنوا فزادتهم إِيملنا وهم 
يستبشرون).!0) 

وهذا مما يجده كل موّمن في نفسهء فالشيطان يريد بوساوسه أن 
يشغل القلب عن الانتفاع بالقر ان فأمن الله القارعء إذا قتا القسر ان أن 
شفوية مف قال عمال : (فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله من الشيطن 
الرجمٍ إنه ليس له سلطئن على الذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون إما 
تلطه عل اتذجخ ينول ارو لذ ين اهز به امار كوان)/00 

فإن المستعيذ بالله مستجير به لاجىء إليه مستغيث به من الشيطن 
فيعيذه الله من الشيطان ويجيره منه ولذلك قال تعالى: (وإما ينزغنك من 
الشيطن نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عل ).(0) | 

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلٍ أنه قال عن رجل قلكه 


(1) جزء من الآية 5 من سورة فاطر. 
(؟) الآية م من سورة الإسراء. 

(0) الآية م١١‏ من سورة آل عمران. 
( جزء من الآية ؟ من سورة البقرة. 
(6) جرء من الآية 4؟1 من سورة التوبة. 
(5) الآيات ٠٠١-98‏ من سورة النحل. 


(0) الآية 7٠٠٠‏ من سورة الأعراف. 


(عبم ) 


الغضب: إلى لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه مايجد أعوذ بالله من الشيطان 
الرجي ".(00 قمر سبحانة بالاتتغاؤة عند طلت. الغبد "اتير لقلا يغوقه الشيطان 
عنه4وعندما يعرض عليه من الشر ليدفعه عنه عند إرادة العبد للحسنات» 
وعندما يأمره الشيطان بالسيئات؛ولهذا قال النى صلى الله عليه وسار: 
'لايزال الشيطان يأق أحدكم فيقول: من أحلق ذا هين كلق كذ تح 
قث اناهن مفلق ١‏ اللدة فى وعد واف وعد ,الله ولي" 20 فافز 
بالاستعاذة عندما يطلب الشيطان أن يوقعه في شر أو يمنعه من خير كما 
:يفعل العدو مع عدوه.(5) 
فمن كان صحيح الإيمان واستعمل ماأمره به ربه ونبيه نفعه وانتفع 
به وأما ما من خاجته الشبهة وغلب عليه المس ولم يقدر على الانفكاك عنها 
فلابد من مشافهته بالدليل العقلي كما قال صلى الله عليه وس للذي 
خالطته شبهة الإبل الجرب حين قال النبي صلى الله عليه وسل: 'لاعدوى 
فقال الأعرابي: فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فإذا دخل فيها 
لعن ارما أجربها؟ فقال صلى الله عليه وسلٍ: تمدن اعدف "الأول "ا 


انعا نا القهية ا أعاي ها 


(19. 'أطرحة اليتسباوق :فى ميس 144/8 كسان الأمن (0ا)ديات؟ اللذن عستي 
الغضب... (075) رقم الحديث (5118) ومسل في صحيحه 7010/4 كتاب الير 
(44) باب فضل من يلك نفسه... (0") رقم الحديث :)751١/37١6(‏ 

(؟) سبق تخريجه ص 0لا؟ ا 

(9) انظر الإيمان صمم-؟-./؟ 

(4) أخرجه البخارى في صحيحه 60/4 كتاب الطب (75) باب لاهامة 35 رقم 
الحديث (١لااه)‏ ومسل في صحيحه 1748-1١1/47/4‏ كتاب. السلام (9) باب 


لاعدوى... (9”) رقم الحديث (7770/101). 
(6) الجامع لأحكام القرآن للقرطى 49/07م ‏ 


( وم ) 


وأما القسم الثانى: فهو تلك الشبهات المتمكنة في قلوب أضصحابها حا الله 
السلامة والعافية-: وهى تلك الشيه المعارضة لأصل النيوة» والشبه 
المعاوقة 1 به الرسول صلى الله عليه وسم. 

فالأولي: العارضة لصيل التشوه كالقيه القتادشة: في قبنوة الأشبيناء 
ووجود الرب ومعاد الأبدان وهى التى يسميها أ مسنان حي 0 

وقد ذكر ابن القي رحمه الله أنه قد أورد على. القدح في النبوات 
انون شبهة أو أكثر وهى كلها عقلية. وأورد على إثبات الخالق سبحانه 
' وتعالى نحو أربعين شبهة كلها عقلية وأورد على المعاد نحو ذلك.7") 

ولا والله ماهى في سوق العقلاء برانئجة ولا هى بسلعة رابحة. وما 
هى إلا شجرة بلا جذورء وبناء بلا قاعدة (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة 
اجتفت من فوق الأرض مالها من قرار)./) 

وهذه القتنة العظيمة -فسسة الشبهات- مالها إلى الكفر والنفاق وهى 
فتنة المنافقين وفتنة أهل البدع على حسب مراتب بدعهم فجميعهم إِمما 
العدغوا مق ننه العبيات”الق' اممنة. عديتم :فيا للق بالباطل: الود 
بالمتلذل 2) 

والناقة لقي المعارضة: 1 لهو ننه السو ل مت الله عليه وس . ومما 
يجب علمه أن الآيات والبراهين اليقينية والأدلة القطعية قد دلت على صدق 
الرسل وأنهم لايخبرون عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه إلا 
بالحق المحض فهم صادقون فيما يبلغونه عن الله في الطلب والخبر وهذا 


(9) اتظر الضواعق. المرسلة 3/6هم 
(؟) المرجع السابق نفسه */لاهم 
69 الآية 7 من سورة إبواعية 


[) انظر إغاثة اللهفان ١58/١‏ 


6مم) 


أول درجات الإيان. 

ولذلك فكل ماعارض ما أخبر به الرسول فهو باطل بل هو حجج 
داحضة وشبه فاسدة من جنس شبية السفسطة () 

وقد نزهت قلمى وبحتى عن بسط القول في ذلك لظهور بطلانه ولأن 
5000 هذا المقام.(2) ظ 

وآناا الووضون: ليده لعن اليه الس القن كنم وريد لقم 
“#والاللجة عرويع كساافاق أبن عباس :ومين "الله اعنيوينا دل قر سان 
'(فيتبعون ماتشابه منه)(): فيحملون المحكم على المتشابه والمتشابه على 
المحكم ويلبسونء فلبس الله عليهم.(©) 

وقد أخرج الشيخان عن عائشة رضى الله عنها قالت: "تلا رسول 
الله صلى الله عليه وسم هذه الآية (هوالذى أنزل عليك الكتب منه 
عايك محكملت هن أم الكتلب وأخر متشلبهلت. فأما الذين في قلوبهم زيغ 
يفعوق «نناتضابةمفنه” اداع الفسة والععاء نويه حال نولدت أُولووا 


الآليك) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسل: "فإذا ريت الذيين 


(1) السفسطة: ثلاثة أتواع: 
أحدها: التجاهل وهو: لاأدرى وأصحابه يسمون اللاأدرية. 
والثانى: النفى والجحود. ْ 
والغالث: فلب اللعائق .هق جغل المؤجود مفعدوماء والمعدؤم-مسوجوداء إما في 
نفس الأمر أو بحسب الاعتقاد. 
الصواعق المرسلة ؟'/748-.86» 

(0) وقد ذكر ابن القي رحمه الله في كتاب الصواعق المرسلة كثيراً منها فمن أراد 
الاستزادة فليرجع إليه. 

6 جزء من الآية لا من سورة آل عمران. 


2( الخريمة ابن أبي حاتم في تفسيره 60/7" 


(كىم؟ ) 


. يتبعون ماتشابه هنه فأولئك الذين سمى اللهء فاحذروهه".(0) 

وهؤلاء الزائغون لايزيدهم ما أنزل الله عز وجل إلا مرضا على 
مرضهم قال تعالى: (وإذا ما أنرلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه 
ينا فأما الذين ءامنوا فزادتهم إِيمناً وهم يستيشرون وأما الذين في 
قلوبهم مرض فزادتهم يعادال رجسهم وماتوا وهم كلفرون).(0) 

قال ابن كثيز رحمه الله: وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم 
رجساً إلى رجسهم أى: زادتهم شكاً إلى شكهم وريباً إلى ريبهم كما قال 
تعالى: (وننزل من القرءان ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظللمين 
طهاوا) "لوقا جعال: (كن. اهو لديف عاسو | عدى نوناد رانين 
لايؤمنون فيءاذائهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان 
بعيد)7؛) وهذا من جملة شقائهم أن مايهدى القلوب يكون سبياً لضلالهم 
ودمارهم كما أن سَئّء المزاج لو غذى با غذى به لايزيده إلا خبالا 
ونقصاً (0) 

وماذاك إلا لأن الله عز وجل لما عم مرض قلوبهم وخبث نفوسهم 
زادهم مرضاً إلى مرضهم (ني قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً)(0) تقدمة لما 


سينالهم من العذاب الأليم في الآخرة(ولهم عذاب ألم وكاتوا كةبيق 0 


(1) أخرجه البخارى في صحيحه 7١7/*‏ كتاب التفسير (50) سورة آل عمران (*) ' 
باب (منه آيات محكمات) )١(‏ رقم الحديث (4049) ومسلٍ في صحيحه 5١08/4‏ 
كتاب العم (40) باب النهى عن اتباع متشابه القرآن... )١(‏ رقم الحديث 
(ت/رمكة؟). 

(؟). الآيتان 1١0-١84‏ من سورة التوبة. 

(*) الآية 6م من سورة الإسراء. 

(4) جزء من الآية 44 من سورة فصلت. 

(ه) تفسير القرآن العظيم 175/4 

)3( جزء من الآية ٠١‏ من سورة البقرة. 

(0) جرء من الآية نفسها. - 


(عم؟) 


المطلب الثانى 
مرض الشهوات 
حهة لق 2 وماك شهوة و اسعياء وداه العيه لوطب فيه انا 
1 الشهوة نزوع النفس إلى ماتريده وذني في الدنيا ضربان: 
صادقة., وكاذية. 
فالصادقة: مايختل البدن من دونها كشهوة 0 عند الجوع 
والكاذبة : او ا شهوة وقد يقال 


للقنوة ال ديس القق و فهنو وقول زريق اللناس حن القووات )0 
تمل الشهوتين 507 و اتسو]"الكينرات )80 قينامن لقيو انمه القاقة 


ومن المشتهيات المستغنى عنهاء وقيل رجل .شهوان وشهواني وشىء شهى .© 

وقد جمع الله عز وجل بين مرضي الشبهة والشهوة في قوله تعالى: 
(كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أمؤلاً وأوللداً فاستمتعوا. 
بخللقهم فاستمتعتم بخلقكم)(*) أي تقتعوا بنصيبهم من الدنيا وشهواتهاء 
والخلاق هو النصيب المقدرء ثم قال: (وخضم قالذئ: خافن )00© .فهذا 
الخوض بالباطل وهو الشبهات. ٠‏ 

فأشار سبحانه في.هذه الآية إلى ماخصل به فساد القلوب والأديان من 
الاستتاع: بالخلاق «والخوض بالباظللأن ساد الدين “ها أن يكوة باعتهاة . 


الباطل والتكم 0000 بالعمل مخلاف العم الصحيح. 


(1) اللسان عند مادة (شها) 446/١6‏ 

0( جزء من الآية 14 من سورة آل عمران. 
6 جزء من الآية 6 من سورة مريم. 
(4:) المفردات عند مارة (شها) ص٠١/؟‏ 

(6) جزء من الآية 54 من سورة التوبة. 


ل( جرء من الآية السابقة نفسها. 


(عم؟) 


فالأول: هو. البدع وما والاها. 

والثاني: فسق الأعمال. 

فالأول: فساد من جهة الشبهات. والثاني: من جهة الشهوات. 

ولهذا كان السلف يقولون: احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى 
قن لقي هن افو عات ةي 01 
وكانوا يقولون كذلك: احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن 
فتنتهما فتنة لكل مفتون.!2) ظ 

واعلم أن من وجد في نفسه ميلا إلى الشهوة فهو مريض القلب متبع 
لهواه فالهوى هو ميل النفس إلى الشهوة.(2) 

وقد سمى لفو هوى لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية 
وفي الآخرة إلى الهاوية.©) 

_.وأصل الضلال اتباع الظن وماتهوى الأنفس كما قال تعالى فيمن 
ذمهم: (إن يتبعون إلا الظن وماتهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم 
الهدى ).(0) 

فهذا وصف للكفار فكل من له نصيب من هذا الوصف فله نصيب 
فق فقاجة الكقاى هدر .ذلك النصيت ا 


وقد حذر سلف هذه الأمة من جالسة أهل الأهواء ومصاحيتهم 


00 انظر إغاثة اللهفان ؟/55١1-/150‏ 


(9) المرجع 5 
(9) المفردات عند مادة هوى ص 048 
(:) المرجع نفسه . 


زه( جزرء من الآية أو من سورة النجم. 


(+) رسالة بعنوان الهوى وأثره في الخلاف لفضيلة الشيخ عبدالله الغنيمان ص (/9). 


(4م؟) 


وذلك لعظم خطرهم قال ابن عباس رضى الله عنهما: 'لاتجالس أهل 
الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب".(0) 
2 وقال مجاهد: الاتجالسوا أهل الأهواء فإن لهم عرة(") كعرة 
لجرب" 40000 0 ظ 

وقال أبوقلابة:*) 'لاتجالسوا أهل الأهواء ولاتجادلوهم فإنى لا آمن 
أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ماتعرفون".(0) 

وقد ذم الله اليهود لاتباعهم لشهواتهم مما أدى بهم إلى الكفر بالله 
“عر وجل قال تعالى: (أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى أنفسكم استكبر تم 
ففريقاً كذبم وفريقاً تقتلون)7") وكما أن اتباع الهوى والشهوات أصل 
الكفر فهو كذلك أصل لكل معصية لله عز وجل ولكل بدعة. 

واعل أن الضير عن القهوة: اسيل من الضز .عل اديه الفيوة 
فإنها إما أن عب 1لا وعقوبة؛ وإما أن تقطع لذة أكمل منهاء وإما أن 


تصيكم وقتا إضاعته حسرة وندامة, وإما أن تم وفيا نو فيره أنفع للعبد 


(1) أخرجه ابن بطه في الإبانة ؟/م"؛ برقم (1/ام). 

0( العرة بالضم قروح في أعناق الفصلان وداء يتمعط منه وبر الإبل واستعرهم 
الجرب فشافيهم. القاموس المحيط عند مادة (عرر) ص67 

(*) الجرب: بثر يعلو أبدان الناس والإبل. اللسان عند مادة (جرب) 709/١‏ 

(4) أخرجه ابن بطه في الإبانة 447/9 برقم (889). 

ف هو عبدالله بن زيد بن عمرو أو عامر بن ناتل بن مالك أبو قلابة الجرمي ‏ 
البصرى كان ثقة إماما كثير الحديث حدث عن أنس بن مالك: وغيره» مات سنة 
أربع أو خمس ومائة. وقيل غير ذلنك. انظر سير أعلام النبلاء 458/4: 
وشذرات الذهب ١/١‏ ش 

(5) أخرجه ابن بطة في الإبانة ؟//ا4# برقم (39*) واللالكائي في شرح أصول 
اعتقاد أهل السنة 14/١‏ برقم (544). 


00 الآية لالم من سورة البقرة. 


(65م؟) 


و ل أ لقعي رجا قات معيو الشفع الفايةة از زعا 31 اشم در 
أق عفاها قناما: عقي قن وطعة ونا انا يلط ةقانا الد واطنت من 
تنا الشهد ة واه أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك 
27 لاني عدا وما بوصو وشو التقازتة دده العسو نوها أن 
تنسي 58 ذكره ألذ من نيل الشهوة وإما أن > تفبعة ا و تحزن فاليا 
وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة» وإما أن تحدث عيبا يبقى صفة 
لاتزول» فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق.(0) 

وللقينة نع هدق راحة القلب والعقل من كد الطاعة واكتساب 
الفضائل والاستعانة بقضائها على ذلك فمتى زادت على ذلك صارت نهمة 
وكقنام و ادق فراضنيها لارجة 0 يكو فزاع 
في طلب الكمال والقول كانه تطننا وعجر ا وميانة !1" 

.ومن أعظم الأمراض القلبية الناتجة عن الشهوات مايلي: 
أولة + انين 

الكبر بالكسر والكبرياء العظمة والتجبر وقد 500 وتكابر 
والتكبر والاستكبار: التعظم. 

والاستكبار هو الامتناع عن قبول الحق معاندة.(؟) 
٠‏ وهو داء عضال بصيب القلب فيمرضه مرضا ان يور ا 
الموت إن لم يتدارك العبد نفسه بالعوبة والرجوع إلى الله عز وجل 


وعلاجه بالأذوية النافعة. 





؟ه١٠ص انظر القوائد‎ )١( 
؟6١ص (؟) انظر الفوائد‎ 


(-) اللسان عند مادة كبر 4//ا؟(. 9؟١‏ 


(م؟) 


اوم لصيف بهذا الوصف الذميٍ إبليس عليه لعنة الله قال 
تعالى: (إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكلفرين).(0) 

ريف عل هنذا الومت :هه عن الملواعيف اتاد درعوة 
وهامان ومن سار على نهجهم., قال تعالى عن فرعون: (واستكير هو وجنوده 
رس عن ا 0 

فكل من كان فيه شىء من هذا الوصف كان له نصيب من مشابهتهم 
بقدر مافيه من هذا الوصف الذميم. 1 
آ فإذا جامع هذا الوصف الإيمان كان كبيرة من الكبائر لأنه مماتوعد 
الله عز وجل عليه بالنار كما في قوله تعالى: (أليس في جهم مشوى 
للمتكبرين ).(5) 

وإذا باين الإيمان لم يدخل صاحبه الجنة كما في قوله تعالى: (إن 
الذين يستكبرون عن عبادق سيدخلون جه تأكرين اوسن هذا كر 
اللشن حو كان وره و بوعريهما مهن كان كر نافيا للإيمان.ا )0 
ثانياً : اتحسدك: 

سد كيده وعسيدة حيدا أوشكةم إذااعئ أن مصبير ل له تعينه 
وفضيلته | ويسلبها هو.(ة 


وقد ذكرشيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله(") أن التحقيق أن الحسد 


)00 جزء من الآية 4" من سورة البقرة. 
0( جرء من الآية 8" من سورة القصص. 
(*) جرء من الآية 50 من سورة الزمر. 

)ع( جرء من الآية "٠‏ من سورة غافر. 

زه( انظر مجمو ع الفتاوى 9//07/ا5 وما بعدها. 
() اللسان عند مادة (حسد) «/م4١‏ 


(0) انظر مجموع الفتاوى 111/٠١‏ إلى ١١5‏ 


( لمم ) 


هوا 'التفطن والكرافة لاا يراءمن “خسن حال تسوه وهو توعان: 

الكذهناء كرات النحنة عله عطلف] قيدة1 ين لليف الذسوهة :اذا 
أبغض ذلك فإنه يتم ويتأذى بوجود ما يبغضهء فيكون ذلك مرضاً في قلبه 
ويلعذ بزوال النعمة عنه. وإن لم يحصل له نفع بزوالهاء لكن نفعه زوال 
الألم الذى كان في نفسه وإن كان هذا الزوال مؤقتاً. كمن عولج بما يسكن 
وجعه والمرض باق فإن بغضه لنعمة الله على عبده مرضء فإن تلك النعمة 
قد تعود على المحسود وأعظم منهاء والحاسد ليس له غرض في شىء معين, 
- لكن نفسه تكره ماأنعم الله به على غيره ولهذا قال من قال: إنه تنى زوال 
النعمة فإن من كره النعمة على غيره تنى زوالها بقلبه. 

الثانى: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو 
أفضل منهء فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطه ففي الحديث المتفق عليه 
من حديث ابن مسعود وابن عمر رضى الله عنهما أنه صلى الله عليه وسمم 
قال: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل» 
وجل أعطاف الله-مالاً فيو مطيدت نه ناج انين بزآناء التهار 00 

فهذا الحسد الذى نهى عنه النبيى صلى الله عليه وس إلا في موضعين 
فى الدع -سماة أولعك البطة وسو أن عب فقتل »بحال "الغ ويكدره أن 

ومن المسد المذموم ماذكره الله عز وجل عن اليهود في قوله: (ود 


عن هن أل ادلي لى وكوك يمن كه نلك كقارا تمد امن عنسيد 





 ”)9(‏ أخرجه اليختارى: ق صحيحه */54؛” كتاب فضائل القرآن (15) .باب اغتباط 
صاحب القرآن )١(‏ رقم الحديث (6؟.ه) ومسم في صحيحه 008/١‏ كتاب 
صلاة المسافرين (3) باب فضل من يقوم بالقرآن وتعليمه... (/ا4) رقم الحديث 


(كدكرةلم). 


(6م؟) 


أنفسهم من بعد ماتبين لهم الحق) () يودون أي يتمنون ارتدادكم حسداًء 
فجعل المسد هو الموجب لذلك الود من بعد ماتبين لهم الحق. لأنهم لما 
رأوا أنكم قد حصل لكم من النعمة ماحصلء بل مالم يحصل لهم مثله 
حسدوكم. ش 

وكذلك في الآية الأخرى (أم بحسدون الناس على ماء الهم الله من 
فضله فقد عاتينآءال إبرهيم الكتسب والحكمة 00 ملكا عظيماء متهم 
من ءا من بهو متهم من" ضددعنه وكفى. يهم ع 

فالحاسد المبغض للنعمة على من أنعم الله عليه بها ظالم معتد. والكاره 
لتفضيله.. المحب لممائلته منهى عن ذلك إلا فيما يقربه إلى اللهىء فإذا أحب 2 
اف يعطىن ندل ماعط ها ردي لل لل فيان الا ع تاودن افق . ليه 
عن هذا بحيث لاينظر إلى حال الغير أفضل . 

قي جيد ا" اسلف إن عمل “نوكيه سانقة: كانة طام “معدي سكف 
للعقوبة إلا أن يتوب, وكان المحسود مظلوماً مأموراً بالصير والتقوى, 
فيصبر على أذى الحاسد يعفو ويصفح عنه كما قال تعالى: (ود كثير من أهل 
الككل لتو يودوتكم افق زنة ميك كارا عدا نتن هنك الفشيتم :مو بعد 
ماتبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأ الله بأمره).(؟) 

واللقصود أن الحسد مرض من أمراض النفس وهو مرض غالب فلا 
يخلص منه إلا قليل من الناس ولهذا قيل: ماخلا جسد من حسد لكن اللئيم 
ببلايه والكريم عجفي 


)00 جرء من الآية )9 من سورة البقرة. 
(؟) الآيتان (5-04ه) من سورة النساء. 
ع( جرء من الآية ٠١9‏ من سورة البقرة. 


(4) انظر مجموع الفتاوى 1١١/١٠١‏ إلى ٠١5‏ 


(هم؟ ) 


ثالثاً: البخل: 

اركفن وقوه تناف بو للحن بو امقر ل فك لجالا 

والبخشل هو إمساك المقسيات عمالا خحق حيسها عنه ويقابله الجودء 
والبخيل الذى يكثر من البخل وهو نوعان: ش 
0 بابشل نات نش وكل بقياك غيوره وه أكرهنا ذناء ودليلتا عل :ذلك 
تؤالة لان :ا( الكاوى ”عدون بو عزون اناس ا ل 0100 

والبخل المنهى عنه في هذه الآية يعم - جميع أنواع الإحسان والبر 
وبذل المال في معو اح وال مويه بنبوع واحد منها كما يبين ذلك 
سياق الآيات حيث إنه نهى عنه بعد أن ذكر الله عز وجل العبادة وعدم 
الشرك والإحسان إلى الوالدين وذئ القزي واليتامى .والمساكين. وابن 
السبيل فكل من منع المال أن ينفق في وجوهه المشروعة وكل من كتم علماً 
حمله أو قصر في بر الوالدين والإحسان إليهما أو الإحسان إلى الفقراء 
واللحنافة وقوف اكاهاف دو عدن دمن ف الأيد و كل تن امن غيره 
شو عدن الف فقوو أيضا واخلن اق "الايذرلكا 

ويصح أيضاً إن يقال إن السياق في البخل بالمال وإن كان البخل 
بالعلم داخلاً في ذلك بطريق الأولى فإن سياق الكلام في الإنفاق على الأقارب . 
والضعفاء وكذا الآية التى بعدها وهى قوله تعالى: (والذين ينفقون أمولهم 


رئاء الناس ) فذكر الممسكين المذمومين وهم البخلاءء ثم ذكر الباذلين 


4//1١ اللسان عند مادة (بخل)‎ )١( 

(؟) جزء من الآية لا من سورة النساء. 

(©) المفردات عند مادة (بخل) ص /* 

0( انظر جامع البيان 866/8 إلى لإلى وتفسير القرآن العظم --155. واتفسير 


المنار ه/رلاة إلى 49 


)60( 


المرائين الذين يقصدون بإعطائهم السمعة وأن يمدحوا بالكرم ولا يريدون 
كانك عه لالت 

و اعلم أن البخل مرض خطير قد يوصل إلى نتائج لا تحمد عقباها قال 
تعالى: (ومنهم من علهد الله لن ءاتلنا من فضله لنصدقن ولنكونن من 
الصللحين فلما ءاتلهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم 
نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ماوعدوه وبما كانوا 
ذبن :0 

فانظر إلى عاقبة البخل السيئة نفاق ملازم لصاحبه إلى أن يلقى الله 
: وبعد ذلك (سيطوقون مابخلوا به يوم القيامة).(5) 

فسن أن «هريزة “رهن الله عه :قال قال سول الله “شن الله 
عليه وسلر: "من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته ميل له شجاعاً أقرع له 
فا 0 يطوقه يوم القياعة: باهذ بلهزمتيه -يعنى بشدقيه- يقول: : أنا 
مالك. أنا كنزك. ثم تلا هذه الآية: (ولا بحسبن الذين يبخلون بما عاتلهم 
الله من فضله ) إلى آآخر الدية" (0(00) 

وقد قال صلى اللمطلد وم : "اتقدوا الظرء » فإن الظلم ظلمات يوم 
القيامة. واتقوا الشح. فإن الشح أهلك من كان قبلكم. فحملهم على أن 
يسفكوا دماءهم واستحلوا نحارمهم".(0) 


(1) وهذا هو الذى اختاره ابن كثير رحمه الله. انظر تفسير القرآن العظيم 22 

0( الآيات ه/ا-لال/ا من سورة التوبة. 

(9) جرء من الآية 18٠‏ من سورة آل عمران. 

(4) زبيبتان: الزبيبة نكتة سوداء فوق عين الحية وقيل هما نقطتان تكتنفان فاها وقبل 
هما زبدتان في شدقيها. انظر النهاية */؟9؟ مادة (زيب). 

(4) الآية )“من :سورة آل عمران. 

(1) أخرجه البخارى في صحيحه “/؟١؟‏ كتاب التفسير 58 سورة آل عمران (*) 
باب (ولايحسين الذين يبخلون بماءاتاهم الله من فضله) رقم الحديث 40516 

(0) أخرجه مس في صحيحه 1995/4 كتاب البر والصلة والآداب (405) باب تحريم 


الظلم )1 رقم الحديث (ده هلاه ؟). 


)91( 


رابعاً: العشفق: 

العشق فرط الحب7() وهو مذموم مطلقاً ولا يستعمل في العرف إلا في 
بحية الإنسان لامرأة أو صبي مقرون بالفعل المحرم من نظر أو لمس أو غير 
ذلك من الأفعال المحرمة. 

ولايطلق في حق الله تعالى فلايقال إنه يعشق ولايقال عشقه عبده.() 

ولايطلق كذلك في حبة الأنبياء والصالحين أو الأهل أو المال. 

والعشق مرض فتاك يفسد دين صاحبه وعرضه ثم هو يفسد عقله 
- و -جسمه . 

قال ابن القي رحمه الله تعال:فاصحاب العدق العيظان' لهم من 
تولى الشيطان والإشراك به بقدر ذلكء لما فيهم من الإشراك بالله ولما 0 
من الإخلاص لهء ففيهم نصيب من اتخاذ الأنداد. ولهذا ترى كثيراً منهم 
عبداً لذلك المعشوق متيماً فيهء يصرح في حضوره ومغيبه: أنه عبدهء فهو 
أعظم ذكراً له من ربهء وحبه في قلبه أعظم من حب الله فيهء وكفى به 
كاعد لناراقة عن تمه بل الافدا ف عل ريه ووز تدرو ليو لقي كاذ ير 
فلو خير بين رضاه ورضا الله لاختار رضا معشوقه على رضا ربهء ولقاء 
معشوقه أحب إليه من لقاء ربه وقنيه لقربه أعظم من قنيه لقرب ربه 
وهربه من سخطه عليه أشد من هربه من سخط ربهء ويسخط ربه بمرضاة 
)١(‏ اللسان عند مادة (عشق) ١٠/١61؟‏ 
(؟) وسيب ذلك أمران: 

الأول: لعدم وريه النفى نه 

الغاني: أن العشق إفراط في المحبة والله تعالى لايوصف بالإفراط في الشىء ولا 


يبلغ عبده مايستحقه من حبه فضلاً عن أن يقال أفرط في حبه. انظر روضة 
المحبين ونزهة المشحاقين لابن القيم ص8" 


(+) سورة القيامة الآيتان (15-14). 


(؟و؟ ) 


معشوقه ويقدم مصالح معشوقه وحوانجه على طاعة ربه فإن فضل من وقته 
فضلة وكان عنده قليل من إيمان صرف خلك الفضلة في طاعة ربهء وإن 
استغرق الزمان حوائج معشوقه ومصالحه صرف زمانه كله فيها وأهمل أمر 
الله تعالى» يجود لمعشوقه بكل نفيسة ونفيس» وبجعل لربه من ماله -إن جعل 
له- كل رذيلة وخسيس. فلمعشوقه لبه وقلبه» وهمه ووقته, وخائصض ماله 
وربه على الفضلة, قد الخذه وراءه ظهريا رصان لكر منياء إن قاد إل 
العوةة فلساف يتان 5 قاس امف وله ووه يلاقة :| ل القتاكة وم 
“قلبه إلى المعشوق... 

وقد قال تعالى: 2 بالقول فيطمع الذى في قلبه مرض وقلن 
ولا ازوف !"اوموق قلس عرد" الشيوة رز راذة العتى مق اطي 
المطلورت طفع المرديدن و الطهم تقوى: الإرادةا و الطاسبة),ورفوى المرشن: بلك 
بخلاف ماإذا كان ا من المطلوب فإن لاضن يزيل الطمع فتضعف الإرادة 
فيضعف الحب فإن الإنسان لايريد أن يطلب ماهو يس منه فلايكون مع 
الأراة مدل أغيلا سن كو يف سن لذ أن يقترن بذلك كلام أو 
نظر ونحو ذلك فيأثم بذلك.7”) 
#والتطعر وين" ناتك عم السوونق العر هين الفرعنه 
فحكاه عن امرأة العزيز وكانت مشركة على دين زوجها وكانوا مشركين. )0‏ 


وحكاه عن قوم لوط عليه الصلاة والسلام وكانوا 


(1) انظر اغاثة اللهفان 1607-١6١/*9‏ الداء والدواء ص ٠664‏ 

(؟) جزء من الآية *” من سورة الأحزاب. 

(*) انظر الفتاوى ١١1/1١-9م؟‏ 

(4) كما في سورة يوسف في قوله تعالى: (ورودته التى هو في بيتها عن نفسه وغلقت 
الأبواب وقالت هيت لك) (يوسف: "؟) وقوله تعالى: (وقال نسوة في المدينة 


(عوم ) 


برك 0 

وألهن سيحاف أله يفف عن أعن: الاخلامن حال تسالة : (كذلك 
شيك عله التبوض نو الفسدفاء | قد دن عداو كلمي 0 

وأما محبة الزوجة والأولاد وغير ذلك من أنواع المحبة المباحة فإنها 
لانسمى عشقاً ولا دخل لها بمرض القلب بل إنها من تام صحة القلب 
وكمالة: 

واعلم أنه لايبتلى بالعشق أحد إلا لنقص توحيده وإيّانه وإلا فالقلب 
- المنيب إلى الله الخائف منه فيه صارفان يصرفانه عن العشق: 

ادها اناك ل الل ههه اله فإن كلك الد و أطعبي من كل م * 
فلاتبقى مع خبة الله حبة مخلوق تزاحمه. 

الثاني: خوفه من الله فإن الخوف المضاد للعشق يصرفه.(4) 


خامساً: الظلم: 

الظلم وضع الشىء في غير موضعه/*) المختص به إما بنقصان أو زيادة 
وإما بعدول عن وقته أو مكانه (5) 

وهو يقال فيما يكثر وفيما يقل من التجاوز ولهذا يستعمل في الذنب 


الكبير وفى الذنب الصغير ولذلك قيل لآدم عليه الصلاة والسلام في تعديه 


(9) كما في قصة قوم لوط التى ل د الكريه: 
(؟) جرء من الآية 4؟ من سورة. يوسف. 

(+) انظر إغاثة اللهفان ؟/٠١6٠.‏ والداء والدواء ص١6؟‏ إلى و 

)0( انظر مجمو ع الفتاوى ١8/1١5-1؟1‏ 

(ه) اللسان عند مادة (ظلم) برضن 


() المفردات عند مادة (طر) ص 16م 


):5:4( 


طام 87 ولإبلئين ,ظام 29 وإن كاين الظلمق يون ابغيد (9) 
والظلم ثلاثة أنواع: 

الأول: ظم بين الإنسان وبين الله د الكقر والشرك 
والنفاق. ولذلك قال تعالى: (إن الشرك لظم عظي )() أنه امف قنل له 
تعالى: (ألا لعنة الله على الظللمين)*) (والظلمين أعد لهم عذاباً أليما)0) 
وقال أيضاً: (فمن أظلم ممن كذب على الله).(0) 

وقد خوخ البتعارض ويه اللدتفى ابن :فهوة زهب الله عد فاك 
لا"ترلت (الذين عامنؤا 1 ولسوا إخلنهم بطل )(0) قال امحاف وسو ل الله 
صلى الله عليه وسل : ينا م يَِمِ؟ فأئرل الله (إن الشرك لظ عطي ).(8) 

الناني: ظلم بينه وبين الناس وإياه قصد بقوله: (وجزاء 


سيكئة سيئة مثلها فمن عفا و صلح فأجره على الله إنه لامكب الظللمين )() 


(9) كمافي قوله تعالى: (ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) (البقرة: 8*) 

ش وقوله تعالى: (قالارينا ظلمنا أنفسنا) (الأعراف: 8؟). 

(؟) كمافي قوله تعالى: (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر ... وذلك جزاء 
الظالمين) (الحشر: .)107-1١‏ 

(؟) انظر المفردات عند مادة (ظلم) ص 16 والظلم أنواع متغايرة وقد بوب البخارى ‏ 
باب ظلم .دون ظلم (؟) كما في كتاب الإيمان (؟) ١//ا؟‏ ش 

(6): الموع هن الآية 1 .من سوازة القمات: 

زه( جرء من الآية ١8‏ من سورة هود. 

(5) جرء من الآية ١‏ من سورة الإنسان. 

(0) جزء من الآية م من سورة الزمر. 

ل( جزء من الآية 5م من سورة الأنعام. 

(9) أخرجه البخارى في صحيحه 707/١‏ كتاب الإيمان 25 باب ظلم دون ظلم 2 

رقم الحديث (بم). 


(1) الآية (40) من سورة الشورى. 


(هو؟ ) 


'وبقوله تعالى: (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس)7) وبقوله تعالى: 
(ومن قتل مظلوماً)() 

وهو الذى عناه رسولنا صلى الله عليه وسمم بقوله: "من ظلم قيد شبرٍ 
من الأرض طوقه من سبع أرضين"./©) 

ع أكبر الظم الى القاتم قن سق عله ان سول الله صلى 
الله عليه وسل: ا اقتطع حق امرىء مس بيمينه فق دأ وجب الله له الثار" 
قيل يارسول الله وإن كان شيئايسيرا؟ قال: "وإن كا 

ووفشل ل مد لان الغال (*) وجاحد اند لكان 107 زقاطع 
الطويق والسارق و الخائن ومن امكنان عا تمعن هونن طحفة الوزن 
كفل ومن التقط مالا فلم يُعَرّفْه ومن من باع شيئاً فيه عيب فغطاه والمقامر 
فغن لك 1 

القالث: ظلم بينه وبين نفسه وإياه قصد بقوله تعالى: (فمنهم ظالم 


تف ) 00 اوازولب ان "رفال ريت اق «ظلصة انبا )31 وقوه اتعال: 


(9) جرء من الآية ؟4؛ من سورة الشورى. 

(؟) جرء من الآية *«” من سورة الإسراء. 

(0) أخرجه اليخازى في صحيحه 4١9/9‏ كتاب بدء الخلق (8ه) باب ماجاء في سبع 
أرضين 0( رقم الحديث 1596" ى ف صحيحه */؟؟١‏ كتاب المساقاة 663 
باب تحريم الظل.. يال )ا زقه الحديث (645١1/؟151).‏ 

(4) أخرجه في صحيحه ١/؟8؟1‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب وعيد من اقتطع حق مسم 
(5) رقم الحديث (ما؟/با"1). 

زه( الغال: الغلول هو الخيانة في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة. انظر النهاية 
م«/.م" مادة (غلل). 

(+) المكس: الجباية وفاعله مكاس وقد غلب يناك" لكين فيما أده أعنوان 
الملظات ظلما عند البيع والشراء. انظر المصباح المنير عند مادة (مكس) ص١؟؟‏ 

(0) انظر الكبائر للذههى ص88 

(م) جزء من الآية *# من سورة فاطر. 


4 جزرء من الآية 5 من سورة القصص . 


(+ه؟) 


(ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك فاستغفرو! الله)(© وقوله تعالى: (ومن 
يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ).(5) 

قال ابن القي رحمه الله تعالى: فأما الظالم لنفسه فإنه إذا استقبل 
مرحلة .بومه وليلته استقبلها وقد سبقت حظوظه وشهواته إلى قلبه فحركت 
جوارحه طالبة لها فإذا زاحمتها حقوق ربه فتارة وتارة فمرة يأخذ 
بالر خصة, ومرة بالعزيمة, ومرة يقدم على الذنب وترك الحق تهاونا ووعدا 
بالعوبة؛ فهذ!ا حال الظالم لنفسه مع حفظ التوحيد والإيمان بالله ورسوله 
واليوم الآخر والتصديق بالثواب والعقاب فمرحلة هذا مقطوعة بالربح 
والخسران وهو للأغلب منهما فإذا ورد القيامة ميز ريبحه من خسرانه 
وحصل ربحه وحده وخسرانه وحدهء وكان الحكم للراجح منهماء وحكم 
الله من وراء ذلك لايعدم منه فضله وعدله.!؟) 

وكل هذه الأنواع الثلاثة في اللقيقة ظم للنفس فإن الإنسان يمجرد 
همه بالطل و فقد ظم نفسهء فإذا الظالم يدأ مبتدىء في الظلم ولهذا قال تعالى: 
(وماظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون)©) وقال كذلك: (وماظلمونا ولكن 
كانو | أنفسهم رن 

ولعل ماذكرت من الأمثلة فيه الكفاية فإن طول هذا الموضوع 
لايسمح بالتوسع في مباحثه. ظ 


(4)9 جزء من الآية 54 من سورة النساء. 
(؟) جزء من الآية 5*١‏ من سورة البقرة. 
(؟) طريق الهجرتين وباب السعادتين ص١”‏ 
ل( جرء من الآية /ا١1١‏ من سورة آل عمران. 
(8)' جوع من الآية لاه من سوزة البقرة. 
)3( 


انظر المفردات عند مادة (ظل) ل 


( بوم ) 


ومن الأمراض القلبية مايشترك كل من الشبهات والشهوات في إثارتها وتفويتها 
وفيمايلى سأتكم على أحدها: وهو الجهل. 

والجهل تقيض العل .[1) 

وهو على ثلاثة أضرب: 

الأول: خلو النفس من العم وهذا النوع يسهل التخلص منه وصاحبه 
لاجادل ولا يمارى بل تجده يطلب الحق ويقبله ويعمل به. 

وقد تجاوز الله عز وجل لهذه الأمة ماعملته من خخالفة شرعية إذا 
.كان سبب ذلك خلو النفس من العم قال صلى الله عليه 7 "إن الله 
غاوؤ فق 'أمق اططا :«العسيان ونا التكرهو ا عليه "07 

وهذا النوع هو المعنى بقوله تعالى (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف 
تعرفهم بسيملهم )() أى من تعففهم عن السؤال وقناعتهم يظن من لايعرف 
حالهم. أنيع أخنا ءا 

وهذا النوع هو 0 مرض القلب اك الكلام عليه في 
موضعه بإذن الله عز وجل. 

الثاني: اعتقاد الشىء بخلاف ماهو عليه. وهذا النوع ناتج عن مرض 
الشبهات. ' 

كمن يؤول صفات الله غر .وجل فيرئ: متلأأن اليد في:قوله تعالى: 


ركاامعاقه ع 1 بمعنى القوة و كمتقيل فج :ولك متأثرا يشبهات أهل 


(1) اللسان عند مادة جهل. 

(؟) أخرجه ابن ماجه في السنن 369/١‏ كتاب الطلاق )٠١(‏ باب طلاق المكره 
والناسي (11) رقم الحديث )7١4«(‏ وصححه الشيخ الألبانى في صحيح ابن ماجه 
لاك" برقم (155). 

(») جرء من الآية (78؟) من سورة البقرة. 

(:) © معالم التنزيل “/9ه؟ 


زه( جزء من الآية ه/ا من سورة ص. 


(مو؟ ) 


الكلام. وهذا النوع هو مايطلق عليه (الغي) وهو الضلال والْيبة. 

قال صاحب المفردات: الغى جهل من اعتقاد فاسد() قال تعالى: 
(والنجم إذا هوى ماضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى).07) 

دكن أولا عموم الشلاله قر تعسض امول اللا شو لعافم 
الجهل الناتج عن الشهوات والأهواء. 

الثالث: فعل الشىء مجخلاف ماحقه أن يفعل سواءً اعتقد فيه اعتقادا. 
منصيسا أو اقافد ا كن 1ل الملا مميئد ا ومن كللت كؤله تقالو 
"أسخزنا هووا فال أغود زاللة أن أكرت من انايد )3 

وهذا الضرب قد يكون ناتجا عن شهوة آى عن قبينة أي قند. يكو 
اتا خلهما معا. فمثال: الأول ٠‏ قوله تعالى: (أثنكم لعأتون الرجال شهوة من 
دون النساء بل أن قوم تجهلون ).9) 

وقوله تعالى: (قال هل علمت مافعلتم ييوسف وأخيه إذ 2 
جهلو ).101 فإقيان قوم لوط الرجال. ههوه من دون النساء ومافعل» |عطو 
يوسف به إِنما كان مصدره الهوى والتشهي بدليل قوله تعالى في قوم لوط 
بعد أن وعظهم نبيهم لوط عليه الصلاة والسلام (فما كان جواب قومه إلا 
أن قالوا أخرجواءال لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون).(0) 


)0( المفردات عتد مادة (غوى ) ص 9-؟ 
(؟) الآيات "-١‏ من سورة النجم. 

() جرء من الآية /ا”" من سورة البقرة. 
2( الآية مه من سورة النمل. 2 

١ .)8(‏ الآية قم من سورة يوسن 


(5) “ الآيةدةومن شوره ' الفمل: 


( ووم ) 


وبدليل قول أخى يوسف لإخوته (ألم تعلموا أن قد أخذ 
عليكم مواقا من الله ومن قبل مافرطتم في يوسف)(0) ومثال ماكان عن 
شبهة ماتقدم من تعطيل أهل الكلام لأسماء الله عز وجل وصفاته. ومثال 
ماكان عن كليهما قوله تعالى: (فتبينوا أن تصيبوا قوماً مجهللة)7© أي 


كنيد أذ كيين ع طلك ميال اوزبوقاسة او شيغة ١و‏ خير.ذليلك: 





)0 جزء من الآية لم من سورة يو سف . 


0( جزء من الآية " من سورة الحجرات. 


المبحث الثانى 
المرض الذي يتألم به صاحبه في الحال 


المظلب الأول: التحزن والهم والغم. 
المطلب الثاني : الغضب. 
المطلب الثالث: الغيظ. 


).1( 


المطلب الأول 
الحزن والهم والغم 

و ان اق الثلاثة متقاربة المعنى إلا أن بينهما فروقاً دقيقة فالحزن 
تقيض الفرح(2, والرّن والَرّنَ خشونة في الأرض وخثونة في النفس لا 
خصل فيها من الغم. !"ا 

وهنو قرين الهم فكلاهما الألم الوارد على القلب إلا أن الحزن يطلق 
على ماكان لأمر مضى والهم على ماكان على مايستقبل ولهذا قرنا في قوله 
"صلى الله عليه وسل: "اللهم إل أعونة تمن لبود ران "10 

وأما الغم فهو الألم الذى: بضبيت القلب من الأفز الذئ' سوء وإن م 
تتبين حقيقته أو سببه أو لايدرى كيف يكون المخرج منه فإن المادة تدل 
على معنى الخفاء يقولون غم الشىء إذا أخفاه وغم الهلال على الناس غما: 
ستره الغيم وغيره فلم 2 

فالغم ذا تان ادي تقس ميريطة التروال :1" 

وأما الحرن فهو الألم انق يكور اولض ا 3 


وهذه الف ان نع القلب من سيره و تنشميره إلى الله. 





111١/1 اللسان عند مادة (حزن)‎ )١( 

0( المفردات عند مادة (حرن) ص 1١١6‏ 

(«) أخرجه البخارى في. صحيحه ١/6‏ كتاب الدعوات )8١(‏ باب التعوذ من غلبة 
الرجاك )يرقم (#ومة). ش 


(4) انظر طريق الهجرتين ص 450 
(ه) اللسان عند مادة (غمم) 449/١١‏ 
(9) نرهة الأعين النواظر في عم الوجوه والنظائر لابن الجوزى ياب الغم 


ص 466-485 


(90) انظر تفسيو المنار 184/4 


2)”. 


فالحرن معلا ته الله عو وجل غسه فى «مواضع .من تابه كقوله 
تعالى: (ولا تهنوا ولا تحرنوا وأنتم الأعلون إن كتمم مؤمنين)7) وقوله: 
(ولاتحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون)() وقوله: (إذ يقول 
لصلحبه لاتّزن إن الله معنا)0) وقوله: (ولا يحزنك قولهم)0) وقوله: 
(لكيلاتأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا با ءاتلكم)*) وأمثال ذلك كثير. 
وذلك لأنه لاجلب منفعة ولا يدفع مضرة فلا فائدة فيه بل هو من الشيطان 
لابن آدع :قناك غعالى» (إغا التضوى .من الشيظلن ليتمرن: الذين )601 
"نعم لايأثم صاحبه إذا لم يقترن بحزنه حرم كما قال صلى الله عليه وسلم: 
"إن الله لايعذب بدمع العين ولا بحرن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار بيده 
إلى لسائه أو يرحم "7 وقال صلى الله عليه وسا: "إن العين تدمع و القلب 
بحرن ولا تقول إلا مايرضى ربنا"(8) ومنه قوله تعالى: (وتولى عنهم وقال 


يأسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظمٍ)7*) بل قد يقترن 


(1) الآية ١١9‏ من سورة آل عمران. 

(؟) جرء من الآية /ا١١‏ من سورة النحل. 

(9) جرء من الآية 4٠‏ من سورة العوبة. 

(4) جزء من الآية 50 من سورة يونس. 

(64) جزء من الآية «؟ من سورة الحديد. 
والأسى: الحزن. المفردات عند مادة (أسا) ص8١‏ 

(ه)..عزء من الآ (.حا من سؤرة الجادلة: 

(10) أخرجه البخارى في صحيحه 4١5/١‏ كتاب الجنائز (؟) باب البكاء عند المريض 
(44) رقم الحديث )١:4(‏ ومسل في صحيحه 585/9 كتاب الجنائز )١1١(‏ باب 
البكاء على الميت (5) رقم الحديث (؟4/1؟8). ٠ ١‏ 

(8) أخرجه البخارى في صحيحه 415-411/١‏ كتاب الجنائز (؟) باب قول النى 
صلى الله عليه وسل "إنا يك لمحرونون” (48) رقم الحديث (1.08). ١‏ 


6 الآاية 65 من سورة يوشف. 


) 7.0 ( 


بالحزن مايئاب صاحبه وعمد عليه من تلك الجهة لا من جهة الحزن كمن 
غزة عل ةن شين "أن عل اتعامة لاسن موا دا بداب ل 
مافي قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك وأما إذا اقترن بمحرم 
كترك الصبر والجزع وشق الجيوب ولطم الخدود فإن هذا مما يأثم قاعله() 


ومثل الحزن شقيقاه الهم والغم. 


(9) انظر مجموع الفتاوى ١/-17/1٠١‏ 


).4( 


المطلب الثاني 
الغضب 

القسب قسن ارط 0 

وقد عرفه الراغب بأنه ثوران دم القلب إرادة الانتقام.90) 

والله عز وجل ,يوصف بأكمله وأعلاه | ثباتا بلا غثيل وتنزيها بلا 
تعطيل على حد قوله تعالى: (ليس كمثله شىء وهو السميع البصير).©) 

قال ال (ومن: يقدل :موسا مدا فجزاؤه جه جل نينا 
“فظني الله علية ولغعه-وأعد له خذاب عطيوا) 117 

وكال نال (جنا يا السيق :اهدو | هوا وما #فمية اللئة 
عليهم )(3) والغضب على نوعين: 

عفن عموةا وهو ماكان للم عن ول [13 شيعت مارم 

وغضب مذموم وهو المراد هنا وهو مرض من الأمراض القلبية يتأ 
ماعو حيط ل اكلا ل تقس عي مسن سن ال هال ولاقو الود الا رهياك: الدسية 
من نغير في اللون وكسر للآنية وإهراق للطعاع وياد وهم حتى لو رأى 
الغضبان نفسه في حال غضبه لذهب غضبه حياء من قبح صورته واستحالة 
خلقته هذا في الظاهر وأما الباطن فقبحه أشد من الظاهر فهو يولد الحقد في 


القلب والحسد وإضمار السوء على ابختلاف أنواعه.(؟) 


(؟) اللسان عند مادة (غضب) 48/١‏ 

69 المفردات مادة (غضب ) ص1 

)( جرء من الآية (11) من سورة الشورى. 
(6) الآية *9 سورة التساء 

)3( جزء من الآية ١‏ سورة الممتحنة. 


(0) انظر فتح البارى 670/٠١‏ 


(ه.» ) 


ولذلك لما.جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسمم وقال له: أوصى 
نان "سشطنيت ”ارط ارا قالية "امود" 

قال الخطابي: معنى قوله لاتغضب هو أن يخذر أسباب الغضب وأن 
لايتعرض للأمور التى تجلب عليه الضجر فتغضبه, فأما نفس الغضب فطبع في 
الإنسان لايمكته نزعة وإخراجه من جبلته. وقد يكون معنى قوله: لاتغضب ‏ 
أى : لاتفعل مايأمرك به الغضب ويحملك عليه من القول والفعل. 

وقد قيل: إن أعظم أسباب الغضب الكبرء وإنما يغضب الإنسان لما 
يتداخله من الكبر عندما يخالف في أمر يريده أو يعارض في شىء يهواه 
فيحمله الكبر على الغضب لذلك فإذا تواضع وذل في نفسه ذهبت عنه عزة 


النفس وماتت سورة الغضب فم اق الله من ع1 





69 أخر جه البخارى ١/4‏ كتاب الأدب 629 باب الحذر من الغضب )5 رقم 
الحديث (51035). 


(0) - أعلام الحديث /0اوا؟ 


) 0.5 


المطلب الثالث ‏ 

الفط حمق أعك 'الغطت ١‏ فيان تال (قل “موزمو] يفيتلكب )0 نوقال 
كذلك (ليغيظ بهم الكفار)() وهو عبارة عن ألم وانفعال نفصسي قوي 
لايندفع ولا يكظم إلا بقوة روحية من التقوى المسيطرة على النفوس.()) 

وقد يدفع الانتقام للغيظ أحيانا إلى تجاوز حد الاعتدال ولذلك أمر 
الله عز وجل بكظم الغيظ والعفو عن المسىء7*) قال تعالى: (والكلظمين 
الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين).(5) 

والغيظ ألم يصيب القلب يزعجه ويؤرقه ويقعده عن السير إلى الله 
عز وجل وينغص عليه عباداته وقد يكون سببه ظلم وقع على المرء فلا 
يزول هذا المرض إلا بزوال سببه وهو كشف هذا الظم وأخذ حق المظلوم 
:قال تعالى: (قلتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف 


صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم)7") والله تعالى أعلم. 


(1) اللسان عند مادة (غيظ ) 4650/٠7‏ وانظر المفردات عند نفس المادة ص 8م 

(4) جرء من الآية 115 .من سورة آل عمران. ٠‏ 

(9) جزرء من الآية 8؟ من سورة الفتح. 

)( انظر صفوة الآثار والمقاهيم من تفسير القرآن العظيم للدوسرى 907/4 

(ه) وهذا فيما يتعلق بالأمور الدنيوية فقط وأما الغضب إذا انتهكت حارم الله : 
عز وجل والانتقام لحدوده تبارك وتعالى إذا تعدى عليها فهو أمر واجب شرعا 
وقد جاء في وصف النبى صلى الله عليه وس "وماانتقم رسول الله صلى الله 
عليه وسلٍ لنفسه في شىء قط إلا ان تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها أخر جه 
البخارى في صحيحه (؟/018) كتاب المناقب (51) باب صفة النبى صلى الله 
عليه وس )١8(‏ رقم الحديث (670) ومسل 0/4 كتاب الفضائل («4؛) 
باب مباعدته صلى الله عليه وسلم للآثام ...(70) رقم الحديث (58707/10707) وانظر 
صفوة الآثار 4//اام 

)0 جرء من الآية 4 ١"‏ من سورة آل عمران. 


6 الآاية 5 وجرء من الآية 6 من سورة التوبة. 


)0070م ) 


الفصل الثانى 
أسباب مرض القلب 


وفيه تمهيد ومبحثان: 


المبحث الأول: أسباب عامة. 
المبحث الثانى: أسباب خاصة. 


(م.) 


اعلم بأن الله عز وجل قد يصيب المرء بما قد يؤدى إلى سقم قلبه 
ابتلاءً وامتحانا ليظهر المؤمن الحق من غيره قال تعالى: (وليبتلى الله مافي 
صدوركم وليمحص مافي قلوبكم )() وقال تعالى: (ماكان الله ليذر المؤمنين 
على ماأتع عليه حتى ييز الخبيث من الطيب)(') وقال تعالى: (أم حسبتم أن 
تشع ١‏ انلية 1 يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم اليناساء 
والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذينءامنوا معه متى نضر الله آلا . 
' إن نصر الله قريب) 7" وقال تعالى: (ولنبلونكم حتى نعل المجلهدين منكم 
والصلبرين ونبلو أخباركم)7) وقال تعالى: (أ أحسب الناس أن يتركوا 
أن يقولوا ءامنا وهم لايفشسون ولقذ فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله 
الذين صدقوا وليعلمن الكلذبين).(0) ظ 

والمعق أن لفاس لقو كو “دوك نكنة الى اعلاى و انفم انه لجل 
قولهم امناء بل إذا قالوا آمنا فتنوا أى امتحنوا واختيروا بأنواع الابتلاء 
حتى يتبين بذلك الابتلاء الصادق ل قواله اهناف غير الضادق 00 

وقد بينت السنة الثابتة أن هذا الابتلاء المذكور في هذه الآية يبتلى به 
المؤمنون على قدر ماعندهم من الإيمان فقد سكل النى صلى الله عليه وسلم 
أي الناس أشد بلاء؟ قال: "الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على 


حسب دينه فإن كان في دينه صلابة اشعد بلاوّه» وإن كان في دينه رقة 


)0( جزء من الآية ١64‏ من سورة آل عمران. 
)0( جزء من الآية لاا من سورة آل عمران. 
(*) الآية 4١؟‏ من سورة البقرة. 

0< اليه رفو سور يت 

 )4(‏ الآيات :كم من سورة الركيوت: 


(9) أضواء البيان 71/5: 


) 


ون لهذ فنا رو إن" كلاف قلعيو اقل" الأرط مدال نيج 101 
وسأذكر بإذن الله عز وجل فيمايلى أمثلة لبعض هذه الابتلاءات الربانية ومواقف الخلق 
من ذلك: ٠‏ 

منها ماجاء في قوله تعالى: (وماجعلنا أصحلب النار إلا مليكة وما 
جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتلب ويزداد 
الذين ءامنوا إعلنا ولأ يراب انذين. أؤعوا الكعب والمؤمتيون: وليقول 
القين ف كترييم فرشي والكف ود اذ :اق زتها بيكذ اوقد ذلك يضل 
:الله .من يشاء ويهدى من يشاء ومايعم جنود ربك إلا هو وماهى إلا ذكرى 
للبشر ).90) 

قال اب عقن وضيه الله: 

(وما جعلنا عدتهم إلا فسنة للذين كفروا) أي: إنما ذكرنا عدتهم أنهم 
عع كس "بارا حفن للنائن" (النضيفق: الدين: اوها العكت )أي خلكون 
أن هذا الرسول حق فإنه نطق بمطابقة مابأيديهم من العنت «السماؤنية: المثولة 
عق الأ نماء قلئة. (ويزدانة انين داعو ا يلما أو إل عاتويم "أي 
يشهندون من صدق أخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وَسمم (ولا يرتاب 
الذين أوتوا الكتلب والمؤمنون؛ وليقول الذين في قلوبهم مرض) أي: من | 


٠‏ المنافقين (والكلفرون) ماذا أراد الله بهذا مثلاً؟ أى يقولون: ما الحكمة في 


(1) أخرجه الترمذى في الجامع الصحيح 4/.--+50 كتاب الزهد (0ا") باب ماجاء 

في الصبر على البلاء (55) رقم الحديث (7988) وقال هذا حديث حسن صحيح 

وابن ماجه في السنن ١١«4/+‏ كتاب القتن (05) باب الصبر على البلاء (8؟) 

| رقم الحديث (4078) وصححه الشيخ الألبانى في السلسلة الصحيحة برقم [1648). 
(؟) انظر أضواء البيان 457/5 


(0) الآية #١‏ من سورة المدثر. 


0م ) 


ذكر هذا هاهنا؟ قال الله تعالى: (كذلك يضل الله من يشاء ويهدى من 
يشاء) أي: من مثل هذا وأشباهه يتأكد. الإيمان في قلوب أقوامء ويتزلزل 
عن ١‏ وو وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة () 

فكان ذكر عدة الملائكة الموكلين بالنار سبباً لتفاقم مرض قلوب 
الزائعين عن الحق بالشبهة الخحاصلة من ذلك وسبباً لثبات الإيمان وتأكيده في 
قلوب أهل الحق لقوة يقينهم وإيمانهم. 
ش قال ابن القبم رحمه الله: وهذه حال القلوب عند ورود الحق المنزل 
عليها: قلبا يفن به عقر أو جحو داوقلب يرداذ به انا و تصديفا :وقلب يقيقنه 
فتقوم عليه به الحجة وقلب يوجب له حيرة وعمى فلا يدرى مايراد به.90) 

ومنها قوله تعالى: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين 
خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين 
آمنوا معه. متى نضر اللة ألا إن تصر الله قريب).(9) 

ف “فده الآنة «الكزفة يي الله غر :وجل 'سنة فل سفنه الكوقية: الى 
لاتعبدل آلا وهي ابتلاء المؤمنين بصعوبة الطريق إلى نيل رضاه وشدة 
العقبات: الى نت مام بنك حيث يوضع المؤمن في الوضع الذى يخيط به 
الكفار غالبين منتفشين بباطلهم؛ ضاغطين بكل قوتهمء ويلتفت حوله -وهو | 
صاحب الحق- فلا يجد قوة واحدة في ومن تنقذه من بين ايع 
فيلجاً إلى الله وحده ويتطلع إليه وحده ويتعلق به وحده ويعلم أنه لن 


ينقذه منهم إلا هو وحده حين يقرر سبحانه بمشيئته وحده9) كما 


(9) تفسير القرآن العظيم 6-1 
(؟) إغاثة اللهفان ١6/١‏ 
(8) الآية 14؟ من سورة البقرة. 


(:) انظر حول التفسير الإسلامى للتاريخ لمحمد قطب ص؟11-117 


(05م ) 


حدث مع أصحاب النبي صلى الله عليه وس في غزوة الأحزاب يقول تعالى 
مصورا لنا ذلك الابتلاء العظيم الذي محص به عباده المؤمنين في خير القرون 
(يلأيها الذين ءامنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم س3 فأ رنطلها 
عْليِسِم 200 1 وها بؤكاقاللدعها سقو د .قير ١‏ 31 ادو كم :من 
فوقكم ومن أسفل منكم وإذا زاغت الأبطر وبلغت القلوب الحناجر 
وتظنوت بالله الظنونا هننالك ابتلى المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً).(0 

وأمام هذا الابتلاء يظهر المؤمنون الغابتون ويكون قولهم (هذا 
دان لالدو ويتولة بوضدق الله ورس له ون ادف إلات زيطا وميا 21 

وأما أوكك المزعزعون فإن هذه المواقف تكشف خبايا نفوسهم 
وتزيدهم مرضاً إلى مرضهم ووهناً إلى وهنهم (وإذ يقول المنلفقون والذين 
في قلوبهم ترق :فا وعدنا” | للمدتور لف زرو ا 

ومما هو معلوم أن هؤلاء الذين لايثبقتون أمام هذه الابتلاءات 
الربانية قد كانت قلوبهم تعانى قبل عرضها على هذه الفتن من بعض 
الأمراض كضعف اليقين أو الجهل أو غير ذلك فأدت هذه الابتلاءات إلى 
تفاقم هذه الأمراض ومّكنها وحصول أمراض جديدة في قلوب أصحابها 
إضافة إلى أمراضهم السابقة قال تعالى: (وإذا ماأنزلت سورة فمنهم من 
يقول كم واد ده لد فأما الذين ءامنوا فزادتهم إلناً وهم 
يستعبشرون وأماالذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى :زجسهم. وماتوا 


وهم )0 


() الآيات ١١-8‏ من سورة الأحزاب. 
(؟) جرء من الآية ؟” من سورة الأحزاب. 
(+) الآية ؟١‏ من سورة الأحزاب. 


(:). الآيتان ١١6-١94‏ من سورة التوبة. 


(0م ) 


امنيا أيضيا قوله تعال: «(ذين تعاس حي" الشينياة شن النتجاء 
والبصخ والقبلطي المقتطرة مق النذهيو والفشة واخيل ا السومةوالاعم 
والحرث ذلك مقع الحينوة الدنيا والله عنده حسن المعلب).(0) 

ف هذه الآية يخبر تعالى عما زين للناس ف هذه الحياة الدنيا من 
أنواع الملاذ من النساء والبنين والذهب والفضة والخيل المسومة!") والأنعام 
والحرث,. فكانت هذه الأمور فتنة لبيعض الناس فغلوا 5 حبها حتى وصلوا 
“باسنا والأولاد م يعء قوله تعالى: (يلأيها الذين ءامنوا إن من من أزوجكم 
وأوللدكم عدوا لكم فاحذروهم )0) فترك كثيراً من شعائر الدين اتباعاً 
لهواة 0 

وكم من مفتون بالمال من ذهب وفضة وغير ذلك لم يع قوله 'نعالى : 
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب 
ألم يوم يحمى عليها في تار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم 
هذا ماكتزتم لأنفسكم فذوقوا ماكنتم تكتزون).!*) فبخلوا بما آتاهم الله 
(9) الآية ١4‏ من سورة آل عمران. 
(؟) الخيل المسومة:المعلمة, وقيل المرسلة وعليها ركبانها. انظر اللسان عند مادة . 

17/1١ (سوم)‎ 

66 جزء من الآية ١5‏ من سورة التغابن. 

ل( وقد حذر النبي صلى الله عليه وس من فتنة النساء التى هى أعظم هذه الفتن 
ولهذا قدمت في هذه الآية فقال صلى الله عليه وسلم: ساغر كت بغدى فئتة: أطي 
على الرجال من النساء" أخرجه البخارى في صحيحه 551/8 كتاب التكاح 

68 باب مايتقى من شوّم المرأة. 220 رقم الحديث (؟و 0 و مسلم في صحيحه 


4 كتاب اللرقاف 41 باب أكثر أهل الجنة الفقراء...(3؟) رقم الحديث 
(/او/ه074؟) وانظر تفسير القرآن العظيم 5 وصفوة الآثار والمفاهيم 70/4 


(ه) جزء من الآية 4 والآية هم من سورة التوبة. 


جم ) 


من فضله بعد أن كانوا يسألون الله عز وجل الرزق ويعدون بالإنفاق إن 
هم رزقوا فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه ا كلف لهجا وعدوه 
وعا كادو ا بيكديوت: 

فهذه الأمور المذكورة في الآية هى من نعم الله عز وجل التى شرع 
التلذذ بها في الدنيا كما أمر من غير إفراط ولا تفريط وفي الوقت نفسه هى 
فتئة لمن خالف منهج الله عز وجل تورده في الدنيا الهم والغم والعشق 
وغير ذلك من الأسقام القلبية وتورده في الآخرة الهاوية. 

ومنها أيضا قوله تعالى: (ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع وتقص 
فنالا عند لوو الأنشين بو العفة بع :ووك السليرية )لا 

وهذا ابتلاء بالمصائب والنكبات فأما المؤمن الحق الغابت القلب فإنه 
سوف يتحلى بالصبر وخاصة عند الصدمة الأولى كما قال صلى الله 
عليه وسل: انعو عم امد و ل 

وأما الضعيف القلب المزعزع الإيمان فإن هذه الإبتلاءات سوف تورثه 
الهم والغم والحزن فإن لم بحقق التوازن كما هو شأن المؤمن الحق فإنها 
ستزيد إيمانه وهنا وقلبه ضعفاً وقد يزيغ بها عن طريق الحق بالكلية كما 
فال تعال»-(ومن"النائن .عق بيعي الله عن .:درف» فاته أصمابه شي اطمان .نه 
وكا أفبباحه القة افقتج«غل :ويه تدر الدها توالا حر ذلك عاقيا 


المبين ).(8) 


آي فاه سور لبر 

(؟) أخرجه البخارى في صحيحه 590/١‏ كتناب الجنائز 98 باب زيارة القبور (١م)‏ 
رقم الحديث )1١88(‏ ومس في صحيحه 588-5190//9 كتاب الجنائز (11) باب 
في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى (8) رقم الحديث .)995/١6(‏ 


65 الآية ١١‏ من سورة الحج. 


(4م ) 


وقد أخرج البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: (ومن ‏ 
النانن تمن يفيه االلداعلنحزف) قال كان الرجل يددع المدينة. :فإن :ولدت 
امرانه علدي افيت عله اله ا صالح» وإن لم تلد أمرأته ولم 
تنتج خيله قال: هذا دين سوء.() 

وا انكر الإشارة زليه أ كل شوب يهنا ناه عتم اند يقالب عبد 
إنه إبتلاء وفتنة كما قال تعالى: (وإن تصبهم حسئة يقولوا هذه من عند 
الله وإ تصبهم سيكة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال 
هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثا).29 ولكن هذا لايخلى مسؤلية المفتون 
من الخلق ولهذا جاء في الآية التى تليها (ماأصابك من حسنة فمن الله وما 
أصابك من سيئة فمن نفسك)(") وفيما يلى سأتكم عن أسباب مرض القلب 
العافة واأقاضة وولف ليما أزم > و الله اموق 


(1) أخرجه البخارى في صحيحه */719 كتاب التفسير (56) سورة المج (؟؟) باب 
وترى الناس سكارى )١(‏ رقم الحديث 417/47 ش 
م( جزء من الآية 4لا من سورة النساء. 


(©) جزء من الآية 9/ا من سورة النساء. 


وام ) 


المببحث الأول 
الأسات العامة 


وفيه ثلاثة مطالب: 

النطلن "الأول معاتك ابلس اللعمن هوه لفاس . 

المطلب الثاني : الجهل وضعف البصيرة. 
المطلب الثالث: الهوى المتبع. 


دوم ) 


المطلب الأول 
مكائد إبليس اللعين أخزاه الله 

لقد حذرنا ربنا تبارك وتعالى من خطورة هذا المخلوق اللعين وشدة 
كيده الأبناء دم عليه «التلاع مسد أؤيغيا قال تال :ذكزه ذاكر العول السيطاتة 
(قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صرْطك المستقيم ثم لأتينهم من بين. أيديهم 
ومن خلفهم وعن أيلنهم. وعن شمائلهم ولاتجد أكثرهم شلكرين).() 

وقد ذكر المفسرون أوجهاً في نصب (صرْطك) منها: أنه منصوب على 
“أن عد نحي أن لفل "قله تو ند كات قار | فاق تقمق تع قعل ميك 
والتقدير (لألزمن صراطك المستقيم بقعودى عليه ).0 فالشيطان الرجم إذا 
ملازم لسبل الخير يصد الناس -عنها. 

وكلما كان العمل أنفع للعبد وأحب إلى الله كان اعتراض الشيطان 
له أكثر وأقوى ففي ل الله عليه وس أنه قا إن عفرينا 
من الجن تفلت على" البارحة -أو كلمة نحوها- ليقطع على" الصلاة فأمكنى 
الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سوارى المسجد حتى تصيحوا 
وتنظروا إليه كلكمء فذكترك فول أي سليمان. (رت: اعفن لى وهب إن 
5 لاينبغى 0 من عدف ) . )000 

ومن المعلوم أن شر النفس وفسادها ينشأاً من وسوسته فهى مركبه ظ 


ومو ضع شره وغل اي 1 


)0 الآيتان در من سورة الأعراف. 
(؟) انظر الدر المصون ه/م؟ 
م00 جرء من الآية 6 من سورة ص. 


(4) وواه اليخارى في نيه وقد كان الفلذة (م) بات الأبين أو الغريم يربط 
في المسجد (976) رقم الحديث (451). 


(4) انظر إغاثة اللهفان 9/١‏ 


( بوم ) 


فهو عليه لعنة الله لاينفك يلقي بالشبهة أو يدعو إلى الشهوة أو 
يهىء لذلك قال تعالى: (ليجعل مايلقى دوك هيد ادبي وسيم 
مرض والقاسية قلوبهم).7) 

وقال صلى الله عليه وسل: "يأق الشيطان أحدكم فيقول من خلق 
كان و كد اتح فقول ل'منو لمق رونك دق ذا انلمع واف للستجة يالل 
وت" 6 

وقال تعالى: (إن يدعون من دونه إلا إنلثاً وإن يدعون إلا شيطلا 
ل ا 500 
ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعلم ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن 
يتخذ الشيطان ولياً من دون الل اوقق كير نهب اناميا يعدقم اوققيم 
وما بعدهم الشيطلن إلا غرورا).9©) وحقيقة الفرض التقدير والمعنى أن من 
اتبع الشيطان وأطاعه فهو من نصيبه المفروض وحظه المقسوم فكل من 
أطاع عدو الله فهو من مفروضه فلناس قسمان: نصيب الشيطان ومفروضه 
وأولياء الله وحزبه وخاصته. 

وقوله (ولأضلنهم) يعنى عن الحق. 

وقوله (ولأمنينهم) أى بتسويف التوبه وقيل المراد أنه لاجنة ولا نار 
ولا بعث وقيل بركوب الأهواء الداعية إلى العصيان والبدع. ا 

وقوله (فليغيرن خلق الله) أى دين الله وهو قول ابن عباس 
وشاهن وعقرمة واللين: وشادة بو السدى :والعيحاك وإبراهي .4 
(1) جزء من الآية 8ه من سورة الحج. 


0( تقدم غخريجه ص ولاء> 
(+) الآيات 170-1197 من سورة النساء. 


(4) وقد أخرج هذه الآثار عنهم ابن جرير في تفسيره 584-589/8؟ 


( ممم ) 


فجمعت الاآية بين تغيير الفطرة التى هى دين الله عز وجل وتغيير 
الخلقه بالجدع وهما الأمران اللذان أخبر إبليس أنه لابد أن يغيرهما. 

ثم قال تعالى: ريعدهم ويمنيهم) فوعده مايصل إلى قلب الإنسان نحو 
سيطول عمرك وتنال من الدنيا. أربيك 7) :وستعلو على أقرانك وتظفر 
بأعنذائك والذنيا دول ستكون لك كما كانت لفيزك ويطول: أمله ويعدة 
بالحمسنى على شركه ومعاصيه ويمنيه الأماني الكاذبة على اختلاف وجوهها. 
والفرق بين وعده وقنيته أنه يعد الباطل ويني المحال. 

ومن تأمل أحوال أكثر الناس وجدهم متعلقين بوعده وتّنيته وهم 
لابشعرون. والنفس المهينة الى لاقدرة لها تغتذى بوعده وقمنيته فهى تلتذ 
باللأمانى الباطلة والوعود الكاذبة وتفرح بها كما يفرح بها النساء والصبيان 
ويتحركون لهاء فالأقوال الباطلة مصدرها وعد الشيطان وقنيعه فإنه يمنى 
أصحابها بالظفر بالحق وإدراكه ويعدهم الوصول إليه من غير طريقه فكل 
مبطل فله نصيب من قوله تعالى (يعدهم ويمنيهم ومايعدهم الشيطلن إلا 
0 ظ 

وقال تعالى: (الشيطلن يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم 
مقترة ننه نا والله واسع علي ).!5) ْ 

والفمنقاء ا الا نهل واب ردقي كل تمقف سن اق لومز 0 
محذوف فحذف موصوفها إرادة للعموم: اع «الفعلهة الفحضاء واطخلة 


الفحشاء.(©) فذكر سبحانه وعد الشيطان وأمره فهو يعد بالفقر مخوفا به 


(1) الأرب والإرب والإربة والمأربة الحاجة. انظر النهاية 5/١‏ مادة (أرب). 

(؟) انظر إغاثة اللهفان ١/١ء٠‏ إلى /ا١٠|‏ 

(©) الآية 5١8‏ من سورة البقرة. 

(4) ولاتختص الفاجشة في هذه الآية بالبخل. فالعبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب 


فإ كانة ابكن وتعردق الأ يسول انا . 


( وم ) 


المتصدقين ويأمر بكل منكر وقبيح وهذا كل مايريده الشيطان من الإنسان 
قاقد | ذا تقوفة شي ها الى شرك د كا اشرو اويا نووكي 0 

وأول كيد الشيطان ومكره أن كاد للأبوين بالأيمان الكاذبة أنه ناصح 
لهما وأنه إِنما يريد خلودهما في الجنة قال تعالى: ( فوسوس لهما الشيطن 
ليبدى لهما ماورى عنهما من سوءتهما وقال. مانهكلكما ربكما عن هذه 
العكرة: إل أن كنا ملكين أو كوف مون ديق قا هيما إلى لكما من 
النضحين فدللهما بغرور ).20 ظ 

فقد علم عدو الله أنهما إذا أكلا من الشجرة فقد عصيا والمعصية 
تهعتك الستر الذى بين المؤمن وبين الله فلما عصيا هنك ذلك الستر فبدت 
ليما ةينو اغيم #الفصية دق الشواة الناطة :و الظاهزة> ولد اراي ى الني 
صلى الله عليه وسم دوق ياه الزناك و الووااق خرن بادنة بسو احين ا 

قن السججيداة دعاسن البانا لامر زاوف السو وه روس سا 
واتشاناجاننا مح الشرئ امنا القبة. بو هنذا أزال عدم هذا اللبامن 
أنكشفت عورته الباطنة كما تنكشف عورته الظاهرة بنزع .مايسترها. 

كاله (مانيلكفا ريكشا عن هذه الشحرة: إلا أن تكنونا 'ملكين أو 
تكونا فن الخللدين ) أى إلا كراهة أن غكونا ملكين.وكراهة أن تخلذا في 
الجنة ومن هاهنا ‏ دخل عليهما لا :عرف أنهما يزيدان. الخلوة فيهاء: وهذا باب 
كيده الأعظم الذى يدخل منه على ابن آدم فإنه يجرى منه مجرى الدم حتى 
يصادف نفسه ويخالطه ويسألها عما تحبه وتؤثره فإذا عرفه استعان بها على 


(1) انظر إغاثة اللهقان ٠١/١‏ 
0( الآ يتان 3 حا؟ واجزء من االآية ».من .سؤزة الأعغراقه. 
(9) كمافىي حديث سمرة بن جندب الطويل الذى أخرجه البخارى 4 كتاب 


التعبير 4١‏ ا تعبير المروانة بعد صلاة الصبح (م4) رقم الحديث )7ك 00 


فم 


الشكة رادجل عليه مق هذا اليكاب وكذلك عل خر امت انالف الاش 
إذا أرادوا أغراضهم الفاسدة من بعضهم البعض أن يدخلوا عليهم من 
الباب الذى يبحبونه ويهوونه فإنه باب لايخذل عن حاجته من دخل منه 
ومن رام الدخول من غيره فالباب عليه فسدود وهو عن طريق مقصده 
مصدود. ومما جعل هذا القول يروج على الأب آدم عليه الصلاة والسلام. 
أن الماكر المخادع ردد الأمر بين أمرين: 

اخدعيا: : ممتلع. . والآخر: ممكن وهذا من أبلغ و2 الكيد ى 
«ولييذا ا اطمسه ق: لامر الممكن جزم له به ولم يردده فقال: 0 هل 
أدلك على شجرة الخلد وملك لايبلى)7" فلم يدخل أداة الشك هاهنا كما 
اوخلياى: فونه ره ال كوا ملعن أ كر عن الخلدي ا 

ثم قال: (وقاسمهما إنى لكما لمن النلصحين). 

فتضمن هذا الخبر أنواعاً من التأكيد: 

أحدها: تأكيده بالقسم. 

الشاني: تأكيده بإن. 

الثالث: تقديم المعمول على العامل إيذانا بالاختصاص أى نصيحق 
مختصة بكما وفائدتها عائدة إليكما لا ل 

الرابيع: إتيانه باسم الفاعل الدال على الغبوت واللزوم دون الفعل ' 
:الذابفن المسيده اع المع مدق ريق لمن أتر ا غارضا ل 

الخامس: إتيانه بلام التأكيد في جواب. القسم.. 


 :)1(‏ اسوع كن االآية +4 من اسورة طفن 


مم ) 


الجاديوى انها وى افيف لمن تإتنيها افق هله لكا مكو كام قال 
لهما: الناصحون لكما في ذلك كثيرء وأنا واحد منهم كما تقول لمن تأمره 
بشىء: كل أحد معى على هذا وأنا من جملة من يشير عليك به. 

وورّث عدو الله هذا المكر لأوليائه وحزبه عند خداعهم للمؤمنين 
كما كان المناققون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسل إذا جاءوه 
(نشهد إنك لرسول الله)(© فأكدوا خبرهم بالشهادة وبإن وبلام التأكيدء 
و كذللكة قوله سيئحائه" (و لمق نا بباللة: انه كم ناه ع )0107 

ثم قال تعالى: (فدلهما بغرور) 

قوله. فدلاهما: ختمل أن بكرن قن شامق عض رلا جلو ١‏ 
والمعنى أطبعيهًا: أو أن تكون من الدال والدالة وهي اطواة ا فجن اها 
كما قيل:(4) 

أظن الحم دل على قومى وقد يستجهل الرجل اللي 

وقوله: (بغرور) الام امال أن دعاسي كوو و تفاضا الور 
فهى حال إما من الفاعل أو من المفعول» وغوة أن مكنون «الباعاسية ان 
دلاهما بسبب أن غرتهما. والغرور مصدر حذف فاعله ومفعوله والتقدير 
قروز اناعم © توسة]"اللعن هذ عرهناا ببست وماماهيا ين التاكيدات 


إإيا 


وكان يظن آدم أنه له عل أحد ابالله كاذبا وقد جاء ق الحديت: "المؤمنن 


عر كريم والفاجر حب لي ".(0) 


)0( جرء من الآية ١‏ من سورة المنافقون. 
(؟) جرء من الآية 65 من سورة التوبة. 
(») انظر إغاثة اللهفان ١١١/١‏ إلى ١154‏ 
(:) انظر الدر المصون 781/86 

زه( المرجع السابق. نفسه. 


00 تقدم تخريجه ص ٠١+‏ 


بم 


ومن كيده العجيب أن يشام النفس () حتى يعم أي القوتين تغلب 
عليها: قوة الإقدام والشجاعة أم قوة الانكفاف والإحجام والمهانة؟ فإن رأى 
الغالب عل التفس. المهانة :والإحجام أحذ قختييطه وإضعاق عه وإرادته 
على المأمور به وثقله عليه وهؤون عليه تركه حتى تركه جملة أو يقصر فيه 
ويتهاون به وإن رأى الغالب عليه قوة الإقدام وعلو الهمة أخذ يقلل عنده 
المأأمور به ويوهمه أنه لايكفيه وأنه تاج معه إلى مبالغة وزيادة»)فيقصر 
بالأول ويتجاوز بالثانى كما قال بعض السلف: ماأمر الله سبحانه بأمر إلا 
:وللشيطان فيه نزغتان إما إلى تفريط وتقصير وإما إلى مجاوزة وغلوء ولا 
يبالى بأيهما ظفر. وقد اقتطع أكثر الئاس إلا أقل القليل في هذين الواديين, 
وادى التقصير ووادى المجاوزة والتعدي؛ والقليل منهم ع الشابت على 
الصراط الذى كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسل وا 

ونج كه عله لفة الله أنه حت الوقن بن سيد ةو أرناته للد 
يجاهدونهم ولا يأمرونهم بالمعروف ولا ينهونهم عن المنكر» وهذا من أعظم 
كيده بأهل الإيمان. قال تعالى: (إِنما ذلكم الشيطن يخوف أولياءه فلا 
تخافوهم وخافون إن كنم مؤمنين).(*) 

والمعنى يخوفكم بأو ليائه (4) 


قال قتادة: يخوف والله المؤمن بالكافر ويرهب المؤمن بالكافر.(5) 


(1) أى يتطلع إليها. انظر اللسان عند مادة. (شيم) 0 
(؟) انظر إغاثة اللهفان ١15-1١6/١‏ 

(9) الآية هلاا من سورة آل 'عمران. 

4( انظر جامع البيان ١8/4‏ 

(4) أخرجه ابن جرير في تفسيره ١187/4‏ 


( ممم ) 


ةا قال خا 0 
وكلما قوى إيمان العبد زال من قلبه خوف أولياء الشيطان و كلما 
إلى غير ذلك من مكائد عدو الله الى يكيد بها ابن آدم نسأل الله 


العلامة متها 7) 


ْ المرجع السابق نفسه.‎ )١( 
(؟) وللاستزادة من ذلك ينبغى الرجوع إلى كتابي إغائة اللهفان لإبن القيم رحمه‎ 


(4م ) 


المطلب الثانى 
الجهل وضعف البصيرة 

واللزادباطيل هنا خلو" السيين فد العم (0) وما كان كذلك ضد اللم. 
والبصيرة اسم لما اعتقد القلب من الدين وتحقيق الأمر وهى كذلك الفطنة 
تقول العرت+ "اعم الله بصائرة "أ رفطته 9 فالمر اد يضبعقها امتففية اععهاد 
القلب في أمور دينه ويقينه وضعف فطنته.(©) 

فأما الجاهل فهو فاقد لكا ل مايورئه العم والحلى من فضائل وأخلاق 
واداب. 
ش فإجلال الله تعالى ام وخشيته ومهابته وححبته ورجاؤٌه والتوكل 
عليه وود ال بقضائه والصبر على بلائه وعدم اتنهاك خارمه كل ذلك 
نصيب الجاهل منه مئه قليل وحظه فنه نزر ‏ يشير لأن هذه الأمور إنما يدل العم 
عليها © ويقود الحم إليها. 

قال تعالى: نا يخشى ألله من عباده العلماو|).(ه) 

وقال تعالى: 1 الدية ايمرا العم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون 
للأذقان سعدا ويقولون سبحلن ربنا إن كان وعد ربنا لعو ويخرون 
للأذقان يبكون ويزيدهم خفوعاً)0) وقال تعالى مبيناً أصل كل سوء 
ومعصية (أنه من عمل منكم سوءاً مجهللة).(0) 

والجهل كذلك يؤدى إلى الوقوع في الشبهات التى يمنع العم أوتاية' . 


من الوقوع فيها قال تعالى: (والرأسخون في العم يقولون ءامنا به كل 


(91) انظر المفردات عند مادة (جهل) ص 1٠١١‏ 

(؟) انظر اللسان عند مادة (بصر) 0/4> 

69 وقد تقدم الكلام على البصيرة بالتفصيل في رابع منازل العبوديقص .م * - 
0( نظر بيان فضل عل السلف على عل الخلف ص ؛ 

زه( جزء من الآية م؟ من سورة فاطر. 

)5 مان الآ يد لوالا حان ير وك فقن سور الإسواء. 


60 جزع. من الآية 04 من سورة الأنعام. 


(هم ) 


من عند وا نوا عن الفا 0 ظ 

قالت عائشة رضى الله عنها: "كان من رسوخهم في العم أن آمنوا 
بمحكمه ومتشابهه ولا يعلمونه".(0) 

وقال تعالى: (وليعم الذين وتو العلم أنه اتلق معنو وبيك: فيؤ متو ابه 
دك 1 قلوبهم ).(5) 

وأماأهل الجهل فإن كد القيطان قد ينطلي عليهم فيقع في قلوبهم مايقع. 

وأما البصيرة فإن ضعفها من أعظم أسباب مرض القلب فهو. يؤدى 
إلى تأثر الإيمان بالشبهة المتهافتة المعارضة لما وصف الله به نفسه ووصفه به 
ولحو له ل الله عليه وس »فأضعف الناس بصيرة هم أهل الكلام الباطل 
المذموم الذى ذمه السلف لهلهم بالنصوص ومعانيها »و إذا تأملت حال 
العامة الذين ليسوا مؤمنين عند أكثرهم رأبتهم أتم بصيرة منهم) وأقوى 
إيمانا وأعظم مله الوعى و اقراد ا لسر 

لفتحت البضيزة يؤذض أيغنا إلى تأثر القلب بالشبهة المعارضة لأمر 
الله ونهيه وبالشهوات المانعة من تنفيذه وامتثاله والأخذ به. 

وقن رومس حيفنها انها الفضلة أن "مقا "اماد نا وات 
وذلك شك في ألوهية الله تعالى وربوبيته وعدله وحكمته وذلك كفر به 
تعالى ‏ (4) 

وففت: البعوة: كذللن.:تضعف» القون "الذى- قذفه (اللنه<ف "القلب فد 
يستطيع التنبت أن يفرق بين الحق والباطل وبين الصادق والكاذب لأن 


القزاسة 'المنادفة إقا فى لأضيقات' البصير» العامة:27) 


(1) جرء من الآية لا من سورة آل عمران. 
0( تقدم تخرجه ص 000-م> 

69 جزء من الآية 4ه من سورة الحج. 
(4) انظر مدارج السالكين ١/4؟١‏ إلى ١١5‏ 


(ه) انظر مدارج السالكين ١78/١‏ 


(مم ) 


المطلب الثالث 


الهوى المُتَبَحَ 

إن الهوى من أعظم أسباب الانخراف العقدي والخلقي>بل والإصرارٍ 
على ذلك الانحراف حتى مع ظهور الكق. 

والهوى -نعوذ بالله منه- هوأول داء حل بالعالم فيه ضل إبليس 
وعصى ربه فلعن وطرد من رحمة الله. وبه ضلت الأمم عن اتباع أنبيائهم 
ورسلهم ولهذاقال تعالى:(ومن أضل ممن اتبع هوه بغيرهدى من الله).(0) 

وقال كذلك: (ولاتمع الموى فيصلك عن .سيل الله إن الدين 
"يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب).() 

واتباع الإنسان لمايهواه هو أخذ القول والفعل الذى به. ورد 
القول والفعل الذى 0 * هدى من الله قال تعالى: (وإن 00 
ليضلون بأهوائهم بغير عل )/ ؟ وفال: (فإن لم سحيو نك فاع أغا 
يتبعون أهواءهم» ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله).9) 

وقال تعالى: (ولن ترضى .عنك اليهود ولاالنصرى حتى تتبع ملتهم 
قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذى جاءك من ' 
العم مالك من الله من ولي ولا نصير).(0) 

فمن اتبع أهواء الناس بعد العم الذى بعث الله به رسوله صلى الله 
عليه وسلم وبعدهدى الله الذى بينه لعباده فهو بهذه المثابة»ولهذاكان السلف 
يسمون أهل البدع والتفرق -المخالفين للكتاب والسنة- أهل الأهواء حيث ' 


تلم قا العو ووو انها ٠١‏ متشمو عن هل اتيت لقو تن عون 1 01 
حبو بغضوه بأهوائهم بغير من 


(0- وماق الذي <62 مق سو و القصضن:. 
0( جرء من الآية 75 من سورة ص. 
() جزء من الآية ١١4‏ من سورة الأنعام. 
(4) الآية 6٠‏ من سورة القصص. 

(8)؟ ١‏ الآي1 من هوزة القرة 


(5) انظر مجموع الفتاوى 169/4-.14 


ببسم ) 


المبحث الثاني 
الأسباب الخاصة 


وفيه مطلبان: 
الفظلية الأول ميات مرف الشيفانة: 
المطلب الثانى: أسباب مرض الشهوات. 


(ممم ) 


المطلب الأول 
أسباب ممرض الشبهات 

لمرض الشبهات أسباب أهمها في نظرى إضافة إلى الأسباب العامة 
اثنان هما: ش 
أولة. الفهم الفاسد: 

اعم أن من أعظم مايؤدى إلى وقوع الشبهات في القلب ذلك الفهم 
السقيم المبنى على قوإاعد عقلانية من الكلاميات والفلسفات ونحو ذلك مما 
يببى عن أقو ال مقدية عون معي ماق متعدقة ايكون شافيها فين 
الاشعباه لفظاً ومعنى يوجب تناولها لحق وباطل فبما فيها من الحق يقبل 
مافيها من الباطل لأجل الاشتباه والالتباس ثم يعارضون بما فيها من الياطل 
نصوص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليرم. 

وهذا منشاً ضلال من ضل ين الأسم قلنا وهسؤ مكنا البدج كرد 
البدعة لو كانت باطلاً محضاً لظهرت وبانت وماقبلت» ولو كانت حقاً محضاً 
لاشوب فيها لكانت موافقة للمنة: فإن السنة لاتناقض حقاً محضاً لاباطل فيه 
ولكن البدعة تشتمل على حق وباطل.7) 

والفهم الفاسد إنما يخلط الحق بالباطل فتقام صروح الضلال وقلاع 
القبيات: عل أدلة شرعية واياث: .رباقية: 

فلله كما خدع بذلك من العامة وأعشار المتعلمين. 

وقد قال تعالى يخاطب أهل الكتاب (يبنى إسرتويل اذكروا نعمتى الى 
أنفية عليكم وأوفوا بعهدى أُوف بعهدكم وإيى فارهبون وءامنوا ما 
أنرلت مصدقا لمامعكم ولاتكونوا أول كافر به ولاتشتروا بكايتي ثمناً قليلاً 


وإبى داكون ولاناييرا اللي بالجطل اومكتميو! الو دام 'تعلمون).7) 


؟.05-١م8./١ انظر درء تعارض العقل والنقل‎ )١( 


(؟) الآيات 45-4٠‏ من سورة البقرة. 


(وبم ) 


والأمثلة على ذلك كثيرة ساكتفى بذكر أحدها. 

فمن ذلك أن كثيراً من الجهمية نفاة الصفات والأفعال عن الله 
عرز وجل ومن اتبعهم على ذلك يستدلون على نفيها بقصة إبراهيم الخليل 
صلى الله عليه وس وذكروا أن هذه الطريقة هى طريقة إبراهيم كيين 
لل موه انق لسر الاق برعي لالس د لاحن اللي 

قالوا: فاستدل بالأفول الذي هو الحركة والانتقال على حدوث ماقام 
به ذلك كالكوكب والقمر والشمس. وظن هؤلاء أن قول إبراههيم 
.عليه السلام (هذا ربي)( أراد به: هذا خالق السموات والأرض القديم 
الأزلى وأنه استدل على حدوثه بالحركة. 

... فأدى بهم هذا الفهم الفاسد إلى نفى أفعال الله عز وجل وتبعهم 

على ذلك خلق كثير. ْ 

وهذا خطأ من وجوه: 

أحدها: أن قول إبراهيم (هذا ري) ليس المراد به هذا رب العلمين 
القديم الأزلي الواجب الوجود بنفسه ولا كان قومه يقولون إن الكواكب 
أو القمر أو الشمس رب العلمين ولا قال هذا أحد من أهل المقالات 
المعروفة التى ذكرها الناس لا من مقالات أهل التعطيل والشرك الذين 
يعبدون الشمس والقمر والكواكب ولا من مقالات غيرهمء بل كان قوم 
إبر اهم يدعونها ببناء الهياكل والسجود والقرابين وهو دين المشركين. 

الشاني: أنه لو كان المراد بقوله (هذا ربى) أنه رب العالمين لكانت 
قصة الخليل حجة على نقيض مطلوبهم لأن الكوكب والقمر والشمس مازال 





00 جزء من الآية 5/ا من سورة الأنعام . 


0( جزء من الآية السابقة تفسها. 


.م 


متحر كا من حين بزوغه إلى أفوله وغروبه فيلزم على ولي أن إبر أهيم » / 
يجعل هذه الحركة بل ولا حنى صغر الكوكب والشمس والقمر مانعا من 
كون ذلك المتحرك رب العالمين. وهذًا لايظنه عاقل ممن هو دون إبراهيم 
صلوات الله وسلامه عليه فكيف به صلى الله عليه وس. 
| الثالث: أن الأفول هو المغيب والإحتجاب وليس بججرد الحركة 
والانتقال فلا يقول أهل اللغة ولا أهل افير ولا العقلاء لمن تحخرك أو 
سافر أنه أفل وهو ظاهر. | 
الرابيع: أن هذا القول الذى قالوه لم يقله أحد من علماء السلف أهل ‏ 
التفسير ولا من أهل اللغة بل هو من التفسيرات المبتدعة في الإسلام.(0) 


ففاسد قولهم ومفهومهم ظاهر و واضخ. 


(9) انظر درء تعارض العقل والنقل من /١‏ من "٠0‏ إلى ١-١4‏ 


سم ) 


ثانياً: النقل الكاذب: 

الكذب نقيض الصدق() وأصله في القول ماضياً كان أو مستقبلاً 
ا ا وهو في الخبر دون غيره من أصناف الكلام وقد يكون 
بالعرض في غيره كالاستفهام والأمر والدعاء وذلك نحو قول القائل: أزيد في 
التدان؟ :إن فى تنه إخباراً ينون جاملاً محال ويد و كذ إذا قال.واسي 
فإن في ضمنه أته محتاج إلى المواساة:(") 
جو ادبي أنتنانى 'البدعات وظاما كنا أن العندق: أسناضن ليباه 
- وجماعها فإن المنطق. قسمان خبر وإنشاء والخبر صحته بالصدق وفساده 
بالقناب #الكاذي؟ انوا خالا بتى !اومن الفسماء لأ الغلذة اخري هو 
المميز. للإنسان وهو أصل الكلام الإنشائي والكاذب م يكفه أنه سلب حقيقة 
الإنسان حتى قلبها إلى ضدها ولهذا قيل: لامروءة لكذوب ولا راحة لحسود 
وى إصاء و ف ولايد بال»: 

والصدق والكذب هما الخصلتان اللعان. يفرق بهما بين المؤمن 
والمقافق 'فإن أساين النفاق. الذي ين غليه الكدذب. والكذب: هئ أصل 
الفجور كما جاء في الحديث: وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى 
الفجور وإت الفجور بيهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى 
الوب ملع وقعي د الل 102 0 ظ 

والكاذب تتؤل عليه الشياطين تؤزه إلى الشر أزا قال تعالى: "هل 


أنبئكم على من تنزل الشيطين تنزل على كل أفاك أثنيم يلقؤث السمسسحع 


٠74/١ اللسان مادة (كذب)‎ )١( 
(؟) المفردات مادة (صدق) ص لالا؟‎ 


(*) تقدم تخريخهدص ١١‏ 


(بسم) 


وأكثرهم كذبون)() إلى غير ذلك من آفات الكذب التى يعجز القم ع 
اسطرها في هذا المقام.0© , 

ا أعظم أسباب مرض الشبهات وتكنه في القلب النقل الكاذب 
فلله كم حَدَع الكذابون المزوّرون كثيراً من الطّقَام بمزخرف القول ومبهرج 
التقل. ظ ظ 

وأصل النقل الكاذب ماقام به إبليس لعنه الله من إخبار لأبينا ادم 
غلك الداكء كوه سم القند عمل عن دود منها افراله يفيك 
فاجرة آثّة بأنه لهما من الناصحين فخدعهما بذلك فوقعا في معصية الله عز 
وجل فأهبظا من الجنة إلى دار الابتلاء فتابا فتاب الله عز وجل عليهما. 

لم تبع إبليس كثير من أعوأنه وإخوانه من الجن والإنس الذين 
يروجون لضلالاتهم وشبههم ويحاولون عبثاً تقويتها بنقول كاذبة وأقوال 
باطلة. فأوقعت في نفوس كثير من الجهلة الشبه والاضطراب. 

ومن الأمثلة على ذلك مايلي: 

ماقام به بعض الزنادقة من دس الأباطيل والأكاذيب السخيفة على 
رسول الله صلى الله عليه وس قاصدين بذلك تشويه صورة الإسلام 
الناصعة في عقائده وعباداته ومقاصده فقد وضعوا أحاديث تتعلق بذات 
الله عز وجل وصفاته تتناقض مع عقيدة الإسلام الصحيحة وهى تنم عما ‏ 
. تنطوي عليه بواطنهم بالإضافة إلى مايقصدون من وراء ذلك من تتفير 
العامة عن الإسلام وإظهاره بمظهر الدين المتناقض الذي يشتمل على كثير 


() الآيات (١؟؟-م8؟)‏ من سورة الشعراء. 


(؟) انظر جموع. الفتاوى 7/-0/4/7٠‏ 


(عجسم ) 


من الأمور المتناقضة وغير المعقولة.(0) 

ومنها ماقام به الرافضية من افتراء وكذب ووضعلأحاديث الموافقة 
لأهوائهم وعقائدهم الباطلة. 

وقد قال الشافعي وقد لله 1لا هارا بن “ف امل (الأعواد«كوما أشيد 
بالزور من الرافضة .0؟) 


وكتب الموضوعات أكبر شاهد على ذلك ٠:‏ والله المستعان. 





() الوضع في الحديث 789/١‏ وقد أعرضت عن ذكر أمثلة لماوضعوه من أحاديث 
تنزيها لبحثى عن ذلك فمن أراد الاطلاع على شئ من ذلك فليراجع الوضع في 
الحديث ١/١1؟-؟؟7‏ 

(9؟) هو الإمام عالم العصر ناصر الحديث أبوعبدالله محمد بن ادريس الشافعي 
القرشي المطلى المكي صاحب المذهب صنف التصانيف ودون العم ويعد صيته 
وتكاثر عليه الطلبة توفي عام؛ هم. انظر سير أعلام النبلاء ,65/9٠١‏ وشذرات 
الذهب ؟/5 


(©) انظر منهاج السئة 1/1١‏ 


(عجم ) 


المطلب الثاني 
أسباب مرض الشهوات 

لمرض الشهوات أسباب أهمها في نظرى إضافة إلى الأسياب العامة 
اثنان هما: 
أولاً: الإفراط فيما أبيح من الشهوات: 

إن الانسياق وراء هذه الدنيا وملذاتها الفانية واللهث في طلب ذلك 
له اقفن أعظم الأشياب» الموصلة إلى مرض “الشهوات: 

والإسلام قد دعا أفراده إلى التوسط في الاستمتاع با أبيح لهم فأباح 
أكل الطيبات ولبس الجميل من الثياب ولكن بلا إسراف ولا مخيلة كما 
جاء في الحديث المرفوع: كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا ف غير إسراف ولا 
"0 

وقال تعالى: (زين للبئاس حب الشهوات من. النساء والينين و القناطير 
المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعم والحرث ذلك متع 
اطيؤة النذنيا و الله :عبذه تين" المابه قل كي بخير من ذلكم للذين 
اتقوا عند ريهم علق قري :من شه الأنبار وين فنها وأزوج مطهرة . 
ورضون من الله والله بصير بالعباد).(؟) 

وفي هاتين الآيتين يبين الله عز وجل تلك الشهوات التى فطر الناس' 
على حبها ثم يذكرهم بما هو خير منها لا لبيان قبحها في ذاتهاء لأن الله 
تعالى لايفطر الناس على قبيح بل خلقهم في أحسن تقويم ولم يجعل دينه 
مخالفاً لفطرته بل موافقاً لها كما قال تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة 
(9) أخرجه البخارى معلقاً في صحيحه بصيغة ابكرم 4/*ه كتاب اللباس (/979) باب 

قوله تعالى (قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده) )١(‏ 


(؟) الآيتان ١6-١4‏ من سورة آل عمران 


( وعم ) 


الله التى فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القمم ولكن أخثر 
الناس لايعلمون)() ولكن المراد أن لايفتتن العبد المؤمن بهذه الشهوات 
ويجعلها أكبر همه والشاغل له عن آخرته فإذا اتقى ذلك واستمتع بها 
بالقصد والاعتدال والوقوف عند حدود الله تعالى فهو السعيد في الدارين 
(ركناءاسنتا'ق: الديا "سن بوي اك حي ونا نات اا 011 

وما إذا / يتق الله و تجاوز با أبيح له حدود الله فقد . افتتن» قال 
هنال( ا نيا السشيق :ونمو ا انميق أو سكم وأولدكم معدو لكم 
. فاحذروهم).(4) 

قال قتادة: ينهون عن الإسلام ويبطئون عنه وهم من الكفار 
فاحذروهم .(0) 

.وقد أخرج الترمذى عن ابن عباس وسأله رجل عن هذه الآية 
(أاقين ليف ءامو نإل نازو اكد وأولدكم عدواً لكم فاحذروهم) 
قال: هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبىي صلى الله 
عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله صلى 
الله عليه وسلء » فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسمم وأو الفا قد 


فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم فأنزل الله عز وجل: 00 الْدين 


عامنوا إن من أزواجكم وأوللدكم | لكم فاحذروهم) إلاية 00 





(9) الآية ”٠‏ من سورة الروم. 

(؟) جرء من الآية 70١‏ من سورة البقرة. 
(©) انظر تفسير المنار 547/7 ش 
)ع( جرء من الآية 5 من سورة التغاين. 
(ه) أخرجه عبدالرزاق في تفسيره ؟/946؟ 


() أخرجه الترمذى في الجامع الصحيح 6 -١؟4‏ كتاب تفسير القرآن (48) - 


((ععس ) 


وعدا اين ويه" اذاو فإن العدد از رعق عدوا تداع نا كان 
عدوا بفعله فإذا فعل الزوج والولد فعل العدو كان عدواء ولافعل أقبح 
من الحيلولة بين العبد وبين الطاعة.() 

وقد قال صلى الله عليه وسل: "إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه 
فقعد له بطريق الإسلام فقال تسم وكذر ديك وديق اباك واياء: أبينك 
فعصاه ه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال تهاجر وتدع أرهتك وسماءك 
ونا مثل المهاجر كمثل الفرس فى الطَّوّل(') فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق 
. الجهاد فقال تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم 
المال فعصاه فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'فمن فعل ذلك 


ما ل الله عر وجل كيان الث رون عرق كان جنا هن "الله 


أن تاه الك إن الأتفضة داك كان ماعل الله أن تسل ادج" 3 
فالشيطان يوسوس لابن آدم وجخاول أن يغريه بزوجه وولده وما يملك من 
حطام هذه الدنيا ليصده عن كل خير. 

فمن أطاعه أسر بهذه الملذات الفانية فقعد عن الطاعة فصارت هذه 


الشبوات المباحة من أعظم أعذائه :وهو لا شرو افر هن “هذا اط هوه 


(-) باب (0) من سورة التغابن رقم الحديث (0امع*) وقال الترمذى بعد أن 
أخر جه : : هذا حديث حسن صحيح . 
وحسله الشيخ [الألياى في صحيح الترمذى 191/7 برقم (5 ةبهوم ). 

() أحكام القرآن لابن العربى 1818/6 

0( اللشين و لقال تكح .لل الللويال يشا ابن طلز من ا وصية ا اشرق لكين 
الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولايذهب لوجهه. 

< انظر النهاية في غريب الحديث والأثر مادة (طول) ١48/*‏ 
() أخرجه النائى في السنن /١8-؟7‏ كتاب الجهاد (8؟) باب مالمن أسلم وهاجر 


وجاهد (18) رقم الحديث (14) وصححه الشيخ ال لبان في معي المدامج اعت بم 
(عه5كا) , 


(بسم ) 


بق طفق لذن دن اماي أ الها الارفولة :و18 يقل :نعلي للد نقد 
دنيوياً أو شهوة عاجلة وقد حذر النبي صلى الله عليه وسل من ذلك أشد 
التحذير بل قد دعا على من هذه حاله فقال صلى الله عليه وسلِم: تعس 
عبدالدينار تعس عبدالدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبدالقطيفة تعس 
وانتكس وإذا شيك فلا انتقش".() 

ون حي قر ل لا 

أنت" الأنير عل الدثيا بزهدك 'ق نطاكنا نظيف انلق مسدوك 

وأنت عبد لها مادمت تعشقهيا إن المحب لمن يهواه مملوك 


كان : عدم حفظ الجوارح عما حرم الله : 

إن العلاقة بين القلب والجوارج علاقة قوية فكل منهما يتأثر بصاحبه 
تأثراً بالغاً فإذا سقم القلب تأثرت الجوارح بذلك وظهر عليها هذا المرض 
أقوالاً وأفعالاً قلت أو كثرت بحسب قوة المرض وضعفه. وكذلك الحال 
بالنسبة للقلب فالجوارج إذا فسدت وصالت وجالت في حارم الله فالقلب 
لاشك سيتأثر أيما تأثر وسيصاب أيما إصابة. 

وكنك مع أرسلة: طرقكه رات ا ٠.”‏ القليفة يوم أميدك المناطير 

رايع الذى 9 كلها أت قادد علية ولاعق جعقه انك :ناير 

قال القرطي: الجوارح وإن كانت تابعة فقد يتأثر القلب وإن كان ' 
رئيسها وملكها بأعمالها للارتباط الذى بين الظاهر والباطن.©) 

وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في 





00 0 تخرجه ص » *- 
(؟) أورد هذه الأبيات ابن الجوزى في كتابه التذكرة في الوعظ ص ا" 


(؟) الجامع لأحكام القرآن 188/١‏ 


(معم ) 


عق تعدو قلف “وهو الرات: الذي دين الله (كاذابل ران على قلويهم 
ماكانو | سين 00 

ولذلك فقد أمر الإسلام بحفظ الجوارح وصيانتها عن كل ماحرم الله 
فأمر بحفظ اللسان عن القسول على الله تعالى بلا علم ويين أن ذلك مما 
حرمه الله على العباد فقال تعالى في سياق ذكره اللمعريات (وأن تقولوا 
على الله مالا تعلمون).57) ظ 

ونلاك يعططه من القلب:ففال "كتقانا (ث تتحيتك: تجعال: عنم الله 
يعن الكادي)نا 

وفآل: (كأييها الثين +اسوا "اتقو الثم وكونوا مم العطلدقن ).ذا 

وأمر كذلك بحفظه عن السخرية والاستهزاء بالآخرين فقال عر من 
قائل: (يلأيها الذين ءامنوا لايسخر قوم من قوم عسى أن عونو «بهرا 
منهم).(0) 

وكذلك عن التنابز بالألقاب: (ولا تنابزوا بالألقلب)27(7 وغير ذلك 
معافه حقظ اللا 


وأمر الإسلام كذلك بحفظ السمع عن كل باطل ولهو فقال تعالى: 


(1) الآية (14) من سورة المطففين. 

(؟) أخرجه الترمذى في الجامع الصحيح 484/5 كتاب التفسير (48) باب (5/) من 
سورة ويل للمطففين رقم الحديث (58+4) وقال الترمذى: هذا حديث حسن 

صحيح وحسنه الألبانى في صحيح الترمذى ١١/8‏ برقم (5639-5584). 

(+«) جزرء من الآية ## من سورة الأعراف. 

( جرء من الآية 5١‏ من سورة آل عمران. 

(ه) الآية ١18‏ من سورة التوبة. 

(5) جرء من الآية )1١(‏ من سورة الحجرات. 


(10) جزء من الآية نفسها. 


(.ومم ) 


(ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير ع" 

أخرج عبدالرزاق في تفسيره عن مجاهد قال: هو الغناء وكل لعب 
0 

وأمر كذلك بحفظ البصر فقال تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل 
قلف كان عم شوو )0 

وقال تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصلرهم ويحفظوا فروجهم ‏ 
ذلك أزكئ لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنلت يغضضن من 
أبصلرهن ويحفظن فروجهن).4) 

واف شفط اقفن لطس والترفة ارس من المتى -ق. وطن 
كيرا وإفساداً وغير ذلك مما وزد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله 
عليه وس من الأمر بحفظ الجوارح مما يصعب جمعه في هذا الموضع وبالله 


العوفيق. 





(9) جزء من الآية 5 من سورة لقان . 
(؟) أخرجه عبدالرزاق في تفسيره ؟/6١٠‏ 
(+) جزء من الآية >” من سورة الإسراء. 


ل( الآية ٠م‏ واجزء من الآية "١‏ من سورة النور. 


)-4.( 


الفصل الثالث 
منهج القرآن الكريم في معالجة أمراض القلب 


وفيه أربعة مباحث: 

المبحث الأول: غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في القلوب. 

المبحث الثانى: الدعوة إلى الشمول والتوازن في حياة المسلم. 
المبحث الثالث: التربية القر آنية للقلب عن طريق الترغيب والترهيب. 
المبحث الرابع: التربية بالقدوة وضرب المثل. 


(4م ) 


إن التربية القرآنية لهى شاطىء الأمان في كل زمان ومكان وخاصة 
في علمنا المعاصر الذى انتتابته الفوضى والمشكلات.ء في شتى نواحيه ولم تفلح 
تلك القوانين البشرية والدراسات النفسية والاجتماعية العقيمة التى أجريت 
بعيدة عن منهج الله العليٍ الخبير في تنظيم هذه الفوضى أو حل تلك 
المشكلاات, وستظل التربية القرانية هى المنقذ الوحيد للبشرية ففيها وحدها 
يكون الفلاح والخير والعدل وفيها وحدها يكون النور والانشراح 
"والطمأنينة قال تعالى: (يلأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ريكم وشفاء لما 
نفدو قاد ورتمسة للتطومتن قل نسل الله وإرسي يدرك 
قليفرحوا هو خير مما يمجمعون).(0 

وقال تعالى: (أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله 
لوجدوا فيه اختطلفاً كثيراً).!") 

وكيف لايكون القرآن الكريم والنور المبين والصراط المستقيم كذلك 
وهو منهج العليٍ الخبير (ألا يعم من لخلق :وهو اللظليف الحبيو) 9 

وسأحاول في المباحث التالية أن ألخص منهج القران الكريم في 


بعنالة امع امن القلوب وذلك فيما أرى والله أسأل العوفيق والسداد.. 





(1) الآيتان لاه-48 من سورة يونس. 
(؟) الآية 5م من سورة النساء. 


(+) الآية ١4‏ من سورة الملك. 


(ئم ) 


المبحث الأول 
غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في القلوب 

وذلك يتم من خلال الأمور التالية: 
أولاً. توجيه القلب البشرى إلى معرفة الله جل وعلا بأسمائه وصفاته: 

فالقرآن الكريم مملوء بأسماء الله عز وجل وصفاته التى يتعرف بها 
إلى خلقه ممايورث للقلوب حبته تعالى وخشيته ومهابته وإجلاله والخوف 
ْ وقد حث البي صلى الله عليه وسم على معرفتها والإقان بها والعمل 
ل 1 ل "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا 
ولخدا تنخ أحماها دغل انه 0 

والإحصاء يقع ا ويقع بالعمل فالذى بالعمل أن لله أسماء 
يختص بها كالأحد والمتعال والقدير ونحوها فيجب الإقرار بها والختضوع 
عندها وله أسماء يستحب الاقتداء بها في معانيها كالرحمٍ والكريم والعفو 
ونحوها فيستحب للعبد أن يتحلى بعانيها ليؤدى حق العمل بها فبهذا يحصل 
الإحصاء العملى وأما الإحصاء القولى فيحصل بجمعها وحفظها والسوّال بها 
ولو شارك المؤّمن غيره في العد والحفظ فإن الموّمن يمتاز عنه بالايمان 
والعمل بها.!") 

تكلا" مدن أنييا :الله عو ول الإجيه يط لدم االسسة البضنق :+ 
فالإيمان بها يورث للعبد دوام مراقبة الله عز وجل لأنها هى 000 


هذه نمام لوق لياس امو بجي جو اتفينه عتط ابيا اه أن المر اقبة0) 


0 أخرجه البخارى في صحيحه 58/4 كتاب التوحيد (/91) باب إن لله مائة‎ )١( 
إلا واعنا (10) برقم 7وما‎ 
؟ا/8./١ (؟) هذا الكلام نقله ابن حجر عن ابن بطال. فتح البارى‎ 


(©) انظر مدارج السالكين ؟/5> 


(ع" ) 


وكذلك القول في باق أسماء الله عز وجل قال تعالى: (ولله الأسماء 
الحسنى فادعوه بها).7) 
انياً. توجيه القلب البشرى المريض إلى النظر في آيات الله الشرعية: 

تفن واعها الله اقبارك وهال ' الله سق إل الاستساع. و الإتصينات لا بيتى 
عليه من آياته فقال عز وجل: (وإذا قرىء القرآن فانتمعوا له وأنصتوا 
لعلكم مو 

حتووة أن قنك ني كا عمو ل اليعة :ساف | لني العلكهم 

ب#ولفموات) وأمر كذلك بتدبر كلامه تعالى: (أفلا يتدبرون القرءان) وبين أن 
ذنك .من علامنات"القلت الى بالإقارة إلى أن الذئ لايعدير قرا مقفل 
قلبه (أم على قلوب أقفالها).(2) 

وقد وجه الله تعالى إلى الاستشفاء النفسي بالقرآن الكريم في كتابه 
الكريم فقال تعالى: (يلأيها الناس قد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لا في 
الصدور وهدى ووضيه قوسي )0 

وقد أجملت هذه الآية القرانية الكريمة الإصلاح القرااق نخس 
البشر في أدبيع مسائل(©) وهي 
الأولى: الموعظة : 


والوّغْظ والفظة والعظة والموعظة: التصح الاق كيو لوقف ا 





(9) جرء من الآية 18٠١‏ من شوارة" الأعزاف: 
(؟) الآية 64" من سورة الأعراف. 

(©) الآية غ؟ من سورة محمد. 

(؛:) الآية لاه من سورة يونس. 

زه( انظر تفسير المنار 4٠0/١١‏ 


(5) اللسان (وعظ) 455/9 


(44م ) 


والموعظة “تشمل ماورد في القرآن الكريم من أساليب. الترغيب 
والترهيب التى يرق لها القلب فتبعث على الفعل والترك قال تعالى: 
(واذكروا نعمت نعمت الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتب والحكمة يعظكم 
به) 0" وفي التى بعدها (ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم 
الخ لكي كيد لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لامتلسون )1 وجا فى 
وو آل عموان بعد الى كن أكل: الزن 0 تشاع اللنه و وسو له 
والترغيب في الإنفاق في السراء والضراء وكظم الغيظ والعفو عن الناس 
"وما أعده الله لذلك من الجزاء (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض 
نانظروا - كنف كان عيفنة: اميق قدا بان للجناس :وعسدف ‏ ومؤافظة 


5010-0 


07 


للحقن )!19 وأسلة الوعط كثيرة يصحت يويد وحسي ماذكرت من امثلة. 
الثانية: شفاء مافي الصدور؛ 

أى شفاء جميع مافي القلوب من أدواء الشرك والكفر والنفاق وسائر 
الأمراض النفسية التى يشعر صاحبها ذو الضمير الحي بضيق الصدر من شك 
وحقد وحسد وبغي وعدوان وحب للباطل والظلم والشر وبغض للحق 
واالعدل والخن:2) 

فالقرآن كله شفاء. شفاء للأمراض الحسية والمعنوية وأمثئلة ذلك ' 
8 ش 

فالفاتحةرقية نافعة كماورد في حديث أبي سعيد الخدرى 0 الله عنه 


قال: "كنا في مسير لنا فنزلنا فجاءت جارية فقالت إن سيد الحيّ سليم وإن 


0 جرء من الآية ١‏ من سورة البقرة. 
(؟) جزء من الآية 587 من سورة البقرة. 
() الآيتان 9م1١‏ من سورة آل عمران. 


(2) انظر تفسير المنار 401/11 


(6م ) 


نفرنا غيب فهل منكم من راق؟ فقام معها رجل ماكنا أنه( برقية» فرقاه 
فبرأء فأمر لنا بثلاثين شاة وسقانا لبناء فلما رجع قلنا له أكنت تحسن رقية 
أو كنت ترق؟ قال: لاء مارقيت إلا بأم الكتاب. قلنا: لاتحدثوا شيئا حتى 
تاق أو “سنال ابي صلى الله عليه وسلٍ فلما قدمنا المديتة ؤكرتاة للنيس .+ 
صلى الله عليه وس فقال: "وما كان يدريه أنها رقيه؟ أقسموا واضربوا لى 
" (م) 

لسع حم 

والمعوذات كذلك كما ورد في حديث عائشة رضى الله عنها أن 
رسول الله صلى الله عليه وس كان إذا اشتكى يقرا على نفسه بالمعوذات 
وينفث فلما اشتد كنت أقراً عليه وأمسح بيده رجاء وك" ا 

وغير ذلك من الأمثلة على شفاء القرآن للأمراض الحسية وإن كانت 
اللآية في معرض ذكر شفائه للأمراض المعنوية بقرينة (لما في الصدور). 

وقراءة كلام الله دكر له وذكره جالب للاطمئنان ميعد للوساوس 
والنزغات قال تعالى: (الذينءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله آلا يذكر الله 
لمكن ١‏ القلوي 0 

فالتسبيح شميت الله و الليصيزف لله "وفياذته #الضاكةو2ة5 2 العران 
أعظم أسباب انشراح الصدر") قال تعالنى: (ولقد تعلم أنك يضيق 


)١(‏ تأبنه: ماكنا تأبنه برقية: أي ماكتا تعلم الوق بيه يوتف مان أبنت الدخل 
آبئه وآبئته إذا رميعه جخلّة سوء فهو مأبون. انظر النهاية ١0/١‏ مادة (أبن). 

(؟) أخرجه البخارى */45” كتاب فضائل القرآن (15) باب فضل فاتّحة الكتاب 
(9) برقم 4.007 

(©) أخرجه البخارى */544 كتاب فضائل القرآن (53) باب فضل المعوذات (14) 
برقم 65١15‏ 

(:) الآية م؟ من سورة الرعد. 


(65م ) 


يأتيك اليقين)7 وقال تعالى: (أفمن شرح الله صدره الإسللم فهو على نور 
من ربه).(0) 
الثالثة : الهدى؛(؟) ش 

وذلك في المقام الخاص مقام المصائب والمقام العام مقام الإيمان بالله 
وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره. 

والقرآن الكريم ملوء بالدعوة إلى الثبات في كلا المقامين 29 والوعد 
بالهداية لمن أحسن فيهما قال تعالى: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه).(0) 

وقال كذلك (يثبت الله الذين ءامنوا بالقول القابت في الحيلوة 
الدنيا وفي الآخرة).(2) 
الرابعة ؛ الرحية للمؤمنين: 

وهى ماتثمره لهم هداية القرآن وتفيضه على قلوبهم من الرحمة التى 
هى صفة كمال من آثارها إغاثة الملهوف وبذل المعروف وكف الظلم ومنع 
اعدف بو التعي وقع تسو اعويال” اطيو و ال كتوق بوفيفة اللشة 


الراك" لاوتاوودمن. صورة الس 

0( جرء من الآية ؟ من سورة الزمر. 

(9) تقدم تعريف الهداية لغة واصطلاحاً وذكر أقسامها ومقاماتها بالتفصيل. 

(14) كقوله تعالى: (ولنبلونكم بشىء: من الخوف والجوع وتقص من الأمول والأتفس 
والثمرت وبشر الصبرين) (البقرة: )١150‏ وقوله: (والعصر إن الإنسان لفي 
خسر... وتواصوا بالصبر) (العصر: )-١‏ وقوله تعالى: (ليس البير أن تولوا 
وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله... والصبرين فى البأساء 
والضراء وحين البأس) (البقرة: لا0١)‏ والآيات في ذلك كثيرة. 

6 جرء من الآية ١‏ من سورة التغابن. 

)0( جرء من الآية من شورة. ابر اهنو. 

(0) انظر تفسير المنار 408/11 


42 جزء من الآية 79 من 'سورة الفتح. 


( بوم ) 


بالمرحمة).(0) 

وهذه الصفات الأربع مرتبة على سنة الفطرة البشرية فالموعظة التعاليم 
التى تشعر النفس بنقصها وخطر أمراضها الاعتقادية والخلقية وتزعجها إلى 
بلاق قا وطلن العشاء عديا: 

والعتفاء تخلينة شيعه :ظليت التحلية بالضغة: الكافل :و الغافية. الثامة 
وهو الهدى من قراته هذه الرحمة التى لاتوجد في صورة كمالها البشري 
إلا في المؤمنين المهتدين ولا يحرمها إلا الكافرون الماديون.(") 
: ثالثاً: توجيه القلب البشرى المريض إلى النظر في آيات الله الكونية والنفسية: 

وقد أشار القرآن الكريم إلى هذين المجالين الكبيرين لما حملان من 
دلائل عظيمة على توحيد الله وصدق كتابه ورسوله صلى الله عليه وسمم 
فقال تعالى: (سنزيهم ءايتنا في الأفاق وفي أتفسهم حتى يتبين لهم أنه 
الحق ).0؟) 

فليس القرآن الكريم كتاباً خصصاً للعلوم الكونية أو البشرية أو 
الإنسانية أو النفسية أو التاريخية وإنما ينتققى من آفاق الكون وعجائب 
النفس البشرية ماعقق أغراضه وأهدافه) التى من أهمها تبيان الحق 
وإظهاره والاستدلال على توحيد الله عز وجل وترسيخ الإيمان باليوم الآخر 
العم اليه وصرينة ودف اللو الافطا د عون كردا ولاك 01ا. 


فالكون آية الله الكبرى ومعرض قدرته المعجزة. التى تبهر العقول 


(9) جزء من الآية /ا١‏ من سورة البلد. 

(؟) انظر تفسير المنار 408/1١‏ 

69 جزء من الآاية “اه من سورة فصلت. 

(4) انظر التربية بالآيات لعبدالرحمن النحلاوى ص ١94‏ 


(4) انظر التربية بالآيات صا إلى صم 


(مم ) 


ولكن الإلف والعادة يفسدان روعة التطلع لآية الكون وروعة الإحساس بها 
خياضة واضلة إلى“ الأعهاق: 

ألو افق انيه بلا تعر “وهنا سم تي 1 لاني لد ذاه وجوه لد 
وتنسى -بحكم التعود- أن كل شىء حولها آية للقدرة المبدعة الخالقة التى 
جوع كل ناترية إإنا أهزة ]ذا آزاد ها أن حيخون لها كو فعرن 0 

الليل والنهار متعاقبان متكوران على الأرض مختلفان في الطول 
باففلانة: النسوال:و اغراف لكان 

الشمس الطالعة الغاربة في كل يوم لاتكف يوماً عن الطلوع أو عن 
الغروب. 

العجوة الالافةة و :طلمةالذان ويفة” رلمعاء :وهداية الجير ان رجؤم 
للشياطين . ش 

الفجزة اتدى: ينذا كلالا لأيكناة يوري ويظل كان عق من وجينته 
بالنور ويغمر الأرض بنور شفاف حالم هادع جميل ثم يتناقص حتى يعود 
كما بدا هلالاً لايكاد يرى ثم يختفى في المحاق. 

الحياة النابتة في البذرة الصغيرة الى تفتح الأرض بقوة فتتشقق عن 
ورق أخضر جميل. 1 

النظام المذهل في روعته, المذهل في دقته الذى يسير عليه الكون كله 
فلا يختل منه كوكب واحد ولا يمخرج عن مساره قيد أغملة. 

,“لعن :ةقدو عليه ,واحسسه وطرة | قر اكه 
المخلوق البشرى المعجز بكل مافيه من أجهزة دقيقة وطاقات. 
العمليات الجسمية والعمليات الفكرية والعمليات الروحية في كيان 


(2)9 -الآية 89 امن سوارة “يسن. 


(وم ) 


الإنساق :+ 

آيات كلها من آيات الله في الكون كل منها معجز وكل منها هائل 
وكل منها مثير ولكن لطول الإلف والعادة يمر بها الإنسان دون وعى ودود 

والإسلام يعمد إلى هذه الآبات فيبث فيها الحياة» فالقران حافل بهذه 
الدعوة للإنسان أن يفتح بصيرته على آيات الله في الكون ويستشعر عظمة 
الله عز وجل وإبداعه في أسلوب أخاذ يأخذ بمجامع النفس ويوقظها من 

. إلفها وعادتها فتتفتح للكون كانه جارك : 

>7 «ولشراة فق هذا لاني عدر عفية فاط لعن كن لفيا لسن 
مهمة ميسره. إن أسلوبه القوى وجوه المشرق وروحه الصافيه لتنقل 
الإنسان تقلا من إلفه وعادته وتهزه ليستيقظ, تلمس برفق أعصابه المكشوفة 
نتعطيه الشحنة كاملة فتنقلها إلى مركز الحس بكامل وقعها وكامل تدفقها 
قافن ثم يفيعن: الأشياء” كأنيا' دف لأول مزق 

وكلما عاد المرء لقراءة هذه الآيات في كتاب الله العزيز كان اللقاء 
تكد انواس اش وق نافع :لكر للم ولاه اجر اولة ورول 

(إن في علنق: امراك و الأرف :وتات اللمينن + و الفيجان ليت 
الأول لايك كا ش 

(إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحى من الميت ومخرج الميت من 
الحى ).00 ظ 


(1) انظر منهج التربية الإسلامية لمحمد قطب ١/44-ا4‏ 
0( الآية من سورة آل عمران. 


(») جزء من الآية 98 من سورة الأنعام. 


(:ه) 


(هو الذى أنزل من السماء ماء لكم منه شراب ومنه شجر فيه 


تسيموك 00 


(والله أخرجكم من بطون أمهلثكم لاتعلمون شيئاً وجعل لكم 


السمع والأبصلر والأفئدة لعلكم تشكرون ).(0) 


(خلق السموت والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار 


على الليل ).(9) 


١ 7 . 0 0 5‏ 
(فلينظر الإنسلن مم خلق). !»ا 
ويصل استخدام الكون وآياته في إيقاظ الحس وإحياء القلب إلى 


حد استخدام أمثلة من الكون لتمثيل المواقف النفسية والاجتماعية 


100 
وق قنصاد يبه . 


00) 
(0 
49 
() 
0) 
(0 
00 
(0) 


0) 


(كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر).(0) 
(أم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة).(0) 


(الله نور السملو'ت والأرض مثل نوره كمشكلوة فيها مصباح...).(0) 


الآية ٠‏ من سورة النحل. 

الآية ملا من سورة النحل. 

جزء من الآية © من سورة الزمر. 

الآية ه من سورة الطارق. 

انظر منهج التربية الإسلامية لمحمد قطب 61١/١‏ 
جرء من الآية 5 من سورة البقرة. 

جزء من الآية ١١/‏ من سورة الرعد. 

جرء من الآية 4؟ من سورة إبر اهم . 


جزء من الآية 6“ من_سورة النور. 


(1هم) 


رابعاً: توجيه القلب المريض إلى النظر في آيات الله التاريخية: 

وهى عيارة عما ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم من قصص 
الأنبياء ومواقفهم وحوارهم مع أقوامهم وكذلك ماوقع من حوادث 
ومواقف من السيرة النبوية وحؤادت: اتماعية كختزاب: سد مارب وكزيق 
شمل قبيلة سب( وغير ذلك. 

والقرآن الكريم ليس كتاب تاريخ يهم بسرد الحوادث التارخية 
وتشابعها الزمنى وإِنما كان ذكره لها لما تحمله من عبر وعظات لكل عاقل 
.بصير قراً القرآن وتدبره (لقد كان في قصصهم عبد “الأول الأنيكه عتناكان 
حديقا يفترى ولكن تصديق الذى بين يديه وتفصيل كل شىء وهدى 
ورحمة لقوم لصون )1 

قال ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى: لقد كان في خبر المرسلين مع 
قومهم وكيف أنجينا المؤمنين وأهلكنا الكافرين (عبرة لأولى الألباب) وهى 
العقول (ماكان حديثاً يفترى ) أى: وما كان لهذا القرآن أن يفترى من 
دون الله أى: يكذب ويختلق (ولكن تصديق الذي بين يديه) أى: من 
الكتب المنزلة من السماء وهو يصدق مافيها من الصحيح وينفى ماوقع فيها 
من تحريف وتبديل وتغييرء ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير (وتفصيل كل 
شىء) من تحليل و تحريم ومحيوب ومكروه وغير ذلك من الأمر بالطاعات ' 
والواجبات والمستحيات والنهى عن المحرمات وماشاكلها منن المكروهات 
والإخبار عن الأمور على الجلية وعن الغيوب المستقبلة المجملة والتفصيلية 


والإخبار عن الرب تبارك وتعالى بالأسماء والصفات وتنزيهه عن ممائلة 





7١ص انظر التربية بالآيات‎ )١( 


(9) الآية ١١‏ من سورة يوشف. 


) 8 


المخلوقات فلهذا كان (هدى ورحمة لقوم يؤمنون) تهحدى به قلوبهم من 
الغي إلى الرشاد ومن الضلالة إلى السداد ويبتغون به الرحمة من رب 
العباد في هذه الحياة الدنيا والمعاد. فنسأل الله العظم أن جعلنا منهم في 
الدنيا والآخرة يوم يفوز بالربح المبيضة وجوههم الناضرة ويرجع المسودة 
وجوههم بالصفقة الخاسرة.() 

ومثل هذه الآية قوله تعالى في قوم لوط: (وإنتكم لتمرون عليهم 
مصبحين وبالليل أفلا تعقلون).(9) 

ومن فوائد ذكر الحوادث التاريخية في كتاب الله عز وجل التعريف 
: بالسنن الإلهية التى تحكم الحياة البشرية ومن خلالها يحرى قدر الله) وإليها 
بشير التوجيه الربانى إشارة واضحة (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في 
الأرض فاتظرو ا كيفي كان عليه ادي 01 

والقرآن الكريم يجعل دراسة التاريخ والاعتبار بالسنن الربانية في 
الحياة البشرية فارقا بين أولى الوعى والبصيرة والغافلين الذين لهم أعين 
لايبصرون بها وآذان لايسمعون بها وقلوب لايفقهون بها (أفلم .يسيروا في 
الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو ءاذان يسمعون بها فإنها لاتعمى 
الأبصلر ولكن تعمى القلوب التى في الصدور).(0()4) 

والتربية بذكر السنن الربانية إِنما هى جزء من التربية القرانية الشاملة 
لإيقاظ مرضى القلوب ولتكوين المؤمن الحى القلب الطيب السلوك. 


ولعاهد,معالا انهه من عنقا الله "عبن وعفل: الآلوينة: وى ستعه فى 


(9) تفسير القرآن العظيم 48/4" 

(؟) الآيتان ١م1١‏ من سورة الصافات. 
() الآية ١9‏ من سورة آل عمران. 
(4) الآية 45 من سورة الحج. 


(5) انظر حول التفسير الإسلامى للتاريخ ص هم 


(عمم ) 


إهلاك المفسدين بسبب فسادهم وظلمهم عندما يقوم الصراع بينهم وبين 
دعاة 500058 

قال تعالى بعد أن ذكر آيات قدرته وعدله في إهلاك الظالمين من قو 
نورح وقبيلة عاد وود وقوم لوط وشعيب وموسى قال معنا على ذلك كله 
(ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وماظلمنئهم ولكن 
ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم عالهتهم التى يدعون من دون الله من شىء 
ما جاء أمر ربك ومازادوهم غير تتبيب وكذلك أخذ ريك إذا أخذ القرى 
وهى ظالمة إن أخذه ألم شديد).() 

ومن قام هذه السنة أن الله نفى أن يهلك قرية بغير ظلم من أهلها 
(وماكان ربك ليهلك القرى بظم وأعليا مسلحون ).1ل اله جنال توعد 
المؤمنين المتقين بالخيرات والبركات فقال تعالى: (ولو أن أهل القرى عامنوا 
واتقوا لفتحنا عليهم بزكلك من السماء والأزفن ولكن ‏ كذيوا فأخذتهه: با 
كانوا يكسبون).!؛) وأما إذا بدل المنعم عليهم مابأنفسهم فإن سنة الله عز 
وجل ستجرى عليهم وستزول هذه النعمة عنهم وسيحل بهم سخط الله 
وعقابه (ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا 
مابأنفسهم وإن الله سميع علي ).!*! فنعم الله عز وجل على الأقوام 
والأمم منوطة ابتداء بالعقائد والأخلاق فمادامت هذه العقائد وهذه 
الأخلاق كانت تلك النعم ثابتة بثباتها ولم يكن الرب الكريم لينزعها منهم . 
انتزاعا بغير ظلم منهم ولا ذنب فإذا هم غيروا مابأنفسهم من تلك العقائد 


والأخلاق ومايترتب عليها من محاسن الأعمال غير الله عندئذ مابأًنفسهم 


(1) انظر التربية بالآيات ص77؟ 

(0؟) الآيات ١-1٠١‏ من سورة هود. 
(+) الآية /ا١١‏ من سورة هود. 

)0 الآية إعدان من سورة الأعراف. 


6 الآاية جوم من سورة الأنفال. 


)82( 


وبيلي تعمد مندم: فضا الك قفر ا والعويو دلبلا والشوع صنعينا «هداااهو 
الأأصل المطرد في الأقوام والأمم وهو كذلك في الأفراد إلا أنه غير مطرد 
فيهم لقصر أعمار كثير منهم دون تأثير التغيير حتى يصل إلى غايته.(6) 
ومن الدلالات التربوية لهذه السنة: 

الحض على إصلاح النفس ومراقبة الإنسان لسلوكه فعلينا أن نرجع 
ال قلوينا وحن مداركنا وسور حلفا ونلاحظ مسالك سيرنا لنعلم هل 
نحن على سيرة الذين سبقونا بالإيمان ؟ 

هل نحن تقتفى أثر السلف الصالح؟ 

هل غير الله مابنا قبل أن نغير مابأنفسناء وخالف حكمه وبدل في 
كر سثنه ؟ 

سبحائه وتعالى عما يصفون, بل صدقنا الله وعده حتى إذا فشلنا 
وتنازعنا في الأمر وعصيناه واعجبتنا كثرتنا فلم تغن عنا شيئا بدل عزنا 
بالك وتهونا" +المختطاظ .و ع عام اله نذا لو الله ظهريا وتخاذلنا عن 
تضرع فاق آنا ينوع “اعمالنا. | 

وكيفا لانلوم أنفسنا ونحن نرى أهل الكفر والإلحاد والعلمسة 
يغتصبون ديارنا ويستذلون أهلها ويسفكون دماء الأبرياء من إخواننا 
ولائرى في أحد منا حراكا؟ 

هذا العدد الوافر والسواد الأعظم من أبناء هذ الدين لايبذلون في : 
الدفاع عن أوطانهم وأنفسهم شيئا من فضول أموالهمء. يستحيون اللياة 
الدنيا على الآخرة كل واحد منهم يود لو ,يعيش ألف سنة وإن كان غذاوه 
الذلة وكساوه. المسكنة ومسكنه الهوان» تفرقت كلمتنا شرقا وغربا وكاد 
بتقطع مابيننا لابحس أخ لأخيه ولا يتم جار بشأن جاره ولا يرقب أحدنا 


في الآخر إلا ولا ذمة ولا لحترم شعائر ديئنا ولا ندافع عن حوزته ولا تعززه 


)0 انظر تفسير المنار ١٠//ام‏ 


( همهم ) 


عا "ثبل من أم العا“ وآروالكيا حسيما أمرياء 

عي "اللانسؤذ ناس الوسني أن اللله. ورهن انيدي كاد طون عل 
الالح مولا عن سواه القلت 4 

هل يرضى منهم بأن يعبدوه على حرف فإن أصابهم خير قات اجة 
وإن أصابتهم فتنة اتقلبوا على وجوههم خسو ]»الذنا والآحر؟: 

هل ظئوا أن لايبتلى الله مافى صدورهم ولا يمحص مافى قلوبهم 

الايعلمون أن الله لايذر المؤمنين على ماهم عليه حتى يميز الخبيث من 
الطدقة. 

هل نسوا أن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم للقيام بنصره 
وإعلاء كلمته لايبخلون في سبيله يمال ولا يشحون بنفس؟ 

فهل لمؤمن بعد هذا أن يزعم نفسه مؤمنا وهو لم يخط خطوة في سبيل 
الإيمان: لابماله ولا برو حه؟.0) 

وتعلمنا هذه السنة أيضاً الاقتداء بالعدل الإلهى في كل أمورنا مع من 
نحب ومع من نكره مع الصديق ومع العدو (ولايجرمنكم شنئان قوم على 
ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ).(") 

فى امعان الدع تفين الكنان :عن الامعةارا علوك ا" 
فكيف إذا كان البغض لفاسق أو مبتدع متأون من أمتل الإمان؟ فق أولى 
أذ عت كله الا شونه لك عن "الاج د عل سوم وان كان ان هران 

ال “غين ذلك مق الآثار التربوية الحميده التى لها أثر كبير في معالجة ' 


الكثير من أمراض القلوب. 


(5) انظر تفسير المنار ١٠6-44/1غ‏ 

0( جزء من الآية لم من سورة المائدة. 

() في الاستقامة (يعدلوا عليهم) ولعل شيخ الإسلام رحمه الله عدى عدل بعلى 
ليضمنه معنى الصبر فإن العدل محتاج إلى الصبر وقد جاء في الإستقامة قبل هذه 
العبارة وبعدها الحث على الصبر والله أعلم . 


() الاستقامة لشيخ الإسلام*ابن تيمية "/./١‏ 


( ومع ) 


المبحث الثاني 
الدعوة إلى الشمول والتوازن في حياة المسلم 
وأعنى بالشمول الفهم الصحيح للإسلام كما جاء في قوله تعالى: (قل 
إن صلاق ونسكي ومحياى ومماتي لله رب العللمين لاشريك له)3١)‏ إنه 
العجيورة: الكتامل الله يكن عخالبة فى القلني: .ويك .ركه فى اللياة بالطاذة 
والاعتكاف, وبالمحيا والممات, بالشعائر التعبدية؛ وبالحياة الواقعية: وبالممات 
وماوراءه: إنه التوحيد الحق والعبودية الكاملة. تجمع الصلاة والاعتكاف 
والحيا والممات وتخلصها لله وحده (لله رب العلمين) القيوم المهيمن 
المتصرف المربي الحاكم للعالمين في إسلام كامل لايستبقى في النفس ولا في 
لياف رك ليها لل 1 . 
فليس معنى العبادة في الإسلام أن تستولى التقوى على قلب المرء في 
السجود والركوع فإذا م صلاته هبت في داخل نفسه نوازع الطمع 
والجشع والعدوان أو تخاذل عن القيام بالأمانة أو ضعف عن نصرة الحق. 
كلا إن العبادة بحق أن تبقى التقوى ويبقى الإيمان مع العبد ممتلئاً بهما 
قلبه ينيران له الطريق ويهديانه في خلوته وفي حال قيامه بأى عمل. وحين 
لقائه لإخوانه من البشر وتعامله معهم. فلا يتعثر.(") (ليس البر أن تولوا. 
وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من ءامن بالله واليوم الآخر 
والنقكة والعكب: #والسيى )0 ولانتك أندهة]" القيت للإتبلام عسل 
العبد في مراقبة دائٌة لله عز وجل حتى كأنه يراه وكلما اشتدت هذه 
(1) الآية ؟5١‏ وجزء من الآية ١58‏ من سورة الأنعام. 


(0) انظر في ظلال القرآن م/٠4؟١41-1؟1‏ 
(*) . انظر منهج التربية الإسلامية ١//ا؟‏ 


)0( جزء من الآية لالا١‏ من سورة البقرة. 


( باهم ) 


المراقبة أوجبت له من الحياء والسكينة والمحبة والخضوع والخشوع والخوف 
والرجاء مالا حصل بدونها فالمراقبة أساس الأعمال القلبية كلها وعمودها 
الذى قيامها به ولقد جمع الني صلى الله عليه وَسمم ابول" اعمال اقلت 
وفروعها كلها في كلمة واحدة وهى قوله في الإحسان: "أن تعيد الله كأنك 
تراه" (5(01) 
وأما التوازن فالمقصود به أن يوازن المسلم في حياته بين مطالبه 
الروحية والبدنية فلا يغلب جانبا على جانب في الحب والصدق والإنفاق 
. والعدل وغير ذلك. 

وقد حث الله عز وجل عباده على التوسط في كل الأمور وأثنى على 
هذه الأمة به فقال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على 
الناس).(؟) والوسط بالتحريك اسم لا بين الطرفين.9©) ويطلق على خيار 
القن ع الأن: الأو يط عفية بالانل إن 100 اليب 

عانتك هن الوم الع افيف .بها الوادت عض اسبح ره 


فمن هداية الله لهذه الأمة وإكرامه لها وعنايته بها أن جعلها أمة 


)0 قطعة من حديث جبريل الطويل وقد سبق غخريجه ص 0ح . 

(0) انظر أعلام الموقعين لابن القيي 167-1١68/4‏ 

(©). جرء من الآية ١4*‏ من سورة البقرة. 

(:) انظر اللسان عند مادة وسط 455/9» والدر المصون لابن السمين ؟/١61١‏ 

(6) . انظر الدر المصون ١16١/*‏ 

(5) هو شاعر العصر أبو عام حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس الطائي من حوران 
من قرية جاسم كان ذكيا له ديوان كبير. مات سنة إحدى وتلاثين ومائتين. 
انظر سير أعلام النبلاء .58/1١‏ شذرات الذهب ؟/؟/ا ٠4‏ 
وهذا البيت في ديوانه ؟/4/ا" بشرح التبريزى بلفظ: 


كانت هى الوسط الممنوع فاستلبت 2 ماحولها الخيل حتى أصبحت طرفا 


( مهم ) 


وما ميم ساق اوس الطب قفني مد روسطة فى اروف" الوكان ون 
الدين بين الإفراط والتفريط لأن الزيادة في الأمر إفراط والنقص فيه 


3 


تعطيل» أو تقصير وتفريط وهى وسط أيضا في الأخلاق وفي العقيدة وفي 
التفكير وفي التنسيق والتنظيم وفي العل (1 كل ذلك لتكون أمة القيادة للناس 
(لتكونوا. شهداء عل النامن )(' عن أي سعيد الخدرئ.رضئ ‏ الله عنه قال: 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مجىء نوح وأمته فيقول الله تعالى: 
هل بلغت؟ فيقول: نعم أى رب. فيقول لأمته: هل بلفكم؟ فيقولون: لا 
. ماجاءنا من ني . فيقول لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد صلى الله 
عليه وسم وأمته؛ فتشهد أنه قد بلغ وهو قوله جل ذكره (وكذلك جعلناكم 
آمة وسظا لكو ها بيذاة خل 'اثثائن )تو الوسط: العدل "20 

يي وسط في العقيدة لاتغلوا في الأنبياء غلو النصارى والبوذيين 
فتجعلهم البة أو اشاء الله ولا تجفو جفاء اليهود فتقتل بعضهم وتعنت 
بعضهم الآخر وتحرف الكل عن :مو اضعه :وتومن. ببعضن الأنبياء والكتنب 
وتكفر ببعض» ولكنها أمة وسط تؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين وما أنزل 
إليهم من ربهم على الإجمال لاتفرق بين أحد منهم ولا تجنى على كتاب 
مقدس بالتأويل والتحريف. فموقفهم في العقيدة قر قنك سل يأمن الناس 
فيه من الطائفية. التى سببها الإيمان ببعض الأنبياء والكفر ببعضهم أو الإيمان 


بكتاب سماوى واحد دون الكعاب الآخر.(4) 


(9) انظر صفوة الآثار و المفاهيم 0000000 

(؟) جرء من الآية )١4"(‏ من سورة البقرة. 

(*) "أخرجه البخارى في الصحيح 440/9 كتاب أحاديث الأنبياء (50) باب قول الله 
(ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) برقم (و+* ). 


)( انظر صفوة الآثار والمفاهيم 650/7 


( دهع ) 


فديننا ولله الحمد وسط بين الغلو والتقصير قال تعالى: (قل يُأهل 
الكتلب لاتغلوا في دينكم غير الحق)7) وقال تعالى: (يلأيها الذين ءامنوا 
غويو اأطييات ماأحل الله لكم ولاتعتدوا إن الله لايخب 00 بوكلا 
مما رزقكم الله عطي واتقوا الله الذى أنتم نين لكا 
وديننا وسط يها بين التشبيه والتعطيل فيوصف الله عز وجل با 
وصف به نفسه ووصفه به أعرف الناس به رسوله صلى الله عليه وسلم من 
غير تعطيل ومن غير تغيل كما في قوله تعالى: (ليس كمثله شىء وهو 
.السميع البصير).!") فقوله تعالى: (ليس كمثله شىء) رد على المشبهة وقوله: 
(وهو السميع البصير) رد على المعطلة. 
وهو ومنط كذلك بين الجبر والقدر فالعبد غير مجيور على أفعاله 
وأو اله ابت عن مولة 'شركات" المزسئن :وركات: الأشجان بالرياح 
وغيرهاء وليست هى مخلوقة للعباد بل هى فعل العبد وكسبه وخلق الله عز 
وجا وشو ويتل ذلك سين لأسن بو لاني لكا 
وديننا يدعو أيضا إلى الوسطية في الأخلاق فلا يترك الحياة كلها 
للمشاعر والضمائر ولا للترف والميوعة والهوى الذى يعصف بها في تيارات 
المجون» ولكنه يرفع ضمائر البشر بالتهذيب والتوجيه ويغمرها بتقوى الله 
ومراقبته لتسلك محاسن الأخلاق مقتدية بالمصطفى صلى الله عليه وسلم ا 


وبتعاليم القرآن الكريم.!*) 


)0( جزء من الآية /الا من سورة الماكدة. 
(؟) الآيتان لالم-هم من سورة المائدة. 
(+) جزء من الآية ١١‏ من سورة الشورى. 
(:) انظر شرح الطحاوية 85ه-88ه 


(ه) انظر صفة الآثار والمفاهم 595-591/7 


0م 


فاتلي تملا لل الذي بو الأبناء: والرؤيجات :و الاتدو ان :وال مؤال ماع 
عرها نبل هق هما “فيه الله عدو رعق لقنن عدةأتنيناة الدنيا "ومع ذلك 
غد الدقوة إلى الوسطية فيه فلا يفرط فيه حتى يكون صاداً عن دين الله 
ومني عن بواجت الس الأساي وموهق عداكة "انلز جد كفل وفيا يتما 
أغنك: الله غز اوبعل" (اطاتعيق قال سال ا(ذين اللتنافن. معينة الفيتو نت د 
النساء والبنين والقنلطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة 
والأنعلم والحرث ذلك متع الحيوة الدنيا والله عنده حسن المآب قل 
. أؤنبئكم جخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنلت تجرى من تمتها الأنهلر 
خللدين فيها وأزواج مطهرة ورضؤن من الله والله بصير بالعباد).(0) 

وقال تعالى: (قل إن كانءاباؤكم وأبناؤكم وإخؤنكم وأزوجكم 
وعشيرتكم وأمؤل اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومسلكن ترضونها 
أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأق الله بأمره 
والله لايهدى القوم الفلسقين).(؟) 

إنه هنا لاشلك فيه أن مخ ينكد عذا المنهج العظيم وو ادكه اوت 


ينب قلبه كثيرا من الأمراض التى قد تصيبه نتيجة إفراط أو تفريط 


كالعشق أو البخل أو الظل فاط أو غير :ذلك 


() قال صاحب الإنصاف في حاشيته على الكشاف: التزيين للشهوات يطلق ويراد به 
خلق حبها في القلوب وهو بهذا المعنى مضاف إلى الله تعالى حقيقة لأنه لاخالق 
إلا هو 41"/1١‏ 

.(؟) الآيتان ١6-١4‏ من سورة آل عمران. 


(م) الآية 6؟ من سورة التوبة. 


وم ) 


المبحث الثالث 
التربية القرانية للقلب عن طريق الترغيب والترهيب 

وذلك من طريقين: 
الأول: الحديث عن أسباب مرض القلب وذم مرضى القلوب وذكر ماتجلبه 
هذه الأمراض من مصائب ونكبات فى الدنيا والآخرة: 

لقد اهتم القرآن الكريم ببيان أسباب أمراض القلوب اشكفات عظليها 
لأن معرفة سبب الشىء يعتبر شروعا في علاجه. وكتاب الله الكريم لم 
. يكتف. بذكرها فقط بل قام بعرضها بصورة تنفر منها مع التحذير الشديد من 
مباشرة شىء منهاء وذلك سواء بالنسية للأسباب العامة أو الأسباب الخاصة 
قزئ: مثلاً في مغرض: ذكره تعالى لابتلائه وامتحاته لعباده وصف من يسقط 
في هذا الامتحان بالخبث كما في قوله تعالى: (ماكان الله ليذر المؤمنين على 
ماأنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)() تحذيراً وتنفيراً من ذلك. 

وانرق “ناوه سور عق برقن عل أذبارة بعد أن غداة' الله ,رويان: له 
الحق بصورة منفرة للغاية قال تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف 
فإن أغنائه تكن :اظمان به وإن أصابته فتنة اتقلب على وجهه خسر الدنيا 
والأخرة ذلك هو الخسران المبين).90) 

ؤقال: ذلك (فل أندعو امن دون الله مالايشعنا ولايضونا ورد على 
أعقابنا بعد إذ هدئنا الله كالذى استهوته. الشيطين في الأرض حيران له 


اسعتيه زنقوه ]إن الود 


)0 جرء من الآية ١/84‏ من سورة آل عمران. 
(؟) الآية ١١‏ من سورة اللج. 


9+) جرء من الآية الا من سورة الأنعام . 


( عدم ) 


ومن بلاغة هذه الآية أنها أنكرت هذا الفعل من خمسة أوجه: 
أولاً: أن دعاء غير الله تحول وارتداد عن دعاء القادر على كل شىء 
الذى يكشف مايدعى إليه إن شاء إلى دعاء العاجز الذى لايقدر على نفع 


00 


ا ل ا ا ف 
على عقبيه وارتد على عقبيه ورجع القهقرى والأصل فيه رجوع الهزيمة أو 
الخيية والعجز عن السير المحمود ثم صار يطلق على كل تحول مذموم. 

ثالثاً: التعبير بنرد المبي للمجهول بدلا من التعبير بنرتد أى نرجع 
والنكمة فيه أن هذا العحول المذموم ليس من شأنه أن يقع من عاقل أن 
العاقل إذا وصل إلى مرتبة عالية من العم والكمال فإنه لايختار الرجوع 
عنها واستبدال الذى هو أدنى بالذى هو خير وأعلى. 

رابعاً: بيان أن هذا الطريق وهو دعوة غير الله يخالف هدى الله وكل 
ماخالف هدى الله فهو باطل. 

خامساً: المثل الذى يصور المرتد في أقبح حالة كانت تتصورها العرب 
وذلك قوله تعالى: (كالذى استهوته الشيطين في الأرض حيران له أصحب 
يدعونه إلى الهدى ائتنا). ٠‏ 

ومعق امتهنونة أى ذهبت بهواء وغقله أو بمعنى زينت له هواه./0ا 

ونرى كذلك التسد و ين مكائد عدو الله اللعين إبليس ل دا 
يصعب حصره فلا تكاد تجد حزباً يخلو من ذكره والتحذير منه ومن كيده 


فتارة نرى التحذير منه بأاأسمه (إن القيطاه لكم عدو فاتخذوه عدوا)0) 


(9) انظر تفسير المنار 0/؟ه-عب؟ه 


م( جزء من الآية 5 من سورة فاطر. 


00 


عيذ اليكم فاق علق اذ عووا الشيطان انلكو عدن سن 
(إنا جعلنا الشيلطين أولياء للذين لايؤمنون).(") 

واعازة بذ كر مكائن» وفضدينا قال عاق (وقاسمهمًا إلى 'لكما لمن 
النضحين فدللهما بغرور)9 وقال تعالى كذلك: (الشيطلن يعدكم الفقر 
شاك جاتحا ولط يقد كن لمعته ند وها لالدو انس عله 81 
وقال تعالى ذاكراً تبرأه -عليه لعنة الله- يوم القيامة ممن يتبعه: (وقال 
الشيطن لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد اق ووعدتكم فأخلفتكم وما 
.كان لي عليكم من سلطئن إلا أن دعوتكم فاستجبت لي فلا تلوموني ولوموا 
أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إني كفرت بما أشركتمون من قبل 
إن الظللمين لهم عذاب )"8 كيل ذلك وغيره في مواضع متعددة 
وبأساليب ختلفة ليحذر الناس منه أشد الحذر فتسم لهم قلوبهم ويسم لهم 

وك قد للف كو اطول ,تهات "البضوة كفس كن اناب رسن 
القلب والتحذير منه والترهيب من الوقوع فيه وقد جاء ذلك عن طريق 
بيان مايؤدي إليه من الوقوع في السىء من الأقوال والأعمال قال تعالى: 
(كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهللة ثم تاب من 
بعده وأصلح فأنه غفور 3 وكذلك عن طريق الثناء على الع ' 


وترعنت حمل" التقذة' لقنت عق للقن جه وبا قال ظير عل هسهو 


(1) الآية ”٠‏ من سورة يس. 

0( جزء من الآية لا؟ من سورة الأعراف. 

69 الآية ١‏ وجزء من الآية من سورة الأعراف. 
() الآية 5١4‏ من سورة البقرة. 

6( الآية #6 من سورة إبراهي : 


)0( جرء من الآية ع6 من سورة الأنعام . 


0 


الجهل ومايؤدي إليه من فقد لأسباب السلامة. قال تعالى: (إِنما يخشى الله 
من عباده العلملوءا).07) 

وقال كذلك: (واللأسخون في العم يقولونعامنا به كل من عند رينا 
وها يدك إلا أوليناالالياب)!" فال عائقة وطق اللةا.عنياة كان مق 
رسوخهم في العم أن آمنوا بمحكمة ومتشابهه ولا يعلمونه".(؟) وقال تعالى: 
(وليعم الذين أوتوا العلل أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له 
قلوبهم ) (4), فالخشية والإيمان بالمحكم والمتشابه والإخبات كل ذلك إمما 
بحصل لمن بالعلم تحصن وعن الجهل تترس, وأما الجاهل فلا حظ له من ذلك 
بل هو في الدنيا غارق في الشبهات والشهوات وفي الآخرة يخشى عليه من 
عذاب النار (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).(©) 

ونرى كذلك ذكر أسباب مرض الشبهات ومرض الشهوات وبيان 
ذلك بياناً شافياً كافياً والتحذير الشديد والترهيب العظم من كل ذلك. 

ولبيان ذلك نورد بعض الأمثلة: 

لقد حذر الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم من الهوى أشد تحذير 
وبين أن ضلال من ضل إما كان بسبب هذا الداء العضال وذلك في آيات 
كثيرة؛ منها قوله تعالى: (ومن.أضل ممن أتبع هولهبغير هدى من الله)(5) 


وقوله تعالى: (ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)(") وأخبر أن من 





(9) جوء من الآية 8+ من سورة فاطر. 

(؟) جزء من الآية لا من سورة آل عمران. 

9 أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/5/9‏ برقم ١١9‏ وقال محقق هذا اللرء 
الدكتور حكمت بشير .إسناده صحيح. 

)( جرء من الآية 5 من سورة الحج. 

زه( الآية 1494 من سورة الأعراف. 

(1)5 جزرء من الآية ٠ه‏ من سورة القصص. 


00 جزء من الآية 51 من سورة ص. 


( 0م ) 


اتبع أهواء أهل الكفر والبغى فلن يجد له من دون الله من ولي ولا نصير 
فقال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصرى حتى تتبع ملتهم قل إن 
هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العم مالك 
من اللا من وال ولا تصني )00 

وحذر تعالى من الإفراط في حب المباحات والغلو في تعاطيها حتى 
تؤدي بعاشقها إلى التقصير في حقوق الله تبارك وتعالى فقال تعالى: (يأيها 
اا اا ا 

وقال صلى الله عليه وسلٍ: "كلوا واشرابعا والبسوا و تصدقوا ف غير 
إسراف ولاعخيلة "(5). 

الطريق الثاني: الحديث عن القلب السليم بذكر أسباب سلامته وما أعد 
لأصحابه من الخير في الدنيا والآخرة. 

فكما اهم القرآن الكريم ببييان أسباب مرض القلب والتحذير منها 
ققد اهتم باق أسبات ملذتعه والترغث. فيها لأن:غفيان اسبات: السلافة 
والنهل من معينها هو من باب التحلية التى تعقب التخلية. 

وأهم أسباب سلامة القلب سلامة العقيدة وصفاؤها ولذلك فكتاب 
الله عز وجل كله يقرر التوحيد بأنواعه لأنه: 

إما خبر عن الله عز وجل وما يجب أن يوصف به ومايجب أن 005 
غنه وهو التوضيد لين ديري االامتعادي. 
03 وإما دعوة إلى عبادته وحده لاشربك له وخلع مايعيد من دونه وهو 


التوحيد الطلى الإرادي. 





(9) الآية ١٠١‏ من سورة البقرة. 
(؟) جزء من الآية ١4‏ من سورة التغابن. 


(9) سبق تخريجه ص ب م ب 


(جدم ) 


وإما أمر ونهي وإلزام بطاعته فذلك حقوق التوحيد ومكملاته. 
فإمااخين من :| كزله تفل التوسين وتافطل بد .و . التدتيايق, التصتر 

والعايك وما بيكرميم: اللة هق الأهره وعق واد حرسيد ان حر عن اهل 
الشرك وما فعل بهم في الدنيا من النكال ومايفعل بهم في العقهى من 
العذاب فهو جزاء من خرج عن حكم توحيده.(0 

والأمثلة على ذلك كثيرة: 

"نينا قؤلة معال» قل .هوة الله اجن الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم 
يكن لد كدو )911 وذلك "فق" الترسين البلش» الفرى: الاستفا: 

وقوله تعالى: (قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد 
وادعوه مخلصين له الدين ).(*) وذلك في العوحيد الطلي الإرادي. 

وقوله تعالى: (فإن تابوا وأقاموا الصللوة وءاتوا الزكلوة فإخؤنكم 
ف لديو )1 

وقوله تعالى: (إِبما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا 
تليت عليهم ءايلته زادتهم إيناً وعلى ربهم يتوكلون).©) وذلك في ذكر 
حقوق التوحيد ومكملاته. 

منها أيضاً في ذكر جزاء أهل التوحيد في الدنيا والآخرة قوله تعالى: 
(الذين امنوا ولم يلبسوا إيلنهم بظم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).2©0 ' 

ومنها أيضاً في ذكر جزاء أهل الشرك في الدنيا وما حل بهم من 
)0 انظر مختصر معارج القبول ص١؟9-؟؟‏ 
5) سورة الإخلاص بأكملها. 
#) جزء من الأية 59 من سورة الأعراف. 


: 

(4) جرء من الآية ١١‏ من سورة العوبة. 
(5) الآية رقم ؟ من سورة الأنفال. 

) 


0( الأأية رقم م من سورة الأنعام. 


( ببدم ) 


العذاب قوله تعالى: (فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صلعقة مقل صلعقة عاد 
ومُود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم أ دوا إلا اللنة 
قالوا لوشاء ربنا لأنزل مليكة فإنا بماأرسلتم 0 

قال سيق الثلت وهية الل عند هده ل 3 

إنها 0 4 مضارع الغابرين جولة تهز القلوب المستكبرة برؤية 

مصارع المستكبرين 

ومنها في ذكر مصير المشركين البئيس يوم القيامة وما يلقونه من 
. عذاب وتنكيل قوله تعالى: (ويوم لحشرهم جميعاً ثم تقول للذين أشركوا 
أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون).() وقوله تعالى: (احشروا الذين 
ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى 0 
الجحي )(4), (ويوم حشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون)!*! وكما اهتم 
كتاب الله الكريم بالتوحيد هذا الاهتمام العظي فقد اهتم. فنا باشاف 
السلامة الأخرى فها هى عبادات الإسلام تملأ الكتاب الكريم أقرا بها ينا 
على فعلها وتحذيراً من التهاون فيها سواءً في ذلك الظاهرة والباطنة» 
فالصلاة والزكاة والصيام والحج والصدق. والوقاء انتوعد وآداء الأمانة 
والخوف والتقوى وغير ذلك من أنواع العبادات قد شغل تي ] 000 
نت انمه مو 1 





)١(‏ الآيتان ١٠و14‏ من سورة فصلت. 
0( في ظلال القرآن 01 كن 

() الآية ؟؟ من سورة الأنعام. 

(:) الآيتان ؟8-9؟ من. سورة الصافات. 
زه( الآية 8 من سورة فصلت. 


(+) انظر ذلك بالتفصيل في الباب الأول/الفصل الثاني. 


(مدم ) 


المببحث الرابع: 
التربية بالقدوة وضرب المثل. 

مماهو معلوم أن التربية بالقدوة تعتبر أرق أنواع التربية لأنها واقع 
حي ملموس يدعو إلى الامتثال بالعمل قبل القول ولذا فإنها أبلغ وأكثر 
تأثيراً من التربية بالمقال (0) 

وقد اهتم القرآن الكريم بذكر كثير من الشخصيات الصالة لأن 
يقعدى بها أعظمها شخصيه خاتم النبيين وإمام المتقين محمد بن عبدالله 
“عليه أفقيل” الصلذة وأتم التسليم قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله 
سوه «نشينة 'ق: كاتا برهو الله .و اليوء: 'الأنغر بووكتى» الله قزر 8001 ولقد 
عاص مرضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسم 
فقالت: * كان خلقه القرآن” 9 وقال تعالى: (وإنك لعلى خلق عظم )9 ولقد 
كان رسول الله صلى الله عليه وس بشخصه وشمائله وسلوكه ا مع 
الناس ترجمة عملية بشرية حية لحقائق القران وتعاليمه وادابه وتشريعاته 
ومن أشى عريوية إسلدسة وامالفي خرزوية ايها 
قال ابن كثير رحمه الله عند قوله تعالى (لقد كان لكم في رسول 


الله أسوة حسنة لمن. كان يرجو الله واليوع الآخر وذكر الله كثيراً) 


)0 انظر معالم في التربية للاكتور عجيل جاسم النشمى ص ٠75‏ 

(؟) الآية ١؟‏ من سورة الأحزاب. 

(©) أخرجه مسلم في الصحيح 818-510١‏ كتاب صلاة المسافرين (5) باب 55 
صلاة الليل )١8(‏ برقم 747/188 

(:) الآية (4) من سورة (ن). 


() أصول التربية الإسلامية وأساليبها للنحلاوى ص 9؟؟ 


( ودع ) 


قال وهم الله بده الآية أصبل عيرق" التاسين يرسوك الله على 
الله عليه وس في أقواله وأفعاله وأحواله ولهذا أمر الناس بالتأسى بالنبي 
صلى الله عليه وسلم يوم ارات (لقد كان لكم في رسول الله أسوة 
عنسلنة ١)‏ أى هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله؟ ولهذا قال: (لمن كان يرجى 
الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً)7) والمتتبع لكتاب الله وسنة رسول 
اللنة: يعجن من عظمه. سبرته قل التق حادة وسلم فهو القدوة والأسوة في 
كل الأمور الدنيوية والأخروية في رسوخ العقيدة وفي التعامل وفي العبادة 
'وفى الإخلاص وبتلذفة القلت «صلوات الله اوشلا عليه 7 

ومن القدوات التى ذكرها القران العظم أبونا آدم عليه السلام فهو 
قدوة صاللحة في مقام التوبة والاتكففنان "(قالا وبا “ظلمتا انفسنا وإن 1 تعفر 
نذا وم تممه النكوتن من لسريو رلا 

ومنها نوح عليه السلام فهو قدوة صالطة في مقام الصبر والتحمل في 
نان الذغوة إلى “الكؤسية: (ذلقية أرسلدا نويا إل قومه فلبث فيهم ألف 


سنة إلا خمسين عاما)) وقال تعالى عن نوح عليه السسلام 





(1) تفسير القرآن العظيم 95/5" ' 

(؟) يمكن الرجوع في ذلك إلى كتب السيرة النبوية وكتب الشمائل كسيرة ابن هشام 
والبداية والنهاية ودلائل النبوة للبيهقى والسيرة النيوية لابن حبان وتاريخ 
اللبوع اين ن الأثير وتاريخ خليفة بن خيناط والصحيحين والسنن والمسانيد 
والصحاح والشمائل ككتاب الأنوار في شمائل النبي المختار للبغوى و الشمائل 
للترمذى وغيره ولأنى أعتقد أننى لو ذكرت أمثلة لبعض ذلك سوف أتقص 
الموضوع حقه بل سيكون كلاما لين ال أى مثال واكتفيت 
بهذه الإحالة والله المستعان. 

(0) الآية +7 من سورة الأعراف. 


)0 جزرء من الآية 1 من -سورة العنكبوت. 


( 0م ) 


([قال رب إنى دعوت قومى ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعاءى إلا فراراً وإى 
كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصلبعهم فيءاذانهم واستغشوا ثيابهم 
وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إنى دعوتهم جهارا ثم إلى أعلنت لهم 
وأسررت لهم إسرارا)7) وهو قدوة كذلك في مقام البراءة من المشركين 
ولو كانوا أقرب الناس (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابنى من أهلى وإن 
وعدك الحق وأنت أحكم الحكمين قال يننوح إنه ليس من أهلك إنه عمل 
غير صللح فلا تسئلن ماليس لك به عل إنى أعظك أن تكون من الججهلين 
. قال رب إلى أعوذ بك أن أسألك ماليس لى به عم وإلا تغفر لى وترحمنى 
أكن من الخسرين).() وهو قدوة في الاستعانة بالله عند الركوب والنزول 
وف جميع التقلبات والحركات وحمد الله والإكثار من ذكره عند النعم 
لاسيما النجاة من الكربات والمشقات7) قال تعالى: (وقال اركبوا فيها بسم 
الله مجرنها ومرسها)7) وقال تعالى: (فإذا اسعويت أنت ومن معك على 
الفلك. "فل :اد اللذ الى انا هو القوم الطللسيق. :وافتل تومن اترلين مولا 
اد كا وأنت خير المنؤلين)!*) وهو قدوة كذلك في مقام الشكر قال تعالى: 
(ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبداً شكوراً).(0) 

ومن القدوات التى ذكرها القرآن الكريم ني الله هود عليه السلام 


فيني:قدوة فى التو كل عل الله ععال"والزاءة من “الفزف واهلمححسسه: 


)00( الآية 95-84 من سورة نوح. 

(9؟) الآيات 4-486 من سورة هود. 

(؟) - أنظر تيشير اللطيف المنان في خلاصة تغسير القرآن للشيخ عبدالرحمن السعدى 
صن ١6١‏ 

(4) جزء من الآية 4١‏ من سورة هود. 

(ه) الآيتان م؟ و؟؟ من سورة المؤمنون. 


)0( الآية '"' سورة الإسراء. 


( وام ) 


(قال إنى أشهد الله واشهدوا أنى برىء مماتشركون من دونه فكيدونى 
جميعاً ثم لاتنظرون إلى توكلت على الله ربى وربكم مامن دابة إلا هو 
آخذ بناصيتها إن دبي على صرط مستقيم)./0) 

وهو قدوة في الوعظ والتذكير بالآخرة والتزهيد في الدنيا الفانية 
والدعوة إلى تقوى الله وطاعته (آأتبنون بكل ريع ءاية تعبقون وتتخذون 
مصانع لعلكم تلدون وإذا بطشم بطش ارونو لاتقو ا الله بو اموكول )11 

ومن القدوات التى ذكرها القرآن كذلك أنبياء الله صالح وشعيب 
وإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء والمرسلين الذين يمثلون 
أروع القدوات في تاريخ البشرية (أولشك الذين هدى الله فبهد نهم 
اقعده ).(5) 

وأما ضرب المثل: 

فالمثل الشبه يقال مثل ومثل وشبه وشَّبّه بمعنى اعد )وهو تقنبية 
شىء بشىء في حكمه وتقريب المعقول من المحسوس أو أحد المحسوسين 
5 الخ عار اناميا وال 0 

واختير له لفظ ٠‏ الضرب لأنه يأتي عند إرادة التأثير وتهييج الانفعال 
كأن ضارب المثل يقرع به أذن السامع قرعاً ينفذ أثره إلى قلبه وينتهى إلى . 


: أعفاق نفسه 00 


)00( جرء من الآية 64 والآيتان 6 و6"5 من سورة هود. 
(؟) الآيات 181-1١58‏ من سورة الشعراء. 

69 جزء من الآية )م من سورة الأتعام. 

(41) اللسان عند مادة (مقل) 5/1١‏ 

() الأمثال في القرآن الكريم لابن القبم ص4 


() تفسير المنار 76/١‏ وقد عزا صاحب المنار هذا القول لشيخه محمد عبده. 


(عببم ( 


والمقصود من ضرب الأمثال أنها تؤثر في القلوب مالا يؤثره وصف 
الشىء في نفسه وذلك لأن الغرض من لمثل تشبيه الخفي بالجلي والغائب 
بالقساش فعا كن الوفوتقف عل .ناميه او يقير الل مظتارنا الضف :وديف فى 
هنانة الإيضياحه الاهرى أن التزعية: [3ا:وق فى الإمات: جردا اعنن: سنرب 
مثل له لم يتأكد وقوعه في القلب كما يتأكد وقوعه إذا مثل بالنور وإذا 
زهد في الكفر بمجرد الذكر لم يتأكد قبحه في العقول كما يتأكد إذا مثل 
بالظلمة؛ وإذا أخبر بضعف أمر من الأمور وضرب مثله بنسج العنكبوت 
كاف أذلك أبلع :3 عفري ووه تسن الإتعار يسنت يردا ونين اكت انه 
تعالى فى كتابة المبين أمقالة قال عغالى (وعلك الأمفلل. تشربها للناش) 007 
وساتكل فيمايلى باختصار على أحد أمثلة القرآن مع بيان: لبعض 
أهدافه التربوية: 
قال تعالى: (أنزل من الما كاد فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل 
زبداً رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متلع زيد مثله كذلك 
يضرب الله الحق والبطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع النساس 
فيمكتة: اق الأرن #ذتك: رطيرت الله :الأبفال )97 
فشبه الله عرز وجل الوحى الذى أنزله لحياة القلوب والأسماع . 
والأشبان اله اند 'انزله طياة الأرض نات بوسبة القنوب ار 
فقلب كبير يسع علماً عظيماً كواد كبير يسع ماءً كثيراً وقلب صغير إنما يسع 
بحسيه كالوادى الصغير فسالت أودية بقدرها واحتعملت قلوب من الهدى ' 


والعم بقدرها كما أن السيل إذا خالط الأرض ومن عليها احتملت غثاء 


(9) جوء من الآية 4# من سورة العنكبوت. 
(؟) انظر تفسير الفخر الرازى 5٠م‏ 


(») الآية لاا من سورة الرعد. 


(سبسم ) 


وزبداً فكذلك الهدى والعلم ذا كاتف القاتري أعار افيه مق الشيوات 
والشبهات ليقلعها ويذهبها كما يثير الدواء وقت شربه من البدن أخلاطه 
فيكرب بها شاربه وهى من تام نفع الدواء فإنه أثارها ليذهب بها فإنه 
لايجامعها ولا يساكنها وهكذا (يضرب الله الحق والبطل) ثم يستقر في 
قرار الوادى الماء الصافي الذى يسقى منه الناس ويزرعون ويسقون أنعامهم 
كذلك يستقر في قرار القلب وجذوره الإيمان الخالص الصافى الذى ينفع 
صاحبه و ينتفع به وي 

ومن أهداف ضرب هذا المثل بيان سنة الله عز وجل بضرب الحق 
والباطل بعضهما ببعض وأن ذلك سبب لرفعة الحق مما يدفع المؤمن إلى 
التحلى بالصبر عند اشتداد الكروب وتسلط الظلمة والكافرين على المؤمنين 
العاةقن هما يزيد قلوت المؤمنين يقيناً واطمئناناً في حين أن قلوب المنافقين 
قد تزلزلت واضطربت وماجت. 

ومن أهدافه كذلك تخويف السامع من الباطل وفك وأن مصيرهم 
الاضمحلال والأفول وترغيبه بأن يكون من أهل الحق الذين لهم العاقبة 


(والعلقبة للحن )7 والله ولى التوفيق. 





(2)1 انظر الأمثال في القرآن لابن القبم ص١١‏ 


0( جزء من الآية “8م من سورة القصص. 


(4عبام ) 


الباب الثالث 
حديث القرآن عن القلب الميت 


وفيه ثلاثة فصول: 
الفصل الأول: أوصاف القلب الميت. 
الفصل الثاني: أسباب موت القلب. 
الفصل الثالث: منهج القرآن الكريم في معالجة القلب الميت. 


(وبم ) 


الفصل الأول 
أوصاف القلب الميت 


المببحث 
امسق 
المبحث 
اميق 
لتقف 
المبحث 
المبحث 
المبحث 
المبحث 
المبحث 
المبحث 
المبحث 
المبخث 
المبحث 


الأول: الزيغ. 

الغاني: النفاق. 

العالكة لوي 

الزاهد الإنكان. 

الخامس : الاشمئزاز. 

الباقين؟ اوقل 

السابع» لتحت 

القافى: 'التجاسة: 

التاسع : العشعت: 
العاشر: الطبع والختم والرين والكن والقفل والتغليف. 
الحادى عشر: القسوة. 

الثاني عشر: العمى. 

العالك عهرة لفقل 

الرابع عشر: الكبر. 

الخامس عشر: الغل للمؤمنين 


( وبيس ) 


المبحث الأول 
الزيغ 

الزيغ الميل زاغ يزيغ يفا 7 توغ وزيغوغة وأزغته أنا 
إزاغةً وهو زائغ من قوم زاغة: مال(" والمراد بالزيغ في كتاب الله عر 
وجل الميل عن الاستقامة؟'! وقال بعضهم: هو أخص من مطلق الميل فإن 
الزيغ لايقال إلا لما كان من حق إلى باطل.() قال تعالى: (فأما الذين في 
قلوبهم زيع فيتبعون ماتشلبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله).(4) 

قال ابن جرير رحمه الله: يعنبى بذلك جل ثناوٌه فأما الذين في 
لجراي ال حاكن اكرات ع لمم زاغ فلان عن الحقء فهو 
يزيغ عد زان وار يهان بويع غك ورزيو عا وأ زاغ القه ذا انال اقيق سه 
ومنه قوله جل ثناؤه (ربنا لاتزغ قلوبنا).*) لاقلها عن الحق (بعد إذ 
هديننا) ونقل هذا المعنى عن عدد من أهل التفسير ثم قال رحمه الله عند 
قوله تعالى: (فيتبعون ماتشلبه منه) أى ماتشابهت ألفاظه وتصرفت معانيه 
بوجوه التأويلات ليحققوا بادعائهم الأباطيل من التأويلات في ذلك ماهم 
عليه من الضلالة والزيغ عن حجة الحق تلبيساً منهم بذلك على من ضعفت 
توفعة بوحو ا .الله واقبا رم مقا 91 


كفاقاة اين عياض موقي الله هما (نسعو ‏ كدا عله مله ١)‏ جملو 0 


(1) اللسان عند مادة زيغ .//؟9؛ 

0( انظر المفردات مادة زيغ ص9١؟‏ 

(*) انظر الدر المصون */7؟ 

6 جرء من الآية /ا من سورة آل عمران. 
(ه) جزء من الآية لم من سورة آل عمران. 
() انظر جامع البيان ١/+/«‏ 


( بام ) 


المحكم على المتشابه والمتشابه على المحكم ويليسون فليس الله عليهم.(0 

ثم ذكر رحمه الله اختلافاً بين أهل التأويل فيمن عنى بهذه الآية : 
فقال بعضهم عنى بها وفد نصارى نجران الذين قدموا على رسول الله 
صلى الله عليه وسم داس عا عا ناوطنا سسية انالا الست 
ترعم أن عيسى روح الله وكلمتهء وتأولوا في ذلك مايقولون فيه من 
الكفرء وقال آخرون: بل أنزلت هذه الآية في أبي ياسر بن أخطب وأخيه 
حي بن أخطب والنفر الذين ناظروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ف 
قدر مدة أجله وأجل أمته وأرادوا علم ذلك من قبل قوله: (المء والمصء 
والمرء والر) فقال جل ثناوه فيهم: (فأما الذين في قلوبهم زيغ) يعنى 
هؤلاء اليهود الذين قلوبهم مائلة عن الهدى والحق (فيتبعون ماتشلبه منه) 
يعنى معانى هذه الحروف المقطعة المحتملة التصريف في الوجوه المختلفة ٠‏ 
العاى يلاف انقاء الفسفد ش 

وقال اخرون بل عنى الله عز وجل بذلك كل مبعدع في دينه بدعة 
مخالفة لما ابتعث به رسوله عمد مل الله عليه وسَل بعأويل يتأوله من 
بعض آى القرآن المحتملة التأويلات وإن كان الله قد أحكم بيان ذلك 
إكاتاق كنانه اريصق السانبرقيولة: ظ ظ 

ثم تقل رحمه الله عن قتادة قوله: (فأما الذين في قلوبهم زيغ ‏ 
فيتيعون ماتشلبه منهم ابتغاء الفتنة) قال: إن لم يكونوا الحرورية والسبئية 
فلا أدرى من هم ولعمرى لقد كان في أهل بدر والحديبية الذين شهدوا 
مع رسول الله بيعة الرضوان من المهاجرين والأنصار خبر لمن استخبر 


وعبرة لمن استعبر لمن كان يعقل أو يبصر إن الخوارج خرجوا وأصحاب 


)0 سبق عزوق هذا الأثر ص .م 


( عباس ) 


رسول الله يومئذ كثير بالمدينة والشام والعراق وأزواجه 5 اأعيكاء 
والله إن خرج منهم ذكر ولا أنثى رونا قف ولا رضوا الذى هم عليه 
ولا مالؤوهم فيه بل كانوا يحدثون بعيب رسول الله إياه ونعقه الذى 
نعتهم به وكانوا يبغضونهم بقلوبهم ويعادونهم بألسنتهم وتشتد والله عليه 
أيديهم إذا لقوهم ولعمرى لو كان أمر الخوارج .هدى لاجتمع ولكنه كان 
ملو سددر و عر كدلك الس ]ذل كات من عند كن الل وصرس فد الستلون 
قير ١‏ فد الاو 1 هذا الأمن فدذا ونان ونين ,فين اندز "قبي وما أذ 
أنجحوا ؟ ياسبحان الله كيف لايعتبر آخر هؤلاء القوم بأولهم لو كان على 
هدى قد أظهره الله وأفلحه ونصره ولكنهم كانوا على باطل أكذبه الله 
' وأدحضه.ء فهم كما رأيتهم كلما خرج لهم قرن أدحض الله حجتهم 
وأكذب أحدوثتهم وأهرق دماءهم ذاكم والله دين سوء فاجتنبوه والله إن 
اليهوديةلبدعة وإن النصرانية لبدعة وإن الحرورية لبدعة وإن السبئية لبدعة 
ماترل: بق كعاب ولامسهن ان 0 

والذى يبدو أنه يعنى بها كل من جادل فيما ليس له به عم ثم تتبع 
المتشابه من ايات الله ليستدل به على باطله بصرف الكلام عن وجهه 
والأدلة عن مدلولاتها ويدخل في ذلك دخولاً أولياً كل من وقع منه ذلك 
في عهد النبي صلى الله عليه وسلُم كنصارى وفد نجران ومن جادل في مدة 
أجل الني صلى الله عليه وس وأجل أمته. 


ننه أخن: رفاك تفان ادها عباده ذلك الدعاء العئيم:. 


() ألاص الأمر بمعنى أداره على الشيء الذي يريده. انظر اللسان مادة (لوص) 
امم ٍ 


(9) أخرجه ابن جرير في جامع البيان ارا 


(وبم ) 


(ربنا لاترغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك زحمة إنك أنت 
الوهاب).() أى لاقلها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه ولا تجعلنا كالذين في 
قلوبهم زيغ, الذين يتبعون ماتشابه من القران». ولكن ثبتنا على صراطك 
المستقيمء ودينك القويم (وهب لنا :مق “لدئك ) أ : من عندك (رحمة) تعيث 
بها قلوبناء وتجمع بها شملناء وتزيدنا بها إيمانا وإيقانا اك أن 
الوهائي )7 

وقد روت أم سلمة7) رضى الله عنها قالت: كان أكثر دعاء الني 
'صلى .الله عليه وسلٍ : "يامقلب القلوب ثبت قلبى على دينك؛ قالت: فقلت 
. يارسول الله: ما أكثر ماتدعو بهذا الدعاء؟ فقال ياأم سلمة: إنه ليس ادمى 


إلا و0 بين أصبعين من أصابع لل أقام ومن شاء ا أزاء".(4) 





)0 اليه امن سور آل عمران. 

(؟) تفسير القرآن العظيم ؟/4 

()0 .هي أم المؤمنين هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عمر المخزومية بنت عم خالد 
ابن الوليد سيف الله المسلول من المهاجرات الأول كانت قبل النبي صلى الله 

عليه وسلم عند أخيه من الرضاعة أبي سلمة بن عبدالأسد المخزومي الرجل . 

الصالح. دخل بها الني صلى الله عليه وس في سنة أريع من الهجرة ة وكانت من 
أجمل النساء وأشرفهن نسباء وكانت آخر من مات من أمهات المؤمنين وكانت 
تعد من فقهاء الصحابيات. توفيت سنة 9هه. أنظر سير أعلام النبلاء 5١١/1:‏ 
شذرات الذهب -9/١‏ 

(4) أخرجه الترمذي في السنن 448/4 كتاب القدر (*") باب ماجاء أن القلوب بين 
إصبعي الرحمن 00 برقم 5١4٠‏ عن سق رضى الله عنه. 
وقال: وعدا عديف حعحسن: زابق ماجه ىق السن */50؟١‏ كتاب الدعاء (4*) 
باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وَسَمم (0) برقم عم" وصححه الألباني 


كما 3 صحيح ابن ماجه 76/17" برقم عقا 


(.م؟ ) 


المبحث الثاني 
النفاق. 

مأخوذ من النفق وهو سرب في الأرض مشتق إلى موضع آخر. 

ومنه النفقة والثافقاء وهو جحر الضب واليربوع؛ وقيل: النفقة 


والنافقاء موضع يرققه اليربوع من جحره فإذا أق من قبل القاصعاء ضرب 
0 


012 


النافقاء برأسه فخرجء وكفق اليربوع وتفق وانتفق وتفق: خرج منه. 

وهو في الاصطلاح ستر الكفر وإظهار الإيمان وهو اسم إسلامى لم 
.تعرفه العرب بلمعنى المخصوص به وإن كان أصله في اللغة معروفاً.0) 

وأقداذكر أبن حجر 00100 النفاق لغة مخالفة الباطن للظاهر 
فإن كان في اعتقاد الإيّان فهو نفاق الكفر وإلا فهو نفاق العمل ويدخل فيه . 
الفعل و الترك وتتفاوت مراعبه.(9) 

وبهذا يتضح أن النفاق.نوعان: نفاق اعتقاد ونفاق عمل فنفاق الاعتقاد 
إظهار الإيمان وإبطان الكفر. 

ونفاق العمل الوقوع ببعض الذنوب التى نص على أنها من خصال 
المنافقين كما في قوله صلى الله عليه وسلم: 'آية المنافق ثلاث إذا حدث 
كذي :ذا توعل اعلهوينو ]ذا ادو عفان "107 وما اقول فين للحن 


الع 


عليه وسل: أربع' من 'كن فيه كان مناففاً خالضاوسق كاقت: فيه تمل متهن 


() اللسان عند مادة (نفق) ١٠/.ره+‏ 

(؟)انظرالنهاية لابن الأثير 98/8 عند مادة (نفق ). 

() انظر فتح البارى ١/5م‏ 

(؛:) أخرجه البخارى في صحيحه ١7/١‏ كتاب الإيمان (؟) باب علامة المنافق (84) 
الحديث (مم) ومس في الصحيح /8/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب بيان خصال 


المنافق (5؟) برقم 69/3١7‏ 


رلمم ) 


كانت فيه خصلة .من النفاق حتى يدعها: إذا أئتمن خان وإذا حدث كذب 
وإذا عاهد غدر وإذا خاصم ف" | 

والمراد هنا النوع الأول وهو النفاق الاعتقادى وهو بلا شك متضمن 
للنوع الثانى. 

قال تعالى في ذم من اتصف بذلك: (ومن الناس من يعجبك قوله في 
تنوه اتذمااى كيد انلك عن مان قله بومي الك الخساء )انا 

قال ابن كثير: قال السدي: نزلت في الأخنس بن شريق 9) جاء إلى 
“رسول- الله صلى الله عليه وسم وأظهر الإسلام وفي باطنه خلاف ذلك (4) 

وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنها نزلت في نفر من المنافقين.(*) 

٠...وقيل:‏ بل ذلك عام في المنافقين كلهم وفي المؤمنين كلهمء وهذا قول 

اواج شاه واالرن لاوطو الشعم ا 

.وقد بين الله عز وجل بأن موطن النفاق هو القلب فقال تعالى: 


(ومنهم من علهد الله لئن عاتلنا من فضله لتصدقن ولنكونن من | لصللحين 





)00 أخرجه البخارى في صحيحه ١/8-907؟‏ كتاب الإيمان (؟) باب علامة المنافق (4؟) 
برقم 84 

(؟) الآية (04؟) من سورة البقرة. 

(©) هو الأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفى أبو ثعلبة حليف بنى زهرة | 
لقب بالأخنس لأنه رجع يبنى زهرة من بدر لما جاءهم الخبر بنجاة ابي سفيات 
.بلغي دير اين .جر أنه أسلم ثم ارتد ثم أسلرء توفى أل مخلاقة :عمرءٍ 
انظر الإصابة 1 برقم 31. الكامل ؟/١؟١‏ 

(:) أخرجه ابن جرير في تفسيره ؟/#١”‏ وابن هشام في السيرة ١5/9‏ 

(ه) انظر جامع البيان 61/17 

(5) هو الربيع بن أنس بن زياد البكرى الخراساني المروزى بصرى سمع أنس بن 
مالك وأبا العالية الرياحى وأكثر عنه والحسن اليصرى وكان عالم مرو في زمانه. 
توى سنة 9١اه.‏ أنظر سير أعلام النبلاء 359/5 تهذيب التهذيب ؟/8؟1؟ 


6 تفسير القرآن العظيم /١‏ .وى ”» وانظر جامع البيان ؟/ 15-1 


(عمع ) 


فلما ءاتلهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقاً في 
قلوبهم).(0) 

والنفاق من أخطر أوصاف القلب الميت توعد الله عز وجل عليه 
بأغد العذاب (إن الملفقين. في الدرك. الأسفل من النار)(9) 

ومماهو معلوم أن هذا الوصف تصحبه أمراض كثيرة منها الكذب 
والخداع», فالمنافق مضطر إلى الكذب في كل وقت لأن ظاهره يخالف باطنه 
ولابد له من كتمان مافي باطنه وإظهار خلافه دائًا لعلا يظهر فيفتضح 
امات وله عمنان ذلك لأسا سودي كان هال (يفولوة بالتعيتم 
مالينى اق قلويوت:)90) وقال قال تمدلك» (أاعر إلى الذين. ليوا قوما 
غضب الله عليهم ماهم منكم ولا منهم وخلفون على الكذب وهم 
فقتو )!19 وتاك فال ذلك :زر ذاعاءك النتقوة الوا سود انك 
لرسول الله والله يعم إنك لرسوله والله يشهد إن المنققين لكلذبون).!") 

ومنها الخوف الشديد من افتضاح أمره قال تعالى: (يحذر المنلفقون 
أن نول عليهم سورة تتبئهم بمافي قلوبهم قل استهزءوا إن الله خرج 
وو 00 

نعوذ بالله العظيم من النفاق وأهله ونسأله تعالى أن يرزقنا الإخلاص 
في السر والعلن. 


(1) الآيتان هلا وهلا وجرء من الآية لالا من سورة التوبة. 
(؟) جزء من الآية ١48‏ من سورة النساء. 

() انظر تفسير المنار ١04/1ه‏ 

ل( جرء من الآية ١١‏ من سورة الفتح . 

١ :)6(‏ 'الآية وزهة سورة الممالة: 

(9) الآية ١‏ من سورة المنافقون. 


(97) الآية 54 من سورة التوبة. 


1 


المبحث الثالث 
الريب 


الريب والريبة الشك والظنة والتهمة() يقال رابني الشىء وأرابني 
بمعنى عكر ا | ْ 
قال تعالى: (إِنما ادنك اتذين لانؤمفون الله واليوم الآخر 
وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون ).(5) 1 
والتريك "هنا اياده" الففحق "اندي !8 واصيف السك إلى القليت 
٠‏ لأنه حل المعرفة والإيمان أيضاً فإذا داخله الشك كان ذلك نفاقاً.(*) 
وحيث إن الريب ينافي كلمة التوحيد فقد نزه الله عز وجل عباده 
المؤمنين عنه بقوله تعالى: (إِنما المؤمنون الذين عامنوا بالله ورسوله ثم لم 
.يرتابوا وجنهدوابأمؤلهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصلدقون).(0) 
قال ابن جرير رحمه الله: يقول تعالى ذكره للأغعراب الذين قالوا 
آمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم: إنما المؤمنون أيها القوم الذين صدقوا 
الله ورسوله ثم لم يرتابوا يقول: ثم لم يشكوا في وحدانية الله ولا في نبوة 
نبيه صلى الله عليه وسم وألزموا أنفسهم طاعة الله وطاعة رسوله والعمل 
بما وجب عليهم من فرائض الله بغير شك منهم في وجوب ذلك عليهم.3"1 
وقد بين تبارك وتعالى أن هذا الوصف الخطير لازم لأهل النفاق 
(9) اللسان عند مادة (ريب) 445/١‏ 
(؟) النهاية عند مادة (ريب) ؟/85؟ 
(©) الآية م4 من سورة التوية. ' ٠‏ 
(4) انظر تفسير القرطى 161/8 وتفسير الخازن ٠١"/#‏ 


(ه) تفسير الخازن م#/م١٠‏ 
6 الآية 6 من سورة الحجرات. 


(07) جامع البيان 5؟/144 ' 


( مم ) 


والخداع حتى يقلعوا عما هم عليه ويتوبوا أو يهلكوا وذلك أنهم لخبث 
نيتهم سيظلون في خوف دائم وارتياب مستمر أن يكشف أمرهم ويفتضح 
حالهم . قال تعالى: (يحذر المنلفقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بمافي 
قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ماتحذرون)(0 ظ 


وقال تغال: (لايزال بتيلنيه 9 الذئ بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن 


وقد أخرج أبن جرير عن ابن عباس رضى الله عنهما قوله: (لايزال 


«بيلنهم الذي .ينوا ريبة قي قلوبهم) يعتى شكا (إلا أن تقطع قلوبهم) يعنى 


الموت (4) 


0) 


00 


ليد 
(١‏ 


الآية 54 من سورة التوبة. 

المراد بهذا البنيان مسجد الضرار الذى قال الله فيه: (والذين اعون بت 
ضراراً...) (التوبة: /19). 1 
وقد أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: وهم أناس من الأنصار ابتنوا مسجدا 
فقال لهم أبو عامر: ابنوا مسجدكم واستعدوا بما استطعم من قوة ومن سلاح... 
فلما فرغوا من مسجدهم أتوا الذي فقالوا قد قد فرغنا من بناء مسجدنا فنحب أن 
تصلى فيه فتدعو لنا بالبركة فأنزل الله فيه (لاتقم فيه أبدا...) (العوبة: م6٠).‏ 
وهذا الأأثر الخرجة الطبري ف جامع ألبيان ١١/؟؟‏ 


الآية 1٠١‏ من سورة التوبة. 


أخرجه ابن جرير في تفسيره 0/1١‏ 


( همع ) 


المبحث الرابع 
الإتكتاز 

الإنكلا»الجحود والإنكار كنك لفان قال دك رت اكذادو كرت 
وأصله أن يرد على القلب مالا يتصوره وذلك ضرب من الجهل» قال تعالى: 
(فلما رأى أيديهم لاتصل إليه نكرهم)( وذلك فيما يذكر باللسان 
وشبنبتب الإنكار باللسان. هو الإنكار بالقلب ولكن ربما ينكر اللسان الشىء 
000 القلب حاصلة ويكون في ذلك كاذباً وعلى ذلك قوله تعالى: 
(يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها) 7؟) وقوله تعالى: (إلهكم إلله واحد 
فالذين لايؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة وهم مستكبرون).(4) 

. وهذه الآية الكريمة تبين أن الإنكار نحله القلب, وآن إنكار الحق من 

أوصاف القلوب الميتة الى لايؤمن أصحابها بالآخرة. 

قال المراغى 07):أى فالذين لايصدقون بوعد الله ولا وعيده ولا 
يقرون بالمعاد إليه بعد الممات قلوبهم جاحدة لما قصصناه عليكم من قدرة 
الله وعظمته وجزيل نعمه عليهمء وأن العبادة لاتصلح إلا له والألوهية 
ليست لشىء سواه.ء فلا يؤثر فيها وعظ ولا ينجع فيها تذكيرء وهم 
مستكبرون عن قبول الحق متعظمون عن الإذعان للصواب مستمرون على 
الجحد تقليدا لما مضى عليه آباؤهم من الشرك به كما حكى سبحانه عنهم 
قولهم: (إنا وجدنا ءاباءنا على أمة وإنا على ءاثرهم مقعدون).(0) وقولهم: 


(اجدل الذلية إليا بهد" اإخهةا لعن عاب )لها 


)١(‏ انظّداللسان عند مادة (نكر) ه/م*», والمفردات مادة (نكر) 05.ه 

)م( جزء من الآية ٠لا‏ من سورة هود. 

(#) جزء من الآية 9“لم من سورة النحل. 

(4) الآية +”؟ من سورة النحل. 

(ه) هو أحمد بن مصطفي المراغى مفسر مصرى تخرج بدار العلوم سنة :15م توفى 
بالقاهرة» له عدة كتب منها الحسبة في الإسلام والوجيز في اصول الفقه. و تفسير 
المراغي وغيرها. انظر الأعلام ١/58؟‏ 

() جرء من الآية “”؟ من سورة الزخرف. 

(0) الآية ه من سورة ص 


0 تفسير المراغي 510//14 


(م؟) 


المبحث الخامس 
الاشمئزاز من ذكر الله عز وجل 

الشمز: التقبض. اشمأز اشمئزازاً: اتقبض واجتمع بعضه إلى بعض. 

والشمز نفور النفس من الشىء تكرهه.(0) 

قال تعالى: (وإذا ذكر الله .وحده اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون 
بالأخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون).97) 

وقد أخرج ابن جرير عن قتادة قوله: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت 
"قلوب الذين لايؤمنون بالأخرة): أي نفرت قلوبهم واستكبرت (وإذا ذكر 
الذين من دونه) الآلهة (إذا هم يستبشرون).0©) 


وأخرج عن جاهد قوله (اشمأزت) قال: انقبضت. قال وذلك يوم 


قرأ عليهم النجم عند باب الكعبة.(4) 

واتدرج نحي انون الولنها (اكسارف ) فال تسرك ازو]ها دسو اللدين 
من دونه) أوثانهم .(0) 

قال سيد قطب عند هذه الآية: والآية تصف واقعة حال على عهد 
البي صلى الله عليه وس حين كان المشركون يهشون ويبشون إذا ذكرت 
الهتهم» وينقبضون وينفرون إذا ذكرت كلمة التوحيد. ولكنها تصف حالة 
شنية تكرر اق قق: البيكاضا والأزمناة) قفن العا مسن ععمقة لويم 


وتنقبض نفوسهم كلما دعوا إلى الله وحده إلهاً وإلى شريعة الله وحدها 


)١(‏ اللسان عند مادة شمز ه/-م 

(؟) الآية ه46 من سورة الزمر. 

(0) أخرجه ابن جرير في تفسيره ٠/784‏ 
(4) أخرجه ابن جرير في تفيره ٠١/4‏ 


(6) أخرجه ابن جرير في تفسيره 11/74 


( لوم ) 


حاكماء وإلى منهج الله وحده نظاماً؛ حتى إذا ذكرت المناهج والنظم 
والشرائع الأرضية هشوا وبشوا ورحبوا بالحديث وفتحوا صدورهم للأخذ 
والتودا هللا كد يعيليم: القين يفيو الله نوذها نيم فى مزه الآية ,وشم 
بذاتهم في كل زمان ومكان. هم الممسوخوا الفطرة» المنحرفوا الطبيعة 
الضالون المضلون مهما تنوعت البيئكات والادمنة» ومهما تنوعت الأجداسن 


(1) انظر في ظلال القرآن 066/54 


(ممم ) 


المبتحت السادس: 
الرحب: 

الرعب هو الفزع والخوف رعبه يرعبه رعباً ورعبا فهو مرعوب 
ورعيب: أفزعه .(0) 

والرعب. هو الانقطاع من امتلاء الخوف». قيل رعبت الحوض. ملأته 
وسيل راعب هلأ الوادي ورعبت السنام قطعته.(") 

فالقلوب الميتة قلوب مرعوبة فزعة غير مطمئنة لأن الاطمئنان إنما يأتي 
.من ذكر الله عز وجل(" وهي أبعد ماتكون عن ذلك 

وهذا الرعب إنما ألقاه الله عز وجل في قلوبهم جزاء تكذيبهم آياته 
ووسقة قال عمال رهن التق لحري :الدين :كقوو انمي اهل الكنث بهن 
ديلرهم لأول ا حشر ماظنئتج أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من 
الله فأتلهم الله من حيث لم بحسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون 
بيو تهم بيد يهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا ياأولى الأبصلر).(4) 

قالمراذ بالذين #قروا :من أهل الكجات بثو النضير 19 وقتوله على 
(فأتهم الله من حيث ١‏ ختسبوا وقذف في قلوبهم الرعب) أي أتاهم من 
داخل أنفسهم لامن داخل حصونهم! أتاهم من قلوبهم فقذف فيها الرعب 
ففنتحوا حصونهم بأيديهم! وأراهم أنهم لايملكون ذواتهم ولابحكمون ‏ 
قلوبهمء ولا يمتنعون على الله بإراداتهم وتصميمهم! فضلاً على أن يمتنعوا 


47١/١ اللسان عند مادة (رعب)‎ )١( 

0( انظر المفردات عند مادة (رعب) ص /191 

(») كما قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (الرعد: 8؟). 
)( جزء من الآية ؟ من سورة الحشر. 


(4) انظر دلائل النبوة للبيهقي ١74-10748/‏ 


ومع ) 


يا تيهم الهجوم من داخل كيانهم فهم 1 يختسبوا هذه الجهة التي اتاهم الله 
منها.(© وقد ورد ذكر إلقاء الرعب في قلوب الكفار عند لقائهم للذي امئنوا 
في عدة مواضع من كتاب الله عز وجل غير هذا الموطن (") ليظهر من كل 
ذلك. أن مايلقيه الله عز وجل من الرعب في قلوبهم سبب رئيس لنصر 


المسلمين وتخاذل أعداء الدين عند التقاء الصفوف وتلاحم الجيوش. 





(1) في ظلال القرآن م001/97+-9لامم 

(؟) كقوله تعالى: (ستلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله مالم ينزل 
به سلطاناً) (آل عمران: )١6١‏ وذلك ايوم أحدء وقوله تعالى: : (سألقي في قلوب 7 
الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنات ) (الأنفال: 
)٠١‏ وذلك يوم بدن قرم تحال انر الذين ظاهروهم من أهل الكتاب 
من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقاً تقتلون وتأسرون فريقاً) 
(الأحراب: 5؟) وذلك في غزوة بي قريظة وإلقاء الرعب في قلوب من يقف في 
وجه الدعوة الإسلامية خاص بهذه الآمة المباركة أمة محمد صلى الله عليه وس 
لما روى البخارى في الصحيح 0١‏ كتاب التيمم برقم 8*8 ومسل في الصحيح 
1 كتاب المساجد برقم 7/١؟6‏ / 1 
أن الى صلى الله عليه وس قال: "أعطيت خا لم يعطهن أحد من الأنبباء 


قبلى : : نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الأرض نا ا "اتيت ): 


) 


المبحث السابع: 
التحسر: 

2 دز كرا كدر ونان فلو ميو و كراد ذا ده 
ندامته على أمر فاته.(1) ظ 

والحسرة مكانها القلب قال تعالى: (يلأيها الذين ءامنوا لاتكونوا 
كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو 
كانو! عندنا ماماتوا وماقتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يبي 
.ويميت والله بما تعلون بصير).(") 

وقد أخرج أبن جرير عن مجاهد قوله تعالى: (وقالوا لإخوانهم إذا 
ضربوا في الأرض أو كانوا غزى) قول المنافق عبدالله بن أبي بن سلول.(©) 
وقوله: (ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم) أي خلق هذا الاعتقاد في 
تفوسهم ليزدادوا حسرة على موتهم وقتلهم9) وقيل: اللام متعلقة بقوله 
(قالوا) أي قالوا ذلك واعتقدوه ليكون حسرة في قلوبهم والمراد أنه صار 
ظنهم أنهم لو لم يخرجوا ماقتلوا حسرة, أو متعلقة بقوله: لاتكونوا أي 
لاتكونوا مثلهم في اعتقاد ذلك ليجعله الله حسرة في قلوبهم فقط دون 
قلوبكم, وقيل المعنى لا تلتفتوا إليهم يجعل الله عدم التفاتكم إليهم حسرة 
في قلوبهم»وقيل المراد حسرة في قلوبهم يوم القيامة لما فيه من الخري ‏ 
)0 


والندامة. 


(1) اللسان عند مادة حسر 188/4 وانظر المفرادت مادة (حسر) ص8١‏ 
69 الآية 105 من سورة آل عمران. 
4 أحخر جه ابن جرير فٍ تفسيره 1١55/5‏ 


(4) تفسير القرآن العظيم 1١7/1‏ 
(ه) فتح القدير ١/#وم‏ 


( ووم ) 


ولكن قد لا يشعر أصحاب القلوب الميتة في كثير من الأحيان بتلك 
المسرة المحرقة لقاء تكذيبهم وزيغهم عن الحق والذنوب التى رانت على 
قلوبهم ولكن من المؤكد قطعا أنهم حين يرون ماسيلحقهم من الخسران يوم 
القيانة: عقي كلو اعد كيم بعل : يديت روداو 1117 رمن بون الدين 
كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالو! يلحسرتنا على مافرطنا 
فنها وله لوت أوزاره عل طهووط العاف ها يرون ).7 

أخرج ابن جرير عن السدى قوله: (يلحسرتنا على مافرطنا فيها) أما 
بالمسوهاء حندامعا عل مافر مانا «فيين “تفييعا من عع اي 
002 وحسرة يوم القيامة حسرة عظيمة لأنها تكون في وقت لايمكن فيه 
اندر اله نافات قال مال 4( "فال الذين انتم الى أن نا كوه فخير ا ميم 
كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمللهم حسرت عليهم وماهم بخارجين 
من النار).9؟) فكما أراهم الله عز وجل العذاب") يريهم أعمالهم الخبيثة 
حسرات عليهم يعنى ندامات ' عملوا بها وهلا عملوا بغيرها فندموا على 
مافرط منهم من أعمالهم الردئية إذا رأوا جزاءها وعقابها من الله 
عو وه( وقتال شال 5( إن الددين: مقرو تفقوت أمولهم ليصبدوانعن 
سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى 


جهنم ترون 


() . كما قال تعالى: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول 'ياليتنى اتخذت مع الرسول 
سبيلاً ) (الفرقان: 097؟). 

(؟) الآية ”١‏ من سورة الأنعام. 

(+«) أخرجه ابن جرير في تفسيره 19/ؤ9ل 

(4) الآية ١51/‏ من سورة البقرة. َ 

(6) كمافي الآية التى قبل هذه الآية وهي قوله تعالى: (إذ تبرأ الذين انبِعُوا من 
الذين انهه[ ووآى] العذاب واتعطعت بيد" الأشيات ): (البظرةة 115 ): 

() انظر جامع البيان ؟//ا-ه7 


(90) الآية >" من سورة الأنفال. 


( جوع ) 


أخرج ابن. جرير عن السدي قال: قال الله فيما كان المشركونء 
وفنيلم أبو فيان سعاجعرون' البرجال: يفاتلون عيدا صلى الله عليه وسلم 
بهم (إن الذين كقروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) وهو محمد 
صن الله ,عليه بوسر (فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة) يقول ندامة يوم 
القيامة وويلا (ثم تفلبوق 1 

إن يوم القيامة يوم تشتد فيه الحسرات حتى لكأنه ممحض للحسرة لا 
شيء فيه سواها؟') ولذلك سماه الله عز وجل بيوم الحسرة فقال تعالى: 
(وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الأمر وهم في غفلة وهم لايؤمنون)9©) 

وتشعد الحسرة ويعظم الخطب عندما يذبح الموت بين الجنة والنار 
وتشالك الأعدل: كد مها شلدوة قلا فوت تعن أبن شيك ادر 
رسع الف عه فاق اادج ريدو لبد كل اللبوا ناك ومنلر: "يوق بالموت 
كهيئة كبش أملح فينادى مناد: ياأهل الجنة فيشرئبون وينظرون» فيقول: هل 
تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت. وكلهم قد رآهى ثم ينادي: يأهل 
النار فيشرئبون وينظرون., فيقول هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعمء هذا 
الموت وكلهم قد رآه فيذبح ثم يقول: ياأهل الجنة خلود فلا موت وياأهل 
النار خلود فلا موت, ثم قرأ 'وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضى الأمر وهم في 
غفلة -وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا- وهم لا يؤمنون".(4) 

نسأل الله عز وجل أن لايجعلنا من أهل الحسرة وأن يوفقنا لما يحبه . 


وؤيرضةو. 


(91) أخرجه ابن جرير في تفسيره 8/هغ؟ 

(؟) انظر في ظلال القرآن 5.4/1 

6 الآية 8 من سورة مريم. 

)ع( اخرجه البخاري ف الصحيح علمه؟ كتاب التفسير ناب (وأنذرهم ام الحسرة) 


4/٠ برقم‎ 


(عوم ) 


المبحث الثامن: 
النجاسة : 

وهي القذارة وذلك ضربان: حسية ومعنوية7) 

فالقلوب الميته قلوب نجسة غير طاهرة قال تعالى: (إنما المشركون نجس 
قلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا)9') 

والمراد بالتجامة فق هذه الآية البجاسة 'الحنوية29 هده التجاسة: إن 
أتت المشرك من قبل قلبه الذي لم يطهر من أدران الشرك والزيغ والضلال 
.قال تعالى: (أولعك الذين :م يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي 
ولهم في الآخرة عذاب عظم )(4) 

نال ماعب 'السان عبدا:فونه "مال (أولعكالذين :ا ريره الله أن 
يطهر قلوبهم) أي أولئك الذين بلغت منهم الفتنة هذا الحدهم الذين لم 
تتعلق إرادة الله تعالى بتطهير قلوبهم من الكفر والنفاق لأن إرادته تعالى 
إِما تتعلق ادكه عقيس الثالقة ومن : قالالة رمي سمكد بق اقلواف 
اشن را فييك أنها إذا جرت على الباطل والشر ونشأت على الكيد والمكر 
واعتادت اتخاذ دينها شبكة لشهواتها وأهوائها ومردت على الكذب والنفاق 


وألفت عصبية الخلاف والشقاقء. وصار ذلك من ملكاتها الثابتة وأخلاقها 


(9) انظر المفردات ص 488 عند. مادة نجس. 
(؟) الآية م؟ من سورة التوبة. 
(+) كما هو قول جمهور أهل العم وخالفهم في ذلك بعضٍ الظاهرية فذهبوا إلى 
نجحاسة أبدانهم و المترجح هو قول الجمهور لماورد من أن النبي صلى الله 
عليه وسم بعث خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بنى حنيفة يقال له ثامة بن 
أثال فربطوه بسارية من سوارى المسجدء وهو مشرك فلو كان بخسا لم يربطه 
أخر جه البخاري في الصحيح #/م ذا كتاب المغازي باب وفد بنيى حنيفة برقم 
؟/ام؛ وانظر تفسير ابن كثير ٠9/5/86‏ 


ع( جرء من الآية 4١‏ من سورة المائدة. 


(4عوم ) 


الموروثة الثابتة». تحيط بها خطيئتهاء وتطبق عليها ظلمتهاء حتى لايبقى لنور 
الله وتيك لمق فته الببا تفنو كاده (الايكد ون .ولاس عجارتو الامتعذاد 
للنظر والاعتبار التى جعلها الله أسباب الاتعاظ و الاهتداء. بحسب سنة الله 
فال الكيبةيوهولاء الرعماء وأعوائين هق اليفود كد.:ميوا فق قوالت” 
تلك الصفات الرديئة صباء فلا تقبل طبائعهم سواها قطعاً. فهذا هو سيب 
عدم تعلق إرادة الله تعالى بأن يطهر قلوبهم مما طبع عليها لأن إرادته 
تطهير قلوبهم وهم متصفون بما ذكرنا إبطال للقدر. وتبديل لما اقتضته 
:اطكمة” من التق و كان: ام الله تقدرا .دور لامر ها 00 والن عه المع 


ديلا 0) 


(1) الأنف أي مستأئف لم يسبق به قدر (انظر القاموس ص ٠١١59‏ مادة أتف). 
والقول بأن الأمر أنف هو قول القدرية (انظر شفاء العليل ص١١١).‏ 


(0) انظر تفسير المنار 5/٠وم-وروس‏ 


( موع ) 


المبحث التاسسع 
التثشنتت 

الشت الافتراق والتفريق شت شعبهم يشت شتاً وشتاتاًء وانشت 
و"تشتت أي تفرق جمعهم .[) 

إن القلوب الميعة قلوب مختلفة غير مؤتلفة لاتكاد تجد قلبين منها 
متفقين قال تعالى: (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم 
ان 

.روى ابن جرير عن قتادة عند هذه الآية قال: تجد أهل الباطل مختلفة 
شهادتهم, مختلفة أهواؤٌّهمء مختلفة أعمالهم. وهم مجتمعون في عداوة أهل 
الل ا 

.وذلك على خلاف المؤمنين الذين تتضامن أجيالهم وتجمعهم اصرة 
الإيمان من وراء فواصل الزمان والمكان والجنس والوطن والعشيرة. 

إذ المظاهر قد تخدع أجيان قرئ «تفاين "الذين: كقروا وترض عمصعم 
بعضهم لبعض كما ترى جمع المنافقين أحياناً في معسكر واحدء ولكن الخبر 
الصادق من السماء يأتينا بأنهم ليسوا كذلك في حقيقتهم., إِنما هو مظهر 
خارجي خادع, وبين الحين والحين ينكشف هذا الستار الخداع؛ فيبدو. من 
ورائه صدق الخبر في دنيا الواقع المنظوو :ويتكفت" الخال عن :تزاع ف«داخل: ‏ 
المعسكر الواحدء قائم على اختلاف المصالح وتفرق الأهواء وتصادم 


الاقاماف وهنا عدن الل شو شك رمدم لوعن الله جنا إلاه 


)9١(‏ اللسان 48/9 عند مادة شتت. 
0( جزء من الآية (14) من سورة ا مشر 


رف أخر جه ابن جرير في تفسيره /؟5/لا4 


(-وم ) 


واكف الشكر: الاش أمامهم عن هذه الاختلافات وهذا التضارب وهذا 
الرياء الذى لايمثل حقيقة الحال. وماصبر المؤمنون وثبعوا إلا شهدوا مظهر 
التماسك بين أهل الباطل ينفسخ وينهار وينكشف عن الخلاف الحاد 
والشقاق والكيد والدس في القلوب الشتيتة المتفرقة. 

والقرآن يقر هذه الحقيقة في قلوب المؤمنين ليهون فيها من شأن 
أعدائهم ويرفع هيبة هؤلاء الأعداء ورهبتهم فهو إياء قائم على حقيقة». 
و تعبكة روحية تركن إلى حق ثابت» ومتى اتخذ المسلمون قرآنهم مأخذ الجد 
اق عليهم أمر عدوهم وعدو الله وتجمعت قلوبهم في الصف الواحد فم 
تقف لهم قوة فى احلياة 0 

قال شيخ الإسلام رحمه الله: إن المنافقين تشابهت قلوبهم و 
وهم مع ذلك (تحسبهم عنبيها وقلوبهم شتى )() فليست قلوبهم متوادة 
متوالية إلا مادام القرض اللي يوطوكه معتركا .يحيو قر يتقان خضو عن 
بعس علذك 'المؤمق فإن كني الومة وايتمترة لكش العيك ةو إن حداءت 


بهم الديار وتباعد الزمان.(؟) 


أعمالهم 


(1) انظر في ظلال القرآن 8؟9/9؟0*م 
0( جرء من الآية 4 من سورة الحشر. 


() اقتضاء الصراط المستقيم ص ؟!١‏ 


( بوم ) 


المبحث العاشر 
الطبع والختم والرين والكن والقفل والتغليف 

ومن أوصاف القلب الميت. الطبع واتم والرين والكن والقفل كما 
جاءت بذلك آيات الكتاب العزيز وسأعرف بكل واحد منها على حدة ثم 
أذكر العلاقة بينها جميعا. 
أولاً: الطبيع: 

الطاء والباء والعين أصل صحيح تعوار افن جاه سفص لبها 
الشىغ ل ا 00 
حتى لايصل إليه هدى ولا نور فلا يوفق لخير.(0) 

قال تعالى: (ونطبع على قلوبهم فهم ل 9 

قل اأبو: .تيان :0 إن. من . أوضيم الثا لهسيل القع دوذعن لل لجالا 
ممن أهلكم الله تعالى بذنوبهم وهو مع ذلك دائم على غيه لايرعوى يطبع 
لطا قلع اتقو تطح عن سيا انلق 10 

وقال تعالى: (كذلك يطبع اند ل 6ن نت ما ذا 

وقال كعذلك+ (كذنك نظبع عل قلونب المعندين ).00 





() معجم مقابيس اللغة لابن فارس عند مادة (طبع) */8؟6 

(؟) جرء من الآية )٠٠١(‏ من سورة الأعراف. 

(+) هو محمد بن يوسف بن على بن يوسف بن حيان الإمام أثيرالدين أبوحيان 
الأندلسي الغرناطي نحوى ولغوى ومفسر وححدث ومقرىء ومؤرخ وأديب, له 

من التصانيف البحر المحيطء اتحاف الأريب بما في القرآن من الغريب وغيرهاء توفى 

سنة هعلاه. انظر طبقات المفسرين للداودي ؟//ا8؟2 والأعلام با/رمه١‏ 

(4) البحر المحيط لأبي حيان 6./4-١هم‏ 

(ه) جزء من الآية (860) من سورة غافر. 


() جرء من الآية (4/) من سورة يونس. 


( هوم ). 


وقال كذلك: (كذلك يطبع الله على قلوب الكفرين).() 

وقال كذلك: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع على قلوبهم فهم 
0 

إلى غير ذلك من الآيات. 

قال الألوسي:9) وكثيراً مايعاقب الله تعالى على الذنب بالإيقاع في 
كن منه وعلى الكفر بزيادة التصمي عليه والغلو فيه كما قال سبحانه: 
(توادفين رضنا إل رمي لي زادت المؤمنين إياناً إلى إيانهم وهذا 
البوع من. القؤاب :و العقابمساسي لما كان سبباً “فيه وجراء علية .فقتو ان 
الإغمان زان وتو اب“ الكفر عزن (ة) 


ثانياً. الخت؛ 


٠‏ تيه سينا وعايا بم نيس عوم وخر يي للميالة 
والخاتم الفاعل والختم على القلب: : أن لايفهم شيعا ولا يخر ج منه شىء كأنه 
طبسيع.() 

قال تعال: خم الله على قلويهم وعلى سميهم وعلى أبصطرهم غشاوة 


)00 جزء من الآية )١١(‏ من سورة الأعراف. 

(؟) الآية لالم من سورة التوبة. 

6 هو محمود بن عبدالله الحسيني الألوسي شهاب الدين أبوالثداء مفسر وححدث 
وأديب من أهل بغداد., من كتبه روح المعاني في التفسير وكشف الطرة عن 
الغرة في شرح درة الغواص للحريري وغيرهاء توفي سنة ٠180م.‏ انظر الأعلام 
77/17 , معجم المؤلفين ْ٠ 1754/1١‏ 

0( ال 6 من سورة التوبة. 

زه( ردح المعانى ١54/6‏ 


)3( اللسان عند مادة ختم م 


( ووم ) 


ولهم عذاب عظيٍ).7 

وقال تعالى: (أم يقولون افترى على الله كذباً فإن يشا الله يختم على 
قلبك ).00 

قال ابن جرير: يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: لو حدثت 
نفسك أن تفتري على الله كذباء لطبعت على قلبك؛ وأذهبت الذي اتيتك 
من وحيء لأنيء أنحو الناظل اقافهه واسق الله زعا هذا إخبان من الله 
فال للعنائزين اتراعمن أن عمندا افرى: هذآ القران سن قبل تقنسه 
فأخبرهم أنه إن فعل لفعل ف لق و ده ال 0ه 0 

«##وون ]اذكه ابن كتين :وبحب اللنه فق عير م فال كعيوله جل 

“جلانه:“(ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منة باليمين ثم لقطعنا منه 
الوتين فما منكم من أحدٍ عنه حلجزين)) أي لانتقمنا منه أشد الانتقام 
“قي العا التلين ان ون موا 

وأما الزعخشري77) فقد قال عند هذة. الآية:“فإن. يفا :الله أن: جعلك 
من المختوم على قلوبهم حتى تفترى عليه الكذب فإنه لايجترىء على افتراء 


الكذب على الله إلا من كان في مثل حالهم وهذا الأسلوب مؤداه استبعاد 


(9) الآية لا من سورة البقرة. 

0( جزء من الآية 4؟ من سورة الشورى. 

(«) جامع البيان 0؟/8؟ 

(4) الآيات 49-44 من سورة الحاقة. 

(ه) تفسير القران العظيم 191/177 

() الرمخشري: هو محمود بن عمر بن محمد بن عمر أبوالقاسم الزمخشري صاحب 
الكشاف في التفسير والمفضل في النحو سمع الحديث وطاف البلاد وجاور بمكة 
مدة وكان يظهر الاعتزال ويصرح بذلك فى تفسيره ويناظر عليه. توفي سنة 


م«هه. انظر البداية والنهاية +١/80؟:‏ وطبقات المفسرين للداودي ؟/14* 


0) 


الافتراء من مثله وأنه في البعد مثل الشرك بالله والدخول في جملة المختوم 
على قلويهم» ماقا مد اا 3 بعض الأمناء فيقول: لعل الله خذلى لعل 
الله | عضن قلبيء وهو لايريد إثبات الخذلان وعمى القلب وإنما بريد 
اتكيغاد أن عون كله والعديه عل نهر كن من و ينه أمن عظيرء ثم قال: 
ومن غادة: إلل 100 أن يحو الباطل 'وشية: اطق (بكلمات )يوه أى تقشائه 
كقوله تعالى: ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغة() يعنى لو كان مفترياً 
كما ترعمون” لكشت الله اقتراءة وففة وقدف” بالق عل تاطلة قندمقه: 
ويغوز أن يكون عدة لرسول الله صلى الله عليه وسمم أنه عخكو + الساظل 
الذي هم عليه من البهت والتكذيب ويثبت الحق الذي أنت عليه بالقرآن 
وبقضائه الذي لامرد له من نصرتك عليهم إن الله علي بما في صدرك 
وصدورهم فتجرى: الأمر عاق سب ذلك :1 

ومما سبق يتبين أن الختم على القلدب وصف ذممٍ لايقع إلا للقلوب 
الزائغة الميتة ولذلك هدد الله عبز وجل به المشركين إن لم ينتهوا عن 
شركهم (قل أدأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصلركم وختم على “قلوبكم. من 
إلله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الأييك ثم عم يندفوؤق),40) 

'والمراد سليهم الأسماع والأبصار أو منعهم الانتفاع بها الانتفاع 
الشرعي والتم على قلوبهم كما قال تعالى: (واعلموا أن الله يحول بين 


(1) الأصح أن يقول (سنة الله) كما هو اللفظ الوارد. 
0( جزء من الآاية 6090 من سورة الأنبياء. 
(+) الكشاف 408/8 


(4) الآية +4 من سورة الأنعام. 


)401( 


للزى اؤقله )20 مل "اط عو الله عدر عق برد ذلك ] بكي إذا ليف الله 
منكم؟ لايقدر على ذلك أحد سواه ولهذا قال: (انظر كيف نصرف الأيلت) 
أي نبينها ونوضحها ونفسرها دالة على أنه لا إله إلا الله وأن مايعبدون 
من دونه باطل وضلاك (ثم هم يصدفون) أى يعرضون ان و.يصدودت 
الناس عن اتباعه.(9) 

وقال كذلك: (أفرأيت من اتخذ إلهه هوه وأضله الله على علم وختم 
على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشئوة فمن يهديه من بعد الله أفلا 
اتذكرون).9©) ظ ٠‏ 


ثالثاً: الرين: 

الراء والياء والنون: أصل يدل على غطاء وستر فالرين هو الغطاء 
غقى العىء وقذ. رين عليه كأنه غفى. عليه .لا 

وقال صاحب اللسان: الرين الطبع والدنس وران الذنب على قلبه 
يرين رينا وريوناً: غلب عليه وغطاه وفي التنزيل 3 (كلابل ران على 
قلوبهم ماكانوا يكسبون)) أي غلب وطبع وخع .لا 

عن أبي هريرة رضي الله غئة “أن رشول صق اللة غلية وس قال: 


"إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة. سوداء في قلبه. فإن تاب ونزع واستغفر 


)0( جرء من الاية 4" من سورة الأنقال. 
(9؟) خفسير القرآن العظيم ١57/7‏ 

(+) الآية «؟ من سورة اللاثيه. 

(:) معجم مقاييس اللغة 40٠/8‏ مادة (رين). 
زه( الآاية 1 من سورة المطففين . 


(5) اللسان عن مادة (رين) 8/؟5١‏ 


)4( 


صقل قلبه فإن زاد زادت فذلك الران الذي ذكره الله في كتابه (كلا بل 


ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون).() 


وقال الحسن رحمه الله عند هذا الآية: الذنب على الذنب حتى يموت 
5 00 


رابعا: الكن: 


م علوت . و 2 0 م عر الى ايع 
كن.. الى + يكنه كنا وى كنونا واكنة و كدية: شتزه والاكمسة الأغطينة 


ص 
عر لاع 


الو ابو عنان :7 


قال تعالى: (ومنهم من بستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن 
شيو وق اذاي 10 0 

قال صاحب المنار: أي وجعلنا على آلة الفهم والإدراك مبن أنفسهم 
-وهي قلب الإنسان ولبه- أغطية حائلة دون فقهه. ونفوذ الأفهام إلى 
أعماق علمه وفي آذانهم ورا أي نقد سمه حدا ا و نمت ماعنا 
العدبر واستبانة الحق منه. 

ومعنى هذا الجعل مامضت به سنة الله تعالى في طباع البشر من كون. 


الغلينه الذي هاوه الأنسان :ردح كتوق قافي لبن واتففيا وم مق النظون. 


() رواه ابن ماجه في السنن ؟/1418١‏ كتاب الزهد لا باب ذكر الذنوب 5؟ برقم 
4 وأحمد في المسند ؟//91؟ وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه 4١97/9‏ 
برقم 77عم 

000( أخر جه أبن جرير في تفسيره ٠٠8./1مة‏ 

(+) اللسان عند مادة كنن 5.0/1" مادة كن. 
وانظر المفردات ص ؟5؛: مادة كن. 


)ع( جرء من الآية 6؟ من سورة الأنعام . 


( ع0 ) 


والاستدلال والبحث عن الحقائق فهو لايستمع إلى متك ولاداع لأجل 
العميويين "انلق والشاطل زاذا وضل "إل ضهن قو ناتس كايحو ”دين اله 
أويهادة لأكدير ولوراة ديرا اعون موشوع لاله والتعي مجم 
ماعنده من عقيدةأو رأي أو عادة؛ وجعل الأكنة على القلوب والوقر في 
الآذان في الآية من تشبيه الحجب والموانع المعنوية بالحجب والموانع السية 
فإن القلب الذي لايفقه الحديث ولا يتدبره كالوعاء الذي وضع عليه الكن 
3 الكنان وهو الغطاء ختى لا يدخل فيه شيء والآذان التي لاتسمع الكلام 
يفاد ل وتدبر كالآذان المصابة بالثقل أو الصمم لأن سمعها وعدمه 
00000 
وقال تعالى كذلك: (إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي 
عاذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً).0) 
فالقلب إذا غطى وستر عن تفهم الحق وتدبره لإعراضه عن ربه أو 
لكثرة ذنوبه كما مضى فإنه سيحرم أعظم نعمة يعطاها الإنسان وهي نعمة 
الوذ نكن أعدني وق _حتونان بوانا | ييا دن ستيار رمد الس د ا 
النشوء هل :اريم هون وله النة عيرا اآن وهم إل الوق 
والخير كما ذكر لنا ربنا تبارك وتعالى ذلك في قوله: (وقالوا قلوبنا في أكنة ٠‏ 
مدا حدعونا لقوق عا ذاننا واف )90 ش 
فما أسخف هذه العقول وما أجهل هذه القلوب وما أجرا هذه 


الألسن التى تصف نفسها بأشنع اللأوصاف وأخسها فمتى كان انغلاق القلب 


 )1(‏ تفي المتار /ا//اعغم-يمعم 
0( جزء من "الآية /لاة من سورة الكيف. 


6 جزء من الآية ه من سورة فصلت. 


) 204( 


وثقل السمع صفة كمال ومدح حتى ينسبها الأنسان الذي وهبه الله العقل 

تر 2 
وكرمه به إلى نفسه ولكنه إنطماس الفطرة وسيطرة العناد والهوى نسال 
الله العافية من ذلك. 


الشاهسا : لفل | 
القفْل و القفل: مايغلق به الياب مما ليس بكثيف ونحوه والجمع أقفال 
وأقثل. )00 


وقد جعل ذلك مثلاً لكل مانع للإنسان من تعاطبي .فعن تيقال فاون 
مقفل عن كذاء فيقال للبخيل مقفل اليدين كما يقال مغلول اليدين: (؟) 
قال تعالى: (أفلا يعدبرون القروان أم على قلوب أقفالها).9) فهذه ‏ 
الآية الكريمة ترد عدم تدبر الإيمان إلي تلك الأقفال التى تكون على القلوب 
د عنها وصول الخير والهدى والفهم والفقه والتدبر لما يتنى عليها من 
ايات الله والحكمة. 
و(اآْ) في الآية متصلة على قول البعض فيكون المعبى: أفلا يتدبرون 
القرآن إذ وصل إلى قلوبهم أم لم يصل إليها.9) 
ومنقطعة على قول آخرين وتكون. بمعنى (بل) والهمزة للتقدير وما 
فيها من معنى بل للانتقال من التوييخ بترك التدبر إلى العوبيخ بكون قلوبهم 
مقفلة لاتقبل التدبر والتفكر وتنكير القلوب لتهويل حالها وتفظيع شأنها 





() اللسان عن مادة (قفل) 05 
(؟)2 المفرات: للزاغب عن مادة قفل من 


)م( الآية 4>؟ من سورة محمد 


(4) روح المعانني 74/6" 


( ه. ) 


وأمرها في القساوة والجهالة كأنه قيل: على قلوب منكرة لايعرف حالها ولا 
يقادر قدرها في القساوة؛ وقيل: لأن المراد قلوب بعض منهم وهم المنافقون 
فتنكيرها للتبعيض أو للتنويع وإضافة الأقفال إليها للدلالة 5 أنها أقفال 
كبرو العامة لابق لجف نات لفاك الفمودة ١‏ 

فقلوب أهل الكفر والزيغ مقفلة لايدخلها الهدى والنور إلا أن 
يفتحها رب العباد وهو الفتاح العليٍ وهذا مافهمه الصحابة الكرام رضوان 
الله علييتم أجمعين فهذا المقداد بن الأسود( يقول: والله لقد بعث الله 
الني صلى الله عليه وس على أشد حال بعث عليها فيه ني من الأنبياء في 
فترة. وجاهليه مايرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به . 
بين«الحق والياطل وفرق بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى والده 
وولده أو أخاه كافراً وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يع أنه إن هلك دخل 
الشار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حببه في النار وإنها للتى قال الحجة 
نول (النن تفولوة | فاضي اكااوى أ لعكو راك ار لعو 07 

ولهذا ففتح أقفال القلوب نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل وقفلها 


من أغظم الخذلان نسأل الله العافية. 





)١(‏ انظر روح المعاني 5؟/4لاء والبحر المحيط //57م 

(؟) هو المقداد بن الأسود الكندي ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة النهراني 
وقيل الحضرمي تبناه الأسود فصار يقال له المقداد بن الأسود وغلبت عليه فلما 

+ انزلنتك (ادعوهم لآبائهم ) (الأحزاب: :6) قيل له المقداد بن عمرو واشتهرت 

شهرته بابن الأسود هاجر الهجرتين وشهد بدرا والمشاهد بعدها وكانث قايشا يوم 
بدر توفي سنة ثلاث وثلاثين في خلافة عثمان قيل وهو ابن سيعين سنة. 
انظر: سير أعلام النبلاء ١/8لم*,‏ الإصابة “«/*9؛ برقم 8188 

639 جزرء من الآية 4لا من سورة الفرقان 


6 أسخر جه جمد في المسند “/” 


(50 


مباوينا : التغليف: 

الغلاف: الصوان وما اشتمل على الشيء والجمع غلف وقلب أغلف 
بين الغلفة كأنه غشى بغلاف فهو لايعي شيئا() 

فقن ورد فق وصفهامل . االلبه عليه وس أنه يقيم انل اشوا بان 
يقولوا: لاإله إلا الله فيفتح بها أعينا عمياء وآذاناً صما وقلوباً غلفاً.9) 

وبهذا يعلم أن التغليف على القلب خاص بالكافر لقاء كفره برسل الله ' 
ونا قوله تعالى: (وقالوا قلوبنا غلف بل سيد الله بكفرهم فقليلاٌ 
مايؤمنون).() 

فإن الله عز وجل يذكر فيها ماكان يختج بنو اسرائيل ويعتذرون به 
عن الإيمان بالبيى صلى الله عليه وسلم والاهتداء بكتابه بعد تقرير الدعوة 
وإقامة الحجة فهم يقولون إننا لانعفل قولك ولا ينفذ إلى قلوبنا مفهوم 
دعيودك عبى يق قو له معاد اروظائو اقلويسا بق أكنة ينا سامون إليه وق 
»اذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب)7) وقد رد الله عليهم بما يشعر بكذبهم 
وعنادهم فقال تعالى: (بل لعنهم الله بكفرهم)*) أي إن قلوبهم ليست غلفاً 
لاتفهم الحق بطبعهاء وإنما أبعدهم الله تعالى من رحمته بسبب كفرهم 
الا يناه السابقين وبالكتاب الذي تركوا العمل به وحرفوه اتباعاً لأهوائهم 


قوعم قكيل: أعنوا | بالعتدر اليو اتسلتتية فشان ات ا 





(9) اللسان عند مادة (غلف) 9// ابام 

(؟) أخرجه البخاري 794-987 كصاب التفسير 0( تفسير سورة الفقح (48) 
بابد" (إنا ارسلعك هديو | فيكت | ونير | ) '(الأخرات: : ه4) («) رقم الحديث 
(ممم) ش 

69 الآية م من سورة البقرة. 

(١‏ جرء من الآية ه من سورة فصلت. 


)( جرء من الآية 68 من سورة البقرة. 


) 07 


في حرمانهم فخ كوك الننمة الكوق باخانة عانم الحتن ا 

ولعن "الله عر.وجل ليم إغا جرى. عل :شعة الله عاك فى الأشات 
والمسببات فهم قد ظلموا أنفسهم بالكفر الذى يستتبع الكفر والعصيان 
الاي بن | العاس و السطناة #عادضي امدق لظلاق الإنسان 107 

ثم قال تعالى: (فقليلاً مايؤمنون).(2) ظ 

زعم عق كرد نان الخله القونةدبن الغانر الاسوزه لبي نيما 
تشترك في معنى الستر والتغطية وإن كان بعضها يدل على تمكن ذلك أكثر 
من غيره وهى كذلك عقوبة من الله عز وجل لكل من كفر وعاند وأصر 
على الباطل والمتصف بها يفقد قلبه المقدرة على الفقه والإدراك والانتفاع با 
تستمع: أو بيرق : 

وقد ذكر عن بعض السلف أنه قال: الرين أيسر من الطبع والطبع 
أشر ين "الاقال والإهال أشوس راف ه01 





(20 :أنظر فقسو المنار 5/ريام 

(8). امرجم السائق “تسو 

(0) جرء من الآية 8م من سورة البقرة. 

(4) كما ذكر ذلك ابن الأثير عن مجاهد. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر عند 
مادة (طبع) #/؟١١‏ 


زه( ولابن القم رحمه الله كلام نفيس في ذلك فليرجع إليه في شفاء العليل من 
٠‏ ص (هم) إلى (55). 


)».( 


المبحث الحادي عشر 
القسوة الصلابة 2 كل شىء والمصدر القساء. وهو مصدر للفعل فسا 
)60 1 


والمراد هنا غلظ القلب.7”) 

واشيورة: القالي هنا بقع جه "انع الكدار كك واله ةا عددى اللهة حو دل 
المؤمنين من ذلك وأمرهم بما يرقق قلوبهم ويلينها فقال تعالى: (أُم يأن 
.للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا 
كالذين أوتوا الكتسب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير 
منهم فلسقون).(5) 

قال ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية: نهى الله المؤمنين أن 
بسن باقدبى معطو الكدانه #ليعم حمق النيوه" ,والستاري. 11 كناو 
عليهم الأمد بدلوا كتاب الله الذي بأيديهم واشتروا به ثناً قليلاً ونبذوه 
وراء ظهورهم وأقبلوا على الآراء المختلفة والأقوال الموؤتفكة وقلدوا 
الرجال في دين الله واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله فعند 
ذلك قست قلوبهم» فلا يقبلون موعظة ولا تلين قلوبهم بوعد ولا وعيد 
(وكثير منهم فسقون) أي في الأعمال فقلوبهم فاسدة وأعمالهم باطلة كما" 
قال تعالى: (فبما نقضهم ميثقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قلسيه بحرفون الكل 
عق هو استكو نتنو ا نمطا ها كر من )7 أي فسدت قلوبهم فقست وصار 
)١‏ اللسان عند مادة (قسا) ١8٠/1١6‏ 


/ 
(؟) المفردات عند مادة (قسا) 4064 
(0) الآية 5 من سورة الحديد. 


(4) جرء من الآية ١‏ من.سورة المائدة. 


) 2.4 ( 


وارتكيو! مانهوا عنهء ولهذا نهى الله المؤمنين أن يتشبهوا بهم في شىء. من 
الأفوو الأ فته والفر 0 

قال ابن مسعود رضى الله عنه: "ماكان بين إسلامنا وبين أن عاتينا 
الله بهذه الآية (أم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) إلا أربع 
0 1 
سسبنو  ٠١‏ 
.واستبطاء للاستجابة الكاملة من تلك. القلوب التى أفاض عليها من فضله 
فبيعث إليها الرسول صلى الله عليه وسمم يدعوها إلى الإيمان بربها ونزل 
عليها -الآيات الات لتترضنيا” من الظاتمات» إل العون وار اعادمن اياتاق 
والخشوع لذكره و تلقى مانزل بم يليق به من الطاعة والاستسلامء وإلى 
جانب ذلك فيه تحذير من التباطوٌ والتقاعس عن الاستجابة وبيان لما يغشى 
القلوب من الصدأ حين يمند بها الزمن بدون جلاء وماتنتهى إليه من 
القسوة بخن ازلى نين افطل تعره نكر لذ 

إن قسوة القلب مرض خطير بصيب القلب بالعمى فلا يتعظ بموعظة ‏ 
ولقوعد اتاافيه- الغذة بوذا برو ماه القلبه العاتق امهالك تن عي أن 


يشعر بما هو مقدم عليه قال تعالى: (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن 





(1) انظر تفسير ابن كثير .45/4 


(؟) أخرجه ملم في صحيحه كتاب التفير (04) باب في قوله تعالى: ألم يأن للذين 


آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )١(‏ رقم الحديث (50907/94). 
(0) في ظلال القرآن /ا؟/8489 


)4( 


تنسح قلوبهم "ودين" لينم: الشيطلن_ماكانوا' يحملوق :فلما تنعؤا ماف كرو اده 
فتحنا عليهم أبوب كل شىء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذنهم بغتة فإذا 
هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العللمين).(0 

فقسوة القلب وتزيين. الشيطان قد حالا بين هؤلاء وبين الرجوع إلى 
الله عز وجل عند حلول البلاء فأعرضوا عما ذكروا به وتناسوه ففتح الله 
ليم أبوات الرزق عن كل مناعارون استدراجاً لهم حتى إذا فرعيو|'ها 
أوتوا من الأموال والأولاد والأرزاق أخذهم الله عز وجل أخذ عزيز 
مقتدر على غفلة فإذا هم آيسون من كل خير.9) 

وقد بين الله عز وجل أن قسوة القلب قد تتفاقم حتى تكون أشد 
من صلابة الحجارة تنفيرا منها كما في قوله تعالى: (ثم قسست قلوبكم من 
بعد ذلك فهى كاطجارة آى أشذ و0 

وانوعد القاسية قلوبهم بقوله: (أفمن شرح الله صدره للإسللم فهو 
على نور من ربه فويل للقلسية قلوبهم من ذكر الله أولشك في ضللل 
مبين).40) ٠‏ 

ولماكانت قسوة القلب عقوبة عظيمة فقد دعا موسى عليه الصلاة 
السلام على فرعون وملائه أن يطمس الله على أموالهم ويعدد على قلويهم 
فقال تعالى: (وقال موسئ ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة وأمولا في. 
الحيوة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على 


قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ).لها 


(9) الآيات “40-4 من سورة الأنعام . 
(6): “انظر عفييي القرات العظيم 501/7 
69 جرء من الآية 5لا من سورة البقرة. 
)2 "الآية امن سوررة لز 


) 4 ( 


المبحث الثاني عشر 
العمى 

العمى لغة افتقاد البصر والبصيرة. | 

قال الراغب: العمى يقال في افتقاد البصر والبصيرة ويقال في الأول 
أعس وق الاق أعق وعم :وطق الأول قولهه (أن.نجاءة الأعمي )!ا بوعل 
لان ارو قر نل اعون انكر اق تو اوليك رع كا 1 
(فعموا وصموا)() بل لم يعد افتقاد البصر في جنب افتقاد البصيرة عمى 
٠‏ حتى قال تعالى: (فإنها لاتعمى الأبصطر ولكن تعمى القلوب التى في 
العند قز ) ()(0) 

فاك اه عفن وحن الله عد نقوله ان«( فلي معز ة ان ارمع 
فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنها لاتعمى الأبصر 
ولكن تعمئ القلوب التى في الفدوو )0 

ليس العمى عمى اليصر وإنما العمى عمى البصيرة وإن كانت القوة 
المافيوة سلممةك: فانها الايفد. إلى العبر ولا تدرى ماالخبر» وما أحسن ماقاله 

0 هذا المعنى ل 0 





)0 الآية /ا من سورة عبس. | 

(؟) جرء من الآية 1١8‏ من سورة البقرة. 

69 جزء من الآية ١لا‏ من سورة الماكدة. 

)( جرء من الآية 57 من سورة الحج. 

(ه) المفردات ص8" مادة (عمى). 

(5) الآية 45 من سورة الحج. 

(0) هو أبو محمد عبدالله بن محمد بن صارة ويقال سارة اللغوي الشنتريني الإشبيي 
شاعر الأندلس» توفى سنة ١اهه.‏ انظر سير أعلام النبلاء 4041/19: خريدة القصر 


وجريدة العصر ؟/6١#,‏ وانظر هذه الأبيات في الخريدة ؟/١5"71‏ 


) 40( 


والشد في اللغة الإيثاق وشددت الشىء أشده شداً إذا أوثقته() فهذا 
الشد على القلب هو الصد والمنع والمعنى قسها واطبع عليها حتى لا تلين ولا 
مقتوع: للإياف هذا العبدوالصسية مق كال عطان: لبرت سحاد 3 
أعنداته #جمله عقوبة لهم على كفرهم وإعراضهم كعقوبته لهم بالمصائب 
ولهذا كان تحمودا علية فيو حسن منه وأقبح شىء متهم فإنه عدل منة 
ل 0 

يضع الخير والشر في أليق المو 2 ادن هن الشو تيكو من 
ا ا 00 1 


.(1) انظر اللسان عند مادة شدد ع«/رمم؟ 


0( انظر شفاء العليل ص لاه 


( ع ) 


يامن يصيخ إلى داعى الشقاء وقد ندى به الناعيان الشيب والكبر 
إن كتنثت: لاسمم الذكرى في ترى في رأسك الواعيان:السمع والبصر 
ليس الأصم ولاالأعمى سوى رجل2 لم يهده الهاديان: العين والأثر 
لااندهر يبقى ولاالدنياء ولاالفلك ال أعلى ولا النيران: الشمس والقمر 
رصان هن الدمار وان #رسسيحا- ١‏ قراقهاه العاريانة اليد افو 

إن القلب الأعمى لا ينتفع بذكرى ولا موعظة ولذلك عندما ذكر 
الله عز وجل في ايه اموت توبك انودواطفن وأموالةحيين أن ذلك دكرق 
الأمهات القلوت اليه الواعية قال عمال (إث. فى ذنك لذكرى لمق كان 
لتق أن القن المح رس حي )ا 

قال ابن القي رحمه الله: "لمن كان له قلب" فهذا هو المحل القابل» 
والمراد به القلب المي الذي يعقل عن اللهء كما قال تعالى: (إن هو إلا 
ذكر وقرءان مبين لينذر من كان حياً)() أي حي القلب وقوله: (أو ألقى 
السمع) أي وجه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى مايقال لهء وهذا شرط 
العأثر بالكلام: وقوله (وهو شهيد) أى شاهد القلب حاضر غير غائب.!4ا 

زفعن كان أعين قله "نوق غات ون حاف حافير ا عق هيه يوإن 
كان يملك آله ذلك قال تعالى: (ولقد ذرأنا لهم عدر ين" اللو د نين 
لهم قلوب لايفقهون بها ولهم أعين لايبصرون بها ولهم ءاذان لايسمعون ‏ 


. بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولعك هم الغلفلون).له) 





0( تفسير القرآن العظيم م/م 
(؟) الآية لا من سورة ق. 
)ع جزء من الآية 8 وجرء من الآية ا من سورة يس. 


(4):- القواقد صضة 


(6) الآية ولاا من سورة الأعراف. 


) 4:( 


قال ابن كثير رحمه الله تعالى: يعنى ليس ينتفعون بشىء من هذه 
الجوارح التى جعلها الله كما قال تعالى: (وجعلنا لهم سمعاً وأبصلراً 
وأفئدة, فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصلرهم ولا أفكدتهم من شىء إذ 
كانوا مجحدون بغايلت الله)( وقال تعالى: (صم بكم عمى فهم 
لاير جعون )(") هذا في حق النافقين وقال في حق الكافرين (صم بكم عمى 
فهم لايعقلون)7 ولم يكونوا صما بكما عميا إلا عن الهدى. كما قال 
تعالى: (ولو علم الله فيهم ا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم 
او ولغ : 

ثم قال< (أو فك كالأفلغ ) أ :سولاء الندين لانتممن ىول" 
يعونه. ولا يبصرون الهدى كالأنعام السارحة التى لاتنتفع بهذه الكواس منها 
إلا في الذي يعيشها من ظاهر الحياة الدنيا كما قال تعالى: (ومشل الذين 
كفروا كمثل الذي ينعق با لايسمع إلا دعآءً وندآ2)!*) أي ومثلهم في حال 
دعائهم إلى الإيمان. كمثل الأنعام إذا دعاها راعيها لاتسمع صوته ولا تفقه 
مايقول ولهذا قال في هؤلاء (بل هم أضل) أي من الدوابء لأن الدواب 
قد نستجيب مع ذلك لراعيها إذا بس بهاء وإن لم تفقه كلامه, +خلاف هؤلاء 
ولأن الدواب تفقه ماخلقت له إما بطبعها وإما بتسخيرها بخلاف الكافر فإنه 
نما خلق ليعبد الله ويوحده؛ فكفر بالله وأشرك به ولهذا فالدواب أتم ' 


لمعم( 


)0( جزء من الآاية 5 من سورة الأحقاف. 

)م( جرء من الآية 18 من سورة البقرة. 
(8) خوك الآنة قل من سورة لقف 

(4) الآية »من سورة الأتفال. 

(6): -جرء من الآية 1/أة من سورة البقرة: 


(5) تفسير ابن كثير #/هاه 


( 6اء ( 


المبحث الثالث عشر 
الغفله 
غفل عنه يغفل غفولاً وطفله و أعفلة فرك وسها عد 1 
قال 'ضاحت المقردات» الغفلة سهو يعترى. الإنسنان من 'قلة" العحفظ 
والتقط (كا قال حعال :زولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتيع هوبه 
وكان أمره فرطا).[") 


قال ابن القيم رحمه الله: الغفل الشىء الفارغ والأرض الغفل التى لا 


اعلقئعة نيا لتاب العفل» :الذي لاشكل عليه. وأغفلناه: تركناه غافلا عن 


الذكر قارغاً منه فهو إبقاء له على العدم الأصلي لأنه سبحانه لم يشا له 
الذكرء فبقى غافلاً فالغفلة وصفه والإغفال فعل الله فيه بمشيئتهء وعدم 
مشيكته لتذكرهء فكل منهما مقتض لغفلته فإذا لم يشأله التذكر لم يتذكر وإذا 
شاء غفلته امتنع منه الذكر. 

فإن قيل فهل .تضاف الغفلة والكفر والإعراض ونحوها إلى عدم مشيئة 
الرب لأضدادهاء أم إلى عدم مشيئته. لوقوعها؟ 

قيل القرآن قد نطق بهذا وبهذا قال تعالى: (أولئك الذين لم يرد الله 
أن يطهر قلوبهم)9) وقال: (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله 


شيعا )(*) وقال: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلكم ومن يرد أن 





() اللسان عند مادة (غفل) 490//1١‏ 
(؟) المفردات عند مادة (غقل) ص7 
(«) جزء من الآية 78 من سورة الكهف. 
( جرء من الآية 4١‏ من سورة المائدة. 


ا (ه) جزء من الآية 4١‏ من سورة المائدة. 


) 45( 


يضله يجعل صدره فقا خريها كأعا يصعد في السماء).(5001) 

قال الشيخ الأمين رحمه الله عند قوله تعالى: (ولاتطع من أغقلنا 
قلبه عن ذكرنا واتبع هوئه وكان أمره فرطا).(©) 

نهى الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسل في هذه الآية الكريمة 
عن طاعة من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هوأه وكان أمره فرطاء وقد 
كرر في القران نهى نبيه صلى الله عليه وس عن اتباع مشل هذا الغافل 
عن ذكر الله المتبع لهواهء كقوله تعالى: (فاصير لحكم ربك ولا تطع منهم 
عاقا أو كفبورا):2) وقوله: (ولاتطع الكلفرين والمنلفقين ودع أذيهم )0 
الآية وقوله تعالى: (ودوا لو تدهن فيدهنون ولا تطع كل حلاف مهين 
هماز مشاء يندم مناع للشير معتد أن عتل بعد ذلك ا إل عبن وك 
من الآيات. ٠‏ 

وقد أمره في مواضع أخر بالإعراض عن المتولين عن ذكر الله الذين 
لايريدون غير الحياة الدنيا وبين له أن ذلك هو بلغهوسم من العم ذلك في 
قوله تعالى: (فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحيؤة الدنيا ذلك 
مبلغهم من لعب 

وقوله في هذه الآية الكريمة (من أغفلنا قلبه) يدل على أن مايعرض 


للعبد من غفلة ومعصية إنما هو بمشيئة الله تعالى إذ لايقع شىء البتة كائناً 





)0 جزء من الآية 6؟١‏ من سورة الأنعام. 

(9) التفسير القي لابن القبم ص 0ه" 

(9) جرء من الآية .م؟ من سورة الكهف. 

(4) الآية. 4؟ من سورة الإنسان. 

زه( جرء من الآية 48 من سورة الأحزاب. 
)3( الآيات 1-9 من سورة القام. 


0 الآية 9 وجزء من الآية من سورة النجم. 


“7ع ) 


ماكان إلا مشيئته الكونية القدرية جل وعلا (وما نشاءون إلا أن يشاء 
الله )007 (ولق فاء. الله ما أشركو )0 (ولق :فعا لأعينا كل نفس هذئينا )191 
(واى اا اللنة لمهم حل اندي )40 إن تملع عق قلنويهم اكنة ان 
يفقهوه وفي ءاذائهم وقراً)0) إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن كل 
شىء من خير وشر لايقع إلا بمشيئقة خالق السموات والأرض فمايزعمه 
- المعتزلة وخاول الزغشرى فى تفسيره ندائا- تأويل آيات القرآن على نحو 


فرظا رق م استقلال قدرة العبد وإرادته بأفعاله دون مشيئة الله( لايخفى 





0) 
4 
0 
(4) 
() 
0 


الآية ١9‏ من سورة التكوير. 

الآية /ا١٠‏ من سورة الأنعام . 

الآية ١"‏ من سورة السجدة. 

جزء من الآية ه" من سورة الأنعام . 

جزء من الآية لاه من سورة الكهف. 1 
كد قال عه هق 2.01 (مد أخلها قليه) :(الكيت كير امن شغ | قليداتقافلا 
عن الذكر بالخذلان أو وجدناه غافلاً عنه كقولك أجبنته وأفحمته وأبخلته إذا 
وجدته كذلكء أو من أغفل إبله إذا تركها بغير سمه: أي لم نسمه بالذكر ولح 
نجعلهم من الذين كتبنا في قلوبهم الإيمان, وقد أبطل الله توهم المجبره بقوله 
(واتبع هود وقرى أغفلنا قلبّه باسناد الفعل إلى القلب على معنى حسبنا قلبه . 
غافلين: من أغفلته إذا وجدته غافلا. أ.ه الكشاف 4/5/7 

قال صاحب الإنصاف: وهو يشمر للهرب من الحق وهو أن المراد خلقنا له 
وجدير به أن يستمر في اتباع هواه فإن حمل أغفل على بابه صرفه إلى الخذلان 
وإلا أخرجه بالكلية عن بابه إلى: باب أفعل للمصادفة -إلى أن قال- وقوله (وقد 
أبطل الله توهم المجبرة بقوله -واتبع هواه-): قد تقدم في غير ماموضع أن 
أعل الستة يضيفون فعل العبد إلى الله تعالى من حيث كونه مخلوقا له وإلى 
العبد من حيث كونه مقروناً بقدرته واختياره ولاتنافي بين الإضافتين فبراهين 
السنة تتبعه أينما سلك وأية توجه فلا محيص له عنها بوجه. | 
الإنصاف فيما تضمنه الكشاف من الاعتزال للإهام ناصرالدين أحمد بن محمد بن 


المنير الأسكندري المالكى المطبوع مع الكشاف ؟/485 


) 18( 


بطلانه ! كما تدل عليه الآيات المذكورة آنفاً وأمثالها في القرآن كتيرة.() 

فالمقصود أن القلب الميت قلب ساهٍ لام عن ذكر الله عز وجل وعن 
كل خير وهو في ظلمة شديدة من الجهل والعمى فلا يصل إليه حق ولا 
ينتفع بما يرى ويسمع قال تعالى: (بل قلوبهم في غمرة من هذا).() 

كال :ابح وين وجي الانده يتسوك قال كرد ما الف كمنا يشنينا 
هؤلاء المشركون من أن إمدادناهم با تمدهم به من مال وبنين بخير نسوقه 
بذلك. إليهمء والرضا منا عنهم و لكن قلوبهم في غمرة ة عمى عن هذا 
*القرات عق الع ماغمر قلوبهم؛ فغطاها عن فهم ماأودع الله كتابه 
“من المواعظ والعبر والحجج., وعنى بقوله (من هذا) من القرآن. 

ثم ساق بسنده إلى مجاهد قوله (في غمرة من هذا) قال: في عمى من 
هذا القرآن.() 

وعاءآت القلنب» ابيع لاه عاو اعائل عن :الى كينيق مقف ول بالدتيا 
مستغرق في شهواته وملذاته اللأرضية والقتران الكرتم. يذكر لنااهذه 
الحقيقة في قوله تعالى: (اقترب الناس حسابهم وهم في غفلة معرضون 


مايأتيهم من ذكر ربهم حدث إلا استمعوه وهم يلعبون لاهية قلوجهم 





(1) أضواء البيان 48/4و-وهو 

6 جزء من الآية “5 من سورة المؤّمنون. 

(08- عاق لدان خجره الاعديعي» عي أو اعتهرة غلا وقطاة بوقان قو له تعال: 
(بل قلوبهم في غمرة من هذا) (المؤمنون: *) يقول: بل قلوب هؤلاء في عماية 
من هذاء وقال القتيبى: أى في غطاء وغفلة. والغمرة: حيرة الكفار. 
انظر اللسان عند مادة (غمر) ه/ة؟-.م : 
وقال الراغب في المفردات: والغمرة معظم الماء الساترة لقرها وجعل مثلاً 
للجهالة. التى تغمر صاحبها. المفردات عند مادة (غمر) صههم8 7 


ع( أأخر جه ابن جرير ف تفسيرة "06/١‏ 


) 5 


وأسروا النجوى .الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أقتأتون السحر وأنتم 
تبضرون) 0 

قال الراغب: اللهو مايشغل الإنسان عما.يعنيه ويهمهء وقوله: (لاهية 
قلوبهم) أي ساهية مشتغلة بالا يعنيها.5) 

والقلب الغافل اللاهى قلب معرض عن الحق قال تعالى: (ثم انصرفوا 
صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لايفقهون).20) 

قال ابن عدر رست الله قال عند عد الف نهل | مار عن المنافقين 
أنهم إذا أنزلت سورة على رسول الله صلى الله عليه دسم (نظر بعضهم إلى 
بعض ) أي تلفتوا (هل يرلكم من أحد ثم انصرفوا) أي: تولوا عن الحق 
وانصرقوا عنهء. وهذا حالهم 2 الدين لا يثبتوك عند الحق ولا يقبلونه ولا 
يفهمونه. كما قال تعالى: (فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر 
مستنفرة فرت من قسورة)!) وقال تعالى: (فمالالذين. كفروا قبلك مهطعين 

عن اليمين وعن الشمال 0 أى مالهؤلاء القوم عللوة عملت افيد 

وشمالاً وهروباً من الحق وذهاباً إلى الباطل» وقوله: (ثم انصرفوا صرف 
الله لوبي ) كقوله: (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )7 )(بأنهم قوم 


بل هم في شده("! عنه وتفور منه فلهذا صاروا إلى ماصاروا اما 





(0) الآيات ”-١‏ من سورة الأنبياء. 

(؟) المفردات مادة (لهى) ص ةةع 

(#) بجرء من الآية /ا؟١‏ من سورة التوبة. 

(:) الآيات ه1-49اه 2 من سورة المدثر. 

(0) الآيتان >" -لام من سورة المعارج. 

() جرء من الآية ه من سورة الصف. 

(0) أي في شغل عنه. انظر اللسان 605/١‏ مادة شده. 


0( تفسير ابن كثير ير بات بارا 


)7( 


المبحث الرابع عشر 
اكيز 

الكبر بالكسر والكبرياء العظمة والتجبر وقد تكبر واستكبر وتكابر 

والتكير والاستكبار: التعظم. 0 ظ 
والاستكبار هو الامتناع عن قبول الحق معاندة 99 

وقد بين النبي صلى الله عليه وس معناه بقوله: "الكبر بطر الكق 
وغمط الناس".(؟) 

وقد ذكر الله عز وجل في كتابه أن الكبر من أوصاف القلوب الميتة 
فقال تعالى: (إن الذين يجلدلون في ءايلت الله بغير سلطلن أتلهم إن في 
صدورهم إلا كبر ماهم ببللغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير).9) 

قال ابن كثير رحمه الله: أى يدفعون الحق بالباطل»؛ ويردون الحجج 
الصحيحة بالشبه الفاسدة بلا برهان ولا حجة من الله (إن في صدورهم إلا. 
كبر ماهم ببللغيه) أى مافي صدورهم إلا كبر على اتباع الحق واحتقار 
لن ساععر نيه ,ليد" ما يرو متونه :فق إحمال انلق وإ علوم البناطل حاضل 
لهمء بل الحق هو المرفوع وقولهم وقصدهم هو الموضوع (فاستعذ بالله) ‏ 
أي من حال مثل هؤلاء (إنه هو السميع البصير).(8) | 

والكبر وصف ذمي أول من 'اتضفه نه إيليمن: الهراء الله فال عفال : 


(إلا إبليس أي واستكير وكان من الكلفرين).(0) 





(1) انظر اللسان مادة (كبر) 9.190//4؟0 

(0) تقدم خريخدص الما 

(06:-011ي652 م بسورة فا فن 

(4) .تفسير القرآن العظيٍ 161/7 وانظر جامع البيان 74/+-/ان 


(4) جزء من الآية (4) من سورة البقرة. 


)0( 


ثم انتقل .هذا الداء الخطير إلى اتباعه من بعده من شياطين الإنس 
والجن فهاهو فرعون وجنوده يستكبرون عن سماع الحق كما قال تعالى: 
(واستكير هو وجنوده في الأرض بغير الحق).[0) ظ 

وهاهم بنو إسرائيل يقول الله تعالى في حقهم: (أفكلما جاءكم 
رحو لها اموق السك اهوت )زلا 

بل إن هذا المرض الخطير هو أعظم جناي تككلافن: حت كله عن 
الأمم. 

ولذلك توعد الله عز وجل علننة بالعداب"القنديد ق: ا'يات: كديرة 
فتفا وله تال ذا كن عليه الها ول ضكرا كأن 1 يشيعها كأن 
في أذنيه وقرا فبشره بعذاب أي ).0 

وو ١18‏ لبن في جهنم مثوى كروي © 

وقوله:(ادخلوا أبوب جهنم خللدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ).(0) 

وقوله تعالى: (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهم 
داخرين)[0) وقال صلى الله عليه وسلم: 'لايدخل اللفة ابي كنان دا قلبه 
ا ا نا ١ش‏ 


م . : 





)١(‏ جرء من الآية 8" من سورة القصص. 

(؟) جزرء من الآية لالم من سورة البقرة. 

(6) الآية لا من سورة لقمان. 

(4) جزء من الآية 6" من سورة الزمر. 

(ه) الآية 5لا من سورة غافر. 

(5) جرء من الآية 7٠‏ من سورة غافر. 

(07) أخرجه مم في في الصحيح 58/١‏ كتاب الإيمان 00 باب ريم الكو برقم 91/1417 
(4) مجوع الفتاوى /ا/لالا1 . 


( مع ) 


صاحبه الجنة كما في قوله: (إن الذين يستكبرون عن عبادق سيدخلون جه 
.داخرين) ومن هذا كبر إبليس وكير فرعون.وهذا الاستكبار. يكون في بعض 
الأحيان حمية جاهلية لعادات وموروثات باطلة أخذها الأبناء عن الآباء كما 
قال تعالى مبيناً لذلك: (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا 
قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على ءاثلرهم مقتدون).(0 

وقد ذكر تعالى هذه الحمية الجاهلية في قوله: (إذ جعل الذين كفروا 
قفاويو القمنة ححررة لباه : [ 

قال سيد قطب رحمه الله: حمية لا لعقيدة ولا لمنهج إنما هي حمية 
الكبروالفخر والبطر والتعست. الحمية التى جعلتهم يقفون في وجه رسول 
الله صلى الله عليه وَسلٍ سم ومن معه يمنعونهم من المبعية اطواد: ووز 
الهدى الذى ساقوه أن يبلغ محله الذي ينحر فيه مخالفين بذلك كل عرف 
وكل عقيدة كى لاتقول العرب إنه دخلها عليهم عنوة. ففي سبيل هذه 
النعرة الجاهلية يرتكبون هذه الكبيرة الكريهة في كل عرف ودين وينتهكون 
حرمة البيت الحرام الذى يعيشون على حساب قداسته. وينتهكون حرمة 
الأشهر الحرم التى لم تنتهك في جاهلية ولا إسلام. وأما المؤمنون فقد 
حماهم الله عز وجل من هذه الحمية وأحل محلها السكينة والتقوى: 
(فآنزل الله سكينته. على رسوله على المؤمنين والزمهم كلد الهوي 0 
لحن :نيا علدا وكات الله بكل شىء عليما) 9(]9) 
| فكانت عاقبة هذه السكينة والتقوى خيراً كثيراً للمسلمين فقد رجع 


الني صلى الله عليه وس وأضكابة يط سنة امن هذا لوقف فاقية وملا 





(1) الآية رقم “7 من سورة الزخرف. 
0( الآية رقم 5 من سورة الفتح . 
() . في ظلال القرآن >م/وجمم 


( ع ) 


المسجد الحرام آمنين خلقين رئسهم ومقصرين لا يخافون إلا الله.وحده. 

وقد كان أبي بن كعب7() يقرأ: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم 
الحمية حمية الجاهلية ولو حميت كما حموا لفسد المسجد الحرام) فبلغ ذلك 
عمر فأغلظ له: قال: إنك لتعلم أني كنت أدخل على رسول الله حلب الله 
عليه وس فيعلمنى مما علمه الله فقال عمر: بل أنت رجل عندك عم 


وقرآنء فاقرأ وعلم كما فعاف الله تل 





)00 هو أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عصرو بن ماللك بن 
النجار سيد القراء أبو منذر الأنصارى البدري ويكى أيضا أبا الطفيل شهد 
العقبة وبدراً والمشاهد كلهاء جمع القرآن في حياةة الني صلى الله عليه وسم 
وكان رأسا في العلم والعملء مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين من الهجرة وقيل 
غير ذلك. أنظر سير أعلام النبلاء 2589/١‏ الإصابة "1/١‏ برقم ا 

(؟) أخرجه النسائي في تفسيره */8.”, والحاكم في المستدرك ؟#ره؟*-85* في كتابا 


التفسير. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و يخْر جاه ووافقه الذهى . 


) 54( 


المبحث الخامس عشر 
الغل للمؤمنين 

وهق. أوخافة القلي؛ اميت الكل للمؤفتين وقد وكز "الله عن وجل أن 
من أوصاف أتباع السلف ممن جاء بعدهم أنهم يدعون الله عز وجل أن 
بسم قلوبهم من الغل لأحد من المؤمنين قال تعالى: (والذين جاءوا من 
بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيملن ولا تجعل في 
قلوبنا غلاً للذين ءامنوا ربنا إنك رؤؤوف رحي) 20 

والغبل «بالكسن: والعليلة الققن. .و العد اوهو السفية :ولق وخ ا 

ولقد ابعليت" الآمة الإسلامية يمن .يمل -هذا المرض العضال مند العرن 
الهجري الأول وإلى يومنا هذا وهم مايسمى بالرافضة وقد قال فيهم شيخ 
الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ومن أعظم خبث القلوب أن يكون في قلب 
العبد غل لخيار المؤمنين وسادات أولياء الله بعد النبيين ولهذا لم يجعل الله 
تعالى في الفىء نصيباً لمن بعدهم إلا الذين يقولون (ربنا اغفر لنا ولإخوننا 
الذين سبقونا بالايملن ولاتجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا رينا إنك رءوف 


0 ظ 
ولهذا كان بينهم وبين اليهود من المشابهة في الخبث واتباع الهوى 

وغير ذلك من أخلاق اليهود وبين النصارى من المشابهة في الغلو والجهل 
وغير ذلك من اك النصارى ماأشبهوا به هؤلاء من وجه وهؤلاء من 


وجه ومازال الناس يصفونهم بذلك.(5) 


([01) الآية ٠١‏ من سورة الحشر. 
(؟) اللسان عند مادة (غلل) 4494/1١‏ 


(0) منهاج السنة ١/؟م‏ 


(ه8غ ) 


ومشل الرافضة المناققون الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر قال 
فال ميزنا لعظم حقدهم على الؤفعن زيابنا لذن عامطو ا الاشعدوا 
بطانة من دونكم لقا نوكي فيال ودوا ماعنتم تسوك اليا من أفواههم 
ومانخفي صدورهم و قد بينا لكم الأيلت إن كنتم تعقلون. هلان أولاء 
تحبونهم ولاحبونكم وتؤمنون بالكتلب كله وإذا لقوكم. قالوا ءامنا وإذا 
خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله علي بذات 
اعد" 

ص ننه 'الآياث ومن انه عد بوط فيان لمن ين أغاذ 
المنافقين بطانة أى يطلعونهم على سرائرهم وماد قووف لأعدالووه 
والمنافقون ججهدهم وطاقتهم لايألون المؤمنين خبالاً7) أي يسعون في 
عخالفتهم ومايضرهم بكل ممكن وبا يستطيعونه من المكر والخديعة ويودون 
مايعنت المؤمنين ويحرجهم ويشق عليهمء قد لاح على صفحات وجوههم 
'وفلعات السنتهم من العداوة مع ماهم مشتملون عليه في صدورهم من 
البغضاء للإسلام وأهله مالايخفى مثله على لبيب عاقل ولهذ! قال تعالى: (قد 
بينا لكم اللأيله إن كنت تعقلون). 

ثم قال تعالى: : (ها ن نم أولآء تحبونهم ولا يحبونكم) أى أنتم أيها. 
المؤمنون تحبون المنافقين. بما 586 لكم من الإيمان فتحبونهم على ذلك 
وهم لايحبونكم لاباطناً ولا ظاهراً (وتؤمنون بالكتلب كله) أي ليس عندكم 
في شىء منه شك ولا ريب وهم عندهم الشك والرب والحيرة (وإذا لقوكم 


قالوا ءامنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ) والأنامل أطراف 





(1) الآيتان 118 و9١‏ من سورة آل عمران. 


00 الخبال: الفساد. انظر المفردات عند مادة (خبل) ص ؟4١‏ 


):( 


الأضابع :وهذا شأن المسافقين يظيسرون له الإيهان والمودة وهم في 
الباطن بخلاف ذلك من كل وجه قال تعالى: (وإذا خلوا عضوا عليكم 
الأنافل ونين الفيظ )ذلك أشن الغيظ والمحنق. قال تعالى: (قل موتوا 
بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور) أى مهما كنم تحسدون عليه المؤمنين 
ويغيظكم ذلك منهم. فاعلموا أن الله مت نعمته على عباده المؤمنين ومكمل 
دينه؛ء ومعل كلمته ومظهر دينه فموتوا بغيظكم (إن الله عليم بذات. 
٠‏ الصدور) أي هو علي بما تنطوى عليه ضمائركم وتكنه سرائركم من 
البغضاء والحسد والغل للمؤمنين وهو مجازيكم عليه في الدنيا بأن يريكم 
خلاف ماتؤملون؛ وفي الآخرة بالعذاب الشديد في النار التى أنتم خالدوة 
فيها . فلا خروج لكم منها. 

ثم قال: (إن سسكم حسنه تسؤهم وإن تصبكم سيكة يفرحوا| بها) 
وهذه الخال دالة على شدة العداوة منهم للمؤمنين وهو أنه إذا أصاب 
المؤمنين خصب ونصر وتأييد وكثروا وعز أنصارهم ساء ذلك المنافقين وإن 
أصاب المسلمين سنة أي -جدب- أو أديل عليهم أعداؤهم لما لله في ذلك 
من الحكمة -كما جرى يوم أحد- فرح المنافقون بذلك ثم قال تعالى 
مخاطباعباده المؤمنين (وإن تصيروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئاً إن الله با 
يعملون حيط )7 فيرشدهم تعالى إلى السلامة من شر الأشرار وكيد القجار 
بالصبر والتقوى والتوكل على الله الذى هو حيط بأعدائهم فلا حول ولا 
قوة لهم إلا به وهو الذى ماشاء كان ومالم يشا لم يكن ولا يقع في الوجود 


شىء إلا بتقديره ومشيئته ومن توكل على الله كفاه.9) 





)0 الآية رقم ٠‏ من سورة آل عمران. 
0( انظر تفسير القرآن العظيم */لم إلى 6١‏ 


( بسع ) 


الفصل الثاني 
أسباب موت القلب 


وفيه تمهيد وسته مباحث: 

المبحث الأول : الكفر. 

المبحث الثاني: الزييغ. 

المببحث الثالث : الجهل وعدم الفقه. ' 
المبحث الرابع: إخلاف وعد الله عز وجل. ‏ 
المبحث الخامس: الكبر. 

المبحث السادس : اتباع الهوى. 


(م ) 


تمهيد 
ا قال ضلى. الله عليه وسل: و ادم كلها بين إصبعين 
من أصابع الرحمن. كقلب واحد يصرفه كيف بشاء“ 03 ثم قال رسول الله 
ضصلى. الله غلية 0 اللهم مصرف القلوب صرف الو على طاعتك ".00 
0 

وقال تعالى: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسللم ومن يرد 
أن يضله مجعل صدره ضيقاً حرجاً كأثما يصعد في السماء كذالك مجعل الله 
الرجس على الذين لا يؤمنون).50) 

| والإرادة في هذه الآية هى الكونية التى لا تنتخلف ولا يتعلق بها 
الرضا والمحبة مالم نحم مع مع الإرادة الشرعيك. 

وقاله قال : ا آنا نالك بو ان الو يي 0 

ولكن جرت سنة الله عز وجل في خلقه أن يجري أحكامه الكونية 
فرائية على اسبابه حي في مقدور الخلق وهم مطالبون بها إن كانت تؤّدي 
إلى ماخبه الله ويرضاه ومنهيون عنها بحاسبون عليها إن كانت تؤدى إلى 


ما يبغضه الله. وأعطاهم الله عز وجل القدرة على الفعل والترك 


(9) أخرجه مس في صحيحه 7٠045/4‏ كتاب القدر (45) باب تصريف الله تعالى 
القلوب كيف .شاء (") رقم الحديث .)7504/١9/(‏ 

(؟) أخرجه مسم في صحيحه 908/5 كتاب الحج )٠١(‏ باب مايقول إذا ركب إلى 
سفر الحج وغيره (8) رقم الحديث )1١48-455(‏ ومعنى الحديث: الاستعاذة من 
الرجوع عن الجماعة بعد أن كنا منهم. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر 
عند مادة (حور) 428/١‏ 

() الآية ١١6‏ من سورة الأنعام . 


ع( جرء من الآية 5 من سورة الأنفال. 


(4م: ) 


والمشيعة المقيدة بمشيكته تعالى وهو تعالى لم يكلفهم مالا يطيقون ومالا 
000 قال خعالى :(لا يكلف الله نفساإلا وسعها)() 
وفيما بلي من اضف ماين سام فوت القلب وذلك حسب الجهد 


والطاقة .الله الموفق 0 





)0( جرء من الآية 5 من سورة البقرة 
(0) مما يتبغى ذكره أن هذه الأسباب إذا لم تؤد إلى الكفر فإن القلب يكون فيه 
نصيب من الموت بقدر ما وقع فيه من هذه الأسباب حتى يموت موتا كاملا بترك 


دين الإسلام والردة عنه نسأل الله العافية. 


) :.0( 


المبحث الأول: 
الكفر 

الكفر نقيض الإيمانء كفر بالله يكفر كفراً و كقراناً. 

وكفر نعمة الله يكفرها كفوراء وكفراناً وكفر بها جحدها وسترها. 
وكافره حقه: جحده. ورجل مكفر: مجحود النعمة مع إحسانه. ورجل كافر 
جاحد لأنعم الله مشتق من الستر. وقيل لأنه مغطى على قلبه.() 

والكفر عدم الإيمان باتفاق المسلمين سواء اعتقد نفيضه وتكل به» أم 
لم يعتقد شيئأوم يتكلم به. 0 

واعم أن الكفر بعضه أغلظ من بعضء فالكافر المكذب أعظم جرمامن 
الكافر غير المكذب فإنه جمع بين ترك الإيمان المأمور به وبين التكذيب 
الى بخن وين كر بو كيه و بحاو الله وشو له والو مين ينية أل ليان 
أعظم جرمأممن اقتصر على جرد الكفر والتكذيب. ومن كفر وقتل وزنا 
وسرق وصد وحارب كان أعظم 00 
وأنواع الكفر أربعة: 

كفر جهل وتكذيب وكفر جحود وكفر عناد واستكبار وكفر نفاق» 
فأحدها يخرج من الملة بالكلية وإن اجتمعت في شخص فظلمات بعضها فوق 
بعض والعياذ بالله من ذلك. 

فإذا انتفى قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح اجتمعت ٠‏ 
أنواع الكفر غير النفاق قال تعالى: (إن الذين كفروا سوآء عليهم أنذرتهم 
أم م تنذرهم لا يؤمنون ختٍ الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعللّ ادم 
غشوة ولهم عذاب عظي).(2) 





(1) اللسان عند مادة(كفر) ١44/6‏ 
(؟) انظر مجموع الفتاوى ١9//-لالم‏ 


. الآيات 5-ل من سورة البقرة‎ (١ 


رصع ) 


وإن اتتفى تصديق القلب مع عدم العم بالل فكفراطهل: والتكديب قال 
تعالى:( بل كذبوا بمالم خيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله)() وقال 
تعالى :(أكذبم جاياقي وم عل وام ادام تعملون)9) وإن كتم 
الحق مع العا بصدقه فكفر الحجود والكتمان قال تعالى: (وحجدوا بها 
وديا اسيم ظلماً وغلواً فانظر كيف كان عقبة المفسدين)0) وقال 
تعالى: (فلما جاءهم دغر فو قرو به لفلف الله عن الكلمرويي )11 نوفا 
عق لمق اقيم الي ا كما يعرفون أيتآءهم وإن فريقاً منهم 
'ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين).(*) 

وإن انتفى عمل القلب من النية والإخلاص والمحبة والإذعان مع 
اتقياد الجوارح الظاهرة فكفر نفاق قال تعالى: (ومن الناس من يقول ءامنا 
بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين يخلدعون الله والذين ءامنوا وما 
يخدعون إلآ أنفسهم ومايشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم 
عذاب ألم بما كانوا يكذبون).!”) 

إن تفن عمل القلب وعمل الجوارح مع المعرفة بالقلب والاعتراف 
باللسان فكفر عناد واستكبار ككفر إبليس وكفر غالب اليهود الذين شهدوا 
أن الرسول حق ولم يتبعوه. 


0 ترك الصلاة عناداً واستكباراً ونحال أن ينتفى اتقياد 





(9) جرء من الآية 9" من سورة يونس. 
(0) جرء من الآية 64 من سورة النمل. 
(+) الآية ١4‏ من سورة القصص. 

ل( جزرء من الآية 8م من سورة البقرة. 
| (ه) الآيتان ١45‏ و/49١‏ من سورة البقرة. 


)0( الآيات ٠١-8‏ من سورة البقرة. 


( بم ) 


الجوارح بالأعمال الظاهرة مع ثبوت عمل القلب قال النى صلى الله 
عليه وسل: إذاق الطنه سسمة" ذا شلفيت ملم الخينه كه :إن مدت 
فسد الجسد كله ألا وهى القلب".(1) 

والمقصود أن الكفر مجميع أنواعه مميت للقلب قال تعالى مبيناً موت 
قلوب الكافرين وكيف أنه لابحييها إلا نور الإيمان (أو من كان ميتاً 
فأحيينله وجعلنا له نوراً يمشى به في الناس كمن مثله في الظلملت. ليس 
بخارج منها كذلك زين للكفرين ماكانوا يعملون).97) ش 

إن الكفر اتقطاع عن اللياة اللقيقية الق الانفن واتطمايق فى الجيرة 
الاستقبال والاستجابة الفطرية فهو موت والإيمان اتصال واستمداد واستجابة 
فيو عياة: 

إن الكفر حجناب للروح عن الاستشراف والاطلاع اع وخ على 
الجوارح والمشاعر وتيه وضلال فهو ظلمة. 

والإيمان تفتح ورؤية وإدراك واستقامة فهو نور بكل مقومات النور 
إن الكفر انكماش و تحجر فهو ضيق وشرود عن الطريق الفطرى الميسر فهو 
عسرء وحرمان من الاطمئنان فهو قلق. 

والإيمان انشراح ويسر وطمأنينة وظل ممدود. 

فما الكافر إلا نبعة ضالة لا وشائج لها في تربة هذا الوجود ولا: 
جذور إن هو إلا فرد منقطع الصلة جخالق الوجود فهو منقطع الصلة 
بالوجود لاتربطه به إلا روابط هزيلة من وجوده الفردى المحدود في أضيق 
الحدوده في الدؤد الى تعيش فيهنا' البفيعة دود اين :ونا بدركة هذا 





0 تقدم تخريكهءص و« 


(؟) الآية 114 من سورة الأنعام. 


سم ) 


لقد كانت قلوب المسلمين قبل بعثه خاتم الأنبياء والمرسلين مواتا 
وتتنافت: أر و احهسم للذما كم إذا فلوييم ينضح عليه الإهان فتهتز وإذا 
أرواحهم يشرق فيها النور فتضىء افيض مننها! القور #تمعدن: ابه في الناين 
5-52 الضال وتلتقط الشارد وتطمئن الخائف وتحرر المستعبد وتكشف معام 
الطريق للبشر وتعلن في الأرض ميلاد الإنسان الجديدء المتحرر المستنير الذى 
خرج مإوففة الله عنمن عنووية العبيد" 
ظ كما قال تعالى في آية أخرى 0 ذلك (اعلموا أن الله يحي 
الأرق نجس ها فييك الف الأو للك ساود )"ا 

قال ابن كثير رحمه الله: فيه إشارة إلى أنه تعالى يلين القلوب بعد 
قسوتهاء ويهدى الحيارى بعد ضلتهاء ويفرج الكروب بعد شدتهاء فكما حي 
الأرض المبعة المجدبة الهامدة بالغيث الهعانء كذلك يهدى القلوب القاسية 
ببراهين القرآن والدلائل» ويولج إليها النور بعدما كانت مقفلة لايصل إليها 
الام نات البادي/ يشاء بعد الإضلال والمضل لمن أراد بعد الكمال 
الذى هو لما يشاء فعال. وهو الحكم العدل في جميع الفعال اللطيف الخبير 
اقيم الهاك "ا ش 

وأما الفلن الضى غال: الشفياف و العنق ق:دياضير' العفتج :و البهدت 
نبو قب متكوس مظل قد طبع الله عليه تكسا قال تعاق: (يل طبع الله 
عالبيا وي ا وقال كذلك: (كذلك يطبع الله على قلوب العلفريه )(4) 





“انطر فى ظلال القرآن بجر 1د 
(0) الآية رقم ١‏ من سورة الحديد. 
(0) تفسير القرآن العظيم 4/7 

(4) جرء من الآية ١66‏ من سورة النساء. 


6( جرء من الآية ٠١١‏ من سورة الأعراف. 


(عم: ) 


ولذلك إذا ذكر: عنده الله.عز وجل اشمأز وضاق (وإذا ذكر الله وخده 
اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون بالآخرة).(0) 

وهو كذلك قلب مرعوب قلق (سئلقى في قلوب الذين كفروا الرعب 
بآ أشركوا بالله مالم ينل به سلطلناً)7) إنه لا أمن مع الكفر فالأمن 
والاطمئنان من لوازم الإيمان بالله وحده وقد حاج إبراهيم قومه بذلك 
عندها اول حو وق .ده من آلهتهم الباطلة فقال تعالى مبيتنا ذلكف: (و كيف 
الفا امم ولا تخافون أنكم أشر كت بالله مالم ينزل به عليكم سلطنناً 
افا الفرفين اق بالا مق إن كنم ار الذين عامنوا ولم يلبسوا إيلنهم 
بظلم أولشك لهم الأمن وهم مهتدون).(0) 

وقد بين الني صلى الله عليه وس للصحابة الكرام أن المراد بانظم 
هنا الشرك كما في قوله تعالى: (إن الشرك لظم عظي ).(0(00 

والقلب الكافر قلب ملىء بالحقد والغل لعباد الله المؤمنين وخاصة 
الصفوة منهم أصحاب الني المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى 
أصحابه أجمعين قال تعالى: (نحمد محمد رسول الله والذين معنه أشنداء عن 
الكفار رجساء بينهم ترلنعم كا ددا يبتغون فضلةٌ من الله ورضوانا 
سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التورئة ومثلهم في 
الإنخيل كزرع أخرج شطئه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب 
الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا المللحلت منهم ' 


فعقرة بوانع | اعطليما )0 





(1) جزء من الآية 48 من سورة الزمر 

(؟) جرء من الآية 16١‏ من سورة آل عمران. 
(6) الآيتان ١م‏ و85 من سورة الأنعام. 

)( جزء من الآية 0010 سنوارة لقمان. 
6 0 ذكر هذا الحديث وتخريخهص >وع 


(5) الآية (4؟) من سورة الفتح. 


( هم ) 


المبحث الثاني 
الزيسغ 

إن ذيغ القلب عن الحق سبب رئيس في موقه قال تعالى: (فلما زاغوا 
أزاغ الله قلوبهم والله لايهدى القوم الفسقين)0) وذلك أن الله تعالى 
كثيراً مايعاقب على الذنب بالإيقاع في ذنب أكبر منه وعلى الكفر بزيادة 
التصمم عليه والغلو فيه كما جاء في قوله تعالى أيضاً (فزادتهم وم ل 
وسيم 
| ومثل ذلك أيضاً قوله تعالى: (ونقلب أفقدتهم وأبصطلرهم كما لم 
يؤمنوا لمر 

فا معنى على أحد الأقوال: وتقلب أفئدتهم وأبصارهم لتركهم الإيمان به 
أول مرة فعاقبناهم بتقليب أفئدهم. وأبصارهم .(4) 

وقد استحسن هذا القول ابن القيِ رحمه الله فقال: وهذا معنى حسن 
فإن عاق القديية تضصمن ذوعا من التعليل كقوله (وأحسن كما أحسن الله 
إليك )*) وقوله: (كمآ أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم ءايئتنا 
ويزكيكم ويعلمكم الكتلب والحكمة ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون 
فاذكرونى أذكركم واشكروا لى ولا تكفرون)() والذي حسن اجتماع . 


التعليل والتشبيه.الإعلام بأن الجزاء من جنس الفيلل فى الخو وال 





(9) جرء من الآية رقم © من سورة الصف. 

(؟) جرء من الآية 8؟١‏ من سورة التوبة. 

699 جزء من الآية ٠١٠١‏ من سورة الأنعام . 

(4) انظر شفاء العليل ص 69 

زه( جرء من الآية /الا من سورة القصص. 
(+) الآيتان ١6١‏ و168١‏ من سورة البقرة. 


(9) انظر شفاء العليل ص 44 


(5م ) 


ومقل ذلك أيضاً قوله تعالى: (ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم 
قوم لايفقهون)() فعاقبهم الله عز وجل لانصرافهم بصرف آخر غير الصرف 
الأول. فإن انصرافهم كان لعدم إرادته سبحانه ومشيئته لاقبالهم لأنه 
لاصلاحية فيهم ولاقبول فلم ينلهم الإقبال والإذعان فانصرفت قلوبهم بما فيها 
من الجهل والظل .عن عن القرآن -كما قال تعالى- في آية أخرى: (ولو عم 
الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون)() فهو 
سبحانه لم يسمعهم سماع إفهام ينتفعون به لأنه لاخير. في قلوبهم يدخل 
أبسبيه الحق إليها وإنما أسمعهم سماعاً تقوم عليهم به الحجة فجازاهم على 
ذلك صرفاً آخر غير الصرف الأول كما جازاهم على زيغ قلويهم عن 
الود إزاغة عبن ابيع لاون 
وهكذا إذا أعرض العبد عن ربه سبحانه جازاه بأن يعرض عنه فلا 
يمكنه من الإقبال عليه. 
:ولنتأمل قصة إبليس عندما عصى ربه تعالى ولم ينفذ أمره وأصر على 
الك اعتاقيه أن سملن داعي إل ككل اتعصينة عمو :و كيزة مكار هنذا 
الإعراض والكفر منه عقوبة لذلك الإعراض والكفر السابق فمن عقاب ‏ 
السيعة" النبعة بعدها كنا أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها والعباد في ذلك . 
دائرون بين عدل الله تعالى وحجته عليهم فقد مكنهم وفتح لهم الباب 
ونهج لهم الطريق وهياً لهم الأسباب فأرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه 
ودعاهم على ألسنة رسله وجعل لهم عقولاً تيز بين الخير والشر والنافع 
والضار وأسباب الردى وأسباب الفلا ح وجعل لهم أسماعاً حبار فاثروا 


(1) جزء من الآية ١١07‏ من سورة العوبة. 
(0؟) الآية م7 من سورة الأنفال. 


( بم ) 


الهوى على التقوى واستحبوا العمى على الهدى وقالوا معصيتك آثر عندنا 
من طاعتك والشرك أحب إلينا من توحيدك وعبادة سواك أنفع لنا في 
دنيايا من عبادتك فأعرضت قلوبهم عن ربهم وخالقهم ومليكهم وانصرفت 
عن طاعته ومحبته فهذا عدله فيهم وتلك حجته عليهم فهم سدوا على 
أنفسهم باب الهدى إرادة منهم واختياراً فسده عليهم اضطرارا فخلاهم 
ومااختاروا لأنفسهم وولاهم ماتولوه ومكتهم فيما ارتضوه وأدخلهم من 
الباب الذي استبقوا إليه وأغلق عنهم الباب الذى تولوا عنه وهم 
معرضونء فلا أقبح من فعلهم ولاأحسن من فعله ولوشاء خلقهم على غير 
هذه الصفة ولأنشأهم على غير هذه النشأة ولكنه. سبحانئه خالق العلو 
والسفة والنور والظلمة والنافع والضار والطيب والخبيث ولملائكة 
والشياطين والشاء والذئاب ومعطيها آلاتها وصفاتها وقواها وأفعالها 
ومستعملها فيما خلقت له فبعضها بطباعها وبعضها بإراداتها ومشيئتها وكل 
ذلك جار على وفق حكمته وهو موجب حمده ومقتضى كماله المقدس 
وملكه التام ولا نسبة لما علمه الخلق من ذلك إلى ماخفي عليهم بوجه ماإن 
هو إلا كنقرة عصفور من الببحر.[0) 

وال تهال» (ولاغيطية: عو وطن غلفه ل )11 

وقد جاء في حديث موسى عليه الصلاة والسلام مع الخضر أن الخضر 
قوسي وقد أخذ طائر بمنقاره من البحر: والله ماعلمي وماعلمك في 


جنب عل الله إلا في نك ؤذ1 لاف قار فو انس لكا 





(9) انظر شقاء العليل ص98-907 

0م( جزء من الآية هه؟ من سورة البقرة. 

(م) أخرجه البخاري في صحيحه +/66/ كتاب التفسير (50) سورة الكهف (18) 
باب (فلما بلغا مجمع بيتهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا)(؟) رقم 


الحديث (795ا4). 


(م؟» ) 


المبحث الثالث 
الجهل وعدم الفقه 
إن الجهل باب عظيم من أبواب الفساد -أعنى فساد القلوب وفساد 
الأيداث وقد "لديا باسترهاتر د: 
فهو يؤدى إلى التكذيب جخبر الله وذلك هو أحد أنواع الكفر.() 
قال تعالى: (بل كذبوا بما لم خيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله)0) و 
كذلك: (اكذيم يثايلتى. وم تحيطوا بها علما)(' وهو يؤدى مع إضلال 
النفس إلى إضلال الغير قال تعالى: (فمن أظِ ممن افترى على الله كذباً 
ليضل الناس بغير علر).0) 
وقال صلى الله عليه وس : "إن الله لايقبض العم انتؤاعاً ورم ان 
العباد ولكن يقبض العم بقبض العلماء حتى إذا 3 ببق :غالا اذ الناضسن 
اناه فسكلوا فأفتوابغير علم فضلوا وأضلوا".! 
ولذلك: تهدى: الله عق وجل عن القول بلا عل فقال تعالى: 00 
تقولوا على الله مالاتعلمون).(0) 
وقال كذلك: (ولاتقف ماليس لك به عل)(") وبين أن القول بلا عم 


)00 كما سيق بيانه. ص . + > 

(؟) جزء من الآية 84" من سورة يونس. 

)م( جزء من الآية 4م من سورة النمل. 

4( جرء من الآية ١44‏ من سورة الأنعام. 1 

(ه) اخرجه البخارى في صحيحة 58/١‏ كتاب العم (") باب كيف يقبض العم 60 
رقم الحديث )٠٠١(‏ ومس في صحيحه 7١08/4‏ كتاب الع 6 باب دفع العم 

وقبضه (0) رقم الحديث *1١/7؟‏ 
969 جزء من الآية *" من سورة الأعراف. 


(0) جزرء من الآية جم فنن سنورة الإسراء. 


( وم ) 


من وسوسة الشيطان فقال تعالى: (إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا 
على الله مالا تعلمون)(2© وصور إضلال الغير في المجتمعات الإسلامية كثيرة 
جداً من أعظمها زعم من زعم أن لله وسطاء بينه وبين خلقه لايفعل 
سبحانه شيئاً من غير وساطتهم فحولوا القلوب عنه تعالى ووجهوها إلى 
قبور لاتعد ولتحضئ وإلى عبيد ضعفاء لايملكون لأنفسهم 0 ولاتفعبا 
ولايملكون 5 ولاحياة ولاتشوراً وقد يسمون هذا توسلاً إليه أى يتقربون 
إليه بالشرك به ودعاء غيره من دونه أو معه وهو يقول: (فلا تدعوا مع 
“الله أحداً)7) ويقول (بل إياه تدعون)9) أى دون غيره.ك) 

ومن أوصله جهله إلى مثل هذه الأمور المنكرة فإنه سوف يقوده بلا 
ريب حتى يطبع على قلبه فلا يعرف فعروافا ولا ربكن مرا اسم عن 
قال تعالى: (كذلك يطبع الله على قلوب الذين لايعلمون)©) فالله تعالى 
يختم عل كنوت الذين اتلشوق خقيقة مناءاتيهع به الف عدن اللبتتعه. 
عليه وسلم من “عد الله عن العبر والعظات والاآيات البينات فلايفقهود عن 
ل ل م لد الله 'فهم في 
طغيانهم يترددون. )3( 
ولا يكفى العلم المجرد لسلامة القلب حتى يرافقه الفهم الصحيح وقد 





(60 الآية ١59‏ من سورة البقرة. 

(؟) جرء من الآية ١8‏ من سورة اللجن. 
8 جرء من الآية 4١‏ من سورة الأنعام . 
(:) انظر تفسير المنار 84/1 

(ه) جرء من الآية ٠١١‏ من سورة الأعراف. 


() انظر جامع البيان ١9//.مه‏ 


)440( 


قال صلى الله عليه وسل: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".(0 

ل الفقه فهم خطاب الله ورسوله بعد معرفة ثيوت ذلك عن 
شوك الله سك الله عليه وسل.7") 

وعدم فهم خطاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو الذي أوقع 
الكثير في حبال المبتدعة الذين يلبسون على الناس فانصرفوا عن الحق 
فصرف لله قلوبهم قال تعالى: (صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لايفقهون).97) 


(1) أخرجه البخاري في صحيحه 4571 كناب العم (9)اياتك فق نرف الله يذ عقيو 
يفقهه في الدين )١1١(‏ رقم الحديث )9١(‏ ومسل في صحيحه 78/9 كتاب الزكاة 
(؟1) باب النهي عن المسألة (*”) رقم الحديث (لمرة//١٠).‏ ش 
(؟) انظر درء تعارض العقل والنقل 0/./8؟ 


م جرء من الآية 1# من سورة التوبة. 


) 44( 


المبحث الرابع 
إخلاف وعد الله عز وجل 

لقد أخذ الله عر وجل على الناس ثلائة موائيق[) بعبادته وحده دون 
ماسواه وترك كل مايعبد من دونه وهى كالتالى: 
الميثاق الأول: ماأخذه عليهم وهم في أصلاب آبائهم فقال تعالى: (وإذ أخذ 
ربك من بى ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم 
قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيلمة إنا كنا عن هذا غلفلين أو تقولوا 
إما أشركءاباوؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعمل 
البطتوق )1 ٠‏ 
الميثاق الثاني: أن الله عز وجل فطرهم شاهدين بما أخذه عليهم في الميئاق 
الأول كما قال تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التى فطر الناس 
عليها لاتبديل لخلق الله)() وهو الثابت في قول النبي صلى الله عليه وسلم: 
"مامن موود إلا يولد على الفطرة» فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه 
كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء حتى تكونوا أنم 
تجدعونها".(4) 
الميناق الثالث: وهو ماجاءت به الرسل وأترلت به الكتب تجديدا للميغاق 
الأول وتذكيراً به قال تعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لثلا يكون للناس 


عه لنت حي عبت ليلل ذا 





(1) انظر مختصر معارج القبول من ص١‏ إلى ١5‏ 

(؟) الآيتين 199 و17 من سورة الأعراف. 

(6) جرء من الآية ٠‏ من سورة الروم. 

(4) أخرجه البخاري في صحيحه 411/-415/١‏ كتاب الجنائز (5) باب إذا أسم 
الصى فمات هل يصلى عليه (وب) الحديث (مه"1) و (1855) ومسلم في 
صحيحه 7040/4 كتاب (45) باب معنى كل مولود يولد على الفطرة (5) 
الحديث رقم (568/95؟). ش 


زه( جرء من الآية 6 من سورة التساء. 


) »4( 


2 أيد الله رسله بالبراهين الدالة على صدقهم فمن أدرك هذا 
الميثاق وهو باق على فطرته قبله وقام به دون تردد ومن المحرفت فطرته 
فتلك البراهين التى مع الرسل ومالديهم من إقناع فيها الحجة الكافية عليه 
فمن :وق والميناق: ول الطنة و إلا قالنان. أوالى به 

والمقصود أن إخلاف وعد الله عرز وجل ومواثيقه 5 
عباده وأقروا بها من الأسباب العظيمة لموت القلب ومن ذلك ماجاء في 
قوله تعالى: (ومنهم من عهد الله لئن ءاتئنا من فضله لنصدقن ولنكونن 
[ْ من الصلحين فلما ءاتهم من فضله بجخلوا به وتولوا وهم معرضون 
فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ماوعدوه وبا كانوا 
00 

وإخلاف الوعد من صفات المنافقين كما جاء في قوله صلى الله 
عليه وسلل: "آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اثتمن 
"00 

والاية مين أن إخلاف الوعد يمكن النفاق في القلب ويقويه. وتلك 
هى سنته تعالى ‏ (©) 

قال ابن كثير عند هذه الآية: ومن المنافقين مسن أعطي الله عهده 
وميفاقه لئن أغناه من فضله ليصدقن من ماله؛ وليكونن من الصالمين فما 
وفي بما قال ولا صدق فيما ادعىء فأعقبهم هذا الصنيع تفاقاً سكن في : 
قلوبهم إلى يوم يلقون الله عز وجل يوم القيامة عياذاً بالله من ذلك 09 





)00 الآياته«د؛»«من سورة التوبة. 
(؟) أخرجه البخاري في الصحيح 77/١‏ كتاب الإيّان (*) باب علامة المنافق (4) 
ش رقم الحديث (8**) ومسل في صحيحه 78/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ باب بيان خصال 
المنافق (8؟) رقم الحديث (/١٠ا/رؤه)‏ و(ؤءاتروه). 
(9) انظر تفسير المنار ١١/8هه‏ 


(4) تفسير القرآن العطيم 14/4 


( ع4 ) 


المبحث التخامس 
الي 

الكبر هو الامتناع عن قبول الحق معاندة والتنقص من الناس وهو 
من أوصاف القلب الميت اتصف به إبليس وتبعه على ذلك كل من اقتفى 
أثره وسار على ضلاله من الأمم المكذبة المعاندة. 

وهو كذلك من أسياب تكن موت القلب وقسوته ويؤدى به إلى 
أمراض أخرى هو عنها في منأى لو سلٍ من الكبر. 

منها الطبع قال تعالى: (كذلك يطبع الله على قلب كل متكبر 
000 
ظ ومنها الإنكار والجحود قال تعالى: (فالذين لايؤمنون بالآخرة قلوبهم 

منكرة وهم مستكبرون ). 90 

ومنها الانصراف عن آيات الله قال تعالى: (سأصرف 00 الذين 
يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كلءاية لايؤمنون 0 

ومنها المكر قال تعالى: (وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل 
يكن اللبل :و العياق لذ جامروتنا لقي بالل يقل له د21 


إلى غير ذلك من الأمراض نسأل .الله السلامة. 


:ا ب  _‏ لسالس سس سس سي سس يمس سمه 


)0( جرء من الآية هم“ من سورة غافر. 
0( جزء من الآية ؟؟ من سورة النحل. 
(0) جرء من الآية ١45‏ من_سورة الأعراف. 


ل( جرء من !ا يك #6 مزق امنورة اسباء 


) 444( 


المبحث السادس 
اتباع الهوى 
الهوى: ميل النفس إلى الشهوة قيل. سمى بذلك لأنه بهوي بع 
في الذنياة إلى كل داغية وف الآخرة إلى الهاوية: 27 
والهوى والظن هما أصل الضلال كما قال تعالى: (إن يتبعون إلا 
الظن وماتهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى).29) 
ولذلك قال الله عز وجل في حق نبيه صلى الله عليه وسلم: (والنجم 
'إذا هوى ماضل صاحبكم وماغوى وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحى 
يوحى )50 فنزهه عن الضلال والغواية اللذين هما الجيل والظم فالضال 
هو الذى لاريعلم الحق والغاوى الذي يتبع هواه. وأخبر أنه ماينطق عن 
هوى النفس بل هو وحى أوحاه الله إليه قوصفه بالعم وتزهه عن 
البستحووي نا 
ظ وح لبر :0ن يعر بيو روي اراد معلل الزه كن 
مايترك العلٍ اتباعا لهواه ولابد أن يظم إما بالقول أو بالفعل لأن هواه قد 
لخت اد ذا 
وقد حذر السلف من بجالسة أهل الأهواء لأنها ممرضة للقلوبء فقد 
قال ابن عباس رضي الله عنهما: 'لاتجالس أهل الوا فإن جالستهم ْ 
ممرضة للفلوي : )00 





)0 المفردات عند مادة (هوى) ص 8ه 
0( جزء من الآية «”؟ من سورة النجم. 
69 الآيات 4-١‏ من سورة النجم. 
(4) انظر مجموع الفتاوى 4/٠‏ 
() الهوى وأثره في الخلاف صم 


)0( تعدم تخريكه ص. ) ١‏ > 


(ه؛: ) 


وككل من :اتبع هواه كان له نضيب من ذلك بحسب هذا الاتباع. قل 
2 1 

ومن مفاسد اتباع الهوى الوقوع في الذنب بعد الذنب حتى يران على 
فون ماس كلذ بعل فلرييي. ماكاتو ا عسيوق )0 

ومنها أيضاً تجاوز حدود الله والاعتداء على حارم الله حتى يطبع على 
فلن «فناضية: (كذزاف طلم عل لزي لخديو )"ا 

كان مطاهيه: اماردو با اواك التنق متاو وفها "انعا لبطلا 
'(المعحدين) فمعناه تجاوز حدود الحق والعدل اتباعاً لهوى النفس 


وشهواتها.9؟ | 





(95) الآية ١64‏ من سورة المطففين. 


00( جرء من الآية :/ا من سورة يونس ٠‏ 


() تفسير المنار 454/1١‏ 


) 445( 


الفصل الثالث 
منهج القرآن الكريم في معالجة القلب الميت 


وفيه تمهيد وخمسة مباحث: 

المبحث الأول : غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في القلوب الميتة. 

المبحث الثاني : العلاج عن طريق الترغيب والترهيب. 

المبحث الثالث: العلاج بضرب المثل. 

المبحث الرابع: التأثير على القلب الميت عن طريق الإعجاز القرآني. 

المبحث الخامس: الدعوة إلى إحياء القلوب الميتة بالرجوع إلى الله عز وجل 


والبشارة بإمكانية ذلك. 


) 7 


إن القران الكريم كتاب هداية للناس كافة (قل يلأيها الناس إني 
وول الله :الكو نم ذا 

ولذلك فقد اهتم بهداية. القلوب الخائرة الضالة اهتماماً عظيماً فتنوعت 
أساليبه لأجل هذا الغرض الرباني الكريم بحيث لاتبقى وي 1 د على ربه 
(رسلة متفرية «وهدوين نقذ كر الثاني عل الله حص بك “الزميل )إلا 

وذلك من رحمة الله عز وجل بعباده ولطفه بهم ولا يهلك على. الله 
إلا هالك. 

وفيمنا ين :سأذكز متهع القرآن الكريم في اغلاح: موت القلب كما 
ظهر لى. والله هو الموفق. ظ 


)0 جزء من الآية ١68‏ من سورة الأعراف. 


(90) جزء من الآية ١58‏ ا النساء. 


):4:8( 


المبحث الأول 
غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في القلوب 

وذلك عن طريق الأمور التالية: 
أولاً: توجيه القلب الميت إلى معرفة الله جل وعلا بأسمائه وصفاته: 

إن لأسماء الله عز وجل وصفاته وقعاً عظيماً في قلوب الخلق مؤمنهم 
وكافرهم برهم وفاجرهم ولذلك كان من منهج كتاب الله الكريم مخاطبة 
ول القلوب وتذكيرهم بصفات الله العظيمة عسى أن يحي ذلك منهم قلباً 
“أو يرد ضالا قال تعالى: (أم خلقوا من غير شىء أم هم الخللقون أم خلقوا 
السملوت والأرض بل لايوققفون أم عندهم خزائن ربك أم هم 
المصيطرون).! 0‏ | 

فهذا تذكير ودعوة لأهل الإلحاد بصفة الخلق والرزق. 

فلله كم أحيا ذكر الله وأسمائه وصفاته قلوباً غلفاً وكم فتح أعيناً 
عهيا :و ] ذانا اعسماء 

حر البخارى عن جبير بن مطعم 7( رضي الله عنه قال: سمعت 
الني صلى الله عليه وس يقرأ في المغرب بالطورء فلما بلغ هذه الآآية (أم 
خلقوا من غير شىء أم هم الخلقون؟ أم خلقوا السموكت والأرض بل 
لايوقنون أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون) كاد قلي 0 





 )(‏ الآيات عنام من سورة الطوو: 

00 هو جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف بن قصيء » شيخ قريش في 
ومائف ابو عنمن ويقال أبو عدى القرشى النؤفلي ابن عم رسول الله صلى الله 
عليه وسلمء من الطلقاء حسن إسلامه وكان موصوقاً بالحم ونبل الرأى كأبيه؛ له 
رواية احاديث, مات سنة سيع أو مان أو تسع ولخمسين. انظر السير ا 
الإصابة 27/1 برقم ٠١91‏ 

(؟) أخرجه البخاري في صحيحه +//910؟-948؟ كتاب التفسير (56) سورة الطور 


(00) باب )١(‏ رقم الحديث (4264). 


) 69 ( 


. وقال تعالى في محكم العزيل: (أفي الله شك فاطر السموات 

والأرض ).07 

وهذا القول هو ماقالته الرسل لأقوامهم في دعوتهم إياهم. 

وقال تعالى: ذاكرا مناظرة موسى عليه الصلاة والسلام لإمام مولى 
القلدوب فرعون: (قال فرعون وما رب العللمين. قال رب السمئوات 
والأرض ومايينهما إن كثتم موقنين. قال لمن حوله ألا تستمعون. قال ربكم 
ورب غاباءكم الأولين. قال إن رسولكم الذى أرسل إليكم لمجنون. قال 
.رب المشرق والمغرب وما بينهما إن كنم تعقلون).!؟) 
والآيات في هذا كثيرة ليس هذا مقام سردها. 


انيا: توجيه القلب الميت إلى النظر في آيات الله الشرعية: 

لقد دعا الله عز وجل أصحاب القلوب الميتة من أهل الكفر والعناد 
إلى الاستماع لآيات كتابه الكريم وتدبرها فقال تعالى: (أفلا يتدبرون 
القوان أم على قلوب أقفالها).!؟) 

وقال تعالى مخاطباً موق اندي أعزه العناب: وعدا رامعم إل 
الاستماع للقرآن الذي يحمل نور الحياة إلى قلوبهم التى أطفاً نورها ديجور 
الكفر والتكذيب؛ قال تعالى: (يلأهل الكتلب قد جاءكم رسولنا يبين لكم : 
بخرأ ها عد حون رن لكي رويطو لطن ترد قد دكي زر لد 
وت ات مين يداد يه اليه مين انيع #رضونه .ستل سبل السللم ويخرجهم من 
الظلملت إلى النوربازنهويهد يهم إلى صراط مستقي ).لعا 





(1) جرء من الآية ٠١‏ من سورة إبراهيم. 
(؟) الآيات 58-9 من سورة الشعراء. 
(+) الآية 4؟ من سورة محمد. 


ع( الآيتان 1١6‏ و5١‏ من سورة المائدة. 


6.0 


بل لقد أمز الله عز وجل المؤمنين بإسماع المشركين كلامه الكريم ل 
بحمل في طياته من هداية ونور فقال تعالى:إوإن أحد من المشركين 
استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله).(© ٠‏ 

ولقد ذكر الله عز وجل الكفر والشرك والنفاق وأوصاف القلوب 
الميتة وماينتظر أهلها من عذاب عظيمء وثواب المنيبين إليه التائبين المخبعين 
في الدنيا والآخرة, ذكر ذلك كله في آيات كثيرة من شأنها أن تنير قلوب 
السامعين وتعيد إليها الحياة (اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها)() 
هذا مع مابجمله كلام الله من الشفاء والبركة والهداية (يلأيها الناس قد 
جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة 


أن 7# 
ااه 1 


الناً: توجيه القلب الميت إلى النظر في آيات الله الكونية والنفسية: 

٠‏ ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذين المجالين لما يحملان من دلائل 

عظيمة على توحيد الله عز وجل وصدق كتابه ورسوله فقال تعالى: 

(سنريهم ءايلتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).9) 
والقران الكريم إنما ينتقى من آفاق الكون وعجائب النفس البشرية . 

ماحقق أغراضة واغدافة الى من أهمها تبيان الحق وإظهاره والاستدلال 


على توحيدالله عز وجل وترسيخ الإيمان باليوم الآخر بالبرهان والحجة.(6) 





)0 جرء من الآية 5 من سورة التوبة. 
0( جزء من الآية /ا١‏ من سورة الحديد. 
(9) الآية لاه من سورة يونس. 

(4) جزء من الآية 08 من سورة فصلت. 


(4) انظر التربية بالآيات ص ١90‏ 


)4( 


وقد خاطب القرآن أصحاب القلوب الميتة بهذا الجانب لتحقيق 
الأغراض السابقة نفسها فقال تعالى: (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من 

خي العظلم وهى رمم قل بجييها الذي أنشاها أل مرة وهو بكل خلق 
عم اذى جع الكم من الشجر الأخضر نر فنا تم نه توقدون أولس 
الذي خلق السملوات والأرض بقلدر على أن يخلق مثلهم بلى وهو انلق 
العليي).(0) 

وقال تعالى: (ذلكم الله ريكم لا إله اع بوكر شىء فاعبدوه 
0 --00 


8 : توجيه القلب الميت إلى النظر في آيات الله التاريخية: 

والمراد ماذكره الله عز وجل في كتابه الكريم من قصص الأنبياء مع 
أقوامهم وكذلك ماحل بالأمم المكذبة من عذاب في الدنيا وما ينتظرهم في 
الدار الآخرة من دل وهوان قال تعالى: (أى ١‏ يسيروا في الأرض فينظروا 
كيق'كناة علفية الديق: من قليتب كنانوا أشد منهم قوة و كاوق ارين 
وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينئت فما كان الله ليظلمهم 
ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. ثم قات علمة القن اكوا السعوائ أن 
عَديو | غنات الله وكانواءبها سفيرؤؤق) ا ١‏ 

والقرآن ملىء بذكر هذه السنة الربانية وبالدعوة إلى النظر فيها 
وتدبرها والاعتبار بها.(0) 





() الآيات 8/ا-١م‏ من سورة يس. 
)0( الآية فن سورة الأنعام . 
( الآيتان 4 و١٠‏ من سورة الروم. 


() وقد تقدم الكلام على ذلك بشىء من التفصيل. 


(0ه؛ ) 


المببحث الثاني 
العلاج عن طريق الترغيب والترهيب 
وذلك من طريقين: ش 
الآول: الحديث عن القلب الميت وذكر أسباب موته وبيان منايوصل إليه 
موت القلب من العذاب الدنيوى والأخروي: 
فلقد اهنم القرآن الكريم بالحديث عن القلوب الميتة القاسية ولا أُدل 
عل دلق من ذكرة ركم مون اوفنانها الى سبق بيانها كالكفر والنفاق 
. والكبر والطبع والحتم والووة د اكد والزيغ وغير ذلك وليين: بذاك قحست 
بل احم أبعا يان أسباب موت القلب وقد سبق بيان قلق أ يها 
0 ل الا م إليه موت القلب من العذاته التدنوق 
وال خروي. 
ومن الأمثلة على ذ 
الحديث عن المنافقين ومصيرهم المؤّلم يقول تعالى في ذلك: (يبشر 
المنلفقين بأن لهم عذاباً أليما)() وقال كذلك: (إن المنشمقين في الدرك 
الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا).() 
ومنها بيان قلقهم وتنشتتهم في الدنيا فقال: 00 بين ذلك ل إلى 
هؤلآء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا).(” 
نيا أضا نان تيك مضا القلوب الميتة وإنهم لامجتمعون وإن” 
أظهرو| ذلك 00 جميعاً ال شتى ذلك نم قوم لايعقلون).(4) 





)00 الآية ١8‏ من سورة النساء. 
م( الآية 166 من سورة النساء. 
م( الآية ١4"‏ من سورة التساء. 


لحشر. 


(١‏ جرء من الآية 45 من سورة 


( ه: ) 


قال تعالى: (فاتا نهم الله من حيث م يخصبوا وقذف في قلوبهم الرعب 
يخربوك بيوانهم بايد يهم وأيدى المؤمنين ).[1) 

ومنا أيضا ذكر ماهم فيه في الدنيا والأضرة فق عفن :وفلال: قال 
شاك (وفن كان فق هذه أعميا فهو في الأخية اعم و الل ]ا 

وأما ماتوعدوا| به في الآخرة فهو النار دكن امسن قال فال إن 
المنلفقين في الدرك الأسفل من النار). 

وقال تغالن! ايشا ه '(وعك الله المحففة و النافك والكفار نار جه 
خللدين فيها هى حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقي ).(2) 

وقتال عالق أشناء ( أنه من عاك اه الله عليه الجنة 
وموك لمان رونا تفن من أنصار).[4) 

والآيات في ذلك كثيرة 1 يبصعب حصرها في هذا الموضع. 


ثانياً: الحديث عن القلب الحي وذكر أسباب حياته وسلامته وبيان مايناله 
أصحابه من النعيم الدنيوى والأخروى: 

ولقد اهتم القران الكريم بذلك الياء مقا 0ه أوصاف القلب 
الحي السليم كالإيمان واليقين والطمأنينة والسكينة والرحمة والرأفة وغير 
ذلك مما سبق ذكره م٠‏ من أوصاف القلب السليم 7 ثم ذكر أشيات من القلب 
وما أعد الله عز وجل لأصحاب القلب السليم من من النعيم المقي.أ*ا 

نس سك طقل وين عونلاه الصو يئر ني 
وق يعو إك: الله عن وسدن ورشل عليه فال بعلنيف خالض تن كل ههه 


وشهوة لينال الطمأنينة والراحة في الدنيا والآخرة. 





)0 جزء من الآية ؟ من سورة المشر. 
(؟) الآية ؟*ل/ا من سورة الإسراء. 

(+) الآية 58 من سورة التوبة. 

(:) جزء من الآية ١لا‏ من سورة المائدة. 


(ه) كما سبق بيان ذلك بالتفصيل. 


للأمثال تأثير كبير في القلوب لأنها تشبه الخفي بالجلي والغائب 

بالمتاهق. يفاك الوقؤ ف غلن مامية الغنى ريصي اليش طابقا للتكتل 
ولذلك استخدم القرآن الكريم المثل كعلاج لموق القلوب. 

والمعدبر لآيات القران الكريم يجد الأمثال المضروبة للمعاندين 
الجاحدين كثيرة يصعب حصرها: 

كتيل + الكاقن بالأفيس والأصم وذلك في قوله تعالى: (مثل الفريقين 
كالأعمن والأصم واليصير والسميع هل يستويان مغلةً).(0) 

والمتخذ من دون الله أولياء بالعنكبوت وذلك في قوله تعالى: (مثل 
الذين اذا عن دوق الله أوي كسس النكوت: عدت نينا تون أده 
البجورف لعف" اللنكيوية لوا كال لهو 0 

والكفار بمنزلة العبد المملوك العاجز وذلك في قوله تعالى: (ضرب 
الله :معاد عبد مملو كا لابقدز عق ل )7 

ومن يعرف الحق ثم يخالف ذلك بالحمار وذلك في قوله تعالى: (مثل 
الذين حملوا التورئةثم لم يحملوها كمثل الحمار يمل أسفاراً) 29 

. ومن أو العم فترك العمل به اتباعاً لهواه بالكلب وذلك قلي 





(9) جرء من الآية ا 
١ 1)8(‏ الآية + سورة العتكبوت: 
6 جزء من الآية هلا سورة النحل. 


(4) عرء من الآية:ة سورة اللمفة: 


( مه ) 


قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ الذي اتيئله ءايلتنا فاتسلخ منها فأتبعه 
الفيطك: انان من العاويق ولو كنا لرفسله: بها ولكنة علد إلى الأررضي 
وأتبع هونه فمظله. كحفل الكلب. إن تحمل عليه يليت أذ تركه يلهت)./1) 

وغير ذلك من الأمثلة التى هى كفيلة بإعادة من لديه أدنى عقل إلى 


منهج الله عز وجل في الاعتقاد والقول والعمل.(') 





() الآية هاا وجرء من الآية ١0+‏ سورة الأعراف ٠‏ 
6 2 اراد من هذه الأمثال 3 شرحها بالتتفصيل كتاب الأمثال في 07 


اعيال.. 


(1ه:) 


المبععث الرابع 
التأثير على القلب الميت عن طريق الإعجاز القرآني 
القرآن الكريم كلام الله عز وجل وفيه الدعوة والحجة وله 
ا ا ا ا ا ل ل 
مامن الانبياء ني إلا وقد أعطى من الآيات مامثله اي عليه البشر وإعمًا 
كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلى( فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً 
يوم القنافة "0 
والقران يظهر كونه ايه تدان من 000 فيقال: نفس نظلم 
القرآن وأسلوبه عجيب بدبع ليس من ججنس أساليب الكلام المعروفة وم 
راكنا عن فط هيدا الاملدو تاقد لسن من توي :| لشفي والة ”لضو د 
الرسائل ولا الخطابة ولا نظمه نظم شىء من كلام الناسء عربهم وعجمهمء 
ونفس فصاحة القرآان وبلاغته أمر عجيب خارق للعادة ليس له نظير في 
عجيب خارق للعادة 0 يوجد مشل ذلك ف كلام بشر لور 0 ولاغير ني . 
)00 لعل المراد أن أعظم ماأوتيه الني صلى الله عليه وسلم هو القرآن لا أنه لم يؤت 2 
غيره من خوارق العادات لأن القرآن هو الآية الباقية إلى قيام الساعة ولذلك 
قال بعد ذلك ار أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة " : 
(؟) أخرجه البخاري في صحيحه «/01" كتاب فضائل القرآن (5) باب كيف نزل 
الوحى )١(‏ رقم الحديث (4481) ومس في صحيحه ١١4/١‏ كتاب الإيمان )١(‏ 
باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وس إلى جميع الناس )07١(‏ 
برقم 6 


5 انظر ذلك بالتفصيل: في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 8/4لاء والبرهان 
للزركشي ؟/50 إلى 5؟1.: ومناهل العرفان */854 إلى ”44 


ظ (١‏ المراد كلام الي الذي يكون من عند نفسه. 


( /اه؛ ) 


وكذلك ما أخبر عن الملائكة والعرش والكرسي والجن. وخلق آدم 
وغير ذلك. وما أمر به القران من الدين والشرائع. كذلك م أتكان ب مق 
الأكان ومسد من اللائن نحو ايها كذرك: 

والإعجاز في معناه أعظم وأكثر من الإعجاز في لفظه وجميع عقلاء 
-بنى آدم- عاجزون عن الإتيان بمثل معانيه أعظم من عجز العرب عن 
الاتيان بمثل لفظه.(١)‏ 

ولقد. كان العرب يفدون ويستمعون إلى النبى صلى الله عليه وسمم 
ال قرا جني أعماق نفوسهمء حتى إن كبار المعارضين للنبي صلى الله 
عليه وسم خافوا على أنفسهم من أن يؤثر القرآن فيهم واستحيوا الكفر , 
على الإيمان واستحبوا العمى على البديي :ولزلاق سفاهيوا جا بهي الا 
سمح لهذا العرانة لأن الذين يسمعونه يتأثرون بما فيه من علو بيان 
وأنه فوق طاقة البشر ووجدوا الناس يؤمنون به فرادى. ومنهم كبراء ذووا 
مقام وجبروت فوجدوا الإيمان يقوى ويكثر أهله والشرك يضعف وينقص 
عددهء تفاهموا على ألا يسمعوا لهذا القرآن وأن يُهَرجوا بالقول عند 
سماعه. وقد حكى الله سبحانه وتعالى عنهم ذلك قفان: (وقال التذين 
كفروا لاتسمعوا لهذا القرءان والغوا فيه لعلكم تغلبون).(00؟) | 

هذا وقد اعترف مشركوا قريش با في كتاب الله تعالى من الإعجاز 
وأنه لايشبه شيعاً من لغاتهم مع كونهم من أهل اللغة وأرباب اللسان كما 


جاء في قصة عتبة عندما كل النبي صلى الله عليه وس حاولا أن يثنيه عن 





() انظر الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 78/4 
(؟) الآية رقم *؟ من سورة فصلت. 


. (+) انظر المعجزة الكبرى القرآن ص 19-58 


(مهع.) 


دعوة الإسلام فقد قال عتبة لقومه بعد أن عاد عليهم 1 عليهم: ولقد علمتم أني من 
كر قريكن. ماله ولكني أتيته فقص عليهم القصة فأجابنبى بشىء والله ماهو 
بسحر ولا شعر ولا كهانة قرأ (بسم الله الرحمن الرحم خم .تنزيل من 
اوس ا ل قووانا عوهيا لقوم يعلمون حتى بلغ 
فقال: أنذر تكم صلعقة مفل صلعقة عاد ومود)0) فأمسكت بفيه وناشدته 
الرحم أن يكف وقد علمم أن محمداً إذا قال شيئاً لم يكذب فخفت أن 
ينزل بكم العذاب".97) 

وكثير ممن أسر نما بهرته روعة القرآن وإعجازه ولذلك أمر الله 
عز ونجل بإسماعه ان عن فقال 0 (وإن أحد من المشركين استجارك 


0 ) منه‎ ١ 


فاجره حو بسع كلسم الله ثم أبلقه عامنه 
وي فمنة إسلام أي در رضي اللماعته قال ابو ذزه فاتطلق: انين 





)0 الآيات ١-١‏ من سورة فصلت. 

190 االخرسة البيهقي في دلائل النبوة 05/9 إلى 4.؟ 
وقال الشيخ الآلياق في هذه القصة: أخرجها ابن اسحاق في المغازي ١86/١‏ من 
سيرة ابن هشام بسند حسن عن محمد بن كعب القرظي مرسلاً ووصله عبد بن 
حميد وأبو يعلى البغوي من طريق أخرى من حديث جابر رضي الله عنه كما , 
في تفسير ابن كثير 81-9*/4 وسنده حسن إن شاء الله. انظر غحقيق الشيخ 
الألباني لفقه السيرة للغزالي ص>١١‏ 

(6) جزء من الآية رقم 5 من سورة التوبة. ش 

)ع( هو جندب بن جنادة الغفاري أحد السابقين الأولين من نجياء أصحاب محمد 
صلى الله عليه وس قيل كان خامس خمسة في الإسلام ثم رجع إلى بلاده وأقام 
فيها بأمر الني صلى الله عليه وسلم فلما هاجر النني صلى الله عليه وسلم هاجر 
إليه ابو ذر رضى الله عنه ولازمه وجاهد معه وكان يفتى في خلافة كس 
وعمر وعثمان رضى الله عنهم أجمعن وكان سا في الرهد والصدق والعلم 
والعمل. مات سنة ؟ه. انظر سير أعلام النبلاء ؟/47» الإصابة 58/4 في باب 


الكنى برقم 84* 


(.وه؛ ) 


-أحو أبي ذر- حتى أق مكة فراث على" ثم جاء فقلت: ماصنعت؟ قال: 

لقيت رجلاً بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله قلست دنما قال اناس ؟ 
قال: يقولوك: شاعر كاهن ساحر وكان لين أحد الشعراء قال 556 : لقد 
سمعت قول الكهنة فماهو بقولهم وان وضتك:قولنه .عن أقواء الشعمر 
فمايلتئم على لسان أحد بعدى أنه شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون. !"ا 

وف كيم بن متلشم وفتن الله مال "سمعت النبى صلى الله 
لوي ا لمر ور ر فلما بلغ هذه الآية (أم خلقوا من غير 
آم هم الخللقون أم خلقوا السملت والأرض؟ د لظ 
عندهم خزاكن ربك أم عت «اللنطرزون) كاداقلق ايلو 

قال الخطابي: إِنما كان انزعاجه عند سماع هذه الآية لحسن له معنى 
الآية ومعرفته بما تضمنته من بليغ الحجة فاستدركها واستشف معناها بذكى 
لبي ا 


والأمثلة على ذلك كثيرة وحسى ماذكرت. 


1ك 


)0 أخر جه مسلم ف صحيحه 1998-7 كتاب اقل الصحاية ):غ) باب فضائل 
الي كوورقني الله عنه (م؟) رقم الحديث 8-17/ا54 
(0) تقدم تخريجه ص 120 ؟ 


(0 


المبحث الخامس 
الدعوة إلى إحياء القلوب الميتة بالرجوع إلى الله عز وجل 
والبشارة بإمكانية ذلك 

إن موت القلب لايعتير أمراً لامجاة منه كما يفهم ذلك الجبرية وإِنما 
القلب يموت ويقسو لوجود أسباب ذلك والنجاة من ذلك أمر ممكن بترك 
المعاند لعناده والمقلد لتقليده إيثاراً للحق الذي يقوم عليه الدليل.() 

ولذلك قال تعالى بعد أن عاتب المؤمنين استبطاء منه تعالى لقلوبهم 
"بقوله: (أم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله ومانزل من الحق 
ولا بيكؤنو | كالذيق: وتوا الكل من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم 
وكثير منهم فأسقون). ش 

قال تعالى بعد ذلك: (اعلموا أن الله جبى الأرض بعد موتها قد بينا 
كن كنك ملعي سدلون 1 ْ 

قال ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية: فيه إشارة إلى أنه تعالى يلين 
القلوب بعد قسوتهاء ويهدى الحيارى بعد ضلتهاء ويفرج الكروب بعد 
شدتها فكما يبي الأرض الميتة المجدبة الهامدة بالغيث الهتان. كذلك يهدى 
القلوب القاسية ببراهين القرآن والدلائلء وبولج إليها النور بعد ماكانت . 
مقفلة لايصل إليها الواصل فسبحان الهادى لمن يشاء بعد الإضلال؛ والمضل 
لمن أراد بعد الكمال؛ الذي هو لما يشاء فعال وهو الحكم العدل في جميع 
الفعال» اللظيفة: اتقبير الكبير: المنسنزان () 





(9) انظر تفسير المنار 454/1١‏ 
(20)9 االآية ٠9‏ من .شورة اكد يد 


م( تفسير القرآن العظيم 67/8 


) 451( 


وقاله ال :4ق 1ية حر اومن نو اماس وها رتور 
يمشى به في الناس كمن مثله في الظلملت ليس بخارج منها كذلك زين 
للكتفرين فيه ماكانوا يعملون).(0) 

قال ابن كثير رحمه الله: هذا مثل ضربه الله تعالى للمؤمن الذى 
كان ميناً أي في الضلالة هالكاً حائرأً فأحياه الله. أي أحيا قلبه بالإيمان 
وهداه له ووققه لاتباع ولسلتة ( ونيا لداقونا "مسق ياف الماش )أي 
يدوق كت ذلك كلم يعيونة يذ !"ا 

والنور هو القرآن كما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما.!) 

وقاك السقي :الام ا 

فان ان #فو والكا سحت ا 

فالقرآن حياة القلوب والأسماع والأبصارء وهو يدخل القلوب الى 
خذه بحسبها فقلب كبير يسع علماً عظيماً وقلب صغير يسع بحسبه. 

فإذا دخل القلوب خالط مافيها من الشبهات والشهوات ليقلعها 
فيذهبينا كما بثير الدواء وقت شربه من البدن أخلاطه وهذا من تام نفع 
الدواء فإنه آثارها ليذهب بها فإنه لايجامعها ولا يساكنها فكذلك ما أنزله 
المح ري المع الاباك الجا وي و1 | 

واقراً في ذلك قوله “تعالى: (أتزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها 


انها السيل قدا رايا اوفع “يوقدواق عليه في انان ابعكناء سلية اف ممع 





() الآية 7 من سورة الأنعام. 

(؟) تفسير القرآن العظيم 697/9 

(0) أخرجه ابن جرير في تفسيره //؟ 
(4) المرجع السابق نفسه. 


(5) تفسير القرن العظيم 33 


) +( 


زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والبلطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما 
ماينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال).(1) 

فشبه الوحي الذي أنزله لحياة القلوب والأسماع والأبصار بالماء الذي 
أنزله لحياة الأرض وشبه القلوب بالأودية التي تختلف في الكبر والصغر 
وشبه الوحي أيضاً بالنار وشبه الشهوات والشبهات التى تحملها القلوب 
بالخيبة الذي خمله الذب أو الففنة أو غيره من المعادن ويخرج عند 


|! |ك 00( 


والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. 





(1) الآية لاا من سورة الرعد. 
0( انظر الأمثال في القرآن الكريم لابن القيم ص ١7-1١١‏ 


) 5+( 


الخاتمة 

وبعد هذه الجؤلة المباركة في رحاب كتاب ربنا الكريم فإنئ أحمده 
تعالى الذي بحمده تتم الصالحات, أحمده على توفيقه وامتنانه وأسأله أن 
يبارك هذا العمل وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم وأن يجزل لى ولوالدي 
ولكل من أعاني فيه الأجر والمشوبة يوم العرض عليه إنه جواد كريم. 

وفيما يلى سأذكر بعض الأمور التى توصلت إليها من خلال هذا 
البحث: 

و3 أذ للززاة القت عن للك السيفية الرنانة الل سمفسل وت 
وتؤمن ونخاف وترجو وتطمئن وغير ذلك من أعمال القلب وله اتصال . 
بالقلب البشري المحسوس وله اتصال كذلك بالدماغ وشاق» أعضاة: الانسان 
يأمرها وينهاها فهو القائد وهى الجنود. 

ثانياً: أن القلب ينقسم 0 أوصافه إلى ثلاثة أقسام : سلي » 0-6 
وميتء ولكل من هذه الأقسام صفات معينة تقوم بالقلب. 

ثالقاً: أن لسلامة القلب أسباباً لابد من القيام بها حنى يتحقق للقلب 
ذلك وتتبع العاذفة هده الأو م افع وسودا (وعدها ,وقوه وشيعفا: 

رابعاً. أن مرض القلب نوعان: نوع موْم في الحال. ونوع مولم عند 
ظهور ثُاره وعواقبه لأن غلبة الشهوة والذة تمصن جالعا ب لون بام 
مع وجوده فإذا اتقطعت الشهوة وزالت اللذة ظهر الألم لا ف . 

خاشا ان لمرض القلب نان" لابد من الحذر منها. | 

سادساً. أن موت القلب حدث عظمٍ وأمر خطير يوقع صاحبه في أسواً 
الأوصاف وأخسها التى لا ترتضيها العقول. السليمة ولا الفطر المستقيمة 
ا نع الطريع القويه. 


) :54( 


سابعاً: أن معالجة القلب المريض والميت لابد أن تكون وفق المنهج 
الذي ذكره الله عز وجل في كتابه وذكره رسوله صلى الله عليه وس في 
سنعه لأن أعلم الناس بالخلق هو خالقهم (ألا بعلم من خلق وهو اللطيف 
ال ٠‏ 

امناً:. عظم هذا الكتاب العزيز الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا 
من خلفه في أسلوبه ونظمه ومعانيه فألفاظ سهلة قصيرة تحمل من ال معانى 
الشىء الكثير الذى لو كتبت فيه الكتب بنظم البشر لعجزت أن تفى با 
' حملته تلك الألفاظ القرااينة القليلة بوكر كي متحا دق بانا لمي موي 
لايتطرق معها الملل إلى القارىء بل تزيده شوقاً إلى شوقه وبة إلى حبته 
وقرباً إلى قربهء تفتح القلوب المغلقة وتهديها إلى الصراط المستقيم. 

تاسعاً: قلة علم المخلوق إذا قورن بعلم الله عز وجل كما قال تعالى: 
(وما أونيتم من العم إلا قليلاً)("© فكل ماوقع في يدى من كتب البشر 
وأفدت منه مفتقر إلى كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه 
وسم حتاج إليه فهو إما شرح له أو فهم أونيه رجل لكلام الله عز وجل 
وكلام رسوله صلى الله عليه وس ثم مع هذا ففي الكتب البشرية نتقص 
وعيب و خلل مهما كان كاتبها ينزه عنه كلام الله عز وجل وكلام رسوله ‏ 
صلى الله عليه وس كما قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من 
عبد تخي الله لولجدو | فيه الخداله] تن 20/1 

عاشراً: رحمة الله عز وجل بعباده ولطفه بهم حيث إنه اهتم بما يصلح 


حالهم ويسعدهم في الدارين فأتزل إليهم مايهديهم ويشرح صدورهم وينير 





)00 آية رقم )01 من سورة الملك. 
(8)" جوعتهق الآيةة (ف) منصورة الإسراغ. 


(*) .الآية (9م) من سورة النساء. 


(ه>: ) 


قلوبهم مع غناه. تعالى وعدم العشا بده لاجد .من باق 

أحد عشر: أهمية القلوب وأنها هى التى تنجى عند علام الغيوب 

ولذلك فإعطاؤها وقتاً كبيراً من البحث والنظر فيما يصلحها ويقمٍ حالها 

أمر مهم جداً لترتب السعادة والشقاوة الأبدية على ذلك. 

إثنا عشر: معرفة بعض السنن الربانية التى تحكم حياة البشر والتى 
يؤدى جهلها إلى عواقب وخيمة. ش 

ثلاثة عشر: أهمية التفسير الموضوعي لبحث كثير من الموضوعات الى ' 
"طرقها القرآن الكريم مما في شأنه إظهارها وتوضيحها من خلال الآيات 
القبرانية والأحاديث الصحيحة وأقوال الصحابة وما تقتضيه اللغة العربية. 

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله 


رب العالمين. 


)454( 


فهرس الفهارس 


الآيات 

الأحاديث 

الآثار 

الأشعار 

الألفاظ الغريبة المشروحة في الهامش 
الأعلام المت جمين ٠‏ 

المراجع 


الموضوعات 


( با ) 


الآيه 
(سورة الفاتحة) 
إياك نعبد وإياك نستعين 
(سورة البقرة) 
ا . ذلك الكتب لاريب فيه هدى للمتقين 
والذين يؤمنود بماأنرل إليك 
إن الذين كفروا سواء عليهم 
ومن الناس من يقول ءامنا بالله 
صم ايك عم 
اعدو .ريدم 
وإنت كنم قْ ريب مما نزلنا على 
إلا إبليس أبى واستكبر 
ولا تقربا هذه الشجرة 
يلببى اسر اويل اذكرو انعمق 
وإستعينوا بالصبر والصلوة 
وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون 
قالوا اتتخذنا هزوا 
ثم قست قلوبكم 
أفكلما جاءكم رسول 
وقالوا قلوبنا غلف 
فلما جاءهم ماعرفوا كفرو| به 
وك كرفت أغل الكفت: 
ولن ترضى عنك اليهود 
الوا عاضا بائلة نوها انول المنات؛ 
وكذلك جعلكم أمة واسسظ] 
الذين عاتينلهم الكتلب يعرفونه 
ها ارلنا' فتك وسو لا مم 
ولنبلونكم بشئ من ال توف 


إن الضما و المروة.د: 


إلا الذين تابوا يا 
ومن الناس من يتخدذ من دوت الله 57 


نما يامر كم بالسوء والفحشاء 


فهرس الآيات القرانية 


رقمها 


195-66 
م 

لاه 

> 

7 

لام 

مم 

4م 

ل 

17 

ضر 

١1 
1197-5 
1608-6 
لاما‎ - ١م‎ 


مه١1‏ 
15 
م"ل-/اكا 


5 


11814 


ما /اا؟ 

الام 

1 

1 

21 

١ 

/4 

ا 

16 

58 

15 

15 

138 

2 

1 

علا ءءء 

فم 

84 

فتن 

314 

حكن 

2 

21 

هكلت 

بون 

ا١ا/م‎ 

1 
ان 


8 


) 58( 


الآية 
ومغل الذين. كفرو! كمثل الذي ينعق 
لسن البو أن ولو وجو هكم 


والعبد بالعبد 

انها الذين عامنوا كتب عليكم الصيام.... 
الحج أشهر معلوملت 

فإذا أفضمم من عرفت 

وكا عافن فى لديا سيينة 

ومن الناس من يعجبك قوله 

“والله لا يجب الفساد 

ا بم أن تدخلوا اللنة 

0 واضو ادو الذوع هرو | وجيدن] 
فاعتزلوا النساء في المحيض 

ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه 

ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله 

ولا خيطون بشئ من علمه 

رب أرني كيف حي ا موق 

كالذق. ‏ ينفق. ماله رماع الدامن 

أيود أحدكم أن تكون له جنة 


الشيطان يعدكم الفقر 
بحسبهم الجاهل أغنياء 
واتقوا الله ويعلمكم الله 
لايكلف الله نفساً إلا وسعها 
(سورة آل غمران) 


هو الذي أنزل عليك الكتلٍ 


ربئالاتزغ قلوبنا 

زين للناس حب الشهوات 

شهد الله أنه لا إله إلا هو 

قل إن كتمم تحبون الله فاتبعوني 
إن الله اصطفى ءادم ونوحا 
وإذ قالت المليكة يأمريم 


رقمهآ الصفحة 

اال اا يات 

ابا ةن 

ال انان 

ما دن 

55١ برو‎ 

ل 00 4" 

6 1995-14 

١‏ تاوضن 

0 سن 

هه كم/ 

14 ل نوا 

50 718 

6 كميم 1 

أ ك1 

د 0 5 

> ا 

51 01 

50 2” 

احلض ا 

مى؟ ل سان 

64 /؟ 

ك2 16" 

356 5غ 

/ا ككل بال الات مكل 
ا ف ذفن 

/ لل ل 

10-4 اا ا م 

56 1 

فى الم 

ب ملا 

136 1.23 


) :55( 


الآيه 
والله لايخب الظئلمين 
م يكيل نفجفل لع الله على الكذين 
فإن الله خب المتقين 
500 عن الإتلم ذييا 
لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون 
يلأيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته 
ميخي .للد جما 
وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون 
يئأيها الذين عامنوا لا تتخذوا بطانه من دونكم 
وإن تصبروا وتتقوا لايضركم عدم شيئا 
إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم 
والكلظمين الغيظ... 
قد“ خلت من قيلكم سنن... 


والله يحب الصثبرين 

سنلقى في قلوب الذين كفروا الرعب... 
وليبتلى الله مائي صدوركم 

يلأيها الذين ءامنوا لا تكونوا كالذين كفروا... 
فإذا عزمت فتوكل على الله 

لا تحسين الذين قعلوا فى سبيل الله... 

الذين. اسعجابو! الله والرسول:ه: 


ماكان الله ليذر الموّمنين 
إذ فق خلق السموت والارضض 
(سورة النساع) 
إن الله كان عليكم رقيبا 
واعيدوا الله.. 
ألم تر إلى الذين يزكون أتفسهم 
أم بحسدون الناس على ماءاتلهم الله.. 
ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم 
ومن 'يطع الله ورسوله 
وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله 


أفلا يتدبرون القرءات 


رقمها 
/اه 

5١ 

كلا 

6م 

8 

16 

16 

11/ 
119-11 
171-11٠ 
177-14 
١72م1‎ 
١8-1“ 


ك1 
16١‏ 
160 
165 
م1 
1/48 
الا هلما 


هما 
-141 


دعام 
3 
66-6 
6-4 
5 

م7 


م 


كم 
اس 
5م 
56> 
6 
1 
1 
4" 
“*2 2 
1 
موسو وا 
اس 
الس 
2500 
ا 
52500 
م 
3 
م 
ار ا م1 
11 
ا 
رس 
مووي" 0 


يضين 
اماف 


فا 
55506 
اكوا 
ا 51 


ع*52”ة 


0). 


الآيه رقمها الصفئحسة 
ومن يقعل وفنا متعمدأ 6 ان 
إن الله لا يغفر أن يشرك به... 17-7 ا م 
بشر الملفقين بأن لهم 2 الها مس١‏ 1 
مذبذبين بين ذلك يكل يك 
إن المنلفقين ف الدرك الأسقل من التار... ه11 ا امع 
دكات الله شاكرا غليما 40 6ك 
بل طبع الله عليها بكفرهم 16 مت 
رسلا مبشرين ومنذرين 6 4غ 
يلأيها الناس قد جاءكم اه من ربكم ١/4‏ ا 
: (سوزة القائدذة) 
وإن كنم عن امير ١ ٠‏ ش ةم 
نانها" الذين امد كوكو ‏ مسيع لله م004 1نم 
فيما نقضهم ميثقهم لعنلهم ٠‏ 1 4 
يلأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا... 1-6 1 
وعلى الله فتوكلوا 7 /1 
يلأيها الرسول لا بحزنك الذين يسلرعون في الكفر 4١‏ لو ل ع لا ع7 
6# 
يلأيها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه 0 اا ام 
يلأيها الرسول بلغ ماأتزل إليك من ربك / 128 
فعموا وصموا 2-8 ليه 
قل يأهل الكتلب لا تغلوا في دينكم غير الحق 70 8 
وإذا سمعوا ماأتزل إلى الرسول ترى 0 م دن 
يلأيها الذين عامنوا لا تحرموا طيبُئت ماأحل الله لكم /الم-مم ادك 
إذ قال الحواريون يعيسى ابن مريم هل يستطيع ربك ؟١118-11‏ ولف 
قال الله هذا يوم ينفع الصلدقين صد صدقهم ' 08 ل 
و3 الأنعام) 1 
ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ١‏ 1م 
ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا 7 دم 
ومنهم من يستمع إليك 1 5 
قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله... بف لمكن 


ولو شاء الله لجمعهم على الهدى م /4 


) 00 ( 


الآية 


من يشا الله يظلله ومن يثشأ يجعله على صرط مستقم 


بل رياه تدعون... 


ولا تطرد الذين يدعوت ريهم 

أنه من عمل منكم سوءا يجهللة 

قل أندعوا من دون الله مالا ينفعنا ولا يضرنا 
وكذلك نرى بد م سك السمئوات والأرض 
وكات أخاف ماأشر 

أو لمك الذين هدى الله 

إن الله فالق الحب والتوى 

ذلكم الله ربكم لاإله إلا هو ختلق كل شئ... 
قد جاءكم بصائر من ربكم.. 

ولو شاع الله-هاأشر كوا 

وتقلب أفئدتهم وأبصرهم 

وإن كثيرا ليضلوت بأهوائهم بغير علم 

أو من كان ميتا فأحيينه 

فمن يرد الله أن يهد يه يشرح صدره للإسللم 


عن أظل ممن افترى على الله كذياً... 
قل إن صلاقى ونسكي ومحياى ومماتى لله 
رمب العتلمن 
(سورة الأعراق) 
قال فبها' أغويتق لأتعدن لهم ..- 
فوسوس لهما الشيطن 
إنا جعلنا الشيلطين أولياء للذين لا يؤمنون 
قل أمر رلي بالقسط ... 
وقالوا الحمد لله الذى هدنا 
وما أرسلنا في قرية من نى إلا أخذنا أهلها 
ونطيع على قلوبهم... 


سأصرف عن عايتي الذين يتكبرون في الأرض .. 5 


ولما سكت عن موسى الغضب 


رقمها 
م 
5-4١‏ 


وك 

6 

آلا 
ماكلا 
1/-5م 
0 

ه04 

6 
ع6 
و16 
11 

11 

1 
16 


14 
11 


19/1 
فكيرى 
/ 

1 

رفن 

و 
45-4 
00 
.1 


16 


الصنحه 
كف 

م1 

ل 

6ك 

لعل سم 
8 

1 


1 


6 نا 
5ع 
6 
كا 
3ع 
م 
افر لت 
لس 
بام لل معت 
221 
8 


م" ككة؟ 


مركن 


ا 7 


وا 
755 


ما 1 


و0 1 
4ه" 


بس ا 556 


2 


لالم" 


) 7 


3 
قل يلأيها الناس إنى رسول الله إليكم عتمننا 
وإذا أخذ ربك من بني مم من ظهورهم ذريتهم 
واتل عليمم نبأ الذي ءاتيئه ءايتنا فانسلخ منها 
من عي الله نبو الميعدي 
خذ العفو وامر بالعرف 
وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا 

(سورة الأنفال) 
فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم 


اراك 


0 0 كفروا| ينفقون امي 

ييأيها الذين عامنوا إذا لقيم فئة فاثبتو|... 

ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة... 

+ تعلموتهم الله يكلمهم 

يلأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى 
(سورة التوبة) 

وإن أحد من المشركين اسعجارك 

فإن تابوا وأقاموا الصللوة. 

قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم 

قل إن كانءابانٌكم وأبناقٌكم وإخونكم... 

إنما المشركون نجس 

والذين يكنرون الذهب والفضة 

إذ يقول لصلحبه لا تحزن 

إغا يستأذنك الذين لايؤمنون بالله... 

ويخلفون بالله إنهم لمتكم 

إنا الصدقاك للفقراء 

بحذر المنلفقون أن تنزل عليهم سورة 

وعد الله المنلفقين والمنلفقت والكفار نار جه 


ومنهم من علهد الله لئنءا تننا من فضله... 


رقمها 
12/8 
ااا 
يهن 
اهما 
7-8" 
53265 


1١-8 


فض 


#«ل 
!| 


"5 
1-6 


10-14 
>32 

78 
56-5 
6 

ك2 

65 

6 

0 
535-58 


6 ااا 


الصفئحة 
4 
4 
66 
لسر لا ا ل 
ففيتاض 
حاكن 


ل ا 
ا 
1 ل 1 
نا 
11 
اة 
55١‏ 
الممتتوض 
اوداق 
53 
م57 


31 
املكان 
حكن 
ال 
ران 
1 
لكلا 
58 
إضضصر 
مه" 
نان 
ا 


اا 0 


( سبع ) 


الآيه 
رضوا بأن يكونوا مع الخوالف 
ليس على الضعفاء ولا على المرضى 
وءاخرون اعترفوا بذنوبهم ير 
والذنيق أخذو | مسهدا ضراو 


لا يزال بنيلنهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم 


يكبي الدين عامدن! اتقو | الله و كونؤا مم" الفملدقية 


وإذا ما أنزلت سورة 

ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم 

١‏ (سورة يونس) 
وتشر.|الدين عامتو|... 

والذين هم عن عايتنا فعلدة 

فذلكم الله ربكم الحق 

بل كذبوا با لم حيطوا بعلمه 

يلأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم 


ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون 
ولا يحرنك قولهم 

كذلك نطبع على قلوب المعتدين 

وقال موسئ يقوم إن كنت عأ منتم بالله 

وإن كثيرا من الناس عن ءا يتنا لغفلون 

ولى شاء..ربك لآمن: من في: الأرض كلهم 


وقال موسى ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة... 


(سورة هود) 
إنه لفر ح فخور 
إلا الذي تعورة ا بوعيو ]العافت 
ألا لعنة الله على الظللمين 
إن الذين ءامنوا وعملوا الصللحلت 
وقال أركبوا فيها يسم الله مجرنها 
ونادى نوح ريه 
قال إني أشهد الله 


فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم 


كمي 
لالم 

81 
٠0-1 
1١١مل‎ - ع1‎ 
11 

1.148 
1968-14 


/لا1 


لالم 
0 
8 
/لاة-سمرة 


3 
56 
4 
م 
0 
01 

مم 


11 
18 
ع ؟ع؟ 
1 
مه -ل/اع 
4-جه 


م66 
اممتتا اتن 
8 
8 
و وين 
اا اا 581 
امة 15525 
ع سات 


4 
.0 
4 
ل 
1 
ملع 
ا" 
ا 
ا 
14 
ع8 
م 
53 


55 
37 
اناس 

2 


كنا 


) 7: ( 


الآية 
إن إبر'هي للم أواه منيب 
ذلك من انباء القرى نقصه عليك 
فاستقم كما أمرت ومن تاب معك 
وما كان ربك ليهلك القرى بظم 
واللها:غيت: السمواكا والارضق 
(سورة يوسف) 
وروادته التى هو في بيتها 
كذلك: ضرفب عله السوء 
وقال نسوة في المدينة 
ألا تعبدوا إلا إياه 
ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقاً 
وتولى عنهم وقال يلأسفى 
مح لم وا يوبن 
إنه من يتق ويصبر 
لقد كان في قصصهم عبرة 
(سورة الرعد) 
لبت لقوم يتفكرون 
وإن تعجب فعجب قولهم 
وإن ربك لذو مغفرة للناس 
أنزل من السماء ماء 
قل إن الله يضل من يشاء 
الذين ءامنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله 
والذين عاتينئهم الكتلب يفرحون با أنزل إليك 
(سورة إبراهيم) 
وإذ تأذن ربكم لعن شكرتم 
أفي الله شك 
فأوحئ إليهم ربهم لنهلكن الظللمين... 
وقال الشيطلن لما قضى الأمر 
ألم تر كيف ضرب الله متلا كلمةطيية كشجرة طيبة 
يئبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت 


وإن تعدوا نعمت الله لا تخحصوها 


ري 
0 


1 
6م 

5م 
8م 
السككورك 
11 


578 


15-11 
5 
53 
5" 
يف 


ع5 


الصفئحة 
م ا 
ووم 
8 
عم 
١‏ 


مغ 
9*8 


0 
4.3 
05 

الا 1 

ملحكفن 


خا ا ل 0 


18 


16 
لت 
0 
دم 
لل 
ا 
1 


الآية 

(سورة الحجر) 
إن في ذلك لأيلت للمتوسمين 
فوريك لنسكلهم أجمعين 

(سورة النحل) 


ينزل اليك بالروح من أمره 

هو الذي انزل من السماء ماء لكم 

اللهكم إلله وأحد 

الذين تتوفلهم المليكة طيبين 

يخافون ربهم من فوقهم... 

عبدا مملو كا لا يقدر على شىئ 

والله أخرجكم من بطون أمهلتكم 

يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها 

وأوفوا بعهد الله إذا علهدتم 

فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله 

من كفر بالله من بعد إيلنه 

أولئك الذين طبع الله على قلوبهم 

إن إبر'هيٍ كان أمة قانتا لله 

ولئّن صبرتم لهو خير للصلبرين 
(سورة الإسراء) 

معن اند امرض سد ا 

ذرية من حملنا مع نوح 

إن هذا القرءان يهدى للتى هي أقوم 

من اهتدى فإما يهتدى لنفسه 

ومن قتل مظلسوما... 

أولعك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم 

ومن كان في هذه أعمى... 

وقل رب أدخلنى مدخل صدق ... 

وننرل من القرءان ماهو شفاء 

وما أوتيم من العم إلا قليلاً 

ومن يهد الله فهو المهتد 


وقرغانا فقو قرام عن الناس 


( هو“ ) 


الوسيلة د 


رقمها 


7 
لكين 
55-917 


م 
41 
٠١-9‏ 
5م16 

6 
١151-٠ 
١18-15 


كن 
/اة 
7 


,م 


/ا3 


19 


": 
13م 


ع 
16 
32> 
”5 
ل ا 
سك ا 
م5 
1 
لاا ؟ 
51 
ود 
125 
ف ان 


قم 

كهاعء/ا” , 

رضرى 
55 


عل ال ا 


7م 

؟مءع 

1 
ا 4 6 ل 
27 

الا 


م5111 


( دن ) 


الآية رقمها الصفئحة 
(سورة الكهف) 
إنهم فتية ءامنو| بربهم 1١-1‏ امفيك 
من يهد الله فهو المهتد 1 دف 
ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا... 8 ش 1 
إنا جعلنا على قلوبهم أكنة ٍ َ 0ه 4 
فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صللحا 11 5 
(سورة مريم) 
وأنذرهم يوم الحسرة... لوس م 
وجعلنا لهم لسان صدق عليا ش 6 1 
' واتبعو] الشوات 5 25 
إن كل .من فق "الشيمو نك والأرفن الاق 
الرصسمة فيد 0 1 
(سورة طه) 
قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه... 6 ”7 
فاقض ماأنت قاض 07 هم 
وحفنت الأسيات رحد 4 1 
يعادم هل أدلك على شجرة الخلد 1 فض 
فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى يفن 4 
(سورة الأنبناع) 
اقترب للناس حسابهم ... 1م 3 
بل نقذف بالحق على ٠البلطل‏ فيدمغه 14 1 
ولا يشفعون إلا لمن ارتضى 8 ادك 
(سورة الحيج) 
ومن الناس من يعبد الله على حرف 13 يض 
ذلك ومن يعظم شعائر الله... مم 1 
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ولام فك ف 
فإنها لا تعمى الأبصلر 45 لوي د 
ليجعل مايلقى الشيطأن فتنة... ٌْ 6ه الى 
لاالل اسل جم 
الله يصطفى من المليكة ا ه07 ١8‏ 


فأقيموا الضلثوة واحو! الو كلوة::. قدا نا 


( بيب ) 


الآيه رقمها 
(سورة المؤمنون) 
قد أفلح المؤمنون ١-؟‏ 
فإذا استويت” آنت. ومن معك ... 1-1 
والذين يؤتون مااتوا وقلوبهم وجلة 6 
ل فلوييم فى عهرة مق هذا 7 
ولقد أخذئلهم بالعذاب فما استكانوا لريهم... فى 
إنى جزيتهم اليوم بما صيروا 1 
اسيم أنا خلقئكم عبثا 1 
(سورة النور) 
- ولا 'تأخذكم بهما رأفة... ّ 
ولولاتيل الله عليقم وركمةة مارك ى بتكم ع ادا دا 
قل للمؤمنين يغضوا من أبصطرهم لاحلا 
الله نور السمو'ت والأرض د 
وإن تطيعؤوه تهتدوا 9 
(سورة الفرقان) 
تيارك الذي نزل الفرقان على عبده ١‏ 
وخلق كل شئ فقدره تقديرا 1 
وقدهنا إلى ماعملؤ| عن حما .: يف 
ويوم يعض الظالم على يديه 1 
أرءيت من اتخذ إلهه هولئه ع 
وتوكل على الي الذي لا يهوت 0 
الأامن كاب وعافق وعمل) عملا ملليا :: 3 
ربنا هب لنا من أزواجنا... :لا 
(سورة الشعراء) 
قال فرعون ومارب العللمين وفكاك 
إذ قال لأبيه وقومه ماتعبدون 7 
والكعل ال الباق مدقن الااحوين م 
ولا تخزني يوم يبعثون لم -قم 
تالله إن كنا لفى ضلل مبين لا -لمرة 
أتبنون بكل و ءاية تعبثون 11-1 
2 
إن في ذلك لأية وما كان أكثرهم مؤمنين )> 


د 
هل أنيئكم على من تغزل الشيلطين 00 


الصفحه 


ليك 
08 

ام ”7 
ماضء 
08 
"5 
١‏ 


ل 

١ 
ل وين‎ 
لل‎ 

اذى 


يدن 
إخرض 


لان 
فرص 
1١1548‏ 
حفن 


1 

"9 
1111 
7” 


الا" 
”2 


ال ع 


(مبء ) 


الآية 
(سورة النمل) 
.ومن شكر فإنما يشكر لنفسه 
أئنكم لتأتون الرجال شهوة 
فما كان جواب قومه إلا أن قالوا 
أكذبم بأيلتي وم قبطو بها علا 
(سورة القصص) 
وأصبح فؤاد أم موسئ فارغا | 
وحجدو| بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا 
لالد وي لطامت عسي 
فخرج منها خائفا يترقب 
واستكبر هو واجنوده في الأ فى تخي الحق 
فإن لم يستجيبوا لك فاع أنما يتبعون أهوآاءهم 
إنك لاتهدى من احيبت 
فيقول ماذا أحببتم المرسلية 
وربك يخلق ما يشاء 
لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين 
وقال الذين اوتوا العلم ويلكم 
والعلقبة للمتقين 
(سورة العنكبوت) 
ألم. أحسب الناس أن يتركوا 
من كان يرجو لقاء الله 
ولعك "اوسانا تيجا إل قدي 
ولقد تركنا منها ءاية بينه 
مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء 
وعللك الأمفل اتضتريها للنانين 
إن الصللوة تنهى عن الفحشاء 
(سورة الروم) 
أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان علقبة 
الذين :من قبلهم 
فأقم وجهك للدين حنيفا 
وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم 


وقال الذين أوٌتوا العم والايمن 


رقمها 


هه 
05 
4م 


>" 
با /با/ا 


1١-9 
سف‎ 
لمعم‎ 


4 


الصفحهة 


م164 
نا 
لا 
اسح كوت 


31> 
ا 
'"“ آ[”2> 
ل /اع” 
ا رد 
لض دن 
يفا 
6 
1 
تك 
خض 
وفيض 


ا 
1 
8 
2 
40 
فض 
دفن 


1:6١ 


ا 121 


155 


7/ 


( وبع ) 


الآية 

(سورة لقمان) 
ومن الناس من يشتري لهو الحديث 
إن الشرك لظم 
إذ الله لاني كل ان الخو 

(رسورة السحدة) 
ولو شئنا لأتينا كل نفس هديها 
وجعلنا منهم أعْة يهدون بأمرنا 

5 (سورة الأحزاب) 

أدعوهم لابائهم 
وإذ أخذنا من النبيين ميتلقهم 
يلأيها الذين عامنوا اذكروا نعمة الله عليكم 
لقد كان لكم في رسول الله أسوة اعيدة 
ليجزي الله الصلدقين بصدقهم 
وأنزل الذين ظلهروهم من أهل الكتلب 
وإن كنتن تردن الله ورسوله 
فلا تخضعن بالقول 


إن المسلمين والمسلملت 
يلأيها البي إنا أنسلكك كاهدا هرا ونذيراً 
ولا تطع الكفرين والمنلفقين 
وكان الله على كل شئ رقيبا 
(سورة سبا) 
اعملواءآل داود شكرا 
وقال الذين استضعفو| للذين استكبروا 
قل إنما أعظكم بوحدة 
(سورة فاطر) 
إن الشيطلن لكم عدو فاتخذوه عدوا 
إما يخشى الله من عبادة العلهوًا 


إنا:الذين يتلون: كعب الله 
(سورة يس) 
ألم أعهد إليكم يبي عادم 


إن هو إلا ذكر وقرءان مبين 


رشمها 
097-55 
18 


1 
>" 


17-8 
امكيف 
4 

1 

14 
سرض 


15-5 
م7 
؟ولمة 


1 
7 
2 


578 


39> 
يدن 


07-48 


الصمحه 


لض 
1 
ك/ 


اداع 
لا ع7" 


1 
ف 
م 
ام 
1 
1 
م 
لي 
0017 
55 
1 
2ك 
نيدل 


168 
5 
م* 


خف ال 

لات 

ل 6ض 1 مان 
56 


مضل 


اوداك 


(مع ) 


الآية 

وضرب لنا مثلاً ونس خلقه 

: (سورة الصافات) 

احشروا الذين ظلموا وأزواجهم 

إذ جاء ربه بقلب يم 

وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل 
سورة ص) 

أجعل الألهة إللها واحدا 


3 ا ١‏ 2 اعم 
وظن داود انما فتنة فاستغفر ربه وخر ركعا وآأناب 


ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله 
ولقد فتنا سليملن 
رب اغفر لى وهب لى ملكا 
واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه 
وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار 
(سورة الزمر) 
خلق السمو'ت والأرض باحق . 
أمق خق: قلبكءاثاء اليل ساحد | لوقاف 
إنما يوني الصلبرون أجرهم بغير حساب 
والذين اجعنيو الطعوت أت يتدونها 
أفمن شرح الله صدره للإسلام 
فمن اظل ممن كذب على الله 
ويخوفونك بالذين من دونه 
وإذا ذكر الله وحده 
قل يعبادي الذين أسرفو | 
وأنيبوا إلى ربكم 
أليس في جهم مثوى للمتكبرين 
طبتم فادخلوها خللدين 
(سورة غافر) 
هو الذي يريكم ءايلته 
يعم خائنة الأعين وما تخفي الصدور 
كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار 


إن الذي عتدلون وى ايلم اللسيمر سملن اميم 


رقمها 


ملا كم 


0-7" 
م 
لا مما 


3 
”7 
ور 


الى 
ع4 
6 


الصفشحه 
م* ١ه‏ 


لاا امم لاحكم 
.م١"‏ 
وات 


مم 
يفتكك فل 
مس اه 
يهن 


0 
ل ”7 
الم ف 1 

0 
0 
م" 
145 
ب 
20 
ُْ 


على ١‏ 
س0 
”ع 


لو ا 


( كمع ) 


الآية 
إن الذين يستكبرون عن عبادني سيد خلون جهم 
ادخلوا أبوب جهانم خلدين فيها 
(سورة فصلت) 
حم. تتزيل من الرحلمن الرحم 


وأما مود قهدينلهم فاستحبوا العمى على الهدى 
ويوم يحشر إعداء الله إلى النار 
ونال نتروا تمسهو] ليذ" القرءات 
إن الذين قالوا ربا الله ثم استعلموا 
ولا تستوى الحسنة ولا السيئة 
ومايلقلها إلا الذين صبروا 
وننن:“#ايلعه أنك ترى الأرض خشعة 
قل هو للذين عءامنوا هدى وشفاء 
سنريهم ءايتنا في الآفاق 
(سورة الشورى) 
ليس كمثله شئ وهو الميع البصيرٍ 
ل من الدين ماوصى به نوحا 
أم يقولون افترى على الله كذبا 
وجزاء سيكئة سيكة مثلها 
نا السبيل على الذين يظلمون الناس 
وإنك. لتهدى إلى صررْط مستقي 
(سورة الزحرف) 
وكذلك ماأرسلنا من قبلك في قرية من نذير الا 
قال مترفوها إنا وجدناءاباءنا على أمة 
(سورة الجاثية ) 
أفرأيت من اتخذ اللهة هوراه 
وإذا قيل إن وعد الله حق 
(سورة الأحقاف) 
وجعلنا لهم عفنا و ابعكزا راق 


فاصبر كما صير أولوا العزم من الرسل 


١5-١ 


17 
18 
55 


3 


0 


1 


لحك 


11 


1 


3 


5 


6, 


وف 


وف 
وال 


55 


الصنحه . 


21485 
إفة 


ا 


م 
1 
يدن 
/ا 
ال 16 
ىق 
ف 
11 
م 
لاع * 26٠‏ 


تا 


هم 177 


قف 
7 


4 


7 


( عم ) 


الآية 
(سسورة محمد) 
فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم 
افلا يتدبرون القرءان 
ولنبلونكم حتى نعل المجلهدين منكم 
(سورة الفتح ) 
هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين 
ومن أوفى بما علهد عليه الله 
يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم 
فانزل الله سكينته على رسوله 
أشداء على الكفار رحماء بينهم 
(سورة الحجرات) 
إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله 
أو لكك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى 
فتبينوا آن تصيبو! قوما بجيثلة 
إنما المؤمنون إخوة 
ايها الذين عامنوا لا يسخر قوم من قوم 
إنما المؤمنون الذين عامنوا بالله ورسوله 
(سورة ق) 
فل ينظروا إلى السماء فوقهم 
فكشفنا عنك غطاءك 
وما أنا بظلٍ اتسين 
وأزلفت اللجنة للمتقين 
إذ فق ذلك لتركرى تلن قاو اله قلت 
(سورة الذريات) 
وفي الأرض ايك للموقنين 
فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين 
ٍ (سورة الطور) 
أفبضن عيذ 
أم خلقوا من غير شئ 
واصير لحكم ربك فإنك بأعيننا 


رقمها 


فى 
23> 


لض 


١ 


حر 
9" 


5-م 
” 

ل 
لسعم 
ا 


ع رام 


16 


0 


م8 


ال 


لخر 
“455625 
كن 


ا" 


ىم 
1 
0 


ضسيت ريض 
عم عاونا 

153 
حك طقن 
تا 


يفركيفن 
لوا 
كن 
701 
2 


7 
"5" 


 ) سم‎ 


الآايه 

(سورة النجم) 
والنجم إذا هوى 
إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الانقفس 
فأعرض عمن تولى عن ذكرنا 


فلا تزكوا انة 
7 القمر) 


إنا كل شئ خلقنله بقدر 
إن المتقين في جندلت ونهر 
(سورة الرحمن) 
فيومئذ لايسكل عن ذنبه إنس ولا جان 
ولمن خاف مقام ربه جنتان 
ش (سورة الحديد) 
وهو معكم أينما كنت 
ألم يأن للذين عامنوا أن تخشع قلوبهم 
اعلموا "أن الله يتى . الأرفن : بعد موتها 
لكيلا تأسوا على مافاتكم 
وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة 
يلأيها الذين ءامنوا اتقوا الله 
(سورة الحشر) 
هو الذي أخرج الذين كفروا... 
ويؤثرون على أنفسهم 


والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا 


تحسيهم جميعاً وقلوبهم شتى 

كمثل الشيطأن إذ قال 

هو الله الذى لا إله إلا هو 
(سورة المجادلة) 

إنما النجوى من الشيطلن 

يرفع الله الذين ءامنوا منكم. والذين 

١‏ أوتو العم درجلت 


لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر 


يوادون من حاد الله ورسوله 


ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم 


اسن 
ف 


:. 


6268- 


0 
6. 


1٠ 
15 
18-5 
74-1 


؟ 


الصفحصه 


4442558 
44278 
لهل 


طرف 


1 


4 
ا 00 


1 
0 


وا ةا 


كا" 

ا 

14 
18 
554 هنا 
2 
6 
51 


5 
58 


51/ 


( عم ) 


الآية رقمها الصفئحة 
(سورة الممتحنة ) 
فإن علمتهوهن مؤمنلت 7 4 


ينأينا الخو امد لول فوها عشي 


الله ا ون 0 
سورة الصف) 


إن الله يحب الذين يقلتلون في سبيله صفا 3 15 
فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم 0 3 
(سورة الجمعة) 
هو 'الذي بعث في الأمِين ١‏ 
مكل "الذين ملع اعدو ورا 0 40 
(سورة المنافقون) ش 
إذا جاءك المنفقون ١‏ ارم 
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين 4 ا 
١‏ (سورة التغابن) 
فامنوا بالله ورسوله م 3ك 
ومن يؤمن بالله يهد قلبه 11 ا م 
يلأيها الذين ءامنوا إن من أزؤوجكم 1 عل مو نم 
(سورة التحريم) 
يلأيها الذين ءامنوا توبوا إلى الله 7 هه 
(سورة الملك) 
أ يأتكم نذير م 1 
ألا يعم من خلق وهو اللطيف الخبير 1 “4 
قل هو الرحمنءامنا به ل 1 
(سورة القلم) 
وإنك لع حلى علي 4 م 
ودوا لو تدهن فيدهتون 1١-8 ٠‏ 2 
(سورة الحاقة ) 
ولو تقول علينا بعض الأقاويل 4-/41 ليل 


(سورة المعارج) 
فمال الذين كفرو| قبلك مهطعين 6 اا .1 


(سورة نوح) 
قال رب إلى دعوت قومي ليلذ وتهارا 95-6 حضن 
(سورة الجن) 
فلا تدعوا مع الله أحدا 1 لكي 
وأنه لما قام عبدالله يدعوه 1 4م 
(سورة المزمل) 
رب المشرق والمغرب 0 4 
(سورة المدثر) 
ليها المدثر ١-ه‏ م ة؟ 
وما جعلنا أصحلب التان إلا مليكة 1 0 
فما لهم عن التذكرة معرضين 01-8 .4 
(سورة القيامة) ‏ 
:بل الإنسلن على نفسه بصيرة 10-5 59١‏ 
(سورة الإنسان) 
و يطعموث الطعام على حبه . هاا 
نما نطعمكم لوجه الله 9 م 
علليهم ثياب ستدس ف 64 
فاصبر لحكم ربك 1 13 
وما تشاءون إلا أن يشاء الله 0 خف 
والاتئمة: أعدليم غنان الينا ١‏ 1 
شورة النادفات) 
وأما من خاف مقام ربه 10 مور ١‏ 
(سورة عيس) 
أن هاءه الأعمن ١‏ 13 
(سورة التكوير) 
باى ذنب قتلت 8 6 
وما تشاءون إلا أن يشاء الله 9 اموا اع 
(سورة المطففين) 
كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون 1 ١‏ 4202241 
(سورة الطارق) 


فلينظر الإنلن مم خلق | 0 م 


الآيه . 

(سورة الأعلى) 
والذي قدر فهدى 
فذكر إن نفعت الذكرى 
قد أفلح من تزكى 

(سورة البلد) 
وتواصوا بالصير 

(سورة الشمس) 
ونفس وماسوليها 
قد أفلح من زكطها 

(سورة الليل) 
فأما من أعطى واتقى 
وسيجنبها الاتقى 

(سورة العلق) 
ألم يعرم بأن الله يرى 
0 . (سورة البينة) 
إن الذين عاضتى] :وعملوا: المفنلعيت 

(سورة العاديات) 


(جم ) 


إن الإنسلن لربه لكنود 
(سورة العصر) 
والعصر إن الإنسن لفي خسر 
(سورة الماعون) 
فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون 
(سورة النصر) 
إذا جاء نصر الله والفتح 
(سورة الإخلاص) 


قل هو الله أحد 


1 


10 


"1-17 


يف 
278" 
5678 


اا 


ا تع 


1 


و ارين 


مه 


كع" 


116 


؟اهى/اة 


مدان 


4 
١1 
- اا‎ 
-48 


8 


“300 


( مام ) 


فهرس الأحاديث 
طرف الحديث 
اية المنافق ثلاث 
اتقوا الظلم 
اقو ا فزاسة المؤمن 
اتقوا النار ولو بشق ثمّرة 
أحب الأعمال إلى الله تعالى أدومها 
أحب البلاد إلى الله تعالى مساجدها 
أحب الكلام إلى الله تعالى أربع 
ادعوا الله وانمم موقنئون 
إذا توضاً العبد المسلم 
إذا زنت أمة أحدكم 
إذا كان يوم القيامة 
أربع من كن فيه 
ارحموا من في الأرض 
أرواحهم في جوف طير خضر 
استحيوا من الله حق اللياء 
استقيمو | :ولن تحصوا 
أشهد ان لا إله إلا الله 
أعطيت ثلاثا الم يعطهن من قبلي 
أعطيت خما لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي 
أفضل الصدقة جهد المقل 
أفلا قوق عيذ كور 
لا رجل يضيف هذا الليلة 
ألا وان في الجسد مضغة 
أنا أغنى الشركاء عن الشرك (حديث قدسي) 
أنا اعفد طن عبد و.:.ة (عيف قنش )1 
لأسباء ثم الأمهل لال ا سل 
أن تعيد الله كأنك تراه 
أنشدك بالله هل تعلم أن رسول الله 
صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس جلود السباع 
إن أحدكم يجمع في بطن أمه 


أن رسول الله صلى الله عليه وسم أقام مير نل 





الصفحة 
1274 
لمكا 
3 
ملعك 
كم 
كمد لام 
لام 
110 
اودكا 
+«مدعه 
/94 
ذن 
ك1 
م1 
وعدم 
1١/1‏ 
53> 
كا 
8 
ا كن 
108 
ك/ا١‏ 
و نض 
م71 
919/0 
ا 
ون 
1148 
يضف 


5 
65- 
/او- 
/ه- 
08- 


كه 


(حم؛) . 


طرف الحديث 
ن رسول الله صلى الله عليه و 


ن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه 
ن العبد إذا أخطاً خطعة 
ن العبد ليصلى الصلاة 

ن عفرياً من ابن 

ن العلماء هم ورئة الأنبياء 
ل 


إن الله يرضى لكم ثلاث 

إن الؤمن إذا أذنب 

إن المؤمن لا ينجس 

إنما الأعمال بالنيات 

نما الصبر عند الصدمة الأولى 
إنما مثلي كمثل رجل استوقد ناراً 


نما يرحم الله من عباده الرحماء . 


إني لأعلم كلمة لو قالها 


ن رسول الله صلى الله عليه وس 


بعث عمرو بن العاص 


كان إذااشتكى 


إن من الشجر شجرة لايقط أوراقها 


أهل اللنة ثلاثة 


أي فل ألم أكرمك وأسودك...(حديث قدسي ) 


الإيمان بضع وسيعون شعبة 


إياكم والشح 


سق ه 
1 
هر 

م 
ضف 
اع م سيار امع 


ا 
4 

56 

حفن 

68 

اق 
7/8" 
1 
155 

7ه 

6ج ؛ لوسر 


00 


1 
ب 
54- 
-_- 
75- 
/1- 
4-- 
8 


ات 
ا 
لاب 


ما - 
اسم 
لاا - 
//ا- 
ات 
4 
م/- 
م 
*لم/ى- 
85- 


5 
/ام-‎ 
-84 
-4 
57 
-١ 


9 


( وم ) 


طرف الحديث 

بدأ الإسلام وه 
بعث الني صلى الله عليه وس خيلاً قبل نجد 

بنى الإسلام على خمس 
بينما رجل من المسلمين 
تركتكم على البيضاء 
تعس عبدالدينار 
تلا رسول الله صلى الله عليه وسم 
تلك السكينة تنزلت للقران 
ثلاث لا يغل عليهن قلب امرى ممم 
ثلآت: من كن .فنه 
جاء ثلاثة رهط 
جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسم 
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسَلم 
جاء رجل إلى الني صلى الله عليه وسم 
يا ء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قسألوه 
عوك ونعم الوكيل قالها إبراهيم 
الحياء لا يأتي إلا بخير 
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسمم وني يده كتابان 
خشع لك سمعى وبصرى 
دعه فإن الحياء من الإيمان 
الدين التصيحة 
ذاق طعم الإيمان 
وان الأب الإشلام 
سبحانك اللهم ربنا ويحمدك 
سددوا وقاربوا 
سلونى, لا تسألونى عن شئ 
سمعت الني صلى الله عليه وس 1 
شيبتني هود ش 
الطهور شطر الإيمان 
عليكم بالصدق 


فانطلق انين داعي ادر 


الصفحة 
ع 
م 
هه" 
710-14 
34 
ع سبو ااي 
1م ؟ 
34 
65 
54 
إمسلاه 
1 
م7 
7 
/” 
ل 
١‏ 
1 
11 
م 
266 
مب م6١‏ 
50 
باه 
ال-١‏ 
ل 
2 
08 
8 
فى 
404-44 


/- 
4 
11 
18 
3 
1 
لك 
4 
1 
1 
/ادا- 
8 
8 
1- 
1 
1 


1 


ما 


طرف الحديث 
فأعلمهم أن الله افترض عليهم 
فأول من يدعى به رجل جمع القرآن 
فبينا أنا أمشي إذ سمعث صوقا ” 
فنأ يك بيو اذا كك | سد الالو 
في الجنة مانية أبواب 
قال يارسول الله ماالإيمان؟ 


قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعالى إلى الإسلام 


قل أمنت بالله ثم استقم 


كان أخنت الشراب إلى رسول الله صلى ألله عليه وس الخلو البارد 
عليه وسلم يامقلب القلوب... 


كان أكثز دعاء البي صلى الله عليه 
كان خلقه القران 


كان" النى. ضى الله عليه.و 
الكإن يط :ابلق بو قعط الثامن 
كلو .واشويق! والبسوا وتصودقا 
كن فى الدييا كاك عريك 

كنا في جنازة في بقيع الغرقد 
م 


مع النبي صلى الله عليه وس في دعوة فرفعت إليه الذراع 


كيف دك 

لا تطروني كما أطرت النصارى 
لا تغضب 

لا تتزع الرحمة إلا من شقى 
لا حد إلا في اثنتين 

لا عدوى 

لا يابنت الصديق 

لينل ليق حفيقة 'النقوق 
لا خحقر أحدكم نفسه 

لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال 
لا 


يرد القدر إلا الدعاء 


أشد حياءً 
كان رسول الله صلى الله عليه 0 يحب الحلوى والعسل 


إذا انصرف من 


صلاانه 


الصفتحة 
م-05ه؟ 
55 
1١98-1‏ 
5 
ذف 
ف 
254 
الاو 
2,4 
مض 
مجعم 
هم 
7 
ع3 
لا 4 
دم 
م 
ل عرف 
م 
7 
اوداع 
رديل 
6م 
الا 
1" 
ما" 
لاخ 0 
اليل 
ع" 
1 
51 


) 491( 


طرف الحديث 
4 لا يزال الشيطان يأتي أحدكم 
6- لله اشد فرحا بتوبة عبده 
- اللهم إني أستخيرك بعلمك 
7 اللهم إني أعوذ بك من علم لا يتفع 
- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن 
849- اللهم بعلمك الغيب 


-١"+‏ لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب 


م١-‏ لما كان يوم بدر نظر رسول الله عليه وسلم إلى المشركين 


) الما نزلت ([الذين عامنوا ولم يلبسوا إيملنهم بطم‎ -١4 
ه- لن ينجي أحدا منكم عمله‎ 

-٠5‏ لو أنكم تتوكلون على الله 

١7‏ لو كنت متخذا خليلا 

م8١-‏ ليس أحد أغير من الله 

9+- ليس الخير كالمعاينة 

- اليس فيما دون خمسة أوسق 

-0١‏ المؤمن غر كريم 

؟- المؤمن القوي سخير 

١#‏ ما أبقيت لأهلك 

4- ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء 
ه١-‏ ما من امرئٌ مسلم تخضره الصلاة 

- ما من الانبياء نبى 

١407‏ ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده 

م4- ما من تصيبه مصيبة 

عاك عافن فولوه إلا «فايؤولد عن القطرة 

6 ما نقصت صدقة من مال 

-6١‏ المسل أخوو ا 

اما- 0 0 

+«ه1- من أحدث 2 عن هذا 


4- من اقتطع حق امرئ مس 


مض 
,1 
1 
١15‏ 
إاحى 
4 
56 
1.8 
05 
1" 
2711 


ا 17 
مه" 
11 


107 


ه6١-‏ 
1 
/اها- 
1 
1 


اكا- 
57- 
#- 
4- 
706- 
- 
7س 
مكاد- 
8- 
د/اذه 
اام 
ا - 
اا 
-!١/4‏ 
1/6 - 
كاك - 
/ا/اا- 
8/ا- 
1ك- 
٠وم١5-‏ 
لمك 
8- 
ما- 
85-- 


-6 


(؟4:؛ ) 


طرف الحديث 
ترك اللباس تواضعاً 
توضأ فأحسن الوضوء 
حج ولم يرفث 
سرانّه عحستته ... 
صام رمضان... 
0-006 
لايرحم لايرحم 
يرد الله به خيرا 
نحن أحق لكلف ين ربراه 
نزلت: قي الأخس بن شريق 
نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلُم عن خاتم الذهب 
هؤلاء رجال أسلموا 
هذا جبريل اخذ تراك فر سه 
هي من قدر الله 
وإن مما أدرك الناس 
وإنه لايدذل من واليت 
دوف عاتم نولم 
وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض 
والصيام جنة 
وعظها اوسوالة الله ان آله اين 
ولاأحد أحب إليه العذر من الله تعالى 
ولقد رهن رسول الله صلى الله عليه وسلُم درعه بشعير 
ولقد علمتم أني من أكثر قريش مالاً 
والله ماعلمي وما علمك 
والله ما كنت أظن... 
ما لس ووزلة اه مل :انايد روما اليتون 
وما اوضع احد لله 
وما يدريه أنها رقية. 
وما يزال عبدي يتقرب إلي... (حديث قدسي) 


ومن لم يسطم فعليه بالصوم 


ع يني جا كتير 


184 
نيف 
نلف 
0-0 

ينض 
1 

111-06 
ث 
1 


178 


رحن 

مه 

ولدلا 
/اةع-مة؛ع 

وخر 


0 
مم 


6م 
نض 


8 


( مو ) 


طرف الحديث 
5- يأتي الشيطان أحدكم 
1807- يؤق بالموت كهيئة كبش أملح 
84- يآدم منى تفر.... (حديث قدسي ) 
8- يا ابن اختي كان: أبواك منهم 
نات بيانية القاج عزيو ا الله 
65 يابلال أقم الصلاة 
+- ياعبد الله بن عمرو إن لكل عامل 
١9‏ يامعاذ إني لأحبك ': 
4- يامقلب القلوب 
06 نج نو ح وأمته 
-1١5‏ يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة 


117 يقيم الملة العوجاعء 





3-3 


الصفحة 
ما 
لضن 
خرن 
ل 
لاه 
01 
يفل 
1-8 
10 
اماق 


ه 


5ع 


ولام 
1 
11 
ا 
14 
0 - 
الاي 
ما 
م 


8 


(64ههع ) 


فهرس الآثار 


طرف الأثر 
تقو| ما حرم الله عليهم 
الإخلاص لله وحده 
احم 
أخلسن الله لويم 
إذا اراد ان يذنب 
إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح 
الأعدم 
اطمانو | 
أعلم أنك حيبق 
و الله نبيه صلى الله عليه وس 
انقبضت 
إن ل يكونوا الحرورية 





أن الواسضق فى المل لا يولس نه تاو يلد 
إنك لتعلم أني كنت أدخل 

أن المراد بالحبل الاسلام 

أن المراد بحبل الله الاخلاص 

أن" الراد غيل الله «الماعة 

أنه المرات عل الله هو القر ان 

أن الملائكة تنزل عليهم يوم خروجهم 
ان تيطاع قاذ يعصئ 

0 يعلم أن الله حق 

أي بالإيمان 

أي نفرت قلوبهم 

الاير 

بل 5 رجل عندك عم 

تجد أهل الباطل مختلفة شهادتهم 
تقطعها بالتوبة 


التوبة النصوح أن يتوب الرجل 


القائل الصفحه 
الكسن )1 

أبو العالية 

يجاهد ضرق 

قتادة صنل 

باهم النخعي م6 

ابن عمر ؟ 

السدي 45 

مجاهد فل 

ابن عباس 7" 

قتادة 25-6 
جاهد كم 

قتادة بالا بار بام 
مجاهد واللدي وزيد 

بق أسل انه الا 

عروة بن الزبير ب 

أي ين كفب لفة 

ابن زيد دده 

أبو العالية لد 

ابن مسعود اود 
قتادةوالسدي والضحاك ١٠-١7‏ 
ابن عياس الاا 

عبدالله ين مسعود .م٠١‏ 

محمد بن سيرين نا 

قعادة 6»عءع» 

قتادة مم 


سعيدبن جبير واللسدى 9١9‏ -ما؟ 
عمر بن الخطاب رفت 
قتادة 2 . مومع 
ابن عيينة 4 


عمر بن الختطاب 66 


و م 
١م‏ 
اس 
م 


م 
مم - 
5 
ام 
م- 
8 
٠خ-‏ 
4١‏ 
47 


1ت 


4 
م6ع:- 
25- 
/اع- 
2- 
4- 
هاه 

آه- 


0 


-0 + 


'- 0 


-05 


١ ) هو‎ ( 


ظزف الأنس 
الجماعة 
حاف ] 
خشعوا وتواضعوا 
دين الله 


الذنب على الذنب 

الذين لا يقولون لا إله إلا الله 
الذين يجيئون يوم القيامة 

الذين يحذرون من الله عز وجل 
رحم الله عي اقيم أعفك اماف 
الرين أيسر من الطبع 
سكنت: إلى ذكر' الله واسعاتست .به 
سليم من الشرك 

عنى به قلوب محمد صلى الله 
عليه وسلم ادن 

فأخير الله سبحانة أنه من كفر من 
بعد إيمانه 

فإذا عزمت أي على أمر 

فرقت 

فرقاً من الله | 

فندامتنا على ما فرطنا فيها 
فيحملون المحكم على المتشابه 

في عمى من هذا القرات 

قال الله فيما كان المشركون 


قالن <الله "لولاأت ربطنا عن.قلبيا" بالإيات::؛ 


القانت الرجاع 

قول المنافق عبدالله بن أبي بن سلول 
كادت تقول هو ابي 

كان. الرجل يقدم المدينة 


كان من رسوخهم في العلم 


القائل 
أبن مسعود 


ابن عباس 
قعادة 


الصفحه 


عن 
ضهن 


ابن عباس وإبراهي و جامد 
وعكرمة والمحسن وقحادة والضحاك 


والسدي 
الحسن 

52 

جاهد 

ابن عباس 
الطبنق التضرع 
مجاهد 

قتادة 

قحادة 


1 
1 
515-5١ 


اشن 
لوا 

لا 
331 
ا 


يجاهد وسفيان بن عيينة ©1١19‏ 


ابن عباس 
محمد بن إسحاق 
مجاهد 

قعادة 

السدي 

اين عباس 
يجاهد 
السدي 

قتادة 

يجاهد: 

جاهد 
الجندئ: : 


ابن عباس 


>” 

3 

166 

1-6 

لحل 
ان 

2148 

م 

رض 

1 

لي 

18 

1 


عائشة الا وان 


/اه- 
بمم- 
اهه- 
ا 
- 
4 
1 
4 
6-- 
1 
/1- 


4 
8 
9/إا- 
3 
30 

3 
4لا 
ه/ا- 
ا 

3 

1/ا- 
/ا- 
.6 
١لم-‏ 
1 

م 
4م- 
6م- 


كم/م- 


) 445( 


طرف الأثر 
لا تجالس أهل الأهواء 
لا تجالسوا أهل الأهواء فإن لهم عرة 
لا تجالسوا أهل الأهواء ولاه تجادلوهم 
لا تقسوا قلوبهم 
لا تلبسها على معصية 
لا شلك فيه 
لا يسألهم هل عملم كذا وكذا 
اللسان الصدق: الذكر الصدق 
لقد أعطاني الله خصلتين 
لكفور 
ليزداد يقيى 


ماكان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله 
المسدفين الأهريه 

المرحين 

المصدقين بما أنزل الله 

مقبل 

المنافقون لايدخل قلوبهم شئ 

من لم تأمره الصلاة بالمعروف 

نزلت في الأخنس بن شريق... 

نزل الني صلى الله عليه وس 

نفرت 

عدا "فى الكلك 

هذا نعت أولياء الله 

هى الخالص 

هم الذين لا يشهدون أن لاإله إلا الله 
هو الرجل يريد أن يظلم 

هو الرجل يصاب بالمصيبة 


هو الرجل يهم بالذنب 


القائل الصفئحسة 

ابن عباس 2غ 

جاهد 84 

أبوقلابة 1 

ابن زيد ا 

ابن عباس 13 

بجاهد ل 

ابن عباس .1 

ابن زيد .1 

لاضن 5 

ابن عياس و جاهد مه-وه 

والضحاك وقتادة نلف 

سعيد بن جبير والسدي 799اس#؟؟ 

جاهد حل 

ابن مسعود ل 

جاهد مما 

ابن عياس ما 

ابن عياش او 

قتادة ,0 

ابن عباس ع1 

ابن مسعود 0 

السدي * مم 

ابن عباس ففكافةف 

السدي مم 

ابن عباس وسفيات الغثوري 

قحادة يفف 

الضحاك 00 

ابن عباس لخ 

الدي . اوم ١‏ 
قمة بن قيس < ١8‏ 

جاهد م0 


م 
- 

4م- 
57 
41 
1 


0 
4 


-6 


45 
/ا_- 
4- 
8- 
ا 


-6١ 


7-97 


( لاو ) ْ 


طرف الأثر 
هو الغناء وكل لعب لهو 
هو القرآن 
دو ؟ لكين الى يدك اسان 
وأنا بوا إلى ربهم 
الوجل في القلب كإحراق السعفة 
والذي جاء بالصدق من جاء بلاإله 
إلا الله 
وقلبك ونيتك فطهر 
كان الخيا ماسو يوم بدر 
الله القد بيك الله الى صن اذه 
عليه و 
يخوف والله المؤمن بالكافر 
يع يه اليخي 


يعنى به المتواضعين 


يعنى شكا 


يعني لليقين فيعم أن ما أصابه لم يكن 
ا 


ينهون عن الإسلام ويبطئون عنه 


العائل 

جاهد 

ابن عباس 
الحسن 

ابن عباس و قتادة 
نذا الدرداء 


ابن عياس 
سعيد بن جبير 


بن عباس 


المقداد بن عمرو 
قتادة وجاهد 
بجاهد 

أبو العالية 

بن عباس 

ابن عباس و قتادة 
وجاهد 


ابن عباس 
قعادة 


يكل 
1549-13 


1 


ا ل ل 


ما 
/1107 
11 
8 


17 


/اللرا 
عم 


؟؟5- 
لاس 
5 


(8و ) 


الشطر الأول 

إذا هم ألقى بين عينيه عزمه 

اطق الحم دل على قومي 

انت الأمير على الدنيا بزهدك في 
إن كنت لا تسمع الذكرى ففيم ترى 
ال كمه الله ل حورب قار 

إلي توسمت فيك الخير أعرفه 

أيها الغافل في ظل نعيم وسرور 
ترجوا النجاة ولم تسلك مسالكها 
رأيت الذي لا كله أنت قادر 

فحبى على جنات عدن فإنها 

كاتف فى الومظ المعليه #امسيه 
لا "الدهر يبقى ولا الدنيا ولا اليلك أل 
لكان عق الس الند في كه 

لنا القدم الأولى لديك وخلفنا 
ليرحلن عن الدنيا وإ كرها 

لين الجسم ولا الأعمن سوى رجل 


من لى بمتل سيرك المدلل 


واعدد النفس طوال الدهر من أهل القبور 


وأنت عبد لها مادمت تعشقها 

ورجح على الخوف الرجا عند بأسه 
ذكنث طق أرسلت:طرفك راكذا 
ولكن تأخذ الأذهان منه 

ولكتنا سبي العدو فهل ترى 

ولم يستشر في 8 غير نفسه 

وهم صرفوكم.حين جزتم عن الهدى 
يامن يصيخ إلى داعي الشقاء وقد 


القافية 
جانبا 
الحليم 
مسلوك 
اعرد 
اتقنع 
النظر 
للعبور 
الن 
صابر 
المخيم 


الصفحه 
55 
اعم 
بم 
ولف 
158 
1 
:8 
55 

رطضن 

وذو 
/اة ؟ 
2 
86 
.1 
و 
ود 


م7 
ع 
يضف 
0 
0 
ل الام 
3 
0 
4.3 
4 


5 


5 


فهرس الألفاظ الغربية المشروحة في الهامش 
الكلمة الصفحه 

بنه مع 

ربك 4 

اله 0 

الإفك لاس م1 


١ع‏ ود 


الأنف ا 
إهالة يكل 
البدعة وك 
تعس .0 
لايثرب َك 


جهد المقل ؤى1272 


الحبائل 1 


خب وداا 
خبال هط 
المخصرة داوف 


الزمام ظ 


المعار يض 


0غ 


الوفهة 
9 
ين 


56 
11 
كما 
1,3 

م" 
خض 


رض 

1 
>56 

م1دوة 

136 

6 

با 

18 

اعوسوعي»وءع 

5 


نيلا 


ير 


اوسق 
الوسوية 
9 


أواق 


(1-ه) 


8 
58 
مضنا 


ما 
5 
م١‏ 


١ "5 
17 
127 


دقف 
لاما 


(0.ه) 


فهرس الأعلام المترجمين 


العلم الصفئحة 
إبراهيم بن السرى الزجاج النحوي | لض 
إبر هيم بن يزيد النخعي 1 م4١6‏ 
بي بن كعب رفظ 
أحمد بن عبد اليم الحراني حفن 
أحمد بن علي العسقلاني ُْ" 
أحمد بن محمد بن حنبل 1 0 0 
أحمد بن مصطفى المراغي مم 
الأخنس بن شريق الثقفي امم 
إسماعيل بن عبدالرحمن بن أي كريمة 8 
إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي 5 
ابق الأعزاي > محمد بن زياد الهاشمي قل 
الالوسي سي ح نحمود بن عبدالله الحسيني موع 
انس بن انك 1 
البخاري - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم هن 
البربهاري <- امسن بن علي بن خلف 1 
البغوي - الحسين بن مسعود 0 
أبو بكر الصديق > عبدالله بن عثمان بن عامر التيمى 14١‏ 
بلال بن رباح ١‏ 01-9 
الترمذي - محمد بن عيسى بن سورة أي 
أبو تمام > حبيب بن أوس الطائي /م 
ابن تيمية - أحمد بن عبدالحلم الحراني : 7 
ثوبان ١‏ 
جبير بن مطعم 44 
الجعد بن درهم 8م 
جندب بن جنادة الغفاري مهمع 
ابن أبي حاتم > عبدالرحمن ابن أبي حاتم الرازي عن 
أبو حامد الغزالي عاحمه ب ين 1 ارد ادر دي لان /5 
حبيب بن أوس الطائي 24 /ذة ؟ 
ابن حجر - أحمد بن علي العقلاني 76 


حسان بن ثابت ش 1١10-5‏ 


(م.ه ) 


١ 
'"أبو انلِبن يد عبدالعزيز بن الحارث بن أسد‎ 
الحسن بن علي بن خلف البربهاري‎ 
الحسن بن يسار البصري‎ 
اللمن ايند عمد ين المنقل: الأصبيان‎ 
الحسين بن مسعود البغوي‎ 
حمد بن نحمد البستى الخطابي‎ 
ألو اة' 2ك عيند كن وواسني ين فلن‎ 
كالدا بيد عيةاللة.القسريى ا‎ 
الخطابي - حمد بن محمد البستى‎ 
أبو الدرداء - عويمر بن زيد الأنصاري الخزرجي‎ 
أبو ذر - جندب بن جنادة الغفاري‎ 
انقب القن دو حم بن الم ال ضاق‎ 
الربيع بن أنس البكري الخراساني‎ 
رفاعة بن رافع الررقي‎ 
رفيع بن مهران الرياحي‎ 
الإحاج 2 ابراه بن الحرى التعري‎ 
الرخشري - نحمود بن عمر‎ 
الزهري - محمد بن مسلم بن شهاب‎ 
زيد بن أدقم‎ 
زيد بن أسلم‎ 
زينب بنت  جحش الأسدية‎ 
السدي - إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة‎ 
سعد بن مالك بن سنان أبو سعيد الخدري‎ 
سعد بن ناشب المازني‎ 
السعدي - عبدالرحمن بن ناصر آل سعدي‎ 
سعيد بن جبير‎ 
أبوسفيان - صخر بن حرب بن أمية‎ 
سفيان بن سعيد الثوري‎ 
سفيان بن عبدالله‎ 
. سفيات بن عيينة.‎ 


أم سلمة - هند بنت أبي أمية المخزومية 


خرص 
51 


للف 
لق 
1944 
ىف 
082 
باس 


/ 


(4.ه ) 


العلم 
أبوشليمان' الداراق. > عبد الرحمن يق احمد: الغئسن 
سيد بن قطب 
الشافعي ح محمد بن إدريس 
الشعبي - عامر بن شراحيل 
صخر بن حرب بن أمية 
الضحاك بن مزاحم 
أبو العالية > رفيع بن مهران الرياحى 
عامر بن شراحيل 1 
العباس بن عبد المطلب 
عبدالرحمن بن أحمد العتسى 
عبدالرحمن بن أي حاتم الاي 
عبدالر حمن بن زيد بن أسلم 
عبدالرحمن بن صخر الدوسي 
عبد الرحمن بن ناصر آل سعدي 
عبدالزراق بن همام الصنعاني 
عبد العزيز بن الحارث بن سن 
عيدالله 
عبد الله 


بن رواحة 
بن زيد الجرمي 
عبدالله بن عباس 
عبدالله بن عبيدالله بن أبي مليكة 
عبدالله بن عثمان بن عامر التيمي أبو لسر 
بن 
بن 
بن 
بن 
بن 


عبدالله عمر بن الخطاب 

عبدالله عمرو بن العاص 

عبدالله بن محمد بن سارة 

عبدالله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي 
عيك الله مسعود 

عثمان بن عفان 

العرباض بن سارية 


عروة بن الزبير ' 


المة 5 
مم 
ام 
ررض 
م19 
16 
مدي 
/0” 
ين 
م9١‏ 
8--ود 
4م 


11 


000 
وم 

1 

5 

0 

و3 

1 


١ 
15١ 
1 
1/1 
ردك‎ 
وم‎ 
118 
1" 
و‎ 


7” 


العلم 


عكرمة القرشي 
علي بن أحمد بن حمد النيسابوري 
علي بن ابي طالب 
علي بن محمد بن حبيب البصرى 
عمران بن حصين 
عمر بن الخطاب 


عمرو بن دينار 
عويمر بن زيد الانصاري الخررجي 
الفخر الرازي ع محمد بن عمر بن الحسين 


الفيروز ابادي > محمد بن يعقوب بن محمد الشيرازي 


قتادة بن دعامة السدوسى 


القرطى > محمد بن أحمد الأنصاري الأندلسي المفسر 
أبو قلابة - عبدالله بن زيد الجرمى 


(ه.ه ) 


ابن لقي > محمد بن أبي بكر بن سعد الدمشقي 
ابن كتين - إسماعيل .بن عهر ين كثير. القرشي 
كعب بن زهير 

المازني - سعد بن ناشب 
مجاهد بن جبر 


1غ غ6 


بن أحمد الأنصاري الاتدلكي 
بن إدريس الشافعي 

بن إسحاق 

بن إسماعيل البخاري 

الأمين الشنقيطى 

بن أبي. بكر بن شعك ١‏ الدمشقي 
بن جرير الطبري 

ين رشيد رضا 


بن زياد بن الأعرابي الهاشمي 


ونا 
نين 
هه 
1 
حل 
م1 
5" 
م 
11 
8" 


م23 
8 
4.3 
ذا 
رن 
م 
لمق 
رضضن 
: 
كن 
ضف 


(1.ه) 


العلم 
عبد القوي 
عبدالواحد 
عمر بن الحسين 
عيسى بن سورة 
كعب القرظي 
محمد بن محمد الطوسي الغزالي 
مسلم بن شهاب الزهري 
يعقوب بن ححمد الشيرازي 
بن يوسف بن علي بن حيان 
محمود بن عبدالله الحسيني الألوسي 
عموداين عير الختري 
لمراغي > أحمد بن مصطفى الراغي 
المرداوي - حمد بن عبدالقوي بن بدران 
مسروق بن الأجدع لق عائشة 
مسلم بن الحجاج النيسابوري 
معاذ بن. جبل 
مقاتل بن حيان 
المقداد بن عمرق . 
اين أبي مليكة - عبدالله بن عبيدالله 
النووي > بحي بن شرف اللمزامي 
أبو هريرة > عبدالرحمن بن صخر الدوسي 
ابن الهمام - محمد بن عبدالواحد 
هند بنت أي أمية المخزومية 
الواحدي > علي بن لحمل بن محمد النيسابوري 


حي بن شرف النووي 


الك 


ا 
0 
يلف 
م1 
4.3 
0 
9 
134 
؟ 
م 
ام 
لض 
قرم 
0 
عا 
1 
1 
1 
1 
١‏ 
1 
وما 
يلف 
م 
1 


5 


-١ 


- 


0-0 


1 


أضول التربية: الإسلامية وأسالييها: 


0ه ) 


الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية: 
تأليف أبي عبدالله عبيدالله بن محمد بن بطة العكبري. ت. رضنا بن تعسنان 
معطى . نشر دار الراية؛ الرياض» ط. الأولى 405١اه‏ 

أحكام القران: 
لأبي بكر محمد بن عبدالله المعروف بابن العربي. ت. على محمد البجاويء نشر دار 
المعرفة. بيروت- لبنان. 

إحياء علوم الدين: 
تصنيف الإمامٍ أبي حامد محمد بن محمد الغزالي وبذيله كتاب, المغنى عن حمل 
الأسفار فى الأسفار للعراق: فر “داو التي العلفية» نيزوية اس لبقانت رطب الأول 
5٠ع6اه.‏ 

أسباب النزول: 
تأليِف أبي الحن على بن أحمد الواحدي. تخريج عصام بن عبدالمحسن 
الحميدان. نشر دار الإصلاح الدمامء ط. الأولى ١١41اه.‏ 





. الاستقامة: 


ا تيه 0 العباس تقى الدين أحمد بن عبد الحلي » ت. الدكتور نحمد رشاد 
سالمء نشر جامعة الإمام عمد نوسموط الأول ماه 
الاستيعاب: 
للقرطي المالكي » المطبو ع مع الإصابة, نشر دار الكتاب العربيء بيروت. 
اسد الغابة: 
لعز الدين بن الأثير أبي الحسن على بن محمد الجرري. ت. محمد إبراهم البنا - 
محيك أكمن عاشور. محمود عبدالوهاب فايد. ط. الشعب. ْ 
الإصابة : 
لابن حجر العسقلاني» نشر دار الكتاب العربي. بيروت ‏ 


لعبدالر حمن النحلاويء نشر دار الفكر. ط. الأولى 8ه 

أضواء البيان:- 

تأليف محمد الأمين بن محمد المخمار الشنقيطى. نشر مكتبة ابن تيميةء القاهرةء 
ط. للهعاه. 1 

الأعلام للرركلي: 

تأليف خير الدين الزركليء نشر دار العم الوا بيروت - لبنان» ط. السابعة 


85ام. 


7 


5- 


-15 


-6 


-18 


8 


ع 


- 1 


- 


(م.ه ) 


أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري؛ 

للإمام أي سليمات: حمدبين هد القطائ .نك الدكتؤن محمد بن سعد آل سعوة 
نشر جامعة الإمام محمد بن سعود., ط. الأولى 408١ه.‏ 

أعلام الموقعين: 

تالت شمن الدين أن عتدائله خسن أن وك المعوروقة يانه قي الجوزيةء ت. 
محمد عبد السلام إير أهيمء نشر دار الكتب العلمية, بيروت - لبنان, ط. الأولى 
15اه. 

أعلام النساء: 

تاليف عم وها كسالة يقر «مؤنسة الزشالةة يروت +2 عات "ل الناشرة وات 
إغاثة اللهفان: 

تأليف أبي عبدالله محمد بن أبي بكر الشهير بابن قي الجوزيةء ت. محمد حامد 
الفقى. نشر دار المعروفة, بيروت - لبنان. 

اقتضاء الصراط المستقيم: 

تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية» نشر دار الفكر. 

الأمثال في القرآن الكريم: 

للؤمام مسمس !التديق عسيد ين أن بكر الزرعي الدمشقي المعروف بابن قم 
الجوزية. ت. إبراهيم بن محمد, نشر مكتبة الصحابة بطنطاء ط. الأولى 1405ه. 
الإنصاف حاشية على الكشاف: 

المطبو ع مع الكشاف, للإمام ناصر الدين أحمد بن محمد ابن المنير الإسكتندري 
المالكى. ط. الحلبية بمصر. ط. الأخيرة *8اه. 

الإيمان: 

تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية» ت. الشيخ بحمد ناصر الدين الألباني. نشر مكتبة 
اتن بن مالك ط. ١٠٠1اه.‏ 

الباعث على إنكار البدع والحوادث: 

للإمام شهاب الدين أبي عبد عبد ا رعو يبن ميا عل بز ابراه اروف :بابي 
شامة. ت. مشهور حسن سلمان, نشر دار الراية - الرياض, ط. الأولى ١٠14ه.‏ 
النين السيطة: 

لملحمد ين يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسىء نشر دار الفكرء بيروت - لبنان» 
ط. الثانية 7٠1١اه.‏ 

البداية والنهاية: | 

تاليف أن الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي. ت. د. أحمد أبو ملحم. مهدى 
ناصر الدين. د. علي جيب عطوي. علي عبدالساتر. فؤّاد السيد. نشر دار الكتب 


العلمية؛ بيروت - لبنان. ط. الأولى 406١اه.‏ 


5ه ) 


##«- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: 
للقاضى العلامة محمد بن على الشو كاني» نشر مكتبة ابن تيمية - القاهرة. 
لات ' الوهات: ْ 
ش للإمام بدر الدين محمد بن عبدالله الزركشي. ت. حمد أبو الفضل إبراهيء نشر 
دار المعرفة. بيروت - لبنان. 
ه6؟- بصائر ذوي التمييز: 
تأليف بجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز ابادي. ت. الاستاذ محمد علي النجار» ' 
نشر وزارة الأوقاف المصرية. ط. الثانية 5٠4١ه.‏ 
5 بيان فضل عل السلف على عل الخلف: 
تأليف الحافظ ابن رجب اللمنبلىء ت. محمد بن ناصر العجمى . نشر دار الصميعي» 
ط. الثالغة 1497ه. 1 1 
7»- تأويل مختلف الحديث: 
ايفن الإمام 5 محمد عبدالله بن مسلم بن قتيبة. ت. محمد زهري النجار. نشر * 
- << < مكتبة الكليات الأزهرية. 
م؟- تاريخ بغداد: 
“ للحافظ أبي بكر أحمد بن على الخطيب البغدادي, نشر دار الفكر. 
- تاريخ الطبري تاريخ الرسل والملوك: 
لأبي سن يد نوخي «التلراع عت بيد ابو التضل إبراهي » ط.الشانية» نشر 
دار المعارف - مصر. 
#٠‏ التحرير والتنوير: 
تأليف الإمام محمد الطاهر ابن عاشورء نشر الدار الونسية» تونس. ط. 1م 
وم النحفة الأحوذي: 
تأليف الإمام محمد عبدالرحمن المباركفوري؛ نشر دار الكتاب العربي» بيروت - 
لبتان ط. الثالثة 4٠4اه.‏ 
««- التذكرة في الوعظ: 
للإمام عبدالرحمن بن علي و ضفيك اشورمن اللق تبان "اللوزي كد ]يد 
عبدالوهاب فتيح» نشر داق المع تن وروت ده لباقي اط :إلا و ل اميد 
مم تذكرة الحفاظ: 
للإمام أبي عبدالله شمس الدين الذهيء نشر دار التراث العربي. بيروت - لبنات. 
غم التربية بالآايات: 


تأليف عبد الرحمن النحلاوي» نشر دار الفكر ا بير وت ء. لبئاكت. 


ط .الأ ولى 8ع اهم 


مم- 


م 


17ب 


- 8 


8 


246 


-4 7 


1 


4 


0 


الفرفه عل و عمد الأرجان: شبر :دان ا الكني العلمية يروت" .> لبتان.طه 
الغالثة لم١6١ه.‏ 


تفسير آيات من القرآن الكريم للشيخ حمد بن عبدالوهاب: 
تأليف الإمام محمد بن عبدالوهاب التميمي. ت. د. محمد بلتاجي. نشر أتصار 
السنة المحمدية. 

تفسير البيضاوي: | 

تالت العنافى افحن الددين. أو تمعد عبو الله اعمس تند عه الشيزادى 
النيشاوى تقل وان انتل ملهو ورت دف لبان طم الول ا 


تفسير النازن: 
لعلاء الدين على بن بحمد بو وام البغدادي الشهير بالخازن. نشر دار الفكر. 
ط. 7898اه. 


تفسير سفيان الثوري: 
للإمام ك عبدالله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفيء رواية 5 جعفر 
محمد عن أبي حذيفة النهدي عنه صححه ورتبه وعلق عليه وراجع النسخة 
وضقط: أعلاميا؛ طلنة من العلماء قرافت الداهن دان الكعب: العلمية» يروت م 
لبنان. ط. الأولى 1ه 

تفسير القرآن: 
للإمام عبدالرزاق بن هنمام الصنعاني. ت. د. مصطفى مسلم يبحمدء نشر هكتبة 
الوق 0 ط. الأولى ١٠14اه.‏ 

تنفسير القرآن | : 
للحافظ ابن كثيرء ت. عبدالعزيز غنم سيل عمد عاشور- محمد إبراهيم البناء 
نشر دار الشعبء. بالقاهرة 

تفسير القرآن العظيم 
مسندا عن الرسول صلى الله عليه وس وأصحابه والعابعين لأبي محمد 
عبدالرحمن بن أبي حاتم الرازي, ت. د. أحمد. عبدالله الزهراني. (المجلد 
الأول ))“كم :ىد سكملة: يقي ياسينء” (المجاسة القاق ) مسر مكفية الدان بالمديية: 
الحووة دان عليه والرياضن: دار ابن القيمء بالدمام. ط. الأولى 8٠5١ه.‏ 
التفسير القيم : 
للإمام ابن القبمء جمعة محمد أويس الندوي. ت. محمد حامد الفقى» نشر مكتبة 
السنة المحمدية. 


تأليف أحمد مصطفى المراغى, ط. الخلبية بمصر. ط. الخامسة 84اه. 


مع- 


-5 


/ا2- 


-/ 


-44 


(إم- 


د 


“م 


-06 


(0ه ) 


تفسير المئار: 

للإمام محمد رشيد رضاء نشر دار المعرفة. بيروت - لبنان» ط. الثانية. 

تفسير النسائي: 

للإمام 0 عبدالر حمن الجن نه «شعينن بن علي السايءات. صيري بن 
عبدالخالق الشافعي, سيد بن عباس الجيلمي» نشر تكعية السسةة طن 11101 " 
هد 

التمهيد: 

تأليف محفوظ بن أحمد بن الحسن أبو الخطاب الكلوذاني الحنبلي. ت. د. مفيد 
عمد أبن .عممةء قز ادا المدق حداف ط: الأولى. 651 اهب 

تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة: 

لأبى الحسن على بن محمد بن عراق الكناني. ت. عبدالوهاب عبداللطيف وعبدالله 
الضديق :هر دان القفيه العلية سد يروك باظدالعاية. ااه 


تهذيب الأسماء واللغات: 


للإمام العلامة أبي زكريا حي الدين بن شرف النووي., ط.المنيرية. 


للإمام شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني؛ نشر دار 
الكتاب الإسلامي . القاهرة. 


لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهريء ت. عبدالسلام هارون؛ نشر المؤسسة 
المصرية الناية تاعالفك والأنات والنرت الندان اللضيرية للساليك: والرجفة 
اه 1 

تيير العزيز الحميد: 

تأليف الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب, نشر أنصار السنة 
الحمدية: 

تيسير الكريم الرحمن في تفير كلام المنان: 

تأليف الشيخ عبدالرحمن بن ناصر الشعدي.». نشر مؤسسة مكة للطباعة والإعلام 
عمكة. ط. /9*اه. 

تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القران: 

للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي. 

جامع البيات: 1 

تأليف أي جغفر محمد بن جرير الطبري» نقر دار الفكرء بيروت - لبقان. ط. 


6ه 


-5 


/اه- 


/م- 


-8 


1م 
1 


م 


كت 


1 


اك 


( زه ) 


لأبي عبدالله حمد بن إسماعيل البخاري. ترقيم محمد فؤّاد عبد الباتقي. نشر 


المطبعة السلفية ومكتبتها. ط. الأولى 40#١ه.‏ 

الجامع الصحيح للترمذي: 

اوعمسي عمدواية عن ١ب‏ سور لايك أ نعي كدق اننا رم لتر دان لطا 
التراث العربي. بيروت. 

الجامع لأحكام القرآن:. 

لأبي عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطى. ط. الثانية. 

الجواب الصحيح لمن بذل دين المسيح: 2 

لشيخ الإسلام ابن تيمية. قدم له على السيد صبح المدني. نشر مطبعة المدني. 
القاهرة. 

الحديث والمحدثون نحمد نحمود أبو زهو: 

طبع ونشر الرئاسة العامة للإدارات, والبحوث العلمية, والإفتاء. والدعرة. 
والإرشاد. الرياض 1+4١ه.‏ 

حلية الأولياء وطبقات الأصفياء: 

للحافظ أبي نعم أحمد بن عبدالله الأصبهاني. ط.مطبعة السعادة 864اه 

حول التفسير الإسلامي للتاريخ: 

تأليف حمد قطبء نشر المجموعة الإعلامية. ط. الأولى 1408ه. 

خريدة القصر وجريدة العصر: 


. للعماد الأصفهاني, الكاتب: قمم قتع رام المفرب والأتدلسة بت [ذرتاش ادرنوش» 


الدار التونسية للنشر ١110م.‏ 
خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: 

لعبدالقادر البغدادي. نشر دار صادر- بيروت. 

درء تعارض العقل والنقل: 

لايخ تبعينة .أي العناين :لديم يد بن عبدالحليم. ت. د. محمد رشاد سالمء 
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: 

لشيخ الإسلام شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني؛ ت. محمد سيد جادالحق. 
نشر دار الكتب اللديثة. 00 

الدر المصون: 

تأليقتث: حمل بن يوسف المعروف بالسمين الحلى. ت. د. أحمد محمد الخراط. نشر 


دار القلم ء دمشق ,2 ط. الأولى ك5 6ه 


-58 


8 


يا 


1لا 


1لا 


/ا- 


5 /ا- 


/ا- 


5لا - 


الا 


م//ا- 


-/ 


و- 


) ه١‎ ( 


الدر المنثور: 

للإمام جلال الدين السيوطي, نشر دار المعرفة. بيروت - لبنان. 

دفع إيهام الاضطراب عن ايات الكتاب: 

للشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي, نشر مكتبة ابن تيمية» القاهرة. 

دلائل النبوة: 

لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي» ت. د. عبدالمعطي قلعجىء نشر دار الريان 
للت انحن القامرف عل الأو لل بره اهس ْ 

ديوان حسان بن ثابت: 

تعييي عدالاني نيما بن دان العحن: الحلمية "حيور وت سواط الأولى 
اها 

والة بي القلنوة 


اليف شيخ الإسلام ابن تيمية. ت. سليم بن عيدالهلالي. نشر دار ابن الجوزي» 


ط. الأولى ١41١اه.‏ 
انرق بف عرق الله 


' لأبي عبدالله الحارث بن أسد المحاسي. ت. عبدالقارد أحمد عطاء نشر دار الكتب 
' الغلمية. بيروت - لبنان؛ ط. الرابعة. 


الرو-: 

0 الإمام ابن قيم الجوزيةء ت. محمد اسكندريلداء نشر دار الكتب العلمية. 
بيرودت - لبنان. ط.ء الأولى 7ه 

وو المعان: 

لأبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي» نشر دار احياء التراث العربي. 
بيروت - لبنان. ط.الرابعة 8٠165ه. ١‏ 

الروض المريع: 

لنصور بن يونس البهوتيء نشر دار الكتب العلمية, بيروت» ط. السابعة. 

روضة التعر يف بالحب الشريف: 

للوزير لسان الدين بن الخطيب. ت. عبدالقادر أحمد عطاء نشر دار الفكر العربي. 
روضة المحبين ونزهة المشتاقين: 

لابن قم الجوزية؛ نشر دار الكتب العلمية» بيروت - لبنان. 

روضة التاظرين عن ماثر علماء نجد وحوادث السئين: . 

لمحمد بن عثمان بن صالح بن عثمان القاضى بعتيزة, ط. الحليية بمصر »٠4اه.‏ 
الرهد: 


للإمام أى عيذ الله أعهد بن. عفد بن شغيل الشيباق'ظ.. آم العرئ. 


امم 


لمهة 


*7لم/- 


-85 


- 
كار 


/امر- 


-8/8 


84 


( 4ه ) 


سلسلة الأحاديث الصحيحة: 

للشيخ محمد ناصر الدين الألباني» نشر المكتب الإسلامي. ط. 500١ه.‏ 

سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة: 

للشيخ محمد ناصر الدين الألباني. نشر المكتب الأسلامي . ط. 406اه. 

سنن الدارمي: ش 

للإمام أبي محمد عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي ٠‏ طبع بعنابة محمد أحمد دهمان. 

رتوار إشياء المتة دالبو ردان لكف العلفية, 

سئن أبي داود: | 

للإمام ألى داود سليمان بن الأشعث المححيتان الأرديى ت. محمد حي الدين 

عبدالحميد. نشر دار الفكر. 

سنن ابن ماجة: 

للحافظ أبي عبدالله محمد بن يزيد القزوينى. ت. محمد فؤاد عبدالباق؛ نشر 

المكتبة العلمية. بيروت - لبئان. ْ 

ستن النسائي: 

بشرح الحافظ جلال الدين السيوطي وحاشية الإمام السندي. ت. عبدالفتاح أبو 

غبدة» تقر دار البعاتر الإسلامية مصورة عق الطاعة الأولى المصرية : القاهرةع 

ط. الثانية 5٠4١اه.‏ 

سير أعلام التبلاء: 

تصنت الإمام شكس الديع ٠‏ محمد بن لحمل بق عثمان الذهي. بأشراف و تخريج 

ععبب الأرتووطء شيع سين الأسدة بعرم سسسة الزسالةوبط. الاك 11ت 

شذرات الذهب: 

ا الفقيه الأديب أبي الفلاح عبدالمي بن العماد الحنبلي. نشر دار الفكرء 
ط. الأولى 899اه. 

شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 

للالكا و بنة, اتشقد عن تعمد | نم تعد “دان طبية و بالرياض: 


6 0 العقيدة الطكاورة. 


ا الألبافين نشر المكتب الإسلامي. بيروثء. ط ا 8ه 


لكمال 00 جسن ين تند الوا اشن لير اس المقروك بابن الهمام الحنفى, علي 
الهداية: شرح بداية المبتدى للمرغيناني. ط. 00 الأولى 86ااه. 


0 


0 


3 


م4- 


45 


/او- 


34 


38 


- 66 


7 


( هده ) 


شرح الكو كب المنير: 

تألِف العلاقة محمد بن أحمد بن عبدالعزيز ابن علي الفتوحي المنبلي المعروف 
باين النجار. ت. د. بحمد الزحيلي» د. نزيه حماد. نشر دار الفكرء بدمشق. ط. 
اه 

شرح عختصر أصول الفقه: 

للشيخ تقى الدين أي بكر بن زيد الجراعي المقدسى الحنبلي. رسالة ماجسنير في 
قحم أصول الفقه: في الجامعة الإسلامية. ت. عبدالعزيز محمد عيسى القائدي. 
شرح النووى على صحيح مسلم: : 

للإمام أبي زكريا يحي بن شرف النووىء نشر دار الكتب العلمية. 

الشعر والشعراء: 

لأبي محمد عبدالله بن مسلِ بن قتيبة, نشر دار ضادرء ط. مطبعة بريل - ليدث 


107م. 


شفاء العليل: 

للإمام العالم ابن قم الجوزية. نشر دار المعرفةء بيروت - لبنان. 

صحيح الجامع الصغير وزيادنه: 

تأليف محمد ناصر الدين الألباني» أشرف على طبعة زهير الشاويشء نشر المكتب 
الإسلامى. ط. الثانية 401١ه.‏ 

تأليف محمد ناصر الدين الألبانيء إشراف زهير الشاويش: نشر مكتعب التربية 
صحيح ستن 5 داود: 

تأليف محمد ناصر الدين الألباني؛ إشراف زهير الشاويش, نشر مكتب التربية 
العربي لدول الخليج. ط. الأولى 408اه. 

صحيح ستن ابن ماجه: 

تأليف محمد ناصر الدين الألباني. إشراف زهير الشاويش, نشر مكتب التربية 
العربي لدول الخليج. ط. الأولى 1408ه. : 

تأليف محمد ناصر الدين الألباني» إشراف زهير الشاويش, نشر مكتب التربية 
العربي لدول الخليج. ط. الأولى 1508ه. 

00 ظ 


عبدالياقي» نشر دار التراث العربي. بيروت» ط . التانية الاقام. 


| 


- 


53- 
.- 8 


1ه 


ا 


-11 


ا 


(15ه ) 


صفة الصفوة: 

للإمام 5 الفرج ابن الجوزي. ت. محمود فاخوري. خرج أحاديثه. د. محمد 
رواس قلعه جى. نشر دار المعرفة. بيروت -'لبنان» ط. الثالثة 6٠4١ه.‏ 

صفة الغرباء من المؤمنين: 0 

تأليقك: الطافظة الى ابعر عم بل اتسين" الأخرع العم بداررين: عبد اللف البذر تقر 
دار الخلفاء للكتاب الإسلامى» ط. الثانية 4007١ه.‏ 

ضفوة الآثار والمقاهي 3 

للشيخ عبدالر حمن بن محمد الدوسري. ط. الثانية 4٠4١ه.‏ 

الصلاة في القرآان الكريم -مفهومها- وفقهها: 

تاليف .5 فهد بين عبدالرحمن. الروق 2 اديه 1ه 

الفتتو افق كرما ١‏ 

تصنيف الإمام شمس الدين 92 عبدالله محمد ابن ابي بكر الشهير بابن يم 
الحوزية؛.ات. د. علي بن محمد الدخيل الله؛ نشر دار العاصمه الرياض» ط. 
الأولى شاف 

تأليف محمد ناصر الدين الألباني» نشر المكتب الإسلامي. 

طبقات الحنابلة: 

للقاضى أ الحسين محمد بن أبي د المعرفة - بيروت. 

طبقات الشافعية: 

لجمال الدين عبدالرحيم تق طح الاتفوي كم عبد الله- اوري تسر مطبعة 
الإرشاد. بغداد ط. الاولى 941١اه.‏ 

طبقات الشافعيه الكبري: | 

لماع الدين أن نصر عبدالوهاب ابن تقي الدين السبكيء ط. الأولى بالمطيعة 
الحشكية المصرية: 

الطبقات الكبري: 

لايق سعد 

طبقات المفسرين: 

تصنيف الحافظ شمس الدين محمد بن علي ابن أحمد الداوودي, راجع النسخة: 
لجنة من العلماء بإشراف الناشرء نشر دار الكتب العلمية, بهروت - لبنان. ط 


الأولى اه 


-14 


-6 


- 5 


لاك - 


114 


1 


-1 


-715 


-117 


- 17 


5-5 


( اذه ) 


طبقات المفسرين: 

تصنيف الإمام الحافظ جلال اللدين عند لعي :ابو وسكي الوط راع 
السخة: لطجنة من العلماء بإشراف الناشرء نشر دار الكتب العلمية, بيروت - 
لبنان. ط. الأولى 107#اه. 

طريق الهجرتين وباب السعادتين: 

للإمام شمس الدين أبي عبدالله محمد بن أبي بكر المعروف بابن قي الجوزيةء ت. 
عمن بن بمو أبؤ عمرء نشر دار ابن القبمء ط. الاولى 505١ه.‏ 

العيودية: 

تأليف شيخ الإسلام تقى الدين أحمد بن تيمية. نشر دار الكتب العلمية؛ بيروت 
- لبتان؛ ط. الأولى ١50١ه.‏ 

موه" لضان اوعيرة القاك ينه 

تاليف الإباء هس "الدين عمد بن أي بكر أبن قي اللوتوة ف ”عد عفان 
الخشت. نشر دار الكتاب العربي. ط. الرابعة ١٠14١ه.‏ 

العدة في أصول الققه: 

تأليف القاضي 5 يعلي نحمد بن الحسين الفراء البغدادي الحتبلي. ت. ذ. جيه 
ابن على سير المباركى. ط. الثانية ١٠4١ه.‏ 

العقيدة الواسطية:» " 

لشيخ الإسلام ابن تيمية, مع شرحها لمحمد خليل هراس 

طبع ونشر الرئاسة العامة لادارات البحوث العلمية والإفقاء والدعوة والإرشادء 
الواياضن ب الشعوردية. 

علماء نحد خلال ستة قروث: 

للشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البباء. : نشر مكتبة النهضة الحديثة مكة 
المكرمة. ط. الأولى /89١اه.‏ 

غذاء الألباب: 

تأليف الشيخ محمد السفاريني الحنبلي. نشر مؤسسة قرطبة. 

الفائق : 

للعلامة جار الله محمود بن عمر الزيخشري. ت. على محمد الجباوي»؛ محمد 
أبو الفضل إبراهيٍ. طب اللي 'عفينن عطي القائيش - ” 

فتح الباري بشرح صحيح البخاري: 

للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني, ط. السلفية ٠8١ه.‏ 

فتح القدير: 


تأليف محمد بن على بن محمد الشوكاني. ط. الحلبيه بمصر. ط. الثانية 1 1١اه.‏ 


( هذه ) 


16 - فتتح المجيد: 
تأليف الشيخ عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ. ت. سماحة الشيخ عبدالعزيز بن 
عبدالله بن بازء نشر دار الفكر. ط. 09٠4اه.‏ 

5- الفتوحات الإلهية: 
تالبك سليمان عمر العجيلى الشافعى الشهير بالجمل. ط. الطلبية بمصر. 

17 الفرق بين 3 


الدين 5006 تشدق :دار المعرقة للطباعة - ا 


178 فقه الإسلام شرح بلوغ المرام: 


1 
30 


- 


البب عبدالقائر شي ليدم 0 مطابع الرشيد المدينة. 


فقه الركاة: 
للدكتور يوسف القرضاوي. نشر موّسسة الرسالة. ط. السادسة عشر 85٠١4١اه.‏ 
فقه السيرة: 

لمحمد الغزالي. نشر دار الكتب الإسلامية» ط. الثامنة 7+٠4اه.‏ 

الفوائد: 


للإمام شمس الدين أبي عبدالله محمد بن قي الجوزية. ت. بشير محمد عيون؛ نشر 
مكاتبة دار البيان دمشق. ط. الأولى 1407اه. ْ 


17 القوائد البهية في تراجم الحنفية: 


للعلامة أبي المسنات بحمد عبدالمي اللكنوي الهندي 1 
مع التعليقات السنية على الفوائد البهية 0 غه., ط. مطبعة السعادة - 


مصر. 


-٠+‏ في ظلال. القران 


5 قطب . نشر دار الشروق. ط. التاسعة 6ه 


4 قاموس القرآن: 


للفقيه المفسر الجامع الحسين بن حمد الدامغاني. ت. عبدالعزيز سيد الأهل. نشر 


00 ع مكتبة نحقيق الترات في مؤسسة الرسالة. نشر موّسسة الرسالة. 
. الثانية /ا4اه. 


6ت د 


تأليف الشيخ العلاقة عز الدين أبي الحسن علي بن محمد بن محمد الشيباني. 


المعروف بابن الأثير. نشر دار صادر. بيروت هه ط 7 اه 


- 1 


ب 


- 


-١خ٠‎ 


-1١ 


-1 7 


1 


-15 


-6 


-15 


-141/ 


) 050 


الكبائر: 

تأليف الحافظ أبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. ت. حي الدين 
مستوء نشر دار اين كثيرء دمشق - بيروت». ط. الثالتة /ا٠4اه.‏ 

الكشاف: 

تأليف أبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزعخشرى الكوارزمي» حقق الرواية 
غحمد الصادق قمساوي؛ نثر مكفنة ابن. تيفيةء طد الحليية بمصبرع. ط. الا خيرة 
0ه. 


كشف الأسرار: 


تأليف الإمام علاء الدين عبدالعزيز: بن أحمد البخاري. نشر دار الكتاب العربي. 
بيروت - لبنان. ط. 994١اه.‏ ّْ 

كشف الظنون عن أسامى الكتب والفتون: 

لمصطفى بن عبدالله القسطتطيتي الرومي المعروف بحاجي خليفة:» دار: الكتب 
العلمية. بيروت - لبتات. 

كلمة الإخلاص وححقيق معناها: 

تأليف الحافظ ابن رجب اللتبلى» ت. عماد طه فرةء نشر دار الصحابة للتراث. ط. 
الأولى م١5اه.‏ , 1 
كيف نفهم التوحيد: 

بقلم محمد أحمد باشميل» نشر الجامعة الإسلاميه بالمدينة المنورةء ط.الثالثة 8٠6اه.‏ 
لساتن العرب: ١‏ 

للإمام أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الأفريقى المصريء نشر 
دار صادر. 1 

مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الو هاب : 

صنفها وأعدها للتصحيح هيدا لطبعهاء ١-عبدالعزيز‏ بن زيد الرومي. ؟- محمد 
بلتاجي . م« سيد حجاب. نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 

مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: 

جمع وتزتيب عبدالرحمن بن محمد بن قاسم. نشر مؤسسة قرطبة. 

مختصر معارج القبول: ٍ 

للشيخ حافظ ابن أحمد آل حكمي؛ اختصره أبو عاصم. هشام بن عبدالقادر بن 
محمد آل عقدهء نشر دار الصفوة». ط. الثانية ؟41اه. 

مدارج السالكين: 8 

للإمام السلفي أىاغبدالله هذ بق أي: بكر بن آيوب: بن قي 'الجوزيةيت .محمد 


-١48 
-8 
6مك-‎ 


- 


- 


ات 


-45 


-06 


5س 


-61/ 


-1١6م‎ 


-1068 


(.ه) 


المستدرك: 
للإمام الحافظ 3 عبدالله الحاكم النيسابوري. نشر دار المعرفة. بيروت - لبتان. 
سردن الإمام أحمد بن حنبل: 
نشر دار الكتب العلمية بيروت - لبنان. عن طبعة المطبعة الميمونية. 
مستد الإمام أحمد: 

- جمد شاك نهر دار المعازف صر ل ودام اهن 
السو 

مع ددشيو الذي 0 البركات عبدالسلام بن عبدالله. -١‏ شهاب الدين أبو 
المحاسن عبد الم بن :عبدالسلام. *- شيخ الإسلام تقى الذين أحمد بن 
عبد اللي جمعها وبيضهاء شهاب الدين أبو العباس أحمد بن نحمد اللراني 
الدمشقي. ت. نحمد نحي الدين عبدالحميد. ط. مطبعة المدني. القاهرة. 
تأليف محمد بن عبدالله الخطيب التبريزي؛ ت. محمد ناصر الدين الألباني» نشر 
المكتب الإسلامي, ط. الثالثة 8٠4اه.‏ ٍ 


المصباح المثير:. 
تاليف العام العلامة احهد إن ) محمد بن علي الفيومي المقرئ. نشر مكتية لينان. 
المطلع على وات المقنع : 

للإمام أبي عبدالله شمس الدين محمد بن أي الفتح البعلي الحنبليء نشر دار 
الوقبكيي: 


نادم اجو شخ 00 الوصول إلى 7 0 في التوحيد: 
35 لق : 

للإمام أبى محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي. ت. -١‏ خالد 
عبدالرحمن العك. ؟- مرواآن سواد. نشر دار المعرفة. ييروت - لبئان. 


تأليف د. عجيل جاسم النشميء' نشر مكتبة المنار الإسلامية الكويت. ط. الأولى 
امهم 


معاني القران وإعرابه: ش 
5-5 إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج, ت. د. عبدالجليل عبده شلبي» ط. الأولى 
م١٠:1‏ ام نشر عام الكتب - ببيروتث. ١‏ 


المعجزة الكبرى القرآن: 


| للإمام محمد ابو زهره نشر دار الفكر العربي. 


ع 


-51 


-67 


1 


2-55 


م56- 


5 


/اكك- 


-5 


18 


-اوا/٠‎ 


( مه ) 


معجم ال مو لفين: 

تأليف عمر رضا كحالة, نشر دار إحياء التراث العربي. 

معجم مقاييس اللغه: 

لذي اطنن اهمد ون فارقن. بق وكزياء نك عبد السلام عنم هاروذة طءا اطلبية 
الثانية ٠9١اه.‏ 

المغنى : 

العم ان محمد عبدالله بن أحمد بن محمد ابن قدامة. نشر مكتبة الكليات 
الأزهرية. 

مفا تيح الغيب: 

للإمام محمد الرازي فخر الدين ابن ضياء الدين عمر المشتهر بخطيب الري». نشر 
دار الفكرء ط. الثالثة 6٠1١اه.‏ 

المفردات: 

تاليف أن القاسم الحين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهاني». نك حخمد. سيد 
كيلاني»: نشر دار المعرفة بيروت - لبناث 

الملل والنحل: 

لوبي الفقح محمد بن عبدالكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني. ت. محمد سيد 
كيلا ني » نشر دار المعرفة, بيروت - لبنان. 

مناهل العرفان: 

للشيخ محمد عبد العظم الزرقاني» ت. أحمد شمس الدينء نشر دار الكتب 
العلسية:"بؤوة ها لونانع له الأول داه 

منهاج السنة: 

لاين تيمية ابى العباس تقى الدين أحمد بن 00 ت. د. محمد رشاد سالمء 
نشر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ط . الأولى 405اهه 

منهج التربية الإسلامية لمحمد قطب: 

لمحمد قطبء نشر دار الشروق. ط. الحادية عشرة 08٠5١اه.‏ 

ميزان الاعتدال: 

لأبي عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان- الذهي. ت. على جمد البجاوي» ط. دار 
إحياء الكتب العربية» ط ط. الأولى +م*اها 7 ْ 

نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار: 

للحافظ ابن حجر العسقلانيء ت. حمدي عبدالمجيد الللعين: تكسو :مفكصة: ابن 


تيمية 2 العاهئنة: ط. الاولى 1ه 





اا 


- 1/1 


"يا 


- 11/5 


- 16 


1 


( مه ) 


نزهة الأعين النواظر في على الوجوه والنظائر : 

لجمال الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي. ت. محمد عبدالكريم كاظم 
الراضى . نشر مؤّسسة الرسالة. ط. الثالثة 409اه. 

نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: 

للشيخ الحول بن محمد المقري التلمسانيء نشر دار صادر - بيروت. ط. 88م83ام. 
الكت بو الغيوة: 

لأبي الحسن علي بن حبيب الماوردي البصري. ت. خضر محمد خضرء نشر وزارة 
الأوقاف ‏ الكوينية .ل الأول اه 

النهاية في. غريب الحديث والأثر: 

للإسام جدالذين أي «البعادات البنازك-اين سه اطرزي: تك طنامن التيد 
الزاوي؛ ومحمود محمد الطناحى. نشر المكتبة العلمية» بيروت. 

الووك: وأائرة «ق! الخل في ٠.‏ 5 

لفضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان. نشر دار الوطن - الرياض. ط. الاولى ' 
7ه 

وفيات الأعيان: 

لآو الكداين عسمن «الذين عمف بن دين اوقد سركان ردي سيان 


عباس .» نشر دار صادر. بيروايت. 


(عمه ) 


فهرس الموضوعات 


الموضوع الصئحه 


المقدمة ١‏ 
توطكة وشكر ا 5 
سيب اختيار الموضوع ٠‏ 3 
مغطة العم 3 
منهجى ف الرسالة 6م 
العبيد 1 
تعريف القلب والمراد به في الكتاب والسنة ٠‏ 
علاقة القلب بالعقل ١‏ 
الباب. الأول: حديث القران غن. القلب السليم ١‏ 
الفصل الأول: أوصاف القلب السلم 1 
بالميضف» الأول اليذاة : ١‏ 
المبحث الثاني: العلم 1 
المبحث الثالث: العبودية امم 
المبحث الرابع: الإيمان 4 
المبحث الخامس: اليقين ْ”, 
المبحث . السادس: المحبة 0 
المبحث السابع: الرجاء والخوف 0 
المبحث الثامن: الوجل ١‏ 
المبحث التاسع: الخشوع 1 
الميبحث العاشر: الإخبات كل 
المبحث الحادي عشر: الإنابة ْ رفن 
جب المبيعف: العاق عشير» التقوي 1 


المبحث الثالث عشر: المراقبة ضين 


(6به) 


٠‏ الموضوع 


المببى» 
الميى» 
> المبيىة 


الفصل الثانى: 


مهيد 
اسه 


الم 9 


الرابع عشر: الحياء 

الخامس. عشر: الضدق 
السادس عشر: التوكل 
السابع عشر: الشكر 

الثامن عشر: الاعتصام - 
العاميع شر الرافة و الرحية 
العشرون: الاستقامة 

الحادي والعشرون: الإيثار 
الثاني والعشرون: الصفاء 
الغالث والعشرون: الفرح 
الرابع :و العشرون: الغيرة 
الخامس والعشرون: التواضع 
الساذسس والحكروك: الطهز 
السابع والعشرون: السلامة 
الثامن والعشرون: الاطمئنان 
التاسع والعغشرون: اللين 
الكلاتتصسية ذا افيد 
الحادي والثلاثون: الربط 
شاف سلانة لعل 


الأأولوة ]واو الله بويج بالسر ف قف ومع 


على أصحاب القلوب السليمة 


الغا عدلامة العقيدة 


تين 
يل 
ادن 


165 


6 
مدا 
1 
ملا 


ما 
لاما 
م1 
ا 


5١ 


( همه ) 


الموضوع 
المبحث الرابع: شعائر الإسلام وعباداته الظاهرة 
أولا: الوضوء والغسل والتيمم وإزالة النجاسة 
م ثانيا: الصلاة 
ثالشا : الزكاة وصدقة التطوع 
درابعا: الصيام 
خامسا: الحج والنسك 
سادسا: مكارم الأخلاق 
الباب الثاني: حديث القران عن القلب المريض 
الفصل الأول: نوعية أمراض القلوب 
المبحت الأول: المرض الذى لايعاًم به .صاحبه في الخال 
الكت الأول مرهن الشيهات 
المطلية الغاق: همرض: الشيوات 
أولاً: الكبر 
إن اتلمنة 
ثالقاً: البخل 
رابعاً: العشق 
كاين : الظلم 


أمر اقح يتعترك: كن من المشبهات والشهوات في إثارتها: 


الميشتحل 
المبحث الثاني: المرض الذى يتلم به صاحبه في الخال 
المطلب الأول: الحزن والهم والغم 


المطلب الثاني: الغضب 


المطلب الغالث: الغيظ 


رامنا 


(5ه ) 


الموضوع 
الفضل التاق اسناجه عرض" القليه 


المحف: الأول » الأميّاب الحافة 
"المظلته الأول مكاقد» إتليسن كاف الله 

المطلب الثاني: الجهل وضعف البصيرة 
المطلب الثالث: الهوى المنبع 

الضف القاق الأسياه ضاف 
المطلب الأول: أسباب مرض الشبهات 
أولاً: الفهم الفاسد 
ثانيا: النقل الكاذب 
المطنب العان + سباي فوطن . الشهوناك 
أؤلا:الإقواظ أفيما اريم من الفميواك 
ثانيا: عدم حفظ الجوارح عما حرم الله 

الفصل الثالث: منهج القرآن الكريم في معالجة أمراض القلب 


المتحفه الأول »تعرين« الامات والقيده الديية 

في القلوب ٠‏ 

أولاتعرعيه انك الكوى إل.هوفة انلسية 
جل وعلا بأسمائه وصفاته 

ثانياً: توجيه القلب البشرى المريض إلى النظر 
“اينات الله االشترفية 

فالناد توعته القلب التعرى: الرئيض إل التظر 
اياج الله الكوية والقسي 

رابعا: توجيه القلب المريض إلى النظر في آيات 
الله التاريخية 


بع 
لفن 
6 
8 
نض 
مدنا 
فض 


5 


5 


يحون 


ادغو 


لددننا 


( امه ) 


الموضوع الصفحه 
المعفبالنان: الدعوة إلى الشمول والتوازن في حياة 
المسلم ش دكن 
المبحث الثالث: التربية القرانية للقلب عن طرينق 
الترغيب و الترهيب كين 
الطريق الأول: الحديث عن أسباب مرض القلب وذم 
مر ضى القلوب وذكر ماتجلبه هذه الأمراض من 
مصائب ونكبات في الدنيا والآخرة اطق 
الطريق الثاني: الحديث عن القلب السلي بدكر أسباب 
سلامته وما أعد لأصحابه من الخير في الدنيا 
والآخرة اشن 
اليسيكا لزاه العرية بالقدوة هوب القن م 
الباب الثالثك: حديث القران عن القلب اميت 8 
الفصل الثالث: أوصاف القلب الميت ام 
المبحث الأول: الزيغ ١‏ 28 
المبحث الثاني: النفاق ام 
المبحث الغالث ؛ الريب ش عبرم 
المبحث الرابع: الإنكار اام 
ايخ اشام الاشتزان مق ذكن الل هر وجل رم 
الليضف: الساسن؟ الرعت ' 1م 
المبحث السابع: التحسر ع 
المبحث الثامن: النجاسة : وا 
الست العاف + العشفيت | م 
| المبحث العاشر: الطبع واحتم والرين والكن والقفل 


وا لتغليف | لاوم 


(ممه ) 


الموضوع 

أولا: الطبع 

ثانيا: الختم 

ثالغا: الررين 

زايّعا: الكن 

باصا مالقا 
ساو التغليف 
الخادئ ' عشن»: القسواة 
الثاني عشر: العمى 
الثالث عشر: الغفلة 
الرابع عشر: الكبر 
الخامس عشر: الغل للمؤمنين 


الأول: الكفر 
الثاني: الزيغ 
الثالث: الجهل وعدم الفقه 


الرابع: إخلاف وعد الله عز وجل 


الخامس: الكبر 
السادس: اتباع الهوى 


: منهج القران الكريم في معالجة القلب الميت 


الأول: غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في 


القلوب 


باضناثه وصفاته 


الصفئحة 
1س 
لذن 
4.١‏ 
4 
1 


2 


أولاً: توجيه القلب الميت إلى معرفة الله جل وعلا 


فلحت 


( ومه ) 


الموضوح الصفنحه 
ثانياً : انو جيه القلث المت إن النظر في ايات 

الله الكونية والنفسية 16 
ده نو جيه القلتى: المت إن النظر في ايات 

الله التارينية لك 


المبحث الثاني: العلا ج عن طريق الترغيب والترهيب 157 
الطريق الأول: اطويت عن القلت” الميت: وذكر شتات 
موانه وبيان مايوصل إليه موت القلب من 
العذاب الدنيوي والأخروي 16 
الطريق الثاني: : الحديث عن القلب: الحي وذكر اسراف 
حياته 0 د مايناله اانه متتسسجن-. 


المبحث الثالث: العلاج بضرب لمثل 3 
المبحث الرابع ار على القلب الميت عن طريق 


المبحث 0 هوه إلى |إحياء القلوب المشتتجيةه 
بالر جوع إلى الله عر وجل والبشارة بإمكانية 


الخاقة ش 5 
فهرس الفهارس. 4 

فهرس الآايات 1 
فهرس الأحاديث امع 
فهرس الآثار ش 64 
ففرس "الأشعار يلت 
فهرس الألفاظ الغريبة المشروحة في الهامش ظ 3 
فهرس الأعلام المترجمين 57 

فهرس المراجع 00 


فهرس الموضوعات 0